أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
86917 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-27-2014, 03:31 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي نقض الطليعة( 1 ) إرسال الكتيبة إلى هتك أستار الطليعة:تنزيه القرآن عن افتراءات رسلان !

نقض الطليعة ( 1 )
إرسال الكتيبة إلى هتك أستار الطليعة
-
تنزيه القرآن عن افتراءات رسلان ! -
الحمد لله رب العالمين ؛ وبعد :
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " درء التعارض " ( 7 / 167 - 168 ) : " فمن كان عالماً بالحق فمناظرته المحمودة أن يبين لغيره الحجة التي تهديه إن كان مسترشداً طالباً للحق إذا تبين له، أو يقطعه ويكف عداوته إن كان معانداً غير متبع للحق إذا تبين له، ويوقفه ويسلكه ويبعثه على الناظر في أدلة الحق إن كان يظن أنه حق وقصده الحق.
وذلك لأن المخاطب بالمناظرة إذا ناظره العالم المبين للحجة: إما أن يكون ممن يفهم الحق ويقبله، فهذا إذا بين له الحق فهمه وقبله، وإما أن يكون ممن لا يقبله إذا فهمه، أو ليس له غرض في فهمه، بل قصده مجرد الرد له، فهذا إذا نوظر بالحجة انقطع وانكف شره عن الناس وعداوته، وهذا هو المقصود الذي ذكره أبو حامد وغيره، وهو دفع أعداء السنة المجادلين بالباطل عنها.
وإما أن يكون الحق قد التبس عليه، وأصل قصده الحق، لكن يصعب عليه معرفته لضعف علمه بأدلة الحق، مثل من يكون قليل العلم بالآثار النبوية الدالة على ما أخبر به من الحق، أو لضعف عقله لكونه لا يمكنه أن يفهم دقيق العلم، أو لا يفهمه إلا بعد عسر، أو قد سمع من حجج الباطل ما اعتقد موجبه وظن أنه لا جواب عنه، فهذا إذا نوظر بالحجة أفاده ذلك: إما معرفة الحق، وإما شكاً وتوقفاً في اعتقاد الباطل، أو في اعتقاد صحة الدليل الذي استدل به عليه، وبعث همته على النظر في الحق وطلبه، إن كان له رغبة في ذلك، فإن صار من أهل العصبية الذين يتبعون الظن وما تهوى النفس الحق بقسم المعاندين " .

قلت :
كتب الدكتور محمد سعيد رسلان بين يدي رده رسالة سماها بــ " طليعة الرد على الحلبي " في حلقتها الأولى ، فنظرت في تفريغها من بعد سماعه ، فوجدته تكلم كثيرا ولم يقل شيئا تائها في شعاب الباطل إلا أنه : يتكلم ويتفاخر بالكلام حتى لفظ الزبيبة من شدقيه ، ذكرني بالنفاج البجباج (!) فكان سيء اللجاج ، مخذول الحجاج ، فـ { دلالة } دليله من الذليل ، وتعليله عليل كاسمه !
ولكثرت أباطيله وترهاته قسمتها على مقالات لسببين :
السبب الأول :
طول كلام ابن رسلان - سدده الله تعالى - بما لا حاجة له ، بما يعدل عن المقاصد ويخرج عن الحد المطلوب بالزائد ، وقد قيل : تناكح الزلل والإكثار لا الإقلال ، ولهذا كان من الجدير إفراد كلماته بالمقالات .
قال أبو المعالي الجويني - رحمه الله - في " الكافية في الجدل " ( 535 ) : " وإن طول عليك كلامه بعباراته الطويلة فلخص من جميعها موضع الحاجة إليه ، فتحصره عليه ثم تكلم فيه بما يليق به .
لأنك إذا فعلت ذلك : زال ما أوهم به الحاضرين من إيراد العلوم الكثيرة ، وإذا لم تحصر عليه موضع الفائدة ، موه عليهم بتقصيرك !
ولأنك إذا أحصرت عليه في كلامه ألفاظه ومعانيه وأخذت إقراره في كل ذلك ، فقلت : ألست قلت كذا ، ومعناه كذا ، لم يمكنه الهرب مما يلزمه عليه من كلامك ، ولا الرجوع ,
وإذا لم تفعل ذلك ربما ناكرك عند الإلزام فتسد مواضع الخلل حين تنبه عند الإلزام " .

السبب الثاني :
قيل : الهدم أعجل !
قال الراغب الأصفهاني - رحمه الله - في " الذريعة إلى مكارم الشريعة " ( 188 ) : " واعلم أن سبيل إنكار الحجة والسعي في إفسادها أسهل من سبيل المعارضة بمثلها والمقابلة لها ، ولهذا يتحرى الجدل الخصيم أبدًا بالدفاع لا المعارضة بمثلها ، وذلك أن الإفساد هدم وهو سهل والإتيان بمثله بناء وهو صعب " .

يتبع ..
إرسال الكتيبة إلى هتك أستار الطليعة ..
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-27-2014, 04:02 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

( 1 )

تنزيه القرآن عن افتراءات رسلان
قال الدكتور محمد سعيد رسلان - أرشده الله إلى محافل الخيرات - في طليعته : ( ومما يسلكه لشيني وعيبي أنه يعيرني باستعمال بعض الألفاظ أو الجمل أو الأمثلة العربية في الخطابة على المنبر وفي الدروس ، وما ذكره من ذلك يشينه ويعيبه ذكره لي ؛ لأنه دليل حماقته وجهله ... فلفظة { الدبر } التي يطوف حولها ليعيب بذكرها لفظة قرآنية !
قال تعالى : { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ } ، وقال تعالى : { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } ، وقال تعالى : { وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ } ، وقال تعالى : { وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } ، وقال تعالى : { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } .. ) !


