كلمة (انتهى) ؛ هل تكتب: < اهـ . > ، أو: < ا.هـ . > ؟

[خالد الشافعي]

كلمة (انتهى) ؛ هل تكتب: < اهـ . > ، أو: < ا.هـ . > ؟
وقد سألتُ بعض المتخصصين فقالوا لي : الأمر واسع ، وسيّان .
ما رأيكم ؟

وشكراً..

[أبو المنذر وسام بن محمد آل ميهوبي]

متّع الله بك أخانا الشيخ خالد الشافعي وجزاك الله خيرا

جوابا على سؤالكم أنقل فقرة من كتاب "توجيه النظر" للشيخ طاهر الجزائري-رحمه الله-:

قال[875-876]:
(( ومما يعد من علائم الوقف: الألف والهاء؛ فقد جرت عادة كثير من المتأخرين أنهم إذا نقلوا عبارة عن أحد أن يكتبوا في آخرها ألفا ورأس هاء[اهـ]، إشارة إلى لفظ (انتهى)، وكان حقهم أن يكتفوا برأس الهاء فقط [هـ]، لأن قاعدة أرباب العلائم أنهم يكتفون بأقل ما يحصل به المقصود، ولا يسوِّغون الزيادة عليه، فلو كان رأس الهاء قد جعل علامة على شيء آخر، واضطروا إليها ساغ لهم أن يزيدوا الألف للتمييز بينهما، ولم يقع ذلك، ولذا ذهب أناس الآن إلى الرجوع إلى مقتضى القاعدة، فاقتصروا على رأس الهاء، وربما وضع بعضهم قبلها نقطة[قال المحقق:ومنهم المؤلف فقد مشى على ذلك في كتابه هذ]
وأما المتقدمون فقد كانوا يصرحون بما يدل على الانتهاء، فيقولون:( انتهى ما ذكره فلان) ، أو( هذا آخر كلام فلان) أو نحو ذلك، ولا يكتفون بقولهم (انتهى ما ذكره) من غير تصريح بالاسم...)) اهـ

يقول أبو المنذر-عفا الله عنه-:
وعليه؛ إذا تردد الأمر بين زيادة نقطة بين الألف والهاء(ا.هـ) من عدمها (اهـ) فالأصل عدمها، ولست أرى داع لها، ولولا اشتهار ( اهـ ) علامة للوقف لكان ما قرر الشيخ طاهر أولى وذلك بالاقتصار على الهاء (هـ).

على كل حال، المسألة اصطلاحية، ولا إلزام في اصطلاح لا يؤثر في المعاني والحقائق.

والله أعلم.

[أبو المنذر وسام بن محمد آل ميهوبي]

ثمّ أنبّهكم أخي الشيخ خالد لنكتة علمية:

قولنا : شكرا لا يحصل به الشكر، بخلاف قولنا: حمدا لك، فإنّه يحصل به الحمد، لورود النصوص بذلك، فمن أكل أو شرب فقال :"الحمد لله" كان حامدا لله بنص السنة:
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ».[مسلم]

وقد بيّن لنا النّبي-عليه السلام-بعض صيغ الحمد بعد الأكل والشراب، كما في [أبوداود:صحيح]« مَنْ أَكَلَ طَعَامًا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أَطْعَمَنِى هَذَا الطَّعَامَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّى وَلاَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى كَسَانِى هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّى وَلاَ قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».

فالحمد حاصل بلفظ الحمد، وهذا متفق عليه بين العلماء.

أما لوقال:" شكرا لله"، لم يكن شاكرا.

فالشكر اسم لما تقابل به النعمة، فاستعماله لا يحصل مقصوده، كقولك لمن فاز في مسابقة:

جائزة، فهل أعطيته شيئا؟ الجواب: لا، لأن الجائزة اسم للشيء الذي تعطيه.

ويقرر ذلك هذا أمران:

1-أنّ الله تعالى أمرنا بشكره وكذا النبي-صلى الله عليه وسلم-حثنا على شكر الناس، وجعله من تمام شكر الله شكرنا الناس:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ-صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ ».[أبوداود:صحيح]

ومع هذا، لم نجد في شيء من السنة أنّه يقال لمن أحسن إلينا شكرا. بل الذي ورد الدّعاء له:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ».[أبوداود:صحيح]

وبيّن لنا أكرم دعاء يقال له وأجمعه:
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِى الثَّنَاءِ ».[الترمذي:صحيح]

2-أنّ الله تعالى فسّر لنا لشّكر بأنّه العمل، وكذا رسول الله-عليه الصلاة والسلام-:
قال تعالى{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} وشكرا هنا إما حال: فيكون شكرهم لله حال عملهم، أو مفعول لأجله وهو الأظهر: أي اعملوا لتكونوا شاكرين.

أما أحاديث السنة فهي كثيرة، فمما ورد بالعمل محققا للشكر:
(( فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ ))[متفق عليه]
« إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَتَانِى فَبَشَّرَنِى فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْراً » [مسلم]

وهكذا...


هذا ما ظهر لي وربي أعلى وأعلم ونسبة العلم إليه أزكى وأسلم.

[خالد الشافعي]

جزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك ، وبالنسبة للموضوع الثاني فأقول مستعينا بالله وحده :

لكن لا بأس من استعمالها ، ولم يرد النهي في ذلك ، ومن منع فعليه الدليل ، والأمر واسع ، وقد استخدمها العلماء قديما وحديثا ، وفقكم الله لكل خير .
فائدة :


قال الإمام ابن أبي شيبة رحمه الله في مصنفه : حدثنا يحيى بن آدم عن مفضل عن منصور عن مجاهد عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن هشام عن كعب قال قال موسى يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرا لك فيما اصطفيت إلي قال يا موسى قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير قال فكان موسى اراد من العمل ما هو أنهد لجسمه مما أمر به قال فقال له يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن

[خالد الشافعي]

منقول من أبي يوسف السلفى
< اهـ . >
لأنها اختصار كلمة: انتهى.
وكلمة انتهى تأتي في نهاية نقل هكذا: "النص المقتبس" انتهى.

[خالد الشافعي]

منقول من أشرف بن محمد
الرمز اختصار لكلمة واحدة .. ولذلك فإنّ الأشبه: اهـ. [وفائدة النقطة بعد الهاء أمن الاشتباك، يعني: اشتباك حرف الهاء مع الحرف الذي يليه من الكلمة الجديدة إذا كان الكلام متصلا..]
ويمكن الاستغناء عنه بالتنصيص بين قوسين ثم نقطة (...). والله أعلم.

[خالد الشافعي]

منقول من من أشرف بن محمد

صحيح الأَوْلَى الاقتصار على ما يحصل به المقصود وأنت تجد مثلا رمز سنن ابن ماجَهْ القزويني "هـ" - أو "ق" -
وسنن سعيد بن منصور "ص"
وتاريخ دمشق لابن عساكر "كر" .. وهكذا ..
فما حصل به المقصود أولى بلا شك..
ولكن أظن أنّ استخدام حرف الهاء وحده "هـ" ترميزا لـ "انتهى" يحتاج إلى نص من الكاتب؛ لأنه قد يُشكل ..

[خالد الشافعي]

منقول من أحمد هاشم السامرائي

تحياتي لكل المشاركين
الذي يبدو لي أن الصواب ( أهـ ) بلا نقطة ، لأن وجود النقطة بين الألف والهاء يدل على أن كل حرف من كلمة ، أي : هذا رمز لكلمتين ، إلا أن الرمز لكلمة واحدة ، لذلك أرى أن حذف النقطة واجب.