رد الشيخ الجابِري على الشيخ الجابري

[علي بن محمد أبو هنية]

رَدُّ الشَّيخِ الجَابِريّ عَلَى الشَّيخِ الجَابِريّ

بقلم: علي أبو هنيَّة -كان الله له-

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فقد وقفت على الهذرمة والهذيان, ومحض الإفك والبهتان الذي أتى به المدعو (بازمول الأصغر) المعنون بـ: (الموقف الحق من أخذ العلم عن الحلبي وقراءة كتبه)!! فوجدته لا زال في غُلَوائه يشطح, وفي لجة باطله يسبح, ولصخر الجبل ينطح, وفي خيالاته وأوهامه يسرح, ولا زال يجترُّ كلماته القديمة, ويكرر أحكامه الأثيمة, عداوةً لشيخنا وحرباً, وطعناً فيه وسبَّاً, من كيل التهم الباطلة, وترويج الشبه العاطلة, وهو امرؤ بالحقد يوصف, حتى أضحى بعداوته يُعرف, فبئست الشهرة شهرته, وبئس ما ملئت به من العمل حفرته, من عداوة للحق وأهله, ومحاولةٍ لتضييق رقعته وسهله,ولكنني -في الحقيقة- لم أستغرب من هذا البازمول صنيعه؛ فقد عوَّدَنا كلَّ موسمٍ أن يرينا رجيعه, فأمره منتهٍ عندنا وعند الأماجد, وهو لا يساوي عندنا فَلس واحد, وقد صرَّحت للشيخ ربيع -نفسه- في مجلسه بأن هذا الغِرَّ رجل جاهل حاقد, فلا يُلتَفت إليه, ولا يُعرَّج عليه, وهو بعدُ لم يبلغ مبلغ الرجال, الذين استحقوا أن يلتفت إليهم الفارس في النزال, وأرى غباراً يتصاعد عندما يذكره أحد, أو كلما يضربه بيده أو عصاه, كبساط ملقى في طريق السابلة يمشون عليه بعد خروجهم من أرض موحلة, وضع في الشمس ثم ضرب بالعصي والنعال!!

بل ونجده يتواقح بطبع (خيانته), وهي لا تساوي الحبر الذي ستطبع به, وسيخرج لها ما سيكسرها من ردود الإخوة الأفاضل بإذن الله..

ولكنَّ الكلام هنا في حق شيخ جليل نجلُّه ونحترمه, ولكن الحق عندنا أجل منه, وقد تعدَّى كثيراً على شيخنا ودعوتنا, وحتى الآن شيخنا صابر.. ألا وهو الشيخ عبيد الجابري -سدَّده الله, وأصلح عمله, وغفر له زلله-.

أكثرتَ طعناً يا عبيدُ بشيخنا *** والشيخُ يسلك مسلك المتصبِّرِ

ولعلَّ الشيخ عبيداً وأتباعه يعرفون لمن هذه القصيدة, وأين هي موجودة, وماذا عندها وحولها! ولكنهم يغضُّون طرفهم عنها وعن مثيلاتها! لِمَ يا ترى؟!

فقلت على شِبْه نَسَقه حين جاشت المشاعر-ولست والله بشاعر-:

ماذا تريد أيا عبيدُ بشيخنا *** أن تستبيح أولو الضلال لبيدرِ

ماذا تريد أيا عبيدُ بشامنا *** أن تظهر البدع الضلال بعسكرِ

أعمل سيوفَك يا عبيدُ بغيرنا *** من مجرمٍ ومكفِّرٍ ومفجِّرِ

واترك منارة شامنا ودعاتنا *** واقذف سهامك صوب عين المنكرِ

لا تخلط الأوراقَ بغياً ظاهراً *** ومغبَّةُ الظلم عظيمٌ فاحذرِ

واعلم بأنك قد سلكت مهالكاً *** أعدد لها حقَّ الجواب وحضِّرِ

واعدُدْ لظلمةٍ القبورُ سوادُها *** وسؤالِ رُسْلٍ ناكرٍ أو منكرِ

يوم القصاص نكون فيه بلا أخٍ *** والبحثُ فيه عن الأجور فقدِّرِ

أعبيدُ ذا شعرٌ ولستُ بشاعرٍ *** فانظر إلى المعنى فلا لمكَسَّرِ!!!