قلت :


الوقفة الأولى :
فإن الشيخ الحلبي لم يذكر ذلك على سبيل التعيير ، بل من باب المقابلة يوضح ذلك : أن ابن رسلان عابه في رده عليه بذكر قول بعضهم عن مقال { قتلت نفسك } ، فقال ابن رسلان في " رسالته العاجلة " : (و إنما هو لخبيث فاجر يهضب بالبذاء لسانه و يتدفق بالخزي بنانه وتتنزى بالنجاسة نفسه ) !
فكان التالي : تذكير الشيخ الحلبي لرسلان - على ثبوت ما قيل وصدق ما يحكى ! - بمجموع ألفاظه من جاسي العبارات وسيء الكلمات في خصومه مما لا يقارن بمخلوق في الدار - على سبيل المقابلة - ، كما قيل : عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس !


الوقفة الثانية :
قول ابن رسلان : (فلفظة { الدبر } التي يطوف حولها ليعيب بذكرها لفظة قرآنية ! .. ) فيه :


أولا : لم يعب الشيخ الحلبي ذكرها - كما زعم ! - ؛ بينما عابه من جهتين :


الجهة الأولى : ولعه الشديد بتكرارها وأشباهها !
كما قال الحلبي : (فلم نجدْ في جديدك-الذي لا فرق بينه وبين قديمك!-الذي لم يخرج عن إطار الجراثيم! -ليصلَ بك إلى محيط المراحيض! -...إلى آخر ما في عَيْبَتِك الخاويةِ إلا مِن السّباب، والشتائم-مِن ذِكر العورات!والراقصات!و البغاء الفكري!-إلى آخر مفرداته الزاخِرة بما يُبعِد عن الآخِرة- ) .
وقال - أيضا - : (مِن صُور بعض(!) هذه الحماقات-التي لا تكاد تنتهي!-:وَلَعُهُ الشديدُ-جداً!-ومِن على مِنبر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في خُطب الجمعة-وأمام العامة والدهماء،و..و..-:بِذِكر ما يستحيي كلُّ عاقلٍ(!)مِن التلفّظ به-:
كـ..الغائط!والدُّبُر!والبغاء! والراقصات والفُروج!والفُجور!
فضلاً عن الاستهزاء القبيح-جداً-بِخِلقة بعض مَن يردّ عليهم-بحجم الجمجمة!والبطن!وشكل الفمِ!والأذُن! ) .


الجهة الثانية : أسلوب استعمالها وتجاوزه !
فقال الحلبي : (قد وصل به قبيحُ حماقته(!)إلى تهديد(!)مَن يردّ عليهم بأن يفعل بهم(!) الفِعلَ المشابهَ(!)لحالِ العنـزة(!)المذبوحة المسلوخة لمّا يُدخَل في دُبُرِها(!!) السَّفُّود!!!!! ) .


ثانيا : بعد اتهام ابن رسلان - بغير حق ! - الشيخ الحلبي حول تعييبه عليه استعمال لفظة : { الدبر } : انبرى إلى ذكر أدلته في جواز استعمالها ، فأخذ يسرد مجموعة من الآيات الوارد فيها هذا اللفظ مما ينفع في غايته ؛ فذكر : { دبره } و { الدبر } و { دبر } و { أدباركم } و { أدبارهم } ولو شاء لزاد ، فما عليه إلا أن يفتح باب الدال من " الموسوعة القرآنية " للأبياري ، ففيه المزيد على عموم الوضع .
لكن ..
استدلاله بهذه الآيات لا يستقيم لجهتين :

- تنزيه القرآن عن افتراءات رسلان -

الجهة الأولى : جهة الاستعمال !
فإن اللفظ المذكور : ( الدبر ) يذكر على ( نقيض القبل ) وهو : (من كل شيء: عقبه ومؤخره ) ولذا قيل المدبر : للعبيد والإماء لأن السيد أعتقهم بعد مماته ، والممات دبر الحياة ، ويذكر بهذا في كلام الفقهاء والمحدثين والسلف الصالحين ورسول رب العالمين - صحيحا وضعيفا - (وَلَدِ الْمُعْتَقَةِ عَنْ دُبُرٍ ) أو (فهي مُعْتَقة عن دُبُرٍ منه"، أو قال: "مِنْ بعده"، وِربما قالهما جميعاً) أو (ورجل أتى الصلاة دِباراً ، والدبارُ: أن يأتِيها بعد أن تفُوتهُ ) .
وذهب ابن قتيبة الدينوري - رحمه الله - إلى تخصيصها في العبيد والإماء متوقفا على السماع غير متجاوز إلى القياس !
فقال في " غريب الحديث " ( 1 / 224 ) : " ولو أن رجلا أحبس فرسا بعد موته لم يقل أحبسه عن دبر ولا هو فرس مدبر وإن كان القياس واحدا لأن هذه اللفظة لم تطلق إلا في العبيد والإماء وإنما تنتهي في اللغة إلى حيث انتهوا ونقف حيث وقفوا " .
وصرح بذلك النووي - رحمه الله - في " تحرير ألفاظ التنبيه " ( 244 ) .

ومن الفوائد :
صنف سليمان بن بنين الدقيقي المصري - رحمه الله - المتوفي عام 613 ه كتابا سماه بـ " اتفاق المباني وافتراق المعاني " ( 85 ) - ونقل عن ابن المبرد قوله - : " متفقة الألفاظ مختلفة المعاني متقاربة في القول مختلفة في الخبر على ما يوجد في كلام العرب لأن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ، واختلاف اللفظ والمعنى واحد ، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين .. وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فنحو قولك : وجدت شَيْئا إِذا أردْت وجدان الضَّالة وَوجدت على الرجل من الموجدة وَوجدت زيدا كَرِيمًا أَي علمت " .


