سؤال مهم للمناقشة/ أرجو منكم التفاعل حول موضوع الإنكار العلني على الحاكم

[محمد أبو إلياس الأثري]

يستدل كثير من القطبيين الذين يرون جواز الإنكار العلني على الولاة بأدلة منها:
- ما رواه مسلم في الصحييح(487) أن عمارة بن رؤيبة -رضي الله عنه- رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه ، فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد عل أن يقول بيده هكذا وأشار بأصبعه المسبحة".
- ما رواه الإمام البخاري في صحيحه( 956) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان يوم عيد أضحى أو فطر فإنه يخرج إلى المصلى وأول شيء يبدأ به الصلاة ثم يقوم ثم ينصرف من صلاته، فيقوم مقابل الناس فيعظهم، ويوصيهم، ويأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه، أو يأمر بشيء أمر به، ثم ينصرف، فلما كان عهد أو في عهد مروان إذا منبر قد بناه كثير بن الصلت في المصلى، وإذا مروان يريد أن يرتقيه ، فجبذته بثوبه، فصعد المنبر، فقلت:: قد غيرتم والله، فقال مروان:"قد ذهب ما تعلم" فقلت:"والله ما أعلم خيرمما لا أعلم"..
السؤال: كيف نرد على من يستدل بهذين الحديثين على جواز الإنكار العلني على الحكام الظلمة؟؟
ويستدلون أيضا بالحديث الأول على جواز الدعاء -علانية-على الحكام، فكيف الرد عليهم بارك الله فيكم؟؟.
فالمرجو منكم التفاعل مع الموضوع لأهميته.

[أبـو الوليد الزمخشري]

ذكر الحافظ ابن حجر في ((تهذيب التهذيب))([16]) في ترجمة الحسن بن صالح بن حي، أن منهم من قال فيه: كان يرى السيف، فقال الحافظ: ((وقولهم:كان يرى السيف، يعني كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور، وهذا مذهب للسلف قديم، لكن استقر الأمر على ترك ذلك؛ لما رأَوْه قد أفضى إلى أشد منه، ففي وقعة الحَرَّة، ووقعة ابن الأشعث، وغيرهما؛ عِظةٌ لمن تدبّر )).اهـ.

[عبد الله بن مسلم]

بارك الله فيك، و هذا موضوع لطالما كنت أريد أن أطرحه لنستفيد من مناقشة الإخوة لهذه المسألة.

أما الرد على استدلالهم بهذه الآثار، فمن وجوه:

1) لا حجة في قول أو فعل أحد غير الرسول صلى الله عليه و سلم. فحتى الصحابي قد يخالف حديث الرسول صلى الله عليه و سلم أو قد تغيب عنه سنة، فلذلك ليس لهم حجة في قول أو فعل صحابي إذا كان يخالف حديث الرسول صلى الله عليه و سلم.

2) حقيقةً، هذا الأثر فيه رد على مذهب هؤلاء الذين يستدلون به في غير محله، و ذلك لمن دقق النظر.

فإن هذا الإنكار الوارد في هذا الأثر هو أشبه بمعنى الحديث (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)، إذ إنكار المنكر كان (عند) هذا السلطان و بحضرته.

كما أن إنكار المنكر كان مضبوطاً بالضوابط الشرعية و لم يتعداها إلى ما هو أكبر من ذلك كالتكفير أو الخروج أو التهييج و تحريض عامة الناس عليه..

