أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
93449 88259

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-28-2009, 09:02 PM
هشام حسين تندي هشام حسين تندي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: المغرب
المشاركات: 93
افتراضي الفـوضـى العلـمـية

الفـوضـى العلـمـية

من بلايا العصور المتأخرة قلة أهل العلم الراسخين فيه, كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه, وإن بعدكم زمانا كثير خطباؤه, والعلماء فيه قليل" صحيح الأدب المفرد.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :"أكثر الناس غالطون في حقيقة مسمى العلم والإيمان اللذين بهما السعادة والرفعة وفى حقيقتهما حتى إن كل طائفة تظن أن ما معها من العلم والإيمان هو هذا الذي به تنال السعادة وليس كذلك بل أكثرهم ليس معهم إيمان ينجى ولا علم يرفع بل قد سدوا على نفوسهم طرق العلم والإيمان اللذين جاء بهما الرسول ودعا إليهما الأمة وكان عليهما هو وأصحابه من بعده وتابعوهم على منهاجهم وآثارهم.
فكل طائفة اعتقدت أن العلم ما معها وفرحت وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون وأكثر ما عندهم كلام وآراء وخرص والعلم وراء الكلام كما قال حماد بن زيد قلت لأيوب: العلم اليوم أكثر أو فيما تقدم فقال الكلام اليوم أكثر والعلم فيما تقدم أكثر.
ففرق هذا الراسخ بين العلم والكلام فالكتب كثيرة جدا والكلام والجدال والمقدرات الذهنية كثيرة والعلم بمعزل عن أكثرها" الفوائد 103-104
وممن زاد الأمر بلاء ما يراه العاقل من فوضى علمية حيث تصدى أكثر الناس للكلام في دين الله جل وعلا بإصدار الفتاوي والأحكام دون أهلية, إضافة إلى التلاعب بالألقاب العلمية والرتب السنية لأهل العلم، فشُيِّخَ الأصاغر، وأهمل الأكابر، وأخذ بقول البلداء، وترك النجباء, بل قدم العوام الدهماء, مع أن الواجب في حقهم معلوم عند العقلاء بله العلماء.
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :"حق العوام أن يؤمنوا ويسلموا ويشتغلوا بعبادتهم ومعايشهم ويتركوا العلم للعلماء فالعامي لو يزني ويسرق كان خيرا له من أن يتكلم في العلم" الإحياء 3/36
ولا غرابة في حصول هذا الواقع المرير في مثل هذا الزمن الذي فيه "الورع قل بل كاد يعدم، والتحفظ على الديانات كذلك, وكثرة الشهوات, وكثـُر من يدعي العلم, ويتجاسر على الفتوى فيه" الموافقات 4/146.
نعم, تصدى لتوجيه الناس الأنصاف والأصاغر, فعم الوباء, وكثر البلاء, وتنوع الانحراف في الأفكار والأقوال والأعمال والاعتقادات, وصار الأمر كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وكم من مدَّع للمشيخة وفيه نقص من العلم والإيمان ما لا يعلمه إلا الله تعالى" الفتاوي 11/513فاللهم لطفك ورحماك.
وهذا الأمر فيه من المفاسد ما الله جل وعلا به عليم وبصير.
وقد قال بعض الناس: "أكثر ما يفسد الدنيا: نصف متكلم, ونصف متفقه, ونصف متطبب, ونصف نحوي, هذا يفسد الأديان, وهذا يفسد البلدان, وهذا يفسد الأبدان, وهذا يفسد اللسان" الفتاوي 5/118.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل" متفق عليه.
وأخرج الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم بإسناد صحيح عن مالك رحمه الله قال: "أخبرني رجل دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه, فقال له: أدخلت عليك مصيبة؟ فقال: لا ولكن استفتي من لا علم له, وظهر في الإسلام أمر عظيم, ولبعض من يفتي ها هنا أحق بالسجن من السراق".
وهكذا تتابعت شكاوى أهل العلم والعرفان يرددون معنى كلمة ربيعة رحمه الله كابن الجوزي في تعظيم الفتيا 113, وابن الصلاح في أدب المفتي والمستفتي 80, وابن حمدان في صفة الفتوى والمفتي والمستفتي 11, وابن القيم في إعلام الموقعين 6/118, وغيرهم, كل يبكي على أحوال زمانه ويتحسر من أوضاع العلم وأهله, فكيف لو رأو زماننا وما نحن فيه؟ فإلى الله المشتكى, وما يسلي أحولنا إلا قول نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:" لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..." الحديث.
فوضى عريضة, وتناقضات غريبة, واضطرابات شديدة, وجرأة عجيبة.
قال الشافعي رحمه الله:" فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا, وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به,وأقرب من السلامة له إن شاء الله".
ورحم الله الحافظ في الفتح 3/ 584 حيث قال في معرض كلامه عن مسألة حديثية أغرب فيها العلامة الكرماني رحمه الله:" إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب" .
وقال العلامة أحمد شاكر رحمه الله معلقا على هذه الكلمة في كتابه"كلمة الحق":"وقد قال هذه الحكمة الصادقة في شأن رجل عالم كبير من طبقة شيوخه وهو محمد بن يوسف الكرماني شارح البخاري, إذ تعرض في شرحه لمسألة من دقائق فن الحديث لم يكن من أهلها على علمه وفضله, فتعرض لما لم يتقن معرفته, والكرماني هو الكرماني وابن حجر هو ابن حجر".
قلت : إذا كان هذا في حق عالم من العلماء,وفي زمن الفقه والفقهاء فماذا نقول في زمن قيل فيه وبحق:
تصدر للتدريس كل مهوس***بليد تسمى بالفقيه المدرس.
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا***ببيت قديم شاع في كل مجلس.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها***كلاها وحتى سامها كل مفلس.
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله:" لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون" مداواة النفوس 23
ورضي الله عن علي حيث قال: "العلم نقطة كثرها الجاهلون" سبل السلام 4/187, وتاج العروس 20/153.
ورحم الله من قال: "إذا ازدحم الجواب خفي الصواب" جامع بيان العلم 11/148, و" اللغط يكون منه الغلط" نفسه, و"لو سكت من لا يعلم لسقط الاختلاف" نفسه.
وصدق من قال: "الحَجرُ لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان" التعالم 10-41.
واعلم أنه مما أعان على هذه الفوضى العلمية تكثير الناس لسواد من لا علم عنده، ولا دراية لديه, فيسأل ويتلقى عنه أحكام الشريعة إلى غير ذلك مما كان السلف الصالح يخافون على أنفسهم منه مع علو كعبهم في العلم, ورفيع مكانتهم في العمل فاللهم عفوك وغفرانك.
ولذا فلا يجوز تلقي الأحكام والفتاوي وأمور الشرع إلا عمن يعتبر في الشريعة كلامه ونظره الموافق للكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة في الاعتقاد والقول والعمل.
قال الشاطبي رحمه الله: "..السائل لا يصح أن يسأل من لا يعتبر في الشريعة جوابه, لأنه إسناد أمر إلى غير أهله, والإجماع على عدم صحة مثل هذا, بل لا يمكن في الواقع.." الموافقات 4/192.

