أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
99978 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الحديث وعلومه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-31-2014, 06:42 PM
فادي أبوسعده النابلسي فادي أبوسعده النابلسي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الأردن
المشاركات: 61
افتراضي شرح ألفية الإمام السيوطي في علم أصول الحديث للعلامة الحلبي 7

شرح ألفية الإمام السيوطي - رحمه الله - في (علم أصول الحديث)
المسماه
"نظم الدُرَر في علمِ الأَثر"
للعلامة المحدّث الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري - حفظه الله -
ألقيت في مسجد مهيدي خلف - عمان عاصمة الأردن -
بتاريخ ( 26 - جمادى الآخرة- 1435هجرية / الموافق 26-4-2014 إفرنجية )
القسم الاول - الدرس السابع -


بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كَلَامُ اللهِ -تَعَالَى-، وَخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
وبَعْدُ:

فهذا أيها الإخوة مجلسنا -السابع- من دروس " شرح ألفية الحديث " للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي -رحمه الله تعالى-

واليوم هو السادس والعشرون من شهر جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين بعد الأربعمائة والألف..

وسيكون مجلسنا في هذا اليوم -المبارك- عبارةً عن: )أسئلة وأجوبة( نتلقاها من إخواننا وهذا سيكون دأبنا فيما نستقبل من الأيام في كل -خمسة دروس أو ستة دروس-..

يكون ثمة مجلس مفتوح )للأسئلة والأجوبة( حتى لا تتراكم مسائل العلم بعضها فوق بعض.. )مشكلةً( أو )مستشكلة( على إخواننا الطلبة -حفظهم الله-.

وقبل ذلك وبين يدي ذلك أذكر نقطتين:

النقطة الأولى: فائدة علمية عامة..

والنقطة الثانية: جواب على سؤال وردني من بعض الإخوة المتابعين..

أما النقطة التي أبدأ فيها: وهي نقطة -تأصيلية- يسميها العلماء )تداخل العلوم) بمعنى :أن العلوم يكمل بعضها بعضاً..
)1(
وأن الفرق بين العلوم.. والفصل بين العلوم.. إن هو إلا فصل -يعني- إصطلاحي ليس فصلاً حقيقياً..

فلا أتصور عالماً يجهل -اللغة العربية- وهو متقن في -باب الفقه- أو عالماً يحسن -علم
التفسير -وهو لا يعرف -العقيدة- فضلاً عن التخصصات العلمية..

فالفقيه يحتاج في فقهه إلى:
- علم أصول الفقه -..
وإلى: ) علم قواعد الفقه (..
وإلى: ( علم اللغة العربية (..
وإلى: ) علم الحديث )..
وهكذا سائر العلوم. .

المفسر يحتاج إلى:
) علوم التفسير )..
و ) علوم القرآن )..
و ) اللغة العربية )..
و ) دلالات الألفاظ ..(
وهكذا..

وما نحن بصدده من )علم الحديث( لا يخرج عن هذا الإطار..

)فعلوم الحديث( كثيرة وإن كان مصطلح (علوم الحديث( يدل على معنىً خاص..
ولكن -الحديث- من حيث - جملتها - متنوعة.. مثلاً:

عندنا -علوم الحديث- التي إصطلحنا أن نسميها:
) علوم المصطلح )..
أو ) علوم أصول الحديث )..
وعندنا ) علوم الجرح والتعديل )..
وعندنا ) علم التخريج )..
وعندنا ) علم رواة الحديث )..
وهكذا في -علوم- متعددة..

فهذه العلوم يتمم بعضها بعضاً ولا يمكن الفصل بينها.. أو المفاصلة دونها..
وهذه العلوم -الأربعة- أكثر ما تكون محتاجةً أنواعها أو بعض أنواعها إلى بعض:
) علم أصول الحديث (..
( علم تخريج الحديث )..
( علم الجرح والتعديل (..
( علم رواة الحديث )..

أقول هذا: بين يدي السؤال الذي أريد أن أبتدئ به هذا -المجلس- حتى أتلقى ما عند إخواننا من

)2(
-أسئلة- فقد ورد السؤال حول كلمة: (أصل الحديث)..

ونحن ذكرنا في -مجالسنا الماضية- كلمتين متقاربتين:
كلمة: )أصل الحديث)..
وكلمة: )أصل السند)..

وفرقنا بينهما من يذكرنا بالفرق بين )أصل السند( و )أصل الحديث(.. ؟

تفضل: )أصل السند: هو طرف الحديث الذي فيه الصحابي وأصل الحديث.. يعني: معنى الحديث الموجود في -الصحيحين- أو شيء من الحديث الموجود في -الصحيحين-(..

في -الصحيحين- أو غيرهما.. ليس الأمر متعلق: بالصحيحين.. قد يروي الحاكم حديثاً..
أو مثلاً: الإمام -أحمد- حديثاً.. ونقول: أصله في: "سنن الترمذي " أو أصله في: "سنن أبي داوود" فهذا إنما ضربنا المثل -بالصحيحين-؛ لأن أغلب ما يحتج به أو ما يذكره أهل العلم..
لأن فائدة كون الحديث في -الصحيحين- فائدة داعمة للحديث..

بينما فائدة كون -الحديث- في "الترمذي" فائدة -يعني- صورية تكميلية ليست أصلية..

وأنا أتيت بمثل أو مثلين من كلام -أهل العلم- ففي " رياض الصالحين" الحديث -الخمسين بعد الأربعمائة والألف )1450-(..

عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه دخل مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إمرأةٍ وبين يديها نوىً أو حصى تسبح به فقال: } أخبرك بما هو أيسر عليكي من هذا أو أفضل فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك { رواه الترمذي وقال: حديث حسن..

-طبعاً- مصطلح )حديث حسن( عند -الترمذي- عليه كسائر إصطلاحات الإمام الترمذي: إشكالات.. وإيرادات.. وإختلافات.. -لأهل العلم- وليس هذا موضع -ذكر التفصيل-..

قال شيخنا الشيخ الألباني -رحمه الله- معلقاً على هذا )الحديث( في تعليقه على: كتاب "رياض الصالحين"
قال :وأصل الحديث بدون ذكر النوى أو الحصى صحيح أخرج مسلم في "صحيحه" من حديث جويرية.

