أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
91590 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2012, 09:39 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي شيخ الإسلام ابن تيميَّة ــ رحمه الله ــ و تهمة التَّلوُّث بالفلسفة (؟!)

الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد؛بينما كنت أعد الحلقة الأولى من سلسلتي الجديدة ( فيصل التفرقة بين منهج الشيخ الألباني السلفي و منهج الشيخ ربيع الخلفي) أو بالأحرى في مرحلة المراجعة اخبرني أحد إخواني بتعليقات أحد المشرفين على مسألة الفلسفة،فأقول:
ينشر بعض الفقراء في العلم أو المغرضون شبهات بدعيَّة مفادها أنَّ ابن تيميَّة أوغل في الفلسفة، وتعمَّق فيها حتَّى أصيب بلوثتها (؟!)
فأقول: مَن يعرف عالما سلفيًّا متمكِّنا مِن علوم الفلسفة بحيث يميِّز الحقَّ مِن الباطل فيها انتقدَ نقض ابن تيميَّة لها فليتحفنا باسمه(؟)
فإذا كان الحكم على الشَّيء فرعا على تصوُّره لم يكن لجاهل بالفلسفة بمصطلحاتها و مقالاتها و أنواعها أن يُقِرِّر إن كان ابن تيميَّة قد أخطأ في الرَّدِّ على الفلاسفة، أو في معرفتها ومعرفة ضررها على الدِّين، و بالتَّالي يمكنه أن يتحفنا ببيان النقاط الفلسفيَّة الموجودة عند ابن تيميَّة ،أو أين أخطا ابن تيميَّة في ردوده على الفلاسفة (؟)
نقل السَّخاويُّ في (فتح المغيث) عن ابن دقيق العيد أنَّه قال: ((عَلَى أَنَّ ابْنَ يُونُسَ قَدْ رَدَّ قَوْلَ ابْنِ مَعِينٍ أَنْ لَوْ كَانَ فِي أَبِي جَعْفَرٍ بِقَوْلِهِ: لَعَلَّ ابْنَ مَعِينٍ لَا يَدْرِي مَا الْفَلْسَفَةُ ; فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا .
وَلِذَا كَانَ أَحَدَ الْأَوْجُهِ الْخَمْسَةِ الَّتِي تَدْخُلُ الْآفَةُ مِنْهَا فِي ذَلِكَ، كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ، وَقَالَ: إِنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ فِي الْمُتَأَخِّرِينَ أَكْثَرَ ; لِأَنَّ النَّاسَ انْتَشَرَتْ بَيْنَهُمْ أَنْوَاعٌ مِنَ الْعُلُومِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَالْمُتَأَخِّرَةِ حَتَّى عُلُومِ الْأَوَائِلِ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ عُلُومَ الْأَوَائِلِ قَدِ انْقَسَمَتْ إِلَى حَقٍّ وَبَاطِلٍ، فَمِنَ الْحَقِّ عِلْمُ الْحِسَابِ وَالْهَنْدَسَةِ وَالطِّبِّ، وَمِنَ الْبَاطِلِ مَا يَقُولُونَهُ فِي الطَّبِيعِيَّاتِ وَكَثِيرٍ مِنَ الْإِلَهِيَّاتِ وَأَحْكَامِ النُّجُومِ، وَقَدْ تَحَدَّثَ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ أَقْوَامٌ، فَيَحْتَاجُ الْقَادِحُ بِسَبَبِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ مُمَيِّزًا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ; لِئَلَّا يُكَفِّرَ مَنْ لَيْسَ بِكَافِرٍ أَوْ يَقْبَلُ رِوَايَةَ الْكَافِرِ، وَالْمُتَقَدِّمُونَ قَدِ اسْتَرَاحُوا مِنْ هَذَا ; لِعَدَمِ شُيُوعِ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي زَمَانِهِمْ، وَنَحْوُهُ قَوْلُ غَيْرِهِ: إِنَّهُ مِمَّا يَنْبَغِي اعْتِمَادُهُ فِي الْجَارِحِ وَالْمُعَدِّلِ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِاخْتِلَافِ الْمَذَاهِبِ.))
قلتُ: رحم الله العلماء فإنَّهم كفونا مؤنة الجهَّال الَّذين لا يميِّزون بين حقٍّ وباطل،ولا زمان و آخر.
فكيف لمن يشهد على نفسه أنَّ ابن تيميَّة أعلم منه بالكتاب و السُّنَّة بمسافات فضائيَّة، ولا يعرف حرفا واحدا مِن الفسلفة أن يحكم على ابن تيميَّة أنَّه تلوَّث بالفسلفة ،و أغرق فيها(؟!)
فبطلان هذا القول يظهر بمجرَّد مقابلة بين كلامه في التَّفسير، و الحديث، و الفقه ،و الزُّهد و أصول الفقه، و العقائد السَّلفيَّة، وبين كلامه في الفلسفة ،فإنَّ الكلام فيها لا يبلغ ثلث كلامه في أبواب الدِّين.
قال ابن تيميَّة في (الدرء)(7/313) : (( قال الخطَّابيُّ ـ أيضاً ـ فيما ألحقه بكتاب (شعار الدِّين وبراهين المسلمين) : "الكلام المكروه الَّذي زجر عنه العلماء وعابوه، هو التَّجرُّد في مذهب الكلام، والتَّعمُّق فيه على الوجه الَّذي يذهب المتكلِّمون.)).
فآفة هؤلاء القوم أنَّهم لا يعرفون الفلسفة ، لا يعرفون لغتها ،ومصطلحاتها ،ومذاهبها، و مسالكها، ولا يعرفون كيف يردُّون عليها بأدلَّة الكتاب و السُّنَّة ،فهم لا يشاركون شيخ الإسلام لا علمه بالكتاب و السُّنَّة، و لا علمه بالكلام و الفلسفة و المنطق، فتصدر عنهم هذه الأحكام الباطلة الَّتي تدلُّ على قصورهم البالغ.
