جواب الشيخ الموصلي عن كتاب الشيخ علي بن حسن المحدث الهمام و نصيحته لطلاب العلم ؟

[أبو سعيد عزالدين الأثري]

السلام عليكم و رحمة الله
حياكم الله إخواني ، هذا سؤال قد طرحته على الشيخ الموصلي حفظه الله ـ عن طريق موقعه ، لما كثرت الردود و الطعون على كتاب الشيخ حفظه الله و طلبت منه نصيحة للشباب السلفي ـ علما أني سألته في بادية الفتنة فقد كانت جديدة علي و الله المستعان

نص الفتوى

************************

السلام عليكم شيبخنا
شيخنا بارك الله فيك هذه الأيام كثر الكلام عن كتاب ألفه الشيخ علي بن حسن الحلبي ـ حفظه الله ــ و قد كثر الناقدون لهذا الكتاب ، فأرجوا من فضيلتكم أن تجيبني بارك الله فيه :
هل الشيخ الحلبي حفظه الله أخطا في تاصيل بعض القواعد السلفية و هل ما يقال عن الكتاب صح أو لا ؟
و أيضا أرجوا من فضيلتكم أو تنصحوا الشباب السلفي عن كف ألسنتم في الكلام عن العلماء و عدم التدخل في مثل هذه الردود التي هي بين العلماء ، و ان يتوجه طلاب العلم للعلم و التـاصيل و التحصيل و لا يبقى في هذه المتاهات فإنه سيضيع عنه الخير الكثير ؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإنني -أخي أبا سعيد- لم أقرأ الكتاب المشار إليه ولكن الشيخ علي -حفظه الله- أخبرني أن كتابه هذا مبني على كلام للشيخ ربيع -حفظه الله- أصَّلَه أو رد به على المخالفين لمنهج النقد العلمي السلفي، وأحسبك تعلم أن الشيخ ربيع صاحب منهج سلفي واضح، وتأصيلاته تلك ستأخذ ذلك اللون من منهجه الواضح، والشيخ علي -حسب ما فهمت- أراد النصح إلى إخوانه السلفيين -ممن يتخذ الكلام في التجريح والتبديع- ممن ليس من الراسخين ولا من أهل النقد -المبني على المعرفة بأحوال الرجال والمناهج المختلفة، والعلم بحجم المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك، وهم في بداية الطريق يظن أحدهم -مع ذلك- أنه إذا لم يكن له قول في فلان أو فلان ممن قد يشتبه أمره على الخواص -فضلاً عن أمثاله من المبتدئين- فهو ليس على المنهج، فيحصر المنهج بذلك؛ مع أنه قد يكون ما زال في البدايات، لا يعرف بدهيات المنهج؛ فضلاً عن منزلة النقد العلمي المؤصل.
إنَّ ترك الطالب في أول الطريق يرتع في ميدان النقد لمن هذه حالهم؛ يصرفه عن المقصود من طلبه للعلم، ويوقعه في الكلام على من يستحق وممن لا يسحق. ومَن هذه حاله؛ لا يفلح في طلب العلم ولا يكون بريء الذمة من الوقوع فيمن عصم الله تعالى أعراضهم ومنازلهم عن النيل والقدح -لأن المتكلم ليس من أهل تلك المنزلة- وينبغي على أهل العلم أن يُحَذِّروا من يستنصحهم ممن في بداية الطلب عن الانشغال بذلك، بل أن يصرفوا أوقاتتهم في ما ينفعهم من تحصيل العلم النافع، فالعمر يَقْصُر عن تحصيل ما يحتاجه فضلاً عما يصرفه.
فأهل الحديث ما زالوا وفيهم النقاد المتميزون والمعروفون -وقد يكون بعضهم معروفًا بالتسامح أو التشدد أو التوسط- ممن يعرفون بمعرفة أحوال الرجال وحسن الصناعة، وفيهم من ليس أهلاً للنقد ممن لم يعرف منه الاشتغال بذلك، أو من لم يبلغ تلك المنزلة. و (من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه). وأخشى أن يتحمل المسؤولية عن ذلك أهل منهجنا برمتهم؛ إذا لم نُحَذِّر هذه الطبقة من ذلك. وقد علمتُ أن من أهل العلم -ممن يتهم بالتشدد- من أمسك عن الكلام في أناس بل يناصحهم بالسرِّ، وكلامهم معهم في أخذ وردَّ؛ ومع ذلك أطلق بعض المبتدئين ألسنتهم فيهم يستعجلون نيل درجة النقد قبل الأكابر، وليت شعري ماذا لو صبر هؤلاء ووسعهم ما وسع من هم أعلم منهم، وأدرى بالواجب وأعلم بمنهج النقد العلمي!
ثم كم نسمع من النقد ما فيه (ألفاظ) ما قيلت في رجال روى لهم أهل الحديث في مصنفاتهم؛ ممن رمي بالإرجاء والتشيع والقدر الخروج.. وغيرها.
مع أن الناقد يظن أنه يؤدي واجبًا تجاه المنهج.
فلا هو من أهل النقد ولا نقَدَ على منهج السلف، ولا سلِم من لسانه من سلِمَ من ألسنة أهل العلم، فضلاً عمَّا انتشر الآن من نقد بعضنا البعض الآخر، ومن كان في الأمس يمدح ويدافع؛ صار اليوم يحذر ويبدع. فلم يسلم الكبار من أهل العلم، فضلاً عمن دونهم، ولا أظن أنه سيسلم أحد من أهل هذا المنهج من الجرح على هذه الطريقة -لا الكبار ولا الصغار- ولاسيما مع وجود الإنترنت والذي يستطيع كل أحد أن يكتب فيه، تارة يصرح باسمه وباسماء مستعارة تارات، وقد بين شيخنا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- أن الواجب على أهل المنهجِ الواحد: «أن يحرصوا على التآلف بينهم والاتفاق، وأن يعلموا أن الخلاف في مسائل الدين والعلم قد جَرَى في عهد الصحابة -رضي اللّه عنهم- ولكنه لم يؤدِّ إلى الفرقة وإنما القلوب واحدة والمنهج واحد» (1). فهذا ليس منهجهم؛ بل هذا يشبه ما يفعله أهل الفرق الضالة؛ من«التعصب على من يضادهم وإلزامه لمن يخالف قوله بما لا يلزمه والتشنيع عليه، وإذا كنا مأمورين بالعدل في مجادلة الكافرين وأن يجادلوا بالتي هي أحسن؛ فكيف لا يعدل بعضنا على بعض في مثل هذا الخلاف، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَانُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}» (2)
إنَّ الإسلام لا يأمر بمثل ذلك، فلما دُخِلَ هذا الميدان من غير بابه، ولم يجد المتكلِّمُ في أعراض العلماء من يصده، أو وجد من يسكت عنه رضًا بما يصنع -تارة- ومصفّقًا له ومثنيًا عليه -تارة أخرى- لم يرعوِ، بل تمادى في بغيه وعدوانه، ظانًّا أنه يتقرب بذلك إلى اللّه، أو إلى شيخه الفاضل يظن أنه يرضى بذلك عنه بجهله، واستحيى -أو هاب- من عنده نُصحٌ أن ينصح -خشية أن يُصَنّفَ في إحدى طائفتين، أو يُنسبَ إلى هذا أو ذاك -من عِظَمِ ما يرى- وقد يعتذر بأنه ربما تكلم بالكلمة فيتلقَّفُها فلان فيصنفه في فئةٍ، بينما يسمعه المخالف له فيصنفه في أخرى، دون أدنى نظر في دليله أو تفاصيل كلامه، ثم يصبح فتنة، فيقال: ما تقول في فلان فإن مدَحَه صُنِّفَ، وإن امتنع من الحكم عليه قيل: مداهنٌ أو منهجه غير واضح!.
كما قالت الثالثة: (زوجي العَشَنَّقُ إن أنطقْ أُطلَّقْ، وإن أسكتْ أُعلَّقْ)(3) فياله من إرهاب!-.
فإياك إياك أخي الحبيب من أن تغتر بكثرة المفتونين، أو أن تخوض مع الخائضين، بل كما ذكر ابن القيم -رحمه اللّه تعالى- عن بعض السلف: (عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين، وإيَّاك وطريق الباطل، ولا تغتر بكثرة الهالكين، وكلما استوحشت في تفردك؛ فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم) (4).
ثم إياك أن ترد الحق كائنًا من كان قائله.
قال ابن القيم (على أن عادتنا في مسائل الدين كلها دقها وجلها أن نقول بموجبها، ولا نضرب بعضها ببعض، ولا نتعصب لطائفة على طائفة، بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق، ونخالفها فيما معها من خلاف الحق، لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة، ونرجو من اللّه أن نحيا على ذلك ونموت عليه ونلقى اللّه به، ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه) (5).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ.
(1) انظر: (سؤال أبي الحسن للعثيمين عن الحكم بغير ما أنزل اللّه)
(2) انظر «شرح العقيدة الطحاوية» (1/323).
(3) جزء من حديث (أم زرع) المشهور، متفق عليه.
(4) «مدارج السالكين» (1/22).
(5) «طريق الهجرتين» (1/582).
ملاحظة: هذا الجواب مقتطف من مقدمة كتاب
(التبيان لما قرره شيخ الإسلام في مسائل التكفير والإرجاء والإيمان)
لكن في بدايته زيادة لتناسب السؤال بالتحديد.
الخامس من ربيع أول 1430
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.