إلا أنها - أعني : لفظة الدبر - في سياق الكلام يتعين المراد بشكل أدق منها وأوضح في البيان ، فليس استعمالها على نمط متفق في المرادات وإن اشتراكت في المعنى العام .
فهذه الآيات تعين فيها المراد من اللفظ المذكور ألا وهو : { الظهر } ونحوه ، لا { أسفل المؤخرة وذكر خصائصها } كاستعمال رسلان - كما سيأتي - فتعين الفرق في الاستعمال مع الاشتراك العام !
فإن خرج قوله تعالى : {{ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ }} كما قال أبو حيان الأندلسي - رحمه الله - في " البحر المحيط " ( 5 / 292 ) : " وعدل أيضا عن ذكر الظهر إلى الدبر مبالغة في التقبيح والذم إذ تلك الحالة من الصفات القبيحة المذمومة جدا " .
وقال تلميذه : السمين الحلبي - رحمه الله - في " الدر المصون " ( 5 / 584 ) : " وهذا من باب التعريض حيث ذكر لهم حالةً تُسْتَهْجَنُ مِنْ فاعلها فأتى بلفظ الدُّبُر دون الظَّهر لذلك " .

فهل خرج استعمال الدكتور محمد سعيد رسلان - أرشده الله إلى مراضيه - لهذه الغاية من التعريض مخرج الآية هذه - على سبيل المثال -؟
بلا مرية - ولا إحداث فرية - بلى ؛ إلا أن استعماله مخالف !
يتبين ذلك : أن الدكتور - زاده الله ورعا - لايستخدم لفظ الدبر : على مجرد معناه الكلي الذي هو ( نقيض القبل ) وهو : (من كل شيء: عقبه ومؤخره ) في ردوده على خصومه !
بل ؛ يذكره تعيينا لمراد معروف ، وهو : ( أسفل المؤخرة ) بما تختص به مما يقع في ذكره الحرج !

وإليك استعماله لهذا اللفظ :
1 - يقول ابن رسلان في موضع : (لتلزمن مجلسه ملصقًا لسانك في سقف حنكك أو لأُدخلنك إن عشتُ في السَّفود ، وأقول له السَّفود كما لا تعلم حديدةٌ تُدخَل من دُبُرِ العَنْزَةِ المذبوحة المسلوخة لتُخرَج من مَنْحَلِها ثم تُقَلَّبُ على النار لتُشوى .
لتلصقن لسانك بسقف حنكك ولتلزِمن نفسك الصمت ولتلزَمن مجلس شيخك الذي له عليك من الحق ما أنت به خبير أو لأدخلنك في السفود إن عشتُ إن شاء الله رب العالمين وللسفود نار لو تَلَقَّت بجاحمها حديدًا ظُنَّ شحمًا وتشوي الصخر تتركه رمادًا فكيف إذا رميتَك فيه لحمًا ؟!
لتسكتن أو لأفعلن
) .


2 - ويقول ابن رسلان في حق هشام البيلي : (ولاتعجبن من كونه متغوطا من فمه ,فهي حالة طبية معروفة تتحرك فيها الامعاء ضد حركتها التي تؤدي بها وظيفتها , واذا المريض مخرجا من فمه لا من دبره فكذلك هذا ) .
3 - ويقول ابن رسلان في رده على المأربي : (وكانت حالُ المُرَغِّب الداعي -الذي يُرَغِّب ويجلب الزبائن- كانت حاله أنه سائلُ المُخاط واللعاب!! يصطاد بكفه الذباب!! ويُرَوِّع بأصواتٍ مُنْكَرَة!! من قذائف { الأرض- جو } مَن دعت عليه أمه قبل خروجه!! فَعَرَّجَ على محل الجماعة!! ) .
4 - ويقول ابن رسلان في رده على المأربي : (فلو عُرض على الناس -إذ هو ممثلٌ للوسطية- وقد سال مُخاطُه من مَنْخِرَيْهِ على فمه؛ فصار يلعقه بلسانه!! واندفقَ لعابُه على لحيته؛ فصار يغسل به وجهه!!، ثم غافل مُحاوِرَه فانتحى ناحيةً؛ فنصب الشجرة!! وقام على يديه، وتجمّعت ثيابه على الأرض عند رأسه!! وراح يُحدثُ أصواتًا مُنكرَة!! فلما قضى من ذلك وَتَرَه، رجع إلى مقعده ) .

فهل يقال :
أن تلك الآيات مستنده في تهديده لمخالفه باستعمال السفود ليدخله في دبره ؟!
وهل بلغ قرآنه - عياذا بالله - إلى هذا التسفل في استعمال لغة الأدبار - موضع العضو - وانتهاكها بالسفود ؟!
وهل بلغ قرآنه - أو أذن له ! - في ذكر الدبر وخصائصه - كإخراج الغائط والريح - في تقريع أحد ما ؟!
أم أن كتاب الله تعالى أتى باللفظ المذكور في استعمال نزيه لا يخل بالآداب وإن كان تقريعا تارة وبيانا أخرى !
يا ضيعة الإسلام على يدي دعاته !
ويا فرحة النصارى واليهود والملاحدة بتقريره !
فقد فتح ابن رسلان لهم الباب ليقولوا : القرآن يبيح ذكر الدبر - وخصائصه وما يمكن أن يفعل به ! - في الرد على المخالفين له !



الجهة الثانية : من جهة الدلالات !