ثانيا: لا يفرِّقون بين المنغمس في الفلسفة يكتب في مقالاتها، و ينصرها ،و بين المتعرِّض لها إبطالا لها ،ونصرة للدِّين، و حماية له، و حفاظا على عقيدة المسلمين، أي :لا يفرِّقون بين المتجرِّد لها ،وبين المتعرِّض لها بحسب المناسبة و الحاجة كما أشار إليه الخطَّابيُّ.
فهذه الشُّبهة الَّتي ينقلها المتخفُّون في السَّلفيَّة هي شبهة البوطي الَّذي قال في كتابه (( السَّلفيَّة حقبة زمانية): ((جلس ابن تيميَّة على مائدة الفلسفة و أكل منها حتَّى إذا شبع ختم على أطباقها بعبارة : هذا سمٌّ قاتل))
فانظر أخي الكريم كيف يشهد أعداء ابن تيميَّة أنَّه كان ينهي عن الفلسفة ويذمُّ بها، بينما ينسبه مَن يزعم نفسه كَذِبًا أنَّه سلفيٌّ إلى الفلسفة (؟!)
فهذا القول الباطل هو قول ضُلَّال الأشاعرة، و مَن تلوَّث بشبهاتهم ، لا قول أهل السُّنَّة الَّذين يعرفون أنَّ السُّنَّة لم تبلغ قوَّتها ،و تزحف على أوكار المتكلِّمين و الفلاسفة، و تخلِّص العلوم الإسلاميَّة مِن عقيدة، و تفسير، و أصول فقه إلاَّ بفضل الله الَّذي منَّ على الأمَّة برجل كابن تيميَّة رحمه الله .
وعليه فلا يردِّد هذه الشُّبهة المتبرِّجة (!) إلاَّ الجهَّال بدلالة الكتاب و السُّنَّة، الجهَّال بحقيقة مقالات الفلسفة، ومسالكها المبطنة في العلوم الشرعيَّة الَّتي أدخلها فيها المتكلِّمون ،وغفل عنها الجاهلون بعلم الكلام و الفلسفة.
أمَّا الفلاسفة فإنَّهم يشهدون شهادة أخرى، هي شهادةٌ عن علم بالفلسفة، فيقول كبيرهم إبراهيم مدكور عن ابن تيميَّة في كتابه (في الفلسفة الإسلاميَّة)(ص:32/36): ((سلفيٌّ غال في سلفيَّته بحيث لا يدع للعقل مجالا فسيحا.....
يلتقي مع ابن حزم في عدَّة أمور منها: تبَّحر في العلوم الإسلاميَّة مثله فكان محدِّثا، ومفسِّرا وفقيها، و متكلِّما، ونال حظًّا مِن الدراسات السَّلفيَّة......
يعوِّل ابن تيميَّة التَّعويل كلَّه على النَّقل ،ولا يدع للعقل مجالا كبيرا رغم ما منح مِن عقل جبَّار، و يذهب إلى أنَّ القرآن يشتمل على علوم الدِّين كلِّها...))
ويقول سامي النشَّار الأشعريُّ المتفلسف في (مناهج البحث)(188): ((ابن تيميَّة مفكر السَّلف المتأخِّر)).
قال الدكتور محمود يعقوبي في الفصل الثالث:(نقد المنطق بعد ابن تيمية) {ص:230}:
(( وقد تبيَّن لنا من خلال تتبُّع هذا النَّقد أنَّ صاحبه على بيِّنة تامَّة مِن آراء خصومه، و أنَّ له معرفة عميقة بالإسلام عقيدته و شريعته، و أنَّ له نظرا ثاقبا و غيرة متبَّصرة على الإسلام ولدا فيه روح نقدية قد عدَّها بعض المفكرين الإسلاميين المحدثين ضربا من النعرة[الأستاذ إبراهيم مدكور في"أورقانون أرسطو" الَّتي تكون قد صغَّرت في عين صاحبها منطق اليونان و فلسفتهم، إلاَّ أنَّنا نعتقد أنَّ شيخ الإسلام ما كان لينقد المنطق اليوناني لولا حرصه على حماية الدِّين الإسلاميِّ ممَّا شأنه أن يفسد أصوله، ويهوِّن عليه التحوُّل عنها عن طريق ممازجة الصَّحيح للفاسد، ومداخلة الفطري للاصطناعي، ومصاحبة المنطق للميتافيزياء اليونانية عامَّة و المشائية خاصَّة.
لقد انبرى لنقد المنطق المشائي لأنَّه سبق له أن نقد الفلسفة اليونانية الَّتي كان خصوم الإسلام يستعملون بعض آرائها للطَّعن فيه، والَّتي وجد هو أصولها دعائم استند إليها المنطق الأرسطي و خليفته المنطق المشائي حتَّى في ثوبه الإسلاميِّ الأول.
إنَّ نقد الإمام ابن تيمية للمنطق المشائي جزء مِن نقده الشامل للفلسفة اليونانية، و إذا كان بعض النَّاس يعدُّون الحماسة في النَّقد عيبا، فإنَّ هذا العيب إن جازت نسبته لسلوك الناقد، فإنَّه لا يمكن نسبته إلى طبيعة النَّقد و قيمته، فالقول الحقُّ لا تعيبه اللهجة الَّتي يقال بها، ومع ذلك فإنَّنا لا نرى أنَّ غيرة ابن تيمية على دينه هي وحدها الَّتي جعلت منه ناقدا للمنطق المشائي، إذ الغيرة على الدِّين هي الَّتي حرَّكت جميع مَن أفتوا مِن أئمَّة الإسلام بتحريم الاشتغال بالمنطق المشائي تعليما و تعلُّما، لكنَّنا نرى أنَّ الروح النَّقديَّة المتأججة و المعرفة الدقيقة بمسائل المنطق المشائي و أصوله، و بالعلوم العقليَّة عامَّة، و الدراية الشاملة بالعلوم النَّقليَّة، هي الَّتي عندما اجتمعت فيه جعلت منه ناقدا للمنطق المشائي.
قلتُ: هذه شهادة مَن يعرف الخبايا، وعنده بعض الموضوعية، لا شهادة ضُلَّال الأشعرية كالأخميمي، و البوطي، و سعيد فودة، ومَن تلوَّن بألوانهم ،و اصطبغ بشبهاتهم ،وأعماه الجهل .
ثمَّ أتعجب ممَّن ينسب نفسه لشيخ مدح المتكلِّمين المتفلسفين كالآمدي و الرازي في تحقيقه لكتاب ابن حجر (النكت) فقال: هو محمد بن عمر بن الحسين التيمي البكري الشافعي المعروف بالفخر الرازي مفسر متكلم فقيه أصولي حكيم أديب (؟!)
