أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
52341 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منبر الموسوعات العلمية > قسم الموسوعات و الكتب و المخطوطات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-10-2014, 04:22 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي المقدمة

الهادي إلى أقوال العلماء في الدكتور ربيع بن هادي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
من خصال أهل الإيمان النصيحة في الدين

فالحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى، وينهونه عن الردى، يحيون بكتاب الله تعالى الموتى، وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجهالة والردى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم.([1])
وأهل العلم هم القائمون بواجب النصح والبيان، عملا بسنة النبي عليه الصلاة والسلام القائل: « الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم »([2]).فالنصيحة بمكان من الدين جليل، كما قال الطحاوي([3])، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط ذلك على بعض من أسلم ، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي والنصح لكل مسلم »([4]).
فمن خصال أهل الإيمان النصيحة في الدين، ومن خصال الفجرة الخيانة، والتلوّن، كما قيل «المؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون، وإن بعدت منازلهم وأبدانهم، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاونون، وإن اقتربت منازلهم وأبدانهم ».
ورحم الله سفيان بن عيينة القائل: «عليك بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل أفضل منه »([5]).
الفرق بين النصيحة المشروعة وغير المشروعة

ولست أبتغي بذكري لأقوال أهل العلم: التعيير، والتنقيص، فإن هذا ليس من النصح في شيء، ولو كان الدكتور المدخلي قد أخطأ في حق نفسه، أو اجتهد ولم يوالي ويعادي على اجتهاده، ويفرِّق جماعة المسلمين بذلك، لماَ كان يحق لي ولا لغيري أن يذكر ما قيل فيه، بل يُنصح سرّا، إلا أن السّني ليأسف مما آل إليه حال الدكتور المدخلي.
إن الدكتور المدخلي -عفا الله عنِّي وعنه- قد أخطأ في حق أفراد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فطعن في أعراضهم، وهتك أسرارهم بغير حق، ثم لم يكتف بذلك حتى والى وعادى عليه، فتفرقت جماعة أهل السنة.
وقد نصحه العلماء، والمشايخ وطلاب العلم كما سيأتي ذكر ذلك في موضعه، بدءا بالشيخ ابن باز رحمه الله ، فالألباني رحمه الله ، وهكذا، ولكنه تعصب، وعاند، فكان يجب على كل سني غيور على الحق أن يُبلّغ أمّة الإسلام ما قاله علماء الأمة حتى لا يُتابع على خطئه.
وقد سئل الشيخ الفوزان عن جمع الأخطاء من قِبل طلبة العلم، ثم النصيحة بتركها، فأجاز ذلك، فكيف بمن كان وراء علمائه، يقول بقولهم، وينقل ذلك للناس؟! فالأولى الجواز بل قد يجب.
«السائل: هل مايقوم به أحد طلبة العلم من تتبع أخطاء بعض الدعاة وجمعها وإخراجها في أشرطة بحيث يخصص لكل داعية شريطا يذكر فيه أخطاءه وهفواته هل هذا من المنهج الصحيح؟
فأجاب الشيخ الفوزان -حفظه الله- :إذا كان القصد من هذا بيان الحق وبيان الخطأ فهذا طيب، هذا من الدعوة إلى الله، لأننا نبين الأخطاء لأجل أن لا يقع الناس فيها، أما إذا كان القصد التشهي والتشفي من الشخص والتنقص للشخص فهذا لا يجوز هذا لا يجوز »([6]).
لماذا الدكتور ربيع؟