ثم إن الصحابة كان ينكر بعضهم على بعض عند اختلافهم في بعض المسائل و هي في الفروع! لكن هذا لم يؤد إلى تنافر أو تباغض أو تدابر بينهم. و ها هو ما قد صح (أن عثمان رضي الله عنه صلى بمنى أربعا فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ومع عثمان صدرا من إمارته ثم أتمها ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين ثم إن ابن مسعود صلى أربعا فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا قال : الخلاف شر). فيا ليت المسلمون اليوم يفقهون و يتعلمون من هذا الهدي القويم! أنظر إلى كيف إبن عباس رضي الله عنهما خالف الخليفة عثمان رضي الله عنه بل و أنكر عليه في هذه المسألة، لكن وقف عند ذلك و قد أدى الذي عليه، و ثم صلى خلفه حتى و إن كان يرى غير ذلك. فكما قال (الخلاف شر)، هذا و إن كان بين رجلين من عامة المسلمين، فكيف لو كان هذا الخلاف مع ولي أمر المسلمين ؟! هو حينها شر أكبر و له مفاسد أكثر.

3) إضافةً إلى ذلك، و إن كنت أرى أن الإنكار على الحاكم و نصحه يجب أن يكون سراً، كما ورد في السنة الصحيحة، لكن من خالف هذا أخطأه لكن لا أبدعه طالما أنه وقف عند ذالك و فقط أنكر المنكر أو بين الخطأ دون أن يتعدى ذلك إلى تهييج عامة الناس على الحاكم و تكفيره و التحريض على الخروج عليه... لكن الواقع أن أكثر من يستدل بهذا الأثر يستدل به في غير محله، يريدون به باطلاً، و يخالفون بذلك ما أجمع عليه أهل السنة و الجماعة من وجوب الطاعة للحاكم المسلم في غير معصية و عدم مفارقة الجماعة.

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رواه مسلم .

فهؤلاء يستدلون بأثر عن صحابي إستدلالاً فاسداً ليتبعون أهواءهم و يعارضون بذلك أحاديثاً صحيحة و أصولاً ثابتة، علماً أن هذا الأثر ليس فيه ما يذهبون إليه من معارضة لهذه الأحاديث و الأصول و هو ليس حجة لأفعالهم هذه!

4) ثم أعيد و أقول نحن لا نقول بعدم جواز إنكار المنكر على الحاكم فيما بين المنكر و بين الحاكم، بل هذا من النصيحة التي يرجى للحاكم قبولها و للناصح أجرها! فكما ورد أن سعيد بن جبير سأل ابن عباس رضي الله عنهما: آمر إمامي بالمعروف ؟ قال : إن خشيت أن يقتلك فلا فإن كنت فاعلا ففيما بينك و بينه.

و أيضاً نعيد ذكر الحديث (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) و نؤكد على كلمة (عند). لكن إنكار المنكر و قول الحق عند السلطان الجائر شيء، و إشاعة اخطائه بين عامة الناس و تحريضهم عليه و تهييجهم للخروج عليه و تكفيره أمر آخر. فالأولى من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و النصيحة، و الثانية ليست كذلك بل هي أقرب من أن تكون نشراً للفتنة و الغيبة..

قال الشوكاني ( وليس من البغي إظهار كون الإمام سلك في اجتهاده في مسألة أو مسائل طريقا مخالفا لما يقتضيه الدليل فإنه ما زال المجتهدون هكذا و لكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يُناصحه ولا يُظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد ) السيل (3/758)

5) و هذه رواية لهذا الأثر يوضح الأمر أكثر إن شاء الله:

عن أبي سعيد الخدري قال : أخرج مروان المنبر في يوم عيد فبدأ بالخطبة قبل الصلاة فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يخرج فيه وبدأت بالخطبة قبل الصلاة فقال أبو سعيد الخدري من هذا قالوا فلان بن فلان فقال أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان - صحيح أبي داود

فهنا (فقام رجل فقال يا مروان خالفت السنة)، فهذا الرجل أنكر عليه أمامه، فهذه كلمة حق (عند) سلطان جائر. و هذا الرجل لم يذهب وراء ظهر الحاكم و يشنع عليه أمام عامة الناس ممن لم يكونوا حاضرين، و حتى في إنكاره كان منضبطاً بالشريعة و لم يتعدى إلى غير ذلك من تشنيع أو تهييج أو خروج أو نزع اليد من طاعة... فكان هذا كل ما فعله أنه قال (يا مروان خالفت السنة) و كلامه ليس فيه تضليل أو سب و شتم و تكفير و ... لكن إكتفى بأن بين له أنه قد خالف السنة، فقال أبو سعيد الخدري أما هذا فقد قضى ما عليه...

