أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
23132 64045

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الأشرطة المفرغة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-17-2014, 10:02 PM
فادي أبوسعده النابلسي فادي أبوسعده النابلسي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الأردن
المشاركات: 61
افتراضي الردود القويات على ياسين العجلوني. . .


الردودُ القويّات على (ياسين العجلوني) حول فتواه بحق أخواتنا السوريات الطاهرات العفيفات.
لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي السلفي الأثري.
بتاريخ 20-12-2013 في مسجد عمر بن الخطاب-مدينة الزرقاء الأردنية-

السلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه من والاه واتبع هداه إلى يوم نلقاه..
أما بعد؛؛؛
فالمرء يعجب -جدًّا- عندما يرى عامة الناس وأكثرهم يقبلون على الخطأ أكثر من إقبالهم على الصواب، وينشرون البدعة أكثر من نشرهم السنة، ويحتفون بالجهلة أكثر من احتفائهم بأهل العلم؛
وهذه من مصائب الدهر ومن فتن الزمان-نسأل الله تعالى العافية-.
ولو أردت أن أضرب على ذلك أمثلة لطال بنا القول وعظم بنا المقام، لكن في القليل ما يغني عن الكثير.
لو أننا قلنا لمجموعة من عامة الناس:
هذا حديث رواه الإمام البخاري، وكتبناه في ورقة -أو صورناه في ورقة أو في ورقات- وقلنا لهم وزّعوه؛ لن تجد من يُقبل (على) ذلك! بل قد أقول: لن تجد من يقبل ذلك!
وبالمقابل؛ لو أنك رأيت الناس -أو أكثرهم- كيف يُقبلون ويَقبلون نشر وتوزيع الأحاديث الموضوعة والمكذوبة؛ لرأيت من ذلك عجبا!
لو رأيتهم كيف يوزعون ما يسمى (وصية الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية في مسجد الرسول-عليه الصلاة والسلام-)، وهي قصة مكذوبة مفتراة، مضى عليها نحو من مئة عام تتردد بين المسلمين! قرأت ردًّا على هذه الوصية عند الشيخ محمد رشيد رضا في (مجلة المنار) كتبه في ثلاثينيات القرن الماضي في السنوات الإفرنجية.
وإلى الآن هذه الوصية المكذوبة المفتراة توزع! تلكم الأحاديث الضعيفة والمكذوبة والتي لا أصل لها تنتشر!
هذا الجاهل وذاك الجاهل الذي لا يعرف العلم -أصوله، وفروعه- لا يزال يُصَدّر ويُقَدّم ويُقَدّر، وكثير من أهل العلم -للأسف الشديد- لم يأخذوا مكانتهم أو مكانهم الذي ينبغي أن يكونوا فيه بين الناس تعليمًا وإرشادًا ودعوة وأمرًا بمعروف ونهيًا عن منكر.
أقول:
هذا كله مقدمة لأمر انتشر في هذه الأيام، وتداوله الكثير من الناس -سواء في المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت أو على أدوات التواصل الاجتماعي -كما تسمى- في الهواتف الحديثة وإن تعددت أسماؤها وأنواعها-..
فتوى من إنسان لا يُعرَف بعلم ولا بفقه، لا يعرف بإدراك لحقائق الأمور ومسائلها، يفتي ويصور نفسه أو يصوره بعضٌ من أتباعه..
والعجب ليس منه! لكن العجب كيف ينتشر هذا القول وكيف تنتشر هذه الفتوى انتشار النار في الهشيم-كما يقال-.
ملخص الفتوى ما يتعلق بأخواتنا السوريات المهاجرات، المهاجرات بدينهن وشرفهن، الطاهرات الطيبات -ولا نزكيهن على الله-، يريد أن يجعلهن رقيقًا أو ملك يمين أو ما في هذا المعنى، بفتوى مهلهلة ليس لها خطام ولا زمام!

نعم؛ بعد أقل من ثلاثة، أيام تراجعَ هذا المفتي -الذي لا يفتي!- عن فتواه الباطلة.
لا يهمنا تراجعه -فهذا هو الواجب-، ولكن الذي يهمنا وننبه عليه ونحذر منه؛ تلكم الجرأة الفاشلة التي تجعل بعض الناس لمجرد أنّ له لحية أو أنه يعرف القول والكلام أو أنه يحسن ترتيب البيان؛ أن يكون له الشأن أو أن يتصور أن له مكانًا في المجتمع!
وقديما قيل:
ولو لبس الحمارُ ثيابَ خزٍّ....لقال الناس: يالك من حمار!
المظاهر ليست دليلا على الحقائق، وما أمر الشرع به منها يفعله المؤمن ويطبقه المسلم لكن ليس بالضرورة أن يدل هذا أو ذك على علم أو معرفة أو فقه.
والله لقد رأينا في عدد من البلدان أناسًا من أهل العلم، لو رأيتهم لزهدت فيهم، لو رأيتهم لما انتبهت لهم، ولكن هذا الذي ينبغي أن يكون من تواضع أهل العلم وخشيتهم وخشوعهم وانكسارهم.
بينما نرى من ليسوا كذلك؛ كمثل هذا الذي يتصدر ويفتي بالباطل والجهل، كما أفتى من قبل وتكلم في المهدي-عليه السلام-وأنه فلان بن فلان! يعني بقي أن يذكر موعد ظهوره وحضوره! وكل هذا خبط وخلط لا يجرؤ عليه أهل العلم؛ لأنهم يعرفون ويعلمون ما يجب عليهم وما يجوز لهم وما لا ينبغي، أما الجاهل فكما قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:(إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر).
وأنا على يقين لو أنّ أحدًا من أهل العلم أفتى فتيا صحيحةً مدللة مبرهنة؛ والله لن تنتشر عشر معشار ما انتشرت فتيا هذا الجاهل المتخبط في دين الله!