قد يتساءل البعض لماذا التحذير من أخطاء الدكتور ربيع دون غيره ؟ والجواب: لا يستطيع أحد أن يُنكر وقوع الخطأ من البشر، إذ هذا من مقتضى طبيعتهم، وكما ورد: « كل بني آدم خطاء »، إلا أن الذي تميّز به الدكتور ربيع هو الموالاة والمعاداة على أخطائه، وهذا هو السبب الرئيسي في تفرّق أهل السنة.
والدكتور ربيع أخطأ من جهة الأسلوب وهو ما يتعلق بمعاملة المخالف، فتجده مثلا يأمر بالهجر، ويتهم النوايا، ويبالغ في وصف الآخرين، ثم لم يكتف بذلك حتى والى وعادى من أجله، وظنّ أتباعه أن العلماء معه في هذا الأمر، والواقع يدل على خلافه ، كما تراه في هذه الرسالة، وفي (الأجوبة الألبانية).
والخطأ الثاني كان في بعض القضايا العلمية، ثم وجدناه أيضا يَجرح بها المخالف، وظن الأتباع أيضا أن العلماء معه في ذلك، مع أن الواقع على خلافه، كما تراه في هذه الرسالة، وفي (الأجوبة الألبانية). والواجب البيان حتى يجتمع أهل السنة على الحق ولا يتفرّقون من أجل الاجتهادات الخاطئة.
من صور الغلو في الدكتور ربيع المدخلي

ومما يدل على أن الغلو في شخص الدكتور ربيع واقع وليس أمرا خياليا، هو ما انتشر في الآونة الأخيرة حيث صارت أقواله وأحكامه مما لا تقبل النقاش، بل أُلحق بالصحابة، فحبه إيمان، وبغضه نفاق، وكلّ تعقيب واستدراك عليه ولو من غير تصريح باسمه يجعل فاعله في جملة المبتدعة المعادين للكتاب والسنة، الطاعنين في سلف الأمة.
فبيان أخطاء الدكتور المدخلي عند أتباعه -وإن لم يُصرَّح باسمه- ناقض لأصل من أصول الدعوة السلفية؛ ومخالف للمنهج العقدي المعتبر عند أهل السنة والجماعة، والتي لا يجوز عدُّها من المسائل الاجتهادية.
يقول أحمد بازمول في صيانته (ص307): « وشيخنا العلامة المجاهد حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله-، وقد طعن الحلبي في هذا الكتاب في الشيخ ربيع دون أن يصرِّح باسمه لكنه عرَّض به، والتَّعريض قد يكون أشدَّ من التَّصريح » .
وقال أيضا أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان في كتابه الحدود الفاصلة (ص/586): «المخالفة السابعة : الحويني يطعن في أكابر العلماء، ويتهكَّم بفتاويهم .
أقول: فكما طعن الخوارج في أكابر الصحابة؛ فقد طعن الحويني في أكابر العلماء السلفيين الذين هم أتباع الصحابة بإحسان؛ وهو بهذا ينهج منهج محمد بن سرور زين العابدين الذي تظاهر بالسلفية مع طعنه الفاجر على كبار العلماء السلفيين، وإليك عدة أمثلة تثبت هذا :
المثال الأول: طعنه الصريح في إمام الجرح والتعديل العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله- ».
فالحويني بطعنه في الدكتور المدخلي حُشر مع أهل البدع، بل وأُلحق بالخوارج الضلال، وأما الدكتور المدخلي فله الحق في أن يطعن في العشرات من علماء أهل السنة، ويُفرِّق الصف بذلك، ضاربا بالأدلة الشرعية عرض الحائط، منتهكا لحرمات الدين، فإذا نَصح أهل السنة بترك أخطائه كانوا من جملة أهل البدع والعياذ بالله تعالى.
بل قال بعضهم في مقال له: «الطعن في الشيخ ربيع هو عندنا على ما ذُكر، دليلٌ على أن فاعله على غير السنة والسبيل ».
فأتباعه يرون أنَّ من صلب منهجهم بل وعقيدتهم توقير الدكتور ربيع المدخلي، وأنَّ الكلام فيه وإن لم يصرِّح النَّاقد باسمه- ناقض لأصول الدعوة السلفية والعقيدة السنية !!
من أسباب الغلو في الدكتور ربيع المدخلي

