أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
5214 50017

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-03-2012, 10:56 AM
أبو العباس أبو العباس غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 790
افتراضي وقفات مع مجالسة الشيخ ربيع المدخلي للمبتدعة والباطنية في (لقاءات الوحدة الوطنية)!!

وقفات مع مجالسة الشيخ ربيع المدخلي للمبتدعة والباطنية في (لقاءات الوحدة الوطنية)!!


أثار موضوع مشاركة الشيخ ربيع المدخلي في (اللقاء الوطني الأول للحوار الفكري )جدلا كبيرا بين بعض المنتسبين للدعوة السلفية من المؤيدين للشيخ ربيع المدخلي –من جهة- , والمعارضين له –من جهة أخرى- , وقد تابعت –كغيري-بل وشاركت في بعض المساجلات التي جرت حول الموضوع ؛ فوجدت الطرح قد تباين بين موقفين –رئيسين- تبعا للمنهجية التي يتبناها كل طرف , والشيء من معدنه لا يستغرب !

فأما منتدانا (كل السلفيين) فقد كان موقفه الرسمي متمثلا بموقف مشرفه العام شيخنا المفضال (علي الحلبي) بمقاله المعنون (كلماتٌ علميّةحول مشاركةالشيخ ربيع في مؤتمر(الوحدة الوطنيّة)وما أعقبه من نقاشات جدلية) , حيث قال فيه -حفظه الله- مقررا:
: "لا يُلام الشيخ ربيع –وفقه الله- على محض مشاركته في مثل هذا (المؤتمر)-الذي حضره ألوانٌ من (المبتدعة!)- من الروافض والتكفيريين والإخوانيين- ؛ ما دام مقصدُه شرعياً –بغضّ النظر عن نوعية هذا المقصد الذي قد يتنوع باختلاف البلدان ، وقد يتغير بتغير الظروف-".
لا بل إنه –حفظه الله- ذكر الوجه الشرعي لرفع اللوم عن الشيخ ربيع المدخلي فقال –معتذرا له- : "رحم الله شيخَ الإسلام ابنَ تيميّة -القائلَ -كما في «مجموع الفتاوى» (28/212)-: «فإذا تعذَّرَ إقامةُ الواجبات مِن (العلم)، و(الجهاد) -وغير ذلك- إلَّا بمن (فيه بدعةٌ) مضرَّتُها دونَ مضرَّةِ تركِ ذلك الواجب : كان تحصيلُ مصلحةِ الواجب -مع مفسدةٍ مرجوحةٍ معه- خيراً من العكس».
وقد ذَكَرَ الإمامُ ابنُ القيِّم في «زاد المعاد» (3/303-مؤسسة الرسالة) من فوائد (يوم الحُدَيبية) : «أنَّ (المشركين)، وأهلَ (البدع)، و(الفجور)، و(البُغاة) ، و(الظلمة)، إذا طلبوا أمراً يُعَظِّمُونَ فيه حُرمةً مِن حرمات الله -تعالى-؛ أُجيبوا إليه، وأُعْطَوْهُ، وأُعينوا عليه- وإنْ مَنَعُوا غيرَه-؛ فيُعاوَنُونَ على ما فيه تعظيمُ حُرُماتِ الله- لا على كفرِهم وبغيِهم-، ويُمنعون ما سِوى ذلك.
فكُلُّ مَن الْتَمَسَ المعاونةَ على محبوبٍ لله -تعالى- مُرْضٍ له؛ أُجيبَ إلى ذلك -كائناً مَن كان-؛ ما لم يترتَّب على إعانتِه على ذلك المحبوب مبغوضٌ لله أعظمُ منه.
وهذا مِن أدَقِّ المواضع، أو أصعبِها، وأشقِّها على النُّفوس»".

أقول :
وقد تمّ حذف سائر المواضيع والمشاركات التي كتبت في مشاركة الشيخ ربيع المدخلي في لقاءات هذا المؤتمر- تبعا لموضوع شيخنا-هذا - .

هذا وقد بادر المنتدى بإغلاق كافة المواضيع التي تُعنى بالرد على الشيخ ربيع في صفحاته الأولى , ومَنع من رفع القديم منها , ومَنع من إنزال ردود جديدة على الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -ومدرسته- , كبادرة حسن نية , تجاه سعي حثيث –في الإصلاح- من أخ كريم –كما بيّن شيخنا الحلبيُّ-بعدُ-.

وأقول :
وموقف منتدانا –هذا- لم يقابله المعنيون -في الطرف المقابل- بما يتناسب معه ! وإنما ذهبوا يشنعون ويشغبون , ويطعنون ويقدحون , ويُلقون بالتهم ذات اليمين وذات الشمال –كالعادة- , بينما :
1- لم أجد أي تصريح بل ولا حتى تلميح إلى تخطئة الشيخ ربيع المدخلي-وعلى أية صفة!- في هذه المشاركة .
2- لم أجد أية مشاركة نبهت إلى مصادمة الشيخ ربيع المدخلي في مشاركته هذه للكثير من تقريراته وتأصيلاته (المهجية!) .
3- وجدت استماتة واضحة في الدفاع عن مشاركة الشيخ ربيع المدخلي في مجالسته لأهل الأهواء والبدع , لا بل وإبرازه بصورة (النجم المتلألئ) !
4- وجدت اعتمادا على أخبار منقطعة –بل معضلة!ومعلقة- الأسانيد , ومظلمة -لجهالة أحوال رجالها- ؛ صارت عند إخواننا الغلاة بمثابة الأخبار المقطوع بها ! لا بل والشهادات الموثقة !
5- ووجدت تجاهلا تاما لكل ما جرى في اللقاء مما نقله نفس الأشخاص الذين اعتمدوا على كلامهم معتبرين إياها شهادات موثقة , وتسليط الضوء –فقط- على موقف الشيخ ربيع -الذي أعلنه- من الرافضة , وكأن المشكلة الوحيدة هي في موقف الشيخ ربيع من الرافضة –وهو أمر متفق عليه-!

فدفعني هذا –وغيره- إلى تذكير إخواننا الغلاة –هداهم الله- بلزوم الوقوف مع مجريات هذا اللقاء، وما تسرب عنه ؛ بناءً على مقتضى تأصيلات شيخهم (ربيع المدخلي) , و(من) -أو (ما)- اعتمدوا هم عليه من نقولات -وبعض ذلك إلزامات ، لا يسع الشيخ ربيع -فضلا عن مقلديه-إلا الانصياع لها ! أو التراجع عما دفع إليه!!-.

فأقول –وبالله التوفيق- :