أعبيدُ ذا وعظٌ ولستُ بواعظٍ *** فاقبل كلامي الحقَّ أو فلْتعذرِ

......ومما يضعف أحكام الشيخ -سدده الله- أكثر ويجعلها محل نظر وفتش, ويجعل العاقل يقف عند إطلاقاته متأنِّياً متعجباً مفكِّراً قبل أن يلتفت إليها, ويأخذ بها أخذ المسلّم, لتسرعه المعروف في كلامه, وإطلاقه بلا هوادة لأحكامه:

1ـ تكفيره للضال عمرو خالد ثم تراجعه عن ذلك.
2ـ قوله عن أهل الجزائر وليبيا: (أنهم حمير)! ثم اعتذاره عن ذلك.
3ـ تحذيره من شبكتي: (سحاب, والأثري) على الإنترنت, بل جرحهما بعبارة شديدة جداً -لم أسمع مثلها-, وهي قوله للسائل: «طلِّقهما طلاق المتلاعنين». ثم نرى كتاباته وكتابات أتباعه تملأ الأولى منهما!
4ـ تحذيره العجيب من دمَّاج ونصبه العداء لها, وهذا أمر لم يوافقه عليه حتى الشيخ ربيع -حفظه الله-.
5ـ الجرح المتبادل بينه وبين الشيخ يحيى الحجوري -غفر الله له- حول الدراسة في (الجامعة الإسلامية) في المدينة, والدراسة في دمَّاج في اليمن, فقابله الشيخ الحجوري بالتَّضليل, والاتهام بالحزبية.
6ـ طعنه في الشيخ علي رضا -غفر الله له- كلما ذكر أمامه!
7ـ كلامه في مشايخ الشام ودعوة الألباني, وأنه لم يخلفه أحد من طلابه!
8ـ اتهامه شيخنا علياً بالإخوانية وهو من ألد أعدائها ومحاربيها, وأعظم خصومها ومخالفيها!

وأنا ذاكر هنا جملةً من كلام الشيخ نفسه يردُّ به على نفسه, لأنبه القارئ على مخالفة الشيخ يومه لأمسه, وأن أحكام الشيخ غير منضبطة بضوابط, وقواعده لا يحكمها أصول ولا روابط, دون تدخل مني إلا بكلمات يسيرات, وعبارات وإشارات, مزيداً في التوضيح, وبياناً للتَّصحيح..

كلام الشيخ:
قال الشيخ عبيد: «ظهرت من أخينا الشيخ علي -عفا الله عنّا وعنّه وهدانا وإياه وإياكم إلى مراشد الأمور- كلمات وعبارات تفتُّ في عضد أهل السنّة وتشدّ أزر المبتدعة، يعني نظرنا فيه، وأصبحت تزكياته عندنا غير مقبولة، وأقولها -ولا أجد غضاضة-: تزكيات الشيخ علي عندنا غير مقبولة؛ لأنه زكّى رجالاً ليسوا أهلاً للتزكية».اهـ
الرد:
وَرَدَّ الشَّيْخُ عُبَيد الجَابِرِيُّ على نفسه بقوله: «...تَحْدُثُ مَن بَعْضِ أَهْلِ السُّنَّةِ بَعْض السَّلَفِيِّين مُخَالَفَة للآخَرِين؛ فَيَسْلُكُ مَسْلَكَ الدَّعْوَةِ مَسْلَكَ المُنَاصَحَة فِي قَوْمٍ يَرَاهُم الآخَرون مُبْتَدِعَة أَوْ ضُلاَّل, وَهَذَا مِنْ حَيْثُ الأَوْلَوِيَّةِ أَنَا مَعَهُم فِيهِ.
يَعْنِي أَنَاس أََوْ مُؤَسَّسَات هي رَأسٌ فِي البِدَعِ وِالمُحْدَثَات,...
(لَكِنْ أَنَا لاَ أُثرِّب عَلَى مَنْ ذَهَبَ لِهَذَا الغَرضِ, وأَتَعَلَّلُ لَهُ, وَأَذُبُّ عَنْهُ), مُسْتَنِدًاإِلَى قَوْلِه -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَاالدِّين بِالرَّجُلِ الفَاجِرِ».