وقال عن الآمدي: هو علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الحنبلي ثم الشافعي فقيه أصولي متكلم منطقي حكيم.
وقال ـ أيضا ـ : قوله (ص) في الخطبة: (الواقي) :
بالقاف وهو مشتق من قوله تعالى: {فَوَقَاهُ اللَّهُ} 1 عملا/ (ي3) بأحد المذهبين في الأسماء الحسنى. والأصح عند لمحققين أنها توقيفية.
وأما قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} 2 فلا توقيف فيه على ذلك، لكن اختار الغزالي أن التوقيف مختص بالأسماء دون الصفات. وهو اختيار الإمام فخر الدين أيضا.
مع جهله المطبق بعلم الكلام و الفلسفة كمن يلقي بهذه الشُّبهة الَّتي تشبه عقله و تجانسه.
أمَّا ما نسب زورا و خطئا للذَّهبيِّ فقد نسفه الأخ الفاضل فتحي العيساوي بمعاول المعقول و المنقول في كتابه ( التعليقات المنهجية على النصيحة الذهبية) وقد قدَّمتُ له مقدِّمة تليق بقوَّة كتابه، كافية في كشف مرض نفوس الحاقدين على ابن تيميَّة ،و حماقة كذبهم على الأئمَّة،وهو كتاب منشور على نطاق واسع على الشبكة لمن أراد أن يستبين الأمر.
ثمَّ أقول لبعض الناقصين المقصِّرين ما جاء في(البدر الطالع) حيث قال إبراهيم بن محمَّد البرهان الطرابلسي للتقي الحصني : (( إِن شيوخك الَّذين سميتهم عبيد ابْن تَيْمِية أَو عبيد من أَخذ عَنهُ فَمَا بالك تحط أَنْت عَلَيْهِ فَمَا وسع التقي إِلَّا أَن أَخذ نَعله وَانْصَرف وَلم يَجْسُر يرد عَلَيْه))
ثمَّ أقول ما قاله الشَّوكاني في(البدر الطالع)(1/115) في ترجمة احمد بن محمَّد نجم الدّين بن الرَّفعة : ((وَندب صَاحب التَّرْجَمَة لمناظرة ابْن تَيْمِية لَا يَفْعَله إلا من لَا يفهم وَلَا يدري بمقادير الْعلمَاء فَابْن تَيْمِية هُوَ ذَلِك الإمام المتبحر فِي جَمِيع المعارف على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا وَأَيْنَ يَقع صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ وماذا عساه يفعل فِي مناظرته اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون المناظرة بَينهمَا في فقه الشَّافِعِيَّة فَصَاحب التَّرْجَمَة أهل للمناظرة وَأما فِيمَا عدا ذَلِك فَلَا يُقَابل ابْن تَيْمِية بِمثلِهِ إِلَّا من لَا يفهم)).
وفي الأخير أقول : هذا موقف ابن تيميَّة من الفلسفة و الكلام منطلقه شرعي خالص قال في
(الاستقامة)(1/66): ((َكَذَلِكَ مَال كثير من طلاب الْعلم إِلَى مَا يَظُنُّونَهُ علما غير الْفِقْه إِمَّا الْكَلَام وَإِمَّا الفلسفة فَإِن النَّفس تطلب مَا هُوَ علم وتنفر مِمَّا هُوَ شكّ وَظن وَهَذَا مَحْمُود مِنْهَا
وَكَانَ من سَبَب هَذَا أَنهم تفقهوا لغير الدّين وَذَلِكَ مِمَّا ذموا عَلَيْهِ.
كَمَا جَاءَ ذَلِك فِي حَدِيث رَوَاهُ [أَبُو هُرَيْرَة وَعلي رَضِي الله عَنْهُمَا] يَقُول فِيهِ [النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِذا اتخذ المَال دولا وَالْأَمَانَة مغنما وَالزَّكَاة مغرما وتفقه لغير الدّين وأطاع الرجل امْرَأَته وعق امهِ وَأدنى صديقته وأقصى أَبَاهُ وَرفعت الْأَصْوَات فِي الْمَسَاجِد وَأكْرم الرجل مَخَافَة شَره وساد الْقَبِيلَة فاسقها وَكَانَ زعيم الْقَوْم أرذلهم فلينتظروا عِنْد ذَلِك ريحًا حَمْرَاء وفتنا تتَابع كنظام بَال قطع سلكه فتتابع ))
ثم هنا يجب أن ننبه على بدعة ينشرها الشَّيخ ربيع وهي التحذير مِن المصيب في قوله، من باب التحذير بإطلاق فيحذرون من باطل الرَّجل ومن حقَّه، كأنما يحذرون من قول الشيطان كما في القرآن : { إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْل إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم } لأنَّه الشيطان.
فكذلك رد الحقَّ الَّذي عند المعتزلة أو الحقِّ الَّذي عند الأشاعرة أو الَّذي عند الفلاسفة هو بدعة كلامية سبق إليها الأشاعرة، يقول ابن تيميَّة في ( الرد على المنطقيين)(1/260) : ((وكذلك ما يعلم بالمشاهدة والحساب الصحيح من أحوال الفلك علم صحيح لا يدفع والأفلاك مستديرة ليست مضلعة ومن قال أنها مضلعة أو جوز ذلك من أهل الكلام فهو وأمثاله ممن يرد على الفلاسفة وغيرهم ما قالوه من علم صحيح معقول مع كونه موافقا للمشروع وهذا من بدع أهل الكلام الذي ذمه السلف وعابوه فإنهم ناظروا الفلاسفة في العلم الإلهي في مسألة حدوث العالم وإثبات الصانع ومسائل المعاد والنبوات وغير ذلك بطرق فاسدة حائدة من مسلك الشرع والعقل)).
أرى تعليقات احد المشرفين دعاوى عريضة لن يقدر على إثباتها ولو قدر على شرب البحار لأنها بكل بساطة لا أصل لها إلا في ذهنه أو في ذهن بعض ضعفة الشيوخ غير المحققين للمسائل العلمية .
  #2  
قديم 06-07-2012, 10:16 PM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