استدل محمد سعيد رسلان بنخبة من الآيات على تسويغ استعمال لفظ { الدبر } ؛ فسلم له منها قوله تعالى : {{ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ }} ونحوها من جهة واحدة ، وهي : التقريع من ترك الواجب المطلوب منهم ، فعدل عن ذكر الظهر إلى الدبر مبالغة في التقبيح والذم إذ تلك الحالة من الصفات القبيحة المذمومة جدا - كما سبق ذكره - ، بينما فارق استعماله أسلوب القرآن في هذه اللفظة المذكورة ، ويتنزه القرآن عن إقراره على هذا النوع من الاستعمال ، ونسبته إليه فتح لباب المطاعن فيه من قبل الملاحدة والنصارى واليهود !
لكن ؛ ما وجه ذكره لهذه الآية : {{ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ }} ؟!
فأما مرادها : فمن خلف لا قدام ، وبه صرح أبو جعفر الطبري في " تفسيره " ( 13 / 101 ) ، وأبو إسحاق الثعلبي في " الكشف والبيان " ( 5 / 214 ) ، والواحدي في " الوسيط " ( 2 / 609 ) وغيرهم .
فأين الرابط بين استعمال لفظ { الدبر } للتقريع والتوبيخ في هذه الآية ، مع أنها مجرد وصف للحال الواقع للدلالة على مصداقية نبي الله يوسف - عليه السلام - ؟!
فدل على عدم حسن استخراج ابن رسلان دلالته من الأدلة التي ساقها مهولا على جواز استخدام لفظ ( الدبر ) في ردوده على مخالفيه ؛ فالمدقق المحقق الذي يتفحص مخارج المباحث فلا يستدل إلا بالصحيح بداية والصريح نهاية ، وبه تكون كفايته ، بينما من المآخذ على أهل الأهواء - على القول : بإثباتهم للعرش - صحة الدلالة على المقصود وموافقة المطلوب ، وما كانت البدع الإضافية عند الناس إلا نتيجة على هذه الباقعة - ولا راقعة لها - ، والله المعين لا رب سواه .




يا ابن رسلان : مالك ولدبر مخالفيك ؟!

{{ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ }}


الوقفة الثالثة :

لابد من التنبيه : أن ابن رسلان - وفقه الله تعالى - لو أراد استعمال ما كان في القرآن واردا لفعل - وهذا غير موجود في ردوده - ؛ فأين هو :
1 - من أسلوب القرآن في محاورة المخالفين ؟!
ألم يقل ربنا : {{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }} ؟!
وألم يقل : {{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ }} ؟!
وألم يقل : {{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }} ؟!
نعم ..
فإن كان مجرد الشدة مفسدة فكذلك اللين ، ويحتاج إليهما في موضعهما فيما يناسب الحال ويحسن في المقال ، وعليه وضح أهل المعرفة مذاهب السلف في تعاملهم مع غيرهم من الموافقين والمخالفين .
فما بالك بمن لا تعرف فيه إلا الشدة ؟!
ولا تنطق الشدة إلا مقرونة باسمه ومطبوعة على وجهه : العبوس .. القطوب .. الكالح .. الباسر !
فأين هذا - طريد الطلاقة ! - ممن تألقت صفحته ، وأسفرت غرته ، ولمعت أساريره ؟!
ومن جميل التراجم - واعقد عليها البراثم / ن - ما حكاه ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - في " ذيل طبقات الحنابلة " ( 2 / 137 ) عن الموفق ابن قدامة - رحمه الله تعالى - : " كان لا يناظر أحدا إلا وهو يتبسم ، حتى قال بعض الناس : هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه " .

يا هذا : غير معالم وجهك - ولا تعاند - فإنك تخيف العباد بكثرة الإرعاد ؛ فمن سيقبل إليك وأنت طريد الطلاقة ومحروم البشاشة ؟!
يا هذا : كن مع خصمك - كما قال الجويني في " كافيته " ( 532 ) - : " مستبشرا مبتسما غير عبوس ، فتكون أنت وخصمك عند ذلك عن دواعي الغضب والضجر أبعد " .

ودعك : من التعيير والشتم والتهويل والتمثيل ؛ ولا تجاري أراذل الناس في المنطق فيبعدك ذلك عن سمات العلماء وهدي النبلاء ، فمثل محاضرة - أو قل : مناظرة - تكحلت بهذه الأوصاف إلا وضاع الغرض المنشود ، وأعقبته وحشة مانعة من قبول الكلام وتحمل الخطاب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 4 / 168 ) : " أن هذا الكلام ليس فيه من الحجة والدليل ما يستحق أن يخاطب به أهل العلم؛ فإن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد " .

وهذا ليس من العلم في شيء ، ولا هو من سمات الحريص على هداية مخالفيه ، ولا يفعله إلا من طلب مرضاة الخلق لا توصيل الحق .
قال أبو وليد الباجي - رحمه الله - في " المنهاج بترتيب الحجاج " ( 10 ) يوضح المقاصد من الحجاج بين المتناظرين : " التشنع عليه في جداله ، فإن ذلك يفعله الضعفاء ومن لا إنصاف عنده " !

فمن فعل ذلك ، ضيع مقاصد المساجلات وهدم المطلب من المطارحات وإن كان محقا في مذاهبه .
قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - في " إحياء علوم الدين " ( 1 / 196 ) : " وأكثر الجهالات إنما رسخت بتعصب جماعة أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والادلاء ، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين النحس والإزراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة ، وتعسر على العلماء المنطقيين محوها " .

فدعك يا ابن رسلان - إن كنت حريصا -: من ذكر الدبر وتهديد الرجال من مخالفيك إدخال السفود فيه ، والسخرية من أشكالهم !

فمن كانت ردوده على المخالفين لمجرد الكلام ضاع عليه العمر ، وخاب في مطلبه ، فالرجل العاقل - لا المجادل المماطل - لا يتكلم إلا بقصد الهداية لا الغواية ، ومن تدبر حال الحدود في الإسلام وجدها رحمة لا نقمة على مستحقيها !

وايم الله ؛ ما نخاف من ابن رسلان إلا فحش لسانه لا علما سطره ولا أدبا حواه ، وشر الناس هذا !
كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيما أخرجه : البخاري في " صحيحه " برقم : ( 6131 ) ومسلم في " صحيحه " برقم : ( 6688 ) من حديث عائشة - رضي الله عنها - : " إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه " .

ويذكرني بما أورده أبو العباس المقري التلمساني - رحمه الله - في " أزهار الرياض في أخبار القاضي رياض " ( 1 / 212 - 213 ) قال : " قد وقفت على كتاب القاضي أبي الحسن المذكور يخاطب به ابن الخطيب يعظه .. { ومما قال } : نترك الكلام مع الناقد فيما ارتكبه من تزكية نفسه، وعد ما جلبه من مناقبه، ما عدا ما هدد به من حديد لسانه، خشية اندراجه في نمط من قال فيه رسول الله " إنَّ من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه "، ولا غيبة فيمن ألقى جلباب الحياء عن وجهه؛ ونرحمه على ما أبداه وأهداه من العيوب التي نسبها لأخيه، واستراح على قوله بها فيه .. " .

نعم .. فقد ألقى ابن رسلان جلباب الحياء عن وجهه ، ويكفيه عظة ملازمته للفحش في ردوده وهي من كبائر الذنوب ومخالفة لتعاليم علام الغيوب ، وعدها ابن حجر - رحمه الله - في " الزواجر عن اقتراف الكبائر " ( 152 ) فقال : " الكبيرة الرابعة والستون : ملازمة الشر والفحش حتى يخشاه الناس اتقاء شره " .



2 - فإن كان - ولابد - غلبه الطبع على التطبع ، واشتاق لذكر الأدبار وما سيفعل بها من إدخال السفود ، وافتعال الروايات والأراجيز عليها في خطبه يوم الجمعة فليغير لفظ { الدبر } إلى ألفاظ استعملها العرب محله ، ويناسب ذلك تفاصحه المتكلف ، ولا يعرف مراده إلا المطالع الصادي !
فليقل مثلا : العُفَّاقَةُ ، والوَجْعاءُ ، والصَّمارَى ، والبُعْثُطُ ، والسُّوَيْداءُ ، وَلها أَسمَاء كثيرةٌ ذكرها ابن أبي ثابت اللغوي - رحمه الله - في كتابيه : " الفرق بين أسماء جوارح الإنسان .. " ( 34 ) و " خلق الإنسان " ( 311 ) !
قلت - آنفا - : يا ضيعة ..
ويا فرحة ..
وهأنذا أقول : يا خيبة السلفيين بهذا الرجل (!) واهتمامه المبالغ فيه لذكر العورات على منبر الجمعة يعظ الناس فيها !
فماله وللدبر ؟!
- تارة يهدد مخالفه بإدخال السفود فيه ( لتسكتن أو لأفعلن ! ) !
- ومرة يكذب عليه ساخرا بالكلام عن إخراج مخالفه الريح الكريه (بأصواتٍ مُنْكَرَة!! من قذائف { الأرض- جو } ) !
- ويكررها : كاذبا في حكايتها وساخرا من مخالفه فيقول عن دبره : (فانتحى ناحيةً؛ فنصب الشجرة!! وقام على يديه، وتجمّعت ثيابه على الأرض عند رأسه!! وراح يُحدثُ أصواتًا مُنكرَة!! فلما قضى من ذلك وَتَرَه، رجع إلى مقعده ) .
- وأخرى يتكلم عن تعطل عملية الإخراج - إخراج الغائط ! - من دبر مخالفه ، فيقول : (ولاتعجبن من كونه متغوطا من فمه .. مخرجا من فمه لا من دبره فكذلك هذا ) !
فهل يا معاشر العقلاء : يصل حد الاختلاف بين الخصوم ، أن يتعلق ابن رسلان في ذكر أدبار الرجال وخصائصا وعيوبها ؟!
ومن لم يتدبر ؛ فأي شيء أراد ابن رسلان ؟!
أراد كلامهم المشتمل على الآيات والأحاديث ومقالات السلف (!) فهذا الكلام - والذي ينطق فيه خصوم رسلان - وإن كان بعيدا عن الصواب وجادة الحق فلا يسوغ وصفه بالغائط الخارج من الفم لتعطل الدبر عندهم - كما هو لفظه - !
آآه .. آه .. لو طبق دستور الإسلام في أرض الكنانة - ومفتيها مالكي المذهب - لدفعت إليهم : " النَّوادر والزِّيادات على مَا في المدَوَّنة من غيرها من الأُمهاتِ " لأبي محمد النفزي المالكي - المتوفي سنة 386 هـ - !
ولولا ضيق المقام : لذكرت مقالات الفقهاء في حكم تعزير أمثال محمد سعيد رسلان على يبديه من فحش الكلام ، وأكتفي بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مختصر الفتاوي المصرية " ( 458 ) : " وإذا اعتدى عليه بالشتم فله أن يرد بمثل ذلك فيشمته إذا لم يكن ذلك محرما لعينه كالكذب ، وأما إن كان محرما لعينه كالقذف بغير الزنا فإنه يعزز علي ذلك ، ولو عزر علي النوع الأول من الشتم جاز وهو الذي يشرع إذا كثر سفهه أو عدوانه على من هو أفضل منه " .


ما هي

عقدة رسلان النفسية ؟!

وهذا يرجع إلى نفسيته ، فاهتمامه البالغ المتكلف بأدبار مخالفيه وعيبها وانتهاكها بالسفود لا يكون من صحيح الطبع ولا كامل الوجدان !

