أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
39911 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 05-17-2009, 01:17 AM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي على هذا الدفاع القوي عن
فضيلة الشيخ محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ
والحقيقة أن كل شيخ سلفي لا يسير معهم في منهجهم
الإقصائي ؛ إلا وأسقطوه ولو بمثل هذه الشقشقات !
والعجيب أنهم يهونون من علم الشيخ مع ظهوره ,
وتلميعهم للجهال الذين لا علم لهم ولا أدب !!
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 05-17-2009, 03:18 AM
أبو حذيفة الجزائري أبو حذيفة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 103
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال الجنيدي الأثري مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أخي على هذا الدفاع القوي عن
فضيلة الشيخ محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ
والحقيقة أن كل شيخ سلفي لا يسير معهم في منهجهم
الإقصائي ؛ إلا وأسقطوه ولو بمثل هذه الشقشقات !
والعجيب أنهم يهونون من علم الشيخ مع ظهوره ,
وتلميعهم للجهال الذين لا علم لهم ولا أدب !!
السلام عليكم
أحسن الله إليكم و بارك فيكم و جزاكم خير الجزاء على اهتمامكم بحملة العلم و أعلام الهــــدى ..
و الشيخ فركوس ريحانة من رياحين الجزائر , كما أنّ طلبة الإمام الألباني رياحين الشّــــام
و السيف الجائر المجرّد لأذى هؤلاء الأعلام واحد , و بكسره الذي أزف بإذن الله تعالى تحفظ السنّة و يقمع البـــدعة ..
و الله تعالى قــــد وعد أن ينصر أهل الحقّ و يمكّن لهم و لـــو بعد حين
و أسال الله التوفيق في تنزيل النصف الثاني من المقال غدا ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 05-17-2009, 06:23 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الأزهر السلفي مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا أخي على هذا الدفاع القوي عن
فضيلة الشيخ محمد علي فركوس ـ حفظه الله ـ
والحقيقة أن كل شيخ سلفي لا يسير معهم في منهجهم
الإقصائي ؛ إلا وأسقطوه ولو بمثل هذه الشقشقات !
والعجيب أنهم يهونون من علم الشيخ مع ظهوره ,
وتلميعهم للجهال الذين لا علم لهم ولا أدب !!
نعم صدقت فلو قارنت بين أحمد بازمولهم ؛مع شيخنا وأستاذنا محمد علي فركوس ؛فكأنك تقارن بين الريحان و.....
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 05-19-2009, 01:58 AM
أبو حذيفة الجزائري أبو حذيفة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 103
افتراضي المنهج الإقصائي و جناية قطف الرياحين من بلاد المسلمين (2 مــن2).

