أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
961 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-18-2009, 09:00 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي فضــل المدينـــة المنـــورة وبدع الزيارة فيهـــــا.

فضــــــل المدينــــــة المنــــــورة وبدع الزيارة فيهــــــا.

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

قال الله - تعالى-: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [سورة التوبة: 100].
إن مكانة الشيء إنما تكون بما اتصفت به ذاته، أو ما ورد عنه وما جاء فيه من صفات الكمال والجمال، وهكذا كانت طيبة الطيبة المدينة المنورة، فقد اجتمع لها كل ذلك، وحسبك في مكانتها ومكانة أهلها الآيات والأحاديث الواردة بشأنها عن الصادق الأمين رسولنا محمد ﷺ، المبلغ عن الله رب العالمين.

ولا يسعني في محاضرة أو أكثر أن أوفي طيبة الطيبة «المدينة المنوّرة» حقها، أو أن آتي على محامدها كلها، ولكن أوجزها فيما يلي:

1. فُتحت بالإيمان والقرآن، ولم تفتح بالقتال: فقد تشرَّف أهلها بالإيمان بالله - تعالى -، والتصديق بالرسالة والرسول ﷺ قبل هجرته وصحبه الكرام - رضي الله عنهم- إليهم.
امتدحهم الله - تبارك وتعالى - بقوله: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة الحشر: 9].
ولمّـا أذن الله – تعالى - لرسوله ﷺ بالهجرة استقبله أهلها بالغبطة والسرور، فكانت مدخل صدقٍ لنبي صدق، ولأهل سَبْقٍ وَصِدْق، فهنيئًا لهم فهم جيرانه حيًّا وجيرانه ميتا.

2. ضمت أرض المدينة المنوّرة في ثراها المبارك رسول -ﷺ في قبره: فهو فيه حيٌّ حياةً برزخيةً لا يعلم كُنهها إلا الله - تبارك وتعالى -، وهو أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وأول من يخرج من قبره. ولا يوجد نص قاطع يحدِّد مكان قبر أحد من الأنبياء إلا قبر رسول الله محمد ﷺ.

3. اختارها الله - تبارك وتعالى - لتكون مُهاجِرَ نبيّه وحبيبه محمد ﷺ، فأمره بالهجرة إليها: فعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (رأيت كأني الليلة في درع حصينة، ورأيت بقرا تنحر، فأولت أن الدرع الحصينة المدينة، وأن البقر نفر، والله خير) [السلسلة الصحيحة 3476 ].
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد) (متفق عليه).
والمعنى: أمرت بالهجرة إليها واستيطانها.
أما قوله ﷺ «تأكل القرى» فتفسيره على وجهين:
أحدهما: أنها مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر، فمنها انطلقت الدعوة، وغلبت القرى من حولها وفتحتها، وظهرت عليها. وغنمت أموالها وسباياها.
والثانى: أن أكلها وميرتها من القرى التي فتحت، وإليها تُساق غنائمُها.
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (رأيت كأني الليلة في دار عقبة بن رافع، وأتيت بتمر من تمر طاب، فأولت أن لنا الرفعة في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب) [صحيح الجامع 3475].

وقد سمى الله – تعالى - المدينة طابة : فعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: "سمعت النَّبىَّ ﷺ يـقول: (إنَّ الله – تعالى - سمَّى المدينةَ طابـَة) [مختصر مسلم 783].

4. يأرز إليها الإيمان: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (إن الإيمان ليأرز* إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها) [متفق عليه].

ومعنى يأرز إليها الإيمان: أي يتجه إليها ويكون فيها، يؤمُّها المسلمون ويقصدونها، يدفعهم إلى ذلك الإيمان بالله - تعالى -، ومحبته ومحبة حبيبه ونبيّه محمد ﷺ، ومحبة هذه البقعة الطيبة المباركة.
فهي المركز الأول لتأسيس دولة الإسلام وانطلاق الفتح المبين، والدعوة إلى الله رب العالمين، وتضم بين جنباتها رسول الله ﷺ وصحابته الطيبين الطاهرين، نجوم الهداية الذين واصلوا الدرب مع رسول الله ﷺ، ونصروه على الكفار والمشركين بإذن الله رب العالمين.

امتن الله - تعالى - علينا بهم فأوصلوا لنا هذا الخير العميم، جزاهم الله عنا خير الجزاء وأثقل لهم الموازين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى ذلك فإن المؤمنين في كافة أنحاء العالم يتجهون بأحاسيسهم، ومشاعرهم الإيمانية نحو تلك البقعة المباركة، يحبونها ويشتاقون إليها.

5. في رحاب طيبة الطيبة «المدينة المنورة» مواضع لها أثرها وأهميّتها. ومن أهمها:

1/ 5 المسجد النبوي: مركز الدعوة الأول إلى الله - تبارك وتعالى -، وهو المسجد الطاهر المبارك الذي أسس رسول الله ﷺ بنيانه على التقوى من أول يوم، وقد بنــــــاه يداً بيد مع المسلمين. فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسّسَ على التقوى؟ قال: قال لي أبيّ: دخلت على رسول الله ﷺ في بيت بعض نسائه، فقلت يا رسول الله ! أي المسجدَيْن أسسَ على التقوى؟ قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال: هو مسجدكم هذا – لمسجد المدينة – قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره) [مختصر صحيح مسلم 791].