بورك فيك أيها الشيخ الفاضل أحسنت وأفدت وأجدت ونرجو أن لا تنقطع عنا مشاركاتكم .‏
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
  #3  
قديم 06-07-2012, 11:18 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

الحمد الله العظيم الحليم ،والتواب الحكيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين :
أما بعد؛
شيخنا مختار طيباوي بارك الله فيك ونفع بعلمك/
هذا نقاش علميّ متمخّضٌ مما قرأناه ـ من كتب السلف ـ وما علمناه في معتقدهم وطريقتهم في العلم ،وقد عُلم يقيناـ أن القاعدة الأساس في العلم ،وما يجب على المسلمين في هذه العصور للنهضة ،والعودة إلى منهج السلف الصالح ـ والردّ على أهل البدع ـ هو التزوّد بالعلم الشرعيّ المستمد من الوحيين بفهم سلف الأمّة ـ وقد سلّمنا لمقدمتك ـ وما نقلته عن الإئمة الخطّابي(نقل شيخ الإسلام عنه)،والسخاوي وابن دقيق العيد(الأشعريّ)!رحمهم الله تعالى ،و نزيد كلاما يوضح أكثر هو قول الإمام أحمد فيما معناه،كان أهل الحديث في وحشة مع أهل الكلام حتّى جاء الشافعي( فمزج) بينهما..
فـإن علمنا طريقة المزج الصحية =أصول الفقه و[المباحث التي تتعلّق به=(علم الكلام)] لسهل الأمر وهان لكن لا يخفاك فضيلة الشيخ أن حتّى أصول الفقه اليوم تحتاج إلى تنقيح وتحقيق ـ وتجريد ـ لم ؟
الجواب :لأن بعض المؤلفين ـ أدخلوا مباحث لا علاقة لها بأصول الفقه (... و ....) ضمن ما يسمّونه البراهين الكلامية المبتدعة =(تخالف الكتاب والسّنة)...
إذا خلاصة الكلام :
أن ما أقره علماؤنا ـ ليس في الحقيقة علم كلام ـ بل هو موافق للكتاب والسنّة وما أنكره العلماء ـ وحذّروا من الاقتراب منه ـ هو المنهيّ عنه المخالف للكتاب والسنة ،فميزان الكلام هو الكتاب والسنة ...
والحقيقة أن ما أُنكر على ابن تيمية وتلميذه ابن القيّم ـ هو استعمالهما لألفاظ لم تكن في سلفنا (ربّما اضطرّوا لها اضطرارا) لأن الناس تستعملها في زمانهم ..
كبعض عبارت المتصوفة ،وجنس العمل ، وغيرهـا ....
ولهذا قال الشافعي:(رأيي في أهل الكلام أن يطاف بهم في الأزقة ويضربوا بجريد النخل،ويقال هذا جزاء من خالف الكتاب والسنّة) ولابن تيمية رحمه الله كلام نفيس عند إيراده كلام الشافعي هذا ـ سأجتهد في وضعه هنا ـ إن شاء الله تعالى ،لأنني أكتب تعليقي هذا مرتجلا ..والله تعالى أعلم .
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #4  
قديم 06-07-2012, 11:31 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