وقد هيّأ الدكتور ربيع الطريق لمثل هذا الغلوّ، فكثيرا ما كان يقول: «ووالله ما يسعى في الكلام فِيَّ –ولا الطعن في ما نحن فيه- إلا لتكون النتيجة إسقاط المنهج؛ فالذي يكره هذا المنهج يتكلم في علمائه، الذي يبغض هذا المنهج ويريد إسقاطه يسير في هذا الطريق »كما في (مجموع الكتب والرسائل ) له (1/482).
وليته قصد العلماء كلّهم بكلامه هذا، ولكن المقصود هو شخصه فقط، فقد طُعن في الشيخ الألباني، وفي الشيخ مقبل بن هادي من طرف جماعته ومع ذلك لم يَطعن فيهم، وهكذا طُعن في الشيخ عبد المحسن وفي غيره، ولم يُخرج أحدا من المنهج السلفي.
فالدكتور ربيع بن هادي المدخلي يرى نفسه من أشدِّ الناس تمسكا بمناهج أهل السنة، وسيرا على منهج السلف الصالح في الدقيق والجليل؛ حتى أصبح الكلام عليه وفيه طعنا بالمنهج السلفي، ومحاولة لإسقاطه !
فصرنا نسمع أن الدكتور المدخلي لا يخطئ في المنهج، بل قال هو ذلك: «أقول: لست معصوماً، لست معصوماً، ولكن – اسمع-: لا أعرف لي خطأ في المنهج! »
فليس الربيع بمعصوم من الخطأ والزلل في المنهج وغيره إلا أنه لا يعرف لنفسه خطأ في المنهج؛ فاستحق أن يكون ممثلا عنه، فالكلام عليه كالكلام على المنهج السلفي .. وهكذا.
ومن تطبيقه لهذه القاعدة، ما قام به اتجاه من انتقده في بعض المسائل الحديثية، والأخطاء العلمية، التي وقع فيها في دراسته لكتاب (النكت على كتاب ابن الصلاح) للحافظ ابن حجر.
يقول ناصر القحطاني في(المعيار) ( 2 - 4 ) : « فإنني كنت قد علّقت قبل فترة على مواضع متفرقة من كتاب ( النكت على ابن الصلاح ) للحافظ ابن حجر العسقلاني بتحقيق د. ربيع بن هادي المدخلي، أصلحت فيها بعض ما وقع من المحقق من أوهام وأغلاط. ثم إنني شرعت في تتبع عمل المحقق وتعليقاته لها التي وقع من المحقق من أوهام وأغلاط فيها والتي لا يتصور وقوعها من طالب في السنة النهائية بقسم الحديث، فكيف بمن لُقب بـ (أستاذ كرسي علم الحديث في الجامعة الإسلامية) ؟»
ويقول أيضا: « وليت الأمر وقف عند حدود المدح والتعظيم بل تجاوزه حتى كاد أن يصل إلى ادعاء العصمة فيه! فكثير من مريديه يغضب ويثور حين يقال له: إن شيخك قد جانب الصواب في المسألة الفلانية، بينما يسهل على الكثيرين منهم تخطئة الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وعلماء الدعوة النجدية ممن يشهد لهم ببلوغ مرتبة الإمامة في الدين.
وكان من آثار هذا التعصب الذميم أن أصبح الشيخ محلّ عقد الولاء والبراء عندهم، فمن وافقه فيما يقول فهو ـ على حد قولهم ـ من إخواننا على المنهج الصحيح، ومن خالفه فهو مبتدع ضال يستوجب الهجر والتأديب، وقد كنا - معشر السلفيين - ننعى على أهل المذاهب جمودهم وتعصبهم حتى نبتت بيننا نابتة جعلتنا نترحم على متعصبة المذاهب، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ».
ومع أن هذه المسائل المتكلّم فيها لا تتجاوز المباحث الحديثية؛ فقد حُكم على تطاوله في الرّد على الدكتور ربيع بن هادي المدخلي بأنه يحارب المنهج السلفي !
