موعظة بليغة إلى أصحاب الألسن البذيئة -رسالة إلى الشاعر الماجن -

[مروان السلفي الجزائري]

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
قال أهل اللغة في معنى الفحش و البذاءة " كل شيء جاوز الحد فهو فاحش , وأفحش الرجل أتى بالفحش , وهو القول السيئ , وتفحش في كلامه " أما عن البذاءة فقالوا : " البَذِيء: الرجل الفاحش اللسان" .
فكل ما ينفر عنه الطبع السليم , ويستنقصه العقل المستقيم فهو الفحش - كما في التعريفات للجرجاني ص165 -
وَهُوَ مَذْمُومٌ وَمَنْهِيٌّ عَنْهُ , وَمَصْدَرُهُ الْخُبْثُ وَاللُّؤْمُ - موعظة المؤمنين للقاسمي - قال الله تعالى
: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثم وَالْفَوَاحِش وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) (الشورى:37) ,


وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : " إِن من شَرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من ودعه النَّاس أَو تَركه النَّاس اتقاء فحشه " رواه البخاري ومسلم , فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه , لا تراه إلا متلبساً بجريمة , ولا تسمعه إلا ناطقاً بالأقوال الأثيمة .

فعينه غمازة , ولسانه لماز , ونفسه همازة , مجالسته شر , وصحبته ضر , وفعله العدوان , وحديثه البذاءة , لا يذكر عظيماً إلا شتمه , ولا يرى كريماً إلا سبه وتعرض له بالسوء , ونال منه , وسفه عليه - من كتاب "إصلاح المجتمع" للبيحاني صـ 199-
وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام :"كل الْمُسلم على الْمُسلم حرَام دَمه وَمَاله وَعرضه" رواه أحمد و مسلم , وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام : "مَرَرْت لَيْلَة أسرِي بِي بِقوم لَهُم أظفار من النحاس يخمشون بهَا وُجُوههم وصدورهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيل فَقَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون لُحُوم النَّاس ويقعون فِي أعراضهم " أخرجه أحمد , و قال صلى الله عليه و سلم :" إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ " رواه أبو داوود
وَحَدُّ الْفُحْشِ هُوَ التَّعْبِيرُ عَنِ الْأُمُورِ الْمُسْتَقْبَحَةِ بِالْعِبَارَاتِ الصَّرِيحَةِ , وَأَكْثَرُ ذَلِكَ يَجْرِي فِي أَلْفَاظِ الْوِقَاعِ وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِهِ , فَإِنَّ لِأَهْلِ الْفَسَادِ عِبَارَاتٍ صَرِيحَةً فَاحِشَةً يَسْتَعْمِلُونَهَا فِيهِ , وَأَهْلُ الصَّلَاحِ يَتَحَاشَوْنَ عَنْهَا , بَلْ يَدُلُّونَ عَلَيْهَا بِالرُّمُوزِ وَالْكِنَايَةِ , قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ , يَعْفُو وَيَكْنُو , كَنَّى بِاللَّمْسِ عَنِ الْجِمَاعِ - موعظة المؤمنين -.



فما بال أقواما يصيحون بالفحش في منتدياتهم و كيف يصنع من سلوكه هذا ؟! و المسلمون لم يأمنوا شره -م- , ولم يسلموا من لسانه -م- .

عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" قال ابن حجر في فتح الباري: " وفي التعبير باللسان دون القول نكتة فيدخل فيه من أخرج لسانه على سبيل الاستهزاء " انتهى .


قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ألأَمُ خُلق المؤمن، الفحش" كتاب الصمت لابن أبي الدنيا .



والفحش في الكلام إما :




1- أن يكون بمعنى السب والشتم وقول الخنا , كما في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما , قال: " لم يكن النَّبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ".



2- وإما أن يكون بالتعدي في القول والجواب , كما في حديث عائشة , رضي الله عنها : " أنَّ يهودًا أتوا النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم , ولعنكم الله , وغضب الله عليكم . قال: مهلا يا عائشة , عليك بالرفق , وإياك والعنف والفحش . قالت : أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم , فيستجاب لي فيهم , ولا يستجاب لهم في ".