...هَذَا مَعَ أَنِّي إِذَا خَلَوْتُ بِأَخِي هَذَا قَدْ أَشُدُّ عَلَيهِ, وَأُثَرِّبُ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ مُعَاتَبَةُ الأَخ لأخِيهِ, لكن على الملأ فَأَلْفُ لا.
هَذَا, وَمِن هُنَا فَإِنِّي أَقُولُ: إِذَا كُنْتَ أَيُّهَا البَصِيرُ فِي الدَّعْوَةِ تَرَى مِنْ أَخِيك خَلاَف مَا يرَاهُ هُوَ, وَتَرَى أَنَّ لَكَ دِيَانَةً عَلَيْهِ,فَانْصَحْهُ فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ,وَبَيِّن لَهُ الآثَارَ السَّلبِيَّة الَّتِي تَحْدُثُ جَرَّاءَ زِيَارَتِهِ هَذِهِ المُؤَسَّسَاتِ المُنْحَرِفَة فِي نَوَادِيهم, وَفِي مَعَاقِلِهِم الخَاصَّة, فَإِنَّهُ لاَ يُخَالِفُكَ.
نَعَمْ, إِذَا ظَهَرَ مِنْهُ أَنَّهُ يُوالِي فِيهم وَيُعَادِي فِيهم, فَهَذَا مِنْهُم ولا كَرَامَةَ عين, وَإِِنْ تَسَمَّى بَالسُّنَّةِ.

لَكِن كَوْنُهُ يَقُولُ: هَذِهِ المُؤَسَّسَة أَنَا مَعَك؛ أَنَّهَا عِنْدَهَا أَشْيَاء لَيْسَت عَلَى السُّنَّة, لكن أَنَا أَذْهَبُ لِكَذَا وَكَذَا لِمُنَاصَحَتِهِم. أَنَا أَقُول: (لاَ مَجَالَ للتَّثْرِيبِ هُنَا, -يَعْنِي عَلَى المَلأ- فهذا أَرَاهُ مَنْهَجًا خَاطِئًا, وَهُوَ مَقْصُود للتَّفْريقِ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَشَقِّ عَصَاهُمْ وَنَشْرِ الفُرْقَةِ بَيْنَهُم)؛ ثَرِّب عَلَى أَخِيكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَنَاصِحْهُ, أَمَّا عَلَى المَلأ فَلاَ, لِمَا أَسْلَفْنَا, فَإِنَّهُ يَسْتَثْمِرُهُ أَعْدَاءُ السُّنَّةِ,هَذَهِ أَهَمُّ الأُمُورِ الَّتِي ظَهَرَت لِي فِي السَّاحَةِ, (وَيَنْشَأُ عَنْ هَذَا الأَمْر الأَخِير التَّبْدِيعُ وَالتَّضْلِيلُ مُجَازَفَةً, مَا دَامَ هَذَا الأَخ يُوَالِي مَنْ يُوالِينِي فِي السُّنَّةِ, وُيُعَادِي مَنْ يُعَادِينِي فِي السُّنَّةِ, لَكِنَّهُ خَالَفَنِي فِيمَا هُوَ مَحَلُّ مَجَالٍ للاجْتِهَاد -وَلَو فِيما يَرَاهُ هُوَ-, فَإِنَّهُ لاَ يُسَوِّغُ لِي أَنْ أَحْكُمَ عَلَيْهِ بَوَصْفٍ جَارِحٍ بَتَبْدِيعٍ أَوْ تَضليل أَوْ تَفْسِيقٍ,هَذَا مَنْهَجٌ خَاطِئٌ) هَذَا أَهَمُّ مَا عِنْدِي فِي هَذَا».اهـ من شريط «الموقف الحق من المخالف».