الوقفة الأولى : إن هذا اللقاء قد شارك فيه شخصيات من توجهات إسلامية متباينة ؛ فقد شارك فيه : السني السلفي , والمبتدع , والرافضي , والإسماعيلي , كما :
- قال مَن اسمُه الدوسري : "وجهت الدعوات لنحو (30) مفكراً سعودياً من السنة والشيعة والإسماعيلية ، وأساتذة جامعات معروفين".
- ويقول حسن الصفار الرافضي –فيما نقله عنه (الجروان)-وهو من هو!- : "وضم اللقاء نخبة من العلماء والمفكرين، والمهتمين بالشأن العام ، يزيدون على ثلاثين شخصية ، من مختلف مناطق المملكة ، يمثلون مختلف التوجهات المذهبية والفكرية الإسلامية ، من السنة والشيعة .
من السلفيين بتوجهاتهم المختلفة ، ومن أتباع المذهب المالكي والشافعي ، ومن الشيعة الإمامية في القطيف والأحساء والمدينة المنورة ، ومن الإسماعيلية في نجران ، ومن الشخصيات الإسلامية الوطنية المستقلة" .
- وكان من أبرز المشاركين في اللقاء –كما جاء في البيان الختامي- :
1- الشيخ ربيع المدخلي .
2- حسن الصفار –الرافضي- .
3- عوض بن محمد القرني.
4- سلمان بن فهد العودة .
5- عبدالوهاب بن ناصر الطريري.
6- عائض بن عبد الله القرني .
7- محمد عبده يماني .
أقول : والشيخ ربيع المدخلي شارك في هذا اللقاء الذي سافر إلى الرياض -خصوصاً- للمشاركة فيه ، مع هذه المجموعة من الرافضة والإسماعيلية والمبتدعة –قولا واحدا على وفق أصوله-بل وأصولنا!- .
وهذه المشاركة من الشيخ ربيع تتعارض تماما مع تقريراته في العشرات من المواضع والمواطن , وتتعارض مع ما يخبر به عن نفسه , ومن ذلك :
- قوله في مقال (علماء الجرح والتعديل هم حماة الدين) : "علماء السنة وأئمة الجرح والتعديل فهم والله العلماء حقاً وهم الذين يقومون على أهل البدع ويقمعونهم في كل زمان ومكان , وكتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص مليئة ببيان حال أهل البدع ومنها كتب الإمام أحمد في الرجال وكتب ابن معين وكتب البخاري والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وكتب النسائي والدارقطني والكامل لابن عدي وكتاب المجروحين لابن حبان ومعرفة الرجال للجوزجاني ومقدمة المدخل للحاكم ومقدمة المستخرج لأبي نعيم وغير ذلك من المؤلفات في الرجال والأحكام عليهم ومنهم أهل البدع والوضاعون وفي ذلك كتب , وما اكتفوا بهذا بل قاموا بتأليف الكتب في بيان عقائد أهل السنة والذب عنها وعن أهلها وعلى رأسهم الصحابة وبيان البدع وأهلها والطعن فيهم والتحذير منهم ومن بدعهم ومن كتبهم , والتحذير المطلق من دعاتهم وغلاتهم فلا يجالسون ولا يؤخذ منهم الحديث".
-وقال في مقال (أئمة الحديث ومن سار على نهجهم هم أعلم الناس بأهل الأهواء والبدع) : "وكان الأئمة من التابعين ومن بعدهم يحذرون من مجالسة أهل الأهواء ومن هؤلاء الأئمة سعيد بن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير وابن سيرين والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاوس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبو عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وإبراهيم النخعي وأبوقلابة ومالك والثوري والأوزاعي وسلام بن أبي مطيع والشافعي وأحمد وغيرهم وكل هؤلاء الأئمة من أئمة الحديث والسنة".
أقول: وليست هذه هي المرة الأولى التي يخالف فيها الشيخ ربيع تأصيله في هذه المسألة!!
فقد تنبه فوزي البحريني الأثري إلى هذا ؛ فأنكره على الشيخ ربيع محتجا عليه بنصوص السلف المطلقة في النهي عن مخالطة أهل البدع ، والأمر بهجرانهم .
ولكن الشيخ ربيع رد عليه في (كشف أكاذيب وتحريفات وخيانات فوزي البحريني) بالقول :
"قال البحريني في (ص2) من "بركانه" : "ومسألة نصيحة أهل البدع، والجلوس معهم للنصح -زعم-، ومسألة سفر وسلمان والقرني، وغير ذلك مما بينه أهل العلم بالأدلة من الكتاب والسنة، وأقوال السلف في تبيين خطئه ومع هذا كله ما زال يجادل في الله بغير علم ولا هدىً ولا كتاب منير ليضل عن سبيل الله سبحانه وتعالى".
أقول-والكلام للشيخ المدخلي-: مسألة نصيحة أهل البدع والجلوس معهم للنصح ؛ فأنا لا أذهب إلى بيوتهم ومجالسهم، فإذا جاءني أحد منهم إلى بيتي ناصحته وبينتُ له الحق، وهذا ليس بعيب.
فقد كان المنافقون يحضرون مجالس النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيناصحهم، ويبين لهم الإسلام والحق.
وهذا الشيخ ابن باز - رحمه الله- يأتيه أهل البدع وأهل التحزب إلى مجلسه، فيناصحهم، ويبين لهم الحق، وهذا المفتي وهيئة كبار العلماء يأتيهم أهل البدع في رابطة العالم الإسلامي وفي مجالسهم أيضاً وينصحونهم فيما أعتقد، ولا أعرف أحداً من العلماء قال لي: أنت تجالس أهل البدع، ولا أحد رد عليَّ من العلماء في هذا الأمر، فهذا من كيسك المشحون بالأكاذيب".
أقول :
إن الشيخ ربيع في كلامه هذا قد تناقض مع ما قرره في مواطن أخرى , وبيان ذلك :
1- إن كلام الشيخ ربيع هذا كان في العام (1429هـ) أي: بعد خمس سنوات من مجالسته لأهل البدع في اللقاء الوطني ؛ فكيف نجمع بين قوله : (فأنا لا أذهب إلى بيوتهم ومجالسهم!) مع ما ثبت عنه من سفره في العام (1424هـ) لمجالسته أهل البدع خارج منزله -في اللقاء الوطني الأول- ؟!
2- كيف تأتّى للشيخ ربيع المدخلي أن يقيد نصوص السلف المطلقة في النهي عن مجالسة أهل البدع بصنيع الشيخ ابن باز وغيره من المتأخرين! والشيخ ربيع رافع لواء عدم حمل مطلق كلام غير المعصوم على مقيَّده , فكيف وهو –هنا- يقيد كلام المتقدمين من السلف المطلق بمجرد فعل المتأخرين من السلفيين !!
فهل وقع الشيخ ربيع في حبائل القطبيين والقول بقواعدهم الباطلة ؟!
3- استدلاله بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- في مجالسته للكفار لدعوتهم على جواز مجالسة أهل البدع إن حضروا إليه في منزله ؛ استدلالٌ فيه ما فيه !!
أقول :
لو صحّ مثل هذا الاستدلال -بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم-؛ لجاز الاستدلال به على ما هو أعم من مجيء الكفار إلى مجالس النبي –صلى الله عليه وسلم- , بل على مشروعية الحضور إلى مجالس المبتدعة لدعوتهم فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يذهب إلى مجالس الكفار ومحافلهم في مكة ليدعوهم إلى دين الله , وفي المدينة ذهب إلى بعض اليهود في بيته ليدعوه إلى دين الله .
ومع ذلك فالشيخ ربيع –نفسه- ينكر الاستدلال بفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- في مجالسة الكفار- على مجالسة أهل البدع للمصلحة ؛ حيث استدرك في مقال (إعانة أبي الحسن على الرجوع بالتي هي أحسن) على الشيخ أبي الحسن المأربي قوله : (هب أنك زرت أضل أهل الأرض ترى أن في زيارتك المصلحة له عسى أن يهديه الله ويأخذ بيده إلى الهدى أو أن تقيم حجة فتبرأ ذمتك، فتكون زيارتك تهمة لك وطعناً فيك، ألم يجب النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة امرأة يهودية وضعت له السم في ذراع الشاة ، من قال: إن من زار فلان أو أكل عند فلان هذا ليس بسلفي، هذه أصول ظالمة جاهلة تنادي بملئ فيها على جهل أهلها وضلالهم) .
وقد رده الشيخ ربيع بقوله : "نعم أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوتها لأن الله أباح طعام أهل الكتاب، ثم انظر ماذا عملت اليهودية الخبيثة .
وقد يفعل أهل الضلال والبدع بأهل السنة ما هو شر من هذا، ألا وهو إفساد عقيدة ودين من يجالسهم ويخالطهم ألا تعلم أن رسول الله حذر منهم في غير ما حديث ألا تعلم أن أئمة السلف حذروا منهم وكان كثير منهم على رسوخهم في العلم لا يجالسونهم ولا يستمعون إلى كلامهم كالإمامين ابن سيرين وأيوب السختياني وغيرهما، ألا تعلم أن ضياع كثير من المسلمين والمنتسبين إلى المنهج السلفي سببه مخالطة وزيارات أهل الأهواء والباطل، وفي التاريخ أمثلة لتأثر بعض العلماء ببعض من خالطوهم وأظنك تعرف منهم عبدالرزاق الصنعاني وأبا ذر الهروي والبيهقي وابن عقيل وفي هذا العصر عندك في اليمن نماذج من الأذكياء ضاعوا بسبب مخالطتهم لأهل الفتن ، والسعيد من وعظ بغيره".
أقول:
فأي تناقض واضطراب بعد هذا ؟!!

الوقفة الثانية : إن إجابة هذه الدعوة لم تكن إلزامية ؛ فقد تخلف عن حضورها (سفر الحوالي , وناصر العمر , والعلوان!) –وآخرون- , كما :
- قال المسمى (فتح الباري) في شهادته : " آخر أخبار المؤتمر أو "الحوار الوطني السعودي" : اعتذار الشيخ الدكتور سفر الحوالي , والشيخ الدكتور ناصر العمر , بأسباب المذكرة أو البيان الختامي الذي سيصدر من المؤتمر بعد الانتهاء منه".
- و قال (الدوسري) : " كان الشيخ سفر الحوالي ، والشيخ ناصر العمر ، والشيخ العلوان ، أبرز المعتذرون عن اللقاء ، ولا يوجد تصريح حول الأسباب والدوافع لهذا الاعتذار , ، ويظهر أنهم توقعوا الفشل لمثل هذه المؤتمرات ، وأن لا تخرج عن المألوف والتوصيات العادية التي لن تقر ، كما يظهر أنهم لم يتوقعوا أن يكون المؤتمر بهذا النجاح والقبول" .
أقول :
إذن حضور الشيخ ربيع المدخلي إلى هذا اللقاء كان بمحض اختياره , وحضوره -قطعا –كما لا نزال نظن به عموم الخير- لم يكن لإقرار أهل البدع , ولا لتكثير سوادهم .
بل هذا خلاف المنقول عن الشيخ ربيع , من إنكاره على رؤوس أهل البدع .
وإنما كان –من باب إحسان الظن بالشيح ربيع- للإنكار والإصلاح من الداخل .
ولكن هذا القصد -لو كان من الشيخ ربيع-حقا-؛ فهو يتعارض –تماما- مع ما ينكره الشيخ ربيع المدخلي على غيره أشد الإنكار كما قال في مجموع المؤلفات (14\348): "إياكم ومجالسة أهل الأهواء؛ فإن لهم شبها , وربما أحدهم يستدرجك ويقول لك : ادخل معهم وأصلح من الداخل وهم لا يصلحون إلا ما شاء الله نادر جدا , أو لتعرف ما عندهم , هذه الطريقة ليست من الإسلام , الإسلام يرفضها".

