أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
6383 100474

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-13-2015, 09:56 PM
ابا مسعود السلفي ابا مسعود السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 139
افتراضي سلسلة رد الشبهات التي تثار حول خال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان الجزء2

نسف شبهات عدنان إبراهيم والرافضة حول الصحابي معاوية بن أبي سفيان

بيان وتوضيح بسيط لحديث:



" ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " !

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
بيان بسيط لحديث:
{ ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار }.


الفئة الباغية (فئة معاوية) سمّـاها الله عز وجل في القرآن الكريم بالفئة المؤمنة فقال سبحانه{

{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما, فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله…}. لاحظ كلمة (المؤمنين).
قال الإمام ابن كثير:
{ يقول تعالى آمرا بالإصلاح بين المسلمين الباغين بعضهم على بعض: { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } ، فسمّاهم مؤمنين مع الاقتتال. وبهذا استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج من الإيمان بالمعصية وإن عظمت، لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم. وهكذا ثبت في صحيح البخاري من حديث الحسن، عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما ومعه على المنبر الحسن بن علي، فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى ويقول: “إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” . فكان كما قال، صلوات الله وسلامه عليه، أصلح الله به بين أهل الشام وأهل العراق، بعد الحروب الطويلة والواقعات المهولة }. تفسير ابن كثير ج7 ص374 ط دار طيبة – الرياض.

والفئة الباغية (فئة معاوية) سمَّـاها النبيُّ صلى الله عليه وسلم فئةً مسلمةً بقوله للحسن بن علي:
{ ابني هذا سيد, وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين }. صحيح البخاري, لاحظ كلمة (المسلمين).
إذًا فقد يبغي المسلمُ مرة أو يظلم ومع ذلك يظل مسلما مؤمنا بالله سبحانه وتعالى.
ثم إن الذين يكفرون معاوية رضي الله عنه بهذا البغي خوارج، لأنهم يُكَفِّرون المسلمين بفعل الكبائر.
وهذا منهج مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة.
ثم نأتي إلى بيت القصيد وهو قوله عليه الصلاة والسلام : { يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار }.
قفال مبغضو معاوية: أن هذا الحديث حُجَّة في دخول معاوية النار !!
قلنا نعود لشروح أكابر العلماء للرواية وننظر هل ما يقوله هؤلاء صحيح أم لا !
قال الإمام ابن حجر العسقلاني وهو من أفضل شُرَّاح صحيح البخاري:
{ فَإِنْ قِيلَ كَانَ قَتْلُهُ بِصِفِّينَ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ، وَالَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الدُّعَاءُ إِلَى النَّارِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْمَ عَلَيْهِمْ فِي اتِّبَاعِ ظُنُونِهِمْ فَالْمُرَادُ بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ الدُّعَاءُ إِلَى سَبَبِهَا وَهُوَ طَاعَةُ الْإِمَامِ، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّـارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ وَهُوَ الْإِمَامُ الْوَاجِبُ الطَّاعَةُ إِذْ ذَاكَ وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلافِ ذَلِكَ لَكِنَّهُمْ معذورون للتأويل الَّذِي ظهر لَهُم }. فتح الباري لابن حجر (1/ 542) ط المعرفة – بيروت.


