أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
68935 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-28-2016, 10:20 AM
محمد أحمد عينب فارح أفيري محمد أحمد عينب فارح أفيري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
الدولة: شرق إفريقيا
المشاركات: 96
افتراضي تحصيل العلم الشرعي بين صفوف الجامعة وحلق العلماء

القارئ لكتب وتراث علماء الشريعة اﻷوائل يجد أن من أبرز بل أبرز طرق تحصيلهم
للعلم الشرعي كان عن طريق الحلقات اللتي كانت تقام في المساجد
والجوامع واللتي كان يعقدها العلماء والشيوخ ودائما ما كانت في
مواعيد الصلوات الخمس وقد تكون أحيانا في غير مواعيد الصلوات وكان
الشيوخ ﻻ يتصدرون للتدريس وإلقاء الدروس في المجالس والحلقات إﻻ
بعد أن يقضوا سنوات في التعلم والتحصيل العلمي وحتى يشهد لهم
شيوخهم بالنبوغ في الفنون اللتي سيتصدرون لها تدريسا وتعليما وقد
تكون لكل فن طريقته الخاصة نظرا لطبيعة مادته ومحتوياته من حيث
التقديم والتأخير خذ مثﻼ علم اللغة فهو ككونه أساسا ﻷي علم ينوي
طالب العلم دراسته ﻻ بد من أن يلم به الماما قبل الشروع في ذالك
العلم دراسة وتعلما وقد كان السلف يعلمون أبناءهم القرآن يبدؤون به
قبل كل شىء،وكان الطالب يأخذ من كل فن كتبا معينة تتﻼءم مع
مستواه ويجب أن تكون هذه الكتب من مختصرات ذالك الفن كاﻻجرومية
مثﻼ في علم النحو والجوهر المكنون مثﻼ في علوم البﻼغة ونخبة الفكر
مثﻼ في علم مصطلح الحديث واﻻربعون النووية في متون الحديث،ثم
يتطرق ويتدرج على هذا المنوال حتى يتمكن من ضبط ومعرفة أصول كل
فن ثم يعود نفسه على جرد المطوﻻت والمطالعة عليها سنين وسنين
هذا مع ما كان عندهم من تقوى الله والزهد في الدنيا والتفرغ للعلم
وإنفاق الغالي والنفيس في تحصيله والتقرب الي الله بتعلمه ودراسته
فصاروا ما صاروا بعد هذه المنهجية اللتي نراها اليوم في بطون كتبهم
واللتي يتعجب منها الواقف على تراثهم ممن لم يعط ما أعطوا من قوة
الذاكرة وسعة العلم وكثرة اﻻستحضار حتى أنهم كانوا يؤلفون الكتب
ويملون المجلدات من ذاكرتهم كما حكي عن ابن عبد البر وكذا شيخ
اﻹسﻼم ابن تيمية فقد أملى فتاواه وهو في سجن القلعة في دمشق
وكثير من مختصرات الخافظ امﻼها وهو في سفر،علل الدارقطني عبارة
عن أجوبة على أسئلة أحد طﻼبه كانت من صيد الخاطر وهكذا ذكر في
مواضع من تراجمهم،وهكذا إلى نهايات القرون السابعة والثامنة
والتاسعة فظهرت الدور الحديثية والفقهية ثم بعد قرون ظهرت المدارس
والجامعات والمعاهد وأسست الكليات فانحرف الطﻼب عن تلكم الطرائق
المعهودة في تحصيل العلوم الشرعية إلى هذه الطرق الجديدة عبر
صفوف المدارس من اﻹعدادية والمتوسطة والثانوية ثم الجامعات
بدرجاتها فحصل خلل كبير في النتيجة والثمرة وأصبح الناس يلهثون وراء
اﻷلقاب العلمية من الدكتور والبرفسور وغيرهما من اﻷلقاب اللتي ليس
مع كثير ممن يحملونها كبير شيء مما يدعونه من العلم والمعرفة وقد
كتب الشيخ العﻼمة بكر أبو زيد رسالة قيمة في هذا الباب
أسماها "تغريب اﻷلقاب العلمية " بين فيها كيف جنت هذه اﻷلقاب اللتي
جاءتنا من الغرب على العلم وكيف مكنت من الجلهة البلهاء التصدر
للتدريس واﻹفتاء فقط ﻷنه يحمل معه شهادة الماجستير او الدكتوراه مع
وجود من هم انفع منهم ممن ﻻ يحمل هذه الشهادات،هذا ومع أنني ﻻ
أقلل من شأن الدراسة اﻷكاديمية وﻻ من الحصول على هذه الشهادات
إﻻ أنني أرى أنها ليست معيارا وﻻ مقياسا يقاس به طالب العلم
الشرعي أو يميز به المؤهل من غيره،كما أنني ﻻ أنكر ان كثيرا من
علماء عصرنا أو طﻼب علم أقوياء معاصرين يحملون هذه الشهادات وهذا
ليس عيبا فيهم ﻷنهم أكفاء بناء على الحصيلة العلمية اللتي عندهم
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.