أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
62370 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-23-2014, 02:13 PM
أحمد الجبرتي أحمد الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الصومال
المشاركات: 105
افتراضي أسباب الانتكاسة في كثير من أولاد الدعاة

أسباب الإنتكاسة في كثير من أولاد الدعاة
فإنّ أعظم الشكاية وأكبر التّولول بين الدّعاة هو سوء أخلاق أبنائهم وسلوكهم في طرق الإعوجاج والغواية بينما يُؤمَّل أن يكونوا سادة المجتمع علماً وعملاً وإصلاحاً ودعوةً وكثيراً من الآباء يتمثّل بقول الشاعر:
كَمْ حَسْرَةٍ لِي فِي الْحَشَا * مِنْ وَلَدٍ إِذَا نَشَا
أَمَّلْتُ فِيهِ رُشْدَهُ * فَمَا نَشَا كَمَا أَشَا
وبعد تقليب النظر وإدارة الفكر ظهر لي أنّ أسباب ذلك كثيرة أهمّها ما يلي :
الأوّل : الشدّة الدّايمة في تربيّة الأولاد
إنّ ضغط الأبناء في وقت التربيّة وضربهم بدون سبب أو بسبب لكن ليس بقدر الجريمة مما يؤدّي أن يكون الأبناء إذا كبروا في شقّ غير شقّ أبويه وتفلتهم من أيديهم لأنّهم يرون أن الأبوين أسود ليس عندهم رحمة وشفقة .
واعلم أيها الأخ الكريم أنّ في قلوب أبنائك مزرعة فإذا زرعت فيه شدّة وغلظة فلا تحصد إلا الشدّة والغلظة وإذا زرعت في هذا الحقل رحمة وإحسان الأمّة وأن يحترم الآخرين تجد من محصودك ما يسرّك ويسرّ النّاظرين .
وأعلم أنّ الشدّة في مكانها واللّين في مكانه فلا تكن شديداً فلا لين فيه ولا شديداً في موضع اللين وليّناً في موضع الشدّة .
ودراك أن ضرب الأولاد للتربيّة جائز بشروط منها :
1- أن يكون في غير الوجه والمقاتل مثل الفؤاد والخصيتين والعين والخاصرة والصدغ وأصل الأذنوتحت الضلع الأيسر الأسفل والكبد كما نصّ عليها مفتي المملكة الشيخ محمّد آل الشيخ – سابقاً - في فتاواه .
بل يضر الكف والقدم لأثر مروان بن أبي شجاع قال كان إبراهيم بن أبي عبلة يؤدب ولد الوليد بن عبد الملك فخرج عليه الوليد يوما وقد حمل جارية على ظهر غلام وهو يضربها فقال له مه يا إبراهيم فإن الجواري لا يضربن على أعجازهن ولكن عليك بالقدم والكف "رواه ابن أبي الدّنيا في "العيال" بسند فيه مقال .
2- أن لا يمدّ ولا يربط عند التّأديب
وقال ابن قدامة في الحدود من كتاب المغني :" أنه لا يمد ولا يربط ولا نعلم عنهم في هذا خلافا قال ابن مسعود : ليس في ديننا مد ولا قيد ولا تجريد وجلد أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ينقل عن أحد منهم مد ولا قيد ولا تجريد ولا تنزع عنه ثيابه بل يكون عليه الثوب والثوبان وإن كان عليه فرو أو جبة محشوة نزعت عنه لأنه لو ترك عليه ذلك لم يبال بالضرب قال أحمد : لو تركت عليه ثياب الشتاء ما بالى بالضرب" اهـــ
3- أن يخبر الصبي سبب الضرب حتى لا يَرى أنّه يُضرب ظلماً
4- أن يكون الضرب بقدر الحاجة لأنّ أصل ضربهم لا يجوز وإنّما جُوِّز للحاجة والحاجة تقدّر بقدرها .
5- أن يكون مفيداً فإذا لا يفيد الضرب بل يزيد شرّ الولد فلا يُضرب لأنّ الضرب وسيلة إلى صلاح الإبن فإذا لا تَخدم الوسيلة إلى غايتها فلا يشرع بل يُسلك إلى طريق آخر لإصلاحهم .
6- سلامة العاقبة فإذا يكون الضرب سبباً للهلاك فلا يجوز وإذا أفضى إلى الهلاك وجب الضمان.
7- أن لا يضربه وهو غضبان
8- أن لا يضربه حتى تبدو إبطه
عن أبي عثمان النهدي قال أتي عمر برجل في حد فأمر بسوط فجيء بسوط فيه شدة فقال أريد ألين من هذا فأتى بسوط فيه لين فقال أريد أشد من هذا قال فأتي بسوط بين السوطين فقال اضرب به ولا يرى إبطك وأعط كل عضو حقه" رواه عبد الرّزاق .
السبب الثّاني : كثرة تنعيم الأولاد
واعلم أيها الأخ الكريم أنّ إغداق النعم على الأولاد دائماً وتلبية حوائجهم كلّها مما يعيد الضرر عليهم .
قال الغزالي في"الاحياء" ولا يعوده التنعم ولا يحبب إليه الزينة والرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر فيهلك هلاك الأبد ... وأن يعود الخبز القفار في بعض الأوقات حتى لا يصير بحيث يرى الأدم حتما ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يشبه كل من يكثر الأكل بالبهائم وبأن يذم بين يديه الصبي الذي يكثر الأكل ويمدح عنده الصبي المتأدب القليل الأكل وأن يحبب إليه الإيثار بالطعام وقلة المبالاة به والقناعة بالطعام الخشن أي طعام كان وأن يحبب إليه من الثياب البيض دون الملون والإبريسم ويقرر عنده أن ذلك شأن النساء والمخنثين وأن الرجال يستنكفون منه ويكرر ذلك عليه ومهما رأى على صبي ثوبا من إبريسم أو ملون فينبغي أن يستنكره ويذمه ويحفظ الصبي عن الصبيان الذين عودوا التنعم والرفاهية ولبس الثياب الفاخرة وعن مخالطة كل من يسمعه ما يرغبه فيه فإن الصبي مهما أهمل في ابتداء نشوه خرج في الأغلب رديء الأخلاق كذابا حسودا سروقا نماما لحوحا ذا فضول وضحك وكياد ومجانة وإنما يحفظ عن جميع ذلك بحسن التأديب"اهــ