ويعني كلامه أن بغيهم على عليّ بن أبي طالب كان خطئًا. ولكنْ هناك فرقٌ بين من أراد الحقَّ فأخطأه، وبين من أراد الباطلَ فأصابه.
وهذا يعني أن قول معاوية ومن معه سبب للابتعاد عن الجنة ودخول النار, وليس معناه أبدًا أن معاوية ومن معه داخلون النار.
قال الإمام ابن كثير:
{ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ حَيْثُ أَخْبَرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ عَنْ عَمَّارٍ أَنَّهُ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، وَقَدْ قَتَلَهُ أَهْلُ الشَّامِ فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ ، وَعَمَّارٌ مَعَ عَلِيٍّ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ وَتَفْصِيلُهُ فِي مَوْضِعِهِ ، وَقَدْ كَانَ عَلِيٌّ أَحَقَّ بِالْأَمْرِ مِنْ مُعَاوِيَةَ .
وَلَا يَلْزَمُ مِنْ تَسْمِيَةِ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ بُغَاةً : تَكْفِيرُهُمْ ، كَمَا يُحَاوِلُهُ جَهَلَةُ الْفِرْقَةِ الضَّالَّةِ مِنَ الشِّيعَةِ وَغَيْرِهِمْ ; لِأَنَّهُمْ ، وَإِنْ كَانُوا بُغَاةً فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا مُجْتَهِدِينَ فِيمَا تَعَاطَوْهُ مِنَ الْقِتَالِ، وَلَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ مُصِيبًا، بَلِ الْمُصِيبُ لَهُ أَجْرَانِ، وَالْمُخْطِئُ لَهُ أَجْرٌ .
وَمَنْ زَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَعْدَ قَوْلِهِ: ” «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» “: لَا أَنَالَهَا اللَّهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَدِ افْتَرَى فِي هَذِهِ الزِّيَادَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا ؛ إِذْ لَمْ تُنْقَلْ مِنْ طَرِيقٍ تُقْبَلُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: «يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ» : فَإِنَّ عَمَّارًا وَأَصْحَابَهُ يَدْعُونَ أَهْلَ الشَّامِ إِلَى الْأُلْفَةِ وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ ، وَأَهْلُ الشَّامِ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْتَأْثِرُوا بِالْأَمْرِ دُونَ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ النَّاسُ أَوْزَاعًا عَلَى كُلِّ قُطْرٍ إِمَامٌ بِرَأْسِهِ ، وَهَذَا يُؤَدِّي إِلَى افْتِرَاقِ الْكَلِمَةِ ، وَاخْتِلَافِ الْأُمَّةِ، فَهُوَ لَازِمُ مَذْهَبِهِمْ وَنَاشِئٌ عَنْ مَسْلَكِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَقْصِدُونَهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ } .
البداية والنهاية ج4 ص538 ط دار هجر – الجيزة.
ومما يشهد لهذه المعاني الجليلة التي قالها العلماء بخصوص معاوية هذه الروايات الصحيحة عند الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
{ أولُ هذا الأمرِ نبوةٌ ورحمةٌ، ثمَّ يكونُ خلافةٌ ورحمةٌ، ثمّ يكون مُلكاً ورحمةً، ثمّ يتكادمون عليه تكادُم الحُمُرِ، فعليكُم بالجهادِ، وإن أفضل جهادِكم الرِّباطُ، وإن أفضلَ رباطِكم عسقلانُ }.
رواه الطبرانيُّ في المعجم الكبير ج11 ص88 ط مكتبة ابن تيمية – القاهرة. وذكره الألباني في السلسلة الصحيحة.

وفي صحيح البخاري عن أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا …}.
قال الإمام ابن حجر العسقلاني في الفتح تعليقًا على هذه الرواية:
{ قَالَ الْمُهَلَّبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَةٌ لِمُعَاوِيَةَ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ غَزَا الْبَحْرَ… وَقَوْلُهُ قَدْ أَوْجَبُوا أَيْ فعلوا فعلا وَجَبت لَهُم بِهِ الْجنَّة }.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج7 ص196 ط طيبة – الرياض.
قال الإمام ابن كثير:
{ ثم دخلت سنة ثمان وعشرين, وفيها فتح قبرس… وكان فتحها على يدي معاوية بن أبي سفيان, ركب إليها في جيش كثيف من المسلمين ومعه عبادة بن الصامت وزوجته أم حرام بنت ملحان التي تقدم حديثها في ذلك… }.
البداية والنهاية ج10 ص238 ط هجر – الجيزة.
فهل رجل يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة يكون من أصحاب النار ؟؟
ثم إن عقيدة أهل السنة والجماعة الكف عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الخوض فيهم أو تنقصهم.
وإليك شيئا من أقوالهم:
قال الإمام النووي:
{ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مِنَ الْعُدُولِ الْفُضَلاءِ وَالصَّحَابَةِ النُّجَبَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمَّا الْحُرُوبُ الَّتِي جَرَتْ فَكَانَتْ لِكُلِّ طَائِفَةٍ شُبْهَةٌ اعْتَقَدَتْ تَصْوِيبَ أَنْفُسِهَا بِسَبَبِهَا وَكُلُّهُمْ عُدُولٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمُتَأَوِّلُونَ فِي حُرُوبِهِمْ وَغَيْرِهَا وَلَمْ يُخْرِجْ شيء مِنْ ذَلِكَ أَحَدًا مِنْهُمْ عَنِ الْعَدَالَةِ لِأَنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ اخْتَلَفُوا فِي مَسَائِلَ مِنْ مَحَلِّ الِاجْتِهَادِ كَمَا يَخْتَلِفُ الْمُجْتَهِدُونَ بَعْدَهُمْ فِي مَسَائِلَ مِنَ الدِّمَاءِ وَغَيْرِهَا وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ نَقْصُ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَاعْلَمْ أَنَّ سَبَبَ تِلْكَ الْحُرُوبِ أَنَّ الْقَضَايَا كَانَتْ مُشْتَبِهَةً فَلِشِدَّةِ اشْتِبَاهِهَا اخْتَلَفَ اجتهادهم }. شرح النووي على مسلم ج15 149 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت.