الوقفة الثالثة : إن المؤتمرين كانوا على علم مسبق بمحور اللقاء ومقصوده , كما جاء في مقدمة البيان الختامي : "تأمل بعض المهتمين بهموم الوطن ومصلحته في التحديات والمخاطر التي تواجهها المملكة ، وما يمكن أن يسهم به رجال العلم والثقافة في خدمة وطنهم ومجتمعهم في ما يتعرض له من مشكلات وضغوط ، واقترحوا ترتيب لقاء وطني لحوار فكري تناقش فيه بعض قضايا الوطن من أجل تأصيل تمسكها بدينها وثوابتها الشرعية وتوثيق عرى الوحدة الوطنية ، وتمتين أواصر العلاقات بين أفرادها وتوثيق صلتها بالعالم الإسلامي في إطار الوسطية والاعتدال).
أقول :
إن المقصود الأساس من هذا اللقاء الوطني الأول كان معروفا للشيخ ربيع , وكان بإمكانه الاعتذار منه -كما اعتذر غيره- , لكنه آثر المشاركة فيه رغم مشاركة الرافضة والمبتدعة فيه ؛ لأن الشيخ ربيع المدخلي يتبنى مشروعية المشاركة في مثل هذا الحوار بين السنة والشيعة ؛ لا بل هو يؤيد الدعوة إلى مثل هذه الحوارات , كما قال في مقال (طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به" .
وأقول :
ومما يؤيد أن مشاركة الشيخ ربيع بقية المؤتمرين في اللقاء كانت بهذا الدافع والقصد: هو استمراره في المشاركة في سائر جلسات اللقاء العشرة -وعلى مدى أربعة أيام- كما جاء في (البيان الختامي) : "وعقد اللقاء في رحاب مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في المدة من 15-18\4/1424 الموافق 15-18/6/2003 .... ، وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الأساسية" .
- وقال حسن الصفار –فيما نقله عنه (جروان)- : " بهذه الروحية المنفتحة ، انطلق المتحاورون في بحث القضايا المقترحة ، للنقاش من هموم الوطن والمواطنين ، في عشر جلسات ، استغرقت حوالي خمس وعشرين ساعة".
أقول :
لو كان الشيخ ربيع المدخلي متحفظا على أصل فكرة( الحوار الوطني) لكان بإمكانه عدم المشاركة –أصلا- , أو الانسحاب من اللقاء بعد أن قال كلمته , لكن استمراره في اللقاء قرينة قوية على تبنيه مشروعية مجالسة المؤتمرين من الرافضة والإسماعيلية وغيرهم لمقاصد هو أعلم بها !!!

الوقفة الرابعة : كانت كلمة الشيخ ربيع المدخلي في اليوم الثاني للقاء وهو يوم الاثنين الموافق (16\4\1424) , وقد كانت من أولها إلى آخرها في الرافضة, كما قال (فتح الباري) : " كان الشيخ ربيع المدخلي نجم الحوار بالأمس يوم الاثنين ؛ فقد بدأ كلمته عن الرافضة وأغلظ عليهم القول واستمر يتكلم عن الرافضة إلى أن انتهى".
وهذه الكلمة قد نقلت إلى الشيخ صالح اللحيدان ؛ فأثنى عليها وعلى الشيخ ربيع خيرا -بحسب ما نقله -عنه- (جمال بن فريحان الحارثي)- من قوله : (لم يُبري ذمته في ذلك اللقاء غير الشيخ ربيع ، فقد بلغنتني كلمته في اللقاء) .
لكن جمال الحارثي عمم موقف الشيخ ربيع ليجعله شاملا للرافضة وغيرهم ! وليس خاصا بكلمة الشيخ ربيع! بل عاما شاملا لكافة جلسات المؤتمر !
ونسب هذا إلى الشيخ ربيع فقال : "وأزيد هنا بأن الشيخ ربيع -حفظه الله- بنفسه حدثني ببعض كلمته التي ألقاها في ذلك اللقاء , وقد مسح بالرافضة والإخوان والحزبيين الأرض في ذلك اللقاء ولم يستطع أحد منهم أن يدافع عن نفسه أو يتكلم مع وجود بعض رؤوسهم.
وممن كان موجوداً: الصفار والقرني عائض وسلمان العودة"!!
أقول :
بل يقينا كان الثلاثة موجودين , ومع ذلك -زعم جمال الحارثي- أنهم لم يتكلموا بكلمة دفاعا عن أنفسهم !!!.
وما نقله الحارثي من دعوى (مسح الشيخ ربيع بالرافضة والإخوان والحزبيين الأرض!!) لا يُسلَّم له , لأمور , منها :
1- أنه معارَضٌ بما قاله (الدوسري) : "بقي أن نقول أن من الضيوف الحضور (الإسلاميين) كان من خلال إطروحاته يعيش جسدياً في القرن الحادي والعشرين ، ولكنه لا يزال فكرياً يعيش في القرن الثالث الهجري! إذ بدا للحضور تواضع وسطحية القضايا التي يركزون عليها ويشددون على أهميتها ، كالتركيز – مثلاً - على طاعة ولى الأمر وعدم التعرض له بكلمة أياً كانت ...!! متناسين أن المؤتمر في أساسه عبارة عن دعوة من ولى الأمر لتوجيه النصح له بشأن الوحدة الوطنية!! أو يستشهدون بأول آية أو حديث شريف لقضية ما وآخر النص يسقط هذه الفهم والاستدلال! في اجتزاء وفهم واستنباطات عجيبة للنصوص، وربما يلبسون فهمهم للنص أحياناً قداسة النص نفسه!! ولكن هذا التيار ما لبث أن خفت صوته في بقية أيام اللقاء ، أو ساير الركب ، حتى صور أحدهم حالهم أثناء بعض المناقشات والمداولات أنهم ما عادوا يفهمون شيئاً مما يقال ولا يدرون فيما يتكلم المتحدثون! ويطلبون من الآخرين أن يقولون ما يفهم ، فيما كان لزاماً على الآخرين أن يطالبوهم أن يفهمون هم ما يقال !.
كان أبرز من يمثل هذا التيار (الجامي) : الشيخ ربيع المدخلي ، والشيخ عبد السلام البرجس , والشيخ فالح الحربي" .
أقول : جريا على قاعدة (مسح الأرض بالمخالف!) –واسترسالاً بها-: فكلام الدوسري معناه : أن (الشيخ ربيع المدخلي) قد (مُسِحَ) به الأرض ؛ فلم لم ينقل الغلاة كلام الدوسري هذا -أيضا- , ونقلوا من كلامه فقط ما يؤيد دعواهم !!
2- ويوضح بطلان ما نقله جمال الحارثي –من تعميم- : أن كثيرا من بنود اللقاء الأخير تتعارض مع ما يتبناه الشيخ ربيع ويقرره في مجالسه مع أتباعه ورسائله التي يكتبها لهم , لكنه عندما جالس مخالفيه , خرج مؤيدا لهم ومخالفا لكثير مما كان يقرره !
والسبب في هذا قد أوضحه (الدوسري) بقوله : "كما أن الحضوركانوا طبقات وشرائح مختلفة ، فيما بدا أن الشريحة العظمي والأقوى ، التى أدارت دفة الحوار وساهمت بقوة بوضع لمساتها بوضوح على مسار الجلسات والتوصيات النهائية ، كانت هذا الشريحة راقية في طرحها ، وفي فهمها للواقع ، إضافة لقدرات أعضائها الشرعية العالية ... وهذه المميزات لهذه الفئة أوجدت سقفاً عالياً للحوار والمطالب ، وفرضت بذلك احترامها وبقوة على كل الحضور والمشاركين , ولم تجد بقية الفئات المتحاورة سوى التسليم لهذه المجموعة وقبول الأجندة التي عرضتها في سبيل المحافظة على الوحدة الوطنية ، فيما كان من الحضور من لم يشارك من بداية المؤتمر إلى آخره ، وإن تكلم فكلمة مكتوبة قد تكون أشبه بالخطب الوعظية ، أو مثل الكلمات التي نسمعها أو نقرأها في وسائل الأعلام من عامة الناس . كان من أبرز أعضاء هذه الفئة من المفكرين والمثقفين الدكتور عوض بن محمد القرني ، والشيخ سلمان بن فهد العودة ، والدكتور حمزة الفعر ، والشيخ عائض بن عبد الله القرني" .
وهذا أيضا مما تجاهله الغلاة من كلام الدوسري !!!
3- لو سلمنا –جدلا- بأن الشيخ ربيع المدخلي قد مسح الأرض بالموجودين من أهل البدع بحيث (لم يتكلموا بكلمة دفاعا عن أنفسهم!) : فهذا يُدَلّلُ على أن الشيخ ربيع المدخلي فرض وجوده وسطوته على المؤتمر ومقرراته ! فكل ما خرج من قرارات وتوصيات-إذن!- كان بموافقة الشيخ ربيع أو بإقراره وسكوته عليه ! لأنه عندما كان يتكلم مهاجما وناقدا ما كان أحد يجرؤ في الرد عليه-كما هو مفهوم كلام الحارثي ومن لفّ لفّه- !!