السّلام عليكم , جزاكم الله خيرا كثيرا و ثوابا جزيلا , و أسأله تعالى أن يديم عليكم نعمه ظاهرة و باطنة , و أن يرفع هذا البلاء الذي أحدثه إخواننا ببغيهم آمين :]
المنهج الإقصائي و جناية قطف الرّياحين من بلاد المسلمين (2 من 2).
ـ المخطئ في الاجتهاد مأجور على كلّ حال , و لا يقال له (تب) ، فإنّ هذه طريقة الفرق الضّالّة , و لازم هذا القول أنّ المجتهد المخطئ آثم منحرف !:
و هذا المبحث ضروريّ جدّا في هذا المقام , و هو متعلّق بباب خطير و عظيم من الانحراف انفتح في عصرنا هذا و دخل فيه كثير من الطّائشين المجترئين على منهج السّلف , ثمّ جعلوه من قواعد أهل السنّة و أصولهم زورا و بهتانا , فإنّ الذي يختلف مع إخوانه السلفيين في مسألة جزئيّة غير منصوصة , فيعمد إلى أقوالهم و يجعلها أقوالا بدعيّة ويجعل اجتهاداتهم ضلالا و زندقة مع جرأة غريبة على الجزم بانحصار الصّواب في ما يقرّره و ينصره ثمّ خطابه الموجّه إلى مخالفيه بنــداءات التّوبة و الرّجوع إلى حظيرة السنّة , هذا المنهج المنحرف الذي شاع و ذاع في أيّامنا هذه , لا يجد له المتأمّل أصلا إلّا عند الخوارج و المعتزلة و الفرق الضّالة التي تجعل الخطأ ملازما للإثــــم , ثمّ تبني على ذلك الأصل البدعي ما تبني ناسبة إيّاه إلى سنّة الخلفاء الرّاشدين و أئمّة المسلمين , و تلك الجناية الكبرى و الله المستعان .
فإنّه إذا كان صنيع الخوارج و المعتزلة و أضرابهم ظاهرا لا لبس فيه , و قد بسط أئمّة الإسلام القول في بيانه و إثبات بطلانه بما لا يترك لمتعقّب قولا , إذا كان قول هؤلاء كذلك , فإنّ خطر أقوال إخواننا الجرّاحين الجدد أشدّ و أضرّ , لأنّ المنحرفين الأوّلين يظهرون انحرافاتهم بلا تقيّة ولا تورية , بل و يسلكون في نصرتها سبل العلم و طرائقه في كثير من الأحايين , أمّا إخواننا اليوم فإنّهم يلبسون انحرافهم هذا لبوس السلفيّة و يدثّرون ضلالاتهم بدثار الدّفاع عن السنة النبوية و يرمون غيرهم بدائهم الذي أهلكهم , فصار غموض طريقتهم زيادة خطر و شرّ على عقول المتلقّين الذين لم تخالط أذهانهم طريقة العلم بعد و الله المستعان .
و من الأدلّة على أنّ القوم (تلاميذا و شيوخا) لا يفرّقون (عن جهل أو عن تجاهل) بين وقوع المفتي في تحليل الحرام أو تحريم الحلال اجتهادا , و بين سلوك المفتي لمذاهب أهل البدع , أنّهم في ردودهم و تعقيباتهم على إخوانهم بل و أسيادهم في العلم و الفضل يحشدون – ما استطاعوا – أقوال أهل العلم في ذمّ مذاهب المبتدعة و الزّنادقة مع خلط عجيب بين صور المسائل و طرق الاحتجاج , حتّى احتجّ بعضهم في تبديع من خالفه في مسائل اجتهاديّة بفعل عمر رضي الله تعالى عنه مع صبيغ , فكأنّ صبيغ كان عالما بالشّرع اجتهد فأخطأ , أو كان جاهلا بتحريم شيء فاستحلّه بمقدّمة فاسدة , و في الوقت نفسه يفشل مجهرهم في تسجيل موقف عمر رضي الله عنه من قدامة بن مظعون في قضيّة الخمر , و من إنكاره المشهور على ابنه في مسائل التّبرّك مع عدم الحكم عليه بشيء رغم ما عرف عن عمر رضي الله عنه من الحزم في هذا الباب فهل يرى العاقل من فساد في المنهج و المذهب أكثر من هذا الفساد ؟!
و اقرأ قول التّلميذ البــــار !! : اعلم ألهمك الله التَّوفيق والاتّباع ، وجنَّبك الخذلان والابتداع؛ أن القياس الفاسد المصادم للحجة؛ قاعدة يعتمد عليها دعاة البدع والتحزب لرد الحق وإخماده، ويقع فيه كثير ممن جانب الحق لتأويل أو نحوه.
ثمّ نقل قول شيخ الإسلام : (وكلُّ من يخالف مذهب أهل السنة لا يعتمد إلا على أحد ثلاثة أشياء..- وذكر
منها:- وإما قياس فاسد )
و قول الشّاطبي في الموافقات : (..القياس الفاسد.. هو عمدة كل مبتدع)
ثمّ ذكــــر أنّ القياس الفـــاسد ( مذهب إبليسيّ) .
ثمّ ختم المبحث بقول شيخ الإسلام : (فمن سلك سبيل أهل السنة استقام قوله وكان من أهل الحق والاستقامة والاعتدال وإلا حصل في جهل وكذب وتناقض..)
قال بعد هذه النّقولات التي جاء بها : وحسبك بهذا إبطالا لهذه البدعة التي ادّعاها فركوس الجزائري- وفقه الله-!!
و أمّا وصف القوم لفتوى الشّيخ بأنّها منحرفة , و مطالبته له و لكل من خالفهم ( بالتّوبة) من بعض الفتاوى الأخرى التي يرون خلافها , و همزهم و لمزهم في علم الشيخ و فقهه بطريق المفهوم و بالإشارة الظاهرة تارة و الخفيّة أخرى , فهذا يعسر حصره لكثرته , و ليس غريبا على أهل المنهج الإقصائي الذي تبنّاه القوم و خلطوه بطريقة السّلف في العلم و الفهم .