وما دام هناك مجال للاستفادة من الشيخ مختار فنورد عليه كلام شيخ الإسلام ليبيّن لنا المقصود منه"
قال رحمه الله تعالى/[
الفتاوى (9/230)] :[ وما زال نظار المسلمين يصنفون فى الرد عليهم فى المنطق ، ويبينون خطأهم فيما ذكروه فى الحد والقياس جميعا ، كما يبينون خطأهم فى الالهيات وغيرها ، ولم يكن أحد من نظار المسلمين يلتفت الى طريقهم ، بل الاشعرية والمعتزلة والكرامية والشيعة وسائر الطوائف من اهل النظر كانوا يعيبونها ، ويبينون فسادها ، وأول من خلط منطقهم باصول المسلمين ابو حامد الغزالى ، وتكلم فيه علماء المسلمين بما يطول ذكره . انتهى
]
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
  #5  
قديم 06-08-2012, 12:33 AM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

حنانيك استاذ مختار رفقا فالمسألة هذه المرة ليست مع الغلاة !
قولك :

فأقول: مَن يعرف عالما سلفيًّا متمكِّنا مِن علوم الفلسفة بحيث يميِّز الحقَّ مِن الباطل فيها انتقدَ نقض ابن تيميَّة لها فليتحفنا باسمه ؟
الحمد لله ليس عندنا عالم سلفي متمكن بالفلسفة لأنها لا خير فيها كما هو معلوم ومستقرٌ عندنا !
وقولك :
فإذا كان الحكم على الشَّيء فرعا على تصوُّره لم يكن لجاهل بالفلسفة بمصطلحاتها و مقالاتها و أنواعها أن يُقِرِّر إن كان ابن تيميَّة قد أخطأ في الرَّدِّ على الفلاسفة، أو في معرفتها ومعرفة ضررها على الدِّين، و بالتَّالي يمكنه أن يتحفنا ببيان النقاط الفلسفيَّة الموجودة عند ابن تيميَّة ،أو أين أخطا ابن تيميَّة في ردوده على الفلاسفة ؟
هل أصبح الجهل بالفلسفة ومصطلحاتها عيباً ؟؟؟!!!
وهل يشترط فيمن ينتقد ابن تيمية أن يكون عارفاً بالمصطلحات ......!!!!
وهاك عالماً سلفيا حسبك به انتقد ابن تيمبة :
قال الشيخ الألباني تحت عنوان ( أول مخلوق ) :
" إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون " ( 1) .
و لقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها و جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول و لا تقبله أكثر القلوب حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها مع أنه يقول و يصرح بأن ما من مخلوق إلا و هو مسبوق بالعدم و لكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له .
كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية فذلك القول منه غير مقبول بل هو مرفوض بهذا الحديث و كم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير و التنفير منه و لكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال : " ما منا من أحد إلا رد و رد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم " (2 ).


______________

( 1) رواه ابن أبي عاصم في " السنة "(108) والأوائل (رقم 3 ) وأبو يعلى ( 126 / 1 ) و البيهقي في "السنن الكبرى" (9/3) و" الأسماء و الصفات " ( ص 271 ) من طريق أحمد : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا رباح ابن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " .
وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا نحوه وفيه خرجته من أجلها فيما يأتي من المجلد السابع برقم ( 3136) .
(2 ) السلسلة الصحيحة (133_ ج1_ ص 257) القسم الأول .
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
  #6  
قديم 06-08-2012, 06:33 AM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
حنانيك استاذ مختار رفقا فالمسألة هذه المرة ليست مع الغلاة !
قولك :