الوقفة الخامسة : ساد اللقاء في أيامه الأولى بعض الشد والجذب , لكنه سرعان ما تلاشى , وانتقل المتحاورون من الخوض في المختلف فيه بينهم إلى تأكيد وتوسيع المساحة الشاسعة المتفق عليها , وهي التي خرجوا من خلالها بالتوصيات والمقررات , كما:
- جاء في البيان الختامي : " وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقاشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الأساسية ...
وبعد مناقشات ومحاورات سادتها روح الأخوّة والصراحة ، والرغبة الصادقة في تأصيل مناهج العمل في المملكة فيما طرح من موضوعات على الأسس الشرعية والثوابت الإسلامية الراسخة ، خلص الملتقون إلى التوصية بما يلي ...".
- وهو –أيضا- ما قاله عبد الوهاب الطريري : " إنني أشعر بنشوة لما انتهى إليه هذا اللقاء الذي تم بغاية الوضوح والشفافية، وكان من علامات نجاحه الروح الإيجابية التي سادت اللقاء، وانتقال المتحاورين من الخوض في المختلف فيه بينهم إلى تأكيد وتوسيع المساحة الشاسعة المتفق عليها".
- وكذلك يشهد له قول الرافضي حسن الصفار –فيما نقله عنه (جروان)- : " كان القلق يساور الكثيرين حول حظوظ اللقاء في النجاح ، فالاتجاهات المشاركة فيه تفصل بين أغلبها مسافات من التباعد والقطيعة ، وحواجز من الانطباعات السلبية المتبادلة ، وركام من الظنون السيئة ، والاتهامات القاسية ، كالكفر والشرك والابتداع والضلال والانحراف ..
لكن هذا القلق تبدد منذ الجلسة الأولى بحمد الله ، وظهر أن معظم المشاركين ، كانوا على مستوى من النضج والوعي بالتحديات الخطيرة المحدقة بالدين والوطن ، وكانوا يتحلون باللياقة الكافية ، لإدارة الحوار الصعب في مستهله وبدايته .
كانت هناك نبرات حادّة من قبل البعض ، فيما يرتبط بالخلاف المذهبي بين السنة والشيعة وفيما يتعلق ببعض المواقف السياسية بين أجنحة التيار السلفي ، لكنه أمكن استيعابها ، والتعامل معها كدرجة عالية من الصراحة والمكاشفة .
لقد تبلورت الآراء في أوساط الملتقين ، وتمخض الحوار عن ضرورة الاعتراف والاقرار بالتعدد المذهبي والفكري ، وأنه سنة كونية ، وحقيقة تاريخية ، لا يمكن إلغاؤه وتجاوزه ، وأنه لا بديل عن التعايش بين أتباع هذه المذاهب والتوجهات ، وحفظ السِّلم الاجتماعي ، والوحدة الوطنية ، والتساوي في حقوق المواطنة .
وجرى التأكيد على اعتماد منهج الحوار في قضايا الاختلاف ، ضمن الآداب الإسلامية والعلمية ، التي تلزم بتحري الحقيقة والموضوعية ، والعدل في الحكم على الآراء والأشخاص .
وبهذه الروحية المنفتحة ، انطلق المتحاورون في بحث القضايا المقترحة ، للنقاش من هموم الوطن والمواطنين ، في عشر جلسات ، استغرقت حوالي خمس وعشرين ساعة" .
- وفي الموقع الرسمي للصفار-عنه- : "وقال سماحة الشيخ بسبب حالة القطيعة الطويلة كانت هناك بعض الأصوات المتشنجة في البداية، ولكن مع الحوار الهادئ والنقاش الموضوعي بدأ يسود الحوار حالة من الهدوء وتقبل كل طرف للآخر.
وأضاف سماحته إن الحضور اتفقوا على جملة من الأمور، ومنها:
1- التنوع المذهبي أمرٌ قائمٌ وموجود، ولا ينبغي أن يؤثر ذلك على حقوق المواطنة.
2- التعايش السلمي ضروري جداً، ولا يحق لأحدٍ أن يؤذي أحداً بسبب مذهبه.
3- التعاون مطلوب في الأمور المشتركة، وأما الأمور المختلف فيها فينبغي أن يُفتح باب الحوار لتجاوز حالة الخلاف، ولا يعني ذلك تنازل أي طرف عن رأيه وعقيدته بغير اقتناعه".
أقول :
فهذه نقولات عن ثلاثة أشخاص ، كانت لهم مشاركة مباشرة في الملتقى كلها دالة على أن الخلافات التي نشبت في أول اللقاءات لم تدم , وإنما تم في نهاية المطاف (تقبل كل طرف للآخر) !
ومما يؤكد هذا : اتفاق كافة المشاركين في اللقاء على التوصيات والنتائج الختامية -بعد المناقشات والمحاورات- , كما جاء في مقدمة البيان الختامي : "وبعد مناقشات ومحاورات سادتها روح الأخوة والصراحة ، والرغبة الصادقة في تأصيل مناهج العمل في المملكة فيما طرح من موضوعات على الأسس الشرعية والثوابت الإسلامية الراسخة ، خلص الملتقون إلى التوصية بما يلي :
- اعتبار خطاب صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ، ولي العهد ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، ورئيس الحرس الوطني حفظه الله، وثيقة رئيسة للّقاء يسترشد أطراف الحوار بما أكّدته من مَعانٍ وأفكار وما تضمنته من مضامين مهمة منها :... ".

الوقفة السادسة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على ضرورة الاهتمام (بالوحدة الوطنية) من خلال : (بناء العلاقات الأخوية في ظل الوطن الواحد) , والتأكيد على توجيه الخطاب الإسلامي بما يؤكد (تمسك المملكة بوحدتها الوطنية) , و(التوكيد على مكانية العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية ، وتوكيد دورهم في رد الشبه ، وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنة ، وبخاصة في مجال الوحدة الوطنية ، واجتماع الكلمة ، وفي التعامل بين المسلمين ، وبين المسلمين وغيرهم) , وتقوية (دعائم الوحدة الوطنية) , (وتعزيز الوحدة الوطنية) , و(الإسهام في تعضيد الوحدة الوطنية) , و(الاستمرار بعملية الإصلاح بكافة جوانبه ، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية بما يعزز الوحدة الوطنية ، ويعمق مشاعر الانتماء) , كما جاء في الفقرات التالية :
"1- الوعي بما يحدق بالوطن من أخطار وهجمات شرسة تمس عقيدته ووحدته الوطنية ، والتنبه إلى ما تحدثه من عوامل التنافر والشقاق بأشكاله القبلية أو الإقليمية أو الفكرية من هدم لعرى التماسك والترابط وأواصر بناء العلاقات الأخوية في ظل الوطن الواحد .
4- تركيز العناية والتفكير في قضية الخطاب الإسلامي الداخلي والخارجي بما يؤكد تمسك المملكة بعقيدتها الإسلامية وصِلاتها بعالمها الإسلامي ووحدتها الوطنية في إطار من الوسطية والاعتدال .
9. التوكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية ، وتعميق مفهومها وأسسها الشرعية ، وتوكيد دورهم في رد الشبه ، وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنة ، وبخاصة في مجال الوحدة الوطنية ، واجتماع الكلمة ، وفي التعامل بين المسلمين ، وبين المسلمين وغيرهم ، والأخذ بالنصوص الشرعية مجتمعة غير مجزأة ، توضيح مقاصد الشريعة الواردة في تلك النصوص .
10- إن من أقوى دعائم الوحدة الوطنية الاهتمام بمعالجة هموم الحياة اليومية للمواطن ، والتوازن في توزيع برامج التنمية بين مناطق المملكة ، والاهتمام بالمناطق الريفية بهدف استكمالها للخدمات الأساسية ، ومعالجة ضعف الأداء في الأجهزة الحكومية خاصة ذات العلاقة بالشأن العام .
11- الاستمرار في تطوير عناصر العملية التربوية بما يحقق مواكبة العصر وتعزيز الوحدة الوطنية ، وبما ينمي في نفوس الطلاب صفة التقوى ، والاستعداد للبذل والتضحية ، وتقديم المصلحة العامة ، وبما يضمن حماية الهوية الإسلامية للمواطن ووعيه بها ، وحمايتها من أي مؤشر سلبي .
13- على وسائل الإعلام مراعاة الإسهام في تعضيد الوحدة الوطنية وعدم المساس بالثوابت التي قامت عليها ، واحترام العلماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بالحسنى.
14. الاستمرار بعملية الإصلاح بكافة جوانبه ، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية يعزز الوحدة الوطنية ، ويعمق مشاعر الانتماء".
أقول :
والعجيب أن الشيخ ربيع- الذي كان يعلم أن موضوع اللقاء هو (الوحدة الوطنية) - وافق على الحضور , وشارك في المناقشات , واتفق مع المؤتمرين على التوصيات –أعلاه-كلها-حيث لم نر منه إنكارا ! ولا ردا-: يرى –كما في كلام آخر له!- أن (الوحدة الوطنية) تتعارض مع دعوة الأنبياء والرسل ؛ فقال في شريط (تفسير كلمة التوحيد) ردا على من قال : (أنَّ الكلام في التوحيد والعقيدة يُفرِّق المسلمين)-قائلاً- :"هذا كلام يقال من فئات معروفة احترفت السِّياسة وتهاونت بأساس الإسلام والإيمان وهو العقيدة التي جاء بها جميع الأنبياء عليهم الصَّلاَةُ وَالسَّلاَم، ولا شك أنَّ الدَّعوة إلى التوحيد تُفَرِّق، تُفَرِّق بين من؟ بين أهل الحق وأهل الباطل بين أهل التوحيد وأهل الشِّرك؛ كما قال سبحانه وتعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} , قوم صالح لما جاءهم يدعوهم إلى الله تعالى إذا هم فريقان يختصمون، وهكذا انقسم قوم نوح؛ كما قال سبحانه وتعالى: { حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} , والبقية افترقوا وتركوه واتَّبعوا الشيطان، كذلك إبراهيم عليه الصلاة والسلام خالفه قومه وما آمن معه في بلده الأصلي إلا زوجه سارة وابن أخيه لوط، وبعد وقت طويل دعا الله تعالى في آخِر عمره فوهبه إسماعيل وإسحاق، وما من نبيٍّ إلاَّ ويفترق عليه النَّاس، ما يتبعه النَّاس كلُّهم؛ كما قال سبحانه وتعالى: { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}, فعلى سياسة هؤلاء يكون نوح وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء أخطأوا! كيف؟ لأنهم فرَّقوا الأُمَّة! كان ينبغي أن يحافظوا على وحدة الأُمَّة : (الوحدة الوطنية , والوحدة القومية)، أليس كذا على منطق هؤلاء؟! حتى تجدهم يتآخون مع النَّصارى واليهود والرَّوافض والباطنية، حفاظاً على الوحدة الإنسانية، لايتصادمون مع اليهود والنَّصارى ولا مع إخوانهم الرَّوافض، هذا واقع هؤلاء وهذه دعوة هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام، وهذه ضدّ الرِّسالات كلِّها وضد دعوات الرُّسل جميعاً ومنهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، والله سمَّى القرآن فرقاناً؛ لأنَّه يفرِّق بين الحق والباطل، ومحمَّدٌ فَرقٌ أو فرَّق بين الناس، فرَّق بين أهل الحق والهدى والإيمان، وبين أهل الكفر والكذب والفجور والشِّرك والضَّلال، ولا بدَّ أن يجعلهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة فريقين، فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السَّعير؛ فهؤلاء أهل ضلال وأهل أهواء، الذي يسبُّ الصَّحابة لا يضره! يكفِّرهم ما يضره،! لماذا؟ حفاظًا على الوحدة!".

