أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
40207 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر الأئمة و الخطباء > خطب نصية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-30-2013, 03:25 PM
أسامة أسامة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: غزة - فلسطين
المشاركات: 365
افتراضي حق الجيرة والجوار. الشيخ: فؤاد أبو سعيد حفظه الله تعالى

الإقرارُ والاستمرارُ في
حقِّ الجِيرةِ والجِوار
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص =الله ورسوله= فإنه لا يضرُّ إلا نفسه ولا يضرُّ الله شيئا).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}. (آل عمران:102)
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}. (النساء:1)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. (الأحزاب:70، 71)
أما بعد: فإن خيرَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
قال سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. (النساء: 36)، في هذه الوصايا الربانية المهمة ذكر سبحانه الجار ذي القربى والجار الجنب.
فمن هو الجار؟ [هو إذا لاصقك في السّكن، .. والّذي يجاور بيتُه بيتك، وجارك؛ شّريكك في العقار: و(الجار): الّذي يجير غيره، أي يؤمّنه ممّا يخاف، و(الجار): المستجير ... الّذي يطلب الأمان، و(الجار): الحليف، و(الجار): النّاصر، و(الجار): الزّوج، و(الجار) أيضا: الزّوجة، ويقال: ... (جارة)، و(الجارة): الضّرّة،... استكراها للفظ الضّرّة، ... =هذا هو الجار=.
=فما هي حقوقه؟ّ= حقُّ الجار؛ امتثال الوصيّة بالجار بإيصال ضروب =وأنواع= الإحسان إليه بحسب الطّاقة؛ كالهديّةِ والسّلام، وطلاقةِ الوجهِ عند لقائه، وتفقّدِ حاله، ومعاونتِه فيما احتاج إليه، إلى غير ذلك. وكفِّ أسبابِ الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسّيّة كانت أو معنويّة.
[وَاسْمُ الْجَارِ؛ يَشْمَلُ الْمُسْلِمَ وَالْكَافِرَ، وَالْعَابِدَ وَالْفَاسِقَ، وَالصَّدِيقَ وَالْعَدُوَّ، وَالْغَرِيبَ وَالْبَلَدِيَّ، وَالنَّافِعَ وَالضَّارَّ، وَالْقَرِيبَ وَالْأَجْنَبِيَّ، وَالْأَقْرَبَ دَارًا وَالْأَبْعَدَ، وَلَهُ مَرَاتِبُ بَعْضُهَا أَعْلَى مِنْ بَعْضٍ؛ فَأَعْلَاهَا مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُوَلُ كُلُّهَا، ثُمَّ أَكْثَرُهَا وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى الْوَاحِدِ، وَعَكْسُهُ مَنِ اجْتَمَعَتْ فِيهِ الصِّفَاتُ الْأُخْرَى كَذَلِكَ، فَيُعْطَى كُلٌّ حَقَّهُ بِحَسَبِ حَالِهِ]. =فتح الباري لابن حجر (10/ 441)=.
فما هو حدّ الجوار: وقال: واختُلِف في حدّ الجوار: فجاء عن عليّ رضي الله عنه: «من سمع النّداء فهو جار»، وقيل: «من صلّى معك صلاة الصّبح في المسجد فهو جار»، وعن عائشة رضي الله عنها: «حدّ الجوار أربعون دارا من كلّ جانب»، وعن الأوزاعيّ مثله، وأخرج البخاريّ في (الأدب المفرد) مثله عن الحسن...
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا عَسَلَهُ» . قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَسَلَهُ؟!) قَالَ: «يُوَفِّقُ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِهِ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ جِيرَانُهُ» أَوْ قَالَ: «مَنْ حَوْلَهُ». =المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 490، ح 1258)، انظر الصحيحة (1114)، صحيح الترغيب والترهيب (3/ 169، ح 3358)=
=تعاهد جيرانك عند طبخ الطعام واللحوم= فـ«إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ» صحيح مسلم (2625).
