للنساء فقط

[طالبة علم]

أخيتي قبل الرحيل ....أنصح نفسي وإياكِ

أخيتي قبل الرحيل ....أنصح نفسي وإياكِ
-----
طريق النجاة

الحمد لله ربّ العالمين ، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:

إلى كل مؤمنة بالله واليوم الآخر ، إلى كل من تعلم أن الله يراها ويسمعها ويعلم سرها وعلانيتها ، إلى كل من ترجو الثواب وتخاف العقاب ، إلى من تحب سعادة نفسها ونجاتها.

أدعوك ونفسي إلى امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه ، وإلى قراءة القرآن الكريم وتدبره والعمل به ، وإلى العمل بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، لتفوزي بالسعادة الأبدية ، وتسلمي من الشقاء والعذاب الشديد.

أختي المسلمة : لو كنت مريضة وأتيت بطبيبة ونصحتك بترك ألذ الشهوات ، وخوفتك على تناولها الموت!! أو زيادة المرض !! فقولي لي بالله عليك: ماذا سيكون موقفك؟

الجواب: طبعاً ستمتنعي عنها محافظة على صحتك وحياتك ، فيا أختاه أكانت

الطبيبة عندك أصدق من الله تعالى؟؟

أم كان المرض أشد عليك من النار؟

ألست تتقي برد الشتاء وحر الصيف؟

فنار جهنم أشد حرّاً وأبقى عذاباً:

{قل نار جهنم أشدّ حرّاً لو كانوا يفقهون}[التوبة:81] ، فهل آمنت بالله حق الإيمان فرجوت ثوابه ، وخفت عقابه، وعملت أعمالاً صالحة لتنالي النجاة؟
أم أن فيك صبر وجلد على النار؟ أم انت ممن يكذب بيوم الدين؟

فاتقي الله - يا أمة الله - وأنقذي نفسك من النار بفعل الواجبات وترك المحرمات.
أنقذي نفسك من النار بإخلاص العبادة لله تعالى.

أنقذي نفسك من النار بانقيادك وطاعتك لبارئك سبحانه.

أنقذي نفسك من النار بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها ، فقد علمت أن أمر الصلاة عظيم ، وشأنها جسيم ، وعرفت فضل المحافظة عليها ، وعقوبة المتهاون بها، فهي أول ما فرض الله على عباده من العبادات العملية وهي أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة ، فإن صلحت فقد أفلح ونجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر.

فاحذري أن تتركي الصلاة متعمدة فتكوني من أهل الخسارة ، فهى عماد الدين ، الفارقة بين الإسلام والكفر ، وقد علمت أن الله فرض خمس صلوات في كل يوم وليلة ، وعلى كل مسلم بالغ عاقل غير المرأة الحائض والنفساء ، فرضها على كل حال: في الصحة والمرض ، والإقامة والسفر ، والأمن والخوف على قدر الاستطاعة ، وجعلها مكفرة للذنوب و الآثام ، وناهية عن الفحشاء والمنكر ، لمن حافظ عليها وأعطاها حقها ، وجعل الله المحافظة عليها من أسباب دخول الجنة قال الله تعالى:{والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون}[ المعارج:34-35]

وتركها من أسباب دخول النار ، كما قال الله تعالى عن المجرمين أنهم إذا سئلوا
{ ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين}[المدثر:42-43] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بين العبد وبين الكفر : ترك الصلاة" ، والتوبة معروضة بعد ، فمن تاب تاب الله عليه ، وغفر له ورحمه ، وأبدله بسيئاته حسنات.

أختي المسلمة: أنقذي نفسك من النار بأداء زكاة مالك ، طيبة بها نفسك ، قبل أن يكون عذاباً عليك ، وقبل أن يكون مالك ثعباناً يطوقك في قبرك ، ويوم حشرك ، وقبل أن يحمي على هذه الأموال في نار جهنم ، فيكوي بها جنبك وجبينك وظهرك ، كما أخبر بذلك الصادق الصدوق.

أنقذي نفسك من النار بالمحافظة على صيام رمضان ، واحذري أن تفطري يوماً من رمضان من غير عذر فإنه كبيرة من كبائر الذنوب.

أنقذي نفسك من النار بأداء فريضة الحج ، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، واحذري أن تؤخري أداء الحج - مع القدرة - فتموتين عاصية قبل أن تحجي.

اعملي كل هذا من قبل أن تسألي الرجعة عند الموت لكي تصلي وتصومي وتزكي وتعملي صالحاً فلا يجاب سؤالك { ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها}[المنافقون:11]
أنقذي نفسك من النار بارتداء الحجاب الشرعي الذي أمر به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فالحجاب عفة وطهارة ، وتقوى وإيمان ، وحياء وستر

أنقذي نفسك من النار بالبعد عن التبرج والسفور فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صنفان من أهل النار لم أرهما بعد - وذكر منهما - ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ".

أنقذي نفسك من النار ببر الوالدين وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الجيران ، وعدم أذيتهم ، واحذري ظلم الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، فإن ذلك من أشد المحرمات.

واحذري أن تأكلي ما حرم الله أو تتناوليه على أي وجه كان ، فأي لحم نبت من سحت فالنار أولى به.
احذري المعاملة بالربا فإنها محاربة لله ، ومن حارب الله فهو مهزوم.

احذري الاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن ، أو الرسول فإنه كفر ، فقد قال الله تعالى:{ قل أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزءون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}[التوبة: 65-66]

احذري أن تحلي ما حرم الله ، وقد أوجب الله عليك مخالفته ، واحذري أن تخالفي سنة نبيك عليه الصلاة والسلام بقول أو بفعل ، وكما أوجب الله عز وجل الطاعة لنفسه فقد أوجب الطاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولك فيه أسوة حسنة.

احذري أن تؤخري التوبة فتموتي فجأة قبل أن تتوبي نادمة متحسرة.

واعلمي يا أمة الله أن حياتك محدودة ، وأنفاسك معدودة ، فلا تضيعيها بغير عمل ، ولا تفرطي بساعات عمرك الثمينة بل اغتنمي شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل مرضك ، وحياتك قبل موتك ن وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، ولا تغتري بما أعطاك ربّك من مال وولد وصحة وعافية ، واستعيني بها على طاعته فإنك سوف تفارقيها أو تفارقك عن قريب.

ولن يصحب اإنسان من بعد موته إلى قبره إلا الذي كان يعمل
ألا إنمـا الإنسـان ضـيف لأهـــله يقيم قليلاً عندهم ثم يرحـل

وليس احد يموت إلا ندم : إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد إحساناً ، وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون تاب.

وإذا متٌّ فدفنت في قبرك فسوف تجدينه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، أعاذك الله منها ، فإن كان عملك صالحاً لم تستأنسي إلا به ، وإن كان فاسداً لم تستوحشي إلا منه.

وإذا بعثت من قبرك لحساب والجزاء فسوف تبعثين فريدة حافية عارية ليس معك سوى عملك يقودك إلى الجنة ، أو إلى النار ، أعاذك الله منها.

فتوبي إلى ربّك ما دمت في زمن الإمكان ، واستعدي للقدوم على ربّك بصالح الأعمال.
قال تعالى:{ واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفَّى كلّ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}[البقرة:281].

قال تعالى:{ وتوبوا إلى الله جميعاً أيّة المؤمنون لعلّكم تفلحون}[ النور:31].

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد بن رياض الأحمد (أخيتي قبل الرحيل)

منقول

[أم عائشة]

جزاكِ الله خيرا أختي الكريمة على النّصح
أسال اللهَ العمل به
حفظك الباري