أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
4326 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-15-2015, 09:47 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي رسائل من الحرم (للشيخ أبي أويس رشيد الإدريسي)

[مقدمة الشيخ حسين بن عودة العوايشة]
قال الشيخ حسين بن عودة العوايشة - حفظه الله - مقدما :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد : فقد ألقيت نظرة مجملة سريعة على ما كتبه أخي الشيخ رشيد حفظه الله ورعاه فألفيته مفيدا نافعا ماتعا .
أسأل الله تعالى أن ينفع به وبما كتب وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب:حسين بن عودة العوايشة
الثاني من ذي الحجة عام1436

قال الشيخ أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين :
من المكرمات التي أكرمني الله بها هذا العام ( رمضان 1436 هجرية ) : زيارة الحرم المكي قصد أداء العمرة ، وكانت لي - مع صحبة طيبة نحسبها كذلك - زيارة إلى الحرم المدني ، وزورت في نفسي ضرورة أن أعيش في رياض الحرمين وفق المقاصد والعلل قدر المستطاع - والموفق الله سبحانه - لأخرج من مجرد (صور الأعمال)؟! إلى ذوق (معانيها)؟! و(الوقوف عند حقائقها)؟! ، فكنت أشهد - في ثنايا ذلك - فيما أظن - تفضلا من الله - : (مقامات تربوية)؟! ..، و(مشاهد تزكوية)؟!..، و(منازل شرعية)؟! ...، وكنت أدونها قصد الرجوع إليها لتذكرها والاذكار بها، وكنت أرسلها في حينها لبعض أحبائي قصد أن يعيشوا معي هذه المشاهد من الكرم ، وقد وسمتها ب - ( رسائل من الحرم ) ...
فأحببت جمعها - هنا - لا من باب رؤيتي لحالي ولا تزكية النفس ، - فلو كانت للذنوب رائحة لفر مني الإنس -، وإنما من باب الوعظ واستنشاق نسيم الأنس ..
والله الهادي للتعلق بنفحات رياض القدس ..
فإليك - يا رعاك الله - هذه المشاهد الشواهد ...والله المعين للاستفادة من الفوائد.


[الرسالة الأولى]

بسم الله الرحمان الرحيم
رسائل من الحرم (1)
= = = = = = = =
شهود مشهد نعمة السنة (؟!)..
عند حديث الناس - عموما - عن ( النعم) يتمحور كلامهم - غالبا - في نعم الطعام والشراب والصحة .. والنعم الدنيوية ..، بخلاف ما عليه ( الخاصة ) حيث لا يقفون عند هذه النعم - فحسب ! - ، بل يشهدون نعمة الإسلام والإيمان والإحسان ومقامات الدين..، وهي أرفع كما لا يخفى .. ومما أشهده - تفضلا من الله وتكرما - وأنا في الحرم المكي قصد
أداء العمرة - أسأل الله القبول - : ( مشهد نعمة السنة )؟!.. ، حيث رأيت - كما في كل مرة أزور فيها الحرم - التباين العجيب (!!) ، والتفاوت الغريب (!!) بين عبادات المسلمين في الطواف والسعي وعند ذكر الله ..وهكذا دواليك ببدع ومحدثات، (قُلْ كُلّ يَعْمَل عَلَى شَاكِلَته فَرَبّكُمْ أَعْلَم بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا) ..، مما يستدعي من ( صاحب السنة ) أن يشكر الله تعالى - بقلبه ولسانه وعمله ( ؟!) - على اختيار الله له أن جعله على سنة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - وتوفيقه لذلك، فالحمد لله على نعمة الإسلام والسنة ..
فاشهد هذا المشهد الرفيع يا ( صاحب السنة ) ..، فالمتمسك بها غريب ، ومن حاله يتعجب البعيد والقريب ( ؟!!) ..
كتبه من الحرم المكي قبالة البيت العتيق في صحنه بعد صلاة الفجر : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-15-2015, 09:51 PM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي [الرسالة الثانية]

[الرسالة الثانية]