قلت:
وهل شيخنا خرج من المنهج السلفي أم لا زال فيه, فإذا كان الجواب: نعم, فهو يخالف كلامك, وإذا كان الجواب: لا, فهو يخالف كلامك -أيضاً-؛ وكلا الجوابين يعلنان تناقضاً بيناً في حكم على شيخنا ومعاملتك له! وهل كلامك هذا يؤدي إلى جمع الكلمة أم تفريقها يا فضيلة الشيخ؟!
وطبعاً لم يبدع الشيخ عبيد شيخنا علياً! -حتى الآن ولا ندري مستقبلاً ماذا يكون؟!- بقوله: «حتى الساعة في الحقيقة (نحن لم نقل الأخ علي مبتدع ضال)».اهـ
وعلى هذا فالشيخ ملزم أن يعامله معاملة السني المخطئ عنده, ولنرَ ماذا يقول الشيخ فيمن كان هذا حاله, وهل طبَّق الشيخ ما يقول في حق شيخنا أم لا؟!
كلام الشيخ:
قال الشيخ عبيد: «إن الشيخ علياً بن حسن بن علي بن عبد الحميد الشامي الأثري يزكي من ليس أهلا للتزكية، بل (يزكِّي ضُلالاً) عُرِفَ ضلالهم، مثل عدنان عرعور وأحمد السوكجي الأنصاري،الذي أسس جماعة الإرشاد في أندونيسيا فهو (مسكين)، (ضائع) في هذا الباب فلا يوثق من تزكيته».اهـ
الرد:
وَرَدَّ الشَّيْخُ عُبَيدٌ الجَابِرِيُّ على نفسه بقوله: «ومن الأمور التي يجب أن يسلكها العالم الذي يسوس الناس ويدعوهم إلى الهدى والنور: البعد عن البذاءة بذاءة اللسان، وفحش القول، وإن كان قاله عالم قبله؛ فليس كل مقال يوافق كل زمان! فإن العلماء المحققين الربانيين من أدركنا منهم ومن لم ندرك، فإنك إذا نظرت في كلامهم مع الموافق والمخالف تجده رفيع الأدب، وسليم العبارة، فمن كلام الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- في رده على الألباني -رحمه الله- بعض المسائل فإنه يسلك أمرين:
الأمر الأول: بيان ما ترجح عنده في المسألة بدليله.
والأمر الثاني: الثناء على الألباني رحمه الله، ومن ذلك قوله: وقد أخطأ أخونا الألباني في هذه المسألة.
هذا كلام جميل، وأسلوب حسن، وأدب رفيع نحن محتاجون إليه.
وكذلك الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- رد على ابن قدامة مسألة التفويض في كتابه لمعة الاعتقاد، فإنه قال ما يفهم التفويض حين قسم الكلام وقسم النصوص إلى محكم ومتشابه، والمتشابه نرده إلى الله -سبحانه وتعالى- نؤمن به ظاهرًا ونكل لفظه إلى الله عز وجل.أو كما قال رحمه الله لا أحيط بالعبارة الآن، لكن الشاهد أن الشيخ محمد رد هذا الكلام ردًّا قويًّا بليغًا، ثم بعد ذلك أبعد ابن قدامة من التفويض، قال: وليس مفوضًا.
ونحن نسمع اليوم من إخوة لنا نرى أن السنة جمعت بيننا وبينهم: من شناعة العبارة، وسوء القول، والفحش في القول، بما يربأ العامي أن يخاطب به عاميًّا آخر، فكيف من ينتسب إلى العلم؟! ربما شنع واحد منهم على آخر في مسألة من موارد الاجتهاد ترجح عنده غير ما ترجح للطرف الآخر: (مخذول)، (جاهل)، (يجب أن يطلب العلم) وما يدري هذا المسكين أنه يعني: جهَّل ألوف من علماء المسلمين أعلم منا ومنه بهذا الكلام، وكان الواجب عليه أن يقول: الراجح عندنا في هذه المسألة كذا، ويبين ما توصل إليه هو وترجح عنده بالدليل، فإنك إذا خالفت طرفًا آخر من أهل العلوم فلك أن تبين بالقوة –أي بالقوة العلمية لا بالقوة اللسانية- بالقوة العلمية دليل ما ذهبت إليه، وترجيح الراجح عندك في المسألة، ولك ألا تسمح لأحد أن يثنيك بالقوة».اهـ من «وصايا في دار الحديث بالشحر في الخامس من شهر شوال من عام 1428هـ».
قلت:

