أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
44368 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-10-2009, 03:22 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb صور الغـــــــــــــــــــلوّ .. من كتاب التفجيرات والإغتيالات ....!


قال الشيخ أبو الحسن حفظه الله تعالى في مقدمة كتاب فتنة التفجيرات الإغتيالات
قال :

وهذا الغلو - الواقع في صفوف - قد أخذ صورتي متنافرتين، مع وجود تشابه بينهما في عدة أمور،كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - .

● فالصورة الأولى للغلو:
غلو من أقاموا الأحزاب السرية، والتكتلات البدعية، وهيجوا العامة والدهماء، على الحكام والأمراء، واشتغلوا بذكر عيوبهم ومثالبهم، وإشاعة ذلك من فوق المنابر وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى - فضلًا عن المجالس الخاصة - وهم في ذلك على مراتب بين مُقِلٍّ ومستكثر، ومُظهِر ومُتسَتِّر، فأوغروا صدور العوام على الحكام، وحرَّضوهم على الخروج والمواجهة، وأسقطوا هيبة الملوك والرؤساء أمام العامة والغوغاء، وأظهروهم جميعًا- بلا استثناء- في صورة الذئاب التي تنهش في جسد الإسلام - كذا، ولم يُفَصِّلوا - وزعزعوا مبدأ السمع والطاعة للحكام في المعروف، وأثاروا الفتن، وقلقلوا الأمن والاستقرار - على ما في المجتمعات الإسلامية من عوج وجور عن الجادة، وعلى ما عند كثير من الحكام من إعراض أو غفلة - وكفَّروا الحكام وأعوانهم، بل تسلسل بهم الأمر، حتى كفَّر بعضُهُمْ الموظَّفين والجنود والطلاب في المدارس، بحجة أنهم في نظام الطاغوت، أو دين الملوك والرؤساء!!

● ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد؛ بل طعنوا في كبار العلماء المخالفين لهم، ورموهم - على أحسن الأحوال - بالسطحية، والجهل بالواقع، وإلا فبعضهم أو كثير منهم يصرح بأنهم علماء سلطة، باعوا دينهم بِعَرَض من الدنيا، وبعضهم يقول: هم عبيد العبيد، وبعضهم يقول: هم أصحاب ذيل بغلة السلطان، بل بعضهم قد كفَّرهم، وغير ذلك مما لا يجوز التفوّه به في حق علمائنا أهل العلم والحلم، أهل السنة والجماعة، فـ ) كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ( ( )!!

واعلم أن هذا خلاف منهج أهل السنة والجماعة، واتباع لمنهج أهل البدعة والفُرقة، وسيأتي تفصيل هذا كله - إن شاء الله تعالى - .

● وأما الصورة الثانية للغلو في صف أهل الحق:
فهم قوم شغلوا أنفسهم بتعقب وتتبع أخطاء أهل السنة، ونَشْرِها في الناس، مع التشنيع والتجديع، وربما سموا ما ليس بخطأ أصلًا: بدعة، ومروقًا من السلفية!! وأمروا بهجْر مخالفهم - وإن كان أَقْوَم منهم قيلًا، وأهدى سبيلًا- وأمروا بهجْر من لم يهجْره، وهَجْرِ من لم يهجر من لم يهجره... وهكذا!! حتى جعلوا المهجور الأول - سواء كان هجْره بحق أو بباطل - كالتيار الكهربائي، من لمسه؛ صُعِق، ومن لمس المصعوق؛ يُصْعَق، وهكذا!!

وإذا تكلموا على المخالفين من أهل البدع والأهواء؛لم يتكلموا باعتدال أهل السنة وإنصافهم وعلمهم، بل أسرفوا وتجاوزوا الحد، مما لا يجعل لكثير من كلامهم قبولًا عند العقلاء المنصفين، وقد قال الله - عز وجل -: ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ) ، وقال سبحانه: ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )، وقال - عز وجل -: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ).