قال أبو حامد الغزالي:
{ واعتقاد أهل السنة تزكية جميع الصحابة والثناء عليهم كما أثنى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم . وما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما كان مبنيا على الاجتهاد لا منازعة من معاوية في الإمامة إذ ظن علي رضي الله عنه أن تسليم قتلة عثمان مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بالعسكر يؤدي إلى اضطراب أمر الإمامة في بدايتها فرأى التأخير أصوب وظن معاوية أن تأخير أمرهم مع عظم جنايتهم يوجب الإغراء بالأئمة ويعرض الدماء للسفك . وقد قال أفاضل العلماء : كل مجتهد مصيب . وقال قائلون : المصيب واحد ولم يذهب إلى تخطئة على ذو تحصيل أصلا }. إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي ج1 ص201 ط دار الشعب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
{ وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَفْضَلُ مُلُوكِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَإِنَّ الْأَرْبَعَةَ قَبْلَهُ كَانُوا خُلَفَاءَ نُبُوَّةٍ وَهُوَ أَوَّلُ الْمُلُوكِ ؛ كَانَ مُلْكُهُ مُلْكًا وَرَحْمَةً كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ : ” { يَكُونُ الْمُلْكُ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ وَرَحْمَةٌ ثُمَّ مُلْكٌ وَجَبْرِيَّةٌ ثُمَّ مُلْكٌ عَضُوضٌ } ” وَكَانَ فِي مُلْكِهِ مِنْ الرَّحْمَةِ وَالْحُلْمِ وَنَفْعِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ خَيْرًا مِنْ مُلْكِ غَيْرِهِ }.
مجموع الفتاوى ج4 ص478 ط خادم الحرمين الشريفين.

منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-14-2015, 01:21 AM
مروان السلفي الجزائري مروان السلفي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: سيدي بلعباس -الجزائر -
المشاركات: 1,790
افتراضي


جزاك الله خيرا على هدا النقل الطيب .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-14-2015, 05:00 AM
عبد الحميد العربي عبد الحميد العربي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 421
افتراضي


