أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
35417 69591

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-25-2011, 10:59 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي منزلة الإيمان في الدعوة عند الشيخ ربيع

بسم الله الرحمان الرحيم

منزلة الإيمان في الدعوة عند الشيخ ربيع

الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده،وبعد..
مفهوم الشّيخ ربيع للإيمان؟!
يقول الشّيخ ربيع عن الإخوان كما في (فتاويه)(1/26): (( وهم الّذين يقولون:إيمان إيمان إيمان،ولا يستطيعون أن يقولوا التّوحيد و الشرك،لأنّ كلمة إيمان لما يقولها يحضر اليهوديّ و النّصرانيّ وغيرهم،ولا يخجل ولا يستاء،الإيمان بالله الإيمان باليوم الآخر،الإيمان بكذا،يصدق اليهوديّ و النّصرانيّ ولا يغضب...)).
قلت: إذا كان الشّيخ ربيع ينظر للإيمان هذه النّظرة،ولا يفرِّق بين الإيمان الإسلاميّ و إيمان النّصارى و اليهود فهمنا لمَ يعتبر مجرّد مكالمتهم أو محاورتهم من وحدة الأديان؟!
ولكن في الوقت نفسه لم نفهم لمَ ذم من قال في رسالة عمّان: "المؤمنين بالديانات الأخرى" إذا كان يثبت لهم هنا حبّ الإيمان الإسلاميّ ؟!
لاشكّ أنّ ما يتحدث عنه الشّيخ ربيع هنا هو الإيمان العقلي كإيمان الفلاسفة بوجود المحرك الأوّل أو العلّة الأولى،ولكن هل هذا هو الإيمان القرآنيّ؟!
أم أنّ الشّيخ ربيعا لا يعرف ما هو الإيمان؟!
وهل نسي حديث جبريل؟!
وهل توجد فرقة من المسلمين تدعو للإيمان بالله تعالى دون الإيمان برسوله؟!
وهل الإيمان الإسلامي لا يتضمن التوحيد؟!
وهل الإيمان هو شيء آخر غير الإيمان بالشهادتين وما يتبعهما؟!
ومعلوم أن دعائم الإيمان: الإيمان بالله و اليوم الآخر.
نعم قد يتكلم هذا بكلمة الإيمان يبتغي بها حقيقة الإيمان، و يتكلم بها الآخر يقصد بها حقن دمه،وماله، ولكن ليس هذا المقصود ، المقصود أن الدعوة إلى الإيمان دعوة أعم من الدعوة إلى التوحيد، و بطبيعة الحال يقوم منهج الإخوان على التلفيق بقصد التوفيق، فلا يقدرون على الجهر بالدعوة إلى التوحيد لأنها دعوة ستصطدم بكثير من الجماعات و الفرق الإسلامية، وهم يولون مفهوم الشمولية أولوية على مفهوم التوحيد؟
لكن ليس هذا سببا كافيا، ولا صحيحا للتقليل من الدعوة إلى الإيمان بالله و اليوم الآخر لأنها أصل الدعوة إلى التوحيد، وبدونها تسقط كل الدعوات.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (إبطال التحليل) : (( فمن تكلم بالأقوال التي جعل الشارع لها حقائق و مقاصد مثل كلمة الإيمان، و كلمة الله التي تستحلّ بها الفروج، و العهود، و المواثيق التي بين المتعاقدين، وهو لا يريد بها حقائقها المقوّمة لها،ولا مقاصدها التي جعلت هذه الألفاظ محصّلة لها،بل يريد أن يرتجع المرأة ليضرّها،ولا حاجة له في نكاحها، أو ينكحها ليحّلّلها، أو يخلعها ليلبسها،هو مستهزئ بآيات الله فإن العهود و المواثيق من آيات الله ))
المهم بدل من أن نسلب كلمة "الإيمان" حقيقتها الشرعية من خلال التزهيد فيها ـ من غير قصد ـ نقدا لغيرنا، الأولى بنا أن نردها إلى مكانتها الحقيقية في شريعتنا، وفي دعوتنا،لأن الكلام عن التوحيد فرع عن الإيمان بالله و اليوم الاخر، و الله اعلم.
أرزيو/ الجزائر ،في 25 /05/2011م
مختار الأخضر طيباوي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-25-2011, 11:39 PM
أبو نرجس الكويتي أبو نرجس الكويتي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 774
افتراضي