وهذا يدل على أن الآيات الكريمة في سورة التوبة التي نزلت في مسجد قباء الذي أسس على التقوى من أول يوم، وفي أهل قباء، لا يمنع أن تشمل هذه الآيات الكريمة مسجد رسول ﷺ أيضا، كمسجد قباء في أنه اسس أيضا على التقوى، كما دل على ذلك: إجابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في هذا الحديث أعلاه عندما سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى.
(انظر التعليق على هذا الحديث، وحديث: [رقم 1656 الحاشية ص 439] في [مختصر صحيح مسلم] لشيخنا الألباني - رحمه الله – تعالى - وجعل الفردوس الأعلى مأواه).

قال الله - تعالى -: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ۞ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [سورة التوبة: 107 ــ 108].

وقد اختص الله - تبارك وتعالى - المسجد النبوي بفضائل كثيرة منها:

أ. هو أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال: فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الأقصى، والمسجد الحرام) (متفق عليه).
وروى ابن حبان وأحمد بسند صحيح عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: (خير ما رُكِبَتْ إليه الرواحل مسجدي هذا، والبيت العتيق) [الصحيحة 1648].

ب. الصلاة فيه بألف صلاة: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال ﷺ: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام) [مختصر مسلم 790] .

ت. ما بين منبر رسول الله ﷺ وقبره في بيته، روضة من رياض الجنة: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قالﷺ: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على الحوض) [مختصر مسلم 787 ] .

ث. منبر رسول الله ﷺ على ترعة من ترع الجنة: روى أحمد عن سهل بن سعد، وجابر، وعبدالله بن زيد الأنصاري - رضي الله عنهم - قالوا: قال ﷺ: (منبري هذا على ترعة من ترع الجنة) [صحيح الجامع 6621].

جـ. أوصى النبي ﷺ بطلبة العلم ومُعلِّميه في المسجد النبوي بالترحيب بهم، وبشرهم بمنزلة المجاهد في سبيل الله: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي ﷺ: (من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا بخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل جاء ينظر إلى متاع غيره) [صحيح الترغيب 83] و [صحيح الجامع 6183] .
وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال النبي ﷺ: (سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحبًا بوصية رسول الله وأفتوهم). (حديث حسن) انظر: [صحيح الجامع رقم: 3651].‌
وبهذا حثّ رسول الله ﷺ على أن يكون القادم إلى مسجده بالمدينة المنورة طالبًا للعلم، أو معلمًا له، لينال الدرجات العلى، وتكتب له المنزلة العظيمة التي أعدها الله - تبارك وتعالى - للمجاهدين في سبيله.

2/ 5. وفي رحاب طيبة الطيبة "المدينة المنورة": مسجد قباء وهو من الأماكن التي تشرع فيه الزيارة، والصلاة فيه كأجر عمرة: فعن أسيد بن حضير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (الصلاة في مسجد قباء كعمرة) [صحيح الجامع 3871].
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان رسول اللهﷺ يأتي مسجد قباء راكبًا وماشيًا فيصلي فيه ركعتين) [مختصر صحيح مسلم 792].
وقد كان رسول الله ﷺ يأتيه كل يوم سبت فيصلي فيه: فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كان يأتي قباء كل سبت، وكان يقول: (رأيت رسول الله ﷺ يأتيه كل سبت) [مختصر مسلم 793].

3/ 5. وفيها جبل أحد يحب رسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ يحبه: فعن أنس - رضي الله عنه - نظر رسول الله ﷺ إلى أحد فقال: (هذا جبل يحبنا ونحبه) [مختصر مسلم 788].
وفي رواية عن أبي حميد أنس - رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه) [مختصر مسلم 1543] و [صحيح الجامع 7011].

4/ 5. فيها وادي العقيق وادٍ مبارك؛ يقع غربي المدينة المنوَّرة عند ذي الحليفة، ميقات أهل المدينة، وله شهرة تاريخية ومكانة مباركة: فعن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: سمعت رسول الله ﷺ وهو بوادي العقيق يقول: (أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجة). وفي رواية: (قل: عمرة وحجة). (صحيح) رواه البخاري.
فمن كان ميقاته ذا الحليفة استحُب له أن يصلي فيها، لا لخصوص الإحرام وإنما لأن جيريل أمر رسول الله ﷺ أن يصلي فيه لخصوصية المكان وبركته.
وليس للإحرام صلاة تخصه، لكن إن أدركته الصلاة قبل إحرامه صلى ثم أحرم عقب صلاته، كان له أسوة برسول الله ﷺ حيث أحرم بعد صلاة الظهر. انظر: [مناسك الحج والعمرة /14].
ذكر صاحب آثار المدينة أنه سمي بذلك: لأنه عُقّ في الحرّة، أيّ شُقَّ منها، وإطلاق اسم العقيق على الوادي نظرا لكونه شقّ في الأرض، السيل الذي يجري فيه.