يقرر هذا من علماء النفس :

أولا : العالم النفسي محمد سعيد رسلان ، فقد قال في رسالته " شأن الكلمة في الإسلام " ما يلي :( فالكلمةُ إنَّما تَصدرُ من قائلها مُلَوَّنَةً بألوانِ باطنِهِ, مُبينةً عن ذاتِ نفسِهِ ودخيلةِ قلبِهِ, ولو أنَّنا جرينا على سَنَنِ البداهةِ ليمَّمنا وجوهنا شَطْرَ القلبِ لا شَطْرَ اللسانِ, وألقينا على بابِهِ رحالنا, ثمَّ قَرَّرنا في تسليمٍ أنَّه: إن كان القلبُ صالحًا فقد صلحت الكلمةُ, وإن كان طالحًا فقد فسدت (الكلمةُ)؛ فصلاحُ الكلمةِ وفسادُها, فرعُ صلاحِ القلبِ وفسادِهِ, سنَّة الله ولن تجد لسنَّةِ الله تبديلًا.
والعَلاقَةُ بين (أدبِ النَّفسِ) و(أدبِ اللَّفظِ) أوثقُ من أن يُنَبَّه عليها أو يشارَ إليها, وما من سوءِ أدبٍ في اللفظِ إلا والنفسُ منبعُهُ وحَمأتُهُ, وفيها مَبَاءَتُهُ وبُؤرَتُهُ, وما أجملَ وأصدقَ قولَ مَن قال : " إنَّ نَفْسَ الإِنْسَانِ إذَا اتَّسَخَتْ, كَانَ كَلامُهُ فِي حَاجَةٍ إلَى أن يُغْسَلَ بالمَاءِ والصَّابُونِ! "
) .


ثانيا : العالم النفسي الأديب مصطفى صادق الرافعي ، فقد قرع ( العقاد ) على لفظة : ( المرحاض ) ؛ فكيف لو أدرك ابن رسلان بألفاظه القذرة ، وتهديده بفعل الرذيلة - إدخال السفود - ، وتكثره - على منبر الجمعة - بذكر الأمثلة الجنسية الإباحية ؟!
ولا ننسى وصف ابن رسلان لهذه المنتديات السلفية بأنها : ( مرحاض ) !

يقول مصطفى الرافعي في " نظرات في ديوان العقاد " ( 104 ) : (هذه مسألةٌ بَسيكولوجيّةٌ يُؤخَذ منها بعضُ تاريخ ( العقاد ) - رسلان - وتربيته ، وأصله ، وذَوقه الشعريّ-أيضاً-،ومن أين تربّى له هذا الذوق..إلخ..إلخ..إلخ!! وهي نصٌّ صريحٌ في إثبات أن الرجلَ من حُثالة العامّة !!
ويقول الفيلسوف فولتير:ذوقك أستاذك!
ونحن نظنّ أن رجلاً مسلماً متزوّجاً لو حلف بالطلاق : أنّ لفظة ( المرحاض ) لا تخرج من فم شاعر في نظنه إلا إذا كان غبياً!متشاعراً!فاسدَ الذوق!دنيء الحِسّ:لَبَرَّت يمينُه ،ولم يقع عليه الطلاق !
وتكون هذه فتوى في الشرع في وصف (العقاد) وشعره ، فخبّذا لو رَفع أحدُ الأدباء سؤالاً في ذلك إلى العلماء والمفتين " .

فما هي العقدة النفسية التي رسخت تعلق ابن رسلان بذكر ( دبر مخالفيه ) في ردوده عليهم ؟!
ومن الواجب عليه - كما قال هو في رده على بعضهم - : (ومع هذا كلِّه، فلا بأس من مناظرتك بشرطٍ يُضم إلى شروط السلف في المناظرة، وقد ذكرتَ أنتَ بعضها واشترطتها، وشرطي هو:
أن تُعرِّجَ مع مُقَدِّمَكَ على (مستشفى العَبَّاسِيَّة!!) - للمجانيين - لتوقيع الكشف الطبي عليكما!! وإفادتي بتقرير المختصين بشأن حالتكما!! فإنْ كانت حالتكما مستقرَّة!!؛ فلا بأس حينئذٍ من المناظرة..
) .



وظاهر عقدته النفسية : علائق صبوته مع أوباش الناس وأخلاط السفهاء ، وأخياف السوقة ، فظهرت رواسبها على شيخوخته ، فعدل عن الأخلاق في الكلام إلى الرذائل في الملام !

كما قال ابن الجوزي - رحمه الله - في " أخبار الحمقى والمغفلين " ( 140 ) : " وهذا شىء قل أن يخطيء ونراه مطردا ولا نظن السبب في ذلك إلا معاشرة الصبيان " .

ويذكرني هذا : بما ساقه ابن الجوزي - رحمه الله - في " أخبار الحمقى والمغفلين " ( 140 ) : " وقد بلغني أن بعض المؤدبين للمأمون أساء أدبه على المأمون وكان صغيرا ، فقال المأمون : ما ظنك بمن يجلو عقولنا بأدبه ويصدأ عقله بجهلنا ، ويوقرنا بزكاتنا ونستخفه بطيشنا ، ويشحذ أذهاننا بفوائده ويكل ذهنه بغينا ، فلا يزال يعارض بعلمه جهلنا وبيقظته غفلتنا وبكماله نقصنا ، حتى نستغرق محمود خصاله ويستغرق مذموم خصالنا ، فإذا برعنا في الاستفادة برع هو في البلادة ، وإذا تحلينا بأوفر الآداب تعطل من جميع الاسباب ، فنحن الدهر ننزع منه آدابه المكتسبة فنستفيدها دونه ونثبت فيه أخلاقنا الغريزية فينفرد بها دوننا ، فهو طول عمره يكسبنا عقلا ويكتسب منا جهلا فهو كذبالة السراج ودودة القز " .





كن ربانيا لا رسلانيا

{{ لَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ }}

الوقفة الرابعة :

وأزيدك : فإن الرسلاني الذي يتوسع في ذكر العورات وإقحامها في حسيلانته ، فإن وجدته فأعرض عنه مخافة أن يتطرق إلى دبرك فتضيع رجولتك - كما قال ابن رسلان عن إدخال السفود في دبر مخالفه : لتسكتن أو لأفعلن ! - ؛ فقد حذرتك .
مع أن القاعدة المستمرة : حسن الكلام ، والرفق في الملام إلا لحاجة معتبرة بحضور مصلحة راجحة ، وقل هذا : في التصريح بالعورات .
بينما الرسلاني : يلفق من غير تدقيق بين الأدلة من أحاديث وآثار - لا مجال لذكرها - أتى فيها ذكر العورات يسوغ فيها سلاطة لسانه وفحش كلامه !
فيقال له :

أولا :
( الأصل الإعراض عن ذلك ) .