حمدا لله على عودتكم، و مبارك عليكم هذه العودة الموفقة، و لكن لن يجيبوك بل سيتجاهلون المسألة إلى أن يقعوا لك على زلة فيخصصون لها عشرات الردود و الشتائم و التنقيصات.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-26-2011, 12:01 AM
ابو العبدين البصري ابو العبدين البصري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 2,253
افتراضي

سيقولون الشيخ ما يقصد هذا وله كلام آخر في تعظيم مسمى الإيمان !
فنقول عدتم لمشكلة حمل الكلام المجمل لغير المعصوم على المفصل!!!
فسنقول لهم طيب افعلوا هذا مع غير الشيخ ربيع ممن بدعتموهم بزلاة لسان وتنتهي المشكلة
أحرام على بلابله البوح
حلالاً للطير من كل جنس
!!
__________________
قال الشاطبي _رحمه الله تعالى_ :" قال الغزالي في بعض كتبه : أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهّال أهل الحق ، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدْلال ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء ، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة ، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة ، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها".
الاعتصام للشاطبي (1_494).

قلت:رحم الله الشاطبي والغزالي لو رأى حالنا اليوم كم نفرنا اناسا عن الحق وسددنا الطريق على العلماء الناصحين الربانيين؟!
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-26-2011, 08:49 AM
كشيدة جلالي كشيدة جلالي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر. ولاية بسكرة. مدينة أولاد جلال وطن المحبة
المشاركات: 412
Post المشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــاورة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
والصلاة والسلام علي من لانبي بعده
اما بعد.قال العز بن عبد السلام رحمه الله" فان الله لم يجمع الصواب كله لواحد ولذلك شرعت المشاورة فان الصواب قد يظهر لقوم وقد يغيب عن اخرين ’ وقد قيل للشافعي رحمه الله (اين العلم كله؟ فقال:في العالم كله, يعني ان الله جل وعلا فرقه في عباده ولم يجمعه في واحد)..فمالكم كيف تحكمون..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-26-2011, 10:06 AM
أمين الشافعى أمين الشافعى غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 74
افتراضي

بارك الله فيك شيخ مختار
لكن أرى أن مقالكم فيه تكلفاً ، تخطئة متكلَفة..

لأن الشيخ كلامه عن الإيمان بالنظر إلى ما عندهم لا بالنظر إلى ما عندنا..
و المخاطب لأهل الأديان الأخرى لا يكلمهم عن الإيمان بالنظر إلى ما عندنا..

فالكلام باعتبار ما يتلقاه السامع من أهل الأديان الأخرى

و لا عجب فلهذا نظيره بين أهل القبلة من أهل الفرق المختلفة..قد ينطق المتكلم بلفظة الإيمان عند المرجئ فيفهمها على غير ما يفهمها المعتزلى..

و الشيخ قصده أن المتكلم عند الموفقين بين الملل بلفظ الإيمان لا يُبين عن مفهوم الإيمان الذي له اقتضاءات مفرِّقة لا موفِّقة بين أهل الملل كالكفر بالطاغوت و الولاء و البراء و غير ذلك .

و تساؤلنا : هل الشيخ ربيع لا يعرف الإيمان ؟
هذا تساؤل غير منصف بالمرة و من أبعد ما يكون عن الواقع ،
و لا يصب في صالح نسائم الحكمة التى أراها في تصرفات المشرفين الفضلاء
اللهم زدهم حكمة على حكمتهم و رفقاً على رفقهم و حلماً على حلمهم..
و لا أكون غير مخطئ لو قلت أن ظنى بهم يجعلنى أعتقد أن لهم جهوداً لا نراها في سبيل التهدئة و المسالمة و رأب الصدع..

و مثل هذا المقال من شأنه قض مضاجع الحكماء و عدم التهدئة بين الطرفين التى نرى شيئاً منها في أفق الخير هنا و هناك ،
و لننتظر إشعال حرب الردود هناك ، و الرد على الردود هنا..