فقال الدكتور ربيع المدخلي في (مجموع الكتب والرسائل) ( 9 / 541): «كتاب (المعيار) الذي يتضمّن الحرب على المنهج السلفي »بل انتقل ربيع المدخلي - متطورا - من تمثيل المنهج السلفي إلى تمثيل الإسلام (!) واعتبر خصومه من أتباع الشيخ علي بن حسن الحلبي أشدّ خطرا من الماسونية لردودهم عليه، فقال ربيع في مقالته (الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور، الحلقة الثانية):«ولا أجد فرقا بينكم وبين الماسون المحاربين للإسلام باسم الإسلام؛ بل لقد فقتموهم بالتأصيل الهدام ولقد ركزتم أيها الحزب الظالم على ربيع !»
ثم إن ربيعا المدخلي حتى يُطمئن أتباعه إلى أقواله، وأحكامه، استدل على ذلك بموافقة العلماء الكبار لمقالاته ونحوها من تصرفاته في مواجهة المخالفين له .
فقال في (مجموع الكتب والرسائل) (9 /499 ): « ونحن - ولله الحمد- يشهد لنا العلماء السلفيون في كل مكان، يشهدون لنا بالثبات على الحق، وأن إنتاجنا حق وعلى منهج السلف، ومن ثمارهم تعرفونهم».
ويصرِّح بأسمائهم، فيقول في (مجموع الكتب والرسائل) ( 9 /490): «نحن معروفون ـ والحمد لله ـ أننا أقوى من وقف في وجه الفتن والشغب ودعاة الهدم لهذه البلاد.
وكتبنا وأشرطتنا واضحة ومليئة بالذب عن دعوة هذه البلاد ومنهجها وعلمائها وولاة أمرها، يعرف ذلك ويعترف به العقلاء المنصفون، وقد أيدوها في كتبهم وأشرطتهم ومشافهاتهم.
ومن هؤلاء: سماحة الشيخ:عبد العزيز بن باز، والشيخ: صالح الفوزان، والشيخ: محمد بن صالح العثيمين، والشيخ: صالح اللحيدان، والشيخ: محمد بن سبيل، والشيخ: عبد الله الزاحم -رئيس محاكم المدينة- والشيخ: الألباني، والسلفيون في كل صُقع، يقرؤون كتبنا وينشرونها ويترجمون منها ما يستطيعون، وهؤلاء هم شهداء الله في أرضه، ولم يقاومها ويحترق قلبه كمداً منها إلا أهل البدع».
ويقول في (مجموع الكتب والرسائل) (9/726): «فالعلماء لم يردوا علي شيئاً لا الشيخ الفوزان ولا غيره، بل علماء السنة في كل مكان ينصرون جهادي ضد الخوارج، ومن تفرَّع عنهم ومنهم الحدادية ».
وقال في رسالته لأهل العراق (ص18) قائلاً : «إنَّ الأئمة الثلاثة الكبار لم يعارضوا الشيخ ربيعاً في أحد، بل أيَّدوه، وأيَّدوه إلى أنْ مضوا إلى رحمة الله؛ لأنَّ طريقتي ليست أحكاماً على فلان، أو فلان، وإنما هي نقد لأقوال وأفكار، أبيِّن باطلها بالحجج والبراهين، وعلماء المنهج السلفي كلُّهم يؤيِّدون ما أكتب، ولم يعارضوه، ولا أحد منهم؛ لأنَّه الحق الأبلج ».
بل يُصرِّح أن بعض الأئمة الذين سبقوه كالإمام المعلمي اليماني رحمه الله لو وقف على تواليفه في الردود لأيّدها متابعا فريق العلماء في هذه النصرة لجهوده !
فيقول الدكتور ربيع المدخلي في( مجموع الكتب والرسائل ) (9 /196) : « لو وقف المعلمي على مؤلفاتي في نصر السنة لأيدها؛ كما أيدها إخوانه من أئمة السنة ولا سيما صديقه الألباني ».
وحينما يستخرج أهل الحق من أرباب المعارف العلمية مخالفاته العلمية، وتنكباته المنهجية الخارجة عن سبيل الحق، يُسارع بقياس متهالك، واستدلال بارد بأن هذا من لوزام القدح فيمن شهد لتواليفه، ومن الطعن في تزكياتهم له (!) فيقول في )مجموع الكتب والرسائل) (13/428 ): «وهل تأييد كبار علماء السنة لأصول ربيع وكتاباته كان خيانة، وتبييت حملة ضدّ الإسلام ؟ »
قول العلماء في الموالاة والمعاداة على الأشخاص