نعم , كلّ امرئ مطالب بالتّوبة من كلّ ذنب , ما علم منه و ما لم يعلم , و ما قصد منه و ما لم يقصد , غير أنّ مقام الردّ العلمي المزعوم , ليس مناسبا لإطلاق هذه النّداءات , فإنّ كلّ صاحب اجتهاد يرى مخالفه الذي يخطّئه قد أحلّ حراما أو حرّم حلالا , و مع ذلك لم يكن من وسائل نصرة الحقّ في مسائل الاجتهاد أنْ يحشو المرء خطابه بوصف طريقة صاحبه بالانحراف و الابتداع مع انتقاص للمخالف و حشر له في زمر المبتدعة و ربط خطئه "الواحد" في الجزئيّات , بضلالهم الظّاهر في الأصول و الكليّات , لمجرّد وجود تشابه أو تماثل مزعوم مظنون بين قوله و قولهم .
و إنّما الذي عهدناه من علمائنا في هذا الباب أنّهم يتناظرون بالعلم و العدل و الحلم و الاحترام , و تجد الواحد منهم يعرض ما يراه حقّا مع العتاب الجميل في أقصى أحوال الحدّة , و مطالبة المخالف بإعادة النّظر في فتواه أو في طريقته التي سلكها في هذه الجزئيّة بغير تنقيص و لا تجهيل و لا تزهيد في علم المخالف مادامت المسألة اجتهاديّة ,
فإنّه يكفي لبيان فساد هذه الطّريقة أن تعلم إبــطالها لما انتصب ذاك العالم لنصرته من الحقّ و هو كثير لا يحصى , لمجرّد زلّة له في مسألة أو مسألتين , و إنّ من أدلّ الأدلّة على عظم جناية القوم و أنّهم لا يراعون مصلحة الدّعوة إلى الله و لا يعتبرون للنّاس جهدهم و أشياءهم , أنّ أحد الموتورين في الجزائر قد فتح منتدى جديدا ينتسب زورا إلى أهل الحديث , ثمّ بدأ بحملة شرسة على كثير من الدّعاة تصريحا أو كالتّصريح , و حيث أنّه أعجز و أجبن من أن يجرؤ و أصحابه على الشّيخ أبي عبد المعزّ فقد أراد أن ينفذ إليه من طريق تركيز الحديث عن ( حالات الاختلاط ) موظّفا في ذلك أحد أصحاب الشّيخ يحي الحجوري الذين يقيمون في جنوب الجزائر , و قد كنت قلتُ في أكثر من مقال أنّ القوم يفتعلون لكلّ من أرادوا إسقاطه مسألة أو مسائل ثمّ يضخّمونها و ينفخونها و يصوّرونها للشباب المخدوع أنّها ممّا يبدّع به بل يصرّحون أنّ ( السّلف بدّعوا بأقل من ذلك ) ثــمّ تصبح هذه المسائل محكّ امتحان , و هي تارة تكون شخصا بمحبّته أو بغضه , و تارة تكون مسألة اجتهاديّة , بتأييد قائلها أو انتقاصه و قد يجمعون في حرب العالم من هذا و هذا كما هو حاصل مع مشايخ الشّام في هذه الأيّام , مع أنّ حقيقة تلك المسائل أنّها تحتمل الخلاف و الأخذ و الرّدّ و المخطئ فيها مأجور غير مأزور , و طالب الحقّ المدرك لمقاصد الشّرع و فضل الجماعة يبيّن فيها قوله و رأيه و يمضي , و أمّا طالب الهوى و الانتصار للنّفس و للشّيخ و للطّريقة فهذا هو الذي يوالي و يعادي عليها فيصبح – كما هو حال هؤلاء – نموذجا حزبيّا يفرح به كلّ مفسد و إن سمّاه أصحابه (ناصحا أمينا) و إن سمّوه ( تلميذ الإمام ) و إن سمّوه بأضخم من ذلك فإنّ الخافض الرّافع الله و ليس الأمر إليهم و لا إلى غيرهم , و إن كان أصحابنا الذين يهدّدون بإخراج ترجمة جائرة للشّيخ قد أبانوا بصراحة عن سوء الطويّة و فساد النيّة إلّا أنّني أوجّه إليهم و إلى من يحسن بهم الظنّ هذه النّصائح الثّلاثة المستلّة من كلام شيخ الإسلام , لا لأنّه تفرّد بها و لكن لأنّه أوّلا (فارس الميدان) و (ناشر مذهب السّلف) وهو من أعظم من تكلّم في (منهج) أهل السنّة و الجماعة على مرّ العصور .
ثانيا : لأنّي رأيت الأخ أكثر من النّقل عنه فعساه أن يكون حكما بيننا في ترجيح فهم أدلّة مصادر الشّريعة (حتى لا يورد المخالف عليّ الدّعوة إلى التّقليد ) .
ثالثا : قد عَلِم من يتابع سير هذا المنهج جرأةَ أصحابه على أئمّة الإسلام حتّى اتّهموا الذّهبي بالتّساهل و التّساهل عندهم معناه (التّمييع) , بل و صار دكتورهم يقضي على الإجماعات و القواعد التي صرّح بها الذّهبي و بنى عليها منهجه , فقضى عليها الدّكتور بقوله ( هذه خاطرة سنحت للذّهبي !!) .
قلت : و لا أدري له سلفا في هذا العصـــر إلّا صاحب جناية (السنة النبوية بين أهل الفقه..) حين ردّ أثـــر خبّاب بقوله ( إنّ كلام خبّاب عليه مسحة من تشاؤم لأنّه قال ما قال في مرض موته !!!)
.
فهذه ثلاث نصائح و توجيهات من شيخ الإسلام :
أوّلها :