أرى لك أقوالاً تناقض أمرها *** مع أن قائلها ومخرجها واحدُ

تأصيلك ذا حلو وفرعك حامض *** وقولك ذا سخن وآخر باردُ

كلام الشيخ:
قال الشيخ عُبَيْد -محذِّراً-: «كتبه [الحلبي] الأخيرة لا أنصح في الحقيقة بقراءتها لما فيها من التحامل على أهل السنة وفي المقابل الثناء على المتلوثين بالبدع والمحدثات مثل محمد حسان وعدنان عرعور وغيرهم، وأما قبل ذلك بسنين فالظاهر أنه لا بأس بقراءتها، له كتاب يثنون عليه أنا ما اطلعت عليه عنوانه: (فقه الواقع بين النظرية والتطبيق) وله كتب حديثية أظن في الصلاة بين السواري وغيرها نافعة، أما كتبه الأخيرة المتعلقة بالساحة فأنا في الحقيقة لا أنصح بقراءتها، نعم من كان راسخا ًفي العلم قوياً متضلِّعاً بالسنة هذا يمكن أن يطلع عليها ويعرف ما عند الرجل إن أراد أن يرد عليه رداً علمياً مؤصلاً أو يناصحه حسبما تيسر، وقد يكون الرد واجباً إذا رآها انتشرت في قطره وفتن بها الناس يبين ما فيها من خطأ، حتى لا يغتر بها الناس».اهـ
الرد:
وَرَدَّ الشَّيْخُ عُبَيد الجَابِرِيُّ على نفسه بقوله: «إذا كانت المصلحة راجحةً فيهجره [المخالف!] بأن تكون الغلبة لأهل السنة والقوة لهم، فإنه يهجر ولا كرامة ويحذر منه ولا كرامة، وإن كانت الغلبة له ولأمثاله وتأثيرهم قوي ونافذ في العامة والخاصة فإنه يهجر هجراً جزئياً ولا يحذر منه علناً، ترد أخطاؤه، ومن كان فلان أو علان يترك دروسه ولا يستمع إليه لكن لا يحذر منه لما في ذلك من المفسدة، وإنما يحذرون من البدع عموماً،ويردون خطأ هذا الرجل بالدليل خاصة حتى يعرف الخاصة والعامة أنه على خطأ، لأنهم لو هجروه وحذروا منه ألّب عليهم العامة والخاصة وسبب فتنة، واعتدى أهل البدع الذين هم أقوياء الشوكة وأهل الصولة والجولة يعتدون على أهل السنة ويذلونهم ويهينونهم ويفرقون جماعتهم ويرجفون فيهم، فدرء المفاسد مطلوب، درء المفاسد مطلوب».اهـ «ضوابط معاملة السني للبدعي» (ص8).
وقال مجيباً على سؤال السائل: فِيه بَعض الشَّباب يَقُول: فَلاَن أَنَا حَذّرتُ مِنْهُ لاَ بُدَّ أَنْ تُحَذِّر مِنْهُ أَنْتَ وإِلاَّ سَأُلْحِقُكَ بِهِ يَعْنِي بَيان مَوقِف؟
الشيخ: «لا، هَذَا لا يَلْزَم هَذَا إلزام مَا لَيْسَ لازِمًا، أَنتَ حَذّرتَ مِنْهُ قَدْ يَكُون تَحْذِيرُكَ فِيهِ مَفْسَدَة, وَأَنْتَ مِنْ صِغَارِ طُلاَّبِ العِلْمِ أوْ مِنَ المُتَوَسِّطِين، لَو حَذّر ابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني حَذّرَ مِن رَجُل يَجبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ مِنْهُ إِلاَّ إِذَا تَرتَّبَ عَلَيَّ مَفْسَدَةًُ فِي دِينِي أَكْبَرَ مِن هَذَا، لكن عِنْدَمَا يُحَذّرُ إنْسَان لَيْسَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ وَالثِّقَل فِي أَهْلِ السُّنَّةِ مِثل هَؤُلاَءِ أَوْ يُقَارِبُهُم فَهَذَا تَحْذِيرُهُ خَاطئ».اهـ من شريط «الموقف الحق من المخالف».
قلت:
ومن الذي سيسمع كلامك يا فضيلة الشيخ ممن هم حول شيخنا حين تحذر منه؟ هل -حقاً- تجد لكلامك صدىً أو قبولاً؟ ما تحذيرك من دعوة الشام إلا كسابقتها حين حذرت من دعوة اليمن, ما أدَّت إلا لانفضاض الطلاب من حولك بدلاً من التفافهم عليك, فتحذيراتك هذه لا تضرُّ أحداً إلا قائلها يا فضيلة الشيخ, لأنها لم تبن على أصول صحيحة, وقواعد صريحة, فلم تقبلها العقول الرجيحة.
