نحن لدعوة السّلفية وليست الدّعوة لنا

[أحمد الجبرتي]

نحن لدعوة السّلفية وليست الدّعوة لنا
أيّها الأخوة الكرام اعلموا أنّ الدّعوة السلفيّة دعوة ربّانيّة وهدية إلاهية تحمل بكاهلها رحمة عالمية فمن تمسّك بها فقد أفلح ومن رغب عنها فقد سفه ونبذ الخير وراء ظهره وباء بخسران مبين .

أخي الكريم اجعل في قرار نفسك أنّك من موظفي الدعوة فإن أحسنتَ فلك الجزاء الأوفى (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وإن ضيّعت وأسأت ولم تحافظ الوظيفة فلك الخسران وفقدان الحيوان في الأخروي قال تعالى :" بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)"

ولا ينبغي أن يغيب عن خلدك أنّك من ممتلكات الدّعوة وأنّ الدّعوة ليست من طريفك ولا تالدك بل هي لله وحده لا شريك له .

والنّظم المتبعة بين الدعاة هو قانون التطاوع وعدم الاختلاف وليس بينهم أمر ونهي ورئيس ومرؤوس قال تعالى :" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " وقال صلّى الله عليه وسلّم لمعاذ وأبي موسى " تطاوعا ولا تختلفا " متّفق عليه .
فان اتفق الدّاعيان في القضية فنعمّا هو وإلا تباحثا حتى يتفقا على الصواب وإلا رفعا الأمر لمن فوقهما علماً وعملاً خبرة وسنّاً .
فلا تظنّ أنّ وحدك ستصير داعية بلا رفقاء لأنّ الله تعالى لم يأمرك أن تنطلق وحدك في فعل البرّ والتقوى بل أمرك أن تتعاون مع أخوتك قال تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"