قال الماوردي: " وما قدح في الأعراض من الكلام نوعان:


أحدهما: ما قدح في عرض صاحبه ولم يتجاوزه إلى غيره , وذلك شيئان: الكذب وفحش القول. والثاني: ما تجاوزه إلى غيره , وذلك أربعة أشياء: الغِيبة والنَّمِيمَة والسعاية والسب بقذف أو شتم . وربما كان السب أنكاها للقلوب , وأبلغها أثرًا في النفوس. ولذلك زجر الله عنه بالحدِّ تغليظًا, وبالتفسيق تشديدًا وتصعيبًا. وقد يكون ذلك لأحد شيئين: إما انتقام يصدر عن سفه، أو بذاء يحدث عن لؤم. وقد روى أبو سلمة عن أبي هريرة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن غر كريم , والفاجر خب لئيم " . وقال ابن المقفع: الاستطالة لسان الجهال. وكف النفس عن هذه الحال بما يصدها من الزواجر أسلم , وهو بذوي المروءة أجمل" كما في كتاب أدب الدنيا و الدين ص323. يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أدبر .

فيا من تتحدث بعيوب الناس , و تبهتهم , وأنت فيك عيوب أكثر لكنك لا تلتفت إليها فأنت ترى القذاة في عين غيرك ولا ترى الجذع في عينك هكذا الأشقياء والعياذ بالله همهم الحديث في عيوب الناس وينسون عيوب أنفسهم , أنصحك أن تكثر من

ذكر الله فهو من أسباب اشتغال اللسان عن الغِيبة , والنَّمِيمَة , والكذب , والفحش , والباطل , فإنَّ العبد لا بدَّ له من أن يتكلم , فإن لم يتكلَّم بذكر الله تعالى وذكر أوامره , تكلَّم بهذه المحرمات , أو بعضها , ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى , والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك , فمن عوَّد لسانه ذكر الله , صان لسانه عن الباطل واللغو , ومن يبَّس لسانه عن ذكر الله تعالى , ترطَّب بكلِّ باطل ولغو وفحش , ولا حول ولا قوة إلا بالله كما قال ابن القيم رحمه الله .



و احرص على مصاحبة ومجالسة الأخيار فإنهم يعينونك على طريق الخير ويحمدونك إذا أحسنت , وينصحونك إذا أخطأت , قال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبو داوود و الترمذي.



قال الشاعر


إذ ما صحبت القوم فاصحب خيارهم





و لا تصحب الأردى فتردى مع الردي





قال مسكين الدارمي


وإذا الفاحش لاقى فاحشا

فهناكم وافق الشن الطبق



إنما الفحش ومن يعنى به

كغراب السوء ما شاء نعق


أو حمار السوء إذا ماأشبعته

رمح الناس و إن جاع نهق



أو غلام السوء إن جوعته
سرق الجار و إن يشبع فسق



أو كعذرى رفعت عن ذيلها

ثم أرخته ضرارا فانمزق





أيها السائل عما قد مضى

هل جديد مثل ملبوس خلق


فعلى المسلم أن يتوب إلى الله من هذا السلوك الذي يبعده من ربه , و يبغضه إلى المسلمين , و يؤدي به إلى نار الجحيم , ففي الترمذي و أحمد عن معاذ في حديث طويل و قد ذكر له النبي صلى الله عليه و سلم ما يقربه إلى الجنة و يباعده من النار , فقال له بعد ذلك : "ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يانبي الله , فأخذ بلسانه , قال : كف عليك هذا . فقلت : يانبي الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ . فقال : ثكلتك أمك يا معاذ , و هل يكب الناس في النار على وجوههم , أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم " .



و صلى الله على نبيه و سلم .

[رضوان بن غلاب أبوسارية]

السلام عليكم ورحمة الله


جزاك الله خيرا ونفع بك أخي مروان على الموعظة لكن لا أظنها ستنفع مع القوم ، ففحشهم مركب يظنوه جهادا وسنة و من صفات الأقحاح الخلص .
فمعلمهم قد وصفنا وكل الأعضاء هنا بـ : (الكلاب) !!
فماذا تنتظر من الأتباع المتهافتين على التزكيات في العاصمة ؟
و مجال التغطية السلفية يتوقف خارجها ههههه .