قال (أما هذا فقد قضى ما عليه). إذاً قضى ما عليه و إنتهى إنكاره للمنكر عند هذا الحد و لم يتعداه إلى غير ذلك!

و اختم بما رواه مسلم في صحيحه أن أسامة رضي الله عنه قيل له : ألا تدخل على عثمان فتكلمه ؟ فقال : أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله ! لقد كلمته فيما بيني وبينه . ما دون أن أفتتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه .

[عبد الله بن مسلم]

و هذا الرابط فيه فائدة من أن الخروج قد يكون بالكلام أيضاً و ليس فقط بالسيف:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي

صفوة الكلام
من الشيخ ابن عثيمين-الإمام-
في بيان نوعَي الخروج على الحُكّام






قال أستاذنا العلامة فقيه العصرالشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-في تعليقه على رسالة « رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين » -للإمام الشوكاني-رحمه الله-تعالى- (ص65):

(( وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- :« إنه يخرج من ضئضئ هذا الرجل من يحقر أحدكم صلاته إلى صلاته » : (ضئضئ) يعني : مثل..

وهذا أكبر دليل[ على أن ] الخروج على الإمام يكون بالسيف، ويكون بالقول والكلام .

يعني: ما أَخَذَ السيف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، لكنه أنكر عليه .

وما يوجد في بعض كتب أهل السنة من أن الخروج على الإمام هو الخروج بالسيف! فمرادهم بذلك: هو الخروج النهائي الأكبر ؛ كما ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الزنا يكون بالعين ، يكون بالأذن ، يكون باليد ، يكون بالرجل ..

لكن الزنا الأعظم هو الزنا الحقيقي ؛ هو: زنا الفرج .

فهذه العبارة من بعض العلماء هذا مرادُهم .



ونحن نعلم علم اليقين- بمقتضى طبيعة الحال- أنه لا يُمكن خروجٌ بالسيف إلا وقد سبقه خروجٌ باللسان والقول .

الناس لا يمكن أن يأخذوا سيوفَهم يحاربون الإمام بدون شيء يثيرهم وهو الكلام ّ فيكون الخروج على الأئمة بالكلام خروجاً –حقيقة- ؛ دلّت عليه السنة ،ودلّ عليه الواقع :

-أما السنة ؛فعرفتموها .

- أما الواقع؛ فإننا نعلم علم اليقين أن الخروج بالسيف فرعٌ عن الخروج باللسان والقول ، لأن الناس لن يخرجوا بمجرد " ... امش خُذ السيف " !!

لا بد أن يكون هناك توطئة ، تمهيد ، قدحٌ في الأئمة ، وسترٌ لمحاسنهم ، ثم تمتلئ القلوب غيظاً ، وحينئذٍ يحصل البلاء .... )).




* * * * * *

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=29763

[محمد أبو إلياس الأثري]

جزاكما الله خيرا أخوي الفاضلين
جواب موفق أخي الأستاذ الفاضل عبد الله بن مسلم، ولكن بقي لك السؤال الثاني حول حديث رؤيبة -رضي الله عنه -، كيف نرد على من يستدل به على جواز الدعاء على الحكام الظلمة علانية من على المنابر؟.
فرؤيبة -رضي الله عنه - هنا دعا على الحاكم بقوله:"قبح الله هاتين اليدين"، وزاد الترميذي في السنن( 515) "القصيرتين" وفي مسند الإمام أحمد (4/261). )"قبح الله هاتين اليديتين" بالتصغير للتحقير.
وقد تقرر عند السلف أن الدعاء على السلطان من علامة أهل الأهواء والبدع كما قال الإمام أبو محمد البربهاري – رحمه الله ـ في"شرح السنة" ص:116. : "إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا رأيت رجلا يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سُنَّة إنشاء الله".