الوقفة السابعة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على (الوعي بما يحدق بالوطن من أخطار وهجمات شرسة تمس عقيدته ووحدته الوطنية ، والتنبه إلى ما تحدثه من عوامل التنافر والشقاق بأشكاله القبلية أو الإقليمية أو الفكرية من هدم لعرى التماسك والترابط وأواصر بناء العلاقات الأخوية في ظل الوطن الواحد) .
أقول :
وهذا -مقرونا بسياق تقرير (الوحدة الوطنية)- معناه : التحذير من عوامل التنافر والشقاق والإنكار على المخالف في مختلف أشكال الاختلاف : القبلية أو الإقليمية أو الفكرية , والمراد بالفكرية : الطروحات الفكرية التي تكون بين السنة والشيعة , وبين بعضهم البعض لدخول هذه الخلافات في عموم معنى (التنافر الفكري) .
وهذا الاتفاق يتماشى تماما مع شعار الإخوان المسلمين (فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه) , والشيخ ربيع ينكر اشد الإنكار على هذه القاعدة وما إليها , فهو –مثلا- يقول في مقال (جناية أبي الحسن على الأصول السلفية) : "قوله :(نريد منهجا واسعاً أفيح يسع الأمة، يسع أهل السنة والأمة كلها) وهو يريد القاعدة المشهورة (نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلافنا فيه) .
وكنت في مناقشة سابقة قلت: يحتمل كذا ويحتمل أنه يريد ما يريده الإخوان المسلمون.
ثم بعد دراستي لمشاكله وأقواله اتضح لي أنه يريد هذه القاعدة التي وسعت الأمة، ويؤكد ذلك أنه ضاق ذرعاً بمنهج أهل السنة والجماعة لأنه يحتاج إلى صبر وصمود في مواجهة المحن ومواجهة أهل البدع وهو لا يطيق ذلك، فأراد أن يتبحبح ويتوسع ويتحرر من أعباء المنهج السلفي الثقيلة التي لا يحملها إلا الصادقون من الرجال كما قال الله تعالى: {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}".

الوقفة الثامنة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على (إدراك أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار ، وتوجيهه الوجه السليمة التي تخدم أهداف المملكة وثوابتها وقيمها الشرعية) .
أقول :
وهذا لازِمُهُ ومعناه : اتفاق الشيخ ربيع المدخلي مع المبتدعة والرافضة والإسماعيلية على إدراك أن الاختلاف والتنوع الفكري وتعدد المذاهب إلى سنة وشيعة وإسماعيلية واقع مشاهد في حياتنا وطبيعة من طبائع البشر لا يمكن إنكاره , وإنما ينبغي أن يستثمر في التأسيس نحو استراتيجية التعامل في الدعوة والنصح والحوار ؛فالمطلوب هو : استثمار تعدد المذاهب بما يخدم أهداف المملكة العربية السعودية وثوابتها وقيمها الشرعية .
طبعا : (الدعوة , والنصح , والحوار , والثوابت , والقيم الشرعية) مصطلحات عائمة يفسرها الرافضي على مراده , والمبتدع على مراده , والسلفي على مراده !!
وهذا مما يتعارض –تماما- مع ما يتبناه الشيخ ربيع المدخلي من عدم مشروعية التعاون مع أهل البدع والأهواء ولو كان وفق الضوابط العلمية في المنهج السلفي , كما جاء في رسالة (نصيحة الشيخ ربيع لأهل العراق) –كما هو في قوله - :
"قلتم - سدد الله خطاكم وثبتنا وإياكم على منهج السلف الصالح -: قلتم: (أن يتعاون مع كافة المسلمين وفقا للضوابط العلمية في المنهج السلفي، وهذا هو اختيار الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني , ومن أخذ بفتوى الشيخ ربيع فلا يعاب عليه؛ لأن ما هذا الاختلاف في الأخذ، إنما هو من باب الأولى).
أقول –والكلام لا يزال للشيخ المدخلي-: .... سامحكم الله لماذا تجعلونني وحدي في مقابلة الأئمة. فهل أنا وحدي الذي لا يرى التعاون مع أهل البدع والأهواء؟! ؛ فآلاف السلفيين -وعلى رأسهم الأئمة الكبار- وعشرات من المعاصرين يقولون ما نسبتموه إلى ربيع وحده. ومئات النصوص من كلام أئمة السلف فيها التحذير من أهل الأهواء وهجرانهم، بل هناك أئمة نقلوا إجماع أهل السنة على هجران أهل البدع، والتحذير منهم، ومن مجالستهم فضلا عن التعاون معهم" .
وأقول:
سبحان الله..
وهل خفي هذا التأصيل السلفي الذي عزاه الشيخ ربيع –في هذه القضية الجليلة الكبرى- لـ [آلاف السلفيين -وعلى رأسهم الأئمة الكبار- وعشرات من المعاصرين ... ومئات النصوص من كلام أئمة السلف فيها التحذير من أهل الأهواء وهجرانهم] : على الشيخين ابن باز والألباني؟؟!!

الوقفة التاسعة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على : (السير في كل ما سبق داخل مضمار الحوار العلمي الموضوعي الهادئ البعيد عن التنافر ووحشة القلوب وإساءة الظن).
أقول : لازمُ قولهم: (وما سبق) ؛ شاملٌ لما تقدمت الإشارة إليه في الفقرات السابقة من (التنوع الفكري وتعدد المذاهب) !!
وهذا مخالف تماما لما يتبناه الشيخ ربيع المدخلي من أن إحسان الظن بأهل البدع مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى ؛ كما هو نص كلامه في شريطه (الموقف الصحيح من أهل البدع) : "فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام {فإذا رأيتم من يتبع المتشابه فأولئك الذين لعن الله فاحذروهم} ,ما قال: أحسنوا بهم الظن!! كما يقول الآن كثير من أهل الأهواء : (أنتم تتكلمون عن النوايا، أنتم تتكلمون عن المقاصد) !
يا أخي إذا رأينا عندك شبه وضلالات أنت متهم، الله حذرنا منك، ورسول الله حذرنا منك، كيف لا نحذر منك، وكيف نحسن بك الظن وقد نبهنا الله تبارك وتعالى إلى سوء قصدك، وحذر رسول الله منك؟! فالرسول -صلى الله عليه وسلم- لماذا ما أحسن الظن بهؤلاء وهم صحابة وبعضهم بدريون، وتخلفوا لعذر من الأعذار وبينوا، وهو لسبب من الأسباب ما نقول عذر من الأعذار بينوا الحقيقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام كما هي، فقال: أما هؤلاء فقد صدقوا ولكن نكل أمرهم إلى الله عز وجل، وحتى يقضي الله فيهم ما أراد سبحانه وتعالى، فأمر رسول الله بهجرانهم إلى أربعين يوم، وبعد أربعين يوم يرسل لهم الرسل أن يعتزلوا نساءهم، هجرهم المجتمع برمته، ما كان يكلمهم أحد أبداً، بقي معهم زوجاتهم يعطفن عليهم، فأمرهم رسول الله باعتزال نسائهم .
أمر الله الرحيم الرؤوف، ورسوله الرؤوف الرحيم عليه الصلاة والسلام يعامل هؤلاء بمثل هذه المعاملة، فالحذر من أهل البدع، وبغضُهم وهجرانُهم ومقاطعتُهم هو السبيل الصحيح لحماية الأصِحَّاء من أهل السنة من الوقوع في فتنتهم ،و التساهل معهم وحسن الظن بهم، والركون إليهم هو بداية في طريق الضلال والانحراف،{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} ومن أظلم من أهل البدع، أهل البدع شر من الفساق وأهل المعاصي ، ولهذا يقول فقيه البصرة وعاقلهم سلام بن أبي مطيع: لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج ، أحب إلي أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد ، عمرو بن عبيد)
".
أقول:
هذا قول الشيخ ربيع-هنا-!
فأين هو من فعله وصنيعه-هناك-؟!