وفاته أن التزكيات - بمجموعها مهما بلغت في سُلم الرقي - لا تجعل من صاحبها معصوما، ولا تعطيه الحصانة من النقد(!) وهذا من البديهيات العلمية لمن طالع سير الأوائل!!
وأن دعواه إلى عقد الولاء والبراء على شخصه هي من جنس الرفض والتشيع، يقول شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله في (منهاج السنة ) (5/181 182): «وهذا من جنس الرفض والتشيع لكنه تشيع في تفضيل بعض الطوائف والعلماء ..
فلا ينتصر لشخص انتصارا مطلقا عاما إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لطائفة انتصارا مطلقا عاما إلا للصحابة رضي الله عنهمأجمعين، فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار، ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا، فإذا أجمعوا لم يجمعوا على خطأ قط، بخلاف أصحاب عالم من العلماء فإنهم قد يجمعون على خطأ، بل كل قول قالوه ولم يقله غيرهم من الأمة لا يكون إلا خطأ.
فإن الدين الذي بعث الله به رسوله ليس مسلّما إلى عالم واحد وأصحابه، ولو كان كذلك لكان ذلك الشخص نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو شبيه بقول الرافضة في الإمام المعصوم ».
وسئل محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور (ش/573) السؤال التالي: «السائل: عندنا هناك بعض الشباب في بادئ الأمر كانوا يرتاحون مثلا إلى أحد، والمجموعة الثانية ترتاح إلى عالم آخر، ثم تطورت هذه الأمور إلى أن أصبحت تحزبات، يعني أصبح كلٌّ يتحزب إلى هذا العالم، حتى أنهم أصبحوا يتعادون ولا يجلسون معه، مع بعضهم.
فأجاب الشيخ رحمه اللهبقوله: طبعا هذا لا يجوز في الإسلام، نحن دائما نقول لا حزبية في الإسلام، وهذا التحزب يحرِّمه الإسلام، لأن هذا الذي يتمسك برأي العالم الفلاني، وذاك الذي يتمسك برأي العالم الآخر، لا هذا العالم ولا ذاك هم معصومون كالأنبياء والرسل.
ولذلك فينبغي أن يعيش المسلمون على تحابب وتناصح وعدم التعصب لأيّ شخص في الدنيا إلا شخص واحد هو رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -
كل ما يمكن أن يفعله المسلم هو أن يثق بعالم في علمه، ولصلاحه، ولبُعده عن مثلا حطام الدنيا، وعن الوظائف الحكومية، التي كثيرا ما تكون سببا لحمل الموظّف على الانحراف عن العلم الذي يدعو الناس إليه، فإذا مسلم رأى أن هذا العالم أعلم من هذا، وأتقى من هذا، وإلخ، لا مانع أن يأخذ بقوله لكن بدون أن يطعن في العالم الآخر، أو في الشخص الآخر، الذي يتبنى رأي العالم الآخر، عليهم أن يكونوا كما قيل: المؤمنون نَصَحة، ينصح بعضهم بعضا، وإذا كان أحدهم يرى أن العالم الفلاني أعلم من فلان يُقدِّم أدلة وبراهين للآخر، بحيث أنه يتقاربان ولا يتعاديان.
المهم أن الحزبية في الإسلام محرمة بنص القرآن الكريم، لأنها تؤدي إلى ما ذكرت من الفرقة، والبغضاء والعداوة والله عز وجل يقول: « ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون »[سورة الروم:31-32]
وفي بعض الأحاديث الصحيحة في مسلم و غيره «لا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا إخوانا كما أمركم الله »([7]) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
فهكذا يجب أن يعيش المسلمون خاصة تحت هذه النُّظم التي تحاول بالقوة أن تنحرف (بالمسلمين) عن دينهم وعن أخلاقهم ».
وسئل الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي:
«السائل: يا شيخ! ما رأي سماحتكم .. في امتحان الناس بالأشخاص -ولاء وبراء-، وهم في كلِّ هذا يزعمون أنهم المستحقون لاسم السلفيَّة دون غيرهم، ويشيعون بأنكم -يا سماحة الشيخ- مؤيد لهم فيما يذهبون إليه ؟ »
ومما قاله الشيخ صالح الفوزان: « أو هو لم يوافقك على ما تُريد؛ فتتخذ من هذا هجرًا له، تتخذ من هذا قطيعة، فرقة، خلاف، كل هذا لا يجوزُ ».
والشيخ صالح الفوزان نصح أيضا بترك التحزب على الشيوخ، وأن هذا من أمر الجاهلية، فقال: «...ثم تطور الأمر إلى انقسام طلبة العلم في الانتساب إلى المشائخ، كل فريق منهم ينتسب إلى شيخ معين لا يأخذ إلا منه، ويحذر مما سواه من المشايخ، وإن كان هذا الشيخ لا يختلف عن الشيخ الآخر في معتقده ومنهجه، وإنما هي تعصبات جاهلية ونزاعات شيطانية مما أضر بمجتمع أهل السنة والجماعة فأحدث الفرقة والتباغض بينهم، حتى سنحت الفرصة للمبتدعة أن يظهروا في البلد ويكون لهم الأغلبية نظرا لاجتماعهم فيما بينهم وتفرق أهل السنة فيما بينهم مما يخشى معه من تغير الأوضاع في البلاد.
فيا طلبة العلم ويا شباب أهل السنة دعوا هذه الانقسامات والنزاعات، وليكن الولاء والبراء بينكم على الكتاب والسنة ومنهج أهل السنة والجماعة « ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين »{{وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين}}[سورة الأنفال:46]، واعملوا بقوله تعالى: « فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول »{{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}} [سورة النساء:59]...
كتبه صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء20-02-1434هـ »([8])
وخصّص أيضا الشيخ عبد المحسن العباد في رسالته (رفقا أهل السنة بأهل السنة) فصلا يتكلم فيه عن بدعة امتحان الناس بالأشخاص، وستأتي الإشارة إليه، عند ذكر أقواله.
وفات أيضا الدكتور المدخلي أن تزكيات العلماء له لا تُوجب الموافقة الكاملة ولا المطالعة التامة لكل مقالاته وأشرطته.
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور (ش/915): «أنا لو كنتُ متفرغًا من أجل الربيع فقط بضيّع وقتي حتى أعطي إشارة أن هذه فيها شدة...
أنت بتحرك رأسك! لكن كأني أنا (سارد حيطان) حسب التعبير السوري! اسمح لي الله يهديك! أنت ولاّ أخونا؛ أنتو بِتْظُنُّوا أن الشيخ الألباني ما فيه عنده ما يشغله إلا أن يقرأ كتب (أصدقائه) وإخوانه في المنهج، وكتب خصومه أيضًا ويقعد ويصفي! لا؛ نحن يكفينا تصفية السنة، وما فينا كفاية والحمد لله رب العالمين. ولذلك لا تتحمس أنت أيضًا مع صاحبنا القديم أنت تقول: ليش ما تبيّن ؟!
السائل: أنا أنقل له، إذا كنت وجدت شيء أنا أنقل له وأبيِّن له...
الشيخ: أنتَ تطلب مني أن أفلي له كتابه، ولاّ؟
السائل: نعم، أنت تقول: فيه شدة، طيب من أين هذه الشدة؟ من هذه الكلمة مثلًا؟ أنا أقول بناء على ما قرأه من قبل أنه مجتمعات جاهلية وخارجة عن الإسلام ولم تحكم بالإسلام؛ فسرها بما مضى، بشيء الماضي..
الشيخ: هذا منه شيء كثير -بارك الله فيك-. أنت اقرأ الكتاب بروية وبإمعان، لا مع زيد، ولا على عمرو؛ وإنما مع الحق حيثما كان -أسلوبًا وغاية- ».
بل لقد نَقد أهل العلم الدكتور المدخلي، ونقدوا أيضا بعضًا من أقواله ومواقفه، ومن أولئكم: الشيخ ابن باز رحمه الله ، وأما الشيخ الألباني رحمه الله ، فيخالفه في كثير من تقريراته، وقد كتبتُ رسالة في الاختلاف الذي بينهما سميتها (الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية)، وهكذا بقية العلماء المعروفين كلّهم خالفوا الدكتور المدخلي، ومنهم من نقده صراحة.
تنبيه حول ثناء العلماء على الدكتور ربيع المدخلي

