لماذا لا يكثر شيخكم من نقد الدعاة ؟ ...

[أبو زياد النعماني]

لماذا لا يكثر شيخكم في نقد الدعاة ؟( يقصدون الشيخ حسن عبد الستير النعماني )
يسأل بعض الإخوة مدافعا في الظاهر ! لماذا لا يكثر الشيخ من التكلم في باب الجرح والتعديل ؟ - يقولها وكأنها الأصل -
وهذه شبهة أثارها بعضهم عن شيخنا أنه لا يتكلم في هذا الباب وهذا باطل طبعا وإنما يتكلم – حفظه الله - متى اقتضت الحاجة للكلام وإلا فهو في طريقه سائر وهذا واضح ظاهر إلا على تائه أو حائر وقد أجاب شيخنا – حفظه الله – على هذه الشبهة مرارا وتكرارا في مواضع مختلفة ولكنها توجد في غير مظانها لأجل ذلك عزمت على جمعها والتأليف والتنسيق بينها لكي تغلق الأفواه وتقطع الألسنة فتكون – بإذن الله - حجة بالغة وإلى كلام الشيخ :

أولا : لابد ان يعلم أن هذا الباب – باب الجرح والتعديل – هو من الفرض الكفاية والفرض الكافية هو ما إذا قام به البعض سقط عن الآخرين فطالما أنه كفانا غيرنا هذا الباب فإنه ( لا يلزمنا ) أن نتكلم فيه وهذا ما قلته لأحدهم إذ يقول لي : لماذا لا تدندن في هذا الباب . – وأشار بيده إشارة العازف –
فقلت له : هذه الدندنة لا أحسنها – اقصد إشارة يده – إنما أنا أنتكلم عند الحاجة ثم أسألك سؤالا ما حكم هذا الكلام ؟
قال : فرض كفاية .
قلت : إذن تكفينيه وأكفيك علم النحو .
وأنا في هذا لست بدعا من الدعاة وطلبة العلم والعلما فالمشايخ الثلاثة ( الألباني ، وابن باز ، وابن عثيمين ) لم ينشغلوا بهذا الباب إنما كانوا يسيرون في طريقهم ومتى وجدت الحاجة للكلام تكلموا وبينوا ونحن على أثرهم نسير
فالأصل أننا مشغولون بما يجب علينا عينا من تعلم العقيدة والأحكام وفهم كلام الله فإذا كانت هناك حاجة للكلام تكلمنا وهذه هي الوسطية والاعتدال
ثانيا : لابد ان يعلم ان هذا الباب هو باب الجهابذة من الحفاظ والأعلام كما قيل لا يتكلم في الناس جرحا وتعديلا إلا تام العلم تام الورع وفي هذا المعنى يقول الدكتور بكر – رحمه الله – في الحلية : " وهذا ما كان يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال " فالكلام في الناس هو للجهابذة ليس كلأ مباحا لكل أحد ولهذا كاد يفسد هذا الباب لما دخله من ليس من أهله وكما يقال لا يفسد الصنعة على أهلها إلا الدخلاء
فأنا لست من أهل النقد أصلا ! لأنهم أناس معرفون مخصوصون من أهل الحديث أو من كذا وأنا رجل لا أعد من المتخصصين في علم الحديث ومعرفتي به هي معرفة الكفاية التي تغنيني في أبواب العلم الأخرى
ثالثا : من الأسباب التي لا تجعلني أكثر في هذا الباب هو أني ما عندي علم كافي بأحوال الدعاة أو الموجودين على الساحة الآن لأني في شغلة بالعلم عن الناس فبالتالي لا أتبين حال كثيرين فلا أستطيع أن أتكلم فيهم لا تعديلا – وأقول لا تعديلا أولا ! – ولا جرحا لأن الله تبارك وتعالى يقول : " إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " ويقول : " وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " ولست متتبعا لهذا الباب فيسألني بعض الإخوة إيش رأيك في كتاب فلان ؟
أنا نادرا جدا ما أقرء كتابا عصريا فالكتب الحديثة هذه لا أقرؤها إلا بشروط منها أن يكون تحقيقا لكتاب سلفي أن يكون شرحا لمسألة سلفية أصلا أن يكون مثلا رسالة دكتورة في موضوع قديم ! لكن الكتب الجديدة هذه فلان ألف في كذا أو في كذا نادرا جدا ما أجلس لهذا الكتاب لآخره فلو قرأته قرأت مقدمته أو بعض الأبواب أو كذا فالشغلة تمنعني من هذا الباب
ويسأل بعضهم إيش تقول في شريط فلان ؟
أنا ليس عندي من الوقت لتتبع أشرطة المعاصرين فهذه خمسة آلاف شريط للشيخ الألباني وهذه أشرطة تفسير القرآن للشيخ جميل غازي هي أولى عندي من تتبع أشرطة المعاصرين
وأقول إن بعض من يسأل هذا السؤال يريد أن يقطعنا عن هذا الخير وأن نخرج عما نحن فيه من دراسة العلم إلى باب آخر وأن ننشغل به عن العلم المعين علينا معرفته وأن نرد على فلان فيرد علينا ثم نرد عليه ومتوالية لا تنتهي ! وأنا لن أسمح لهؤلاء أن يشغلونا عما نحن فيه وقد رأينا أناسا كانوا قد وضعوا قدمهم في هذا الطريق – طريق التدريس والتعليم – فلما انشغلوا بزيد وعمرو فردوا عليهم ثم رد الفريق الثاني على الأول فأخذوا بالردود بعضهم على بعض فضيعوا دعوتهم وضيعوا الشباب من بينهم مع أن كلا منهما سلفي والخلاف في مسألة اجتهادية !
ولكن أقول هنا لا يفهم أحد من كلامي إغلاق الباب برمته فعلم الجرح هو العلم الذي حفظ الله به الدين وإنما مقصدي واضح وهو أن الأصل العلم تدريسا وتعليما وتعلما فإن وجدت الحاجة في الكلام تكلمنا وهذا ما يعرف بالفرع على الأصل وهي سنة مشايخنا الأكابر الألباني وابن باز وابن عثيمين عليهم رحمة الله فنحن على الوسط والاعتدال بلا تفريط وتميع أو إفراط وغلو
والخلاصة :
أن هذا الباب هو فرض كفاية وقد كفانا غيرنا ولا يلزم كل متكلم في العلم الشرعي أن يتكلم فيه
أننا مشغلون بالفرض العين أولا
أن هذا الباب هو لأناس مخصوصين من أهل العلم ولست منهم
أنه يلزم المتكلم في هذا الباب أن يكون على دراية بكلام فلان وفلان وليس عندي من الوقت لتتبع أشرطتهم وأقوالهم
وأنه لا يلزمني الكلام إلا عند الحاجة وتعين المصلحة

هذا هو جواب ذاك السؤال والله المستعان
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أبويه إبراهيم وإسماعيل وعلى سائر الأنبياء والمرسلين والآل والصحب أجمعين وسلم تسليما كثيرا

جمعه من كلام شيخنا وألف بين حروفه ونسق جمله
أبو زياد النعماني
غفر الله له
راجعه وأقره فضيلة الشيخ
حسن بن عبد الستير النعماني
حفظه الله

[مصطفى بن حسين السلفي]

أحسنت أحسن الله اليك

وانتظرت الموضوع فى الانصار فلم يأت

فسأضعه بيدى والله المستعان

[عمربن محمد بدير]

موفق بارك الله فيك فليتهم يعلمون

[أبو زياد النعماني]

بارك الله فيكما
وأرجو من أبي معاذ ان يعذرني وهو أهل لذلك