أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
45380 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > منبر العقيدة و التوحيد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-28-2010, 04:37 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي مُطِرنا بفضل الله ...

الحمدُ للهِ والصلاة والسلامُ على رسول الله وبعدُ :

فبمناسبةِ هذا الْخَيْر الذي عمّنا من الأمطار الغزيرة بفضل اللهِ ورحمته أُذّكرُ بِحديثِ النبي – صلى الله عليه وسلم _ الذي يرويه
زيدُ بنُ خالدٍ الْجُهَنِيُّ – رضي الله عنه - قال :

صلى لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةَ الصبحِ بالْحُديْبيةِ , على إثْرِ سَماءٍ كانت من الليلةِ ، فلمّا انصرفَ أقبلَ على الناسِ فقال :

(( هل تدرون ماذا قال ربُّكم )) .

قالوا : اللهُ ورسوله أعلم .

قال : (( أصبحَ من عبادي مؤمنٌ بِي وكافرٌ ، فأمّا من قال : مُطِرْنا بفضلِ اللهِ ورحْمتِه , فذلك مؤمنٌ بِي وكافرٌ بالكوكبِ ، وأمّا من قال : بنَوْءِ كذا وكذا , فذلك كافرٌ بِي ومؤمنٌ بالكوكبِ )) .
[ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ] .

قال ابنُ عُثيمين – رحمه اللهُ – في شرحِه على كتابِ التوحيد :

قولُه : " على إثْرِ سَماءٍ كانت من الليل " . الإثر معناه : العَقِبُ ، والأثر معناه العُقْبُ ، والأثرُ : ما ينتجُ عن السّيْر .

قوله : " سَماء " . الْمُرادُ به المطرُ .

قوله : " كانت من الليل " . " من " لابتداءِ الغايةِ , هذا هو الظاهر - والله أعلم - ، ويَحتملُ أن تكونَ بِمعنى فِي الظرفية .

قوله : " فلما أنصرف " أي : من صلاتِه ، وليس من مكانِه بدليل قوله : " أقبل على الناس "
قوله : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ " . الأستفهامُ يُرادُ به التنبيهُ والتشويقُ لِما سَيُلقى عليهم ، وإلا ، فالرسولُ - صلى الله عليه وسلم - يعلمُ أنّهم لا يعلمون ماذا قال اللهُ ، لأنّ الوحيَ لا ينزلُ عليهم .
ومعنى قوله : " هل تدرون " . أي : هل تعلمون .

والْمُراد بالربوبية هنا الخاصّة ؛ لأن ربوبية اللهِ للمؤمن خاصة ,كما أنّ عبوديةَ المؤمنِ له خاصّةٌُ ، ولكنّ الخاصةَ لا تنافي العامّة ؛ لأنّ العامّة تشملُ هذا وهذا ، والخاصة تَختصُّ بالمؤمن .

قوله : " قالوا : الله ورسوله " . فيه إشكال نَحوي ؛ لأنّ : " اعلمُ " خبرٌ عن اثنين ، وهي مفردٌ ، فيُقالُ : أنّ أسمَ التفضيل إذا نُويَ به معنى "مَنْ"، وكان مُجرّداً من أل والإضافةِ ,لزمَ فيه الإفرادُ والتذكيرُ .

وفيه أيضاً إشكالٌ معنويٌّ ، وهو أنه جَمعٌ بين اللهِ ورسولِه بالواو ، مع أن الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - لَمّا قال له الرجلُ : ما شاء اللهُُ وشئتَ قال : " أجعلتنى لله نداً ! " .
فيقال : إنّ هذا أمرٌ شرعيٌّ ، وقد نزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وأمّا إنكارُه على مَن قال : ما شاء اللهُ وشِئْتَ ؛ فلأنه أمرٌ كونِيٌّ ، والرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ليس له شأنٌ في الأمور الكونية .

والمراد بقولهم : " الله ورسوله أعلم " تفويض العلم إلى الله ورسولِه ، وأنّهم لا يعلمون .

قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " أصبح من عبادي مؤمنٌ بِي وكافرٌ ، فأمّا من قال : مُطرنا بفضل الله ورحْمتِه ، فذلك مؤمن بِي كافرٌ بالكوكبِ ، وأمّا من قال : مُطرنا بنَوْءِ كذا وكذا ، فذلك كافرٌ بِي مؤمن بالكوكب " .
قوله : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر " . " مؤمن " صفة لِموصوفٍ مَحذوفٍ ، أي : عبدٌ مؤمن ، وعبدٌ كافر .

و" أصبح " : من أخوات كان ، وأسْمُها : " مؤمنٌ " ، وخبَرُها : " من عبادي ". ويَجوزُ أن يكونَ " أصبح " فعلاً ماضياً ناقصاً ، وأسْمُها ضميرُ الشأنِ ، أي : أصبح الشأن ، فـ " من عبادي " خبرٌ مُقدمٌ ، و"مؤمن " مؤخرٌ ، أي : أصبح شأنُ الناس منهم مؤمن ومنهم كافر .

قوله : " فأمّا مَن قال : مُطرنا بفضل الله ورحْمتِه " . أي : قال بلسانِه وقلبِه ، والباءُ للسبيية ، والفضلُ : العطاءُ والزيادة .
والرحْمة : صفة من صفات الله ، يكون بِها الإنعامُ والإحسان إلى الخلق .

وقوله : " فذلك مؤمن بِي وكافر بالكوكب " . لأنه نسبَ المطرَ إلى الله ولم ينسبْهُ إلى الكوكبِ ، ولم يرَ له تأثيراً في نزولِه ، بل نزل بفضلِ اللهِ .