قال محمد بن جرير الطبري - رحمه الله - في " تفسيره " ( 4 / 33 ) : " قال أبو جعفر: واللغو من الكلام في كلام العرب كل كلام كان مذموما، وفعلا لا معنى له مهجورا، يقال منه: لغا فلان في كلامه يلغو لغوا: إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} ، وقوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} ومسموع من العرب لغيت باسم فلان، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح " .
وقال - أيضا - في " تفسيره " ( 17 / 523 ) - بعد ذكر مقالات بعضهم في جعل اللغو هو ذكر النكاح ، وذكر غيره : الفروج ! - : " وذكر النكاح بصريح اسمه مما يستقبح في بعض الأماكن , فهو من اللغو " .
قال ناصر الدين البيضاوي - رحمه الله - في " أنوار التنزيل " ( 4 / 131 ) : " ومن ذلك الإِغضاء عن الفواحش والصفح عن الذنوب والكناية فيما يستهجن التصريح به " .
وقال ابن عجيبة الإدريسي - رحمه الله - في " البحر المديد " ( 5 / 229 ) : " أي : بالفحش وكل ما ينبغي أن يلغى ويُطرح " .


فإذا كان هؤلاء - رحمهم الله - كما ورد في الآثار لا يذكرون النكاح في المجالس ويعتبرونه من اللغو ، وهو من المحبوب للنفوس وتتمايل له الرؤوس وتدق عليه الكؤوس ؛ فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " مجموع الفتاوى " ( 15 / 381 ) : " وقوله في سياق ذلك: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} يتناول كشف العورة أيضا وإبداءها ويؤكد ذلك أن إبداء فعل النكاح باللفظ الصريح يسمى فحشاء وتفحشا فكشف الأعضاء والفعل للبصر ككشف ذلك للسمع وكل واحد من الكشفين يسمى وصفا ... والمقصود أن الفاحشة تتناول الفعل القبيح وتتناول إظهار الفعل وأعضاءه " .

فما بالك - رعاك الله - بذكر ما تستقبح الطباع السلمية حكايته ولا يخوض فيه إلا مطموس جاهل ، أو معتوه عن العقل مائل ؟!

فكيف بكلام رسلان - على مسمع فئام الناس يوم الجمعة - :
1 - عن نكاح دبر مخالفه بالسفود على منبر جمعة يعظ الناس فيها ؟!
2 - شرحه طريقة إدخال أو عملية السفود في الدبر ؟!
3 - عن عملية تعطل الإخراج من دبر مخالفه وإخراجه الغائط من فمه ، يقصد كلام خصمه وأدلته الشرعية ؟!
4 - عن عملية إخراج الريح الكريه ساخرا من خصمه واصفا إياها بصواريخ جو أرض ؟!
وفي الزوايا .. خبايا .


ثانيا :
( الحاجة و عدم التكرار )
.
فإذا علمت ما تقدم من الإعراض عن ذكر فحش الكلام وسماعه ، فضلا عن الخوض فيه كذكر الفروج والنكاح إلا لحاجة فكيف بذكر ما تستقبحه الطباع السليمة والعقول القويمة ؟!
وعليه : صرح الأئمة في القديم والحديث عدم جواز التصريح بلفظ العورات إلا لحاجة معتبرة ترسلها المصلحة الراجحة !

1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في " منهاج السنة " ( 8 / 408 ) : " ولهذا قال من قال من العلماء إن هذا يدل على جواز التصريح باسم العورة للحاجة والمصلحة وليس من الفحش المنهى عنه " .
2 - وقال في " مجموع الفتاوى " ( 15 / 382 ) : " ثم إن كل واحد من إظهار ذلك للسمع والبصر يباح للحاجة؛ بل يستحب إذا لم يحصل المستحب أو الواجب إلا بذلك {كقول النبي صلى الله عليه وسلم لماعز: أنكتها} وكقوله {من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا} " .

قلت :

التكنية والحاجة المعتبرة - باعتصار - دون تكرار :
وهذا المقدار لا يكون إلا لحاجة معتبرة مع التنبيه عن خروج التصريح عن القاعدة المستمرة في التكنية فقال : " ولا تكنوا " ولهذا استغربها من سمعها من الصحابي أبي بن كعب - رضي الله عنه - حتى قال له : " فقال له : يا أبا المنذر ما كنت فحاشاً " ، فبين مستنده عن نبينا - عليه السلام - لهذه الحاجة المعتبرة ، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - لم ينقطه بالصريح ، فلم يقل : ( أير أبيك ) !
قال الحسين البغوي - رحمه الله - في " شرح السنة " ( 13 / 121 ) : " يجاهره بمثل هذا اللفظ الشنيع رداً لما أتى به من الانتماء إلى قبيلته ، والافتخار بهم " .

وغايته من التصريح :
ما قاله ابن القيم - رحمه الله - في " زاد المعاد " ( 2 / 438 ) : " ذكر هن الأب لمن تعزى بعزاء الجاهلية فيقال له: اعضض هن أبيك، وكان ذكر هن الأب هاهنا أحسن تذكيرا لهذا المتكبر بدعوى الجاهلية بالعضو الذى خرج منه، وهو هن أبيه، فلا ينبغى له أن يتعدى طوره " .
فما هي غاية ابن رسلان من ألفاظه الجنسية ، وكلماته الفاحشة ، حينما يتطرق إلى أدبار مخالفيه فيذكرها وخصائصها وإدخال السفود فيها ؟!
هذا إن عرف إخراج نماذج تساوي منحط كلامه وتسفله في الملام !

