أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
59211 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الصوتيات والمرئيات والكتب و التفريغات - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-14-2013, 03:52 PM
أم هارون الجزائرية أم هارون الجزائرية غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 23
Lightbulb الدنيا دارابتلاء للشيخ العيد شريفي الجزائري حفظه الله

الدنيا دار ابتلاء



للشيخ العيد شريفي-حفظه الله تعالى-



الدنيا دار ابتلاء, وهذا ما بينه لنا المولى عز وجل في أوائل سورة العنكبوت, فقال تعالى:
{ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون } (1)فهذا استفهام استنكاري, يقرر فيه المولى عز وجل حقيقة الابتلاء, رادا على من ظن أنه يكفي الحكم عليه بالإيمان بمجرد قوله آمنت, وهذه نظرة خاطئة, فمن قال: آمنت, فليكن على يقين أنه سيبتلى, ويمتحن, ويختبر, فقد جعل الله هذا الأمر سنة ماضية في الأولين والآخرين, قال تعالى{ولقد فتنا الذين من قبلهم }( 2) ويؤكد هذا بوضوح في سورة –تبارك- حيث يقول {تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم (3){ فالله عز وجل ما جعل الحياة الدنيا طويلة, ولا جعلها دار سعادة ولا دار متاع وتمتع, وإنما جعلها دار ابتلاء, فالفائز في هذا الابتلاء هو الذي صحت رؤيته لهذه الحياة, واستمد العون من الله, ويتضح هذا الأمر في سيرة الصحابة رضي الله عنهم في غزوة الخندق, لما تكالبت عليهم الأحزاب من كل جهة, ما زادهم ذلك إلا إيمانا وتسليما{هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما(4){فعلمهم بالطريق أعطاهم قوة وثباتا على دوام السير, لأنهم فقهوا قوله تعالى{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب (5){وأعظم نصر من الله لعبده أن يثبته ويختم له بخاتمة الصالحين؛ إذن علينا بالصبر, حتى يكون النصر بإذن الله, فما وجدنا في هذه الحياة الدنيا إلا للابتلاء, فالواجب علينا عندما نرى نعمة صغيرة أن نحمد الله وننكسر له, لأننا في موطن ابتلاء, ومع ذلك يمن علينا بهذه النعم التي لا تحصى ولا تعد, ومثل ذلك كمثل إنسان يمشي في صحراء فيصيبه عطش شديد, فإذا أعطي كأس ماء رأى فيه كل الخير, لأنه لا ينتظر ذلك؛ ثم يقول المولى عز وجل{ أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون (6){ أي حسب الذين همهم فعل السيئات وارتكاب المنكرات, أن أعمالهم ستهمل, وأن الله سيغفل عنهم, ساء ما يحكمون, لأنه حكم جائر, لتضمنه إنكار قدرة الله وحكمته, ولهذا كلما ذكر الله الابتلاء وأهله, ذكر بعد ذلك علمه وحكمته وقهره, كما في قوله تعالى{ وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير (7){ولهذا طمأن الله موسى في ابتلائه, لما خشي على نفسه وأخيه من فرعون, فقال{إنني معكما أسمع وأرى {(8)



فلا يظن المبتلى أن هؤلاء سبقونا بل نحن أعلم منهم, لذلك نجد ضعاف العقيدة والإيمان إذا حلت بهم مصيبة يقولون: أين أنت يا رب ؟! فيسخطون على ربهم ظانين أنه تعالى غائب أو غافل عما يفعل بهم, تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا, ثم يقول{من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت (9){معناه أنه ما ما يصيب المسلم من ابتلاء فهو فترة وجيزة, ليس على الدوام, مهما طال أمرها, ثم{ وهو السميع العليم (10){وهذا ما يزيد المسلم قوة وصلابة في الإيمان والاستسلام, فيصبر على ابتلائه, قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى:« إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة »(11)بل الأعجب من هذا, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على زوجه فيقول: « هل عندكم طعام فتقول: لا فيقول: إني صائم »(12) فهذا الابتلاء ما زاده إلا قربا, فالجوع الذي ابتلاه الله به لما صحت الرؤية انقلب إلى طاعة عادت عليه بالنعيم, وكان في بعض أحيانه يكون صائما, فيدخل فيقول: « هل هناك طعام؟ فيجد فيفطر وهو صائم » فهو يتنعم بما أعطاه الله في السراء والضراء على حد سواء, فهو يتقلب في طاعة الله, فأصبحت الحياة بالنسبة إليه سهلة جدا, وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: « عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له »(13) إذن هذه سنة الله, من صبر على الابتلاء في الدنيا وسار إلى الله عز وجل صابرا ثابتا على ما أمره الله عز وجل فالنعيم مآله في الدنيا والآخرة.









---------------------------------------------------------------------
(1)- سورة –العنكبوت-الآية 1-7.
(2)- سورة-العنكبوت- الآية 3.
(3)- سورة-الملك-الآية 1-2.
(4)- سورة-الأحزاب-الآية 22.
(5)- سورة-البقرة-الآية 214.
(6)- سورة-العنكبوت-الآية 4
(7)- سورة-البروج-الآية 8-9.
(8)- سورة-طه- الآية 46.
(9)- سورة-العنكبوت-الآية 5.
(10)- سورة-العنكبوت- الآية 5.
(11)- أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب-المرضى-باب-فضل من ذهب بصره-10/112.
(12)- رواه أبو داود في "سننه" كتاب-الصوم-باب-الرخصة في ذلك-2/329
(13)- أخرجه مسلم في " صحيحه" كتاب-الزهد والرقائق-باب-المؤمن أمره كله خير-4/2295.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.