وقال الرملي في " منظومة رياض الصبيان"
21 و يأكل اليابس من الطعامِ * تعلماً بحتاً بلا إدامِ
22 حيناً فحيناً في العشاء والغداء * كي لا يرى الإدام حتماً أبدا
23 وأن يُجَنِّبَه فنونَ الزينه * وجملة الملابس الرزينه
24 و يكسوه لون بياض القطن * حتى به عن غيره يستغني
25 وإن طلب منقوشاً أو ملوناً * يقول: ذاك للنساء لا لنا
26 لباس أهل الفسق والتخنيث * وأحمق وفاجر خبيث
27 ولا ينعم جسمه بملبسِ * طول المدى ولا فراش أملسِ
28 بل كلما كانت به خشونة * فإنه أخفُّ في المؤونة
29 يصلِّب الأعضا ولا يبالي * بالمشي أو بسائر الأفعالِ
30 و يمتنع نوم النهار قطعاً * خوف الكسل أو يتخذه طبعا
السبب الثّالث : عدم الإخراج منهم من يفسد أخلاقهم .
فإنّ سوء الأخلاق مرض معد فإذا رأى الأب من يفسد أخلاق الأولاد من كبار أولاده فلا بدّ أن يستعمل الحِجر الصحي قبل استفحال الأمر ومن الأمثلة ذات الحكمة "أنّ شحمة فاسدة تفسد الآخرين"
فإن استعصي علاج البالغ فلا بدّ أن يبعد من حظيرة الصغار وإبعاده عنها عملاً بالقاعدة المشهورة :" ارتكاب أهون الضررين لدفع أعلاهما "
السبب الرّابع : المدارس النّظامية .
فإنّ كثيراً من المدارس النّظامية التي يتعلّم منها مبادئ العلوم الماديّة قد أفسدت أخلاق الأجيال لكثرة قرناء السوء فيها لأنّ كثيراً من الطلبة لم يربّ تربية صالحة بل أُطلق عنانه إلى ما شاء فإذا جالس غيره أفسد وقد قيل قديماً :"من جالس جانس "و"الصاحب ساحب"
وأضف إلى ذلك أن بعض المدرّسين لا يُرتضى دينه وخلقه فكيف يكون مرشداً وقد شاقّ الرشاد ؟!!
وانظر إلى مدى يتأثّر طالبه ؟!!
السبب الخامس : كثرة الطلاق بدون ملجئ
فإن فراق الزوج زوجته مما يفسد الأولاد غالباً ويُضيع حقوقهم من تربية الأبوين ورعايتهم فإنّ أعظم التربية تقوم الأمّ ، والأب مراقب في الغالب فإذا فعل الولد مما لا يُحمد عقباه فإن الأم تنهره بالأب قال الرملي في منظومته :
وتنهر الأم ولدها بالأبِ * جزراً له عن الخناء واللعب
فإذا انهدم البيت يُفقد تعاون الأبوين في تربية أفلاد أكبادهم
وطلاق الرجل مما يسرّه إبليس حتى يُدنيه ويلتزمه من أفسد ذات بين الزوجين كما في حديث جابر عند مسلم وغيره بلفظ " إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الْأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ"
وسبب سرور ابليس بذلك والله أعلم قيل هو حصوله فرصة لأغواء الأولاد من أجل ضياعهم وكأنّه قيل له
" خلا لكِ الجوُّ * فبيضي واصفِري
" ونقِّري من بَعدِهم * ما شئت أن تُنَقِّري
السبب السّادس : تفخيم الطّلبة شأن أولاد الدعاة قائلين هذا ابن الشيخ الفلاني ، خلّ ابن الشيخ يدخل قبلك ، يجلس قبلك ، لا تقل ابن الشيخ بمثل هذا " وهلمّ جرّ
ولا أعني أن لا يُحترم أبناء الدّعاة بل أقول أنزلوهم منازلهم بدون اطراء ومبالغة .
السبب السّابع : كثرة غياب الدّعاة من بيوتهم .
فإنّ كثرة أسفار الدعاة وغيابهم من أهاليهم مما يؤدي إلى سوء الأدب لفقدانهم أباً يتفقّد أحوالهم ليل نهار .
السبب الثّامن : منع الأولاد الألعاب في جميع الأوقات
فإنّ من غريزة النشأ اللعب في قدر الحاجة فإنّ مَنْعَه قد يؤدّي إلى التفلّت وكثرة اللعب تفضي إلى ضياع الوقت ومن ثَمّ فالواجب على الآباء أن يُخطّطوا لأولادهم سياسة رشيدة تجاه لعبهم فإنّ الحجر والكثرة مؤذيان .
السبب السّابع : منع الأولاد أن يستفيدوا من علماء أهل السنّة والجماعة .
فإنّ كثيراً من دعاة المتحزّبة يمنعون أولادهم أن يَحضروا دروس العلماء والدعاة من أهل السنّة والجماعة فعوقب انتكاسة أولادهم .
هذا مما ظهر لي وآمل الأخوة المشاركة في هذا الموضع
__________________
ما سلم الله من بريته ولا *** نبي الهدى فكيف أنا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-23-2014, 04:03 PM
ابو زكريا البيلي ابو زكريا البيلي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 3
افتراضي