وفي ختام هذه المقدمة أحب التنبيه على أمرين اثنين ألا وهما:
الأول: لا يخفى على الشباب السلفي أن الدكتور ربيعا قد أثنى عليه جمع من أهل العلم، فمنهم من انتقل إلى رحمة الله، ومنهم من هو على قيد الحياة- أطال الله عمرهم في مرضاته- فمن مات منهم فمنهم من نبّه على أخطائه، ومنهم الشيخ الألباني رحمه الله ، وهذا حتى لا يُقتدى به فيها، بل إن الشيخ الألباني هذا هو آخر أقواله كما في (ش/915) من سلسلة الهدى والنور، وقد تكلّمت عن ثنائه والبتر الذي تعرّض له كلام الشيخ الألباني رحمه الله من قِبل بعض أتباع الدكتور ربيع المدخلي في رسالتي (الأجوبة الألبانية على التوجهات المدخلية).
وأما غيره فلمّا ظهر منه ما يخالف المنهج الحق قاموا بواجب البيان والتحذير من أخطائه، ومنهم الشيخ العلامة عبد المحسن العباد –حفظه الله تعالى-، وكذلك لمّا عُرضت بعض أقواله على الشيخ الفوزان، والشيخ اللحيدان، أدانوا صاحب المقالة وحذّروا منه، بل إن الفوزان نصح بتركه صراحة كما سيأتي.
وقد سئل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله السؤال التالي: « السائل: رجل زكيتموه وأعطيتموه إجازة، فهل العمل عليها وإن اختلفت أحواله عمّا كان ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله: لا، إذا اختلفت أحواله فأنا متراجع عن تزكيته، أو عن الإجازة، وقد فعلتُ مع بعض الناس عند أن رأيت أنه قد اختلفت أحواله، تراجعت عن تزكيته والله المستعان ».
الثاني: لقد سُقت في هذه الرسالة أقوالا لأهل العلم منها ما هو صريح في ذكر اسم الدكتور المدخلي، ومنها ما هو غير صريح، فعلى من يُحمل ؟
لا يخفى أن من اشتهرت مقالته، بحيث عرف العام والخاص أنها له دون غيره، فإذا حذّر أهل العلم منها، ومن قائلها، فمعنى ذلك أن التحذير ينسحب كذلك على قائل معين، فمثلا رسالة الشيخ العباد (رفقا أهل السنة بأهل السنة) عَلِم الخاص والعام أنها موجّهة إلى الدكتور المدخلي وحزبه، بل ذكر الشيخ العباد ذلك صراحة، فقال (ص5، ط/2): « وبعد صدور الرسالة، اعترض عليها أفراد من أهل السنة-عفى الله عنّا وعنهم- وقد أشرت إلى ذلك فيما كتبته في آخر رسالة : (الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع وبيان خطرها)، وهؤلاء الذين اعترضوا على هذه الرسالة في مقدمة من طلبت منهم الرفق بإخوانهم من أهل السنة ».
والذين ذكرهم في رسالته ( الحث على اتباع السنة) (ص 29) هم: الدكتور المدخلي، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ النجميرحمه الله.
قال حفظه الله تعالى- في رسالته ( الحث على اتباع السنة) (ص28، 29) رادّا على فالح الحربي الصديق الحميم للدكتور المدخلي سابقا-: « فالجواب أن أهل السنة الذين عناهم([9])هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز رحمه الله ».
ثم قال حفظه الله تعالى- : «وقد شارك التلميذ الجارح ثلاثة: اثنان: في مكة([10])والمدينة([11])، وهما من تلاميذي في الجامعة الإسلامية بالمدينة،..، وأما الثالث ففي أقصى جنوب البلاد([12])».
وبناء على ذلك، فكل من نَصح برسالة الشيخ العباد من العلماء والمشايخ وعلى رأسهم الشيخ الفوزان، هم بالضرورة ينصحون هؤلاء السابق ذكرهم، ويحذّرون من منهجهم وإن لم تُذكر أسماؤهم صراحة، بل إن الشيخ الفوزان قد نصح بترك الدكتور المدخلي ، وحذّر من الجابري صراحة كما سيأتي.
عملي في الكتاب