لذا؛ فتحذيرك هذا خاطئ بشهادتك أنت فضيلة الشيخ!
كلام الشيخ:
قال الشيخ عبيد: «وبهذا يعلم أن فتوانا في أخذ العلم عن الرجل مقيدة بثلاثة قيود:
1ـ الاقتصار على كتبه القديمة مثل ما سُمِّيَ منها.
2ـ أن يشرح نصوص الكتاب والسنة على وفق فهم السلف الصالح؛ فلا يزيد على ذلك ولا ينقص منه.
3ـ الثالث: أن لا يدخل في تقريراته العلمية أفكار المنحرفين».اهـ
الرد:
وَرَدَّ الشَّيْخُ عُبَيد الجَابِرِيُّ على نفسه بقوله: «كتب أهل العلم إن كانوا -أعني مؤلفي هذه الكتب- ممن هم على السنة فليس في الأمر عندي إشكال, إلا أنه عليه أن يتخيَّر العبارات الواضحة التي يفهمها المخاطبون, وأن يختار في نقله عبارات تناسب الحال والمقال, أَمَّا إِن كان المنقول عنهم من أهل البدعة؛ فإنَّ الأمر يختلف, وليس على وتيرة واحدة, ولهذا قسَّم الأئمة كتب المبتدعة إلى ثلاثة أصناف..».اهـ من شريط «جناية التمييع».
قلت:
اضطراب واضح في الحكمين!
كلام الشيخ:
قال الشيخ عبيد: «إن الرجل [الحلبي] يصلح مرجعاً لغير الحاذقين من طلاب العلم، أما من كان متبصِّراً في المنهج وراسخاً في العقيدة فهو فيغنى عنه، وعن أمثاله.
ولكن عوام المسلمين هناك في الأردن بحاجة إلى من يعلمهم العقيدة الصحيحة والفقه في دين الله.
والقادر على الرجوع لأهل العلم حيثما كانوا في صحة العقيدة وسلامة المنهج فلا يسوغ له الرجوع إليه.
وأنبه إلى أنه لا يوثق من الحلبي في الثناء والتزكيات كما أسلفنا غير مرة».اهـ
وقال: «أنصح أن لا يَرِد الناس إليه من خارج قطره, أما من هم من قطره فالظاهر أنهم في حاجة إليه, وهم في حاجة إلى من دونه على ما فيه, لأننا لا نعلم في قطره عالماً بعد الألباني, عالماًً يرجع إليه ويصدر عن أقواله وفتاويه وأحكامه لا أعلم أحداً حتى الساعة، فكونه يرد إليه من هو من أهل قطره ويأخذون عنه الحديث وفي شروح كتب العقائد الصافية هذا لا مانع منه إنشاء الله، أماالوفود عليه من خارج قطره فلا، لأن الآن الوقت وقت حرب ضروس وهو شاهر سيفه الحاد على أهل السنة بلا هوادة عفا الله عنا وعنه ونسأل الله أن يرده إلى الحق رداً جميلاً».اهـ
الرد:
وَرَدَّ الشَّيْخُ عُبَيدٌ الجَابِرِيُّ على نفسه بقوله: «الحكمة مطلوبة والسياسة الحسنة مطلوبة حتى نكسب الناس ونبين لهم الحق، فإن بعض البلدان السنة فيها مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، السنة قليلة والبدعة هي الغالبة، والذائعة والشائعة ولها الصَّولة والجولة والشَّوكة, فلا بد أن يكون السُّنِّيُّ حكيماً حتى يكسب الناس وينقذهم من الهاوية والضلال».اهـ «ضوابط معاملة السني للبدعي» (ص12, 13).
قلت:
لِمَ نراك خالفت هذه الحكمة المطلوبة حين صار الكلام في شيخنا؟
وهل تركت مجالاً لأحد في كسب الناس ومعاملتهم بالحكمة التي تطالب بها يا فضيلة الشيخ وأنت تلاحق مشايخ السنة, وتحذِّر منهم بمجرد ما يبلغك عنهم من أخطاء فيما تراه أنت؟
والله المستعان..