في أنّه لا تلازم بين الزّلّة و التّأثيـــم بل إذا استفرغ العالم الوسع في الوصول إلى الحقّ يكون قد اتّقى الله ما استطاع و لا تثريب عليه , و هو مصيب أجرا و طاعة لربّه على كلّ حال .
و الثّانية :
في المسائل الاجتهاديّة و غيرها , و أنّ صاحبها لا يكون مذموما مطلقا إلّا إذا والى و عادى عليها .
و الثّالثة :
كلام في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر , و ما ينبغي و ما يجب في هذا الباب الذي شوّهه القوم هداهم الله تعالى .
ـ في العلاقة بين الخطإ في الاجتهاد و بين الإثم و هل هما متلازمان ؟ :
قال رحمه الله مبيّنا اختلاف النّاس في هذا الباب منتصرا للحقّ و القول الصّواب :
( .. إن الناس قد تكلموا في تصويب المجتهدين وتخطئتهم وتأثيمهم وعدم تأثيمهم في مسائل الفروع والأصول ونحن نذكر أصولا جامعة نافعة ... والقول المحكي عن عبيد الله بن الحسن العنبري هذا معناه : أنه كان لا يؤثم المخطئ من المجتهدين من هذه الأمة لا في الأصول ولا في الفروع وأنكر جمهور الطائفتين من أهل الكلام والرأي على عبيد الله هذا القول وأما غير هؤلاء فيقول : هذا قول السّلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي , والثوري وداود بن علي , وغيرهم لا يؤثمون مجتهدا مخطئا في المسائل الأصولية ولا في الفروعية كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره , ولهذا كان أبو حنيفة والشافعي وغيرهما يقبلون شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية ويصححون الصلاة خلفهم . والكافر لا تقبل شهادته على المسلمين ولا يصلى خلفه وقالوا : هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين : أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحدا من المجتهدين المخطئين لا في مسألة عملية ولا علمية قالوا : والفرق بين مسائل الفروع والأصول إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام والمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم وانتقل هذا القول إلى أقوام تكلموا بذلك في أصول الفقه ولم يعرفوا حقيقة هذا القول ولا غوره ... فمن قال : إن المخطئ في مسألة قطعية أو ظنية يأثم فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع القديم .
قالوا : وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافي بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول في نفسه ؛ فإن الإنسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة ؛ أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا . وقد يكون الإنسان ذكيا قوي الذهن سريع الإدراك فيعرف من الحق ويقطع به ما لا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا . فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل إلى الإنسان من الأدلة وبحسب قدرته على الاستدلال والناس يختلفون في هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال : كل من خالفه قد خالف القطعي بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس .
وبهذا يظهر القول الثالث في هذا الأصل وهو : أنه ليس كل من اجتهد واستدل يتمكن من معرفة الحق ولا يستحق الوعيد إلا من ترك مأمورا أو فعل محظورا وهذا هو قول الفقهاء والأئمة وهو القول المعروف عن سلف الأمة وقول جمهور المسلمين وهذا القول يجمع الصواب من القولين .وهذا فصل الخطاب في هذا الباب . فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفت وغير ذلك : إذا اجتهد واستدل فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع ولا يعاقبه الله ألبتة خلافا للجهمية المجبرة وهو مصيب ؛ بمعنى : أنه مطيع لله لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه خلافا للقدرية والمعتزلة في قولهم : كل من استفرغ وسعه علم الحق فإن هذا باطل كما تقدم بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب ). مجموع الفتاوى جزء 19 ص 110
متــــى يستحقّ المخطئ تغليــــظ الذّمّ و الانتقاص ؟ :
قد علمتَ أنّ المجتهد له الحكم نفسه من جهة عدم ترتّب التّأثيم و العقوبة سواء في ما يسمّى بالفروع أو الأصول , فمتى يستحقّ أن يذمّ أو يضلّل بفتواه , و هل مجرّد وقوعه في ذاك الخطإ أو عدم اقتناعه بما يؤدّي إليه نظر مخالفه يصبح ( خطرا على الأمّة) و ( مفارقا لأهل السنّة) و ( سالكا سبيل أهل البــدع) ؟
أمّا عنــد إخواننا فهذا هو الظّاهر المعروف من سيرتهم , و أمّا عند شيخ الإسلام فإنّ فتاوى تجويزالانتخاب أو الاختلاط في بعض الصّور أو ما يشبهها , لا شكّ أنّها أقلّ ضررا من علوم الكلام و المنطق الدّخيل التي غزت فرقا كثيرة منتسبة إلى الإسلام فباعدت بين أهلها و بين السنّة على قدر اشتغالهم بها و تعظيمهم إيّاها
و من المعلوم شدّة أئمّة الإسلام على أهل الكلام و قول الشّافعي فيهم مشهور معروف
و حملات شيخ الإسلام عليهم لا يجهلها إلّا من لم يشمّ رائحة العلم
و حملته على الأشاعرة كذلك , تغني شهرتها عن ذكرها , و حاصل موقفه من هؤلاء الرّدّ عليهم و تخطئة سبيلهم و إعلان النّكير على قواعدهم و دحضها حتّى صارت كتبه رحمه الله مرجعا في ذلك باعتراف المحبّ و المبغض .
و مع ذلك فإنّه رحمه الله تعالى حال تقويمهم لا يجعلهم جميعا في سلّة واحدة و إنّما يفصّل التّفصيل الشّرعي الذي يحفظ لأهل الحقّ حقّهم و لا يلبس على المسلمين دينهم , و اقرأ له قوله المشهور في طائفة من (أهل الكلام ) و الذين كما قلت لك قد عرف موقفه منهم و من علومهم , قال رحمه الله تعالى : (أنظر رسالة الشّيخ العبّاد رفقا أهل السنّة بأهل السنّة )
( و مما ينبغي أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين و الكلام على درجات , منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة و منهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة و من يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا على ما ردّه من الباطل و قاله من الحق لكن يكون قد جاوز العدل في ردِّه بحيث جحد بعض الحق و قال بعض الباطل فيكون قد ردّ بدعة كبيرة ببدعة أخَفّ منها , و ردّ باطلا بباطل أخفّ منه , و هذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى أهل السنة و الجماعة .
و مثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه و يعادون كان من نوع الخطأ و الله سبحانه يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك .
و لهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة و أئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد و هي تخالف الكتاب و السنة بخلاف من والى موافقه و عادى مخالفه و فرّق بين جماعة المسلمين...)