بسم الله الرحمن الرحيم
رسائل من الحرم (2)
=======
* شهود مشهد التوحيد (؟!)..
عندما أنظر إلى الجموع المقبلة على البيت العتيق لعبادة الله تعالى على اختلاف أجناسهم، وتباين ألوانهم، وتفاوت أعمارهم، أجد نفسي قد تملكها شهود مشهد ( الوحدانية لله تعالى ) ؟!، مما يدل على أن وصل القلوب بعلام الغيوب أساسه : ( تجريد التوحيد ) ؟! ..، و (اجتناب التنديد) ؟!.. قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :" ما كان شيء أتعب لقلب النبي - عليه الصلاة والسلام - من بقاء ما يشرك - بضم الياء وفتح الراء - به من دون الله تعالى " الفتح/ الحديث رقم: 4355.
ولذا فمن المهمات التي غفل عنها كثير من النخبة - فضلا عن العامة (!!)- أن تناول موضوع التوحيد - علما وعملا - يجب أن يكون وفق ( المنهج القرآني) ؟!، لا ب ( المنهج الكلامي ) ؟!، فالأول: " تزكوي "..، والثاني : " جدلي " ..قال تعالى : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )
ف ( العلم ): هو المصحح ل ( موضوع التوحيد )..
قال أبو بكر بن العربي المالكي - رحمه الله - :" شرف العلم بشرف المعلوم، والباري أشرف المعلومات " أحكام القرآن 2/933.
و ( لا إله إلا الله ) : تحقيقه في النفوس ..
( واستغفر لذنبك ): غايته المتمثلة في " التزكية " ؟! ..
ولا يلزم من هذا ( التقرير ) إلغاء " باب الجدل "! لكنه - بعد مراعاة شرطه ( ؟!) - عارض ..فتأمل وبالعلم تجمل ..
كتبه من الحرم المكي مقرا بنعم ربه العلي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-16-2015, 01:20 AM
سلمة الانصاري سلمة الانصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 147
افتراضي

بارك الله فيكم اخي عادل عن نقل مقال الشيخ رشيد .هل الشيخ ابو اويس ذهب ليكمل دارسته ببلاد الحرم بارك الله فيك؟
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-16-2015, 03:36 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

لا أخي الشيخ ذهب لأداء العمرة فقط.
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-16-2015, 04:40 AM
أبوحمزة أبوحمزة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 66
افتراضي

جزاك الله خيرا على نقل هذه الرسائل التي حررها شيخنا الفاضل أبو أويس رشيد الإدريسي حفظه الله.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08-16-2015, 04:51 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

[الرسالة الثالثـة]


بسم الله الرحمان الرحيم
رسائل من الحرم (3)
============
شهود مشهد الاجتماع ( ؟!)..
مما يستدعي التأمل في ( عبادة ) الحج أو العمرة اجتماع المسلمين في محل واحد مع اختلاف أجناسهم، وتباين ألوانهم ، وتباعد ديارهم، وتفاوت أعمارهم ...، للدلالة على مقصد من مقاصد الشريعة وهو ( الاجتماع) ؟! لكن مفهومه عند الكثيرين في واقعنا المعاصر -خاصة- قد شابه ما شابه من " المظهرية الجوفاء" ؟!، حيث تجد الحرص على مجرد الاجتماع دون مراعاة "ماهيته" ؟!، والنتيجة: (اجتماع الأشباح وتنافر الأرواح) ؟!! ، مع أن الوقوف عند الحقائق من الضروريات، خاصة أننا في زمن كل ينادي فيه إلى الاجتماع ويدعيه (!!) ، على غرار ( كثل ثم ثقف )؟!!، ولذا فإن العبرة ب ( نهج الاجتماع )؟! الذي مرجعه إلى الاعتصام ب " حبل الله تعالى " ، مصداقا لقوله : (واعتصموا بحبل الله جميعا ) ، والمعنى:( ثقف ثم كثل)؟!، لكن الناس - إلا من رحم الله - قد استغرقوا في ( الحكم التكليفي لذلك = إيجاب الاجتماع ) ؟! ، مع إهمال ( الحكم الوضعي = مراعاة الحقوق وإزالة الموانع ) ؟!..
قال العلامة أبو السعود - رحمه الله - عند قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) في تفسير ( ولا تفرقوا ):" لا تحدثوا ما يوجب التفرق ويزيل الألفة " إرشاد العقل السليم 1/526.
فالحذر الحذر من ( صناعة الغثائية )!! ولو على صعيد الخطاب ( ؟!)، فإن التنادي للاجتماع بعيدا عن اعتبار (حقيقته) التي يقوم عليها شرعا: " نزعة حزبية "؟!، و " لوثة طائفية " ؟! ، يجب على أرباب ( الدعوة) أن يكونوا عنها بمبعدة، حتى لا يقعوا في الهرولة في غير المسعى ، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ..
كتبه من الحرم المكي بعد صلاة الفجر : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 08-23-2015, 08:47 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

[الرسالة الخامسة]
بسم الله الرحمان الرحيم
رسائل من الحرم (5
)