=وإياك من إيذاء الجار بالفعل أو بالقول، لئلا يلعنك الله جل جلاله=، جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يشكو جارَه قال: "اطرح متاعك على طريق" فطرحَه، فجعلَ النّاس يمرّون عليه ويلعنونه، فجاء إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: (يا رسول الله! لقيت من النّاس). قال: «وما لقيت؟» قال: (يلعنونني). قال: «قد لعنكَ الله قبلَ النّاس»، فقال: (إنّي لا أعود)، فجاء الّذي شكاه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «ارفع متاعك، فقد كُفيت» =صحيح الترغيب والترهيب (2/ 344، ح 2558)=.
=كن من خير الأصحاب وخير الجيران= فـ«خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ». سنن الترمذي (1944)، صحيح الجامع (3270)، الصحيحة (103).
=كن من الّذين يحبّهم الله عزّ وجلّ؛ الذين منهم= «رَجُلٌ كَانَ لَهُ جَارُ سُوءٍ يُؤْذِيهِ، فَصَبَرَ عَلَى أَذَاهُ، حَتَّى يَكْفِيَهُ اللهُ إِيَّاهُ بِحَيَاةٍ، أَوْ مَوْتٍ» ... المعجم الكبير للطبراني (2/ 152، ح 1637)، صحيح الترغيب (2/ 347، ح 2569).
سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ عَنِ الزِّنَا؟ قَالُوا: (حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)، فَقَالَ: «لِأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ»، وَسَأَلَهُمْ عَنِ السَّرِقَةِ؟ قَالُوا: (حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ)، فَقَالَ: «لِأَنْ يَسْرِقَ مِنْ عَشَرَةِ أَهْلِ أَبْيَاتٍ، أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْتِ جَارِهِ». =الأدب المفرد (103)، صحيح الترغيب (2/ 342، ح 2549)=.
=أيها المسلم! لا تبخل على جارك أن يستخدم جدارك=، فـ«لاَ يَمْنَعْ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ»، قال أَبُو هُرَيْرَةَ: (مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللَّهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ). =صحيح البخاري (2463) ومسلم (1609)=.
=كَانَ من دعائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ=: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ». =الدعاء للطبراني (ص: 399، ح 1340)، الصحيحة (3943).
إذن ليس من صفات المؤمن إيذاء الجار بأي نوع من الإيذاء= فـ«لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» =الأدب المفرد (112)، الصحيحة (149)=.
بل «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ،..» =صحيح البخاري (5185)=.
و«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ..» =صحيح البخاري (6019) صحيح مسلم (47)=.
و«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ». =صحيح مسلم (48)=.
واستمعوا إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بات شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إلى جنبه وهو يعلم به» =صحيح الجامع (5505)=.
و«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». =صحيح مسلم (46)=.
"وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ!!" قِيلَ: (وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!) قَالَ: "الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ". =صحيح البخاري (6016). أي شروره=.
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ»؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: (فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ!) فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ:
«اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ». =أخرجه الترمذي (2305) واللفظ له. حسنه الصحيحة (930)=.
قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ فُلَانَةً تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَّدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، قَالُوا:
(وَفُلَانَةٌ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَّدَّقُ بِأَثْوَارٍ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا؟) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». =الأدب المفرد (119)، الصحيحة (190).
وركَّز جبريل عليه السلام على الوصية بالجار حتى ظنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سيورِّث الجارَ من جاره. انظر صحيح البخاري (6014) صحيح مسلم (2624)=.
ما الذي يسعد الإنسان في دنياه؟ «مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ؛ الْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ». =الأدب المفرد (457)، الصحيحة (282)=.
... =وإذا كثر جيرانك فتعاهد أقربهم بابا،= قالت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي؟) قَالَ: «إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا». =صحيح البخاري (2259)=.
=ولا يحتقر أحدٌ هديةَ جاره= فكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ! لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ». =البخاري (6017)، ومسلم (1030)=.
=أحسن إلى جارك ولا تؤذِه ولكان يهوديا أو نصرانيا=، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً فَقَالَ: (أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ؟) فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».=أبو داود (5152)، والترمذي (1944).
وعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغُلَامُهُ يَسْلُخُ شَاةً، فَقَالَ: (يَا غُلَامُ !إِذَا فَرَغْتَ فَابْدَأْ بِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ), فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: (الْيَهُودِيُّ! أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟) قَالَ: (إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصى بالجار حتى خشينا أو رُؤِينا أنه سَيُورِّثُه). الأدب المفرد (128). وعَنِ الْحَسَنِ (أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ تُطْعِمَ جَارَكَ الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ مِنْ أُضْحِيَّتِكَ). المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق ومعاليها (ص: 56، رقم 95)=.
روي عن عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ: (خِلَالُ =وصفات= الْمَكَارِمِ عَشْرٌ، تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي ابْنِهِ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَالْمُكَافَأَةُ بِالصَّنَائِعِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ وَالصَّاحِبِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَقَرْيُ الضَّيْفِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَرَأْسُهُنَّ الحياء). =المجالسة وجواهر العلم للدينوري المالكي (المتوفى : 333هـ) (5/ 68، رقم 1873) قال مشهور: [إسناده ضعيف]. وله متابع في مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 95، رقم 249)=.
=اضرب ولدَك من أجلِ جارك إذا شكاه لك=، قال الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى النَّيْسَابُورِيُّ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ قُلْتُ: (الرَّجُلُ يَأْتِينِي، فَيَشْكُو غُلَامِي أَنَّهُ أَتَى إِلَيْهِ أَمْرًا، وَالْغُلَامُ يُنْكِرُ ذَلِكَ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَضْرِبَهُ وَلَعَلَّهُ بَرِيءٌ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَدَعَهُ فَيَجِدَ عَلَيَّ جَارِي، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟!) قَالَ: (إِنَّ غُلَامَكَ لَعَلَّهُ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا يَسْتَوْجِبُ فِيهِ الْأَدَبَ، فَاحْفَظْ عَلَيْهِ، =أي لا تعاقبه حين خطئه مباشرة، وادخرها له=، فَإِذَا شَكَاهُ جَارُكَ، فَأَدِّبْهُ عَلَى ذَلِكَ الْحَدَثِ؛ فَتَكُونَ قَدْ أَرَضَيْتَ جَارَكَ، وَأَدَّبْتَهُ عَلَى حَدَثِهِ).
قال أَحْمَدُ بْنُ عَلِيًّ الْحَرَّانِيُّ:
وَالْجَارُ لَا تَذْكُرْ كَرِيمَةَ بَيْتِهِ ... وَاغْضَبْ لِابن الْجَارِ إِنْ هُوَ أُغْضِبَا
احْفَظْ أَمَانَتَهُ وَكُنْ عِزًّا لَهُ ... أَبَدًا وَعَمَّا سَاءَهُ مُتَجَنِّبَا
كُنْ لَيِّنًا لِلْجَارِ وَاحْفَظْ حَقَّهُ ... كَرَمًا وَلَا تَكُ لِلْمُجَاوِرِ عَقْرَبَا
من مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 94، رقم 243)
وقال الغزالي رحمه الله: [وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ حَقُّ الْجِوَارِ كَفَّ الْأَذَى فقط؛ بل احتمال الأذى، فإن الجارَ أيضاً قد كفَّ أذاه، فليس في ذلك قضاء حقٍّ، ولا يكفي احتمالُ الأذى بل لابد من الرفق وإسداء الخير والمعروف؛ ...