فكيف قولك إِنَّ الكلَّ ذلك هو *** فقد تناقض منك القول واشتبها

والحمد لله رب العالمين

الخميس: 2 ذو الحجة 1430هـ

الموافق: 19/11/2009م

[إبراهيم رضوان زاهده]

جزاك الله خيراً يا شيخ أبا عبد الله


وهذه إضافة أحب أن أضعها بين أيديكم ... رد الشيخ الجابري على الشيخ الجابري .

قال الشيخ عبيد الجابري

..... فالشافعي رحمه الله كان يوثق إبراهيم بن أبي يحيى ، ويقول حدثني من لا أتهم وغير ذلك من العبارات ،عبارات التوثقة والتعديل والتزكية ، وهذا وإبراهيم هذا جرحه أهل العلم الأئمة منهم أجلّ من الشافعي ومنهم أقران ومنهم دونه ، جرحوه جرحاً لاذعاً
فالإمام مالك رحمه الله لما سئل عنه : أكان إبراهيم بن أبي يحيى ثقة ؟ قال : لا ولا في دينه ، فتعديل الشافعي رحمه الله وتوثقته لإبراهيم بن أبي يحيى ما نفعت إبراهيم ومجروح عند أهل العلم ولن تضر الشافعي أيضا ، الشافعي إمام ، فتعديل الشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد لعدنان بن محمد العرعور لم ينفع عدنان عندنا ولم يضر الشيخ علي عندنا فنحن أمة وسط ولله الحمد .


من هنا صوتياً

[عماد عبد القادر]

أحسن الله لكم

وبُورك في سعيكم

وهذا (قد) يقوي ظن مَن (قد) يتهم الشيخ الجابري بأنه متساهل في قبول الأخبار الموجبة لتجريح الأعيان ؛ وقد وقع للشيخ الجابري مثل هذا قبلاً-ورجع- ؛ فهو كان قد جرح الشيخ (أبي سعيد بلعيد الجزائري) وهو لا يعلمه –أصلا- بناء على كلام بلغه عنه –من غير أن يتثبت- ؛ فبادر الشيخ (أبو سعيد) متصلا به ليستفهم منه عن سبب جرحه له وهو جاهل به –عينا وحالا- ؛ فما كان من الشيخ الجابري إلا أن تبرأ من مقالته –المسجلة بصوته- بالقول : (ربما دخل كلام في كلام ..وأنا لاأعرفك كيف أتكلم في رجل لاأعرفه.؟؟؟) كما حكى هذا الشيخ أبو سعيد في شريط (تعقيب على الشيخ عبيد الجابري) .
فجزى الله الشيخ الجابري خيرا على رجوعه وتراجعه...

[خالد بن إبراهيم آل كاملة]

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا هنية على هذا المقال المفحم

ولي تعليق يسير

ـ تحذيره من شبكتي: (سحاب, والأثري) على الإنترنت, بل جرحهما بعبارة شديدة جداً -لم أسمع مثلها-, وهي قوله للسائل: «طلِّقهما طلاق المتلاعنين». ثم نرى كتاباته وكتابات أتباعه تملأ الأولى منهما!

من المعلوم أن التلاعن لا رجعة فيه لأنه وقعت فيه اللعنة من الطرفين .

فكيف راجع عبيد سحابا؟؟!!!

[أبو أويس السليماني]

نشكر أخانا الفاضل-الحبيب- علي أبو هنية-على هذا الذبّ الأحمد و نقول له جزاك الله خيرا و جعل عيشتك هنيّة دنيا وآخرة.
و مما تذكرته الآن، بعد نفي الشيخ عبيد -سدده الله- لوجود مرجعية علمية بعد الشيخ الألباني-رحمه الله-(!!!) تسلّق بعض الأحداث إلى هذا المكان مذكّرا الشيخ عبيد بأنه هو (مستعيذا بنفسه في هذا الموقف!!!) مرجع لإخوانه في الأردن (ّ!!) -خالصة له من دون الآخرين (!!!) ، وكأنه يستدرك على شيخه ، ولم يتمالك نفسه الآخر -في الأخير- فيقول :لا ! يا شيخ عبيد ! بعد الألباني ! أنا الثاني (!!!) ألا تراني ؟؟! ، و كأنّ الشيخ -بل إن الشيخ - تجاهل هذا( المستعيذ بنفسه) ، وجعله في خبر لم يكن شيئا مذكورا !!! ، فسبحان من قدّر !...
و لكن في الأخير نقول حقيقة: أنت يا شيخ عبيد بهذا الفعل -وذاك القول- قد حُمت حمى الإهمال لنفسك ، واستعنت على نفسك بمثل هذه الأقوال ،وليس شيخنا الحلبي هو الأول ....ولا كنت ذا علم بحال بلاد الشام ، فإن الذين زكاهم الشيخ الألباني -رحمه الله- كثير ....و مع ذلك هم أقرب منك إلى الشيخ الألباني ، فما ضرهم جهلك بهم ، ولا ضررت الدعوة السلفية إذ جهلتهم أو تجاهلتهم !...فسيرهم حثيث محمود ....وإلى الله المصير والعود.