وفقكم الله و سدد خطاكم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-26-2011, 11:31 AM
أحمد غدير أحمد غدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الوادي ـ الجزائر
المشاركات: 286
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمين الشافعى مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك شيخ مختار
لكن أرى أن مقالكم فيه تكلفاً ، تخطئة متكلَفة..

لأن الشيخ كلامه عن الإيمان بالنظر إلى ما عندهم لا بالنظر إلى ما عندنا..
و المخاطب لأهل الأديان الأخرى لا يكلمهم عن الإيمان بالنظر إلى ما عندنا..

فالكلام باعتبار ما يتلقاه السامع من أهل الأديان الأخرى

و لا عجب فلهذا نظيره بين أهل القبلة من أهل الفرق المختلفة..قد ينطق المتكلم بلفظة الإيمان عند المرجئ فيفهمها على غير ما يفهمها المعتزلى..

و الشيخ قصده أن المتكلم عند الموفقين بين الملل بلفظ الإيمان لا يُبين عن مفهوم الإيمان الذي له اقتضاءات مفرِّقة لا موفِّقة بين أهل الملل كالكفر بالطاغوت و الولاء و البراء و غير ذلك .

و تساؤلنا : هل الشيخ ربيع لا يعرف الإيمان ؟
هذا تساؤل غير منصف بالمرة و من أبعد ما يكون عن الواقع ،
و لا يصب في صالح نسائم الحكمة التى أراها في تصرفات المشرفين الفضلاء
اللهم زدهم حكمة على حكمتهم و رفقاً على رفقهم و حلماً على حلمهم..
و لا أكون غير مخطئ لو قلت أن ظنى بهم يجعلنى أعتقد أن لهم جهوداً لا نراها في سبيل التهدئة و المسالمة و رأب الصدع..

و مثل هذا المقال من شأنه قض مضاجع الحكماء و عدم التهدئة بين الطرفين التى نرى شيئاً منها في أفق الخير هنا و هناك ،
و لننتظر إشعال حرب الردود هناك ، و الرد على الردود هنا..

وفقكم الله و سدد خطاكم
جزاك الله خيرا ، ففي المقال تكلف زائد، والواجب حمل الكلام على أحسن المحامل، لا تتطلب الزلات، وإن كنا نخالف الشيخ ربيع ـ وهو من علماء السنة بلا شك ـ في بعض آرائه واجتهاداته، لكن لا يعني هذا أن نقوّله مالم يقل، وكلامه في معنى الإيمان وضوابطه معروف.
فلا يجزي من عصى الله فينا أن نطيع الله فيه
__________________
ومن الظلم والجور الناتج في الغالب عن قلة العلم، أن يُخرج السني من السنة بمسألة يسوغ فيها الخلاف.
قال الإمام أحمد: ( إخراج الناس من السنة شديد) رواه الخلال في السنة.[2/ 373]

]
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-26-2011, 12:17 PM
مختار طيباوي مختار طيباوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 182
افتراضي