5 /5. وفيها مقابر البقيع: وهذه المقابر التي دفن فيها الصحابة الأبرار، صحابة رسول الله ﷺ وأهل بيته وأزواجه الأطهار.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج من آخر الليل يزور البقيع ويدعو لأهلها: فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله ﷺ كلما كان ليلتها من رسول الله ﷺ يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: (السلام عليكم دار قوم مؤمنون، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد). [أخرجه مسلم (3/ 63)]، وزاد ابن السني آخره: (يستنفر لهم مرتين أو ثلاثا).
وفي رواية عنها أيضًا قالت : "قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنما إن شاء الله بكم الاحقون). أخرجه مسلم (3/ 64) والنسائي (1/ 286 - 287) انظر: [إرواء الغليل 3/238] .

6/ 5. وفيها ثنيــّـــة المرار وفضل الصعود عليها : عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (من يصعد الثنية، ثنية المرار، فإنه يحطّ عنه ما حطّ عن بني إسرائيل) [مختصر مسلم 1939] و [صحيح الجامع 6616].

6. المدينة حرم آمن: حرمها رسول الله ﷺ: فعن عامر بن سعد عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها، أو يقتل صيدها، المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، ولا يريد أحد أهل المدينة بشر إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء) [متفق عليه]. [مختصر مسلم 774].
وعن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (المدينة حرم آمن) [صحيح الجامع 6686].
وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (المدينة حرام، ما بين عير إلى ثور، لا يختلى خلاها، ولا ينفّر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يَصلُحُ لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف رجل بعيره) [صحيح الجامع 6684].

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما، وإني حرمت المدينة ما بين مأزميها*، أن لا يُراق فيها دم، ولا يُحمل فيها سلاح لقتال، ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهمّ بارك لنا في مدينتنا. اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مدّنا. اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها) [مختصر مسلم 779] و [780 عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه].

* مأزميها: طرفيها.

والمقصود بالحرم: كل المدينة وما يحيطها من حدود، لا كما يطلقه البعض على المسجد النبوي أنه حرم فقط، وهذا من الخطأ الشائع.

7. أحبها رسول الله ﷺ ودعا الله تعالى لها أن يحبّبها إلينا كما حبَّبَ إلينا مكة أو أشد، وأن يصَحِّحْها ويبارك لنا فيها: ففي صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: «قدمنا المدينة وهي وبيئة فاشتكى أبو بكر، واشتكى بلال، فلما رأى رسول الله ﷺ شكوى أصحابه قال : (اللهم حبّب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وحوّل حمّاها إلى الجحفة) [مختصر مسلم 780].

ومن محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمدينة كان يحثُّ المسير في سفره إذا اقترب منها؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: (كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ رَاحِلَتَهُ، إِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّهَا) (رواه البخاري في صحيحه 1886)
أوضع راحلته: أسرع براحلته؛ والإيضاع: مخصوص بالبعير؛ والراحلة: النجيب والنجيبة من الإبل؛ القويّ على الأسفار والأحمال؛ ذكرًا كان أم أنثى.
حرَّكها مِن حبِّها: حرَّك الراحلة وحثها على الإسراع لجهة المدينة والدخول إليها، لشدَّة حبه لها.
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: [الحديث فيه دلالة على فضل المدينة، وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه]. ا هـ. [فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، 1379هـ. (3/ 621).

وإن من الأدب مع الله - تبارك وتعالى - ومع رسول الله -ﷺ أن نحب ما كان يحبُّه النبي ﷺ، فوالله إننا لنحبُّ المدينة التي احتضن ثراها نبينا وحبيبنا محمد ﷺ، واحتضنه أهلها مِن قبل؛ فنصروه، ونصروا أخوانهم المهاجرين، ونصروا هذا الدين، نحبهم محبة خالصة لله - تعالى - وطاعة لأمره.
نحب المدينة التي رعت الإسلام في مهده، ونما فيها وترعرع حتى شع نوره بفضل الله - تعالى - على مشارق الأرض ومغاربها.
نحب المدينة التي ضم ثراها الطيب جسد نبينا وحبيبنا محمد ﷺ الشريف فيه، فها هي القلوب تهوي إليها وتهواها.

8. وقد كان ﷺ يحب الأنصار ويوصي بهم خيرا: عن عبد الله بن زيد بن عاصم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (الأنصار شعار والناس دثار، ولو أن الناس استقبلوا واديًا أو شعبا، واستقبلت الأنصار واديًا لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار) (متفق عليه).
وعن أسيد بن حضير وأنس - رضي الله عنهما - قالا: قال رسول الله ﷺ: (الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون، وهم يقلّون، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم) (متفق عليه).
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: (كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤوسهم) [صحيح الجامع 4947].
وعن أبى حُميْدٍ الساعدى قال في حديث طويل: خرجنا مع رسول الله ﷺ فى غزوة تبوك ... وساق الحديث .... إلى أن قال : فقال رسولُ الله ﷺ: (إنى مُسْرعٌ، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومَنْ شاء فليمكُثْ) فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: (هذه طَابةُ، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه)، ثم قال: (إن خير دور الأنصار دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الانصار خير)، فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله ﷺ خيّرََ بين الأنصار فجعلنا آخرا؟ فأدرك سعد رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله ! خيّرتَ دور الأنصار فجعلتنا آخرا ؟. فقال: (أوَ ليسَ بحسبكم أن تكونوا من الخيار) [مختصر مسلم 1543].