وجملةُ حقِّ الجارِ؛ أنْ يبدأَه بالسلام، ولا يطيلَ معه الكلام، وَلَا يُكْثرَ عَنْ حَالِهِ السُّؤَالُ، وَيَعُودَهُ فِي الْمَرَضِ، وَيُعَزِّيَهُ فِي الْمُصِيبَةِ، وَيَقُومَ مَعَهُ فِي الْعَزَاءِ، وَيُهَنِّئَهُ فِي الْفَرَحِ، وَيُظْهِرَ الشَّرِكَةَ فِي السرور معه، ويصفحَ عن زلاتِه، ولا يتطلَّعَ مِنَ السَّطْحِ إِلَى عَوْرَاتِهِ، وَلَا يُضَايِقَهُ فِي وضع الجذْع على جداره، ولا في مصبِّ الماء في ميزابه، ولا في مطرح التراب في فِنائه، ولا يضيِّقْ طريقه إِلَى الدَّارِ، وَلَا يُتْبِعُهُ النَّظَرَ فِيمَا يَحْمِلُهُ إِلَى دَارِهِ، وَيَسْتُرُ مَا يَنْكَشِفُ لَهُ مِنْ عَوْرَاتِهِ، وَيُنْعِشُهُ مِنْ صَرْعَتِهِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ، وَلَا يَغْفُلُ عَنْ مُلَاحَظَةِ دَارِهِ عِنْدَ غَيْبَتِهِ، وَلَا يَسْمَعُ عَلَيْهِ كَلَامًا، وَيَغُضُّ بَصَرَهُ عَنْ حُرْمَتِهِ، وَلَا يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى خَادِمَتِهِ، =وأهله وحريمه=، وَيَتَلَطَّفُ بولده فِي كَلِمَتِهِ، وَيُرْشِدُهُ إِلَى مَا يَجْهَلُهُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ]. =إحياء علوم الدين (2/ 213)=.
[فالوصاة بالجار مأمور بها، مندوب إليها؛ (أي مرغّب فيها) مسلما كان أو كافرا..] =تفسير القرطبي (5/ 184)=.... وأنشد أَبُو جَعْفَرٍ الْعَدَوِيُّ:
شِرَا جَارَتِي سِتْرًا فُضُولٌ لِأَنَّنِي ... جَعَلْتُ جُفُونِي مَا حَيِيتُ لَهَا سِتْرَا
وَمَا جَارَتِي إِلَّا كَأُمِّي وَإِنَّنِي ... لَأَحْفَظُهَا سِرًّا وَأَحْفَظُهَا جَهْرَا
بَعَثْتُ إِلَيْهَا: أَنْعِمِي وَتَنَعَّمِي ... فَلَسْتُ مُحِلًّا مِنْكِ وَجْهًا وَلَا شَعْرَا
=من المنتقى من مكارم الأخلاق (60). ومعنى شرا: مقصور شراء=
أَنْشَدَ حَاتِمِ طَيِّئٍ:
نَارِي وَنَارُ الْجَارِ وَاحِدَةٌ ... وَإِلَيْهِ قَبْلِي تُنْزَلُ الْقِدْرُ
مَا ضَرَّ جَارًا لِي أُجَاوِرُهُ ... أَنْ لَا يَكُونَ لِبَابِهِ سِتْرُ
أُغْضِي إِذَا مَا جَارَتِي بَرَزَتْ ... حَتَّى يُوَارِيَ جَارَتِي الْخِدْرُ
=من المنتقى من مكارم الأخلاق (60)=....
[وبلغَ ابنَ المقفَّعِ؛ أَنَّ جَارًا لَهُ =يريد أن= يَبِيع دَارَهُ فِي دَيْنٍ رَكِبَهُ، وَكَانَ =ابن المقفّع= يَجْلِسُ فِي ظِلِّ دَارِهِ، فَقَالَ: (مَا قُمْتُ إِذًا بِحُرْمَةِ ظِلِّ دَارِهِ إِنْ بَاعَهَا مُعْدَمًا)، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَمَنَ الدَّارِ، وَقَالَ: (لا تبعها)]. =إحياء علوم الدين (2/ 213)=.
(قال العلماء: الجار الّذي له ثلاثة حقوق هو الجارُ المسلمُ ذو الرّحم، فله حقّ الجوار، وحقّ الإسلام، وحقّ الرّحم،
وأمّا الّذي له حقّان فالجار المسلم. له حقّ الجوار وحقّ الإسلام.
