ارجو ان تبينوا لي صحة هذا الحديث

[الكردي الاثري]

عن
أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
استشهد غلام منا يوم أحد ، فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع ،
فمسحت أمه التراب عن وجهه ، وقالت : هنيئاً لك يا بني! الجنة . فقال النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وما يُدريكِ ؟! لعله كان يَتَكَلَّمُ فيما لا يَعْنيه ، ويَمْنَعُ ما لا
يَضُرُّه ) . ضعفه الالباني في سلسلة الاحاديث الضعيفة
ولكن في صحيح الترغيب والترهيب قال حسن لغيره فارجو ان تبينوا لي الحق في هذا الحديث لاني نشرته ونقلته من صحيح الترغيب والترهيب وبعد ما رايت بان الشيخ ضعفه في السلسلة احزنني ذلك كثيرا ولكن لا ادري لماذا قال الشيخ هناك حسن لغيره ارجو الافادة

[ابو عمار العراقي]

هذا الحديث [بهذا اللفظ] ليس فقط ضعيف بل هو منكر
فقد ورد هذا الحديث عن ابي هريرة وانس(رضي الله عنهما)عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم)
فاما حديث ابو هريرة فقد اخرجه ابو يعلى(6646) من طريق عصام بن طليق الطفاوي عن شعيب(وهو ابن العلاء) عن أبي هريرة(رضي الله عنه) مرفوعا . وعصام بن طليق الطفاوي ضعيف كذا قال الحافظ في التقريب, وانظر تهذيب التهذيب(374) والضعفاء للعقيلي(1465) والمغني في الضعفاء للذهبي(4109). وشعيب مجهول بالنقل كذا قال العقيلي في الضعفاء(1465).
واما حديث انس (رضي الله عنه) فقد اخرجه الترمذي ( 2316) من طريق عمر بن حفص عن أبيه قال : (( هذا حديث غريب ))
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (1/13رقم ,1) ، والطحاوي في مشكل الاثار ( 3/ 154) من طريق عبد الرحمن بن صالح الازدي ( [ وقع عند الطحاوي : عبد الله بن صالح الأزدي , والصواب عبد الرحمن بن صالح الازدي وهو صدوق كذا قال الحافظ في التقريب (1/574)] ، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن الأعمش ، عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) عن النبي(صلى الله عليه واله وسلم) به
وهذا سند معلول لثلاثة امور : الأول : يحيى بن يعلى الاسلمي القطواني ضعيف , قال يحيى بن معين ليس بشيء وقال البخاري مضطرب الحديث وقال أبو حاتم ضعيف الحديث ليس بالقوي وقال بن عدي كوفي من الشيعة وقال بن حبان في الضعفاء يروي عن الثقات المقلوبات انظر الضعفاء للعقيلي(2066) وتهذيب التهذيب(488) .
الثاني: ان الاعمش واسمه (سليمان بن مهران الاسدي الكاهلي) لم يسمع من انس(رضي الله عنه) وانما رآه فقط ولم يسمع منه شيئا , قال بن المديني لم يحمل عن أنس إنما رآه يخضب ورآه يصلي وقال بن معين كلما روى الأعمش عن أنس مرسل وقال بن المنادى قد رأى أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه انظر تهذيب التهذيب(386) .
الثالث: ان الاعمش يدلس عن الضعفاء. انظر المغني في الضعفاء للذهبي(2628).
ولعل الشيخ الالباني رآى ابتداءا ان طرق الحديث خفيفة الضعف بحيث ان بعضها يعضد بعضا حتى ترتقي الى درجة الحسن لغيره ثم تبين له خلاف ذلك وضعّفه , فالحديث ليس ضعيفا فحسب بل هو منكر
قال الامام الالباني في الضعيفة(6107 ) :[وإنما خرجت الحديث هنا لأنني استنكرت ذكر الاستشهاد في بعض
طرقه مع ضعفها ، ولمنافاة ذلك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين" .
رواه مسلم وغيره ، وهو مخرج في "الإرواء" (1196) وغيره ، فكيف لا يغفر له ما
ذكر في الحديث مع الكلية المذكورة في الحديث الصحيح ، ولم يستثن منها إلا
الدين ؟!
وقد تاكدت من نكارة ذلك حين وجدت للحديث شاهداً بإسناد حسن عن
كعب بن عجرة فيه أنه كان مريضاً فقالت أمه : هنيئاً لك الجنة! فذكر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الحديث ؛ فصح أنه قاله في المريض وليس في الشهيد . فالحمد لله على توفيقه ].
والله اعلم