9. دعا لها رسول الله ﷺ أن يضاعف الله - تعالى - فيها مع البركة بركتين: فعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ، دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثليْ ما باركت لأهل مكة، مع البركة بركتين) [صحيح الجامع 1272].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول اللهﷺ كان يؤتى بأول الثمر فيقول : (اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي وفي مُـدّنا، وفي صاعنا، بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان) [مختصر مسلم 778].

10. عجوة " العالية " - في المدينة - شفاء من السم والسحر بإذن الله – تعالى - : فعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله ﷺ قال: (في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم) [السلسلة الصحيحة 2000].

وفي رواية : عن شريك - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (إن في عجوة العالية شفاء، أو أنها ترياق أول البكرة) [أخرجه مسلم (6/ 124)].

وفي رواية : عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (من أكل سبع تمرات عجوة ما بين لابيتي المدينة على الريق، لم يضره يومه ذلك شيئ حتى يمسي – قال: وأظنه قال : (وإن أكلها حين يمسي، لم يضره شيئ حتى يصبح) [أخرجه أحمد (1/ 168)] و [الصحيحة 2000].
وعن سعد - رضي الله عنه - قال رسول الله ﷺ: (من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح، لم يضره ذلك اليوم سم حتى يمسي) رواه مسلم. [صحيح الجامع 6085].

11. حث رسول الله ﷺ على سكناها: فعن سفيان بن أبي زهير - رضي الله عنه - أنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام، فيأتي قوم يبسّون *، فيتحمّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق، فيأتي قوم يبسّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) [مختصر مسلم 785].

* يبسّون : أي يسيرون سيرًا شديدا، وأصل البَسّ: سَوْقِ الإبل . انظر: [مختصر مسلم. الحاشية ص :205].

12. من صبر على شدتها كان له رسول الله ﷺ شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة : فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: (لا يصبر على لأواءِ المدينة وشدّتها أحدٌ من أمتي إلا كنت له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدا) [مسلم 2/ 1004].
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (إني أحرّم ما بين لابتيّ المدينة أن يقطع عضاها، أو يقتل صيدها، وقال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحدٌ رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة) [مختصر مسلم 774].
وعن أبي سعيد مولى المهريّ أنه جاء أبا سعيد الخدري، ليالي الحرّة، فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكا إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة ولأوائها، فقال له: ويحك لا آمرك بذلك، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا يصبر أحدٌ على لأوائها فيموت، إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة، إذا كان مسلماً) [مسلم 2/ 1002].

13. من أخاف أهل المدينة أخافَه اللهُ: عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (من أخافَ أهلَ المدينةِ أخافَه اللهُ) [صحيح الجامع 5977]. وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (من أخافَ أهلَ المدينةِ، فقد أخاف ما بين جنبي) [صحيح الجامع 5978].

14. نهى عن حمل السلاح للقتال فيها وتنفير صيدها، والتقاط لقطتها، وهذا من تمام الأمان فيها: فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (المدينة حرام ما بين عيْـر إلى ثوْر لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف رجل بعيره) [صحيح الجامع 6684].

15. ولكرامتها عند الله – تبارك وتعالى - توعّـد من آذى أهلها بأشد أنواع النكال: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال أبو القاسم ﷺ: (من أراد أهلَها بسُوءٍ ـ يريد المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ الملحُ فى الماء) [مختصرمسلم 784].

16. وتوعد الله - تعالى - من أحدث فيها أو آوى محدثا بأشد العقوبة وذلك لعظم شأنها، وخطورة المعصية فيها: فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: ( المدينة حرام من كذا وكذا، لا يقطع شجرها، ولا يحدث فيها حدث، مَن أحدث فيها أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدْلا) (متفق عليه). [صحيح الجامع 6685].

17. حماها الله - تعالى – من الطاعون والدجال فلا يدخلانها: وروى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ: (على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) [متفق عليه).
وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا يدخل المدينة المسيح والطاعون) [صحيح الجامع 7677].
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول اللهﷺ: (يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله -تعالى-) [صحيح الجامع 7991] .
وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان) [صحيح الجامع 7678].

18. المدينة تنفي خبثها: * فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال : (يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء‍، هلم إلى الرخاء، والمدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يَخْرُجْ منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرًا منه، ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لاتقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد) [مسلم 2/ 992].

