السلفية (منهج ودعوة أم لمز وتسقيط)

[عماد الجنابي]

قال تعالى{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}
قال أبو جعفر الطبري: يعني جل ثناؤه بقوله : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } كما هديناكم أيها المؤمنون بمحمد عليه السلام وبما جاءكم به من عند الله فخصصناكم بالتوفيق لقبلة إبراهيم وملته وفضلناكم بذلك على من سواكم من أهل الملل كذلك خصصناكم ففضلناكم على غيركم من أهل الأديان بأن جعلناكم أمة وسطا وقد بينا أن الأمة هي القرن من الناس والصنف منهم وغيرهم وأما الوسط فإنه في كلام العرب الخيار يقال منه : فلان وسط الحسب في قومه أي متوسط الحسب إذا أرادوا بذلك الرفع في حسبه وهو وسط في قومه وواسط كما يقال : شاة يابسة اللبن ويبسة اللبن وكما قال جل ثناؤه فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا [ طه : 77 ] وقال زهيربن أبي سلمى في الوسط :
( هم وسط ترضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم )
قال أبو جعفر : وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى : الجزء الذي هو بين الطرفين مثل وسط الدار محرك الوسط مثقله غير جائز في سينه التخفيف وأرى أن الله تعالى ذكره إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم فى الدين فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه - ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله وقتلوا أنبياءهم وكذبوا على ربهم وكفروا به ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها وأما التأويل فإنه جاء بأن الوسط العدل وذلك معنى الخيار لأن الخيار من الناس عدولهم ذكر من قال : الوسط العدل حدثنا سلم بن جنادة و يعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قولة : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : عدولا حدثنا مجاهد بن موسى و محمد بن بشار قالا حدثنا جعفر بن عون عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مؤمل قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : عدولا حدثني علي بن عيسى قال حدثنا سعيد بن سليمان عن حفص بن غياث عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { جعلناكم أمة وسطا } قال : عدولا حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن يمان عن أشعث عن جعفر عن سعيد : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : عدولا حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عز وجل : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : عدولا حدثنا المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قوله : { أمة وسطا } قال : عدولا حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله : { أمة وسطا } قال : عدولا حدثنا المثنى قال حدثنا إسحق قال حدثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله : { أمة وسطا } قال : عدولا حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } يقول : جعلكم أمة عدولا حدثني المثنى قال حدثنا سويد بن نصر قال أخبرنا ابن المبارك عن رشدين بن سعد قال أخبرنا ابن أنعم المعافري عن حبان بن أبي جبلة يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } قال : الوسط العدل
قال الشيخ الالباني رحمه الله في الرد المفحم(ص156 )
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) [ البقرة : 143 ]
على هذا المنهج النبوي الكريم يجب على المشايخ والدعاة أن يقوموا بتربية الناس رجالا ونساء ولن يستطيعوا ذلك إلا إذا تعرفوا على السنة والسيرة النبوية الصحيحة التي تشمل : قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره وما كان عليه سلفنا الصالح مما صح عنهم فإن فقه العالم لا يستقيم إلا بهذا كله مستعينا على ذلك بأقوال الأئمة المجتهدين والعلماء المحققين وإلا حاد عن الحق وسبيل المؤمنين
بعد هذا الكلام والبيان من ان الله تعاى جعلنا أمة وسطا وبان معناه ان الوسطية هي الخيار أو العدالة افلا ننصف في دعوتنا فنكون عدولاً في نقولاتنا ووسطاً في كلامنا لماذا نهجم هجوماً نبتغي به اسقاط الاخرين من غير تثبت ولايقين اولانعلم اننا مؤاخذون بما نقول(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)فلماذا هذه المجازفة في الاستطالة في الآخرين
ولله در الشيخ علي في ما ذكره في كتاب منهج السلف الصالح
المسألة العاشرة: القال والقيل ,ونقل الأقاويل:
وهي_وَالله_آفة كبرى توغر الصدور وتغير العقول وتقلب السلوك.....
و(أخشى) أن لايكون حال الداخل هذا الباب إلا ما قيل قديماً:
ولم نستفد من بحثنا طولَ عمرنا سوى أَن جَمَعنَا فيه قيلَ وقالوا
وقال :
وكم من مرة سمعنت الطعن والغمزَ ببعض أهل العلم أو طلاب العلم_من بعض أفاضل المشايخ_فلما كنت اتثبت وأستعلم ؟؟يكون الجواب:(حَدَّثَنا فلاَن وهو ثقة) أو نحوهذا الكلام_
ثم اذا به:بلا خطام ولا زمام
وقد قيل_قديماً_
فما آفة الأخيار إلاغواتها وما آفة الأخبار الإرواتها
فأقول لكل أخ سلفي مناصحاً له:
اشتغل بعيوبك أولاً وحاول اصلاحها ثم ابدء بأهل بيتك والاقرب فالاقرب ففيه الثواب العظيمواترك القيل والقال
قال العلامة السعدي في (الرياض الناضرة)(ص209)
((من الغلط الفاحش الخطير:قبول قَول الناس بعضهم ببعض,ثم يبني عليه السامع حباً وبغضاً وَ مَدحاً وذماً
فَكَم حَصَلَ بهذا الغلط من أمور صار عاقبتها النّدامة
وكم أشاعَ النّاس عن الناس اموراَ لاحقيقة لها بالكلية
فالواجب على (العاقل):التثبت والتحرز وعدم التسرع وبهذا يعرف دين العبد وَرَزانته وَعَقلَه))
فلتكن دعوتنا كما كان الرعيل الاول من السلف الصالح دعوة خالصة لله لايشوبها أو يعترها الحظ والنفس والهوى ولنبتعد عن اللمز والهمز والتسقيط وإنما واجب علينا المناصحة ولو اننا لم نتناصح لشملناالله بعذابه
فالدين النصيحة لا الفضيحة ولله در الشافعي حين قال