ولقد استفاد أهل المنهج الأول من تهور هؤلاء، وظهروا بصورة المظلوم البريء أمام من يثق بهم!!



ثم قال الشيخ



وهاتان الفرقتان - على التنافر الشديد بينهما، وعلى صِدْق وإخلاص في كثير من أتباعهما - قد تشابهت أحوالهم في أمور كثيرة - شعروا أو لم يشعروا - فمنها:

1ـــ وقوعهم في الغلو والتنطع، وقد ذم الله - سبحانه وتعالى- ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ذلك ذمًّا شديدًا، كما سيأتي - إن شاء الله تعالى - .

2ـــ الجهل - عند كثير منهم - بمقاصد الشريعة وقواعدها الكلية، أو عدم التوفيق في مراعاة ذلك؛ مما يجعلهم لا يبالون بعواقب أقوالهم وأفعالهم!! كما أن كثيرًا منهم يجهل معاني كلام أهل العلم في التكفير، والتفسيق، والتبديع، والهجر، وغير ذلك،أو يسيء إنزاله على المعيَّن، فينسب إلى العلماء ما ليس من مذاهبهم!!

قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - في رده على من أطلق الهجْر وعدمه: ((وكثير من أجوبة الإمام أحمد وغيره من الأئمة، خرج على سؤال سائل قد علم المسؤولُ حاله، أو خرج خطابًا لمعيَّن قد عُلم حاله، فيكون بمنـزلة قضايا الأعيان الصادرة عن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إنما يثبت حُكْمُها في نظيرها، فإن أقوامًا جعلوا ذلك عامًا...))( ) ..اهـ.

3ـــ قلة مراعاة منهج أهل السنة - القائم على العلم والعدل - في التعامل مع المخالف، مما أدى إلى تضليل المخالف وتبديعه، ورمْيه بالركون إلى الدنيا، أو اللهث وراءها، وإن كان الخلاف قد يقع في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف، والمخالف فيها بين أجر وأجرين، ومغفور له خطؤه!!

[color="rgb(160, 82, 45)"]قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مبيِّنًا بعض أصول أهل البدع :
((... وهذا أصل البدع التي ثبت بنص سنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وإجماع السلف أنها بدعة: هو جَعْل العفو سيئة، وجعل السيئة كفْرًا، فينبغي للمسلم أن يحْذَر من هذين الأصليْن الخبيثين، وما يتولَّد عنهما من بُغْض المسلمين، وذمِّهم، ولعْنهم، واستحلال دمائهم وأموالهم...))..اهـ.

فيا لله، كم رأينا مِنْ هؤلاء الشباب مَنْ جَعَلَ مسائل الاجتهاد من جملة مسائل العقوبات والأصول، يُعْقد عليها الولاء والبراء، وكم رأينا من كفَّر بمعصية دون حياء أو خجل، وكذا من كفَّر بها لكن بقيود مُحْدثة، وأوصاف مخترعة، لا تبْعُد كثيرًا عن مذهب أهل الأهواء الأوائل - كما سيأتي إن شاء الله تعالى -.
وكم رأينا ما ترتب على هذا الانحراف مِنْ لَعْن وتضليل وتبديع وتكفير، وهجْرٍ وشرٍّ، واستحلال للدماء والأموال والأعراض، وتفريق بين المرء وزوجه بدون حق، كما هو فعل شياطين الإنس والجن، فالله المستعان!!

4 ـــ بَذْلُ الجهد والمال والجاه في التشنيع على المخالف، ومحاولة إسقاطه بأي وسيلة، حتى خرج النـزاع - في كثير من الأحوال - عن كونه ابتغاء مرضاة الله، والانتصار لحرمات الدين، إلى الانتصار للأهواء والأشخاص، وهذه فتنة في الدين، ولا يجوز التشبه بأعداء الله في إنفاق المال والجهد في الانتصار للأهواء، وقد حكم الله بهزيمة من كان كذلك، فقال: ( فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ) والله المستعان.