-طبعاً- جويّرية -بتخفيف الياء- كثيرون يلفظونها جويّريّة -بتشديد الياء- وإنما هي جويّرية..
كما نقول: صلح الحديّبية وليس الحديّبيّة -بتشديد الياء-

نقول: وفيات الأعيان -بتخفيف الياء- ولا نقول: وفيّات الأعيان -بتشديد الياء-

قال: وأصل الحديث بدون ذكر النوى أو الحصى صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث

)3(
جويرية-رضي الله عنها-

هذا كلام شيخنا..

من باب التكميل للفائدة ها أنا ذا أورد نص الإمام مسلم في "صحيحه" ..

قال: حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قالوا: حدثنا سفيان عن محمد بن عبدالرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن جويرية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها بُكرةً -يعني صباحاً- حين صلى الصبح وهي في مسجدها -أي موضع سجودها- ثم رجع بعد أن أضحى -وقت الضُحى- وهي جالسة فقال: ما زلتي على الحال الذي فارقتكي عليها..؟ قالت: نعم.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قد قلت بعدكي أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلتي منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسة وزنة عرشه ومداد كلماته..

الآن.. ماذا نلاحظ .. ؟

نلاحظ: أن الحديث يُشبه الحديث ولو أننا بحثنا وأردنا أن نبحث في -وسائل البحث المعاصرة- ك :كتب الفهارس على أطراف الحروف الهجائية..

أو حتى: كتب الفهارس على الألفاظ كمعجم المستشرقين المشهور ب: " المعجم المفهرس لألفاظ الحديث"

أو حتى: بحثنا في -الكمبيوتر والموسوعات الآلية- لا نستطيع أن نجد هذا الحديث وأنه أصل ذاك الحديث..
لماذا.. ؟

لأن هذا -يعني- الجامع بينه وبين الحديث الأول أنه: أن إمرأةً تذكر الله.. ورسول الله -عليه الصلاة والسلام- صوبها في هذا الذكر هذا معنىً مجمل معنىً عام..

أما -تفاصيل- القصة: فهي مختلفة تماماً..

لذلك الراوي -الضعيف- أو -المجهول- أو -سيء الحفظ- ممكن أن ينقلب عليه المعنى..
أو أن يرويه على غير وجهه الأصلي..

فالحديث يكون مثلاً: حديث مسلم هذا لفظه فإذا رواه الضعيف يرويه بالمعنى فلا يحسن الرواية لسوء حفظه فيخرج عندنا حديث آخر -ثالث- تماماً وهكذا يقال تماماً في مسألة )أصل الحديث( وهذا جواب على -الفرع الثاني- من -السؤال- الذي وردني من بعض -طلبة العلم - وهو قولهم: كيف نعرف ذلك.. ؟

لا سبيل إلى معرفة هذا الأمر إلا: بالفهم.. والحفظ.. والدراية.. والنظر..

)4(
النظر في الأحاديث وإستحضارها هذا هو السبيل -الأوحد- لا سبيل إلى ذلك مجرد الحفظ؛ لأنك قد تحفظ -يعني- حفظاً صورياً تحفظ الحفظ كما نقول نحن: -بصماً- عن ظهر قلب ولا تدرك معاني الألفاظ والدلالات بين الروايات. .

-لكن- إذا كان هذا الحفظ مدعماً: بالفهم والدراية.. فهو السبيل الذي يجعلك تميز هذه الروايات بهذه الألفاظ . .

عندنا مثل آخر: الفقيه -أبو حامد الغزالي- وكثير من الناس يجهل أنه: فقيه من أكبر الفقهاء فالصورة المنطبعة -لأبي حامد الغزالي- أنه: صوفي كبير.. وهو -كذلك-

-لكن- هو في )الحقيقة( من أكبر -أئمة- الفقه الشافعي. .
وله ثلاثة كتب في -الفقه الشافعي- من أجل الكتب عندهم وهو: كتاب "الوجيز " و
"الوسيط" و "البسيط" في -الفقه الشافعي-

وهي على -ثلاثة- أسماء الكتب التي ألفها -الواحدي- في التفسير: "الوجيز " و "الوسيط" و "البسيط" .

)البسيط): بمعنى المبسوط.. فعيل بمعنى مفعول.. قتيل بمعنى مقتول.. جريح بمعنى مجروح.. وهكذا..
وله -أيضاً- في )أصول الفقه( كتاب من أجل الكتب على ما إنتقد عليه وهو كتاب "المستصفى في علم الأصول "وله عدة طبعات أجودها طبعة في -أربعة مجلدات-..

يقول الغزالي في كتابه "الإحياء " يذكر حديث: }اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الكفر والفقر والفسوق والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وضيق الأرزاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والعمى والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام..{

هذا الحديث الذي أورده في: " إحياء علوم الدين" ..

الحافظ -العراقي- له عدة تخريجات ل: "الإحياء" لم يطبع منها ولم يعرف منها إلا -التخريج الأصغر- المسمى: "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من أخبار"
المغني عن حمل الأسفار: جمع سفر.. السفر: هو الكتاب..
فالمغني عن حمل الكتب في الأسفار: -يعني- جمع..

أسفار الأولى: جمع سِفر -بكسر السين-
والأسفار الثانية: جمع سَفَر -بفتح السين-

يقول: رواه أبو داوود والنسائي مقتصرين على -الأربعة- الأخيرة.. والحاكم بتمامه من حديث
-أنس- وقال: صحيح على شرط الشيخين.


)5(
قال الزبيدي: أصل الحديث عند: البخاري ومسلم. .

الزبيدي له شرح على: " الإحياء" ومن مزايا هذا الشرح التي يجهلها الكثيرون أنه إعتنى
-بالتخريج- حتى ما فات -الحافظ العراقي- من أحاديث وآثار خرجه -الحافظ المرتضى الزبيدي-

بل إن الزبيدي كما يقول في المقدمة : وقف على التخريج الكبير أو على قطعةٍ من التخريج
الكبير الذي خرجه -الحافظ العراقي- على: "إحياء علوم الدين " وأودعها في كتابه وهي قطعة ليست كبيرة. .

قال: أصل الحديث عند البخاري ومسلم -طبعاً- هذا الزَبيدي غير الزُبيدي..

الزُبيدي: من المتقدمين من أهل العلم نسبة إلى: جد. .

بينما الزَبيدي: نسبة إلى: زبيد في اليمن. .

)فلا نخلط بينهما(..

وضبط الأسماء علم مهم قائم بذاته.. وهو كما يقول أهل العلم: } مبني على السماع وليس للقياس فيه شأنٌ { بمعنى: لا نرى كل كلمة زَبيدي نقول: زُبيدي -رسمها- !!