قال الشيخ عبدالرحمن الدمشقية :
عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفض التراب عن عمار وهو يقول: « ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار».
رواه (البخاري1/172 ح436 باب الاستعانة بالصناع والنجار و2/273 ح447).
قبل الكلام على درجة الرواية نود التذكير بعدة أمور:
* الأول: أن النبي عرض عليه ناس من أمته وهم يركبون البحر غزاة في سبيله ملوكا على الأسرة. فسألته أم حرام أن تكون منهم. فدعا لها النبي فركبت البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر (البخاري6282 و2788).
فلم يمنعها النبي من ذلك بحجة ان هذا عهد الفئة الباغية.
*الثاني: قول الحسن لما أنكروا عليه مبايعته معاوية (العار خير من النار) (البخاري2704.
*الثالث: وقول ابن عباس عن معاوية إنه فقيه (البخاري3765)
* الرابع: وتولية الخلفاء الراشدين له طيلة واحد وعشرين سنة وحسبه بهذا فخرا كما قال الذهبي (سير أعلام النبلاء3/159).
مما ينفي ان يكون معاوية داعية الى النار. فكيف وأن هناك خلافا في زيادة (يدعونه إلى النار)؟
لقد قع خلاف بين أهل العلم في وجود هذه الزيادة (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه الى النار) هل هي في صحيح البخاري أم مدرجة عليه، ورجح الحافظ المزي أنها ليست من الصحيح ونقل ابن حجر الخلاف في ذلك. وحتى لو صحت فليس فيها دليل على استحقاق للفئة الباغية اسم الفاعل باغية في كل أمرها.
قال الحافظ: «واعلم أن هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع وقال: إن البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميدي: ولعلها لم تقع للبخاري، أو وقعت فحذفها عمدا. قال: وقد أخرجها الإسماعيلي والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أن البخاري حذفها عمدا وذلك لنكتة خفية، وهي أن أبا سعيد الخدري اعترف أنه لم يسمع هذه الزيادة من النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنها في هذه الرواية مدرجة، والرواية التي بينت ذلك ليست على شرط البخاري، وقد أخرجها البزار من طريق داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة وفيه فقال أبو سعيد" فحدثني أصحابي ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية"ا هـ.
وابن سُمية هو عمار وسمية اسم أمه. وهذا الإسناد على شرط مسلم، وقد عين أبو سعيد من حدثه بذلك، ففي مسلم والنسائي من طريق أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: "حدثني من هو خير مني أبو قتادة، فذكره " فاقتصر البخاري على القدر الذي سمعه أبو سعيد من النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، وهذا دال على دقة فهمه وتبحره في الاطلاع على علل الأحاديث.» (فتح الباري1/542).
واليكم مما صح إسناده عن الحسن بن معاوية بما يبطل استدلال الرافضة بالرواية:
قال الحافظ ابن حجر: «وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح إلى الزهري قال: كاتب الحسن بن علي معاوية واشترط لنفسه فوصلت الصحيفة لمعاوية وقد أرسل إلى الحسن يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه أن اشترط ما شئت فهو لك، فاشترط الحسن أضعاف ما كان سأل أولا، فلما التقيا وبايعه الحسن سأله أن يعطيه ما اشترط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فتمسك معاوية إلا ما كان الحسن سأله أولا، واحتج بأنه أجاب سؤاله أول ما وقف عليه فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرطين شيء. وأخرج ابن أبي خيثمة من طريق عبد الله بن شوذب قال: لما قتل علي سار الحسن بن علي في أهل العراق ومعاوية في أهل الشام فالتقوا، فكره الحسن القتال وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده فكان أصحاب الحسن يقولون له يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار (فتح الباري13/65).
فتأمل قول الحسن: العار خير من النار.
فلو كان يعلم أن معاوية داعية الى النار لما بايع حذرا من النار كما صرح به هو.
ولو أنه بايعه مع علمه بأنه من أهل النار للزم التشنيع على الحسن بأنه قبل الدعوة الى النار.
والنبي أثنى على الحسن ووصفه بأنه سيد لأن الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. بينما لم يثن على فعل الحسين الذي لا يزال الرافضة يعظمونه بهدف إيقاع الانقلابات والفتن بين المسلمين.
ولو كان معاوية كافرا للزم أن النبي كان يحث الحسن على خلع نفسه من الإمارة وإعطائها كافرا وهو معاوية.
فإما بغي الفئة فقط وإما تكفير الحسن وثناء النبي على الكافر والحث على ترك إمامة المسلمين له.