5 ـــ لقد أَحْدَثَتْ كل من الطائفتين مسألة أو مسائل، وجعلتها مناط الولاء والبراء بينها وبين الآخرين، فمن خالفهم فيها؛ فلا يُقْبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، ولا تنفعه شفاعة الشافعين عندهم!! ومن وافقهم عليها؛ فقد أدى ما عليه،وليس عليه - عندهم - بعدها شيء، ولو خالف فيما هو أعظم!! هذا لسان الحال، وهل الحزبية المذمومة إلا كذلك ؟! وصدق الله - عز وجل - القائل: ) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (( )، والقائل: ) أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ( ( ) والقائل سبحانه: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).

فمما أحْدَثَتْ إحداهما: ما يسمونه بمسألة: ((الحاكمية)) وأطلق دعاة هذه الطائفة القول بتكفير من حكم بغير ما أنزل الله دون تفصيل، وإن كان بعضهم قد يفصِّل، إلا أنه لا يُنكر على الآخرين الذين لم يفصِّلوا، وجعلوا مخالفهم في ذلك - وإن كان من أهل العلم - فاسد المعتقد والقصد، لاهثًا وراء شهوته، مُعْرضًا بدنياه عن آخرته!!

ومما أحْدَثَتِ الطائفة الأخرى ما يسمونه بمسألة ((المنهج)) وبَدَّع دعاتها كثيرًا من أهل السنة - وإن كانوا من أهل العلم والتقى - بزعم فساد منهجهم، واستباحوا الوقوع في الأعراض، بدعوى: ((إحياء علم الجرح والتعديل))!! فنعوذ بالله أن نكون ممن زُيِّن له سوء عمله فرآه حسنًا!!

وعلى كل حال: فقد وقع كل من الطائفتين فيما لا يُحمد من الحزبية، والله المستعان.
وقد رددتُ - كما ردَّ كثير من طلبة العلم - على من غلا فيما يسمونه بـ((المنهج)) ردودًا كثيرة، فكشف الله بها الحق - والحمد لله تعالى - وظهر لكثير من طلاب الحق مبلغ هؤلاء من العلم بطريقة السلف!! وصرف الله بها الكثير من طلاب العلم عن هذا الغلو، والفضل في ذلك وغيره لله وحده القائل: )وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (( ) فأسأل الله أن يجعل كتاباتي وأقوالي وأعمالي خالصة لوجهه الكريم، جالبة لي ولأهلي وذريتي جميعًا وإخواني الحياة الطيبة في الدارين.

كما رددت على من غلا في مسألة ((الحاكمية)) وعلى مثيري الفزع والتفجيرات ردودًا متفرقة قبل ذلك، وهذا الكتاب - الذي بين يديك- خاص بمناقشة هذه الأفكار - إن شاء الله تعالى - فأسأل الله أن يرزقني فيه التوفيق والسداد، وأن لا يجعل عَجْزي وتقصيري وضَعْفي حائلًا بيني وبين الهدى والرشاد، وأن ينفع به في الدنيا والآخرة.

6 ـــ أن في الطائفتين من لا يألو جهدًا في استصدار فتاوى من كبار العلماء تؤيد ماهم عليه - ولو في الظاهر، أو لمدة مؤقتة - ويتخذون لذلك وسائل مريبَة، وطرقًا عجيبة، وذلك في كيفية إلقاء السؤال على العلماء، وكذا يُنْـزلون عمومات فتاوى العلماء على من يريدون؛ انتصارًا لرأيهم، وخَسْفًا بمخالفهم، ويطيرون بذلك كل مطار، ومع ذلك: فإذا خالفهم العلماء؛ غمزوا فيهم بأساليب ظاهرة وملتوية، والله تعالى يقول:( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ )، ويقول سبحانه: (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ )، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى...)).

