أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
24358 | 98094 |
#1
|
|||
|
|||
...هذه هي عبوديّة الذلّ والانكسار..فأين نحن منها؟!
... هذه هي عبوديّة الذلّ والانكسار.. فأين نحن منها؟! قال الإمام ابنُ القيّم - رحمه الله - في (( مدارج السالكين )) : (( وَصَاحِبُ هَذَا الْمَشْهَدِ-الذلّ والانكِسارِ- يَشْهَدُ نَفْسَهُ كَرَجُلٍ كَانَ فِي كَنَفِ أَبِيهِ يَغْذُوهُ بِأَطْيَبِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَاللِّبَاسِ، وَيُرَبِّيهِ أَحْسَنَ التَّرْبِيَةِ، وَيُرَقِّيهِ عَلَى دَرَجَاتِ الْكَمَالِ أَتَمَّ تَرْقِيَةٍ، وَهُوَ الْقَيِّمُ بِمَصَالِحِهِ كُلِّهَا... فَبَعَثَهُ أَبُوهُ فِي حَاجَةٍ لَهُ.. فَخَرَجَ عَلَيْهِ فِي طَرِيقِهِ عَدُوٌّ، فَأَسَرَهُ وَكَتَّفَهُ وَشَدَّهُ وَثَاقًا، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى بِلَادِ الْأَعْدَاءِ فَسَامَهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَعَامَلَهُ بِضِدِّ مَا كَانَ أَبُوهُ يُعَامِلُهُ بِهِ.. فَهُوَ يَتَذَكَّرُ تَرْبِيَةَ وَالِدِهِ وَإِحْسَانَهُ إِلَيْهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، فَتَهِيجُ مِنْ قَلْبِهِ لَوَاعِجُ الْحَسَرَاتِ كُلَّمَا رَأَى حَالَهُ، وَيَتَذَكَّرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَكُلَّ مَا كَانَ فِيهِ. فَبَيْنَمَا هُوَ فِي أَسْرِ عَدُوِّهِ يَسُومُهُ سُوءَ الْعَذَابِ، وَيُرِيدُ نَحْرَهُ فِي آخِرِ الْأَمْرِ، إِذْ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ إِلَى نَحْوِ دِيَارِ أَبِيهِ: فَرَأَى أَبَاهُ مِنْهُ قَرِيبًا، فَسَعَى إِلَيْهِ، وَأَلْقَى نَفْسَهُ عَلَيْهِ، وَانْطَرَحَ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَسْتَغِيثُ: يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ، يَا أَبَتَاهُ! انْظُرْ إِلَى وَلَدِكَ وَمَا هُوَ فِيهِ- وَدُمُوعُهُ تَسْتَبِقُ عَلَى خَدَّيْهِ-، قَدِ اعْتَنَقَهُ وَالْتَزَمَهُ، وَعَدُوُّهُ فِي طَلَبِهِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ مُلْتَزِمٌ لِوَالِدِهِ مُمْسِكٌ بِهِ.. فَهَلْ تَقُولُ: إِنَّ وَالِدَهُ يُسْلِمُهُ مَعَ هَذِهِ الْحَالِ إِلَى عَدُوِّهِ، وَيُخَلِّي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ؟! فَمَا الظَّنُّ بِمَنْ هُوَ أَرْحَمُ بِعَبْدِهِ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ، وَمِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا إِذَا فَرَّ عَبْدٌ إِلَيْهِ، وَهَرَبَ مِنْ عَدُوِّهُ إِلَيْهِ، وَأَلْقَى بِنَفْسِهِ طَرِيحًا بِبَابِهِ، يُمَرِّغُ خَدَّهُ فِي ثَرَى أَعْتَابِهِ بَاكِيًا بَيْنَ يَدَيْهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ.. ارْحَمْ مَنْ لَا رَاحِمَ لَهُ سِوَاكَ.. وَلَا نَاصِرَ لَهُ سِوَاكَ.. وَلَا مُؤْوِيَ لَهُ سِوَاكَ.. وَلَا مُغِيثَ لَهُ سِوَاكَ.. مِسْكِينُكَ وَفَقِيرُكَ، وَسَائِلُكَ وَمُؤَمِّلُكَ وَمُرَجِّيكَ.. لَا مَلْجَأَ لَهُ وَلَا مَنْجَى لَهُ مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ.. أَنْتَ مَعَاذُهُ وَبِكَ مَلَاذُهُ. يَا مَـنْ أَلُـوذُ بِـهِ فِيمَــــا أُؤَمِّلُهُ ***** وَمَــنْ أَعُوذُ بِــهِ مِمَّـــا أَحَـــــــاذِرُهُ لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسِرُهُ *****وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ )) . * * * * * |
#2
|
|||
|
|||
الله ارزقنا عبودية الذل والانكساربين يديك يا ارحم الراحمين ,بوركت شيخنا الحبيب.
|
#3
|
|||
|
|||
اقتباس:
وجزاك الله خير الجزاء عن بلدنا هذا خاصه وعن سائر بلاد المسلمين |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك شيخنا
نعم أين نحن منها بل وأين نحن من تزكية النفوس؟أصبحنا كا النار التي تأكل كل ما حولها ثم تأكل نفسها خشية الله منعدمة فينا لعدم اهتمامنا بتزكية نفوسنا وانشغالنا بغيرنا فزينا لنا الشيطان أعمالنا
__________________
لسنا من المتحزّبين الذين جعلوا دين الله عضين و تفرّقوا شيعا و أحزابا يوالون و يعادون على فلان و علاّن ! ! لسنا من الحدّادية المغالين في الإقصاء و التبديع و التشنيع ... و ما أجملَ ما قيل : '' كما أنّنا ضد التكفير المنفلت فإننا ضد "التبديع المنفلت'' ''وصاحب الحق يكفيه دليل '', وأهل الأهواء"لايكفيهم ألف دليل'' ورحم الله شيخنا علي اذ يقول "المؤمنون عذّارون والمُنافِقونعثارون |
#5
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب ونفع بكم الاسلام والمسلمين.
|
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خير
وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك
__________________
قال الله سبحانه تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله : ( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج ) اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك |
#7
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ، و بارك الله فيك و في علمك
|
#8
|
|||
|
|||
جزاك اللهُ خيراً شيخَنا الحبيبَ على هذا النقلِ المباركِ
__________________
[SIZE="6"][FONT="Tahoma"][SIZE="5"][COLOR="Red"][CENTER][SIZE="4"] [SIZE="3"]قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة ، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم ، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره وغير ذلك ليس محسوباً من حياته ، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ماقطعه النوم والبطالة ، فموت هذا خير من حياته [/SIZE][/SIZE][/CENTER] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE] |
#9
|
|||
|
|||
الله الله في أنفسنا
بوركت شيخنا الحبيب على هذا النقل الماتع النافع.
__________________
(قال الأوزاعي رحمه الله " عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه لك بالقول , فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم ) |
#10
|
|||
|
|||
اللهم ارحم ضعف الشيخ علي حسن وا جبر كسره وخذ بثأ ره ممن ظلمه اللهم اجعله من خير عبا دك اللهم احفظه بحفظك واكرمه بطا عتك يا رب العا لمين امين
|
|
|