لا.. هنالك زبيدي هنالك زُبيدي وهكذا..

قال :أصل الحديث عند البخاري ومسلم وأبي داوود والنسائي بلفظ: } كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ..{

وزاد الحاكم وإبن حبان: }والقسوة والغفلة والعيلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق..{ إلى آخر الكلام..

إنما -الشاهد- الذي أحببت التنبيه إليه: أن (أصل الحديث( وهو لإجتماع جزء لا بأس به وقدر لا بأس به من: الحديث الأول.. في: الحديث الثاني.. ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا الإستحضار للمعاني والمعرفة بألفاظ السنة المشرفة. .

هذا ما أحببت أن يكون مدخلاً لهذا -المجلس المبارك- والذي هو: لقاء مفتوح فيما نحن بصدده من مسائل )علوم الحديث( راجياً أن تكون الأسئلة كلها في المادة التي فيما نحن فيها..


* يقول السائل: كيف نجمع بين- :تجريح العلماء- لأبي حامد الغزالي وبين: -مدحه- بأنه: فقيه.. ؟

الجواب: هذا سؤال جيد؛ لأن النقد إنما يوجه إذا كان مدح بما إنتقده أهل العلم..

)6)
أما أهل العلم قاطبةً: يثنون عليه في معرفة -الفقه الشافعي- وفي -الإمامة فيه- وحتى في
-أصول الفقه- بل إن كتاب "روضة الناظر" لإبن قدامة -أحد أئمة الحنابلة- الكبار هو مختصر لكتاب "المستصفى ". .

فما وجه إليه من موضوع: التوسع في الأحاديث الموضوعة.. والمكذوبة.. والضعيفة.. والتي لا أصل لها.. -هذا باب لا يمدحه فيه أحد- فمن إمتدحه فيه فهو مخطئ . .

موضوع التصوف والإغراق فيه: هذا إنتقده أهل العلم ومن يمدحه فيه لا شك أنه منتقد أيضاً. .

على أنني أقول :الإمام السبكي صاحب " طبقات الشافعية الكبرى " عندما ترجم -لأبي حامد
الغزالي- وهو مثله -شافعي المذهب- قال في ترجمته: وهذا مما يجعل لكتاب: "طبقات الشافعية " مزية خاصة عن كثير من كتب: التواريخ.. والطبقات.. والتراجم..

أنه يذكر فوائد متعلقةً بصاحب الترجمة كفوائد النوادر.. أو زوائد.. أو إنتقادات.. أو إيرادات.. عندما وصل -لأبي حامد الغزالي-. .

قال: وهذا مسرد للأحاديث التي أوردها -أبو حامد الغزالي- ولا أصل لها في السنة..
-يعني- ليس لها أصل مطلقاً فذكر ألف (1000( حديث..

-لكن- من باب -الأمانة- على أن السبكي موصوف:
بأنه: حافظ..
وبأنه: عالم..
وبأنه :إمام..
عدد ليس بالكثير.. لكنه ليس بالقليل.. من هذه الأحاديث قال: لا أصل لها.. !!
ولها أصول.. !!

وبعضها أصول صحيحة؛ لأن كلمة: (لا أصل له( لها معنيان عند -أهل العلم- )للحديث) :

المعنى الأول: لا أصل له من حيث الصحة ..
والمعنى الثاني: لا أصل له من حيث الورود.. أنه لم يرد مطلقاً..
هذا معنى لا أصل له..

على أنني أقول هنا عطفاً على السؤال: وهو ما أصله شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله تعالى-في -عشرات- بل -مئات- المواضع من -كتبه-. .

أن أهل السنة: هم أهل العدل.. والعلم.. والرحمة.. والحلم.. وأنهم العدل واجب فيهم حتى مع اليهود والنصارى..

وهذا ما لم يدركه بعض المعاصرين: فظنوا أن العدل مع المنتقد سواءً أكان مسلماً أم غير مسلم سواء.. أكان سني أم غير سني.. أن ذلك مما يسمى )تمييعاً( وما أشبه ذلك من عبارات لا
تعرف في كتب أهل العلم.. ولا تعرف في تاريخ العلم.. !!

)7(
فتوهموا أن ما يمتدح به عالم مما أصاب فيه هذا خطأ.. وأن ما إنتقد في أصل ينبغي أن ينتقد في كل أصل..

وهذا ظلم بين حرام أن ينسب إلى العلم.. بل حرام أن ينسب إلى الأخلاق الإنسانية الفاضلة.. فضلاً عن الأخلاق الإسلامية الكاملة..

وفي هذه المسألة مزيد من التفصيل لعلنا نذكره في مجلس قادم -إن شاء الله-..

( من عنده سؤال أو إستفسار في -مسائل الحديث- التي تقدمت فيما وفقنا الله إليه سائلين الله أن ينفع بنا وبكم وأن ينفعنا وإياكم (..


* السائل: -أحسن الله إليكم- شيخنا هل )أصل الحديث( إذا كان الحديث طويل أو في قصة يقول:
-أصله في الصحيحين- أو في -أحد الكتب الأخرى- هل هذا يعني بالمعنى فقط أو يكون فيه جزء من أصل الحديث نفسه.. ؟

الجواب: إذا وجد جزء من لفظ فهذا أولى وأحرى أن يكون دليلاً على أن يكون للحديث أصلاً.. فكيف ونحن نقول: إذا كان المعنى -الأقرب- موجوداً فهذا يعد أصلاً كما ذكرنا في: المثال الأول..

المثال الأول :تعلق بالمعنى..
المثال الثاني :تعلق باللفظ..

وكلاهما قيل: )أصل الحديث( كذا.. و )أصل الحديث( كذا.. نعم..


* السائل: هل هذا له علاقة بالشواهد مثلاً.. ؟

الجواب :له علاقة بقضية -الشواهد-.. وإلا ما فائدة أن نقول: )أصل الحديث( في كذا.. والحديث مثلاً: )ضعيف(.. ؟

هذا الحديث )ضعيف(.. نحن عندما نقول: )أصل الحديث( في "صحيح مسلم "

إذاً.. كأننا نقول هذا -يعني- يغني عن ذاك وإن إتحدا بالمعنى..

قد يكون هنالك شهادة أقرب تصحح الحديث المضعف نقول: هذا -سنده )ضعيف(- لكن..
(له أصل( في -الصحيحين- يشهد له فيقويه ذلك.. نعم..