--

[خالد بن إبراهيم آل كاملة]

بوركت

لكن هل هو فتحي سلطان الموصلي؟؟الذي في البحرين

أم الشيخ أبوعبد الرحمن الموصلي االذي عندنا في الاردن؟؟؟

و كلاهما على خير وسنة

لكن أحببت التأكد فقط

[أبو مالك إبراهيم الفوكي]

كلام يكتب بماء العيون
بارك الله فيك

[أبو سعيد عزالدين الأثري]

و فيك بارك الله أخي خالد خالد
أي نعم هو الشيخ أبو عبد الرحمن الموصلي " الأردن "

[عبد الرحمن الفاهوم]

جزاك الله خيرا أبا الرميصاء على هذا النقل الطيب بارك الله في الشيخ الموصلي وفق الله الجميع

[حامد بن حسين بدر]

كلمات موفَّقة من الشيخ الفاضل المربي، أبي عبد الرحمن الموصلي -حفظه الله-

[أبو أويس السليماني]

ما شاء الله ! ( و:لنشدَّ عضدك بأخيك)(أشدد به أزري)....جزاك الله خيرا أخي أبا الرميصاء على هذا النقل الموفق (ف :الدال على الخير كفاعله)، وبارك الله في عمر وعمل وعلم الشيخ الموصلي (أبو عبد الرحمن) وزاده الله توفيقا.

[أبو سعيد عزالدين الأثري]

الله يجزيكم الجنة إخواني ن و شكرا على مروركم الطيب

[خالد بن إبراهيم آل كاملة]

بالمناسبة

سئل فضيلة الشيخ سعد الحصين قبل أسبوع أو أكثر قليلا عن كتاب الشيخ فقال:

ممتاز

[فاتح ابوزكريا الجزائري]

هدا هو العلم وهدا هو الانصاف وهده هي السلفية التي تعلمنها على مشايخنا حفظ الله الشيخ والناقل