قلت : فصارت الموالاة و المعاداة و تفسيق المخالف و تبديعه و انتقاصه و ( تحريش الصّبيان عليه) صارت سببا و علّة في لحوق الإثم و العقوبة و الذّمّ , يتخلّف ذلك بالسّلامة منها حتى إذا تعلّق الأمر بمن ابتــدع شيئا من البدع إذا كان له تأثير ظاهر في الإسلام و لم ينصب طريقته و فهمه امتحانا للخلق موالاةً و معاداة و تنقيصا و تفسيقا و تبديعا , فكيف بعلماء الإسلام اليوم , و ما بال أقوام يريدون أن يسقطوا جبالا في العلم و السنّة لهم أثرهم العظيم على بلدانهم خاصّة و على بلاد الإسلام عامّة , باجتهادات و خلافات الصّواب فيها حليف هؤلاء الأعلام في غالب الأحوال ؟!
و إذا كان في طوائف الانحراف من لا يبدّع و لا يفسّق و لا يؤثّم ما لم يوال و يعاد على مخالفاته – على تفصيل – فكيف يريد هؤلاء اليوم أن نبدّع علماءنا تارة بتهمة التّمييع و تارة بتهمة مخالفة النّصوص و تارة بتهمة الفتاوى المنحرفة !.
و هل الخلاف في مسألة الاختلاط في بعض صورها أو في مشاركة المرأة في الشّورى أو في تحقيق مناطات التّبديع على بعض الأعيان , هل هذه المسائل أصحبت أغلظ و أخطر و أشــدّ من مخالفات الأشاعرة و طوائف من المتكلّمين ؟!
إنّهم ركّاب موجة المنهج الإقصائي من يملكون جواب هذه المعضلة !.