ونعود إلى شرح الحديث:
قوله: «تقتله الفئة الباغية».
أقول: وصف العمل شئ، والحكم على فاعله شئ آخر، بل قد قيل بأن الفئة الباغية كانت فئة ليست متأولة من جيش معاوية قتلت عماراً، مثلما اننا وجدنا في جيش علي، وهي فئة منافقة بالنص من كلام النبي وغير متأولة كالأشتر النخعي وغيره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عثمان إن الله تعالى لعله أن يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه» (مسند أحمد وصححه الأرناؤوط رقم24466 والألباني في ظلال الجنة من طريقين صحيحين الأول حديث1172 والثاني1179).
هذا الحديث يحتج به الرافضة على أن معاوية ومن معه بغاة آثمون ودعاة إلى النار.
والجواب أنهم في موقفهم الذي أخذوه من معاوية بغاة بمعنى مخطئين، يدعوهم إلى طاعة الإمام التي هي سبب الجنة. ويدعونه إلى معصيته والتي سببها النار.
قال ابن قدامة "والبغاة إذا لم يكونوا من أهل البدع ليسوا بفاسقين وانما هم يخطئون في تأويلهم والامام وأهل العدل مصيبون في قتالهم فهم جميعا كالمجتهدين من الفقهاء في الأحكام من شهد منهم قبلت شهادته إذا كان عدلا وهذا قول الشافعي ولا أعلم في قبول شهادتهم خلافا فأما الخوارج وأهل البدع إذا خرجوا على الامام فلا تقبل شهادتهم لانهم فساق" (المغني10/65).
ومعاوية في غير هذا البغي داعية إلى الجنة. فقد كتب له التاريخ الأعمال التالية:
فتح بلاد الشام ودخل ملايين الناس إلى الإسلام بسبب رايته.
فتح قبرص سنة ثمانية وعشرين للهجرة.
غزا الروم في الثاني والثلاثين من الهجرة وكانت معه زوجته عاتكة.
وقطرة الخطأ يرجى أن تغتفر ببحر الحسنات.
ولو بقي معاوية يدعو الناس أو أن البغي صفة ملازمة له وأنه دائما داعية إلى النار إلى النار لما تنازل الحسن عن الخلافة وسلمها له وبايعه على السمع والطاعة.
فإذ كان معاوية داعية إلى النار فيلزمكم أن الحسن قد استجاب لهذه الدعوة إلى النار فبايعه على السمع والطاعة هو والحسين بل وقد امر كل اتباعه آنذاك والذين كانوا يزيدون على أربعين ألف جندي أن يبايعوا معاوية.
الحقيقة أن هذا الموقف من الحسن قد أغضب الشيعة حتى زعموا ان الله قد انتقم منه فجعل الخلافة في عقب أخيه الحسين عقوبة له.
جاء في بصائر الدرجات « إن الله تبارك وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع أبى أن يجعل الوصية والإمامة إلا في عقب الحسين» (بحار الأنوار42/77 مختصر بصائر الدرجات ص14 للحلي، الإمامة والتبصرة ص61 لابن بابويه القمي، دلائل الإمامة ص207 لمحمد بن جرير الطبري).
وإذا كان الله قد عاقب الحسن عندكم بل وأن شيعته عاقبوه حيث طعنوا في بطنه ووصفوه بأنه مذل المؤمنين فكيف تزعمون أن الحسن كان مرغما على ذلك؟
فإذا كان مرغما فقد نفيتم نصر الله المزعوم للأئمة، ولما عاتبه ربه وطعنه قومه!!!
وإن لم يكن مرغما بطلت عقيدة الإمامة وعقيدة عصمة الأئمة. فاختاروا لأنفسكم واحدا من كأسي المرارة.
وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن قول النبي r يدعونه إلى النار قائلاً: « فإن قيل: كان قتل عمار في (صفين) وهو مع علي، والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة، فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار؟»
قال: « فالجواب أنهم كانوا ظانين أنهم كانوا يدعون إلى الجنة، وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم. فالمراد بالدعاء إلى الجنة: دعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام. وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك، وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم ». انتهى كلامه [فتح الباري 1/542 وحمله ابن حجر الهيتمي على بعض أتباع معاوية الغير مجتهدين (تطهير الجنان 65).
وهكذا نرى الحافظ في تبيين ما أشكل فهمه في الحديث مثال الأدب مع أصحاب رسول الله r فلم يحكم عليهم بالنار.
وههنا إلزام كبير للرافضة يدحض احتجاجهم. وذلك أن يقال لهم:
اما على الفهم السني الذي نقلناه عن أئمة أهل السنة فإنه لا يرد عليه أية لوازم باطلة.
وإنما اللوازم الباطلة في فهمهكم للنص فإنه يلزمكم أن الحسن والحسين يحشران يوم القيامة مع معاوية في النار لأنه دعاهم إلى النار فاستجابوا له!!!
ولا عبرة بدعوى الشيعة أن الحسن كان ضعيفا مرغما على البيعة. فقد اعترفت المصادر الشيعية أن الحسن لما بايع معاوية كان معه أربعون ألف مقاتل من الكوفة فقط سوى أهل مصر والحجاز. مما يبطل دعوى الرافضة بأنه كان مرغما على البيعة.