* السائل: )لا أصل له( -النوع الثاني- من هذا -الفهم- الذي لا مورد له..
)ليس وارداً بالمرة( .. ؟

)8(
لا، -القسم الثاني- وروده ضعيف.. ؟

الجواب :-طبعاً- عندما نقول: )لا أصل له(.. إما كما قلت وأكرر: إما أن يكون لا أصل له صحةً وبالتالي: هو وارد لكن بسند ضعيف.. بسند ضعيف جداً.. عن طريق موضوعة مكذوبة مفتراه..

أو أن نقول: )لا أصل له( :أي أنه مما لا يوجد في -كتب الحديث- لا صحيحاً ولا ضعيفاً.. والله
-تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: شيخنا إذا قال الكاتب عن الصحابي راوي الحديث.. قال: )يرفعه( أو )ينميه( هل هذا له حكم المرفوع.. ؟

الجواب: لا..لا.. هذا لا شك أنه: )مرفوع(؛ لأن كلمة )يرفعه( أو )يبلغ به( أو )يُنميه( وما أشبه..

هذه كلها -إختصار- لقولهم: قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حتى إذا قيل: )روايةً(..

كلمة )رواية( في هذا السياق -بمعنى:- أن هذا حديث نبوي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-وإن لم يقل الراوي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مرفوع نصاً لا حكماً حتى لا تختلط الصورة والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: ما الفرق بين )علم الجرح والتعديل( و )علم رواة الحديث(.. ؟

الجواب: )علم رواة الحديث( : متعلق بالأحكام: بأحكام )الجرح والتعديل( المطبقة في الرواة أو المنزلة على الرواة. .

بينما: )علم الجرح والتعديل( : هو العلم الذي يبحث في الفرق التي نرجح فيها ونعرف فيها المجروحين من المعدلين.. كقولنا: )الجرح المفسر(.. كقولنا: )التوثيق المبهم(.. وهكذا..

والتأليف في هذا العلم الثاني -الحقيقة- قليلة في -كتب العلماء السابقين- وإنما هي -قواعد منثورة- وألف فيها من: المعاصرين.. والمتأخرين.. شيء حسن -والله أعلم-.


* السؤال: -عن- الفرق بين: )الهم والفعل( في -صلاة الإستسقاء-.. ؟

الجواب: )الهم( ليس فعلاً.. عندما )هم( على الشيء هل هذا الأمر تحقق حتى يكون أو حتى يأول فعلاً..
هو ليس بفعل -لكن- إذا إعتبرت )الهم( أنه نوع من الإستحباب أو الإستحسان فهذا أحسن أن ندخل به في هذا المعنى أن النبي إستحسن كذا..

)9(
وإلا هل يهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بأمر دون أن يستحسنه أو أن يستحسن أصله.. ؟

وإن جاءت موانع تمنع دون تطبيق هذا الفعل أو تحول دونه.. )والهم( لعله مرحلة أو -منزلة بين منزلتين- بين -منزلة الفعل ومنزلة الترك- في الحقيقة؛ لأنه فعل ولم يتحقق والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: -أحسن الله إليكم- من المعاصرين من أنكر إحدى مصطلحات الحديث..
-يعني- مثل: التقسيمات الحديثة للرواة -يعني- نحن الآن في )علم مصطلح الحديث( كيف نتعامل مع هذه المداخل في )علم الأصول(.. هل نرده مطلقاً أو نأخذ منه.. ؟

الجواب: نعم.. أنا أجيبك -بارك الله فيك-

أولاً: كما قلت وأكد: هنالك تداخل في العلوم. .

تداخل في العلوم بجملة العلم. .
وتداخل في العلوم في مسائل العلم. .

-يعني- الآن.. إفتح أي كتاب من -كتب الأصول- تجد فيها: -مباحث لغوية- كثيرة هذه -المباحث اللغوية- وإن كانت أجنبية عن )علم الأصول( بإعتبارها علماً مستقلاً لكنها تمسه مسّاً شديداً..

وكذلك الحال: تماماً في -علوم أصول التفسير- أو في -علوم القرآن- هذا أولاً. .

في )علم الأصول( مباحث -العقيدة- قد يقال: هذه المباحث ليس لها علاقة في )علم الأصول(..

نقول :ليس لها علاقة مباشرة..أما لها علاقة من حيث تطبيقات أصول الفقه..
وكذلك.. الآن: عندما نتكلم في )مصطلح الحديث( و)علم أصول الفقه( لا شك ولا ريب أنك لو بحثت الآن ستجد..
-نحن نضرب المثال على ما أنت أوردته-

عندما يذكرون تقسيم الحديث إلى: )آحاد(.. و)متواتر(.. و)عزيز(.. و)مشهور(..

هذا الباب تجده في )علم مصطلح الحديث( أو في )علوم الحديث( وتجده في )علم أصول الفقه( -لكن- بحوث -علماء الحديث- فيه أدق؛ لأن كثيراً من -علماء الأصول- دخلتهم شبه في هذا الموضوع فكثيراً منهم ماذا يقول.. ؟

يقول: "الحديث إذا لم يكن متواتراً لا تثبت به عقيدة!!!!! "

هذا شيء لا يعرفه أكثر -علماء الحديث- -علماء الحديث- عندهم )الحديث( حجة بنفسه ما دام -صحيحاً-.. سواءً أكان: )متواتراً(.. أم )مشهوراً(.. أم )غريباً فرداً(.. كله حجة في -باب العقيدة
والأحكام- وسائر صنوف الشريعة. .

)10(
العبرة في هذا الفصل: بين العلوم.. أن ننظر هل هذا المعنى -الإصطلاحي- يخدم )الحديث( أم ينفيه.. ؟

-مباحث- ورود الرواية )آحاداً(.. و)مشهوراً(.. و)متواتراً(.. و)عزيزاً(.. في -باب أصول الفقه- لا تخدم )علوم الحديث(.. بل لو شئت قلت: "تهدم ولا تخدم"

-لكن- هل كونها إستعملت عل غير الوجه يجعلنا ننفيها.. أم أننا فقط ننفي المعنى المغلوط منها ونثبتها.. ؟؟

إذاً.. ننظر إلى هذه المسائل المشتركة..
وألفت كتب متعددة في هذا الزمان في -باب تداخل العلوم- في المسائل -المشتركة- بينهما..

المسائل المشتركة بين: )علم أصول الفقه( و )علم أصول الحديث(. .
المسائل المشتركة بين: )علم العقيدة( و )علم أصول الفقه(. .
المسائل المشتركة بين: )أصول الفقه( و )علم اللغة العربية(. .

وهكذا..