أخوك أبوسارية

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

جزاك الله خيرا أخي مروان وبارك الله فيك ...
لكن نصيحة لك ولكل أحبابنا الكرام في هذا المنتدى المبارك أن يتركوا عنهم هؤلاء الجهال قلالات التربية والتأديب !
وقلة الأدب والتربية سمة ظاهرة في الغلاة جميعا , ومنهم منتدى لزهر سنيقرة المسمى بغير اسمه !
بل لزهر نفسه تنقصه الترية والتأديب , وانظر ماذا ينشر في منتداه ؛ بل انظر إلى ثنائه المستمر على تلك البذاءات , وكأنه يشجعهم على تلك السفالات , حتى يخيل إليك أنه ليس طالب علم ؛ بل (كلوشار) كما يقولون عندنا !
فالموعظة الأصل فيها أن توجه إلى زهر سنيقرة ؛ فلا فرق بينه وبين فرخه هذا إلا أن ذاك بذيء نثرا , وهذا شعرا !
فلا يزالون يصرون على وصف هذا الصرح العلمي المليء بالعلم وبالنصوص القرآنية والنبوية بأنه مرحاض عمومي تقليدا لأرعن مصر وبذيئها !
فلا أدري ما هي حجتهم الشرعية في ذلك ؛ بل ما عذرهم في وصف ما حوى القرآن والسنة بالنجاسات !!
بل انظر كيف يقولون : إن المنتدى حوى الشر كله !!!!!!!!
فلا أدري أين نصنِّف هذه الكلمة التي لا تستغرب من هذه المدرسة !
فأول الشر هو الشرك بالله ؛ فهل منتدانا حوى هذا الشر مثلا ؛ فقبحكم الله , وقبح من فتح لكم المجال للطعن في الأخيار !
فنصيحتي لكم إخواني لا تنشغلوا إلا بما فيه شبهة علم فردوا عليهم وبينوا جهلهم وغلوهم , أما السب والشتم الذي ألفوه فلا تلتفتوا إليه ولا تُعلوا من شأن الجهلة والرعاع !
بوركتم ...

[عمربن محمد بدير]

إخواني الكرام ،أوافق مشرفنا على كلامه و توجيهه ..
فالقافلة تسير....
و لا تلتفتوا لصغار سنيقرة فإنهم من بضاعته المزجاة رضعوا ،فلا تتعجبوا إذا القيئ في منتدياتهم (وضعوا) ..
التفتوا إلى المسائل العلمية ،فلزهر سنيقرة الذي لا يفرّق بين (إيَاك) بالتخفيف و (إيّاك) بالتشديد،و يجمع المتناقضات في منتدياته فيذم القول في موضع ويمدحه في موضع آخر ..كمسألة اعتبار قصد السّابّ و الشروط والموانع ...
و تارة يقول لا تلزمني و لم أقتنع ...و تارة يذمها ...
فماذا عساكم تنتظرون ممن حوله ـ الذين جمعهم فُتاته و سيفرقهم فُتاته ــ ..
طبل يجمعهم و عصاً تفرقهم
إذا كان رب البيت بالدفّ ضاربا**فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ.

[أبو أروى ومعاذ]

كلما تذكرت مدرسة الغلو تلك إلا وتصاغر فحش هذا الشاب في شعره أمام عيني، فاللهم اهدهم سواء السبيل وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وألف بين قلوبنا يا رحمن يا رحيم

[مروان السلفي الجزائري]

بارك الله فيكم إخواني و أساتذتي على مروركم , و نصيحتكم على العين و الرأس خاصة بعد ما نصحت له-م- ليما لهم من حق علينا فقد أديت الذي علي فيما أحسب , فالدين شبهات و شهوات , ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله , ألا وهي القلب , قال شيخ الإسلام: " ثم القلب هو الأصل , فإذا كان فيه معرفة وإرادة سرى ذلك إلى البدن بالضرورة , لا يمكن أن يتخلف البدن عما يريده القلب ".

جزاكم الله خيرا و منتدانا المبارك يسير إلى الأمام بعون الله و فضله و رحمته .

[السلفي السطائفي]

جزاك الله خيرا يا مروان
قال عز وجل "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
وهذا من أنواع البيان
نرجوا إنتفاع المذكر به

[مروان السلفي الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلفي السطائفي

جزاك الله خيرا يا مروان
قال عز وجل "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
وهذا من أنواع البيان
نرجوا إنتفاع المذكر به

بارك الله فيك أخي السطائفي