7 ـــ أن كُلًا من الطائفتين يمتحن الناس بمقالاتهم المحْدَثة، واجتهاداتهم الخاطئة، ومشايخهم وقادتهم الذين يصيبون ويخطئون، فمن قال بقولهم، أو مدح مَنْ يمدحون؛ رفعوه فوق قدره، ومن خالفهم، أو ذم - بحق - مَنْ يمدحونه بباطل؛ نزل مِنْ أعينهم، وَوُجِّهت إليه سهامهم، وحَطُّوا مِنْ شأنه، فمرة يكون عميلًا جاسوسًا، أو مغفلًا لايدري مايدور حوله!! وأخرى يكون دسيسة على الدين، حزبيًا متسترًا، أَخْبَث من على وجه الأرض!! ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ).

ومعلوم أن امتحان الناس بهذه الأمور؛ من عمل أهل البدع، لا من عمل أهل السنة:
فقد قال شيخ الإسلام في رده على من يمتحن الناس بيزيد بن معاوية: ((فالواجب الاقتصار في ذلك، والإعراض عن ذكْر يزيد بن معاوية، وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة والجماعة...)).

وقال: ((وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- )).

ثم ذَكَر- رحمه الله - الأسماء التي يسوغ التسمي بها، مثل انتساب الناس إلى إمام: كالحنفي، والشافعي، والحنبلي، ...، أو مثل الانتساب إلى القبائل: كالقيسي، واليماني، وإلى الأمصار: كالشامي، والعراقي، والمصري، ثم قال: ((فلا يجوز لأحد أن يمتحن الناس بها، ولا يوالي بهذه الأسماء، ولا يعادي عليها، بل أكرم الخلق عند الله أتقاهم، من أي طائفة كان)).( ) .اهـ.
وقال: ((وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصًا، يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا ينصب لهم كلامًا يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله، وما أجمعت عليه الأمة، بل هذه مِنْ فعْل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصًا أو كلامًا، يُفرِّقون به بين الأمة، ويوالون به على ذلك الكلام، أو تلك النسبة ويعادون... فمن ابتدع أقوالًا ليس لها أصل في القرآن، وجعل مَنْ خالفها كافرًا؛ كان قوله شرًّا مِنْ قول الخوارج ).اهـ.

8 ـــ أن مِنَ الطائفتين مَنْ قد طعن في كثير من كبار العلماء المخالفين له!! وتقاسموا مقالة السوء في العلماء الذين لهم قدم صِدْق في الأمة.
فطائفة قالت: هم عملاء، جبناء، ضعفاء، فُتنوا بالقصور والسيارات الفاخرة، وهم تَبَعٌ للحكام، وعبيد العبيد، وعلى أحسن الأحوال: فهم - عند بعضهم - سطحيون، لا يفقهون الواقع، وإن كانوا مخلصين صادقين!!

وطائفة قالت في بعض هؤلاء الكبار - إذا خالفوهم -: هم لا يعرفون مسائل ((المنهج)) والجرح والتعديل، ونحن المتخصصون في معرفة منهج أهل السنة من مناهج أهل البدع، ونحن أعلم الناس بالحزبية ومناهجها، وإن هؤلاء العلماء مُلَبَّس عليهم، وسلفيتنا أقوى من سلفيتهم!! وعلى أحسن الأحوال: فهم - عند بعضهم - حولهم حزبيون، والعلماء يحسنون الظن بالحزبيين، فيخدعونهم، بل بعض هؤلاء الكبار من أهل البدع والضلال، وهو قطبي، أو إخواني بنّائي، أو إخواني على الخط العام، ونحو ذلك من العبارات الشائعة بينهم وبين طلابهم!!