فأقول: مَن يعرف عالما سلفيًّا متمكِّنا مِن علوم الفلسفة بحيث يميِّز الحقَّ مِن الباطل فيها انتقدَ نقض ابن تيميَّة لها فليتحفنا باسمه ؟
الحمد لله ليس عندنا عالم سلفي متمكن بالفلسفة لأنها لا خير فيها كما هو معلوم ومستقرٌ عندنا !
وقولك :
فإذا كان الحكم على الشَّيء فرعا على تصوُّره لم يكن لجاهل بالفلسفة بمصطلحاتها و مقالاتها و أنواعها أن يُقِرِّر إن كان ابن تيميَّة قد أخطأ في الرَّدِّ على الفلاسفة، أو في معرفتها ومعرفة ضررها على الدِّين، و بالتَّالي يمكنه أن يتحفنا ببيان النقاط الفلسفيَّة الموجودة عند ابن تيميَّة ،أو أين أخطا ابن تيميَّة في ردوده على الفلاسفة ؟
هل أصبح الجهل بالفلسفة ومصطلحاتها عيباً ؟؟؟!!!
وهل يشترط فيمن ينتقد ابن تيمية أن يكون عارفاً بالمصطلحات ......!!!!
وهاك عالماً سلفيا حسبك به انتقد ابن تيمبة :
قال الشيخ الألباني تحت عنوان ( أول مخلوق ) :
" إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم و أمره أن يكتب كل شيء يكون " ( 1) .
و لقد أطال ابن تيمية رحمه الله الكلام في رده على الفلاسفة محاولا إثبات حوادث لا أول لها و جاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول و لا تقبله أكثر القلوب حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها مع أنه يقول و يصرح بأن ما من مخلوق إلا و هو مسبوق بالعدم و لكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له .
كما يقول هو و غيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية فذلك القول منه غير مقبول بل هو مرفوض بهذا الحديث و كم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة و علم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير و التنفير منه و لكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال : " ما منا من أحد إلا رد و رد عليه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم " (2 ).


______________

( 1) رواه ابن أبي عاصم في " السنة "(108) والأوائل (رقم 3 ) وأبو يعلى ( 126 / 1 ) و البيهقي في "السنن الكبرى" (9/3) و" الأسماء و الصفات " ( ص 271 ) من طريق أحمد : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا رباح ابن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا .
قلت : وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال " التهذيب " .
وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا نحوه وفيه خرجته من أجلها فيما يأتي من المجلد السابع برقم ( 3136) .
(2 ) السلسلة الصحيحة (133_ ج1_ ص 257) القسم الأول .
أبو العبدين ‏:
أولا : هل الشيخ الألباني متمكن في الفلسفة ؟ وبناء عليه هل تراك أوفيت بشرط الشيخ
ثانيا : أين أنت من قول حذيفة رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني !!! وأين أنت من قول عمر رضي الله عنه : تنقض عري الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية !!!‏؟؟
ثالثا : ويكأنك تعرض بشيخ الإسلام !!!
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
  #7  
قديم 06-08-2012, 06:36 AM
لؤي عبد العزيز كرم الله لؤي عبد العزيز كرم الله غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: السودان
المشاركات: 2,417
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحارث باسم خلف مشاهدة المشاركة
لعل الأخ الفاضل (مختار) يوضح لنا - حتى لا يُساء فهمه -:
1) هل هذا المشرف - المردود علي - هو في هذه المنتديات أم في منتديات أخرى؟
2) وإذا كان المشرف في هذه المنتديات، لعله يصرح باسمه، وكذلك ينقل لنا كلامه المردود عليه بنصه.
وحتى نحظى بالجواب ....
أترككم في رعاية الله وحفظه...
الأخ باسم بغض النظر عن هذه الأمور الشكلية فموضع الإنتقاد واضح فهل عندك عليه جواب ‏؟
__________________
‏(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
  #8  
قديم 06-08-2012, 11:36 AM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي عبد العزيز كرم الله مشاهدة المشاركة
أبو العبدين ‏:
أولا : هل الشيخ الألباني متمكن في الفلسفة ؟ وبناء عليه هل تراك أوفيت بشرط الشيخ
لست ملزماً بشرطه وكون العلامة المحدث الألباني ليس متمكناً على حد زعمكم فهذه منقبة له فهو راسخ في سنة محمد صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : أين أنت من قول حذيفة رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني !!! وأين أنت من قول عمر رضي الله عنه : تنقض عري الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية !!!‏؟؟
قياس مع الفارق ! وحذيفة كان يسئل عن الفتن كي يجتنبها لا متمكناً بالفلسفة!!!
ثالثا : ويكأنك تعرض بشيخ الإسلام !!!
لا تزايد على ذالك وهل شيخ الإسلام معصوم ؟!
بارك الله فيك .
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
  #9  
قديم 06-08-2012, 12:26 PM
نجيب بن منصور المهاجر نجيب بن منصور المهاجر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,045
افتراضي


ولتستبين سبيل المجرمين
ابن القيم رحمه الله تعالى

قال الله تعالى :(وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) (الأنعام:55).
وقال: (ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى) (النساء:115).

والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة وسبيل المجرمين مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفق بها هؤلاء، والاسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلى سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبينهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والضلال .

فالعاملون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة فهؤلاء أعلم الخلق، وأنفعهم للناس، وأنصحهم لهم، وهم الأدلاء الهداة.

