تسقيط الرؤوس والرموز فتنة عظيمة , ويجب الحذر والتحذير منها

[المهاجر الأثري العراقي]

تسقيط الرؤوس والرموز فتنة عظيمة , ويجب الحذر والتحذير منها
أخرج البخاري في صحيحه ( كتاب الجهاد والسير ) حديثا برقم - 3039 – وفيه : ((حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ قَال :َ
جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ...... فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ قَالَ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ قَالَ إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُجِيبُوا لَهُ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ قَالَ قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ ))
وقد ذكره ابن كثير , في تفسير قول الله تعالى : ((إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ)) آل عمران ( 153 )
أقول مستعينا بالله : الناظر في هذا الحديث وخصوصا في سؤال أبي سفبان - رضي الله عنه – -وهو مراد إيرادي لهذا الحديث – سؤاله : عن النبي عليه الصلاة و السلام , وعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , دون بقية الصحابة رضي الله عنهم , يُلاحظ أمورا من أهمها ؛ أن أبا سفيان سأل عن قادة المعركة , فبدأ بالسؤال عن قائدهم الأكبر - وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم , فلمّا لم يجيبوه , سأل عن البديل له بقيادة الجيش وهو - الصديق - رضي الله عنه , فلما لم يجيبوه , سأل عن البديل الآخر وهو - عمر - رضي الله عنه , لِعِلمِ أبي سفيان أن النبي وأبا بكر وعمر , هم قادة المسلمين وأشرافهم , فاستشهاد القادة – الرؤوس – يعني ذلك ؛ هزيمة المسلمين في هذه المعركة وإلى الأبد , وسؤال أبي سفيان , كان بعد أن دارت رحى المعركة لصالحه , فأراد أن يتأكد هل قضى على سادات المسلمين ليُنهي أمر هذا الدين وأتباعه – فضرب الرؤوس وإسقاطهم يعد ثغرة لا تُسد , ومخطط قديم يسعى إليه أعداء الإسلام في كل زمان – فضرب الرأس ضرب لجميع البدن , ولكن فوجئ أبو سفيان بنداء عمر رضي الله عنه حين قال : ((كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ ....)) , مع أن النبي عليه السلام ,أمرهم ألا يُجيبوه ؛ ليأمن عدم ملاحقتهم له ولأصحابه , ولكن عمر أراد أن يرد مقالة أبي سفيان عندما قال فرحا : (( أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا )) , ويُخبره أنهم أحياء , وأنهم لا يزالون بخير , وأنهم سيردون عليك , ((وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ )) .
ونظير هذا : ما حصل في حادثة الإفك , حيث قام الذي تولى كبره , وهو عبدالله بن أبي بن سلول , بالطعن في عائشة رضي الله عنها , وهو ما أراد عائشة الصديقة ,!! إنما أراد أن يطعن - بزوجها - وهو رسول الله , وأن يطعن كذلك - بأبيها - وهو الصديق , حتى إذا وصل الطعن والتجريح بقائد المسلمين وإمامهم , وبالرجل الثاني بعد رسول الله ؛ سهل الكلام والطعن في الدين وحملته . وهكذا خطط ويخطط المنافقون على مر العصور والأزمنة . فأراد عبدالله بن أبي أن يقول : أن امرأة رسول الله زانية ؛ ليسهل الطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم , فكذبه الله وبرأها من فوق سبع سموات , ورد كيده في نحره , اللهم رد كيد أعداء الدين والسنة .
ومن هذا يتبين أن أبا سفيان , أراد أن يُعلن انتصاره , بموت رسول الله وأبي بكر وعمر , وأراد عبدالله بن أبي , أن ينتصر بالطعن في - رسول الله وأبي بكر - وإسقاطهم من أعين الناس وهم أحياء .
ففتنة الإسقاط وضرب الرؤوس والرموز, ممتدة إلى يومنا هذا ؛ ابتدائاً برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه , وانتهائاً بورثته وحملة دينه وسنته وهم العلماء . وهذا الفكر أي - التسقيط والإقصاء - موروث الكفار والمنافقين , عليهم غضب من الله , تورَّثه – عن قصد وعن غير قصد – بعض المتحمسين من المسلمين .
قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - : (( ومن ألأم المسالك , ما تسرب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر, من نصب مشانق التجريح للشخص الذي يُراد تحطيمه والإحباط به , بما يلوث وجه كرامته , ويجري ذلك بواسطة سفيه يُسافه عن غيره , متلاعب بدينه , ممسوخ الخاطر , صفيق الوجه , مغبون في أدبه وخلقه ودينه ... )) .
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - : (( إن ظاهرة التبديع ؛ إنما جائت على لسان بعض الجهال , أو المبتدئين في طلب العلم , لأنهم يعتبرون المتأول والمقلد مبتدعا !! بل أظهروا هذه المقالة , وصار بعضهم يبدع بعضا , فتعادوا وتقاطعوا وتدابروا ....)) محاضرات في العقيدة والدعوة .
وفي هذا وذاك , جاء حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , الذي يبين فيه أن ذهاب العلم والخير بذهاب أهله , قال : ((إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا )) عن ابن عمرو . قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 1854 في صحيح الجامع
وفيه دلالة واضحة على أن ذهاب العلم بذهاب أهله , والموت والتسقيط واحد من جهة ذهاب أهل الخير , كما أسلفت في المثالين السابقين ؛ قصة أبي سفيان وعبدالله بن أبي .
وحملات التسقيط وضرب الرؤوس والرموز هذه , يعلم خطرها وفسادها الله عز وجل , والراسخون في العلم يحذرون من خطرها ؛ لأنها تفرق الصفوف , وتشتت الجمع , وتُذهب الجهود سُداً , وتُبعد العلماء , وتُصَدِّرُ أشباه العلماء , ويتكلم الرويبضة . وقد حصل هذا كله !!! فإلى الله المشتكى .
قال الشيخ ربيع هداه الله , في القديم عنه – وأظنه تراجع عنه وغيَّره قولاً وفعلاً : (( فبعض الناس – الآن – يطاردون السلفيين حتى وصلوا إلى العلماء , وسمَّوهم مميعين ! والآن ما بقي في الساحة عالمٌ – تقريبا – إلا طُعن به وفيه ! وهذه – طبعا – هي طريقة الإخوان المسلمين , وطريقة أهل البدع , فإن أهل البدع من أسلحتهم أن يبدأوا بإسقاط العلماء , وهي طريقة يهودية ماسونية : إذا أردت إسقاط فكرة فأسقط علمائها أو شخصياتها !!!
فابتعدوا عن هذا الميراث الرديء , واحترموا العلماء .
ووالله ؛ ما يسعى في الكلام فيَّ – ولا الطعن في ما نحن فيه – إلا لتكون النتيجة إسقاط المنهج ؛ فالذي يكره هذا المنهج يتكلم في علمائه , والذي يبغض هذا المنهج ويريد إسقاطه يسير في هذا الطريق , " يقصد الشيخ الطعن في العلماء " وهي مفتوحة لهم – طريق اليهود , وطريق الأحزاب الضالة من الروافض – وغيرهم –فالروافض يُبغضون الإسلام , وما يقدرون أن يتكلموا في محمد صلى الله عليه وسلم , فإذا بهم يتكلمون في أبي بكر وعمر , وعلماء الأمة ؛ يريدون إسقاط الإسلام .
وأهل البدع الكبرى إذا تكلموا : فما يتكلمون في أحمد والشافعي , ولكن يتكلمون في محمد بن عبدالوهاب وابن تيمية – وأمثالهم – ليسقطوا هذا المنهج .
والآن : فإن أُناسا ينشأون في صفوف السلفيين , فما شعرتُ إلا وهم يشدخون في رؤوس العلماء !!
هؤلاء ؛ ماذا يريدون ؟! ماذا يريدون ؟! لو أرادوا الله والدار الآخرة , وأرادوا نُصرة هذا المنهج – وهم يُحبون هذا المنهج – واللهِ لدافعوا عن علمائه .
فلا تأمنوا هؤلاء على دينكم , ولا تثقوا فيهم – بارك الله فيكم - , واحذروهم كل الحذر , وتلاحموا وتآخوا فيما بينكم )) .
أقول : فمتى يفيق هؤلاء من غفلتهم ؟ بل متى ينتهون ؟ وماذا يريدون من استمرارهم بهذا ؟ هل يريدون أن يخرج لهم عمر فيقول لهم : ((كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُكَ )) ؟ وبماذا سيجيبون ؟ هل سيقولون : (( أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ )) ؟ والكل يعرف من هبل !!!
فإن قالوها سنجيبهم حينها : الله أعلى وأجل , والحق أعلى وأبقى .