وعلى كل حال: فقد عمل هذان السهمان الماكران أو الجاهلان عملهما في جسد توقير العلماء وإجلالهم!! وقد أثخنت هاتان الطائفتان في الصف - شعرا أم لم يشعرا - فسقطت مرجعية كثير من كبار العلماء في نظر الشباب هؤلاء وأولئك، وإِنْ تَمَسَّكَ كل منهما بِنُتْفَةٍ من كلام العلماء؛ فلمقاصد أخرى -عند البعض- والله تعالى يقول: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) ويقول: ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) ويقول سبحانه: ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ).

9ـــ أن كُلًا من الطائفتين يَدَّعي أنه قد أحيا فرائض ميتة!! ويا ليته كان كذلك، فهم وإن نفعوا في أبواب أخرى؛ فقد هدموا كثيرًا مما يَدَّعون إحياءه!!
فطائفة تَدَّعي أنها أَحْيَتْ عِلْمَ العقيدة، وقررت ((لا إله إلا الله)) في القلوب والأذهان، بعد تحريرهم مسألة ((الحاكمية)) - حسب نظرتهم - وأنهم أحيوا عَلَمَ الجهاد بهذه التفجيرات والاغتيالات!! فهدموا بذلك كثيرًا من الخير - كما سيأتي إن شاء الله تعالى -.
هذا، وإن كان الكلام في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله؛ من مسائل العلم الشرعي، إلا أنه لايجوز الخوض فيها إلا للمتأهلين، وبالضوابط الشرعية، والنظر في مآلات ذلك، ودون إفراط أو جفاء، شأنها في ذلك شأن جميع المسائل العلمية، والله أعلم.

وأخرى تَدَّعي أنها أحيت ما يسمونه بـ ((عِلْم المنهج)) وعِلْم الجرح والتعديل، والواقع أنهم قد فتحوا باب العصبية المقيتة لآرائهم وشيوخهم، وطاشت سهامهم في أعراض وعقائد أهل الحق، وإن رمَوْا أهل الباطل بسهم - مع إسرافهم وتجاوزهم في كثير من الأحيان - فقد رمَوْا أهل الحق بالمجانيق!! فلا الإسلام نَصَروا، ولا العدو كَسَروا، والله المستعان.
وعلى كل حال: فصدق الله عز وجل القائل: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )
ويقول سبحانه:( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ).

10ـــ أن كثيرًا من الطائفتين قد وقع في فتنة الاعتقاد الباطل ثم الاستدلال، وهذا مخالف لما عليه أهل الحق، فترى البعض يرفعون عقيرتهم بأمرٍ ما، فإذا حُوققوا، وطُلِبتْ أدلتهم على قولهم؛ استدلوا بكُسَيْر وعُوَيِر وثالثٍ ما فيه خير، وهذا من شؤم الاعتقاد قبل الاستدلال!!



من كتاب التفجيرات والإغتيالات[/COLOR]

منقول:
http://www.mareb.org/showthread-t_5153.html
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-10-2009, 07:25 PM
ابا عمر ابا عمر غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: أرض الهاشميين
المشاركات: 36
افتراضي

جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل يا ابا محمد

والله ما على وجه الارض أظهر من منهج أهل السنة والجماعة واوسطه

رغم وقوع بعض اتباعه في اخاء الغلو وانشغالهم بتصيد عثرات الاخرين صارفين النظر عن فريضة طلب العلم

بارك الله بك وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واعاذنا الله واياكم من شر المغالين المعتدين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-11-2009, 05:21 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابا عمر مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير الجزاء على هذا النقل يا ابا محمد

والله ما على وجه الارض أظهر من منهج أهل السنة والجماعة واوسطه

رغم وقوع بعض اتباعه في اخاء الغلو وانشغالهم بتصيد عثرات الاخرين صارفين النظر عن فريضة طلب العلم

بارك الله بك وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه واعاذنا الله واياكم من شر المغالين المعتدين
بارك الله فيكـــ أخانا أبا عمر ..وزادنا وإيّاك تمسّكا بالأثر ..
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.