أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
32356 | 96660 |
#1
|
|||
|
|||
نفثة محزون ... فوا حسرتاه و وافجيعتاه مما اصاب "السلفيين".
دونكم كلمة كتبتها إحدى الفضليات أنقلها لكم دون مقدمات ، فهي أبلغ من أن يقدّم لها ، و أوضح ما يمكن بيانه حول واقعنا المرير . قبل سنين مضت، كان نعتُ الفرد "بالسّلفي" تزكيةً و ثناءً له، و بمثابة تميّزه عن الآخرين ممّن حُرموا نعمة الاهتداء و الانتماء للسلف.. كنا ننصح المرأة الحائرة إذا خطبها رجل سلفي: "لا تخشَي شيئا إنه سلفّي. فيا لحظّكِ !!".. كان السلفيّ في تلك الفترة منارة و قبسا من نور يتمنّاه و يغبطه الجميع.. كان رمزا للنجم المضئ وسط ظلمات الحزبية و العصبية!.. و فجأة، و لم تمضِ إلا أعوام قليلة، و إذْ بهذا العَلَم قد اندرست آثاره. و إذْ بهذه المنارة قد خفت ضياؤها، و إذ بالفخر الذي كنا نستشعره قديما قد استحال أسى و أسفا و حسرة و حزنا و ألما..!! فما الذي جرى يا ترى!؟ و لماذا هذا التغيّر و الانقلاب في معاني السلفية في واقعنا!؟ .. فجفعتُ في أمر إخواني و أخواتي، فقد كنتُ بعيدة كل البعد عن بوادر هذا التحول و هذه الضجة.. حتى شاء الله لي أن أقف على هذه الأجواء و الأحوال التي تكتنف "السلفيين"، ففزعتُ و تألمت، و تأذيتُ، فررتُ مما رأيتُه لهول ما رأيتُ و أبصرتُ!!!.. ثم عدتُ أتحقّقَ و أتيقن و أستشف هذا الذي أراه، فازدادتْ نفسي حسرة على حسرة، و غما على غم، حتى سألتُ أختا لي (طالبة علم): "ما الذي يحدث بين"السلفيين"؟ لماذا يطعن هذا في ذاك و يقدح ذاك في ذلك؟ لماذا هذا السب و الشتم و اللعن بين الإخوة من المنهج الواحد!؟ ".قالتْ:" يا حسرة عليك، أالآن فقط تدركين هذا؟ أنتِ إذن لم ترَي شيئا!".. فحمدتُ اللهَ على ذلك، و أني لم أنتبه لهذا التباعد بين صفوف السلفيين من قبل.. و لكني أتساءل و بإلحاح: لماذا هذا الذي نراه بين الإخوة السلفيين من طلاب العلم و الدعاة و غيرهم من المتعلمين و القارئين..!؟ أمِنَ السلفية إلى ما يضادها و ينقضها نقضا!!؟ أمِن السلفية إلى العصبية و الغلو و الطعن و القدح!!؟ أمن السلفية إلى المجاهرة بالسب و الشتم و اللعن دون حياء أو خجل!؟ .. خبروني بربكم لماذا هذا الذي أراه كل يوم في كثير من الكتابات و الردود عبر المنتديات!؟ كيف تصل الجرأة بمتعلّم أو قارئ، فيسبَّ داعية أو شيخ معروف بنهجه السلفي!؟ و يقدح فيه و يشكّك في نيّته علنا، و يلمزه بكذا و كذا، ثم يطعن في تلامذته و يصف هذا ب"المنافق" وآخر ب"الخبيث" و ذاك "المجرم"..!! و يصف منتداه بمنتدى "ضرار"، و أنّ "نيّة القائمين عليه" معروفة جلية، وأنهم يتملقون للمبتدعة.. و أنّ الشيخ … يا لجرم ما رأته عيناي في أحد المنتديات ، حيث كتب أحدُهم مظهرا رغبته في الخروج من المنتدى، بسبب نشره لفتاوى الشيخ "المتشبَع بما لم يُعط"، و"صاحب هوى"، و أنّ المنتدى يشكو غياب منهج "التربية و التصفية"!!!، فهل من التربية أخي السابّ قدحك في الشيخ -المعروف بعلمه و اتّباع منهج السلف- و أنه صاحب هوى!؟ و هل من التربية قذف أخيك المسلم و تعييره بالخبيث و المجرم!!؟ هل هذا هو منهج التربية و التصفية!؟ من تكون أنت حتى تُبدّع من افنوْا أعمارهم في خدمة علم الحديث!؟ ألئن شيخَك الذي تتّبعه قال في الشيخ الفلاني كلاما، فإنّك تُفسِّق و تلعن و تُجرّم هذا الشيخ و محبّيه!؟ أأمرَك شيخُك أن تسبّ فلانا و علانا؟ أما علِمتَ خبرَ المؤمن في الحديث و أنه ليس باللعان و لا البذيئ و لا فاحش اللسان!؟ ما هذا..؟؟ و لماذا كل هذا..!؟ أحقا هؤلاء "سلفيون"؟ أيسبون و يشتمون إخوانَهم لأنهم قد خالفوهم في رأي فقيه أو شيخ!؟ ألِئَنَّ غيرهم لا يرون ما يراه الشيخ الفلاني فإنهم إذن "خبثاء، مجرمون، فتانون، حزبيون.."، ما لكم كيف تحكمون؟ ألم يختلف الصحابة بعضهم بعضا!؟ أكان السلف في خلالفهم يجرحون بعضهم بعضا!؟..يا ترى: هل هذا نراه من القدح و التجريح و الطعن و السب و الشتم... أهو من منهج السلف الصالح!؟ أجيبوني بربكم.. أكان السلف يتعصبون لأقوال الأئمة أم لنصوص الكتاب و السنة!؟ أكان السلف في مثل هذا التدابر و التنافر و التشاحن و التباغض!!؟ أكان السلف يهجر بعضهم بعضا!؟ أم أنهم كانوا يعذرون المخطئ و يحملون كلامه على أحسن محمل!؟ أكانوا يتناصحون أم يتنابزون!؟ أكانوا يتآخون أم يتعادون!؟ هل علمتم صدقا و حقا منهجَ السلف!!؟ أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام السلف و قدوتهم!؟ ألم يقل مالك: " كلٌّ يؤخَذ من قوله و يُردّ إلا صاحب هذا القبر"! ألم يوصِ رسول الله بعدم التدابر و التنافر و التباغض!؟ ألم يُحذّر صلى الله عليه و سلم من الهجر و أنه لا يحلّ!؟ ألم يدعُ رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كلّ ما من شأنه اجتماع الإخوة و تآلفهم و تعاونهم!؟ و أنّ خيرَ الناس و أقربهم إليه يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا!؟ فهل من الخُلق: السب و الشت و الطعن و اللعن و التشكيك في النيات!؟ ألم تُحذّر الآيات من التفرق و الاختلاف و سوء الظنّ؟: "واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا".. "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"." لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون و المؤمنات بأنفسهم خيرا".. و يا ليت الرجوع إلى تفسير "الحجرات" و المعاني الواردة فيها..و إني لعلى يقين أنّ الكثيرين من "السلفيين" يحفظ القرآن كله و بمهارة.. و يستشهد بالمتون و أقوال السلف في المسائل الاجتهادية...فكيف لم تُحرِّك قلوبهم و لم تُزعزع وجدانهم تلك الآيات و الأحاديث و آثار السلف الحاثة على الاجتماع و التسامح و العفو و الإغضاء عن الهفوات، و خفض الجناح و اللين و الرفق في الخطاب، و التحذير مما يُفرق الصف و يُشتت الشمل و يُذهب بالودّ و الإخاء!!؟ أين هم من قول الباري:" و قولوا للناس حسنا"."قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إنّ الشيطان ينزغ بينهم".. أين هم من باب المعاملات؟.. ساءني ما رأيتُ و سمعتُ..ساءني و حزّ في نفسي و أثار عجبي ، و أقض مضجعي، و كيف لا؟ و "الشاتم"" ينطلق من وازع الانتماء و الذّبّ عن منهج السلف!! كيف لا ؟ و هو إنما يشتم و يلعن أخاه السّلفي انتصارا للسلف؟ و لم يشفع لهذا المقدوح فيه كونه من خيرة طلبة العلم و من السباقين الداعين لطريقة السلف!؟ لم يشفع له كونه أخًا له في ملة الإسلام! لم يشفع له كونه بشرا يصيب تارة و يخطئ تارة أخرى! لم تشفع له الآيات و لا الأحاديث، فكيف يشفع له قول البشر!؟ فوا حسرتاه و وافجيعتاه مما اصاب "السلفيين".. فهذا يدعو إلى السلفية الفلانية، و ذاك يعضّ على سلفية الشيخ العلاني.. فأين سنّة رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنّتي..عضوا عليها بالنواجذ".. قاتلَ الله الغلو و التعصب للأشخاص.. فالآن فقط عرفتُ قبحهما و ضررهما.. فاللهَ الله يا أخواني من هذا التفرق و التشتت و التنازع!..أذكّركم بالله وحده، فـ"لا إله إلا الله"، و هو القائل لنبيه ممتنّا عليه: " و لو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"..فخافوا الله و توبوا إليه، و احذروا الإفلاس يوم القيامة، فإنّ حقوق العباد عظيمة لا يغفرها الله إلا بالتحللّ منها..أين خوف الله فيما تقولون و تكتبون!؟ أين أنتم من من منهج السلف في الجرح و التعديل!؟ فقد كانوا أشد الناس خوفا و ورعا لله. و ما كانوا ليُجرحوا فلان و علان دون ضابط..كان تجريحهم خدمةً للسُّنة ليس إلا..! و كانوا أتقى الناس في تجريحهم و تعديلهم، لأنهم كانوا أبعدَ شيء عن هوى النفس و حظوظها، و ما كانوا ليفعلوا ذلك تعصّبا لشيخ أو عالم..لأنهم كانوا أعرفَ الناس بالحديث، و علموا و فقهوا أنّ المسلم على المسلم حرام عرضه!! فكانت كتاباتهم و مؤلفاتهم تنطق نطقا بالورع و التقوى و الخشية! لله درّهم! .. فأين نحن من منهجهم..!؟؟ و أين نحن من تقواهم!؟ إلى الله المشتكى و لا حول و لا قوة إلا بالله . |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا اخي سمير على هذا النقل الطيّب
فعلا هذا هو حال الدعوة السلفية في الجزائر و غير الجزائر إلى الله المشتكى و لا حول و لا قوة إلا بالله |
#3
|
|||
|
|||
حسبُنا الله فيمن تسبّبَ في هذا البلاء، وأحلّ بإخواننا كثيرَ بلاءٍ وشديدَ شقاء؛ " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ " [ سورة النحل ].
|
#4
|
|||
|
|||
أنعم بها من كلمات لو تدبرناها .ولاحول ولاقوة إلا بالله
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ ! فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] " فوائد الفوائد ( ص 310 ) |
#5
|
|||
|
|||
تعليق على موضوع :نفثة محزون
السلام عليكم بارك الله في الاخت الكريمة على هدا التحرق والاسى والحزن على ما اصاب السلفيين
من تشردم وتباغض جراء كيد اعدائهم وسداجة وحمق ابنائهخم المغفلين ممن ساقهم الغلاة الغير منصفين والخلفيين الانقلبيين الى حتفهم(( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) وموساتا للاخت الكريمة على هده المصيبة التي اصابتها واصابت كل السلفيين الصادقين الفطناء ((ولانزكي على احد ا))التمس منها ان تطالع مقال ((توضيح وبيان لما جرى لاهل السنة (اتباع السلف الصالح )من تآمر وكيد وخدلان على الصفحة السادسة 6او السابعة7والسلام عليكم ورحمة الله |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله في كاتبها وناقلها
|
#7
|
|||
|
|||
ذهب الكبار فقاد كثير من الصغار فأفسدوا للسلفيين الديار فنعوذ بالله من الخزي والعار...
|
#8
|
|||
|
|||
مع تقديرنا لهذه المشاعر الحزينة إلا أن التباكي لا يفيد شيئا
المفيد هو الوقوف بحزم وعلانية أمام هذا المنهج المحدَث ، وترك المواقف الضعيفة المتردّدة إلى المواقف القوية الواضحة الصريحة للأسف لا زال بعض إخواننا يعانون من مشكلة النظرة العاطفية للأمور ، ممّا يسبب لهم خللا في التصوّر ، ينتج عنه ضعف وتردد في القول والفعل والله المستعان. |
#9
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم جميعا أحبتي الأكارم مروركم الطيب .
|
#10
|
|||
|
|||
أحسنت على هذه المشاعر الصادقة.
|
|
|