[ابو احسان الاعرجي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإمام احمد رحمه الله: قال كلمة الحق في وجهه الخليفة الجائر ؟؟ في وجهه وليس عند الناس ولم يجبهم في مسألة خلق القران ولم يأمر الناس بالخروج عليهم .
كما نقل عن الإمام احمد: قصته مع فقهاء بغداد
((نهى الإمام أحمد رحمه الله عن حمل السلاح على الخليفة الواثق، كما في الحادثة المشهورة، لما امتحن أهل السنة بالقول بخلق القرآن، وآذاهم الخليفة الواثق، فسجن وجلد وقتل، فاجتمع فقهاء بغداد إلى الإمام أحمد رحمه الله وقالوا له: إن الأمر قد تفاقم وفشا، ولا نرضى بإمامته ولا سلطانه، يعنون الخليفة الواثق، وأنهم قد أرادوا نزع البيعة ومقاتلته، فغضب الإمام أحمد وأنكر عليهم وقال: "عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا تخلعوا يدا من طاعة، لا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم واصبروا، حتى يستريح بر ويستراح من فاجر، وقال لهم: ليس هذا صوابا ))وهذا يعني جواز قول كلمة الحق في وجه الإمام الجائر لكن لا يجوز تهييج الناس عليه بغيبته والله اعلم.

[عبد الله بن مسلم]

ولكن بقي لك السؤال الثاني حول حديث رؤيبة -رضي الله عنه -،كيف نرد على من يستدل به على جواز الدعاء على الحكام الظلمة علانية من على المنابر؟

بارك الله فيكم اخواني الكرام.

إضافةً على ما كتبه الإخوة جزاهم الله خيراً، فقط أود التنبيه على أن الحاكم هو الذي كان على المنبر و ليس العكس، فالدعاء لم يكن من على المنبر. و الله تعالى أعلم، و ننتظر لعل باقي الإخوة يفيدونا أكثر.

[عبد الله بن مسلم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله بن مسلم

بارك الله فيكم اخواني الكرام.

إضافةً على ما كتبه الإخوة جزاهم الله خيراً، فقط أود التنبيه على أن الحاكم هو الذي كان على المنبر و ليس العكس، فالدعاء لم يكن من على المنبر. و الله تعالى أعلم، و ننتظر لعل باقي الإخوة يفيدونا أكثر.

و حقيقةً، فإن هذه الرواية بحاجة لمزيد بحث لنعلم هل الخطيب الذي كان على المنبر كان هو الحاكم أم كان فقط يخطب لكن ليس الحاكم، كإمام المسجد مثلاً في عصرنا الحالي، فهذا الخطيب الذي ليس هو الحاكم لا تجري عليه أحكام الحاكم. و الله تعالى أعلم.

[ياسين التونسي المالكي]

و في الباب أيضا:

دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك ، فقال : يا سليمان : من الذي تولى كبره منهم ؟ قال : عبد الله بن أبي بن سلول ، قال : كذبت ، هو علي ، فدخل ابن شهاب ، فسأله هشام ، فقال : هو عبد الله بن أبي ، قال : كذبت هو علي ، فقال : أنا أكذب لا أبا لك ، فوالله لو نادى مناد من السماء ، إن الله أحل الكذب ما كذبت ،حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي.



أقول: هذا في الإنكار و الرّد..أما التشهير بلا فائدة تُرجى و الخوض بلا هدف فلا طائل منه

[حسن العجوري]

بارك الله فيك اخي ا لفاضل محمد...
قال الامام الالباني للسائل عن الضرب
في استخراج الجن وان ابن تيميه قد
فعل ذلك(الضرب)....
اذا كنت ابن تيميه فاأفعل ذلكّ!!!!؟؟؟؟