نعم؛
أنا أعلم أن هنالك عوامل أخرى تعين على انتشار مثل هذه الفتاوى المنكرة؛ ككثير من أصحاب المواقع الذين يريدون الإثارة ويريدون لفت الأنظار واسترعاء الانتباه، ككثير من الذين لم يجدوا ما يلهون به ثم وجدوا ما يلهون به أو يلهون به! هذا كله موجود. أو أهل الأهواء الذين يضربون الإسلام وأهل الإسلام بمثل هذه الفئة من الطغام، لتكون لحيته معيارًا على كل ذي لحية، وليكون سمته مقياسا يقاس به كلّ ذي علم ودين، وليس هذا وذاك من الحق في شيء، ولا من الهدى في شيء.
(من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) (كلّ امرئ بما كسب رهين) (كلّ نفس بما كسبت رهينة).
حتى العالم الرباني إذا أفتى؛ ففتياه له غنمها وعليه غرمها، لا ينال غيره شيء من خلل فتواه، إن كانت خللا، لا ينال غيره شيء من نقصها أو سيء آثارها، إنما كلّ ذلك راجع إليه وعائد عليه، فكيف إذا كان الشأن بمن ليس من أهل العلم في شيء وليس من السنة في شيء؟!
نعم؛ قد يكون عنده شيء من العلم الذي نكاد نسميه (محو الأمية)! -أو أعلى من ذلك بقليل- بحيث يحسن القول ويتفاصح في الكلام، وهذا مقدور عليه مستطاع لكل أحد، لكن غير المقدور عليه والذي يصعب على الكثيرين -بل الأكثرين- أن يكون الكلام بالعلم، أن يكون الكلام بالكتاب والسنة، أن يكون الكلام بالحجة والبرهان والدليل ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
هذا الذي ينبغي أن ينظر اليه، هذا الذي ينبغي أن يفهم وأن يفهمه الناس.
أمور كثيرة ووقائع متعددة تذكرنا بقول النبي-عليه الصلاة والسلام-:(إنّ بين يدي الساعة سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويخون فيها الأمين ويؤمن فيها الخائن وينطق فيها الرويبضة. قالوا: من الرويبضة يا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ قال: (الرجل التافه يتحدث في أمر العامة).
الرجل التافه: الذي لا قيمة له ولا وزن له لأنه لا علم عنده ولا فقه له يتصدر أو يصدر ولو على سيقان خشبية لا يكاد يقف إلا وهو مرتكس على (إسته أو أم رأسه)-نسأل الله العافية-.
النبي-عليه الصلاة والسلام- يقول: (إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
وأهم ذلك هو العلم والفقه، وأن يتولاه غير أهله، وأن يتسنمه غير أصحابه وحملته الذين لهم وظيفة كبرى في الأمة، كما قال-عليه الصلاة والسلام-:(يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).
ولو نظرتم إلى هذه الثلاثية لرأيتم أنه ما من فتنة في الأمة إلا وراجعة إليها وعائدة عليها..
وظيفة أهل العلم أن يتصدوا لهذه الفتن والمحن بالحجة والبينة والبرهان.
وإلا فالأمر كما قال النبي-عليه الصلاة والسلام-:(إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ولكن يقبضه بقبض العلماء أو بموت العلماء حتى إذا لم يَبقَ عالم أو لم يُبقِ عالِمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالا، وفي رواية رؤساء جهلة، فاستفتوهم فأفتوا بغير علم، وفي رواية فأفتوا برأيهم، فضلوا وأضلوا).
انظروا كم هي تلكم الآثار لها أخطار ولها بلاء عظيم يصيب الأمة في ضلال هؤلاء وإضلالهم، لأنهم ليسوا على الهدى في شيء، وليسوا من العلم في شيء.
والله إنّ هذا ليعجب منه ذوو الفطنة -جدًّا-؛ أن تنقلب الصورة وأن تنعكس القضية! لكننا على يقين أنّ الأمر لا بدّ أن يرجع إلى نصابه، وأن يعود إلى أبوابه؛ لأنّ دين الله قد وعدَنا الله بنصره (ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون) (ولو كره المشركون).
شاء من شاء، وأبى من أبى..
رضي من رضي، وسخط من سخط..
المهم أن نقوم نحن طلبة العلم ودعاة الكتاب والسنة وأتباع منهج السلف الصالح-رضي الله عنهم أجمعين-أن نقوم بواجبنا بالإخلاص لله والمتابعة لسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-والعلم والتعلم والتعليم والتواضع والخشية والخشوع والصدق والإخبات، بكل ما تحمله هذه المعاني الجليلة من أوضاع جميلة، بعيدين عن تلكم الصفات السيئات التي نعترف ونقر أن ألوانًا منها لا تزال بيننا من:
الكبر..
والتعالم..
والتطاول..
وسوء الظن..
والغيبة..
والنميمة..
والعُجب..
وغير ذلك مما نسأل ربنا أن يعافينا وإياكم من كلّه وجلّه وقِلّه، والله-تعالى- يقول: (والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، وفي آية أخرى:(وتواصوا بالحق وتواصوا بالمرحمة).
والله-تعالى-يقول: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون).


أسأل الله العظيم رب العرش العظيم لي ولكم التوفيق والسداد، والهدى والرشاد، وأن يرزقنا مكارم الأخلاق ومعاليها، وأن يبعد عنا مساوئها وسفسافها، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رابط المادة صوتياً
http://alhalaby.com/play.php?catsmktba=3556

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.