وأمّا الّذي له حقّ واحد فالجار المشرك، وجاء بذلك حديث لكنّه ضعيف، وهذا التّقسيم موافق لما جاءت به الآيات والأحاديث بالنّسبة لحقّ المسلم وحقّ القريب وحقّ الجار، كما أنّه موافق للتّقسيم العقلي الاستقرائيّ وعلى هذا فللجار الكافر مهما كان كفره حقّ الجوار في الإحسان إليه وترك إيذائه)] نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (5/ 1665- 1676) بتصرف.
أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم وسائر المسلمين فتوبوا إليه واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
****الخطبة الآخرة****
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين وبعد؛
هذه آدابٌ في معاملة الجيران، علَّمنا إياها نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم، نتأدب بها مع الجار الصالح وغيره، [فإذا كان الجارُ صاحبَ كبيرة؛ فلا يخلو إمّا إن يكون متستراً بها، ويغلق بابَه عليه فليعرضْ عنه، ويتغافلْ عنه، وإنْ أمكنَ أن ينصحَه في السرِّ ويعظُه فحسن، وإن كان متظاهراً بفسقه؛ مثل مكَّاسٍ أو مرابي؛ فتهجرَه هجراً جميلاً.
وكذا إن كان تاركاً للصلاة في كثير من الأوقات، فمرْه بالمعروف، وانهَهُ عن المنكرِ مرةً بعد أخرى؛ وإلاَّ فاهجرْه في الله، لعلَّه أن يرعويَ، ويحصلَ له انتفاعٌ بالهجر من غير أن تقطعَ عنه كلامَك، وسلامَك وهديَّتَك، فإن رأيتَه متمرِّداً عاتياً، بعيداً من الخير فأعرضْ عنه، واجهدْ أنْ تتحولَ من جوارِه، فقد تقدّم أن النبي صلى الله عليه وسلم (تعوَّذ من جار السوء في دار الإقامة)...
فإن كانَ جارُك يهوديًّا أو نصرانيًّا في الدار، أو في السوق أو في البستان، فجاورْه بالمعروفِ ولا تؤذِه، كما جاء في الحديث: (الجيران ثلاثة جار له ثلاثة حقوق؛ وهو القريب المسلم الجار، وجار له حقان؛ حق الإسلام وحق الجوار، وجار له حق واحد؛ وهو غير المسلم له حق الجوار).
فأما من جعلَ إجابةَ دعوتِهم ديدَنه، وعاشرَهم وباسطَهم، فإنَّ إيمانَه يرقُّ، وقد قال الله تعالى: {لا تَجِد قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الآخِرِ يوادُّونَ مِن حادَ اللَهَ وَرسولَهُ وَلَو كانوا آباءَهُم أَو أَبناءَهُم أو إِخوانَهُم أو عَشيرَتَهُم أُولَئِكَ كُتِبَ في قُلوبُهم الإيمانَ وَأَيدهم بِروحٍ مِنهُ}.
فإن انضافَ إلى جوارِه كونُه قرابتَك أو ذوي رحِمك فهذا حقُّه آكدُ، وكذا إنْ كانَ أحدُ أبويكَ ذميًّا؛ فإنَّ للأبوينِ وللرحمِ حقاًّ فوق حقوق الجوار، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، وكذا ردُّ السلامِ، فلا تبدأْ أحداً من هؤلاء بسلامٍ أصلاً، وإذا سلَّم أحدٌ منهم عليك فقل: (وعليكم)، أما كيف أصبحت؟ كيف أمسيت؟ فهذا لا بأس به، وأنْ يقبل منه غير إسراف ولا مبالغة في الرد، قال الله تعالى: {فَسَوفَ يَأتي اللَهُ بِقَومٍ يُحِبُهم وَيُحِبونَهُ أَذِلَةً عَلى المُؤمِنينَ أَعِزَةً عَلى الكافِرينَ}.