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لانبي بعده،وبعد....
فقد تختلف تقديرات الناس من شخص لآخر،وكل له رؤيته،وطريقة تعبيره،ولكن المعتبر ما وافق الشريعة لفظا وقصدا،فالبعض يرى ان الاختلاف بين الفئتين اختلاف دراجات رغم التضليل و التكفير و الرمي بالزندقة؟
ومثله يسعى للجميع بين الفئتين ـ التهدئة ـوقد يكون قصده أحسن من لفظه.
بينما يرى الآخر أنه لايمكن الجمع بين الحر و القر،والتهدئة لها خط إدا تجاوزناه صارت مجاملة زائفة،وتلفيقا على حساب الحق،لأن الصلح الصحيح و الدائم ما كان بعد استيفاء الحقوق و أدائها إلى أهلها اعتدارا ورجوعا عن البغي و الظلم.
كدلك يختلف الناس في مقاصدهم من الردود بين مبتغ للحق و إن خانته عبارة،لا يرد من اجل الرد ولكن لبيان الحق،وبين من ينتقد إدا انتقد،ويسكت إدا سكت عنه،والحق بضاعة يتاجر بها في سوق النفود والتحالفات و التكتلات.
وأقول لأخوتي الكرام الرد باغتيال الشخصية عن طريق صناعة الإشاعة وترويجها و الخروج عن محجة العلماء طريقة معروف أصحابها ليست إلا طريقة لإرهاب المخالف قد فاتها الزمان وتجاوزها الناس،فأهل البغي و الكدب والخلط بين الغث و السمين والضرب على البراميل الفارغة لا ينفع معهم صلح ولا تهدئة لانهم اهل باطل ومنهج منحرف كما يظهر لي من خبرتي بهم.
أما عن اخطاء الشيخ ربيع التي ملات الآفاق فلا تتوقف عند عبارات مجملة ،أو الفاظ محتملة ولكنها اخطاء واضحة وفادحة قد بينتها وبينها غيري بمئات المقالات.
وهده المسألة ـ منزلة الإيمان ـ قد يرى بعض الطيبين أن فيها تكلفا ويرى آخر ان التكلف في التأويل للشيخ ربيع وحمل كلامه المحمل الحسن وهدا و إن كان قصدا حسنا فليس في كل مقام لاننا عندما نتكلم عن الإيمان فباعتبار معناه الصحيح و بالنظر إلى ما عندنا و ليس بالنظر إلى ما عندهم إلا إن كان الإيمان عندهم شيئا آخر،و عبارة الشيخ ربيع واضحة فإنه يتكلم عن الإيمان بالله و اليوم الاخر وليس عن الولاء و البراء.
وقد بينت تأثير منهج التلفيق عند الإخوان على مقتضيات الإيمان المفرقة بين مفهوم الإيمان عند الفرق الإسلامية ،ولا اعلم ان الإخوان من الموفقين بين الملل بلفظ الإيمان،نعم بعضهم معروف بالدعوة إلى حوار الأديان اما التوفيق بين الأديان فلا أعلمه عنهم إلا عند الشيخ ربيع.
على كل حال المقال أقصد منه شيئين:
1 ـ عبارات الشيخ ربيع في هده المسألة مناقضة لمآخده على الناس في مسألة "وحدة الأديان" فما يحاول تحويله بلي رقبته إلى كلام باطل يقول به هو بعبارات اكثر احتمالا للباطل.
2 ـ استعمال بعض الجماعات او الفرق عبارات ومصطلحات حتى تصير من شعارات دعوتهم لا يجب ان يجعلها باطلة أو دات مدلول يقوله الصديق و الزنديق إدا كانت عبارات شرعية صحيحة،يجب التنبيه عن الفرق بيننا وبينهم دون التزهيد فيها بأي وسيلة، وهدا الخطأ يتكرر في مسألة الوعظ ، عندما يعتبر بعضهم الكلام عن الإيمان بالله و اليوم الاخر،و عداب القبر،و احوال القيامة،واليقين والشكر و الصبر و مسائل السلوك ليس من دعوة التوحيد؟
اما الاستفهام عن معرفة الشيخ ربيع بمدلول كلمة الإيمان فواضح من السياق و حمله على التجهيل تكلف لانه استفهام عن سوء التوظيف و التكلف في نقد الغير ـ الإخوان ـ بإخراج العبارات عن مدلولها وانتزاعها من سياقها.
أرجو أني اوضحت قصدي و بينت ان القصد هو الدي يوجه الكلام ويجعله مطابقا او متكلفا،فاختلاف النظر بيننا لاختلاف مقاصدنا بين من يريد التهدئة و تخفيف حدة الخلاف وبين من لايراها اصلا ويعتبرها شيئا خارج،وكل له وجهة نظره و الحكم دائما للشريعة اولا ثم الواقع يصدق أو يكدب.
بارك الله في الجميع وجعل نياتنا ابلغ من اعمالنا،و السلام عليكم.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-26-2011, 12:49 PM
محمد عارف المدني محمد عارف المدني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,060
افتراضي