الوقفة العاشرة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على : (التطوير العملي لفكرة هذا اللقاء ، وتوسيع دائرة المشاركة فيه ، ليشمل جميع المستويات، ويعالج مختلف الموضوعات ، وذلك بإنشاء مركز للحوار الوطني يعنى بتنظيم اللقاءات ،وإعداد البحوث والدراسات في هذا المجال ، ويرغب المشاركون إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز تبني هذا المركز).
أقول :
وهذا لازِمُهُ ومعناه: الرضا بهذا اللقاء وبما نتج عنه من توصيات , بل والدعوة إلى تقنين مثل هذه اللقاءات عبر إنشاء مركز خاص بها !
وهو ما تم فعلا , فقد أنشئ –بناء على هذه التوصية- (مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني) والذي من أهدافه (الحوار بين أتباع الأديان!) !!
وينظر نشاطات هذا المركز في موقعه الرسمي .
http://www.kacnd.org/default.asp

الوقفة الحادية عشر : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على أهمية (التعايش بين المختلفين فكريا في المملكة العربية السعودية) , كما جاء في البيان الختامي :
" 17- أهمية الحوار وسيلة للتعبير عن الرأي ,أسلوب للحياة وتأطيره ، لتحقيق التعايش من خلال منهجية شاملة تلتزم بالأصول والضوابط الشرعية .
18- الاختلاف والتنوع الفكري سنة كونية وحقيقة تاريخية ، لذا لا يمكن إلغاؤه وتجاوزه ، وإن ما يخفف من آثاره الضاره اعتماد منهج القرآن الكريم في الحكم على الآراء والأشياء والأشخاص بتحري الحقيقة الموضوعية ،والعدل ، والتعايش مع هذا الاختلاف وضبطه ، والتفريق بين الثوابت الاجتهادات في مجال التنوع والاختلاف، وتحديد مرجعيته بالكتاب والسنة".
أقول :
والشيخ ربيع المدخلي يرى أن السلفيين لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع , كما قال في كتابه"أهل الحديث هم الطائفة المنصورة"-والذي كان قد طلب من شيخنا الحلبي- قبل نحو عشرين سنة!- تقريظه - أيامَ كان -عنده-من أهل العلم ! ومن تلاميذ الشيخ الألباني!-:
"والمجاهدون السلفيون يجاهدون في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فإذا طهروا بلداً من أدناس الشرك والإلحاد؛ أقاموا فيه حاكمية الله قبل أن يستعيدوا أنفاسهم؛ لأن حاكمية الله وبغض الطواغيت تجري في دمائهم لا كلاماً يلاك على الألسن .
وأما موالاة أعداء الله؛ فحدِّث ولا حرج عن غيرهم، أما هم؛ فالحمد لله هم أنظف الناس وأنزههم منها، بل حتى لا يستطيعون التعايش مع أهل البدع؛ فكيف بالكفار الصرحاء؟! ويلحظ القارئ من تعامل (سلمان) مع التجمعات التي لا تهتم بالسنة ولا بصحة العقيدة تعاملاً هادئاً، كأن صحة العقيدة والاهتمام بالسنة شيء عادي، أما أهل الحديث؛ فإن صحة العقيدة عندهم أمر أعظم وأكبر شيء في هذا الكون؛ فقد يكون فساد العقيدة شركاً أكبر، وقد يكون تجهُّماً وقد يكون رفضاً ... وكل ذلك من أخبث أنواع الضلال وأكبرها، ويقولون في كل منها :
{ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً}".
أقول:
فأين الدعوى من الواقع؟!

الوقفة الثانية عشرة : اتفق المشاركون في اللقاء من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية على أهمية (20- ضمان حرية التعبير عما يراه المسلم حقا وفق الضوابط الشرعية المعتبرة بما لا يتعارض مع محاسبة من يمس : الثوابت الشرعية ، أو المصالح المتفق عليها ، أو حريات الآخرين).
أقول :
ولا أدري كيف جمع الشيخ ربيع –بلازم عدم إنكاره هذا-بعدُ- مع غيره من المؤتمرين بين التوصية بأن تكون حرية التعبير وفق الضوابط الشرعية المعتبرة بما لا يتعارض مع محاسبة من يمس حريات الآخرين ؟!!!
لازم هذا ومعناه: عدم الإنكار على حريات الآخرين من السنة بسلفيهم وإخوانيهم وقطبيهم وصوفيهم , والشيعة والإسماعيلية !
بينما يرى الشيخ ربيع -كما قاله في الحلقة الأولى من مقال (حكم المظاهرات)- أن : "حرية التعبير في الإسلام لها قيود تنفع المتكلم وتنفع المجتمع والحاكم والمحكوم، وإسكات المتكلم بالباطل والكذب وقول الزور والبدع والضلال والشرك والسب والشتم والغيبة والنميمة، كل ذلك من العدل وليس من الظلم، ولا من إهدار كرامة الإنسان، وإقرار هذه الأمور من الظلم وإهدار كرامة الأمة"!

