أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
88737 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-27-2013, 07:11 PM
ايمن خليفه ايمن خليفه غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: الاردن
المشاركات: 150
افتراضي الانتفاع بوقع البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم



الانتفاع بوقع البلاء



روى أبو نعيم(1) و البيهقي(2) ـ واللفظ لأبي نعيم ـ أن سلمان رضي الله عنه قال : " إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه , فيكون كفارة لما مضى , فيستعتب فيما بقي , وإن الله عز اسمه يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه , فيكون كالبعير , عَقَله أهله ثم أطلقوه , فلا يدري فيمَ عقلوه حين عقلوه , ولا فيمَ أطلقوه حين أطلقوه "



كم هو كبيرٌ هذا الفرقُ بين المؤمن والفاجر عند وقوع البلاء ! فالمؤمن إذا ابتلي رجع عن إساءته , و علم أن ما حل به كان بسبب كسب يده كما قال ربه تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) (الشورى:30)



وهنا يعود المؤمن على نفسه بالتهمة والمعاتبة , فيغير أوضاعاً خاطئة في حياته : تفريطا في واجبات أو ركوبا لمحرمات , فيكون هذا البلاء الذي أصابه من أعظم المِنَح والنعم التي نزلت به , فقد كفر الله به من سيئاته , وأيقظه به من غفلاته , وبذلك صار البلاء لذوي البصيرة سببا في حياة القلوب , وصلاح الأحوال , كما قال ابن سعدي في تفسير آيه سورة الروم (4) : " فسبحان من أنعم ببلائه وتفضل بعقوبته " (5)



أما الفاجر فكالدابة البهيم لا ينتفع إن أصابته نعماء فيشكر , ولا يتفكر إن وقع به بلاء فينزجر .



بل إن هلك ببلائه هلك كما يهلك العَيْر , وإن عوفي انطلق هائما , كبعير ربطه أهله فبقي في رباطه , لا يدري ما الذي حملهم على أن يربطوه ,ثم إذا أطلقوه انطلق على وجهه وعاد إلى سابق عهده , وهو لا يدري , أيضا لم أطلقوه ؟ حتى يوافي الفاجر أجله وهو على الحال التي ذكر الله: ( أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )(الكهف :28)



فسبحان من فاوت بين أهل الإيمان وأهل الفجور في دنياهم وأخراهم , فالأولون في دنياهم لقلوبهم من النعيم ما لا يخطر للفجار على بال , إلى أن يتصل نعيم أهل الإيمان الدنيوي بنعيمهم الأبدي (في مقعد صدق عند مليك مقتدر )(القمر :55)



وأما أهل الفجور فهم في غيهم سادرون , وفي لجج الظلمات يعمهون , ولذا لا يجدون في دنياهم ما يعزِّيهم إن وقع بهم ما يكرهون , بل يتنغَّص عليهم عيشهم ويدخلون في العذاب الدنيوي الذي أعده الله لهم : ( فإن له معيشة ضنكا )(طه : 124) إلى أن يتصل ضنكهم الدنيوي بضنكهم البرزخي , وصولا إلى عذابهم السرمدي في القيامة (ونحشره يوم القيامة أعمى)(طه : 124)



اللهم اجعلنا ممن إذا ابتلي صبر , وإذا رُزق شكر , وإذا أذنب استغفر , وأحي قلوبنا لتدبر ما أنزلت من الآيات وما نصبت من العبر الموقظات , ولا تهلكنا هلكة الغافلين اللاهين .







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



1 ـ 1 / 206



2ـ شعب الإيمان (9914)



3ـ أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا , كما في النهاية لابن الأثير 3/175



4ـ وهي الآية الحادية والأربعون : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )



5ـ تيسير الكريم الرحمن ص592

منقول من موقع الشيخ عبدالله العنقري حفظه الله
__________________
قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله :
"طريق الله طويل....ونحن نمضي فيه كالسلحفاء..
وليس الغاية أن نصل لنهاية الطريق ..
ولكن الغاية أن نموت على الطريق"


أبو عبد الرحمن
أيمن بن توفيق آل أبو خليفة
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.