قوله : " وأمّا من قال : " مُطرنا بنوء كذا وكذا " . الباءُ للسّبَبيّةِ ، فذلك كافرٌ بِي مؤمنٌ بالكوكب ، وصار كافراً بالله ؛ لأنه أنكرَ نعمةَ الله ونسبها إلى سببٍ لم يّجعلْه اللهُ سبباً ، فتعلقت نفسُه بِهذا السبب ، ونسيَ نعمةَ اللهِ ، وهذا الكفرُ لا يُخرجُ من الْمِلّةِ ؛ لأن المرادَ نسبةُ المطر إلى النوْءِ على أنه سببٌ , وليس إلى النّوْءِ على أنه فاعلٌ ؛ لأنه قال : " مُطرنا بنوءِ كذا " ، ولم يقلْ : أنزل علينا المطرَ نوْءُ كذا ؛ لأنه لو قال ذلك ، لكان نسبة المطر إلى النوء نسبة إيِجادٍ ، وبه نعرف خطأ من قال : إنّ الْمُرادَ بقولِه : " مُطرنا بنوءِ كذا " نسبة المطر إلى النوءِ نسبةُ أيِجادٍ ؛ لأنه لو كان هذا هو المرادُ لقال : أنزلَ علينا المطرَ نوءُ كذا ولم يقلْ : مُطِرنا به .

فعُلِمَ أنّ المرادَ أنّ مَن أقرّ بأن الذي خلق المطرّ وأنزله هو الله ، لكنّ النوْءَ هو السببُ ، فهو كافرٌ ، وعليه : يكونُ مِن بابِ الكفرِ الأصغرِ الذي لا يُخرجُ من الْمِلةِ .

والمراد بالكوكبِ : النجمُ ، وكانوا ينسبون المطر َ إليه ، ويقولون : إذا سقط النجمُ الفلانِيُّ جاء المطرُ ، وإذا طلع النجمُ الفلاني جاء المطرُ ، وليسوا ينسبونه إلى هذا نسبةَ وقتٍ ، وإنّما نسبةَ سببٍ ، فنِسبةُ المطر إلى النوءِ تنقسمُ إلى ثلاثةِ أقسام :

- نسبة إيِجادٍ ، وهذه شركٌ أكبرُ .

- نسبةُ سببٍ ، وهذه شركٌ أصغرُ .

- نسبةُ وقتٍ ، وهذه جائزةٌُ بأنْ يُريدَ بقوله : مُطرنا بنوءِ كذا ، أي : جاءنا المطرُ في هذا النوءِ أي في وقتِه .

ولِهذا قال العلماءُ : يَحْرمُ أنْ يقولَ : مُطرنا بنوءِ كذا ، ويَجوز : مُطرنا في نوءِ كذا ، وفرّقوا بينهما : أنّ الباءَ للسببية ، و"في " للظرفية ، ومن ثم قال أهل العلم : إنه إذا قال : مطرنا بنوء كذا وجعل الباء للظرفية فهذا جائزٌ ، وهذا وإن كان له وجهٌ من حيثُ المعنى ، لكن لا وجهَ له من حيثُ اللفظِ ؛ لأنّ لفظَ الحديثِ : " من قال : مُطرنا بنوء كذا " ، والباءُ للسببيةِ أظهرُ منها للظرفيةِ ، وهي وإن جاءت للظرفية كما فى قوله تعالى : { وإنكم لتَمّرونَ عليهم مُصبحينَ وبالليّل } [الصافات : 137، 138 ] ، لكن كونُها للسببية أظهرُ ، والعكسُ بالعكس ، "في " للظرفية أظهر منها للسببية وإن جاءت للسببية ، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - "دخلت امرأةٌُ النارَ في هِرّةٍ " .

والحاصلُ أنّ الأقربَ المنعُ , ولو قصد الظرفيةَ ، لكنْ إذا كان المتكلم لا يعرفُ من الباء إلا الظرفيةَ مطلقاً ، ولا يظن أنّها تأتي سببيةً ، فهذا جائز ، ومع ذلك فالأولى أن يقال لهم : قولوا : فى نوء كذا .

ومعنى الحديث : أنه لَمّا نزل المطرُ نسَبَهُ بعضُهُم إلى رحْمةِ اللهِ , وبعضُهم قال : لقد صدق نوْءُ كذا وكذا ، فكأنه جعل النوءَ هو الذي أنزل المطرَ أو نزلَ بسببِهِ .

--- --- --- --- --- ---
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-28-2010, 05:47 PM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذا التذكير
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-28-2010, 09:23 PM
طارق ياسين طارق ياسين غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 1,071
افتراضي

وإياكم إن شاء الله , ونسأل الله أن يعيننا

على ذكره وشكره وحسن عبادته
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-01-2010, 12:00 AM
عبد الله بن مسلم عبد الله بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5,131
افتراضي

بارك الله فيك على الفائدة.
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء"
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-01-2010, 10:54 AM
هيثم حمزه هيثم حمزه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 206
افتراضي

بارك الله فيك أخانا الحبيب ونفع بك
مزيدا للفائدة انقل اليكم هذه الفائدة من كتاب منار السبيل :

وسن قول : مطرنا بفضل الله ورحمته . ويحرم بنوء كذا لما في الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكًوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلكً كافر بي ، مؤمن بالكًوكب قال في الفروع : وإضافة المطر إلى النوء دون الله كفر إجماعاً .
ويباح في نوء كذا لأنه لا يقتضي الإضافة للنوء ، فلا يكره . خلافاً للآمدي . قاله في الفروع .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-03-2010, 12:52 AM
ابو قدامه ابو قدامه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 5
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.