فإذا وجد الإشتراك لا مانع من الإشتراك؛ لأن العلوم متداخلة..
-لكن- هل هذا المعنى الذي ورد في )أصول الفقه( معنىً -إيجابي- أم معنىً -سلبي-.. ؟؟

إذا كان معنىً -إيجابياً-: فيا هلا به..

إذا كان معنىً -سلبياً-: فنرد سلبيته ونبقى على ما نحن عليه.. في -باب العلم- الذي هو: )علم
أصول الحديث( والله -تعالى- أعلم.


* السائل: شيخنا: الإستدلال )بحديث الآحاد( على -العقائد- أنت تقول: حديث الآحاد الأصل فيه:
-الظنية- والعقيدة -قطعية-.. فكيف نستدل بالظني على القطعي.. ؟

الجواب: -طبعاً- هذا كلام متهافت ورد عليه -أهل العلم- قديماً وحديثاً..
ونحن دائماً نقول:
الظن ظنان: ظن راجح. . وظن مرجوح. .
المنفي: هو الظن المرجوح
وأما الظن الراجح: فمن حيث -الأثر- كاليقين سواءً بسواء هذا أولاً. .

الأمر الثاني: لو أننا تنزلنا مع هؤلاء.. !!

قلنا: ما الحد الفاصل عندكم في )الحديث( بين -الظن- و -عدم الظن-.. ؟

لن يجدوا جواباً.. !!! وهذا وحده كافي لإسقاط أصل الشبهة.. !!!

)11(
أما القرآن والحديث: فالأمر مختلف تماماً؛ لأن القرآن إنما نقله الكافة عن الكافة..

لم نحتج بالقرآن إلى أن نقول: )آحاد(.. و)متواتر(؛ لأن الأمة منذ: عصر كبار قراء الصحابة
-رضي الله تعالى عنهم- نقلوا القرآن بما يوافق بما في الصدور ما في السطور..

وبالتالي القرآن منذ: اللحظة الأولى هو: )متواتر)..

فنحن لم نحتج إلى أن نقول: )آحاد(.. و)متواتر(..
كما إحتجنا أن نقول في السنة: )آحاد(.. و)متواتر(..
والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: من أين جاء معنى -ظنية خبر الآحاد-. . ؟؟؟

الجواب: أما السلف فلا يعرفون هذا كله. .
يقول إبن القيم في كتاب "الصواعق المرسلة " يقول: ولم ينكر )خبر الآحاد( في -الإعتقاد- إلا )الجهمية(.. !!!!

وبالتالي إنتقلت هذه الشبهة )الجهمية( إلى بعض -أهل العلم-؛ لأنهم إستحسنوها. .
وقع فيها إشتباه أو كذا. .

أما عن السلف -بمعنى- السلف: فلا يعرف ذلك قط.. إنما هذا عرف عن أفراد من -الخلف-
والله -تعالى- أعلم..


* السائل :شيخنا -الله يحفظك- ما الفرق بين: )علم الجرح والتعديل( و )علم الرواة(.. ؟


الجواب :أنا ضربت المثالين.. مثلاً:
قلت: )علم الجرح والتعديل( : هو العلم الذي يبحث في -القواعد-..
قاعدة: )الجرح المفسر(..
قاعدة: )تعديل المبهم(..
قاعدة: )بم يثبت الجرح(..
-وهذه- القواعد وأمثالها. .

بينما: )علم الرواة( عندما يتكلم -العلماء- عن: عبدالله بن لهيعة..
عندما يتكلم العلماء عن: مشرح بن هاعان..

عندما يتكلم العلماء عن: شريك بن عبدالله النخعي..

وهؤلاء الرواة يذكرون ما فيهم من: تضعيف.. ومن: توثيق..

)12(
يذكرون: أن هذا ثقة متفق عليه: شعبة بن الحجاج..
يذكرون: أن هذا ضعيف متفق على ضعفه: شريك بن عبدالله النخعي..
يذكرون: أن هذا مختلف فيه: شهر بن حوشب..

وهكذا..

)علم رواة الحديث (ومن أطلق عليه: (علم الجرح والتعديل( فإنما يقصد: -الجرح والتعديل المتعلق بالرواة- لا -المتعلق بالقواعد-..

الإمام -إبن أبي حاتم- أن كتابه "الجرح والتعديل" لكن ليس فيه: قواعد.. فيه: رواة..

أي: هذا الكتاب في -الرواة الذين ورد فيهم )الجرح والتعديل(- والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: -شيخنا- هو نفسه في )الجرح والتعديل( يختص في الرواة.. ؟

الجواب: )الجرح والتعديل( علم يختص: -بالرواة الذين قيل فيهم الجرح والتعديل تطبيقياً-.. نعم..

* شيخنا: -قصدي أسماء كتب ألفت-.. ؟

الجواب :أسماء كتب.. من أحسن الكتب المؤلفة في هذا الباب كتاب ل- :اللكنوي- إسمه:
"الرفع والتكميل في الجرح والتعديل "

وهنالك كتاب للشيخ -ضياء الدين الأعظمي- إسمه: "دراسات في الجرح والتعديل"

وهنالك رسالة صغيرة -للحافظ المنذري- اسمها: "رسالة في الجرح والتعديل "
وهي رسالة -صغيرة- جداً.. نعم.. والله -تعالى- أعلى وأعلم.


* السائل :-أحسن الله إليكم- شيخنا فيما يتعلق بتحقيق الشيخ الألباني للسنن الأربعة..
هل تختلف طريقته في التحقيق على -الحكم عليها- في "السلسلة الصحيحة "
أو "الضعيفة ".. ؟

الجواب: أقول: نعم تختلف.. !!

وقد ذكر هذا في -المقدمة- قال: فإن الحديث الذي خرجته في كتبي بالطرق والشواهد وإنتهيت فيه إلى حكم أذكره بالعزو إلى مصادره. .

وما لم أجده مخرجاً في مصادري فإنما أحكم على -سنده- فقط فقد يوجد له شواهد أخرى..


)13(
إذا حكمت أنه: )ضعيف( فالحكم على السند -نفسه- لا على -الحديث- بطرقه..

بل قد أحكم على سند: بأنه صحيح.. ثم تظهر أسانيد أخرى تشير إلى: علة في هذا السند..

وهكذا..

