التأنيس بالتنفيس عمّن تُعُقِّب بالردّ الظالم التعيس..-مِن دُرر كلام العلامةابن باديس-

[علي بن حسن الحلبي]

التأنيس بالتنفيس

عمّن تُعُقِّب بالردِّ الظالم التعيس..

-مِن دُرر كلام العلامة ابن باديس-

اتصل بي-قبل قليلٍ-محبٌّ من الجزائر-وكم للجزائر العزيزةِ عندي ولي مِن حُبّ!-،قرأ عَليَّ –جزاه الله خيراً-نصَّين مِن كلام مَفخرة الجزائر –وعالمها وأديبهاومجاهدها-الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس-تغمّده الله برحمته-.

وكان دافعُ هذا الأخ الفاضل-الذي لعلّي لم أعرفْه مِن قبلُ -قَطُّ-(تأنيسي) بـ(التنفيس) عَلَيَّ ؛ جَرّاءَ ما قرأه مِن بعض (!) الردود الظالمة الموجَّهة إليَّ ، والتي تخلو من العلم.. والرحمة .. والأدب-فواأسَفاه-!

....فأعجبني النقلان المذكوران -كثيراً-...

ولم أُحبَّ تفويتَ الفائدة منهما على إخواني وأبنائي في هذه (المنتديات) –المبارَكة-.

قال الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس-رحمه الله -في «تفسيره»:

«على الداعي إلى الله ، والمُناظِر في العلم: أن يقصدَ إحقاقَ الحق ، وإبطالَ الباطل، وإقناعَ الخصم بالحقِّ ، وجَلْبَه إليه؛ فيقتصرَ مِن كل حديثه على ما يُحَصِّلُ له ذلك، ويتجنَّبَ ذِكْرَ العيوب والمثالب-ولو كانت هنالك عيوب ومثالب!-؛ اقتداءً بهذا الأدب القرآنيّ النبويّ في التجاوز ممّا في القوم عن كثيرٍ.
وفي ذِكر العيوب والمثالب خروجٌ عن القصد ، وبُعْدٌ عن الأدب، وتَعَدٍّ على الخصم، وإبعادٌ له، وتنفيرٌ عن الاستماع والقَبول.
وهما المقصودُ من الدعوة والمناظرة».

وقال-رحمه الله-مفسِّراً قولَ الله-جلّ وعلا-:﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾:

«هذا هو أدبُ الإسلام في دعوة غيرِ أهله؛ ليعلِّمَنا كيف ينبغي أن نختارَ -عند الدعوة لأحدٍ- أحسنَ ما يدعى به، وكيف ننتقي ما يُناسِبُ ما نريدُ دعوتَه إليه:
* فدعاءُ الشخصِ بما يحبُّ : مما يَلْفِتُهُ إليك، ويفتحُ لك سمعَه وقلبَه.
* ودعاؤه بما يَكره : يكونُ أولَ حائلٍ يُبعِدُ بينك وبينه.
وإذا كان هذا الأدبُ عامّاً في كل تَدَاعٍ وتَخاطُبٍ ؛ فأحقُّ الناس بمُراعاتِه هم الدعاةُ إلى الله، والمُبيِّنون لدينه -سواءً دَعَوُا المسلمين أو غيرَ المسلمين-».




....هذا كلامُ هذا العالم الحَبْر الجليل.

ومِن بابَتِه كلامُ علمائنا الآخَرين-رحمهم الله-أجمعين-:






* يقول شيخُنا العلامةُ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-:

«لا يُمكن أن نُلزِمَ عبادَ الله بشيءٍ دونَ دليلٍ من الكتاب ، أو السنّة ، أو الاجماع ؛ لأنّنا مسؤولون عن إيجابِ ما لا يجبُ، كما أنّنا مسؤولون عن تحريمِ ما لم يُحَرَّم».



* ويقولُ شيخُنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني-رحمه الله-:

«مِن عقيدتِنا السلفيّة : أننا لا نرى سُلطة شرعيّة على الناس ؛ فإن الله يقولُ لرسوله: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾.
فلسنا مُسيطرين على الناسِ ؛ لكنّنا نقولُ الكلمةَ التي تُنقل عن بعض الدعاة: ( أَلْقِ كلمتَك ، وامْشِ ).
ليس لك سلطانٌ -بالسيف- تَحْمِلُ الناسَ على رأيك ، وإنما على قاعدة الحقّ : (الحقّ أبلَج ، والباطل لَجْلَج)- فنحن نبيِّن كلمتَنا- .
ويقيناً -كما هو الشأنُ بأحقِّ كلمٍة على وجه الأرض- وهي(لا إله إلا الله)-: هل تبنّاها الناس -جميعاً-؟!
لا!!
فمِن بابِ أَوْلى أن لا يتبنّى الناسُ رأياً لهذا العالم، أو ذاك ».


...رحم الله علماءَنا ، وأئمّتَنا ، وغفر لهم ، وعفا عنهم.


ولا أدعو ربّي-بعد-إلا بأن أقول-ممتثلاً دعاءَ الرسول ﷺ -:

اللهمّ «اهدِني لأحسنِ الأخلاق -لا يهدي لأحسنِها إلا أنت-، واصرِفْ عنّي سيِّئَها- لا يَصرفُ عنِّي سيِّئَها إلا أنت-».

* * * * *

[أبو مسلم السلفي]

ما شاء الله كلام جميل من شيخ جليل رحمه الله.

[أبو عبيدة يوسف]

رحم الله علامة الجزائر وجمعنا الله به في جناته .
شيخنا الغالي الحبيب سر فالطريق طويلة ولا تبتئس بما صنعوا ولا يزالون فإنا لله وإنما إليه راجعون .

[محمد جمعه الراسبي الأثري]

الله أكبر !

كلمات ثمينة

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

تبارك الله كلام أهل العلم عليه نور وكلام غيرهم أذي وشرور .

[أحمد الحاج مسعود]

كلام رائع من العلامة ابن باديس ، وأروع منه كلام الإمام الألباني - رحمه الله - تعالى - .

[الشيخ أكرم زيادة]

«..ويقيناً -كما هو الشأنُ بأحقِّ كلمٍة على وجه الأرض- وهي(لا إله إلا الله)-: هل تبنّاها الناس -جميعاً-؟!
لا!!
فمِن بابِ أَوْلى أن لا يتبنّى الناسُ رأياً لهذا العالم، أو ذاك ».

{وقولوا للناس حسنا}
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن}
{ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}

[ابو ادم]

بارك الله فيك شيخنا , اللهم فرج هم شيخنا وحبيبنا علي الحلبي , واصلح لنا أحوالنا

[ابوحمزة الجميلي]

بارك الله فيك يا درة الشام ورحم الله نجم الجزائر وهدي الله اخواننا المفلسين

[صلاح الدين الكردي]

الله أكبر .. يتكلمون من مشكاة واحدة
صبراً شيخنا الفرج قريب إن شاء الله