19. وترتجف المدينة بأهلها فيخرج الله - تعالى - منها كل منافق ومنافقة: عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله ﷺ في الحديث الطويل: (يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض، منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله - عز وجل - لم يبعث نبيا إلّا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلّة بين الشام والعراق. فيعيث يمينا وشمالا، يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي) ... إلى أن قال ﷺ: (يقول أنا ربكم، ولا تروْنَ ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليسَ بأعْوَر، وإنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن، كاتب أوغير كاتب) .... وإلى أن قال: (وإنه لا يبقى شيئ من الأرض إلا وطئه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيها من نقب من أنقابها إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها، كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قيل فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم قليل ...) [صحيح الجامع 7875] و [الصحيحة 2457].

20. ويخرج الله - تعالى - منها كل كافر : فعن أنس - رضي الله عنه - قال : أن النَّبىِّ ﷺ قال: (ليسَ من بلدٍ إلا سيطؤُه الدجالُ إلا مكَّـةَ والمدينةَ، وليسَ نقبٌ من أنِقابها إلا عليه الملائكةُ صافِّين تحرسه، فينزل بالسبخة، فتــرجفُ المدينةُ ثلاثَ رجفات يخْرجُ اليهُ منها كلَّ كافرٍ ومنافقٍ) [مختصر صحيح مسلم 2055 ] و [صحيح الجامع 5430].

21. ويُـقرّ المسيح الدجال بأن مكـــــة والمدينة محرّمتان عليه : فعن عامر بن شراحيل الشعبي «شعب همدان» أنه سأل فاطمة بنت قيسٍ أخت الضحاك بن قيسٍ - رضي الله عنه -، وكانت من المهاجرات الأوَّل فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله ﷺ لا تسنديه إلى أحد غيره، فقالت : لئن شئت لأفعلن، فقال لها: أجل حدثيني، فقالت في الحديث الطويل: (... فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي – منادي رسول الله ﷺ ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليتُ مع رسول الله ﷺ، فكنتُ فى صفِّ النساء الَّذي يلى ظهور القوم، فلمَّا قضى رسول الله ﷺ صلاتَه جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: (ليلزمْ كل إنسانٍ مصلاه)، ثمَّ قال: (أتدرون لم جمعـتكم)، قالوا: اللهُ ورسوله أعلم. قال: (إنَّى والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ، ولكنْ جمعتكم لأنّ تميمًا الداريِّ كان رجلاً نصرانياً، فجاء فبايع وأسلم، وحدَّثنى حديثاً وافق الذى كنتُ أحدِّثكم عن مسيح الدجال. حدَّثنى أنَّه ركبَ فى سفينةٍ بحريةٍ مع ثلاثين رجــلاً من لخمٍ وجذام، فلعب بهم الموجُ شهرًا فى البحرِ، ثمَّ أرفؤا إلى جزيرةٍ فى البحر حتَّى مغرب الشمس، فجلسوا في أقرُب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب: كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت ؟ فقالت: أنا الجسّاسة، قالوا: وما الجسّاسة ؟ قالت: يا أيها القوم اعمدوا إلى هذا لرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمّت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال: فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قطّ خلقا وأشدّه وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ما أنت ؟ قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبناَ فى سفينةٍ بحريةٍ، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموجُ شهراً، ثمَّ أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب، كثير الشعر، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك ما أنت ؟ فقالت: أنا الجسّاسة، قلنا: وما الجسّاسة ؟ قالت: اعمدوا إلى هذا لرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن من أن تكون شيطانة. فقال: فأخبروني عن نخل بيسان، قلنا عن أي شأنها تستخبر ؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا نعم. قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: هل فيها ماء ؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر، قالوا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب ؟ قلنا: نعم ، قال: كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهرعلى من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم: قد كان ذاك ؟ قلنا: نعم، قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني: إني أنا «المسيح الدجال»، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرجُ، فأسير فى الأرض فلا أدعُ قريةً إلا هبطتُها فى أربعين ليلةً، غير مكَّـة وطَيْبَة فهما محرمتان عليّ كلتاهما، كلما أردتُ أن أدخل واحدةً أو واحداً منهما، استقبلنى مَلَك بيده السيفُ صَلْتاً يصدُّنى عنها، وإنَّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةٌ ٌيحرسونها). قالت: قال رسول الله ﷺ وطعن بمخصرته فى المنبر: (هذه طيْبَةُ. هذه طيْـبَةُ. هذه طيْـبَةُ. يعنى المدينة، ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ قال الناس: نعم. فإنه أعجبني حديث تميم، وافق أنه الذي كنت أحدثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده نحو المشرق، قالت: فحفظتُ هذا من رسول الله ﷺ) [مختصر صحيح مسلم 2054] و [صحيح الجامع 2508].

22. يخرج من أهل المدينة رجل من خير الناس يومئذٍ، ليكشف زيف الدجال أمام الناس : فعن أبى سعيدٍ الخدرى - رضي الله عنه - قال: "حدَّثنا رسول الله ﷺ حديثًا طويلًا عن الدجال، فكان فيما حدَّثنا به أن قال: (يـأتى الدجالُ، وهو مُحَرّمٌ عليه أن يدخلَ نقابَ المدينةِ، فينزل بعضَ السباخ التى بالمدينة، فيخرجُ إليه يومئذٍ رجلٌ هو خير النَّاس أو من خير النَّاس، فيقول له : أشهد أنَّك الدجالُ الَّذى حدَّثنا عنك رسـول الله ﷺ حديثه، فيقول الدجالُ: أرأيتَم إنْ قتلتُ هذا ثمَّ أحييتُهُ؛ هل تشكُّون فى الأمر ؟، فيقولون: لا، فيقتُلُهُ، ثمَّ يُحْييه، فيقولُ حين يُحْييه: والله ما كنتُ قطُّ أشدَّ بَصيرةً منِّي اليوم، فيُريدُ الدجال أن يقتله، فلا يُسلِّطُ عليه) [صحيح الجامع 7992].