الوقفة الثالثة عشرة : بعد أن انتهى اللقاء صدرت التوصيات النهائية , وكانت الآلية المعتمدة في صدور هذه التوصيات على النحو الذي قاله (الدوسري) : "طالب الحضور قبل المؤتمر استبعاد وسائل الأعلام نهائياً ، كما طالبوا بالحرية الكاملة في طرح أي موضوع للنقاش بلا قيود ولا حدود ، إلا حدود الأدب ، كما أشاروا إلى أن عدم صدور أي توصيات في ختام المؤتمر أفضل من التدخل في صياغة التوصيات أو التعديل في صياغتها ، وتمت الموافقة على كل ذلك .
الجلسات جميعها تم تسجيلها بالصوت والصورة ، ويتم في نهاية كل يوم توزيع مسودة نتائج النقاشات ، للتعديل والإضافة" .
ولكن بعد صدور التوصيات النهائية وانتهاء اللقاء بيومين عاد الشيخ ربيع المدخلي ليعلن رفضه (لكافة التوصيات) , كما قال (الدوسري) : "بعد صدور التوصيات وعرضها على الأمير عبد الله ، أبدى سعادة بالغة بها ، وطلب لقاء أعضاء المؤتمر ،وتم إرسال طائرة خاصة لنقل الحضور للقاء الأمير في جدة وتم بالفعل اللقاء في جده بعد صلاة الجمعة ، يوم 20/4/1424هـ ، ولمدة ثلاث ساعات ، أبدى الأمير خلالها ترحيب كبير بالضيوف ، كما أبدى سعادة كبيرة للغاية بهذا اللقاء ، وأوضح أن الدنيا عنده تساوى هذا اللقاء الوطني للحوار وما صدر عنه من توصيات ، و كان هذا اللقاء مع الأمير عبد الله والكلمات والتعليقات من أعضاء المؤتمر الوطني مقصورةً فقط على المشاركين في اللقاء الوطني للحوار ، و بعض الأمراء إخوان الأمير عبد الله وأبنائه وأبناء إخوته فقط ، وطلب من البقية مغادرة القاعة ، وكان من الحضور الأمير سلطان ، والأمير نواف ، والأمير ممدوح ، والأمير عبد الاله ، والأمير محمد بن نايف .. وغيرهم.
كما أعلن الأمير موافقته على التوصيات التي رفعها المشاركون دون أن يقرأها، بل إنه عندما طلب منه قراءتها كرر أنه موافق عليها.
كما وافق على إنشاء مركز وطني للحوار وطلب من الحضور الاجتماع عدة مرات في الشهر لهذا الغرض.
ثم قام العلامة الدكتور حمزة الفعر ( المدرس بالمسجد الحرام ) بإلقاء كلمة رائعة مركزة شدت انتباه الأمير وإخوانه وأعجب بها وبطرحه وأفكاره .
ثم قام العلامة المفكر الشيخ سلمان بإلقاء كلمة أخرى لم تكن بأقل مستوى وجاذبية من كلمة الشيخ حمزة إن لم تكن أفضل .
ثم قام الشيخ ربيع مدخلي واتى بطامة أتت عليه وعلى زميليه حيث قال بعد أن مدح الحكومة وانجازاتها وخدمتها للإسلام قال: ( إننا غير موافقين على كل التوصيات , ونطلب منكم عدم نشرها , وهذا الكلام لا يمثلنا كلنا)".
أقول :
وهذا السلوك من الشيخ ربيع قديما , ذكرني بما جرى له -قبل-من طعنه بالشيخ ابن باز , ومن ثم مطالبته بأن لا ينشر كلامه فيه لأنه جرى بين شخصين ؛ فلما انتشر الكلام وسئل عنه أنكره .
وكذلك ما جرى له حديثا من قراءته وتحشيته على كتاب الشيخ محمد الإمام (الإبانة) فلما انتشر الكتاب بإقرار الشيخ ربيع المدخلي -مع بعض تعليقاته!-وفي مضامينه ما ينقض منهج الغلاة بل ومنهج الشيخ ربيع- : روجع الشيخ ربيع في تلك التعليقات فنفى أن يكون قرأ الكتاب أو علق عليه !
وقد ذكر هذا -عنه- الشيخ محمد الإمام في مقدمة كتابه " الإبانة " الطبعة الثانية (ص16) فقال :" وممن قرأ الكتاب وعلَّق عليه قبل تقديمه للطبع : فضيلة والدنا المبارك أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله , وسدد خطاه ـ فقد قرأه ـ كما يدل على ذلك مرور قلمه على صفحات الكتاب ـ وعلَّق على مواضع منه , أثبتُّ بعضها في حاشية الكتاب , وكتبت اسمه في آخر كل تعليق من تعليقاته , والبعض الآخر صغته في مادة الكتاب , ثم لما خرج الكتاب مطبوعاً نسي الشَّيخ أنه قد قرأه ..
فذهبت إلى الحج عام (1431هـ) وأخذت معي النسخة التي راجعها , وعلَّق عليها الشَّيخ بقلمه , وسلمتها له , فلما نظر إليها , ورأى خطه فيها قال : نعم , أنا راجعته " !!!
وما بين هذين المثالين العديد من الأمثلة !!!
أقول : ولقاءات المؤتمر جرت بعيدا عن وسائل الإعلام كما طالب الحضور , -والبيان الختامي -كذلك- تم الاتفاق عليه بعيدا عن وسائل الإعلام , وهو مشتمل على توصيات المشاركين في اللقاء –جميعا- ومنهم الشيخ ربيع المدخلي.
وحتى وبعد صدور اتفاق المؤتمرين -جميعا- على هذه التوصيات استمر الشيخ ربيع مشاركا المؤتمرين في زيارتهم لولي العهد .
وعندما استشعر الشيخ ربيع أن هذه التوصيات التي تم الاتفاق عليها ستخرج إلى العلن سارع إلى استدراك الموقف مطالبا بعدم نشرها ومتذرعا بأنه ومن معه (غير موافقين على كل التوصيات) وأن (هذا الكلام لا يمثلهم كلهم) !!
فالشيخ ربيع كان يمتلك الجرأة في أن ينكر التوصيات أمام الملك , فهل عجز عن امتلاكها في إنكارها في المؤتمر قبل صدورها , بل والإلزام بحذف ما لم يوافق عليه , أو تعديله بما يوافق عليه -أقله- , وهو الذي كان إذا تكلم لم يكن أحد يستطيع أن يجابهه أو يجيبه -كما زعمه الحارثي-!!!!!!!!!
ومع ذلك أقول :
إما أن يكون الشيخ ربيع غير موافق على كل التوصيات ؛ ولازم هذا ومعناه: عدم موافقة الشيخ ربيع على كثير من التوصيات التي اشتملت على حق واضح .
أو أن يكون الشيخ ربيع غير موافق على بعض التوصيات ؛ فعندها يقال :
ما هي التوصيات التي لم يوافق عليها الشيخ ربيع ؟
وما هو سبب عدم موافقته لها ؟
وإن كان الشيخ ربيع لم يُعَيِّنها ؛ فهل يسوغ للمدافعين عنه أن يعينوها ؟
وإن ثبت أن الشيخ ربيع رافض لبعض التوصيات التي نجم عنها اللقاء إلا أن رفضه هذا لا يدلل على رفضه لفكرة الحوار , ولا على مجالسته لأهل البدع لتحقيق الوحدة الوطنية , بدليل إجابته للحوار , ومجالسته للمتحاورين طوال أيام اللقاء , وبعده في إجابته لدعوة (ولي العهد) .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه :
إن كان الشيخ ربيع قد عارض الرافضة , ثم عاد فحاورهم , واتفق معهم ومع غيرهم من أهل البدع على جملة توصيات , ثم عاد ليرفضها , فما الذي يجعله لا يعود ليقبلها بعد أن أمر الملك عبد الله بنشرها وإعلانها موقعة بأسماء المؤتمرين جميعا ؟!

الجواب يتضح في:

الوقفة الرابعة عشرة : بعد أن أعلن الشيخ ربيع المدخلي عدم موافقته (على كل التوصيات) وأن (هذا الكلام لا يمثله) , سارع ولي العهد بالأمر بنشر نتائج اللقاء وتوصياته , كما قال الدوسري : "ثم قام الشيخ ربيع مدخلي واتى بطامة اتت عليه وعلى زميليه حيث قال بعد أن مدح الحكومة وانجازاتها وخدمتها للإسلام قال : (إننا غير موافقين على كل التوصيات ونطلب منكم عدم نشرها وهذا الكلام لا يمثلنا كلنا ) ؛ فما كان من الأمير عبد الله إلا أن اصدر قرار في الحال بأن تنقل وتنشر هذه التوصيات عبر وكالات الأنباء العالمية والتلفاز والإذاعة , وقال : (إنني موافق على كل ما فيها وانتم ثقل هذا البلد وانتم حماته ولا نثق إلا في الله ثم فيكم) أو كما قال أبو متعب ..!!!!!".
أقول : إن كان الشيخ ربيع المدخلي قد قرر في رسائله وكتبه أمورا , ثم اتفق مع المبتدعة على خلافها بقوله , او خالفها بأفعاله!!
إن كان الشيخ ربيع قد عارض الرافضة , ثم عاد فحاورهم , واتفق معهم ومع غيرهم من أهل البدع على جملة توصيات , ثم -بعد الاتفاق- عاد ليرفضها .
فما الذي يجعله لا يعود ليقبل ما جاء في البيان الختامي بعد أن أمر الملك عبد الله بنشرها وإعلانها موقعة بأسماء المؤتمرين جميعا ؟!
وهو –على ما يبدو- ما حصل –فعلا- !!! وقرائن هذا الترجيح الآتي :
1- لم يتبرأ الشيخ ربيع المدخلي مما نشر من توصيات اللقاء مصدرة باسمه إلى جانب أسماء غيره من الرافضة والإسماعيلية والمبتدعة , وذلك طوال السنوات العشر اللاحقة , فسكوته على نشر هذه التوصيات واسمه معها طوال الفترة الماضية قرينة على إقراره بها .
2- شكر الشيخ ربيع المدخلي –بعد انتهاء اللقاء وما نتج عنه من توصيات- لمبادرات القيادة السعودية في الدعوة إلى الحوار , وتحقيق الوحدة الإسلامية –رغم وقوفه على التوصيات النهائية التي أعلنت!-؛ فقال في مقال (طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية):
"إن القاري لهذا الكلام يجد رغبة قوية من قائله في تحقيق الوحدة الإسلامية وثناء عاطرا على قيادة هذه البلاد الحكيمة وعلى العلماء الذي فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد"!
ويقول في نفس مقال (طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية) :
"يجب احترام القيادة الحكيمة لهذه البلاد وشكرها بعد الله على حرصها على وحدة الأمة وبذلها كل ما تستطيعه لتحقيق هذه الغاية من عهد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله- الذي وحد الله أهل الجزيرة على يديه بعد شتات وتمزق وتناحر وتلاه أنجاله الكرام في الحفاظ على هذه الوحدة وتوسيع دائرتها لتحقيق الوحدة الشاملة للأمة الإسلامية وعقد المؤتمرات لتحقيق هذه الغاية النبيلة"!.
وقال -أيضا- في مقال (طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به" .
أقول : فهذا ثناء من الشيخ ربيع على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى (الحوار الوطني) , وفي نفس المقال ثناء من الشيخ ربيع على المؤتمرات التي عقدتها المملكة العربية السعودية لتحقيق (الوحدة الإسلامية!!!) , وقد جاء هذا الثناء والمدح -في هذا المقال- بعد علم الشيخ ربيع بما جرى في المؤتمر الذي شارك فيه , والتوصيات التي خرج بها المؤتمر , ونشرها على الملأ .
3-وفي نفس هذا المقال يمدح الشيخ ربيع المدخلي المعاملة الحسنة التي يعامل بها أولياء أموره للرافضة في المملكة –وهذا من بعض أهداف اللقاء الوطني- ؛ فقال : "إنني أعتب على ابن عطية في قوله : (فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ....الخ)!
أقول -والكلام للشيخ ربيع- :كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد, وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها".
أقول :
ولا أدري هل من أصول المنهج السلفي -عند الشيخ ربيع- أنه لولي الأمر أن يعامل الرافضة معاملة حسنة , ويُعنى بهم عناية طيبة , أم أن أصول المنهج السلفي تدل على : إنكار ولاة الأمر على الرافضة ومعاقبتهم , وهجرهم , والتنكيل بهم .
أم أن (ولاة أمر الشيخ ربيع) لهم مقاييس خاصة توجب مدحهم بما هو موجب للذم في أصول (المنهج السلفي) .
وإن كان ما يقوم به ولاة الأمر في المملكة من معاملة حسنة للرافضة هو من موجبات المدح عند الشيخ ربيع فلم لا يعامل مخالفيه من أهل السنة –على الأقل!- بنفس المعاملة الحسنة التي يمدح الشيخ ربيع من يعامل بها الرافضة ؟!!

