أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
39530 | 74378 |
#1
|
|||
|
|||
القول المأثور في مسألة هل الملائكة إناث أم ذكور
القول المأثور في مسألة هل الملائكة إناث أم ذكور الحمد لله رب العلمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين،صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فقد كنا يوم أمس في مجلس وأثار بعض الأفاضل -استطرادا- مسألة وصف الملائكة-عليهم الصلاة والسلام- بالذكورية مستدلا بقوله تعالى ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف/19وفهمت من سياق كلامه أنه فهم هذا المعنى بقاعدة "مفهوم المخالفة". وقد اختلفت أراء الإخوة الحاضرين، فمنهم من وافق- وأنا منهم-،ومنهم من توقف، وبعد هذا البحث المتواضع تبين أن لكل سلف -والحمد لله- غير أنني غيرت رأيي من الموافقة إلى التوقف لأنه هو الأسلم... أما بالنسبة للقول بذكورية الملائكة، فقد قال به أبو مجلز لاحق بن حميد -رحمه الله-وهو من التابعين، روى ابن جرير-رحمه الله- بسنده عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز{وعلى الأعراف رجال} قال : هم الملائكة، قلت: يأبا مجلز يقول الله تبارك وتعالى:"رجال"وأنت تقول: هم الملائكة،قال: إنهم ذكران ليسوا بإناث". وسئل الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- السؤال التالي:سؤال من (أ.أ.ع) من الدمام يقول: نقرأ ونسمع كثيرا من عامة الناس، وكتابهم، وشعرائهم من يصف في كتابه وشعره الممرضات بأنهن ملائكة الرحمة، فما رأي سماحتكم في مثل هذا الوصف، وهل يجوز ذلك؟، أفتونا جزاكم الله خيرا. فأجاب -رحمه الله- بقوله:"هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات، لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثا، وقد أنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثة، ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات،ولان الممرضات فيهن الطيب والخبيث، فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن، والله الموفق"إهـ (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن). أما التوقف في وصف الملائكة-عليهم الصلاة والسلام- بالذكورية، فقد نقل السيوطي-رحمه الله- في "الحبائك في أخبار الملائك" ص:88،عن الحليمي قوله:" وقد قيل إن أصحاب الأعراف ملائكة يحبون أهل الجنة ويبكّتون أهل النار، وهو بعيد لوجهين: أحدهما قوله تعالى {وَعَلى الأَعرافِ رِجالُ} والرجال: الذكور العقلاء، والملائكة لا ينقسمون إلى ذكور وإناث، والثاني إخباره تعالى عنهم وأنهم يطمعون أن يدخلوا الجنة، والملائكة غير محجوبين عنها كيف والحيلولة بين الطامع وطمعه تعذيب له ولا عذاب يومئذ على ملك ". إهـ وقال صاحب الرسائل العقائدية الماتعة، الدكتورمحمد بن عبد الرحمن الخميس في رسالته "اعتقاد أهل السنة": ونقول إن من قال بأنهم إناث فقد كفر لمخالفته كتاب الله ، ولا يقال إنهم ذكور، إذ لم يرد في ذلك نص صحيح " إهـ. وسئل الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير-حفظه الله-السؤال االتالي: هل الملائكة كلهم ذكور أو بعضهم ذكور وإناث؟ فأجاب بقوله:الذي لم يأتِ به نص، الذي لم يأتِ بهم نص لا يجوز وصفهم به إلا بتوقيف، نعم من حيث اللفظ المفرد ملك يدل على أنهم اللفظ مذكر، اللفظ مذكر، ولذلك يقال: الملك واحد الملائكة، فهو مذكر من حيث اللفظ، وأنكر الله -جل وعلا- وصفهم بكونهم إناث، شدد النكير على المشركين الذين وصفوهم بإناث... لكن على الإنسان أن لا يثبت ولا ينفي إلا بنص؛ لأن هذه أمور غيبية، متوقفة على السمع"إهـ. قلت:وإلى هذا القول ذهب الدكتورعمر سليمان الأشقر في كتابه"عالم الملائكة الأبرار" ص: 13،حيث قال تحت عنوان(لا يوصفون بالذكورة ولا الأنوثة)ما ملخصه:"من أسباب ضلال بني آدم في حديثهم عن عوالم الغيب أن بعضهم يحاول إخضاع هذه العوالم لمقاييسه البشرية الدنيوية ...ولقد ضل في هذا المجال مشركو العرب الذين كانوا يزعمون أن الملائكة إناثا ، واختلطت هذه المقولة الجافية للحقيقة عندهم بخرافة أعظم و أكبر ، إذ زعموا أن هؤلاء الإناث بنات الله ..."إهـ. والحاصل: أن العلماء اتفقوا على نفي الأنوثة عن الملائكة-عليهم الصلاة والسلام- لأن الله تعالى نفاهافي القرآن الكريم،واختلفوا في وصف الذكورية، فمنهم من أثبتها، ومنهم من توقف وهو الأحوط والأسلم في مثل هذه المسائل الغيبية،كما قال شيخ مشايخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله -حين سئل هذا السؤال: هل الملائكة فيهم ذكور وإناث ام ذكور فقط أم إناث فقط؟