23. استحباب الموت في المدينة لأنّ النبي ﷺ يشفع لمن مات بالمدينة: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها) [صحيح الجامع 6015].

فيا لها من مكانةٍ عالية تتمتع بها المدينة المنوَّرة دون سائر المدن والبلدان، ويا لها من منزلة رفيعة نالتها واختصت بها.

وهنيئًا للمدينة ولأهلها وساكنيها مجاورةَ حبيبنا ورسولنا محمد ﷺ رزقنا الله شفاعته، وجمعنا به وبهم على حوضه.

آمين ... آمين وصلي اللهم وسلم وبارك على سيد الخلقِ أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وكتبته: أم عبدالله نجلاء الصالح.

من محاضرات «ملتقى الحج» في اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني رحمه الله - تعالى -.

________

لطفًا : مواضيع ذات صلة

أسماء المدينة المنورة

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=11709

فضل مكة المكرمة

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=11260

أسماء مكة المكرمة
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=11317

ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=21657
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-18-2009, 08:47 PM
أم عبدالله الأثرية أم عبدالله الأثرية غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 729
افتراضي

جزاك ربي الجنة أختي الحبيبة " ام عبدالله نجلاء الصالح ".
وزادك الله علماً وفضلاً وبارك في عمرك وعلمك
يشهد الله أني أحب المدينة المنورة وأهلها الأنصار وأسأل الله أن يجمعنا مع الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في جنان خلده
__________________
وعظ الشافعي تلميذه المزني فقال له: اتق الله ومثل الآخرة في قلبك واجعل الموت نصب عينك ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وجل، واجتنب محارمه وأد فرائضه وكن مع الحق حيث كان، ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت وقابلها بالشكر وليكن صمتك تفكراً، وكلامك ذكراً، ونظرك عبره، واستعذ بالله من النار بالتقوى .(مناقب الشافعي 2/294)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-19-2009, 06:03 PM
مناصرة الرسول مناصرة الرسول غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: عمان-الأردن
المشاركات: 278
Post

جزاك الله خيرا معلمتي الغاليــة
"أم عبدالله نجلاء الصــالح"
أسأل الله تعالى أن يثقل لك به الموازين
وأسأله تعالى أن يجمعنا وإياكم بحبيبنا وقرة أعيننا وسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
وأن يرزقنا وإياكم شفاعته

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-11-2013, 04:04 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله الأثرية مشاهدة المشاركة
جزاك ربي الجنة أختي الحبيبة " ام عبدالله نجلاء الصالح ".
وزادك الله علماً وفضلاً وبارك في عمرك وعلمك
يشهد الله أني أحب المدينة المنورة وأهلها الأنصار وأسأل الله أن يجمعنا مع الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه في جنان خلده
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مناصرة الرسول مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا معلمتي الغاليــة
"أم عبدالله نجلاء الصــالح"
أسأل الله تعالى أن يثقل لك به الموازين
وأسأله تعالى أن يجمعنا وإياكم بحبيبنا وقرة أعيننا وسيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه
وأن يرزقنا وإياكم شفاعته

آمين ... آمين أحبتي الغاليات "أم عبدالله الأثرية" و "مناصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

شكر الله لكنّ المرور والدعاء وجزاكنّ عني خيرا.

أسأل الله - جلّ في عُلاه - لكُنّ بمثل ما دعوتنّ وزيادة، رؤية وجه الله الكريم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض، وأن يطمئننا عليكُنّ أحبتي الغاليات، فقد طالت الغيبات جدا، عسى خير.

أرجو من الله - سبحانه - أن يحفظكنّ وأحبتكُنّ بما يحفظ به عباده الصالحين.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-20-2013, 05:36 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بدع الزيارة في المدينة المنورة.

بدع الزيارة في المدينة المنورة.

بعد أن بيّنَ لنا شيخنا الألباني - رحمه الله تعالى – بدع الحج والعمرة في كتابه القيّم : [مناسك الحج والعمرة] قال : [هذا ولما كان من السنة شد الرحل إلى زيارة المسجد النبوي الكريم والمسجد الأقصى - أعاده الله إلى المسلمين قريباً - لما ورد في ذلك من الفضل والأجر، وكان الناس عادةً يزورونهما قبل الحج أو بعده، وكان الكثير منهم يرتكبون في سبيل ذلك العديد من المحدثات والبدع المعروفة عند أهل العلم، رأيت من تمام الفائدة أن أسرد ما وقفت عليه منها تبليغاً وتحذيراً فأقول :

132. قصد قبره - صلى الله عليه وسلم - بالسفر (والسنة قصد المسجد لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...) الحديث فإذا وصل إليه وصلى التحية، زار قبره - صلى الله عليه وسلم -.