ـ نصيحة و كلام نفيس في الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكــــر :
قال رحمه الله تعالى : (.. فينبغي أن يكون عليما بما يأمر به عليما بما ينهى عنه رفيقا فيما يأمر به رفيقا فيما ينهى عنه حليما فيما يأمر به حليما فيما ينهى عنه فالعلم قبل الأمر والرفق مع الأمر والحلم بعد الأمر فإن لم يكن عالما لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم وإن كان عالما ولم يكن رفيقا كان كالطبيب الذي لا رفق فيه فيغلظ على المريض فلا يقبل منه وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد وقد قال تعالى لموسى وهارون : ((فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )) ، ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة فعليه أن يصبر ويحلم كما قال تعالى: ((وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)) وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين في غير موضع وهو إمام الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره لله وقصده طاعة الله فيما أمره به وهو يحب صلاح المأمور أو إقامة الحجة عليه فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته وتنقيص غيره كان ذلك حمية لا يقبله الله وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان عمله حابطا ثم إذا رد عليه ذلك وأوذي أو نسب إلى أنه مخطىء وغرضه فاسد طلبت نفسه الانتصار لنفسه وأتاه الشيطان فكان مبدأ عمله لله ثم صار له هوى يطلب به أن ينتصر على من آذاه وربما اعتدى على ذلك المؤذي وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه وأنه على السنة فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوى أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلا سيىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله ... وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه ولا يرضى لرضى الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه ويكون مع ذلك معه شبهة دين أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة وهو الحق وهو الدين فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا بل قصد الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو فعل ذلك شجاعة وطبعا أو لغرض من الدنيا لم يكن لله ولم يكن مجاهدا في سبيل الله .فكيف إذا كان الذي يدعي الحق والسنة هو كنظيره معه حق وباطل وسنة وبدعة ومع خصمه حق وباطل وسنة وبدعة وهذا حال المختلفين الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا وكفر بعضهم بعضا وفسق بعضهم بعضا ولهذا قال تعالى فيه: ((وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) انتهى كلامه رحمه الله تعالى ( أنظر القاعدة الأخيرة من جزء اسمه : قواعد في منهج أهل السنّة و الجماعة للشيخ العبيلان بإقرار العلّامة الفوزان حفظهما الله تعالى ).
قلت : و هذا كلام نفيس فيه من ذكر ما يماثل أحوال أهل الحقّ مع المشغّبين في هذه الأعصار ما يطول المقام بذكره و الوقوف معه , على أنّه ظاهر لكلّ من له عينين في قلبه , و أمّا ما لم يكن له قلب أصلا أو كان له قلب فاسد متعلّق بغير الله تعالى رجاء شهرة أو تصدّر أو تزكية , و نصرة لطريقة أو لـ (منهج محدث) أو لشيخ غير معصوم , فهذا ليس له من إخوانه الحريصين إلا الدّعاء بالهداية و الشّفاء , و التّخويف برّبّ العالمين الذي يمهل الظّالم فإذا أخذه لم يفلته , هذا من جهة .
و من جهة أخرى فإنّ له عند إخوانه ألّا ييأسوا من تذكيره و مناصحته و كفّ أذاه بالعلم و العدل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , و في هذا حماية للنّاشئين من التّدليس و التّلبيس , و قيام بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , مهما شاع الثّاني و انحسر الأوّل , فإنّ وعد الله حقّ و قد وعد الذين صبروا بحسن الجزاء و جزيل الثّواب .
(( و لو لا دفع الله النّـــــاس بعضهم ببعض لفسدت الأرض , و لكنّ الله ذو فضل على العالمين)) .
و هذا ختام هذه الوقفة السّريعة , للتّنبيه على خطّة تحطيم الرّموز و اقتلاع الرّياحين التي يسلكها بعض النّاس عن جهل أو عن تجاهل , و ليس البحث – كما ذكرتُ سابقا – في المخطئ من المصيب بالنّسبة لموضوع النّزاع فإنّ الأمر في هذا له أهله الذين جمعوا بين العلم و الحلم و بين الرّسوخ و الشّموخ , أسأل الله تعالى أن يبلّغنا منزلتهم و أن يحفظهم من كيد الكائدين و حملات الطّائشين , و هذا ما عندي في هذه المسألة فما كان من صواب فمن الله تعالى و له الحمد الحسن و الثّناء الجميل , و ما كان من خطل فمنّي و من الشّيطان و أسأل الله تعالى أن يتجاوز عنّي و (خير الصّدقة جهد المقلّ ) , وسبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألّا إله إلّا أنت , أستغفرك و أتوب إليك .
كتبه أبو حذيفة الجزائري 24 جمادى الأولى 1430
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 05-19-2009, 02:22 AM
يوسف الجزائري يوسف الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 195
Post