وبذلك برز الصحابة على جميع من أتى بعدهم إلى يوم القيامة، فإنهم نشؤوا في سبيل الضلال والكفر والشرك، والسبل الموصلة للهلاك ،وعرفوها مفصلة، ثم جاءهم الرسول، وأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى وصراط الله المستقيم، فخرجوا من الظلمة الشديدة إلى النور التام، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم، ومن الغي إلى الرشاد، ومن الظلم إلى العدل، ومن الحيرة والعمى إلى الهدى والبصائر، فعرفوا مقدار مانالوه وظفروا به ومقدار ماكانوا فيه، فإن الضّدّ يظهر حسنه الضد، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها، فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه، ونفرة وبغضا لما انتقلوا عنه، وكانوا أحب الناس في التوحيد والإيمان والإسلام، وأبغض الناس في ضدّه، عالمين بالسبيل على التفصيل.

وأما من جاء بعد الصحابة، فمنهم من نشأ في الإسلام غيرعالم تفصيل ضدّ ، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإن اللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما، كما قال عمر بن الخطاب : "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية". وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها، وهو كلما خالف ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه من الجاهلية، فإنها منسوبة إلى الجهل، وكلما خالف الرسول فهو من الجهل، فمن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستبن له، أو شك أن يظن في بعض سبيله أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الإعتقاد والعلم والعمل، هي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل، أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين، ودعا إليها، وكفر من خالفها واستحل منهم ما حرمه الله ورسوله، كما وقع الأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم، ممن ابتدع بدعة ودعا إليها وكفر من خالفها.

والناس في هذا الموضع أربع فرق :

الأولى: من استبان له سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على التفصيل علما وعملا، وهؤلاء أعلم الخلق.

الفرقة الثانية: من عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام، وهؤلاء بسبيل المجرمين أخص ولها أسلك.

الفرقة الثالثة: من صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدها، فهو يعرف ضدها من حيث الجملة والمخالفة، وأن كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل، وإن لم يتصوره على التفصيل، بل إذا سمع شيئا مما خالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه، ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه. وهو بمنزلة من سلمت نفسه من إرادة الشهوات فلم تخطر بقلبه ولم تدعه إليها نفسه، بخلاف الفرقة الأولى، فإنهم يعرفونها وتميل إليها نفوسهم ويجاهدونها على تركها لله .

وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة : أيهما أفضل : رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله ؟
فكتب عمر : إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من {اللذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم} (الحجرات:3).

وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه، فأبغضها لله، وحذرها، وحذر منها، ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدش وجه إيمانه ولاتورثه شبهة و لا شكاّ، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها ونفرة عنها، أفضل ممن لاتخطر بباله ولاتمر بقلبه، فإنه كلما مرت بقلبه وتصورت له إزداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورا به، فيقوي إيمانه به، كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرت به فرغب عنها إلى ضدها، إزداد محبة لضدها ورغبة فيه وطلبا له وحرصا عليه، فمن ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها، إلا ليسوقه بها إلى محبة ماهو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم، وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه، فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى، فكلما نازعته نفسه إلى ترك الشهوات واشتدت إرادته لها وشوقه إليها، صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم، فكان طلبه له أشد، وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك، فإنها وإن كانت طالبة للأعلى، لاكن بين الطلبين فرق عظيم ! ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب ؟ فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيرها، فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات، إما حجابا له عنه، أو حجابا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.

الفرقة الرابعة : فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة ، وسبيل المؤمنين مجملة.
وهذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات اهل البدع، فعرفها على التفصيل، ولم يعرف ماجاء به الرسول كذلك، بل عرفه معرفة مجملة، وإن تفصلت له في بعض الأشياء، ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. وكذلك من كان عارفا بالطرق الشر والظلم والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار، يكون علمه بها مجملا، غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره في تصرفها وسلوكها.

والمقصود أن الله سبحانه يحب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار مالايعلمه إلا الله، من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته، وكمال أسمائه وصفاته، وتعلقها بمتعلقاتها، وإقتضائها لاثارها ومو جباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلاهيته، وحبه وبغضه، وثوابه وعقابه.

والله أعلم.


الفوائد
__________________
قُلْ للّذِينَ تَفَرَّقُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُم فِي العَالَمِين البَيِّنَة
إنَّ الّذِينَ سَعَوْا لِغَمْزِ قَنَاتِكُمْ وَجَدُوا قَنَاتَكُمْ لِكَسْرٍ لَيِّنَة
عُودُوا إِلَى عَهْدِ الأُخُوَّةِ وَارْجِعُوا لاَ تَحْسَبُوا عُقْبَى التَّفَرُّقِ هَيِّنَة

«محمّد العيد»
  #10  
قديم 06-08-2012, 02:59 PM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر مشاهدة المشاركة

ولتستبين سبيل المجرمين
ابن القيم رحمه الله تعالى

قال الله تعالى :(وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) (الأنعام:55).
وقال: (ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى) (النساء:115).

والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة وسبيل المجرمين مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفق بها هؤلاء، والاسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلى سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبينهما غاية البيان حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والضلال .

فالعاملون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكة فهؤلاء أعلم الخلق، وأنفعهم للناس، وأنصحهم لهم، وهم الأدلاء الهداة.