فالأحكام التي حكم بها -الشيخ الألباني- على مفردات أحاديث -السنن الأربعة- دون أن يعزوها إلى كتبه: هي أحكام متعلقة -بالأسانيد- لا غير والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: يوجد )حديث( لا يوجد -طرف- بل يوجد في -قصة- هل هذا )حديث(.. ؟

الجواب: لا هذا حديث يسميه -أهل العلم- } حديث واحد ذو طريقين {

يقولون: هذا }حديث واحد ذو طريقين{ -يعني- مثلاً:

الآن.. عندنا حديث }من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار { هذا الحديث له مائة )100( طريق؛ لأنه يرويه مائة )100) -صحابي- على الأقل..

حديث } نضر الله إمرأً سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع{
هذا الجزء من الحديث ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- في -حجة الوداع-

-وحجة الوداع- شهدها كما يقول بعض -أهل العلم-: أكثر من -مائة ألف )100.000-( صحابي..

ولم يروٍ هذا الحديث إلا خمسة وعشرون )25..( وهذا مما ذكر -بالأحاديث المتواترة- خمسةٌ أو سبعةٌ وعشرون صحابياً روى هذا الحديث..

هذا الحديث يقال: له سبعة وعشرون )27( طريقاً..

ولو قيل: سبعٌ وعشرون )27( رواية لا بأس -أيضاً-..

* السائل: )حتى لو كان إختلف في -المخرج(-.. ؟؟

الشيخ: إختلاف -مخرج- ماذا.. ؟

إختلاف المخرج اختلاف الصحابي والأن هذا نعم..

أقول لك: سبع وعشرين )27( صحابي رواه.. وبالتالي المتن واحد والصحابة الذين رووه

سبعةٌ وعشرون )27( فهذا اختلفت مخارج الحديث.. مع أن الحديث واحد -أعني- )النص والمتن( والله -تعالى- أعلى وأعلم.
)14(
* الأخ يسأل: عن كلمة -الإمام الترمذي- )هذا حديث حسن غريب(.. ؟

الجواب :الحقيقة نحن أشرنا إلى كلمة: )حديث حسن(.. ولم -أحب- أن -أطول- وإلا إختلافات العلماء في )إصطلاحات( -الترمذي- لم تزل.. !! ولن تزال.. !! ولعلها لن تزول.. !!

لأن القضية -إجتهادية- والترمذي نفسه -رحمه الله- لم يقطع القول بهذه )الإصطلاحات( ولم يفسرها -التفسير القاطع- للنزاع.. !!!

-لكن- الذي ينشرح له صدري من خلال قراءة كلام -أهل العلم- في: )حديث حسن( و )حديث حسن غريب( أن:
)حديث حسن غريب = حسن لذاته( و )حديث حسن أي: حسن لغيره(

ثم يأتينا: )حسن صحيح(.. ما معنى )حسن صحيح(.. ؟

بعضهم يقول: )حسن صحيح( : بإعتبار أن له سندين: )سند حسن(.. و )سند صحيح(..

وبعضهم يقول: )حسن( : بإعتبار مواقف العلماء من هذا السند.. بعضهم: يحسنه.. وبعضهم: يضعفه..

والمسألة إجتهادية محضة.. !!!

لكن من أعجب ما رأيت من بعض المعاصرين: الذين خرجوا علينا )ببدعة التفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين( أنهم قالوا: حديث حسن -يعني- حديث ضعيف.. !!!

كيف )حديث حسن( فهو: )حديث ضعيف(.. ؟؟؟!!!

هذان -يعني- متناقضان. .

-طبعاً- كلمة: )حسن( من حيث هي قد تستعمل عند بعض -أهل العلم-: -لحسن المتن- لكن ليس في -الترمذي- الذي بنى كتابه على -الأحاديث الحسنة-. .

-ثم- هم يستدلون بكثير من كلام -الحافظ إبن رجب- وعند تطبيقات -الحافظ إبن رجب- يقول: وكثيراً ما يقول: روى الترمذي وحسنه.. ثم يستدل هل معنى ذلك روى الترمذي وضعفه ثم يستدل به..؟؟

هذه -تناقضات- في الحقيقة وهنا -يعني- مكان للسؤال الذي بين يدي وهو قول السائل:
ما معنى قول بعض -أهل العلم-: أن الإستدلال بالحديث فرعٌ عن تصحيحه.. ؟

الجواب: كما قلت عن إبن رجب: يقول: روى الترمذي وحسنه أن النبي -عليه الصلاة والسلام-قال كذا وكذا.. هل نتخيل أن -الإمام إبن رجب- يستدل بالحديث ويتفقه فيه وهو حديث عنده ضعيف.. ؟؟!!

)15(
إذاً.. إستدلاله بالحديث تفقهاً به: هو مبني على: أن الحديث عنده صحيح وثابت..

فيأتينا الآن إنسان يقول :ما معنى هذا الحديث.. ؟

نقول له :هذا )حديث ضعيف(.. -والتأويل فرع التصحيح-

يعني :ما فائدة أن نشتغل بتأويله وشرح معناه وهو أصلاً )ضعيف( لا يصح.. ؟!

-لكن- بالمقابل إذا كنا في بحث -موضوعي- أو -موسوعي- في مسألة معينة ومضطرين أن نأتي بأطرافها كافةً فحينئذ قد نأتي )بالحديث الضعيف..( و )الموضوع(.. ونشرحه؛ حتى نبين أنه يخالف الأحاديث الصحيحة.. أو أنه يوافقها -مع بيان ضعف السند-..

)ليس كل حديث ضعيف يخالف النصوص الصحيحة(.. قد يكون هنالك حديث ضعيف لكن معناه صحيح..

-لكن- كما قال ابن المبارك: )في الحديث الصحيح غنية عن الحديث الضعيف(..
والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: قول بعضهم عليه العمل مع أنه قد أورد في كتابه -عشرات الأحاديث - )الضعيفة( في -نفس الباب-.. ويقول: و )عليه العمل(.. ؟

الجواب: طالما أنه يضعفه ويسنده.. فالعلماء يقولون: }من أسندك فقد أحالك..{ وهذا من باب -جمع المادة-. .

-الترمذي- عنده طريقة -خاصة- في كتابه حتى الحديث يقول: وفي الباب كذا.. وكذا.. وكذا..
ويأتي عن -صحابة- آخرين -يعني- هذا الحديث روي من أحاديث أخرى بهذا المعنى أو بهذا اللفظ..

فقد يكون الحديث ضعيفاً فيورده ويسنده ثم يضعفه. .

-لكن- من -الناحية الفقهية- يبين أن هذا القول بهذا الحديث قال به بعض أهل العلم كذا.. وكذا.. وكذا..
قد يكون ظهر -للترمذي- شيء غير ما ظهر لهؤلاء العلماء.. أو العكس ظهر لهؤلاء العلماء شيء غير ما ظهر -للترمذي-..