جزاك الله خيرا يا اباسعيد
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-23-2014, 10:42 PM
ابوخزيمة الفضلي ابوخزيمة الفضلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 1,952
افتراضي

جزاك الله خيرا على الكلام الماتع .ولكن يبقى السبب الأول في تربية الأولاد توفيق الله سبحانه وتعالى
ولا نجعل كله من تقصير الأب. أنا أعرف عائلة على أستقامة وألتزام الأب والزوجة والبنات في بيت واحد
والأب له أثنان من الأولاد.أحدهم صالح والآخر طالح هما في نفس البيت ونفس التربية ,وما قصة أبن نوح عليه الصلاة والسلام عنك ببعيدة هو عليه الصلاة لم يقصر مع قومه 1000 سنة .ولكن قدر الله الكوني
أراد بذلك.
__________________
قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من جهل قدر الرّجال فهو بنفسه أجهل ).


قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله- كما في «مجموع الفتاوى»:

«.من لم يقبل الحقَّ: ابتلاه الله بقَبول الباطل».

وهذا من الشواهد الشعرية التي إستشهد بها الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه
رفقا أهل السنة ص (16)
كتبتُ وقد أيقنتُ يوم كتابتِي ... بأنَّ يدي تفنَى ويبقى كتابُها
فإن عملَت خيراً ستُجزى بمثله ... وإن عملت شرًّا عليَّ حسابُها
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-24-2014, 12:29 AM
عبد الله زياني عبد الله زياني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 853
افتراضي


بارك الله فيك

لكني لم أفهم لماذا ذكرت بعض النقاط: الموضوع عن أبنا الدعاة فهل الدعاة يضربون أبناءهم أكثر من غيرهم؟

في رأيي أن السبب الرئيسي هو كون الداعية أو العالم يبذل كل جهده في حل مشاكل غيره وينسى أهل بيته. تماما مثل أستاذ الرياضيات الذي أبناؤه ضعاف في الحساب لأنه يبذل كل جهده خارج البيت فإذا رجع إلى البيت لم يرد سماع شيئ عن الحساب.
__________________

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟك ﺍﻟﺤﻤﺪ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-24-2014, 02:05 PM
أحمد الجبرتي أحمد الجبرتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
الدولة: الصومال
المشاركات: 105
افتراضي

أخوتي في السنّة إن الله جعل لكل شيء سببا وهذه أسبابٌ وما أكثر من تحققت هذه الأسباب وغيرها من أسباب الغواية ولكن الله هداه بلطفه ورحمته وأما الضرب الشديد والعنف الغليظ فليس من خصائص الدعاة بل ليس من عادة أكثرهم ولكن من باب استيفاء الأسباب قدر الوسع قد يُذكر سببٌ قليل الوقوع
__________________
ما سلم الله من بريته ولا *** نبي الهدى فكيف أنا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-24-2014, 08:32 PM
طاهر نجم الدين المحسي طاهر نجم الدين المحسي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: السعودية- مكة المكرمة
المشاركات: 3,029
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي أحمد ونفع الله بك ...
ويضاف أيضاً : إهمال الدعاء لهم بالصلاح والهداية والتوفيق ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.