أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
34483 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2018, 01:53 AM
ابوعبد المليك ابوعبد المليك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 4,441
افتراضي مسألة في العدل

مسألة في العدل
الدكتور ابراهيم الحمد


http://www.m-alhamad.com/articles/%D...9%D8%AF%D9%84/

العدل قِوامُ الحياة، وهو مما تواطأت على حسنهِ الشرائعُ الإلهيةُ، والعقولُ الحكيمةُ، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماء الأمم، وسجلوا تَمَدُّحَهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية كما يقول ابن عاشور -رحمه الله-.

وإن من أعظم نعم الله على المرء أن يَطْبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره.

وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوِّم طباعه، وليعلمْ أنه لا يَصْلُح في دين، ولا خلق محمود كما يقول ابن حزم -رحمه الله-.

والحديث عن العدل، وحسنه، والآثار الواردة في ذلك يطول.
وسيكون الكلام ههنا منحصراً في مسألة في العدل.
ألا وهي مراعاة عامل الزمان والمكان والحال عند الحكم على الناس.

فقد يكون لعالمٍ رأيٌ في قضيةٍ، أو مسألة، أو نازلة.
وقد يكون لعامل الزمان أو المكان أو الحال التي قال فيها ما قال – أثر في ذلك.
وقد تكون القضية، أو المسألة، أو النازلة خَفِيَّةً، أو مشتبهة في الوقت الذي عولجت فيه، أو تُكُلِّم فيه بذلك الشأن.

فإذا جاء زمان بعده، أو نَظَر إليها مَنْ كان في مكان آخر – ربما لا يكون فيها خفاءٌ، ولا اشتباهٌ.
وبناءً على ذلك فإنه يحسن بمن اطلع على رأي يراه مخالفاً للصواب ألا يَفْصِلَه عن الزمان الذي قيل فيه، أو البيئة التي عاش فيها صاحب الرأي، أو الظروف التي كانت تحيط به.

فإذا راعى تلك الأمور كان حرياً بالعدل، والإنصاف بعيداً عن الظلم، والتزيُّد، والاعتساف.
والذي يُلحظ في كثير من الأحيان أن هناك تفريطاً في هذا الجانب؛ فكثيراً ما تقرأ أو تسمع أن فلاناً انتقد فلاناً، أو اشتد عليه؛ بحجة أنه قال: كذا وكذا، فرماه بعد ذلك بما ليس فيه، وجَرَّده من كل فضيلة، وألزمه بما لا يلزم.

ولو أنه راعى عامل الزمان، والمكان، والحال الذي قال فيه ذلك المُنْتَقَدُ ما قال – لربما تغير مسار الحديث.
أما إذا أُخذ كلامُه مجرداً من جميع الاعتبارات فإن ذلك مدعاة للظلم، والهضم.
واللائق في مثل هذه الأحوال أن يلزم الإنسان العدل، فلا يُحَمِّل القائل ما لا يحتمله، أو يلزمَه بما لا يلزم.

ولا مانع أن يُقْبَل الكاتبُ ويردَّ كلامه في مسألة معينة، ولا مانع -أيضاً- أن يُرَدَّ الكاتبُ ويقبلَ كلامه في أمرٍ ما.
ولابد أن يراعى -في ذلك- الحفاظ على أقدار الرجال، وأن يراعى -أيضاً- أَتْباع ذلك الرجل الذي انْتُقِد؛ فإذا كان الناقد بصيراً لطيفاً يوصل الحق، ويبين الخطأ بلطف، وحسن أسلوب – كان ذلك أدعى لقبول قوله، وحصول الفائدةِ المرجوَّةِ من نقده.

وإلا كان كمن يَخْبِطُ خَبْطَ عشواءَ، ويركب مَتْنَ عمياءَ.
وإن من السنن الحميدة في ذلك ما يُسْلك في الرسائل العلمية الجامعية التي تبحث في مسائل، أو أعلام؛ فإن تلك الرسائل تشتمل على دراسة للعوامل التاريخية، والجغرافية المحيطة بتلك الدراسة.

كما أنها تشتمل على الظروف التي انتشرت فيها تلك المقولة، وتحتوي على الأحوال والأطوار التي مرت بتلك الشخصية إن كانت الدراسة تبحث في علم من الأعلام.

ولا ريب أن ذلك أقرب إلى روح العلم، والعدل، وأبعد عن مسلك الجهل والظلم.
__________________
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا

قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"

قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"

السير6 /369

قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"

الفتاوى السعدية 461

https://twitter.com/mourad_22_
قناتي على اليوتيوب
https://www.youtube.com/channel/UCoNyEnUkCvtnk10j1ElI4Lg
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.