-يعني- وجوه الإستدلال ليست في هذا النص فقط..

قد يستدل عالم آخر بنص آخر فيأتي -الترمذي- ليبين -بالأمانة العلمية- أن هذا الحديث مع أني رويته.. وأسندته.. وضعفته.. إلا أنه قال بهذا الوارد في الحديث هذا العالم..

(16(
إذا بحثت قد تجد عن العالم حجة أخرى ودليل آخر إتكأ عليه :كعموم نص قرآني.. أو حديث آخر.. وما أشبه ذاك أو إجتهاد..

قد يوافق الإجتهاد حديثاً ضعيفاً..

لذلك من أصول الإمام أحمد: )أن العمل بالحديث الضعيف أولى من العمل بالقياس والرأي(..
هذا مما ذهب إليه -الإمام أحمد- وخالفه آخرون من -أهل العلم- والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل :-الله يجزيك الخير- " مستدرك الحاكم" هل الأحاديث التي -فيه- كلها )صحيحة(.. ؟

الجواب :بل لو قلت أكثرها لا يصح لكان أقرب إلى الصواب..

"المستدرك " للحاكم ألفه وقال: إنه يحتاج إلى مراجعة.. وبالتالي لم ينتهِ فيه إلى الصورة الأقرب للصحة عنده على الأقل. .

وإنتقده الذهبي في -مئات- من الأحاديث التي صححها بل كان يقسُ عليه -أحياناً- ويقول له: كيف تصحح هذا الحديث وفي سنده الراوي الفلاني الذي أنت قلت فيه كذا وكذا وكذا؛ لأن الذهبي له -تلخيص- على "مستدرك الحاكم" طبع في -حاشيته-.


* السائل: ) حتى لو كان على شرط الشيخين ..( ؟

الشيخ: لا.. هو على شرط الشيخين فيما حسبه.. وفيما أدآه إليه إجتهاده..

وإلا كثير من ذلك ليس كذلك بل هو يقول: هذا حديث على شرط الشيخين ولم يخرجاه.. تجد الحديث عند الشيخين وقد خرجاه. .

هذا من ضمن -الأوهام-

وأحياناً كثيراً يقول: على شرط الشيخين وتبحث ولا تجده على شرط الشيخين بل تجده في أحاديث ضعيفة.. وضعيفة جداً.. بل موضوعة.. والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: هل -الإمام مسلم- يأتي بالحديث والسند ثم يأتي بحديث آخر دون السند..؟


الجواب: لا يذكر هذا الإمام مسلم -رحمه الله- إلا عندما ينتقل إلى رواية أخرى مستقلة فيأتي بطريق آخر عن -صحابي- آخر ليجمع النصين فيما بعد أو الثلاثة نصوص عند ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- فتجتمع الروايات عند المتن وإن إختلفت عند -الصحابي- لتعدد -الصحابة-. .


)17(
*السائل: )ممكن يكون عند -التابعي- .. ( ؟؟

الشيخ: عند -التابعي- إذا كان الإختلاف عند -التابعي- أما عند -الصحابي- أو عند -الرسول- فلا
يرد هذا القول إلا عند -تعدد الصحابة والمتن واحد-.. نعم.. والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: ما الفرق بين: )المرفوع نصاً وقولاً( و )المرفوع حكماً(.. مع التوضيح.. ؟

الجواب :أما )المرفوع نصاً والمرفوع لفظاً( : فهو شيء واحد والمقصود أن فيه قول النبي صريحاً..

أما )المرفوع حكماً( : فهو ما أخذ من -فحوى الحديث وفقهه- أنه من قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-

مثلاً: قول بعض الصحابة: } كنا نعزل والقرآن ينزل {..
}أُمرنا بكذا وكذا..{

من الذي أمر.. ؟
النبي -عليه الصلاة والسلام- }كنا نعزل والقرآن ينزل{

-يعني- القرآن ينزل ونحن نفعل المنكر ثم لا ينكر علينا.. ؟؟!!

هذا يفهم منه ذلك: مما أقره -عليه الصلاة والسلام- والله تعالى أعلى وأعلم..


* السؤال: -عن- إطلاق كلمة: (صح الحديث( عند -الإستشهاد بالمسائل-.. ؟

الجواب :كلمة )صحيح( في هذا المجال إذا أطلقت يراد بها: )مطلق الثبوت( -يعني- قد تقول: صح الحديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- كذا وكذا.. ونبحث نجد الحديث )حسن( فكلمة )صح( -هنا- المقصود بها: )الثبوت(..

وليس المقصود بها: )الدرجة الحكمية الخاصة..(

-ثم- هذا -مصطلح علمي- مشهور -يعني- متداول ليس فقط عند الشيخ الألباني والله -تعالى- أعلى وأعلم.


* السائل :عندما يقولون: العمل به عند عامة أهل العلم يقصدون أن العمل فيه مجمع عليه؟

الجواب: لا.. الإجماع غير صحيح.. هذا من -دعاوى الإجماع-..
بكلمة: )عامة أهل العلم(..

)18(
بكلمة: )إتفاق أهل العلم(..
بكلمة: )أكثر أهل العلم(..


* السائل: )أو عامة أهل العلم ).. ؟

الشيخ: حتى عليه العمل عند: )عامة أهل العلم).. بل كلمة: )الإجماع( -نفسها-..

الإمام أحمد -رحمه الله- وعّر الطريق على مدعيها والعبارة المشهورة عنه رواها ولده عبدالله في كتاب "المسائل"
قال: سمعت أبي يقول: " من ادعى الإجماع فقد كذب وما يدريه لعل الناس إختلفوا."

والمقصود من ذلك: ليس نفي الإجماع ولكن المقصود توعير الطريق على المتساهلين في
-دعوى الإجماع-..


* السائل: ) عليه العمل (.. ؟

الشيخ: )عليه العمل( -يعني- أكثر العلماء مما حسبه هذا العالم بإجتهاده..


* السائل: ( أقصد وهذا عليه العمل (..

الشيخ: ) وهذا عليه العمل( قد تكون :
منه ومن مشايخه..
منه ومن أهل مذهبه..
منه ومن بلغه كلامه من أهل العلم..
)فهي لا تدل على الإجماع أو حتى الإتفاق أو حتى الأكثر(.. !!


