أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنا

[محمد أبو سهيمة]

السلام عليكم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,اما بعد

ان اعظم الناس غيا واشدهم بعدا عن رجوع الحق ذاك الذي يفعل الباطل وقد زين له الشيطان سوء عمله ,كما قال تعالى ,أفمن زين له سوء عمله فرىه حسنا ,
وقد ذكر لنا ربنا مثل قوم وقع منهم ذلك فبلغوا من الضلالة مبلغها ,حتى انهم أعرضوا عن الكتاب الذي انزله عليهم ,فقد كان اليهود قوما اهل كتاب ,لما بعث النبي عليه لاصلاة والسلام الى الناس جميعا ,ودعاهم الى اتباعه ,اعترضوا عليه بتمسكهم بالكتاب الذي انزل عليهم كما قال ربنا , "وقالوا نومن بما انزل علينا " لكنهم في ذات الامر كانوا اذا دعوا الى التحاكم الى كتابهم تولوا عنه معرضين ,بل جاء في الاثار انهم كانوا اذا اخرجوا التوراة يقرؤونها محو بعضا منها , او وضعوا ايديهم على ما لا يريدون قراءته ,وهذا من اعظم الظلال , واجرأ الذنب ,وأشد الغواية ,حتى ذكر الله حالهم لرسوله عليه الصلاة والسلام بالاستفهام الدال على التعجب والاستنكار " ألم تر إلى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم, ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " ثم ذكر الله لنبيه عليه الصلاة والسلام سبب هذا الضلال وانهم تصوّروا انهم خيرة الخلق فهم القائلون" نحن ابناء الله واحباؤه "' فظنوا بذلك انهم معفون من العذاب إلا اياما قلائل لخطأ فعله بعضهم في الزمن البعيد , والمشكل ان هذا القول الذي يدعونه ظاهر البطلان ولذلك ربنا سبحانه رده في كتابه ," فل اتخذتم عند الله عهدا ام تقولون (اي بل تقولون) على الله مالا تعلمون , فبطلان دعواهم ظاهرة ,ولكنهم صدّقوا انفسهم وزيّن لهم الشيطان قولهم وفعلهم وانخدعوا بما اقنعوا به انفسهم واستغنوا بالانتساب الى الخيرية المزعومة فكان ان تولوا عن كتاب ربهم ,ولذلك قال سبحانه " ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُون "
فليحذر الانسان من تلبيس ابليس وليزن تصرفاته وليحاكمها الى شرع ربه ,لا الى فعل جماعة ,ولا يظنن بانتسابه الى الفرقة الناجية او كونه من الجماعة المثنى عليها عذرا له في الباطل ,وليحذر ان يغتر بما ليس بحق وليصدق مع ربهم في دعائه ,اللهم ارنا ا لحق حقا وارزقنا اتباعه