ويجب أن يعلم أن شد الرحل لزيارة قبره - عليه الصلاة والسلام - وغيره شيء، والزيارة بدون شد الرحل شيء آخر خلافا لما شاع عند المتأخرين، وفيهم بعض الدكاترة من الخلط بينهما، ونسبتهم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - خصوصاً، والسلفيين عموماً أنهم ينكرون مشروعية زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو إفك مبين.

وراجع التفصيل إن شئت في ردنا على الدكتور البوطي الذي نُشِرَ تباعاً في مقالات متسلسلة في مجلة (التمدن الإسلامية).

ثم صدرت في رسالة خاصة بعنوان ( دفاع عن الحديث النبوي ...) وقد أعيدُ طبعها بالأوفست قريباً والحمد لله.

133. إرسال العرائض مع الحجاج والزوار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحميلهم سلامهم إليه.

134. الاغتسال قبل دخول المدينة المنورة.

135. القول إذا وقع بصره على حيطان المدينة : اللهم هذا حرم رسولك فاجعله لي وقاية من النار وأمانا من العذاب وسوء الحساب.

136. القول عند دخول المدينة : بسم الله وعلى ملة رسول الله : {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}.

137. إبقاء القبر النبوي في مسجده.

138. زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - قبل الصلاة في مسجده.


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-20-2013, 05:39 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بدع الزيارة في المدينة المنورة.

بدع الزيارة في المدينة المنورة.

139. استقبال بعضهم القبر بغاية الخشوع واضعاً يمينه على يساره كما يفعل في الصلاة فريبا منه أو بعيدا عند دخول المسجد أو الخروج منه.

140. قصد استقبال القبر أثناء الدعاء.

141. قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة.

142. التوسل به - صلى الله عليه وسلم - إلى الله في الدعاء.

143. طلب الشفاعة وغيرها منه.

144. قول ابن الحاج في (المدخل) (1/ 159) أن من الأدب : (أن لا يذكر حوائجه ومغفرة ذنوبه بلسانه عند زيارة قبره - صلى الله عليه وسلم - لأنه أعلم منه بحوائجه ومصالحه).

145. قوله أيضا (1/ 264) : (لا فرق بين موته عليه السلام وحياته في مشاهدته لأمته ومعرفته بأحوالهم ونياتهم وتحسراتهم وخواطرهم).

146. وضعهم اليد تبركا على شباك حجر قبره - صلى الله عليه وسلم - وحلف بعضهم بذلك بقوله : وحق الذي وضعت يدك شباكه وقلت : الشفاعة يا رسول الله.

147. (وتقبيل القبر أو استلامه أو ما يجاور القبر من عود ونحوه) (وقد أحسن الغزالي - رحمه الله تعالى - حين أنكر التقبيل المذكور وقال ( 1 / 244 ) : ( إنه عادة النصارى واليهود ) . فهل من معتبر ؟ ).

148. التزام صورة خاصة في زيارته - صلى الله عليه وسلم - وزيارة صاحبيه والتقيد بسلام ودعاء خاص مثل قول الغزالي : (يقف عند وجهه - صلى الله عليه وسلم - ويستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر .... ويقول : السلام عليك يا رسول الله ...) فذكر سلاماً طويلاً ثم صلاةً ودعاءً نحو ذلك في الطول قريباً من ثلاث صفحات.
(والمشروع هو : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا عمر، كما كان ابن عمر يفعل، فإن زاد شيئا يسيراً مما يلهمه ولا يلتزمه، فلا بأس عليه - إن شاء الله تعالى -).


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-20-2013, 05:41 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بدع الزيارة في المدينة المنورة.

بدع الزيارة في المدينة المنورة.

149. (قصد الصلاة تجاه قبره).

150. (الجلوس عند القبر وحوله للتلاوة والذكر).

151. قصد القبر النبوي للسلام عليه دبر كل صلاة (وهذا مع كونه بدعة وغلوا في الدين ومخالفا لقوله عليه الصلاة والسلام : (لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني ) فإنه سبب لتضييع سنن كثيرة وفضائل غزيرة ألا وهي الأذكار والأوراد بعد السلام فإنهم يتركونها ويبادرون إلى هذه البدعة. فرحم الله من قال : ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة).
152. قصد أهل المدينة زيارة القبر النبوي كلما دخلوا المسجد أو خرجوا منه.

153. رفع الصوت عقب الصلاة بقولهم : السلام عليك يا رسول الله.

154. تبركهم بما يسقط مع المطر من قطع الدهان الأخضر من قبة القبر النبوي.

155. تقربهم بأكل التمر الصيحاني في الروضة الشريفة بين المنبر والقبر .

156. قطعهم من شعورهم ورميها في القنديل الكبير القريب من التربية النبوية .

157. مسح البعض بأيديهم النخلتين النحاسيتين الموضوعتين في المسجد غربي المنبر (ولا فائدة مطلقا من هاتين النخلتين، وإنما وضعتا للزينة ولفتنة الناس، وقد أزيلتا أخيرا والحمد لله) .