فالمؤمنُ يتواضع للمؤمنين ويتذلَّلُ لهم، ويتعزَّزُ على الكافرين ولا يتذلَّلُ لهم، تعظيماً لحرمة الإسلام، وإعزازاً للدين من غير أن تؤذيَهم، ولا تودَّهم كما تودُّ المسلم]. حق الجار للذهبي (ص: 46- 49).
=والخلاصة مما سبق أن= [حِفظَ حقِّ الجّار من كمال الإيمان وحسن الإسلام، =فنتجَ من ذلك= تعظيمُ حقّ الجار.وحسن العلاقة بين الجيران ترضي الله -عزّ وجلّ- وتسخط الشّيطان، وسُوُؤُها يسخط الله -عزّ وجلّ- ويرضي الشّيطان. =إن= اسمَ الجارِ يشملُ عمومَ أنواعِ المجتمع؛ =مؤمنِه وكافرِه، ومسلمِه ويهوديِّه ونصرانيِّه=، فإذا حسُنت العلاقةُ بين الجيران، وسادهم الحبُّ والوئام سُعِد المجتمعُ كلّه. إنّ جارَ الخير يعودُ خيرُه عليه وعلى جيرانه، وجارُ السّوء يعود سوءه عليه وحده... حُسنُ الجوارِ ليسَ بكفِّ أذاكَ عن جيرانك؛ بل بتحمُّلِ أذاهم، وقضاءِ حوائجهم، وكشف كُرَبهم.
=ألا واعلم يا عبد الله! أن هناك جارين لك لا يفارقانك ليلا ولا نهارا، إنهما= الملكان المجاوران لك، أشدُّ الجيران قربًا =منك=، فاحفظ حقّهما، فلا يريا منك إلّا خيرا. إنّ حُسنَ الجوارِ بابٌ من أبواب الجنّة، وسوءَه بابٌ من أبوابِ النّار..] نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (5/ 1676) بتصرف.
فجارُك ميزانُك، وجارُك مرآتُك، وجارُك حَكَمٌ عليك، فاتقِ الله في جيرانك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ؟) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: أَنْ قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ". سنن ابن ماجه (4223). الصحيحة (1327).
ألا وصلوا على البشير النذير، النبي الرسول، فقد قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب:56)، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وآله وصحبه ومن والاه، واتبع خطاه، إلى يوم الدين، اللهم ارض عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحْمِ حوزةَ الدين يا ربَّ العالمين! اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك يا رب العالمين، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، التي تأمرهم بالخير وتحضهم عليه يا أكرم الأكرمين! واصرف عنهم بطانة السوء التي تأمرهم بالشر وتحضهم عليه، يا رب العلمين! اللهم وفق المسلمين قاطبة في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما تحبه وترضاه، اللهم مُنَّ عليهم بصَلاح أحوالهم، اللهم منَّ عليهم بصلاح قادتهم، وعلمائهم وشبابهم، ونسائهم يا رب العالمين!.
"اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا"، "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا". "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، مريعًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل".
"الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، لا إله إلا الله يفعل ما يريد، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين".
"اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت". "اللهم اسقنا غيثًا مريئًا = أي محمود العاقبة.= مَريعًا =بضم الميم وفتحها: من الرائع وهو الزيادة= طبقًا = أي مائلاً إلى الأرض مغطيًا، يقال غيث طبق: أي عام واسع= عاجلاً غير رائث =أي بطيء متأخر=، نافعًا غير ضار".
عباد الله، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. (النحل: 90)، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، {.. وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (العنكبوت:45).
جمع من المظان وألف بين الجمل: أبو المنذر فؤاد بن يوسف أبو سعيد
الزعفران- المغازي- الوسطى- غزة
26 محرم 1435 هلالية،
وفق: 29/ 11/ 2013 شمسية.
__________________
إن الدعوة السلفية دعوة بالحسنى، وليست حركةً حزبيَّة، دعوة لدين الإسلام دين السلم والسلام، والأمن والأمان، نسالم من يسالمنا، ونعادي من يعادينا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.