وللكلام تتمة إن شاء الله .
وصلى الله وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه , وحزبه وجنده , وسلم تسليما كثيرا .

[علي السحابي]

أحسنت؛ وإنَّا بانتظار البقية!.

[محمد عياد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهاجر الأثري العراقي

تسقيط الرؤوس والرموز فتنة عظيمة , ويجب الحذر والتحذير منها
ماذا يريدون ؟! ماذا يريدون ؟! لو أرادوا الله والدار الآخرة , وأرادوا نُصرة هذا المنهج – وهم يُحبون هذا المنهج – واللهِ لدافعوا عن علمائه .
[/color][/size]

أقول أول ما تعلمته - في رحلة العمرة مع شباب فلسطين عام 2002 - لحوم العلماء مسمومه ..

[صلاح الدين الكردي]

فبعض الناس – الآن – يطاردون السلفيين حتى وصلوا إلى العلماء , وسمَّوهم مميعين ! والآن ما بقي في الساحة عالمٌ – تقريبا – إلا طُعن به وفيه ! وهذه – طبعا – هي طريقة الإخوان المسلمين , وطريقة أهل البدع , فإن أهل البدع من أسلحتهم أن يبدأوا بإسقاط العلماء , وهي طريقة يهودية ماسونية : إذا أردت إسقاط فكرة فأسقط علمائها أو شخصياتها !!!
فابتعدوا عن هذا الميراث الرديء , واحترموا العلماء .

الله أكبر
والآن يتهم الذين لا يبدعون العلماء والدعاة ، بالمميعة والاخوانية والماسونية وطريقتهم بالطريقة اليهودية والرافضية وغيرها!!!