والدليل أولا من أصح مصادرنا:
روى البخاري عن أبى موسى قال: «سمعت الحسن يقول استقبل والله الحسن بن على معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص إنى لأرى كتائب لا تولى حتى تقتل أقرانها. فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين أى عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لى بأمور الناس من لى بنسائهم، من لى بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بنى عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز، فقال اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، وقولا له واطلبا إليه. فأتياه فدخلا عليه فتكلما وقالا له فطلبا إليه فقال لهما الحسن بن على إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإن هذه الأمة قد عاثت فى دمائها. قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك. قال فمن لى بهذا؟ قالا نحن لك به. فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به. فصالحه فقال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر والحسن بن على إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول «إن ابنى هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (البخاري رقم2704).

أما الدليل من مصادر الشيعة:
فقد رووا أن المسيب بن نجية الفزاري وسليمان بن صرد الخزاعي قالا للحسن « ما ينقضي تعجبنا منك ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز. فقال الحسن: كان ذلك. فما ترى الآن؟ فقال والله أرى أن ترجع لأنه نقض العهد، فقال: يا مسيب إن الغدر لا خير فيه» (مناقب آل أبي طالب3/197 بحار الأنوار44/57 شرح نهج البلاغة16/15 لابن أبي الحديد تفسير نور الثقلين5/193 وفيات الأئمة ص110 لمجموعة من علماء القطيف والبحرين.).
وزعم الشيعة أن الحسن تنازل لكنه لم يبايع. وهذا من فنون التلاعب بالألفاظ وهروب غير موفق. فإن كتب القوم تؤكد المبايعة.
قال المجلسي « عن سفيان قال: أتيت الحسن لما بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط من قومه فقلت له: السلام عليك يا مذل المؤمنين» (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص44 تنزيه الأنبياء 169بحار الأنوار28/258 و44/57 و59 و62/237 شرح نهج البلاغة16/44 كشف الغمة1/571 الاختصاص 82 مناقب أهل البيت للمولى حيدر الشيرواني ص377 مستدرك سفينة البحار 1/180 علي النمازي معجم أحاديث المهدي 3/169 علي الكوراني).
قال السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء « فإن قال قائل: ما العذر له عليه السلام في خلع نفسه من الإمامة وتسليمها إلى معاوية مع ظهور فجوره وبعده عن أسباب الإمامة.. ثم بيعته وإظهار موالاته والقول بإمامته حتى سموه مذل المؤمنين وعابوا في وجهه؟ فالجواب: أنه إمام معصوم فلا بد من التسليم لأفعاله» (بحار الأنوار 44/27 نقل هذا الكلام عن مستدرك الوسائل 6/384).
بل صرحت مصادر الرافضة بأن الحسين كان يترضى عن معاوية. فقد قالوا: « لما بلغ الحسين موت معاوية استرجع قائلا « ورحم الله معاوية» (كتاب مقتل الحسن ص5 نشر المكتبة العامة تحقيق شهاب الدين المرعشي وانظر تاريخ الطبري4/251).
ولما عرض على الحسين أن ينقض البيعة مع معاوية « إنا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل إلى نقض بيعتنا» (الأخبار الطوال للدينوري ص220 حياة الإمام الحسين2/116 ياقر شريق القرشي).
آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن (قول النبي لعمار)
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البختري قال: «قال عمار يوم صفين ائتوني بشربة لبن فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن فأتي بشربة لبن فشربها ثم تقدم فقتل».
رواه أحمد في (المسند31/172 رقم18880) والبيهقي في دلائل (النبوة6/421) وابن أبي شيبة في (المصنف7/552 رقم37877) وفي (الآحاد والمثاني1/208 رقم272).