أبو أويس الإدريسي عامله الله بلطفه الخفي, وكرمه الوفي.


منتدى منزلة المراة في الاسلام
( يا أخي و حدة ...وحدة...أنزل المواضيع بطريقة حكيمة حتى يتسنى للجميع المشاركة ، ثم قراءة مواضيعك من جهة أخرى!، أنت هكذا تنزل مواضيعك ومواضع أخرى لم تُقرأ بعد!.)(مشرف)
و هذه كملاحظة للجميع.
__________________
ابوحمزة تندي هشام البيضاوي المغربي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-28-2009, 11:23 PM
حامد بن حسين بدر حامد بن حسين بدر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 1,115
افتراضي

أحسنت، جزاك الله خيراً...
إن السلامة لا يعدلها شيء..
وكما قال الشيخ صالح آل الشيخ: قديماً كان لا يجرؤ على العلم إلاَّ الفحول، أما الآن ...... ، فإلى الله المشتكى..
__________________
قال العلامة صالح آل الشيخ: " لو كان الفقه مراجعة الكتب لسهل الأمر من قديم، لكن الفقه ملكة تكون بطول ملازمة العلم، بطول ملازمة الفقه"
وقال: "ممكن أن تورد ما شئت من الأقوال، الموجودة في بطون الكتب، لكن الكلام في فقهها، وكيف تصوب الصواب وترد الخطأ"
"واعلم أن التبديع والتفسيق والتكفير حكم شرعي يقوم به الراسخون من أهل العلم والفتوى ، وتنزيله على الأعيان ليس لآحاد من عرف السنة ، إذ لا بد فيه من تحقق الشروط وانتفاء الموانع، حتى لا يصبح الأمر خبط عشواء ،والله المستعان"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-29-2009, 12:18 AM
عبد الله بن مسلم عبد الله بن مسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5,131
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام حسين تندي مشاهدة المشاركة
[center][b]

قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :"حق العوام أن يؤمنوا ويسلموا ويشتغلوا بعبادتهم ومعايشهم ويتركوا العلم للعلماء فالعامي لو يزني ويسرق كان خيرا له من أن يتكلم في العلم" الإحياء 3/36
]
السلام عليكم

عندي سؤال عن أبو حامد الغزالي و كتابه الاحياء، فهل هو كتاب جيد، لأنني سمعت من يزكيه و يقول الغزالي من علماء السنة الكبار، و سمعت من يقول أن هذا الكتاب فيه أحاديث موضوعة كثيرة و أن الغزالي صوفي و أشعري، فما الصحيح من كل ذلك ؟

جزاكم الله خيراً
__________________
قال سفيان الثوري (ت161هـ): "استوصوا بأهل السنة خيرًا؛ فإنهم غرباء"
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.