دبّ الله عن وجهك نار جهنّم أخي الفاضل أبا حذيفة

و حفظ الله الشيخ الوالد العلامة الأصولي أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس و نفع به الأمّة.
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 05-19-2009, 02:22 AM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

بوركت أخي الفاضل أبا حذيفة ، وزادك الله توفيقا.
ولتمام الفائدة أنقل هنا كلاما للشيخ فركوس ذا صلة بما نحن فيه ، فقد قال حفظه الله تعالى :
فاعلم أن العلم درجات والعلماء متفاوتون في المراتب وهم بشر يخطئون ، إذ ليس أحد إلاّ يؤخذ من قوله و يردّ إلاّ النبي صلى الله عليه وسلّم ، و هم مأجورون في اجتهادهم و إن أخطأوا ، ومن حقّهم إذ أخطأوا أن يقدّم لهم النصح بأسلوب لائق بمقامهم على وجه يُؤدّي الغرض ، و لا يصحّ أن يشنّع عليهم ولا على طلبة العلم بسبب خطئهم ولا اتّهامهم بالتعالم أو نبزهم بالتقليد لتدفع أقوالهم من أجلها ، والعبرة بالتبيّن والتثبّت الذي أمر به تعالى فيمن تكلّم فيه ، والمشهود له بالعلم و الفضل في الأمّة فإنّ خطأه بالنسبة لصوابه يسير ، والإعتبار في الحكم عائد إلى كثرة فضائله ، إذ للأكثر حكم الكلّ ،وما كان من كلام مبني على الهوى أو الحسد أو العصبية فإن كان من قرينه فإن كلام الأقران من أهل العلم بعضهم في بعض يطوى ولا يروى ،وإن كان من غير عالم فلا يجوز أن يحكم على العالم بالخطأ والتّعالم والتقليد لأن الجاهل لا يعرف خطأ نفسه ، فأنى له أن يعرف خطأ غيره ، و الطعن في ذوي الفضل و القدح فيهم سبيل أهل الزّيغ والضلال ، لأن الطعن في حملة الدين هو طعن في الدين .

وإن كان من حق جميع المؤمنين التعاون على البرّ والتقوى والتماس العذر لبعضهم وإحسان بينهم ، فالعلماء و طلاب العلم أحقّ بذلك وأولى ، والتعاون بينهم أمر محمود وممدوح، ودفع الخلاف المفضي إلى النّزاع والتّدابر واجب إذا ما كان مفروض على العامّة الاستقامة عليه ، فالعلماء من باب أولى ، لكونهم خير أمّة ومحلّ ثقة النّاس بهم ، ثمّ من يليهم من طلاّب العلم ، إذ لا سبيل لتكوين العلماء إلا الأخذ من العلماء ،لذلك وجب السّعي إليهم وموالاتهم و محبّتهم لأن طاعتهم تبعٌ لطاعة الله تعالى ، إذ هم الموجهون والمرشدون والأدلاء على حكم الله ، لذلك ينبغي حال الاختلاف بين الأقران أو بين الشيخ وتلميذه ، عدم المبادرة إلى الاعتراض قبل التّوثّق أو التقليل من أهمية أحدهما لآخر أو اتّهامهم قبل اتّهام رأيه أو التّشنيع قبل التّثبّت والنصح ، فإن سلوك مثل هذا المنهاج في التّعامل يؤدّي بطريق أو بآخر إلى التّدابر والمصادمة والهجران ويوقع العداوة والبغض ، ولا شكّ أنّ هذه النّتيجة مذمومة شرعا ، و الوسيلة إليها تأخذ حكمها ، لأن الوسائل لها حكم المقاصد ، و كلّ ما أدّى إلى حرام فهو حرام ، بل ينبغي أن تكون المعاملة مبنية على التّآخي و التعاون في الخير مع صفاء القلوب ونبذ الفُرقة وتحقيق الألفة ، فإنها لأجل مكانتها ولعظيم شرفها امتنّ الله تعالى بها على عباده ، حيث قال عزّ وجلّ :[ اوذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ]103 من آل عمران ,

وقال عزّ وجلّ -أيضا-:[ لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم ]63من الأنفال.

انتهى كلام الشيخ حفظه الله تعالى.

من كتاب :الإرشاد إلى مسائل الأصول والإجتهاد [125-129].الطبعة الأولى :.2000.1420
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 05-20-2009, 11:02 PM
أبو حذيفة الجزائري أبو حذيفة الجزائري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 103
افتراضي جزاكم الله خيرا

[e="]e]حيّاك الله أخي يوسف الجزائري
و أهلا و مرحبا بك بين (كلّ) إخوانك (السّلفيين).
أخي الفاضل الأستاذ أبو أويس :
جزاك الله خيرا على اهتمامك و على الدرّة التي جئت بها و جعلك الله بحر علم و أدب وفضل .
الأخ الفاضل عمر الكرخي
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
قد كنت البارحة كتبت لك ردّا على عجل لكن يظهر أنّه لم يصل فمعذرة و ها أنا ذا أعود قائلا :
أوّلا أشكر لك مرورك و نصحك لأخيك و اعترافك له بشيء من الفضل و حسن القصد و هذا منكم يسرّ و لا يغرّ إن شاء الله تعالى ...
و مادام الأخ يوافق على أصل المسألة التي لأجلها تحرّك العبد الضّعيف فلا بأس في التّعقّب على بعض الأمور التي لم تعجب الأخ الفاضل فإنّ ذلك من التّواصي بالحق و التّواصي بالصّبر , و منه أنطلق أنا أيضا لتصحيح بعض معلومات الأخ و بعض مفاهيمه في هذه القضيّة إحسانا إليه كما أحسن إليّ , و هل جزاء الإحسان إلّا الإحسان فأقول:
غـــايتي ممّا أكتب على المنتديات :
ليعلم الأخ حفظه الله أنّ كتاباتي – على قلّتها – فإنّها و الله نوع من أنواع التّعبّد لله تعالى و تعلّم دينه , و ذلك أنّ غايتي أن أحصّل أحد ثلاثة أشياء على حسب حال ما أقوله تخطئة و تصويبا :
فإمّا أن يكون ما معي حقّا فأبلّغـــــه إخواني و أؤجر
و إمّا أن يكون باطلا فأرشد إلى تركه و أنجـــو
و إمّـــا أن يكون فيه حقّ و باطل فأنصح و أصفّيه في مرآة الأخوّة الإيمانيّة التي حباها الله بالعلم , و أحفظ الحقّ و أتخلّص من البـــاطل .