* السائل: مسألة الأربعين يوماً للمرأة النفساء يقولون: هذا عليه العمل يذكرون ضعفاً للحديث هل هذا صحيح.. ؟

الجواب: لا.. لا.. الحديث صحيح لا شك ولا ريب.. نعم..
)وعليه العمل( من باب -زيادة التعضيد- الحديث بالعمل..

• ملاحظة :الإخوة يسألون عن يوم الأربعاء..

يوم الأربعاء الدرس قائم لأن هذا الدرس تعويض عن الأربعاء الفائت..
وأما الأربعاء القادم -إن شاء الله- فالدرس قائم بإذن الله -تعالى-.


)19(
* السؤال :أن البعض يصححوا الحديث الضعيف؛ لأنه وافق حقيقة علمية.. ؟

الجواب: هذا كلام -غير صحيح- وإلا لجعلنا الحديث يتلعب به فيكون )الحديث الضعيف( ثبت علمياً في الوقائع العصرية نضعفه ولا نصححه.. !!

وإذا حديث خالف العقل وخالف الوقائع العلمية بالزعم والتصور نضعفه.. !!

ما الذي يجعلنا نقبل هذا ونرفض تلك.. ؟؟!!

هذا كلام -متناقض- و } ما أنزل الله به من سلطان{ ولا نعرفه من طريق -أهل العلم-. .

-أهل العلم- في باب -الأسانيد- لا يتكلمون الآن عن الواقع يتكلمون.. هل هذا اللفظ قاله رسول الله أم لم يقله.. ؟؟!!

أما الآن الواقع وافق أم لم يوافق قضية أخرى.. هل هذا اللفظ قاله الرسول.. ؟

-يعني- الآن عندنا -حقائق- في كل يوم -حقيقة- هل عندنا في كل يوم )حديث( ذكر هذه الحقيقة وأكدها.. ؟

الجواب :لا.. نحن في )علم الحديث( نتكلم عن هل ثبت ذلك من لفظ الرسول -عليه الصلاة والسلام-.. ؟؟؟

وإلا أنا أقول شيء:

الآن عندما نأتي إلى بعض الأحاديث لها ما يشهد لها من )القرآن الكريم( هل نقول: هذا الحديث )ضعيف( ولكن يصححه -النص القرآني-.. ؟؟

هذا -غير صحيح- ولا يقبل لماذا.. ؟

لأننا نتكلم عن: )المعنى( لو تكلمنا عن المعنى فمعنى -النص القرآني- يغنينا..
-نتكلم-: هل هذا اللفظ بهذا -المعنى- قاله الرسول -عليه الصلاة والسلام- أم لا.. ؟
والله -تعالى- أعلى وأعلم..


* السائل: -أحسن الله إليكم- شيخنا بعض العلماء لما يحكمون على )الحديث بالضعف( هل يقطع هذا بأن النبي لم يقل هذا اللفظ -الحديث- أبداً..؟

الجواب: لا.. العلم مبني على -غلبة الظن-.. -وغلبة الظن- في أصلها تأخذ -معنى اليقين-..

لكن القطع بذلك غير متحقق؛ لأننا نرى كما قال -الذهبي- وقد ذكرنا ذلك غير مرة: فإن
-المحدث- لربما يضعف الحديث اليوم ويحسنه غداً..

)20(
هكذا العلم لا يقبل الجمود كما كان يقول شيخنا الإمام الألباني -رحمه الله-: وكم من حديث ضعفه ثم حسنه.. أو حسنه ثم ضعفه..

ولا يقال: هذا فقط في الشيخ -الألباني- حتى لا يتوهم متوهم أنه فرد في هذا -الباب-
بل حتى الحافظ -إبن حجر- في -مواضع كثيرة- كان يحسن الحديث.. ثم يضعفه أو العكس.. وهكذا كثير من -أهل العلم-..


* السائل: ما الفرق بين: -مذهب المتقدمين والمتأخرين- في: -المنهج والحكم على الروايات-يقول بعضهم في التفريق بين ذلك.. ؟؟؟!!!

الجواب: مشكلة هذا -المذهب- الفاسد المفسد ليست في هذه الجزئية.. لو كانت في جزئية لناقشناها مخطئين أو مصيبين..

لكن مشكلة هذا -المذهب- الفاسد المفسد :أنه جعل الأصل في هذا البطلان والأصل في هذه الصحة..
هذه المشكلة الكبرى..

لو كان عندهم قاعدة: أن الأصل في كلام المتقدمين الصحة إلا ما ثبت خلافه. .

لقلنا: من باب أولى أو أقل أو أكثر المتأخرين الذين إطلعوا على كلام المتقدمين. .

ثم نحن نقول: كلام المتقدمين هل وصلنا بفجوة تاريخية علمية.. ؟؟
أم وصلنا من خلال المتأخرين الذين هم أعرف منا وأفقه منا وأحفظ منا وأدرى منا.. ؟؟

بل أنا من أعجب ما رأيت: بعض الذين ألفوا في باب -المتقدمين والمتأخرين- ذكر في أول الكتاب: "فضل المتقدمين على المتأخرين " ولم ينقل ذلك إلا عن: المتأخرين.. !!!!

وهو في ذلك يريد نقص المتأخرين كلام متناقض ما أنزل الله به من سلطان ولا حول ولا قوة إلا بالله.


*السائل: شيخنا هل صح أن الصحابة كانوا يروون الرواية عن رسول الله بالمعنى؟

الجواب: لا هذا غير صحيح..

الرواية بالمعنى قد تكون: للتعذر أو التعسر. .

لذلك إشترط -أهل العلم- في الراوي بالمعنى: أن يعرف ما يقول -يعني- الآن مثلاً:
حديث: } طلب العلم فريضة على كل مسلم ..{
أو حديث: } الدين النصيحة {..

)21(
-يعني- الآن لو قلت لأي مسلم يحفظ هذه الأحاديث هل الآن وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-} الإسلام هو النصائح ..{ أو كما قال.. !!!

لا يا أخي.. !!

هو: } الدين النصيحة ..{ لا يحتاج إلى رواية بالمعنى حتى تقول: }الإسلام هو النصائح{ ..

-بمعنى-: الدين } هو النصيحة..{
أو: } طلب العلم فريضة على كل مسلم ..{ يأتي واحد يقول: }العلم الشرعي مفروض على كل مؤمن..{

لا يا أخي. .

هو الحديث كله -أربع كلمات- فعند )تعذر( -الرواية باللفظ- أو )تعسرها( تكون: -الرواية بالمعنى- لمن يدري الألفاظ والمعاني..


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..






















)22(
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.