* شهود مشهد التدبر ( ؟!)
= = = = = = = = =

جميل أن تصلي خلف إمام متقن محقق لمفهوم " التغني " بالقرآن على وجهه الصحيح..، ونهجه المليح ..، فإن ذلك من العوامل المساعدة على شهود ( مشهد التدبر ) ؟! ..
هذا ما وفقني الله إليه مع أول (صلاة فريضة = صلاة الصبح) لي في المسجد النبوي خلف الشيخ المقرئ أحمد طالب بن حميد - نحسبه كذلك -..، فقد لامست الآيات المتلوة (مكامن النفس)؟!، و(شغاف القلب) ؟!، فـ(دمعت العين)!! - أسأل الله الإخلاص - ، وكما قال القائل : " يظمأ القلب اشتياقا، فتمده العين بالدموع!!".
فالله الله في"شهود مشهد التدبر " ، فالتبصر في آيات القرآن، والولوج إلى ذوق معانيها، بل العروج إلى الوقوف عند أسرارها هو (منطلق الربانية) ؟!.
قال تعالى : ( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ).
ولذا كان " أساس العلم " ؟!.. مرجعه إلى تدبر آي القرآن، بل أصل ذلك (فريضة).. لا (فضيلة).. فتنبه ..
ولأجله لاح الله باللائمة على من لم يتدبر كتابه فقال سبحانه : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن
فلازم - يا رعاك الله - الصلة بكتاب الله تعالى، مع الحرص على تدبره والتفكر فيه ..، فإنها سبيل لتحقق ( الرفعة)!.. و ( العظة)!..
قال تعالى : ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون )
وهذا ولد رأى والده عالي المكانة بين الناس فسأله عن سر ذلك، فقال الوالد المربي الناصح :
هذا الذي كنت أطويه وأنشره *** حتى بلغت به ما كنت آمله
فدم عليه وجانب من يجانبه *** فالوحي أكرم علم أنت حامله
والله المستعان ..

كتبه من الحرم المدني راجيا عفو ربه العلي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-24-2015, 12:02 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي


[الرسالة السادسة]
بسم الله الرحمان الرحيم
رسائل من الحرم (6)
* شهود مشهد الافتقار ( ؟!)
بينما هممت بأخذ وقت قصير ليستريح فكري( ؟!) ..، إذ بالخاطرة تسرق - بفتح التاء - مني ذلك( !!).. ، حيث شغل - بضم الشين وكسر الغين - البال بالتأمل في أحوال تلكم الجموع الغفيرة في المسجد النبوي وهي تنتظر صلاة الجمعة.. ، فمنهم (المصلي)؟!، ومنهم (الناظر في المصحف)؟!، ومنهم (الذاكر لربه)؟!، ومنهم (الداعي المتضرع )؟!.. فلاح لي مدى ( افتقار ) العباد إلى ربهم ( ؟!).. ، مما استدعى إقبالهم عليه.. كما قال تعالى: ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )..
فشهود العبد ل ( مشهد الفقر )؟! تجل( لتبرئه من الحول والقوة )؟!..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" الفقر الحقيقي : دوام الافتقار إلى الله في كل حال ، وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه " المدارج 2/440.
أنا الفقير إلى رب البريات *** أنا المسكين في مجموع حالاتي
ولذا ف ( الافتقار إلى الله عز وجل ) : خروج من مستنقع ( رؤية النفس والاستكبار )؟!.. ، إلى رياض ( الخضوع والانكسار للعزيز الغفار) ؟!..، فتجد العبد "تعلقه - فحسب - بمولاه"!!، لا يضيع أنفاسه في غير مرضاته، ولا يفرق همومه في غير محابه...، وهكذا حتى يصير - بالارتقاء - من أرباب ( الخلص في الود ) ؟! ..، وأصحاب ( التعبد مع الجد ) ؟!..
وعليه ف (الصفة الجامعة) للعبادات القلبية والعملية = "التذلل فيها لله تعالى" ؟! ..
فأخص خصائص التنسك : الافتقار المطلق لله عز وجل ، فهو :" حقيقة العبودية ولبها " المدارج 2/439.
والله المستعان ..
كتبه من الحرم المدني راجيا عفو ربه العلي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-29-2015, 02:59 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

[الرسالة الرابعة]
بسم الله الرحمان الرحيم

رسائل من الحرم (4)
==============
شهود مشهد الهجرة ( ؟!)
في طريقي من مكة إلى المدينة استحضرت واقعة الهجرة النبوية، هذا الحدث الذي عُنْوِنَ له في كتاب الله بـ" النصر اللدني المباشر " ؟! حيث قال تعالى : ( إلا تنصروه فقد نصره الله ) ..
فنظرت طويلا - مع طول المسافة الحسية ( ؟!) - في المكابدة التي كابدها النبي - عليه الصلاة والسلام -، والصديق - رضي الله عنه - للوصول للمطلوب ( ؟!!) ..، فإذا بالذي يُهون ذلك: " مقام الرعاية الربانية " ؟! : ( لا تحزن إن الله معنا )، هذه " المعية الخاصة " ؟! المُورِثة لـ( مقام الشوق ) ؟! الدافع للمضي قدما نحو المقصود ( ؟!) ، مع دعامتي :
- العلم بطبيعة الطريق ..
- وعلو الهمة على التحقيق ..
كذلك هي( الهجرة إلى الله تعالى ) بعيدا عن بنيات الطريق..، هذا "السير المعنوي" المُعَبَّر عنه في الحديث عند البخاري - رحمه الله - بقوله عليه الصلاة والسلام :" المهاجر من هجر ما نهى الله عنه " .
فلا بد في خصوصه من :