[ابو بكر فادي عساكر]

لا فض فوك يا أبا هنية
وفض الله من فض فاه فيك

بورك فيكم أخي الحبيب والشيخ الأديب علي أبو هنية

[أبو الأزهر السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أويس السليماني

ولا كنت ذا علم بحال بلاد الشام ، فإن الذين زكاهم الشيخ الألباني -رحمه الله- كثير ....و مع ذلك هم أقرب منك إلى الشيخ الألباني ، فما ضرهم جهلك بهم ، ولا ضررت الدعوة السلفية إذ جهلتهم أو تجاهلتهم !...فسيرهم حثيث محمود ....وإلى الله المصير والعود.

نعم..صدقت كلماتك البارّة الحارَّة..السيرُ حثيثٌ -ولله الحمد-..
وحين قرأت موضوع البازمول الأخير هذا, وبعض نقولاته عن شيخه الشيخ عبيد الجابري (المجروح عندهم لا عندنا), أخذني الضحك-والله-..فــ(هَمٌّ يضحك, وهَمٌّ يبكي)-كما يقولون عندنا-..والله المستعان!!

وأستطيع أن أصف البازمول في مقاله هذا بالشريط لمَّا يعاد مرة بعد مرة, ويكون الشريط قد أكل الدهر عليه وشرب, والمسجل قديم مهترئ؛ فيبعث من جوفه صوتا نشازا مُجَعْجِعَا يصم الآذان بنكده..

جزاك الله خيرا يا شيخ علي أبو هنية على مقالاتك الرضية الزكية..

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل أبا عبد الله , رد قوي كما عودتنا ,
ولكن هل الشيخ الجابري ومن حوله سيستفيدون من واقع الدعوة السلفية , وما أحدثوه فيها
من شرخ وتفرق وتشرذم , لعل وعسى .
زادك الله توفيقا أخي علي .

[عبد الله بن مسلم]

وقال: «أنصح أن لا يَرِد الناس إليه من خارج قطره, أما من هم من قطره فالظاهر أنهم في حاجة إليه, وهم في حاجة إلى من دونه على ما فيه, لأننا لا نعلم في قطره عالماً بعد الألباني, عالماًً يرجع إليه ويصدر عن أقواله وفتاويه وأحكامه لا أعلم أحداً حتى الساعة، فكونه يرد إليه من هو من أهل قطره ويأخذون عنه الحديث وفي شروح كتب العقائد الصافية هذا لا مانع منه إنشاء الله، أماالوفود عليه من خارج قطره فلا، لأن الآن الوقت وقت حرب ضروس وهو شاهر سيفه الحاد على أهل السنة بلا هوادة عفا الله عنا وعنه ونسأل الله أن يرده إلى الحق رداً جميلاً».اهـ


أرجو إرسال هذا الكلام لمن يبدع الشيخ الحويني و محمد حسان و غيرهم، فمن يوجد في مصر غير هؤلاء ليصححوا عقيدة الناس؟! أم نطعن في هؤلاء و نترك الساحة للأشاعرة و الصوفية في مصر ليعلموا الناس دينهم في هذا البلد ؟! عندما يأتي من هو أفضل من هؤلاء في مصر ليعلم الناس دينهم، ثم فكروا في تبديع هؤلاء...

[أبو اليقظان السلوي الأثري]

فتى معلم موفق من ذاك الأسد وللأسد بصمات في أسلوب ذاك الموفق و المسدد