إسناده ضعيف. وهو معلول بالإنقطاع. فيه أبو البختري سعيد بن فيروز. وهو يروي عن عمار والصحابة وهو لم يدرك من كبير أحد كما قال ابن سعد في (الطبقات الكبرى3/257).
وفي رواية «حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن حبيب عن أبي البختري «أن عمار بن ياسر أتي بشربة لبن فضحك، قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن آخر شراب أشربه لبن حتى أموت» رواه أحمد في (المسند31/178 رقم18883). وهذا سند ضعيف معلول بالإنقطاع أيضا وعلته أبو البختري. ولكن شيخ أحمد في هذه الرواية هو عبد الرحمن بن مهدي.
وفي رواية أن عمار بن ياسر كان ينادي «أزلفت الجنة و زوجت الحور العين اليوم نلقى حبيبنا محمدا عهد إلي إن آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن» (المستدرك 3/439 رقم5668). صححه الحاكم ووافقه الذهبي، ولكن قال «على شرط البخاري ومسلم». مع أن فيه حرملة بن يحيى، روى له مسلم دون البخاري. وهو صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو ثقة يغرب لكثرة روايته قال أبو حاتم «لا يحتج به» (ذكر من تكلم فيه وهو موثق1/66).
وبالجملة فقد صحح الألباني وشعيب الأرناؤوط الرواية بمجموع طرقها.
ويبقى دراية الحديث حيث يستدل به الرافضة للرد على من يتهم الحسين بالانتحار لقدومه إلى كربلاء بالرغم من علمه أن يموت هناك.
فالجواب: أن هناك فرقا كبيرا. فإن عمارا قد اجتمعت عنده قرائن على قرب وفاته من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم له. وما أخبر النبي عنه لا يعود غيبا لإطلاع النبي أصحابه عليه وذلك قوله تعالى )تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا(. وقول موسى حين أمره ربه أن يذهب إلى فرعون )قال رب إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون[ (الشعراء12).
فكيف بعد هذه الآيات يمكن لقائل أن يقول بأن النبي فضلا عن غيره يعلمون الغيب؟
فإنه لما توقع عمار أن يكون موته في هذه المعركة شرب لبنا لتوافق ما أخبره النبي مع ما رآه.
أما الشيعة يجعلون علوم الناس بمن فيهم الأنبياء علما حصوليا، وأما علم الإمام فهو علم حضوري لا حصولي كما زعم الحيدري وأمثاله، وهذا يجعل الإمام بغنى عن إخبار النبي له. بخلاف عمار فإنه لا يعلم الغيب.
أما الاستدلال بقدوم الحسين الى العراق مع علمه بأنه سوف يموت هناك. فلا يبدو أن الحسين كان يعلم بأن موته يكون هناك.
ولذلك لما بلغ ابن عمر أن الحسين رضي الله عنه توجه إلى العراق تبعه فلحقه على مسيرة ثلاثة أيام فقال له: «أين تريد؟ فقال: العراق». فحاول إقناعه بالعدول عن الذهاب فأبى فإذا معه طوامير وكتب فقال: هذه كتبهم وبيعتهم فقال: لا تنظر إلى كتبهم ولا تأتهم فأبى فقال: إني أحدثك حديثا جبريل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة على الدنيا وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يليها أحد منكم أبدا وما صرفها عنكم إلا للذي هو خير لكم فأبى أن يرجع فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال : أستودعك الله من قتيل أو أسير» (السنن الكبرى7/100 للبيهقي بإسناد حسن).
وقال له عبد الله بن الزبير «أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟ وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: «عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني» (رواه يحيى بن معين بسند صحيح انظر البداية والنهاية8/173).
وكان الحسين يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث: أن يسيِّروه إلى يزيد بن سفيان فيضع يده في يده لأنه يعلم أنه لا يحب قتله أو يعود إلى المدينة أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد» (رواه ابن جرير من طريق حسن).
وهذا يؤكد على أن الحسين لم يكن يعلم أنه سوف يموت في العراق لانه كان يتوقع أن يموت في المدينة أو على الثغور حتى يموت. فيكون استدلال الشيعة بالرواية على علم الحسين بوقت ومكان موته باطلا.

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.