#### يا أمين الشافعي
ولو قال الشيخ الحلبي مثل ققول الشيخ ربيع أكنتم توجهونه بمثل هذا ؟
وهل تحملون هذا المجمل على مفصل له ؟
منتديات كل السلفين منتديات الدليل فناقش بالدليل ####
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-26-2011, 12:49 PM
أبو آسية أبو آسية غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 96
افتراضي وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ

بسم الله الرحمن الرحيم
مقصود فضيلة الشيخ ربيع - حفظه الله - هو أنَّ الإيمان لا يتم إلاَّ بشرطه وهو الكفر بالطاغوت، كما في قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، وقوله: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ}.
والكلام المذكور أعلاه مبتور، مفصول عن سياقه وسباقه، وقد جاء في جواب فتوى هذا نصُّها:
السؤال: ففي إحدى محاضرات الإعداد المنهجي لمرحلة الماجستير ذكر لنا أحد أعضاء هيأة التدريس بالجامعة أن المشاكل التي يعاني منها المسلمون في الوقت الحالي يعود إلى وجود خلل في العقيدة والتوحيد عند كثير من الناس في بلدان العالم الإسلامي مما نتج عنه ضعف المسلمين وتفرقهم وانتشار البدع والخرافات وارتكاب كبائر الذنوب وعدم الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حقّ الاقتداء .
إذن فلابدّ علينا ونحن نعيش في هذا البلد الذي تأسس على التوحيد ونبذ البدعة والخرافات أن نحمد الله على ما نحن فيه من خير ونعمة, ونركز في برامجنا- أو كذا- على الاهتمام بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والحثّ على التمسك بالكتاب والسنة قولا وعملا.
وفي أثناء هذا الحديث الجميل قام أحد الدارسين, وهو معلم بإحدى المدارس معقِّبا بكلام غريب أثار بلبلة بين الدارسين داخل قاعة المحاضرات وخارجها ,وهذا الكلام يحمل عدّة أفكار ألخصها لك يا فضيلة الشيخ في النقاط التالية :
أولا : من الخطأ أن نقول أنّ الشباب السعودي هم حماة التوحيد, وإذا كانوا كذلك فأين عاطفتهم اتجاه القضية الفلسطينية؟
ثانيا: لابدّ أن نربي الناس في هذا البلد على الإيمان لأنّ الإيمان يُعتبر أهمّ من التّوحيد, فالإيمان مفهوم أشمل من العقيدة والتوحيد !!
ثالثا: لم يكن مصطلح "التوحيد" معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة, ولم يوجد هناك دليل صريح على تقسيم التّوحيد وإنّما الذي جاء بهذا التفصيل ابن تيمية ,ومن جاء بعده !!
رابعا: أنّ البعض يجعل أمر العقيدة شمّاعة يفرِّق فيها بين الناس، فلابدّ أن نجتمع على ما اتّفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه, ويقولون إنّ هذه المقولة ذكرها علي ابن أبي طالب رضي الله عنه !!
فضيلة الشيخ إنّ أحد الدارسين من الذين تعاطفوا معه يقول :إنّ جميع أقسام التوحيد تدخل ضمن قسم واحد وهو توحيد الألوهية !!
فنريد منكم فضيلة الشيخ التعليق والتوجيه حول مثل هذه الأفكار التي يحاول أن ينشرها البعض بين الناس, وجزاكم الله خيرا .
جواب الشيخ ربيع