أقـــول هذا ليطمئنّ الأخ إلى وجود الموقع الحسن الذي تمنّاه لكلماته و الحمد لله على نعمة الأخوّة و السنّة .
ثمّ أعــــود إلى تعقيب الأخ فأقـــول :
أولا يـــظهر أنّ الأخ حفظه الله لـــم يقرأ المقال كاملا , و لا قرأ تعقيب إدارة موقع الشّيخ فركوس كاملا , أو أنّه قرأ و لكن سها عن أشياء مهمّة فتكلّم فيها بخلاف الواقع كما سيأتي ..
ثانيــــا : يظهر أنّ الأخ فهـــم (خطئا) أنّ (صاحب المقال) قد كتبه لأجل الحكم على الشّيخ يحي بجرح أو تعديل , و لذلك قال كلمات كثيرة لن اقف معها تفصيلا إلّا ما أرى في بيانه مصلحة :
و لذلك راح الأخ يردّ (احتجاجي) بكلام الشّيخ عبيد و بكلام الشّيخ الفوزان مصرّحا بتخطئة الأوّل , نافيا (وجوب) أو (رجحان) الأخذ بكلام الثّاني , و قد كان الأخ في غنى عن ذلك كلّه لو فهم وجه إيرادي لتلك الأمور , و العجيب أنّ ذلك مبيّن في كلامي الذي نقله الأخ حفظه الله تعالى فإنّني قلت بعد ذكر ذلك كلّـــــه :
( فالحاصل أنّ معهدا هذا حال القـــائم عليه و ذاك حال شعرائه لا تثريب على من لم ينصح به فإنّه اجتهد في نصح المسلمين بما ظهر له صلاحه و صوابه و ليس من الدّين أن يكتم المرء حقّا لمخافة جرح ..)
و ممّا قلته و نقله الأخ عنّي أيضا :
(و نحن أهل سنّة جميعا إن شاء الله فلا نقلّد و لا نلــــزم أحدا بالتّقليد و إنّما أوجّه هذا الكلام للعقلاء دفعا لفرية الأخ الذي صوّر الشيخ فركوس إذ خذّر احتياطا راجحا صائبا , صوّره على أنّه قاطع طريق من طرق العلم و متجنّ على قلعة أجمع أهل العلم و الفضل على صفائها و نقائها)
و إن كان التّعبير هناك قاصرا فها أنا ذا أحاول إعادة البيان للأخ عمـــر لعلّه يعذر أخاه و يدفع عنه تهمة بنى أركانها على سهوه أو خطإ في فهمه فأقول :
أنا إنّما ذكرت ما ذكرته و عابه الأخ و لم يفهم وجه ذكره لأمرين ليس منهما ( الجرح ) و لا ( النّقد) :
الأوّل
من باب الإلـــزام لأقوام يسارعون في الجرح و التّبديع , و من المعروف أنّ ما ذكر في معرض المناظرة و المحاجّة لا يكون بالضّرورة مذهبا لذاكره إذ ( إيـــراد اللّازم لا يعني القول به)
و هنا أرجو من الأخ مراجعة تهمته القاسية التي رماني بها حين قال ما معناه أنّني ( آخذ ما يعجبني و أترك ما لا يعجبني , أو أنّني آخذ ما أشاء و أدع ما أشاء)
على أنّ الأخ مسامَحٌ على كلّ حال و لكنّ التّريّث جميل .
الثّـــاني :
أنّني قـــلتُ ما قلتُه في سبيل إثبات ( أنّ كلام الشّيخ فركوس حفظه الله تعالى له وجه و لصاحبه فيه و إن أخطأ عذرٌ )
و لذلك قلتُ ما نقلتَ أنت عنّي و كرّرتُه لك أعلاه وهذا أبرز أهداف المقال و ليس فيه جرح و لا تجريح فإنّ هذه الأمور التي ذكرتُ بعضها هنا قد كنت على علم بها قبل أن يقع ما وقع بسنين و لم أنتقد!! صاحبها و لا جرحته!! إذ أنّ ذلك بخلاف ديني , بل كنت أعتذر لمن قالوها (و منهم الشيخ يحي) بأشياء (ومنها ما ذكره الأخ و غيره ), و نحن لا نسلم علماءنا مهما حصل بينهم,
و هنا أحبّ أن أنبّه الأخ الفــــاضل إلى أنّ ثمّة فرقا بين مقام الاعتـــذار للمتلفّظ بتلك الألفاظ و بين مقام الدّفاع عمّن اتّخذ منه موقفا شديدا من أجلها , على تفصيل كثير تحتاجه المسألة من حيث هي و من حيث الموقف منها و ممّن اشتهر بها لا أرى داعيا لذكره .
أخي الحبيب :
و ممّا هالني صدوره منك و أنت الذي تشكر لأخيك الوقوفَ في وجه موجة التّبديع و الـتّرهيب قولك هناك :
( واحذر من رد شيخنا أن ينالك فإنه إن ضربك برده أبكاك ، وإذا سلّ سيفه أدماك! جنّبنا الله ذلك وإياك) !!!!
فأقــول يا أخي الحبيب :
دع عنك هذا السّجع الذي ما فيه من نفع و خوّف النّاس بربّ العالمين فإنّه هو الخافض الرّافع , مالك الملك يؤتي الملك من يشاء و ينزعه ممّن يشاء((... و من يهن الله فما له من مـــكرم )) , و أمّا العبيد فما لهم في ذلك من ملك و لا تدبير.
و من أرضى النّاس بالتّفريط في الحقّ الذي يعتقده خوفا أو طمعا خاب و خسر و نار جهنّم أشــــدّ حرّا .
و كم من شيخ فاضل بحّت أصوات بعض الأفاضل تنادي بتبديعه فما أدماه ذلك و ما أبكاه و لكن رفعه الله به بعد أن ابتلاه , و ما شيخنا العيــــد شريفي حفظه الله تعالى منّا ببعيـــد و ما الشّيخ السليمــــاني منكم ببعيد , فلا أرضى لأخي الحبيب هذه الطّريقة و الله أعلم .
و أمّا أنــــا فمنزلتي و معرفتي بقــدر نفسي تجعلني أقول لك , (ما لجرح بميّت إيلام) و أي علم أحمله أو أيّ مصلحة عظيمة ستفوت الأمّة بجرحي الذي ترهبي به ؟ فانتفى الموضوع اصلا من باب ( ليس لي ما أخاف عليه) و الله المستعان
و العــــالم السنّي يعرض النّصيحة و لا يــــعرض سيـــفـــــا فتنبّه لهذا بارك الله فيك
تنبيهـــات مهمّـــة :
ـ القصّة التي فيها قول أبي بكر رضي الله عنه ( امصص بظر اللّات ) في صلح الحديبية و ليس في فتح مكّة و هي في الصّحيح فلعلّه سهو من الأخ حفظه الله تعالى .
ـ اسم الشّيخ ( أبو عبد المعـــزّ محمّد علي فركـــوس) خلافا لما كرّره الأخ من تسميته بـ( ابن فركوس) .
ـ إدارة الشّيخ فركـــوس نفت تحذيره من المركز قديما لكنّها أشارت إلى موقفه منه و من شيخه مؤخّـــرا فلعلّ الأخ يراجع معلوماته و لينظر للمقال الأوّل أو لتعقيب الإدارة .
ـ لـــم أُشد بردّ الشّيخ عبيــد حفظه الله تعالى خلافا لما فهمه و زعمه الأخ , بل أنا أعتب عليه كلامه المحزن في كثير من مشايخ السنّة , انتهاءً بالشّيخ الفاضل علي الحلبي و من يعرفني يذكر أنّني اعترضت على ذلك حال ظهوره منذ أشهر .
ـ كلّ علمائنا نمشي معهم بميزان العلم و الدّليل , و هذا يشمل كلّ من ذكرهم الأخ في ردّه و من لم يذكرهم , نستصحب معنا قول الإمام مالك ( كلّ يؤخذ من قوله و يردّ..) .
ثمّة أمور كثيرة يمكن الاعتراض أو التّعقّب أو إيرادها أو الاستفسار بخصوصها من الأخ و لكنّ المقام ليس مناسبا و المصلحة غير متحقّقة , و الحمد لله الذي جعلنا إخوانا متناصحين لا أقرانا متناطحين و المؤمن مرآة أخيه , و أسأل الله تعالى أن يرفع عنّا هذا البلاء , مكرّرا الاعتذار للأخ الفاضل و شكره على ما أفاد به مع التّأكيد على أنّ هذه الأمور لا تفسد للودّ قضيّة و الحمد لله ربّ العالمين
(( و العصر إنّ الإنسان لفي خسر إلّا الذين آمنوا و عملوا الصّالحات و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصّبر)) ]
[/size]
[/SIZE]
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 05-21-2009, 04:08 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

الله يبارك فيك أخي الأستاذ الفاضل
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 05-23-2009, 10:27 PM
بلال بن حسن القبي بلال بن حسن القبي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 28
افتراضي

السلام عليكم

تنبيه اسم شيخنا
أبوعبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس القبي

وليس محمد بن علي بن بوزيد بن علي فركوس-فلينتبه-

اسال الله لكم التوفيق والسداد
__________________
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
رد مع اقتباس
  #30  
قديم 05-25-2009, 03:57 PM
أبوالخنساء أبوالخنساء غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 110
افتراضي

حفظ الله شيخنا الفاضل الشيخ فركوس وأمد الله في عمره ونفعنا الله بعلمه فهو شامة في جبين التاريخ وقد دخله من بابه الواسع كما قال الشيخ سالم الطويل في شيخنا الألباني أما أنت ياأباحذيفة فلايسع مثلي إلا أن يقول في مثلك : سلمت يمناك وسدد الله خطاك ووفق من يذب عليك وعلى أهل الإنصاف من أمثالك كما أحسب والله حسيبك وحفظ الله مشايخنا الأفاضل وسدد رميهم وأحياهم على كتابه وسنة نبيه إنه القادر على ذلك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.