- لقد تمكّنت من الحصول على مجموعة من المسموعات التي حوت إدانة الدكتور ربيع المدخلي من قِبل العلماء، وكان العزم على كتابتها، إلا أنني وجدت (مشرفي منتدى كل السلفيين) قد سبقوني إلى ذلك -فجزاهم الله خيرا-، فاستفدت منهم، واستفدت أيضا من مقال للأخ فهير بن عبد الله شاكر الأنصاري، سماه (مخالفة (الدكتور) ربيع المدخلي من الطعن بالسلفية والإسلام)، بل ونقلتُ في بعض الأحيان عباراتهم وإن لم أُشر إلى ذلك لوجود المصدر ويسره لمن أراد المعرفة.
- قمت بإضافة بعض الأقوال، والنصوص، والمشايخ، وألحقت كذلك به فصلا في ذكر أقوال العلماء في بعض من يحمل لواء الدكتور المدخلي.
- خرّجت الأحاديث الواردة في النص.
- علّقت على بعض المواضع.
- بالنسبة للمسموعات التي لم أُشِر إلى مصدرها صراحة فبعض إخوننا -جزاه الله خيرا- يقوم بجمعها كلِّها في قرص واحد، حتى تكون في المتناول لمن أراد أن يتأكّد.
وفي الأخير أسأل الله عز وجل أن يجعلنا مفاتيح خير، مغاليق شر، وأن يجعلنا ممن يرفع أسباب الفرقة والاختلاف، وينشر ما به يَظهر الحق، ويَردّ الباطل، ويجمع بين أهل السنة.
وهذا الجهد هو عملُ بَشرٍ يُخطئ ويصيب، « يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب » [سورة هود:88]{{قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب}فما كان صوابا فهو من الله، وما كان خطأ فهو من نفسي والشيطان، وأستغفر الله منه.
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه، « والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ».