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه،
أما بعد؛
فشكراً لهذا المحاضر الطيب الغيور الذي أولى العقيدة هذا الاهتمام العظيم وتكلم فيها بحقّ وذكر أنّ الخلل والضياع الذي أصاب المسلمين والذلّ والهوان إنّما هو بسبب التهاون في العقيدة والإخلال بها فجزاه الله خيرا ,وقال الحق ؛فعلى الأمة الإسلامية جميعا أن تهتم بالعقيدة في مدارسها وفي مساجدها ,وفي كل ألوان حياتها .
العقيدة أمر أساسي لابدّ منه ,والعقيدة تشمل توحيد الربوبية ,وتوحيد الأسماء والصفات وتوحيد العبادة، وهذه الأقسام كلّها لها نصوصها من الكتاب والسنّة لا تحصى .
ومن أدلّة الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية قول الله تبارك وتعالى في المشركين: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ)، وآيات واردة في هذا المعنى.
ما كانوا ينكرون توحيد الربوبية, ولكنهم كانوا ينكرون توحيد الألوهية, وإذا دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الألوهية سخروا منه وآذوه وكذّبوه .
ومن الأدلّة عل الفرق بينهما هو أنّ توحيد الألوهية هو موضع الصّراع والخلاف بين رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين هؤلاء المشركين قول الله تبارك وتعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)، فهذه دعوة إلى إخلاص الدين لله, وعلى توحيد الألوهية, وعلى هدم الأوثان التي يتعلق بها هؤلاء المشركون؛ هذا يغيظهم .
وفي الآية الأخرى: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)، فهم يخاصمون الرسول صلى الله عليه وسلم في توحيد الألوهية، ويسلمون تسليما مطلقا بتوحيد الربوبية، (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ)؛ يؤمن بتوحيد الربوبية ويشرك بالله في العبادة ,والآيات كثيرة والأحاديث كثيرة - بارك الله فيكم - في الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات القرآن مليء به .
وهذا اصطلاح للبيان؛ لأنّ الناس وقعوا في جهل, فلابدّ من هذا البيان, فصّلوا الصلاة إلى أركان وواجبات ومستحبات إلى آخره للبيان وليفهم الناس وفصَّلوا في الزكاة, وفصّلوا في الصيام ,وفصّلوا في الحج وذكروا شروطا وأركانا وواجبات ,فلو أخذنا بهذه القاعدة الخبيثة ألغينا كلّ الشروط والواجبات الواردة في الصلاة والصيام والزكاة والحج !!
وهذه إنّما وضعها الفقهاء المجتهدون ليفهم الناس الإسلام ؛لأنّهم ليسوا كالصحابة فيحتاجون إلى البيان والتفصيل والتوضيح, فكل أهل فنّ قاموا بواجبهم: تفاصيل في اللغة، في النحو, في المعاني, في البيان, في الفقه, في الحديث مصطلحات، ثم التوحيد يبقى قائما بدون مصطلحات ؟!! أهمّ شيء في الإسلام يبقى بدون مصطلحات وبدون بيانات؟!
فهذا الذي عارض؛ يعني أرى أنّه جاهل، وأنّه يجمع بين التصوف وبين الإخوانية؛ لأنّ (الإخوان المسلمون) هم الذين يقولون: نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه, وهم الذين يقولون: إيمان, إيمان, إيمان ولا يستطيعون أن يقولوا التوحيد والشرك؛ لأنّ كلمة إيمان لما يقولها يحضر اليهودي والنصراني وغيرهم ولا يخجل ولا يستاء؛ الإيمان بالله, الإيمان باليوم الآخر, الإيمان بكذا يصدِّق اليهودي والنصراني, ولا يغضب؛ لكن لما تدخله في توحيد الألوهية وتقول: عيسى عبد الله ورسوله ليس ابن الله، فيغضبون ويحاربونك وينفضّوا عنك !
إذا أحببت أن تكسبهم قل لهم إيمان, إيمان فقط, لا تتعرض للعقيدة ولا تتعرض لتوحيد العبادة؛ يعني القبوريين لو تقول لهم: إيمان, إيمان يصفقون لك, لكن لو قلت: البدوي, الرفاعي لا يُذبَح له, لا يُدعى, لا يُنذر له؛ يُحاربونك, قال تعالى: (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)؛ هذه قاعدة قديمة ومستمرة في أهل الضلال وإن كنّا لا نكفِّر هذه النوعيات السيّئة التي أساءت إلى الإسلام بمواقفها وحروبها .
فهذا كلام سيّء؛ على صاحب هذا الموقف أن يتوب إلى الله وأن يعود من جديد لدراسة الإسلام , حياكم الله .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-26-2011, 12:52 PM
محمد عارف المدني محمد عارف المدني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 1,060
افتراضي

ومن فوائد هذا المقال أن الشيخ ربيعا غير معصوم وأنعِم بها من فائدة
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.