الوقفة الخامسة عشرة : قال المدعو (فتح الباري!)- : (كان الشيخ ربيع المدخلي نجم الحوار بالأمس يوم الاثنين) !
أقول :
عبارة (فتح الباري) واضحة وهي : أن الشيخ ربيع كان (نجم الحوار يوم الاثنين) , إلا أن الغلاة في الشيخ ربيع حرفوها وجعلوا الشيخ ربيع المدخلي (نجم اللقاء) الذي دام أربعة أيام ! وربما اعتمدوا في ذلك على ما نقله (جمال الحارثي) من مسح الشيخ ربيع الأرض بالرافضة والقطبيين والإخوانيين ... إلخ !!!
ولكن فاتهم -هداهم الله- أن ينقلوا كلام (الدوسري) والذي قال : "إن نجم المؤتمر والذي تألق فيه وكان محط إعجاب الجميع من حضور وأمراء هو الدكتور المفكر عوض بن محمد القرني ( شيخ الشيخ عايض ) حيث أن الله أعطاه باعا طويلا في الفقه بحكم تخصصه الفقهي وقوة في الحجة والنقاش حيث انه يرد على المناقش من كلامه وكان هو من حج (الجاميين) وجعلهم يقتنعون لأنه حجهم بكلامهم وأدلتهم حيث أنهم يستدلون بالآية ويرد عليهم بآخرها , كما أن الشيخ عوض مطلع وخبير بأفكار العلمانيين والحداثيين وفقيه سياسي وإداري متميز".

....هذا آخر ما عندي -الساعةَ-من بحث شبه مفصّل حول هذه القضية الجليلة - والتي ظهر من خلال بحثها ، وما تم من إلزامات تجاهها – تناقض تأصيلات الشيخ المدخلي (القولية!)، مع ممارساته (الفعلية!)...

والله الموفق والهادي -سبحانه- .
__________________

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في الرد على البكري (2\705) :
"فغير الرسول -صلى الله وعليه وسلم- إذا عبر بعبارة موهمة مقرونة بما يزيل الإيهام كان هذا سائغا باتفاق أهل الإسلام .
وأيضا : فالوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط المتكلمين لم يكن على المتكلم بذلك بأس ولا يشترط في العلماء إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم؛ بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم ولا يقدح ذلك في المتكلمين بالحق
".
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-03-2012, 02:03 PM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

إلزام قوي ولاكبير إلا العلم
بوركتم أبا العباس..
اقتباس:
حيث استدرك في مقال (إعانة أبي الحسن على الرجوع بالتي هي أحسن) على الشيخ أبي الحسن المأربي قوله : (هب أنك زرت أضل أهل الأرض ترى أن في زيارتك المصلحة له عسى أن يهديه الله ويأخذ بيده إلى الهدى أو أن تقيم حجة فتبرأ ذمتك، فتكون زيارتك تهمة لك وطعناً فيك، ألم يجب النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوة امرأة يهودية وضعت له السم في ذراع الشاة ، من قال: إن من زار فلان أو أكل عند فلان هذا ليس بسلفي، هذه أصول ظالمة جاهلة تنادي بملئ فيها على جهل أهلها وضلالهم) .
وقد رده الشيخ ربيع بقوله : "نعم أجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوتها لأن الله أباح طعام أهل الكتاب، ثم انظر ماذا عملت اليهودية الخبيثة .
وقد يفعل أهل الضلال والبدع بأهل السنة ما هو شر من هذا، ألا وهو إفساد عقيدة ودين من يجالسهم ويخالطهم ألا تعلم أن رسول الله حذر منهم في غير ما حديث ألا تعلم أن أئمة السلف حذروا منهم وكان كثير منهم على رسوخهم في العلم لا يجالسونهم ولا يستمعون إلى كلامهم كالإمامين ابن سيرين وأيوب السختياني وغيرهما، ألا تعلم أن ضياع كثير من المسلمين والمنتسبين إلى المنهج السلفي سببه مخالطة وزيارات أهل الأهواء والباطل، وفي التاريخ أمثلة لتأثر بعض العلماء ببعض من خالطوهم وأظنك تعرف منهم عبدالرزاق الصنعاني وأبا ذر الهروي والبيهقي وابن عقيل وفي هذا العصر عندك في اليمن نماذج من الأذكياء ضاعوا بسبب مخالطتهم لأهل الفتن ، والسعيد من وعظ بغيره".
كلام الشيخ ربيع هذا فيه نوع استدراك على فعل نبينا صلى الله عليه وسلم
ذلك أن فعل النبي عليه الصلاة والسلام من قبيل المباح مع أن الشيخ ربيع أراد أن يجعل من فعل اليهودية ثم مادندن بعده حجة لعدم إباحته بدون أن يشعر وغاية ما في فعله عليه الصلاة والسلام أنه لا يعلم الغيب وما كان النبي عليه الصلاة والسلام ليدع البيان لغيره وهو القائل:
ما تركت من خير إلا دللتكم عليه ، وما تركت من شر إلا حذرتكم منه .
فالواجب أن يتراجع الشيخ ربيع عما صدر منه تجاه هذا الفعل النبوي من دندنة غير محمودة ولا تليق حوله وبالله تعالى التوفيق.
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-03-2012, 02:49 PM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو العباس مشاهدة المشاركة


3-وفي نفس هذا المقال يمدح الشيخ ربيع المدخلي المعاملة الحسنة التي يعامل بها أولياء أموره للرافضة في المملكة –وهذا من بعض أهداف اللقاء الوطني- ؛ فقال : "إنني أعتب على ابن عطية في قوله : (فإن القارب الذي كان لا يتسع إلا لفئة واحدة سوف يتسع لغيرهم لأنه بدأ يعذر تلك الفئات الأخرى ....الخ)!
أقول -والكلام للشيخ ربيع- :كان ينبغي أن تتذكر المعاملة الحسنة والعناية الطيبة التي تقوم بها قيادة هذه البلاد نحو الشيعة في هذا البلد, وأن تنقل هذه الصورة إلى القيادات الشيعية في إيران والعراق لتعامل أهل السنة بمثلها أو بقريب منها
".
أقول :
ولا أدري هل من أصول المنهج السلفي -عند الشيخ ربيع- أنه لولي الأمر أن يعامل الرافضة معاملة حسنة , ويُعنى بهم عناية طيبة , أم أن أصول المنهج السلفي تدل على : إنكار ولاة الأمر على الرافضة ومعاقبتهم , وهجرهم , والتنكيل بهم .
أم أن (ولاة أمر الشيخ ربيع) لهم مقاييس خاصة توجب مدحهم بما هو موجب للذم في أصول (المنهج السلفي) .
وإن كان ما يقوم به ولاة الأمر في المملكة من معاملة حسنة للرافضة هو من موجبات المدح عند الشيخ ربيع فلم لا يعامل مخالفيه من أهل السنة –على الأقل!- بنفس المعاملة الحسنة التي يمدح الشيخ ربيع من يعامل بها الرافضة ؟!!

.

هذه لوحدها كافية .. لو كانوا منصفين !
جزاك الله خيرا أبا العباس مقال في غاية الإتقان أتى على جميع شبهات القوم ,
مربزا لتناقض الشيخ ربيع مع أصوله !
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-03-2012, 09:33 PM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

مقال قوي
جزاك الله خير شيخ أبا العباس الموصلي
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2012, 10:11 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

الله أكبر ...
قلت كل ما جال في صدري وأكثر عن هذا الموضوع فجزاك الله خيرا
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-04-2012, 11:32 AM
مجدي أبو لبدة مجدي أبو لبدة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 410
افتراضي

اللهم رد الشيخ الفاضل ربيع المدخلي الى الحق
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-07-2012, 01:09 PM
محمد عارف المدني محمد عارف المدني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,060
افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك
مقال نافع ماتع

__________________
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " كُونُوا يَنَابِيعَ الْعِلْمِ مَصَابِيحَ الْهُدَى أَحْلاسَ الْبُيُوتِ سُرُجَ اللَّيْلِ ، جُدُدَ الْقُلُوبِ خُلْقَانَ الثِّيَابِ ، تُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَتَخْفَوْنَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ "
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-08-2012, 08:22 AM
أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- أبوعبدالرحمن-راجي عفوربه- غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 1,939
افتراضي

فالقوم يصمتون صمت العاجز
__________________
قال الشيخ ربيع:
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع ، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه : الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-10-2012, 08:53 AM
أبو عبدالله رائد جبران أبو عبدالله رائد جبران غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: عمان - الأردن
المشاركات: 100
افتراضي

حرام علينا حلال لهم
عصبية قبلية جاهلية إقليمية تخلفية ظالمية....
الحمد لله أنا ديننا ليس مربوط بشخص إلا النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-11-2012, 09:23 AM
أبوجابر الأثري أبوجابر الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: طرابلس- ليبيا
المشاركات: 2,053
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر بن عبد الهادي الكرخي مشاهدة المشاركة
أحسن الله إليكم -شيخ عماد- ..
مقال ملزم مفحم .
بارك الله في جهودكم وقوّاكم دوماً على طاعته .



قد اعيتهم يا شيخ عماد........

بوركت
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.