تغمَّدني بنصحكَ في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعَه
فإن النصحَ بين الناس نوع من التويخ لاأرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيتَ قولي فلا تجزع إذا لم تعطَ طاعَه

[ابو يوسف]

بارك الله فيك

[أبو عبد العزيز الأثري]

أحسنت جزاك الله خير أخينا الحبيب
كيف حالكم في الفلوجة ؟
كيف حال الدعوة السلفية في الفلوجة ؟
نرجوا الأطمئنان عليكم ؟
أخوك من العراق / أبو عبد العزيز الأثري

[عماد الجنابي]

جزاكم الله خيراً على المرور
ونحن بخير وان شاء لله للدعوة اهلاً يتكفلون بها

[عماد الجنابي]

الحمد لله المنزه عما يخطر بالبال أو يتوهم في الفكر والخيال المحتجب برداء العز والجلال لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير تحيرت العقول في حقيقة ذاته وتخبطت الأفهام في أسمائه وصفاته واندهشت الأبصار في جلال حضراته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
والصلاة والسلام على من منحته بغاية تكرمتك وخصصته بمشاهدة رؤيتك وهو مع ذلك يقول سبحانك ما عرفناك حق معرفتك يا من لا مثل له ولا نظير وعلى آله وأصحابه الذين سلكوا طريق الأدب مع الله ورسوله وسلموا فسلموا من مزلة القدم ومذلة التقصير
إن الناظر اليوم الى حال السلفية في وعلى ماهم عليه من خلافات قد تكون الى حد التبديع والاخراج من المنهج فهذايرمى بانه
(كذاب) وذاك يرمى بانه(مرجيء) وذاك (مدلس)وغير ذلك من الصفات التي لاتليق ان تخرج من اصحاب منهج حملوا على عاتقهم ان يكونوا دعاة حق واصحاب رسالة يوصلونها الى الناس فإذا بنا نرى هذا الرعيل يتحول من اصحابِ دعوةٍ سلفية الى أُناسٍ هجومية تعسفية فيما بينهم بعضهم ينهش لحم بعض ونسو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى قال:
حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود ( يعني ابن قيس ) عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه
[ ش ( ولا يخذله ) قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي ( ولا يحقره ) أي لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره ويستقله ( التقوى ههنا ) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته
وفي الحديث الذي رواه الامام ابو داود السجستاني قال:
حدثنا واصل بن عبد الأعلى ثنا أسباط بن محمد عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام ماله وعرضه ودمه حسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم " .

قال الشيخ الألباني : صحيح
وقوله صلي الله عليه وسلم ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين فإن دعواتهم تحيط من ورائهم وقوله صلى الله عليه وسلم في جواب أي المسلمين أفضل قال من سلم المسلمون من لسانه ويده
فأين نحن من هذه الوصايا فأصبحت أعراض العلماء العااملين الربانيين علكة بإفواه حدثاء الاسنان يؤصلون ويقعدون الاصول والقزاعد ويتصيدون في الماء العكر على زلات وهفوات قد تكون وقعت من البعض منهم من غير قصد فإذا بهم يأخذونها وينشرونها كما تنشر النساء الثياب على الحبل ونرى (فلان) قد أهم نفسه وجمع زمام خطمه ليقوم بالرد على(فلان)
ونراه يتوعدد ويتهددوانه سيفضح عوار ذالك(الفلاني) فإذا بنا نتحول من اصحاب دعوة سلفية الى(هُمَزيّةٍ)و ( لُمَزيّةٍ)
الم تقرؤا قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (11)
يقول : تعالى ذكره : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين { عسى أن يكونوا خيرا منهم } يقول : المهزوء منهم خير من الهازئين { ولا نساء من نساء } يقول : ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات عسى المهزوء منهن أن يكن خيرا من الهازئات
قوله { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن } قال : ربما عثر على المرء عند خطيئته عسى أن يكون خيرا منهم وإن كان ظهر على عثرته هذه وسترت أنت على عثرتك لعل هذه التي ظهرت خير له في الآخرة عند الله وهذه التي سترت أنت عليها شر لك ما يدريك لعله ما يغفر لك
واليوم نحن اذا ما أردنا أن نذعو الى السلفية فكيف سيكون حال الداخل ان وجد الفرقة والخلاف والهمز واللمز فيما بين طلاب العلم واستحلال للحوم العلماء وهي مسمومة كما ذكر ذلك الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله قال : اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاء الله تعالى قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
وأعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم والتناول لأعراضهم بالزور والإفتراء مرتع وخيم والإختلاق على من إختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم والإقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الإستغفار لمن سبقهم وصف كريم إذ قال مثنيا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وصدها عليم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم
فكيف للداخل ان يدخل و(مع من) سيذهب (فَكُلٌ يَدَعي وَصلاٌ بِلَيلى)فهذا يرمي هذا وهذا يقذف هذا الاكفوا يا أتباع السلف وعودوا الى رشدكم واغتنموا أوقاتكم بتحصيل العلم والرد على من هم اخطر من ذلك أولئك الذين يتربصون بنا الدوائر ويفرحون لخلافاتنا وهم يتفرجون علينا من بعيد بل قد يكون الناظر منهم له اليد الطولى في اثارة الفتن فيما بينكم
فنحن أصحاب منهج ودعوة لا اصحاب( لمزٍ وَتَسقيطٍ )
[إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ]

[عماد الجنابي]

هي دعوة الى نبذ الخلاف والدعاء لبعضنا البعض بالتناصح الجميل لا التشهير والتجريح وعلى من ليس له علم ان يبتعد عن هذا كله ويعتزل الفتنة كما فعل بعض الصحابة رضوان الله عليهم حينما وقعت الفتنة بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه

[عماد الجنابي]

ارجو المشاركة الجادة من كل الاخوة

[عماد الجنابي]

إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبؤهم بما كانوا يفعلون }
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه القيم " سير أعلام النبلاء " [4/472] : ( وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول : دعنا من الكتاب والأحاديث وهات " العقل " ! فأعلم أنه أبو جهل ، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول : دعنا من النقل والعقل وهات الذوق والوجد ، فأعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر أو قد حل فيه ، فإن جبنت فاهرب ، وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه ) اهـ
أعلم يا عبد الله : أن العلم النافع والدواء الناجح هو : قال الله ، قال رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا يسمى الرجل عالماً إلا بهذا العلم ، ولا ينتفع به خير الانتفاع إلا إذا كان وقافاً عند حدود الله تعالى ، مقيماً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، معظماً لرجالها ، حافظاً الود لرواتها .
وأما من دفع السنة المطهرة بالهوى واستحسان النفس ومجرد الذوق فهو رجل بدعي ضال لا يأتي منه خير .
وأعلم : أن الناس هذه الأيام أحدثوا من الشرور التي مدارها على الشهوة والشبهة ليصدوا الناس عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن منهج السلف الصالح وطريقتهم ، كل هذا بدعوى مسايرة العصر ومواكبة الظروف ، فضلوا وأضلوا ، وفتحوا على أنفسهم باب شر ، نسج على عقولهم الأوهام والشبهات معا ، فجعلهم في واد سحيق لا يسمعون السنة ولا يحسنون فهمها .
والعجيب من هؤلاء القوم أنهم على الدوام يتهمون اصحاب المنهج الأثري والطريق السلفي بأنهم متحجرون متكلسون لا يفهمون دهاليز السياسة ولا خدع الحياة !!
(1/1)
________________________________________
وهم بهذا العلم الباطل يحكمون على أنفسهم بالزوال ، لأن الحق قوته تكمن في ثبات الإنسان عليه ، كما قال تعالى : { خذوا ما اتيناكم بقوة } .
(132/1)
---
والجلوس مع أهل البدع يجعل المرء يداهنهم رغم أنفه ويسايرهم في طرقهم ، كما قال تعالى : { ودوا لو تدهن فيدهنون } ، ومع طول المعاشرة وكثرة المصاحبة يسحبونه إلى شرهم ، ويذيقونه كاس المرارة جرعة جرعة دون أن يحس أو يشعر ، وهو لا يدري أنه كلما ازداد بعداً عن السنة إلى العقل كلما ازداد ضلالاً وشروراً ، حتى ينقلب وتتغير وجهته .
وأعلم يا عبد الله : أن الواجب عليك أن تقرأ كتب السنة المطهرة - وخاصة صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم - وعليك بقراءة السيرة النبوية والإكثار منها ، والمعاودة في القراءة لها المرة تلو المرة .
واحذر من هوى الانتقائيين ، ونعني بهم أولئك القوم الذين يذهبون إلى السنة والسيرة وهم في أذهانهم القواعد البدعية المقررة والنكت الضالة الفاسدة ، فيأتون إلى السنة والسيرة ليبحثوا لهم عن شبهة ، دليل ، يحتجوا بها على بدعتهم وينصروا بها أهواءهم ، فهؤلاء القوم لا ينتفعون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصلح حالهم ، بل يزدادوا ضلالاً على ضلال .
فالواجب عليك أن تقرأ السنة النبوية والسيرة المحمدية وأنت فارغ النفس من الشهوة الباطلة والشبه البدعية ، لتتشكل لديك حقيقة هذا الدين وصورته .
وأعلم : أن من صور الفوارق بين السني والبدعي ، هو نوع الكتب التي ينظر فيها المرء ، ويستكثر منها ، فالسني المهتدي هو من يقرأ السنة والسيرة أكثر مرات ومرات من قراءة غيرها ، فإذا قرأ سواهما كان على نور من ربه ، وأما البدعي فهو لا يلتفت إلى السنة النبوية والسيرة المحمدية إلا من أجل أن يحتج لأفكاره ، ومن أجل أن يزيد في تقرير قواعده وقناعاته على ما استقر من تيه وهوى .
(1/2)
________________________________________
ثم أن الصورة المهتدية لرجل السنة تظهر في اهتمامه بأمر الله تعالى ، ورضا الله تعالى ، وحب الدار الآخرة ، فهي تشغل ذهنه ، ويقيم أعماله على أساس الرضا الإلهي ، واما غيره فهو الذي يقيم الأمور ويبني الأحكام على ما حقق من أوهام
(132/2)
---
دنيوية ورضا البشرية ، وشتان بين الرجلين .
فيا عبد الله : عليك بكتب السنة وسيرة المصطفى وهدي السلف الصالح .
والحمد لله رب العالمين

[عماد الجنابي]

كم من ناعق ينعق في وجوه المسلمين ويقول انا من السلفيين وهو اقرب الى المؤذين الذين يتصيدون في الماء العكر فما ان تنطفئ نار فتنة يوقدها اولئك الذين لاشغل لديهم اليوم الا القيل والقال فمتى نتنبه لحالنا ونصلح من ذاتنا ونصدق مع ربنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[محمود بن محمد حمدان]

كم أساء مَن ظنَّ أنه يُحسن صُنعاً؟!
كم هم الذين يكونوا عالة على الدعوة!، فتحمل همَّهم قبلَ أنْ يحملوا همّها !!

فتباً لِمَن أدخلنا في هذه الترهات، وأجبرنا للوقوف على هذه الخلافات !
فإلى الله المشتكى ، وإليه النشور من بعد الممات!

بوركتم شيخ عماد .