- ( علم ) بحقيقة الأمر والنهي الكاشف عن حقيقة مراد الله تعالى، والهادي لطريق الوصل به سبحانه إلى أعلى الجنان..
- و( علو الهمة ) في الهجرة إلى الله تعالى، الباعثة على الترقي في مدارج الإيمان، ومنازل الإحسان إلى مقام الرضوان ..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :" لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه، وعلم يبصره ويهديه " المدارج 1/457.
هذا مع ضرورة ( الشوق) الذي به تهون صعوبة المسير .. رجاء (تحقق المراد = رضا الله تعالى )؟! .

ولذا قيل:"بالاشتياق تهون المشاق "

فكن على ذُكْرٍ من هذا يا رعاك الله ...


كتبه من الحرم المدني في رياض المسجد النبوي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .
__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 08-29-2015, 03:01 AM
أبو عبد الله عادل السلفي أبو عبد الله عادل السلفي غير متواجد حالياً
مشرف منبر المقالات المترجمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الولايات المتحدة الأمريكية
المشاركات: 4,043
افتراضي

[الرسالة السابعة]

بسم الله الرحمان الرحيم

رسائل من الحرم (7)

شهود مشهد السمت الحسن (؟!)..
= = = = = = = = = = = = = = =
حضرت بعد صلاة الصبح في المسجد النبوي لدرس الشيخ المتقن المتفنن صالح بن عبد الله العصيمي - حفظه الله -، فكان مجلسه - بالنسبة لي! - خاصا، حيث الذي أثر في نفسي أكثر من غيره من الشيخ: (السمت الحسن)؟!..، و(الدل الرفيع)؟! - نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله -، مع أن الدرس احتوى على جملة من الفوائد العلمية وإن كان أغلبها متعلقا برواة الحديث .. ، ولا ضير في هذه الالتفاتة أبدا ( ؟!)..
فقد نقل الحسن بن إسماعيل عن أبيه أنه قال :" كان يجتمع في مجلس أحمد بن حنبل زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت " مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي .
بل كان الوصف ب ( السمت الحسن ) عند السلف الصالح من ضروريات تلقي العلم ..
فعن إبراهيم النخعي - رحمه الله - قال:" كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون " الكامل في ضعفاء الرجال .
ففي سمت الشيخ - حفظه الله - : ( حلاوة)!..،و( ملاحة )!،..و ( هيبة )!.. ، وهذا من دلائل "الصدق" عند أصحاب الشأن ( ؟!) ..
قال أحد السلف :" ثلاث لا تخطئ الصادق : الحلاوة، والملاحة، والهيبة " المدارج .
وهذه الصفات تضفي على الموصوف بها :
-(سكينة)..تحمل على"الاستكانة"!..
- و(وقارا) ..يبعث على " الاستمالة"!..

فاحرص - عبد الله - على (الدل الحسن)! ، و(السمت الصالح)! ، خاصة إذا كنت تنتسب ل(طلب العلم)! و(التفقه في دين الله تعالى)! ، فلا يصلح في حقك - خصوصا - التخلي عن "رونق العلم"؟! ، فإن ذلك من صور الخروج عن (حقائق الأمور)؟! و(ذوق معانيها)؟! إلى (الوقوف عند صورها)!! ، و (عدم ولوج بابها )!!فتنبه، فقد كان السلف الصالح " يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم "؟!.
وفي الحديث عن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال : " السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة " صحيح الترغيب والترهيب .

والله الموفق .


كتبه من الحرم المدنى راجيا عفو ربه العلي : أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي .

__________________
قال أيوب السختياني: إنك لا تُبْصِرُ خطأَ معلِّمِكَ حتى تجالسَ غيرَه، جالِسِ الناسَ. (الحلية 3/9).

قال أبو الحسن الأشعري في كتاب (( مقالات الإسلاميين)):
"ويرون [يعني أهل السنة و الجماعة ].مجانبة كل داع إلى بدعة، و التشاغل بقراءة القرآن وكتابة الآثار، و النظر في الفقه مع التواضع و الإستكانة وحسن الخلق، وبذل المعروف، وكف الأذى، وترك الغيبة و النميمة والسعادة، وتفقد المآكل و المشارب."


عادل بن رحو بن علال القُطْبي المغربي
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.