وبذلك برز الصحابة على جميع من أتى بعدهم إلى يوم القيامة، فإنهم نشؤوا في سبيل الضلال والكفر والشرك، والسبل الموصلة للهلاك ،وعرفوها مفصلة، ثم جاءهم الرسول، وأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى وصراط الله المستقيم، فخرجوا من الظلمة الشديدة إلى النور التام، ومن الشرك إلى التوحيد، ومن الجهل إلى العلم، ومن الغي إلى الرشاد، ومن الظلم إلى العدل، ومن الحيرة والعمى إلى الهدى والبصائر، فعرفوا مقدار مانالوه وظفروا به ومقدار ماكانوا فيه، فإن الضّدّ يظهر حسنه الضد، وإنما تتبين الأشياء بأضدادها، فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه، ونفرة وبغضا لما انتقلوا عنه، وكانوا أحب الناس في التوحيد والإيمان والإسلام، وأبغض الناس في ضدّه، عالمين بالسبيل على التفصيل.

وأما من جاء بعد الصحابة، فمنهم من نشأ في الإسلام غيرعالم تفصيل ضدّ ، فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين، فإن اللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما، كما قال عمر بن الخطاب : "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية". وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه فإنه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها، وهو كلما خالف ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه من الجاهلية، فإنها منسوبة إلى الجهل، وكلما خالف الرسول فهو من الجهل، فمن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستبن له، أو شك أن يظن في بعض سبيله أنها من سبيل المؤمنين، كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الإعتقاد والعلم والعمل، هي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل، أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين، ودعا إليها، وكفر من خالفها واستحل منهم ما حرمه الله ورسوله، كما وقع الأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم، ممن ابتدع بدعة ودعا إليها وكفر من خالفها.

والناس في هذا الموضع أربع فرق :

الأولى: من استبان له سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على التفصيل علما وعملا، وهؤلاء أعلم الخلق.

الفرقة الثانية: من عميت عنه السبيلان من أشباه الأنعام، وهؤلاء بسبيل المجرمين أخص ولها أسلك.

الفرقة الثالثة: من صرف عنايته إلى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدها، فهو يعرف ضدها من حيث الجملة والمخالفة، وأن كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل، وإن لم يتصوره على التفصيل، بل إذا سمع شيئا مما خالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه، ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه. وهو بمنزلة من سلمت نفسه من إرادة الشهوات فلم تخطر بقلبه ولم تدعه إليها نفسه، بخلاف الفرقة الأولى، فإنهم يعرفونها وتميل إليها نفوسهم ويجاهدونها على تركها لله .

وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة : أيهما أفضل : رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله، أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله ؟
فكتب عمر : إن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من {اللذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم} (الحجرات:3).

وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه، فأبغضها لله، وحذرها، وحذر منها، ودفعها عن نفسه، ولم يدعها تخدش وجه إيمانه ولاتورثه شبهة و لا شكاّ، بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له، وكراهة لها ونفرة عنها، أفضل ممن لاتخطر بباله ولاتمر بقلبه، فإنه كلما مرت بقلبه وتصورت له إزداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورا به، فيقوي إيمانه به، كما أن صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرت به فرغب عنها إلى ضدها، إزداد محبة لضدها ورغبة فيه وطلبا له وحرصا عليه، فمن ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه إليها، إلا ليسوقه بها إلى محبة ماهو أفضل منها وخير له وأنفع وأدوم، وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه، فتورثه تلك المجاهدة الوصول إلى المحبوب الأعلى، فكلما نازعته نفسه إلى ترك الشهوات واشتدت إرادته لها وشوقه إليها، صرف ذلك الشوق والإرادة والمحبة إلى النوع العالي الدائم، فكان طلبه له أشد، وحرصه عليه أتم، بخلاف النفس الباردة الخالية من ذلك، فإنها وإن كانت طالبة للأعلى، لاكن بين الطلبين فرق عظيم ! ألا ترى أن من مشى إلى محبوبه على الجمر والشوك أعظم ممن مشى إليه راكبا على النجائب ؟ فليس من آثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن آثره مع عدم منازعتها إلى غيرها، فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات، إما حجابا له عنه، أو حجابا له يوصله إلى رضاه وقربه وكرامته.

الفرقة الرابعة : فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة ، وسبيل المؤمنين مجملة.
وهذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الأمم ومقالات اهل البدع، فعرفها على التفصيل، ولم يعرف ماجاء به الرسول كذلك، بل عرفه معرفة مجملة، وإن تفصلت له في بعض الأشياء، ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. وكذلك من كان عارفا بالطرق الشر والظلم والفساد على التفصيل سالكا لها، إذا تاب ورجع عنها إلى سبيل الأبرار، يكون علمه بها مجملا، غير عارف بها على التفصيل معرفة من أفنى عمره في تصرفها وسلوكها.

والمقصود أن الله سبحانه يحب أن تعرف سبيل أعدائه لتجتنب وتبغض، كما يحب أن تعرف سبيل أوليائه لتحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار مالايعلمه إلا الله، من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته، وكمال أسمائه وصفاته، وتعلقها بمتعلقاتها، وإقتضائها لاثارها ومو جباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلاهيته، وحبه وبغضه، وثوابه وعقابه.

والله أعلم.


الفوائد
بارك الله فيك .
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=28817
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:48 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.