وكذلك : مع تصريحه بلفظ : ( أنكتها ) في قصة ماعز ، فإنه كنى باقي الكلام مصورا مما يدل على عدم التوسع إلا بقدر يسير ، فقال - عليه السلام - : " دخل ذلك منك في ذلك منها؟ قال: نعم. قال: كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ " ، فتدبر تكنيته والتي صريحها :
ما قاله الملا علي القاري - رحمه الله - في " مرقاة المفاتيح " ( 6 / 2377 ) : " (حتى غاب ذلك منك) إشارة إلى آلة الرجل وهي الذكر (في ذلك منها) إشارة إلى آلة المرأة وهي الفرج (كما يغيب المرود) أي الميل (في المكحلة) (والرشاء) أي الحبل (في البئر) ولعل المثال الأول كناية عن البكر، والثاني عن الثيب " .

وغاية تصريحه - عليه السلام - بلفظ ( النيك ) :
للبيان والتبيين حتى لا يناله ما لا يستحق ، إزالة للبس أو الاشتراك أو المجاز أو نحو ذلك من المعميات ، فعدل - عليه السلام - عن ألفاظ متعددة كالجماع والزنى مخافة الاشتباه ، فالجماع للاجتماع والزنى يشترك فيه غير الفرج ، فالحدود عند الفقهاء لا تكون بالكنايات .

قال محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - في " نيل الأوطار " ( 7 / 119 ) : " وفي هذا من المبالغة في الاستثبات والاستفصال ما ليس بعده في تطلب بيان حقيقة الحال فلم يكتف بإقرار المقر بالزنا بل استفهمه بلفظ لا أصرح منه في المطلوب وهو لفظ النيك الذي كان - صلى الله عليه وسلم - يتحاشى عن التكلم به في جميع حالاته ولم يسمع منه إلا في هذا الموطن، ثم لم يكتف بذلك بل صوره تصويرا حسيا، ولا شك أن تصوير الشيء بأمر محسوس أبلغ في الاستفصال من تسميته بأصرح أسمائه وأدلها عليه " .

وتأمل .. وبالهدى تجمل : قول الشوكاني : (يتحاشى عن التكلم به في جميع حالاته ولم يسمع منه إلا في هذا الموطن ) حتى تعرف الفرق الشاسع بين توسع المعاصرين كابن رسلان في الكلام الإباحي الجنسي والألفاظ الفاحشة المستقذرة وبين ما قرره فقهاء الإسلام وأعلام الأنام !

وأصرح - أعني : بعدم التكرار - : ما قاله الحافظ عبد الرحيم العراقي - رحمه الله - في " طرح التثريب " ( 2 / 220 ) على لفظ أبي هريرة حينما استشكل الرجل لفظ : ( الحدث ) فصرح قائلا : (فساء أو ضراط ) : " وقال ابن التين: إنما استعمل هذا اللفظ حرصا على البيان، وليس هذا عادة كلامه مثل : .. انكتها .. وكان أبو هريرة يخاطب رجلا أعجميا من حضرموت " .
وأعجبني قول علي بن حسن في التكرار : (نَعَم؛ له سلَفٌ..مَرّةٌ مِن ألف مَرّة..لا ألفُ مَرّة في مَرّة! ) .

بينما ابن رسلان - من غير حاجة ولا تكنية - يتوسع بذكر خصائص ومستقذرات دبر أحد مخالفيه ويكررها ، قائلا : (ويُرَوِّع بأصواتٍ مُنْكَرَة!! من قذائف { الأرض- جو } ) ، وقوله - أيضا - : (فانتحى ناحيةً؛ فنصب الشجرة!! وقام على يديه، وتجمّعت ثيابه على الأرض عند رأسه!! وراح يُحدثُ أصواتًا مُنكرَة!! ) غير ذكره للغائط ونحوه !



يتبع ... ( 2 ) لاحقا .
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-27-2014, 04:19 AM
أبو متعب فتحي العلي أبو متعب فتحي العلي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الزرقاء - الأردن
المشاركات: 2,322
افتراضي

بوركت على هذا الرد
لم أتوقعه بهذه القوة !
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-27-2014, 04:22 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي


رفع الله قدرك
أبا متعب ورضي عليك

__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-27-2014, 04:36 AM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

أحسنت و جزاك الله خيرا أخي فهير ، فقد أتيت بخميس من الحجج حتى تقطع ما جاء في كلمته من لجج .
أرجو أن تتصل بأبي الأشبال لعلّه يُعطيك هديّة.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-27-2014, 06:21 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

سأتصل به
لكن لماذا لا تكون منك ؟
هههههههههه
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-27-2014, 09:36 AM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

ذب الله عن وجهك النار و ألبسك حلل أهل الجنة و دفع عنك كيد حسّادك و أعدائك
يا ويح رسلان
.
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 01-27-2014, 09:44 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

آآآمين
على قرآءة ورش وحمزة الزيات

ولا أخفيك الحديث : أني قبل كتابته استحضرت مرارا هذه النية ( للذب عن عرض الشيخ ) = ( ليذب الله عني النار ) .

__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 01-27-2014, 09:46 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

وإياك والجميع
- الحلبي ورسلان وربيع -
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-27-2014, 10:07 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

قال ابن القيم - رحمه الله - في " روضة المحبين " ( 386 - 387 ) حيث قال : " من نصر هواه فسد عليه عقله ورأيه ؛ لأنه قد خان الله في عقله ، فأفسده عليه ، وهذا شأنه سبحانه في كل من خانه في أمر من الأمور ؛ فإنه يفسده عليه " !!

ثم نقل كلمة رائقة جليلة عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ، فقال ابن القيم - مكملا ما سبق بيانه - : " وسمعت رجلا يقول لشيخنا : إذا خان الرجل في نقد الدراهم ، سلبه الله معرفة النقد ، أو قال : نسيه ، فقال الشيخ : هكذا من خان الله ورسوله في مسائل العلم " !!
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.