-:"هناك قاعدة للمؤمن الذي يريد ان يرتاح ويريح، ويتأدب مع الله ورسوله، ألا يسأل عن شيئ من أمور الغيب، نؤمن بها كما جاءت،ولذلك لو كان هذا السؤال فيه خير لكان أول من يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم، وإن شاء الله سؤالك جيد، لأننا استفدنا هذه النصيحة،أن أمور الغيب لا تسأل عنها،لما قال رجل للإمام مالك بن أنس -رحمه الله-{الرحمان على العرش استوى }" غضب، كيف تسأل كيف استوى؟! وقال ما أراك إلا مبتدعا، وأمر به أن يخرج من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، من المسجد النبوي"إهـ. هذا والله تعالى أسأل أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبنا الخطأ والارتياب، ويلهمنا الحكمة والصواب،إنه ولي ذلك والقادر عليه،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218. |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك
|
#3
|
|||
|
|||
اللهم آمين وإياكم أخي الفاضل المبارك.
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218. |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218. |
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218. |
#6
|
|||
|
|||
كان الوعيد على من قال أن الملائكة إناثاُ! فاستحق الوعيد لقوله تعالى
( أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ )، فما يدريك من يقول أنهم ذكوراً لايشمله الوعيد كذلك ! الله أعلم التوقف أولى . |
#7
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم. لعل من الأدلة على أن الملائكة ذكور هو ما ورد مثلاً في حديث عمر رضي الله عنه قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب . شديد سواد الشعر...
فجبريل هنا قد جاء على شكل (رجل).
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#8
|
|||
|
|||
و لعل ما هو دليل آخر أن الملائكة ذكور هو جواز تسمية الذكور من الإنس بأسمائهم (أو أسماء بعضهم) كمالك. و لو لم يكونوا ذكوراً لما جاز تسمية الصبيان بأسماء الملائكة، مثلما أنه لا يجوز تسمية البنات بأسماء الملائكة.
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء" |
#9
|
|||
|
|||
ليس في هذا دليل على أنهم رجال ولكنه دليل على أنهم يتشكلون بصورة الرجال وعمر رضي الله عنه تكلم بما ظهر له في حال تشكله
__________________
[SIZE="3"][COLOR="Red"]والله لن تنساك القلوب يا فضيلة الشيخ محمد سيد حاج رحمك الله ابا جعفر وكتب لك بكل خطوة مشيتها فى سبيل الله اعلى الدرجات[/COLOR][/SIZE] |
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا جميعا على تفاعلكم مع الموضوع
أخي الفاضل المبارك عبد الله بن مسلم،إستدلالك -حفظك الله - فيه نظر من وجوه بسيطة: أولا: لم أقف على شارح واحد من شراح هذا الحديث يستدل به على ذكوريةالملائكة، وإن كان عندك شيئ فلا تبخل علينا به.. ثانيا: من الأخطاء الشائعة أن نقيس أمورا في عالم الغيب لا مجال للرأي فيها على أمور في عالم المشاهدة، فهذا قياس مع لفارق بارك الله فيكم، وبسببه ضل خلق كثير في أسماء الله وصفاته. ثالثا: مثل هذه الأمور الأسلم والأحوط فيها التوقف، فلا نثبث إلا بنص ولا ننفي إلا بنص،فكما نفينا الأنوثة بنص، لا نثبت الذكورية أيضا إلا بنص.. واستعمال قاعدة مفهوم المخالفة في مثل هذه الأمور غير وارد.. والله أعلم. وأتمنى من الإخوان الأفاضل أن يتحفونا بما وقفوا عليه من نقولات عن أهل العلم في المسألة، حتى يكتمل الموضوع، وتعم الفائدة بإذن الله تعالى. وأكرر تقديري لأخي الفاضل الأستاذ عبد الله بن مسلم حفظه الله ونفع به.
__________________
قال الشيخ عبد السلام بن برجس-رحمه الله-:"وقد بلينا في هذه الأزمان من بعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم، وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بعبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له، وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه "رفقا أهل السنة بأهل السنة" نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله" اهـ "بحوث ندوة أثرالقرآن الكريم في تحقيق الوسطية" ص:218. |
|
|