([1]) من كلام الإمام أحمد رحمه الله .

([2]) أخرجه مسلم (55) عن تميم الداري رضي الله عنه .

([3]) شرح مشكل الآثار للطحاوي (4/81).

([4]) أخرجه البخاري (58).

([5]) التوبيخ والتنبيه لأبي الشيخ (ص23).

([6]) http://safeshare.tv/w/EbMPOJENVN

([7]) أخرج مسلم (6704): من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخوانا كما أمركم الله ».

([8]) الموقع الرسمي للشيخ صالح بن فوزان الفوزان.

([9]) أي عناهم فالح ، وهم الدكتور المدخلي، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ النجمي رحمه الله ، كما سيأتي.

([10]) أي الدكتور المدخلي.

([11]) أي الشيخ عبيد الجابري.

([12]) أي الشيخ النجمي رحمه الله.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-11-2014, 03:59 AM
فهير الأنصاري فهير الأنصاري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: المملكة العربية السعودية .
المشاركات: 404
افتراضي

جزاكم الله خيرا على جهودكم
__________________
قال ابن الجوزي _ رحمه الله _ في " صيد الخاطر " ( 43 ) : " ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين ، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم " .


وقال _ أيضا _ في " صيد الخاطر " ( 55 _ 56 ) : " إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة، كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له، فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر فيفوح طيبه فيستنشقه الخلائق ولا يدرون أين هو،وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود ، فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص وألسنتهم تمدحه ولا يعرفون لم ،ولا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته ،وقد تمتد هذه الأرابيح بعد الموت على قدرها، فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى ،ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفي ذكره وقبره ،ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً ، وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق ،فإنه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب، يفوح منه ريح الكراهة فتمقته القلوب ، فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه ،وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه " .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-11-2014, 06:52 PM
أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 656
افتراضي

بارك الله فيك و وفقك لما يُرضيه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-13-2015, 05:45 PM
مسعودالجزائري مسعودالجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 254
افتراضي

وفيكم بارك الله، وجزاكم الله خيرا.
والرسالة مطبوعة ومتداولة الآن ولله الحمد والمنة.
التوزيع في العاصمة هو في شركة عالم الكتب، طريق سيدي يوسف، بوزريعة.
وأما في مدينة الجلفة ففي دار الخيمة للنشر والتوزيع بحي باب الشارف.
أسأل الله تعالى لي ولجميع إخواني التوفيق والسداد.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الهادي، ربيع بن هادي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.