أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
90209 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الفقه وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2014, 09:39 PM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي مذاكرة حول حكم إهداء الكفن للمريض- احمد بن مسفر العتيبي

مذاكرة حول حكم إهداء الكفن للمريض
وردني سؤال على مُدوَّنتي حول حكم إهداء الكفن للمريض ، وهي من الأعمال التي بدأت تظهر في المشافي والمصحَّات .
ومن نعم الله أن هناك من يذكِّر بالآخرة في عصر اتسعت فيه الغفلة وطال أمدها .
والتحقيق أن طلب الأجر موقوف على تحري التقوى وحسن القصد ، فعن عطية السعدي ” أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم قال : ” لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به ،حذراً لما به البأس” أخرجه الترمذي بإسناد حسن .
لكن يجب التفريق بين إهداء الكفن للمريض على ضربين :

جهة القربة والإتباع ، **وجهة التذكير بالمعاد .
وهذا أُسُّ المسألة .
فلو تتبعنا الهدي النبوي للرسول صلى الله عليه وسلم مع المريض لوجدنا أنه : يدنو ، يدعو ، يمسح على الرأس ، يرقي ، ونحو ذلك من أنواع الرحمة والعطف وتطييِّب النفس ، من غير زيادة تعبدية .
فإذا كان إهداء الكفن للمريض يقصد به القربة وطلب الأجر والإحتساب لعمل الخير ، فهو عمل مبرور، ولكن ليس هذا محلُّه .

وفي صحيح مسلم مرفوعا ً : ” هلك المتنطعون “ .
ولا يصح شرعاً قول إن إهداء الكفن للمريض مندوب إليه ، لأن شرط المندوب عند الأصوليين أن يكون الفعل فيه أرجح من الترك ، وهذا الإهداء لم يقل به أحد من السلف إلى يومنا هذا ، فيبطل القول المتقدِّم .
فلم يبق في دائرة البحث إلا أن يكون إهداء الكفن للمريض من المباحات . والمباح ليس حكما تكليفياً عند المحققين من العلماء ، وإدخاله في الأحكام التكليفية من باب المسامحة وإكمال القسمة كما قرَّره العلامة الشنقيطي( ت: 1393 هـ.) رحمه الله تعالى .
والإمام ابن تيمية (ت: 728هـ )رحمه الله تعالى يميل إلى كون المباح مأمور به إذا كان المقصود به أهل الصلاح والتقوى والمنقطعين للعبادة ، وهذه المنزلة لا يقوى عليها إلا القليل من الناس اليوم ، فلا يجوز القياس عليها لعموم الناس .
ولا يستدلُّ هنا بمطلق الإباحة ، لإن الإباحة حكم تكليفي ويشترط له ثلاثة شروط كما قرَّر ذلك العلامة الفتوحي (ت: 972هـ )رحمه الله تعالى .
وهذه الشروط هي :
1-وجود السبب
2- ووجود الشرط
3 - وانتفاء الموانع .
فلم يلزم الرسول صلى الله عليه وسلم زائر المريض بإهداء الكفن ، ولم يُعلِّق وجود الكفن على وجود المريض . بل إن القربة ودعاء الملائكة لا تتحقَّق بإهداء الكفن للمريض . فليفهم هذا فإنه نفيس .
ومن يريد معرفة الحكم الشرعي في الأمور الملتبسة المستغلقة فلينظر إلى العلة الشرعية والمصلحة التي تناسب الحال ، والحكمة التي أرادها الله وشرعها .
فعيادة المريض الحكمة من مشروعيتها : تطييِّب نفسه ورفع الحرج عنه وإدخال السرور إلى قلبه بحصول العافية ، لا العكس .
ولهذا نجد في القرآن أن الله تعالى حمى المريض من استعمال الماء لأنه يضره ، كما في آية سورة النساء . فيتضح أن الله تعالى أرشدنا إلى الأكمل لحال المريض والأصلح لمقامه ، لا العكس .
وفي جامع الترمذي مرفوعاً : ” إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يردُّ شيئاً، وهو يُطيِّب نفس المريض ” وإسناده ضعيف .
لكن يقوِّيه ما جاء في البخاري مرفوعا ً : ” لا بأس طهور إن شاء الله “ .
أما إن كان إهداء الكفن للمريض يُقصد به تذكيره بالمعاد ، فهذا قول وجيه وله حظٌّ من النظر ، ومحلُّه أن يكون المريض يشتكي من مرض لا يُرجى برؤه ، ويعلم بدنو أجله من حاله وقرائن مرضه ،فيكون إهداء الكفن رسالة له بحسن الظن بالله والتجرد إليه ، وتذكر الآخرة والتزود بما تيسر من عمل صالح في آخر أيامه المعدودة .
وقد ألمح القرآن إلى هذا المعنى في قول الله تعالى : ” كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموتُ إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين ” ( البقرة : 180 ) .
لكن من تأمل أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم مع المرضى عامة وأطال النظر فيها ، وجد أنها تعتني بالدعاء للمريض وتعاهد ثقته بربه وحسن الظن به وكتابة وصية من يخاف على ماله من الضياع والشقاق ،كما في حديث أم الفضل رضي الله عنها ، وحديث ابن عمر رضي الله عنهما المشهورين . فما زاد عن هذه الآداب يُعدُّ عبادة توقيفية ، وعلى المدَّعى الدليل المثبت لدعواه . والله الهادي .
وأختم بفائدة عن فقه ابن عباس رض الله عنهما – في تصحيحه لأفعال الناس – – وهي ردُّه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه : ” من حمل جنازة فليتوضأ ” مُعلِّلاً بأن الوضوء لم يثبت شرعاً من حمل عِيدانٍ يابسة ، معتذراً من وهم أبي هريرة رضي الله عنه .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
8/24 1435هـ

http://ahmad-mosfer.com/?p=1103
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2014, 10:15 PM
أبو سهل المغربي أبو سهل المغربي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: المغرب مدينة خريبكة
المشاركات: 24
افتراضي


جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.