158. التزام الكثيرين الصلاة في المسجد القديم وإعراضهم عن الصفوف الأولى التي في زيادة عمر وغيره .


يُتبع إن شاء الله - تعالى -.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-20-2013, 06:03 AM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي بدع الزيارة في المدينة المنورة. تتمــــّـــــة.

بدع الزيارة في المدينة المنورة.

159. التزام زوار المدينة الإقامة فيها أسبوع، حتى يتمكنوا من الصلاة في المسجد النبوي أربعين صلاة، لتكتب لهم براءة من النفاق وبراءة من النار.

(والحديث الوارد في ذلك ضعيف لا تقوم به حجة، وقد بينت علته في السلسلة الضعيفة 364) فلا يجوز العمل به لأنه تشريع، لا سيما وقد يتحرج من ذلك بعض الحجاج كما علمت ذلك بنفسي ظنا منهم أن الوارد فيه ثابت صحيح، وقد تفوته بعض الصلوات فيه، فيقع في الحرج وقد أراحه الله منه.

وقد ذهب بعض الأفاضل إلى تقوية الحديث المشار إليه، اعتمادا منه على توثيق ابن حبان لأحد رواته المجهولين، وهذا التوثيق مما لا يَعتدّ به أهل العلم بالجرح والتعديل.
ومنهم الفاضل المشار إليه نفسه كما صرح هو بذلك في رده على الشيخ الغماري في مجلة (الجامعة السلفية) التي تصدر في الهند. وراجع لهذا كتاب الشيخ عبد العزيز الربيعان في الرد عليه، فإنه قد أجاد فيه وأفاد، وبيّن فيه وهاءَ ما ذهب إليهِ من التقوية وتناقضه في ذلك).

160. قصْدُ شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مسجد قباء.

161. تلقين من يُعرَفون بـ " المزوّرين " جماعات الحجاج بعض الأذكار والأوراد عند الحجرة أو بعيدا عنها بالأصوات المرتفعة، وإعادة هؤلاء ما لقنوا بأصوات أشد منها.

162. زيارة البقيع كل يوم والصلاة في مسجد فاطمة - رضي الله عنها -.

163. تخصيص يوم الخميس لزيارة شهداء أحد.

164. ربط الخرق بالنافذة المطلة على أرض الشهداء.

165. التبرك بالاغتسال في البركة التي كانت بجانب قبورهم.

166. الخروج من المسجد النبوي على القهقرى عند الوداع.


ثم قال فضيلة الشيخ – رحمه الله تعالى - : [.... وهذا آخر ما تيسر جمعه من بدع الحج والزيارة، أسأله - تبارك وتعالى - أن يجعل ذلك عوناً للمسلمين على اقتفاء أثر سيد المرسلين والاهتداء بهديه.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك]. ا . هـ.

انظر : [ مناسك الحج والعمرة لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - ص 43 ــ 64].

**********************

رحم الله شيخنا الإمام العلامــــة محمد ناصر الدين الألباني؛ وجعل الفردوس الأعلى مأواه؛ وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا، وأنار له قبره، وبارك في علمه وعمله وأهل بيته، وأثقل لهم الموازين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-23-2013, 09:10 PM
مهجة القلب مهجة القلب غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 99
افتراضي

بارك الله فيك أخيتي أم عبد الله نجلاء الصالح و جزاك الله خيرا عن موضوعك القيم، كتب الله لك بكل حرف حسنة و الحسنة بعشر أمثالها ان شاء الله.
__________________
كُن مع الله ترى الله معك, واترك الكُلَّ وحاذر طمعك, وإذا أعطاكَ من يمنعهُ, ثمَّ من يُعطي إذا ما منعك.

* * * * * * *
ضُمّ السعادة إلى السعادة وابتسم ، ما حرّك الحزنُ مصيرًا قدّ قُسم .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-23-2013, 11:13 PM
أم عبدالله نجلاء الصالح أم عبدالله نجلاء الصالح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عمّـــان الأردن
المشاركات: 2,647
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهجة القلب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخيتي أم عبد الله نجلاء الصالح و جزاك الله خيرا عن موضوعك القيم، كتب الله لك بكل حرف حسنة و الحسنة بعشر أمثالها ان شاء الله.
آمين ... آمين، وإياكم، وفيكم بارك الله ابنتي الحبيبة "مهجة القلب" ولكم بمثل ما دعوتم وزيادة.

أسعدني مرورك والدعاء، جعلك الله وأحبتك من سعداء الدنيا والآخرة.

أسأل الله - جلّ في علاه - أن يجعل علمنا وعملنا جميعاً خالصاً متقبلاً، ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم؛ وأن يثقل لنا به الموازين، وينفعنا في يوم لا فيه مالٌ ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم.
__________________
يقول الله - تعالى - : {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون} [سورة الأعراف :96].

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية الكريمة : [... {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا} بقلوبهم إيمانًاً صادقاً صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى الله - تعالى - ظاهرًا وباطنًا بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات من السماء والارض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيشٍ وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كدٍّ ولا نصب ... ] اهـ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.