أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
76808 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > منابر الأخوات - للنساء فقط > منبر الأخوات العام - للنساء فقط

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-14-2013, 12:39 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي أسئلة وأجوبة حول سيرة الإمام الألباني - يجيب عنها الشيخ عصام هادي

بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم خنفر مشاهدة المشاركة
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومَن والاه .

أما بعد :

فهذا لقاء كريم مع أخٍ كريم وشيخ فاضل ، هو الشيخ عصام هادي ؛ وقد لازم الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ في مكتبته لمدة خمس سنوات ؛ يعينه ويخدمه .

ولا شك في أن ملازمة كهذه وفي هذه المدة الطويلة : كفيلة بأن يُصيب أخونا الشيخ عصام كنزاً مِنْ حياة الشيخ وسيرتِه وعلاقاته مع تلاميذه وجيرانه وأهله ، وهمَّته في العلم والتأليف .

ولهذا قد ارتأيتُ ــ بعد الاتفاق مع الشيخ عصام ــ عقد هذا اللقاء معه ، متطلعين ــ مِن خلاله ــ إلى استخراج هذا الكنز المدفون والارتقاء به إلى التدوين ؛ ليكون لقاءً جامعاً لسيرة الشيخ وحياته ومواقفه ونوادره .

وسلكتُ في هذا اللقاء مسلك السؤال والجواب .

والأسئلة متاحة للجميع ، ونرجو مِن الإخوة التفاعل .

ونرجو مِن أستاذنا الفاضل الشيخ علي الحلبي المشاركة في الموضوع .

وجزاكم الله خيراً جميعاً .
نقلًا من هنـــا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-17-2013, 11:59 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

1- السؤال: باعتبار أن هذا اللقاء هو لقاء حصري لـ(منتديات كل السلفيين) الذي يشرف عليه أستاذنا فضيلة الشيخ علي الحلبي ، فسيكون السؤال الأول متعلقا بفضيلته ـ حفظه الله ــ ، فأقول :
أحسن الله إليك يا شيخ عصام .
يا حبذا لو تذكر لنا شيئًا مِما سمعته مِن ثَنَاءِ الشَّيْخِ الألباني ـ رحمه الله ـ على أستاذنا الفاضل الشيخ علي الحلبي .
الجواب:
نعم سأل بعض الإخوة شيخنا الألباني -رحمه الله- أيهما أعلم في الحديث: الشيخ علي الحلبي أم حسان عبد المنان؟ فقال شيخنا رحمه الله: سامحك الله
ألم تر أن السيف ينقُصُ قدرُه ... إذا قيل إن السيفَ أمضى من العَصا. من هنـا

2- السؤال: السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على هذه المبادرة الطيبة ..
أما أنا فسؤالي للشيخ عصام وفقه الله هو :
هل رأيت الشيخ الألباني رحمه الله في هذه الخمس سنوات داخل المكتبة وهو يعمل في تحقيقاته أو غيرها يلبس سروالا (العروبي الواسع جدا) فقط دون القميص الطويل ، وشكرا .
الجواب:
نعم كان شيخنا ـ رحمه الله ـ في الصيف يجلس معنا حاسر الرأس ومن غير قميص (الدشداش) يعني في السروال الواسع ، وكان يلبس الفانيلا (البلوزة الداخلية ذات نصف الكم) .
وهنا فائدة ، وهي أن شيخنا ـ رحمه الله ـ وضع لسرواله بطانة من الداخل حتى لا يشف السروال من شدة حرصه وديانته ، ولقد زرت بعض محدثي زماننا في مكتب تحقيقه ، وكان يفعل الشيء نفسه ، لكنه ـ هداه الله ـ كان سرواله يصف ويشف ، فعرفت قدر شيخنا ولزومه السنة تحقيقاً وعملاً واتباعاً. من هنـا

3- السؤال: أحسن الله إليكم .
مِن خلال ملازمَتِك للشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ هل ثمة كتب غريبة ونادرة يستعين بها الشيخ ؛ خلافا للكتب المعروفة ــ سواء في التخريج أو التراجم أو ضبط الرواة أو غيرها من العلوم ــ ؟
الجواب:
نعم ، كان يستخدم (تاج العروس) للزبيدي في ضبط الرواة ، وأيضاً لمعرفة من هم وخصوصاً المتأخرين منهم .
وبعض الناس يعتقد أن تاج العروس لا يحتاجه إلا اللغوي فقط ، وهذا خطأ .
ومن الكتب كذلك : معجم البلدان. من هنـا

4- السؤال: لو تذكر لنا بعض المواقف مِن تعامل الشيخ ــ رحمه الله ــ مع أبنائه ــ بارك الله فيكم ــ .
الجواب:
كان شيخنا رحمه الله يسمح بالاتصال به للسؤال في أي وقت ، ثم لما كثر السائلون وضع من باب الترتيب وتنظيم وقته الأسئلة بعد العشاء مدة ساعتين .
وبعد أيام من هذا الترتيب اتصلت به إحدى بناته في الصباح ، فسألت سؤالا ، ثم بعد ساعات اتصلت ، ثم اتصلت ، فقال لها شيخنا : (والله أنا شايف أن أسئلتك يا أم.... قد كثرت) ، فقالت: (والله النساء يتصلن بي أن أسألك لأنك لا ترد على الأسئلة إلا بعد العشاء) ، فقال لها شيخنا ــ رحمه الله ــ : (وأنتِ إذن بعد العشاء!!) .
كان الشيخ ــ رحمه الله ــ كسائر الاباء ، يخص أبناءه بالرحمة والعطف عليهم ، وتفقد أحوالهم.
ومن المواقف الألبانية التي قد لا تجدها إلا له : أنه كان لا يتكلف أبداً في معاملة أي شخص ، بل لا يعرف المجاملات الكاذبة التي انتشرت في أهل زماننا ، فانظر مثلاً :
كنا عنده بين المغرب والعشاء ، فدخل وَلده محمد قادماً من السفر ، فقام إليه ، فسلم عليه ، وهنأه بالسلامة ، ثم قال له : (تفضل) ، ثم استمر في درسه معنا ، وأخبرنا بأنه ولد في المدينة وأن الشيخ نفسه رحمه الله كان قابلته . من هنـا

5- السؤال: هل صحيح أنّ الألبانيَ أكمل قراءة كتاب و هو على أدراج سلّم المكتبة؟
الجواب:
لقد أشاع بعض الإخوة أن شيخنا ــ رحمه الله ــ قرأ كتابا أو كان يقرأ الكتب وهو واقف على السلم .
وهذا غير صحيح ؛ بل ما الفائدة من قراءة كتاب على سلم ؟!
فهذا لا يفعله من هو دون الإمام الألباني ، فكيف بشيخنا رحمه الله ؟!
كن أصل هذه العبارة المحرفة أن شيخنا ــ رحمه الله ،ــ لما كان يبحث عن الورقة الضائعة من كتاب (ذم الملاهي) لابن أبي الدنيا ، ومر على مخطوطات الظاهرية وهو يستعرض أوراقها ؛ كانت مخطوطات وأوراق في رف مرتفع ، فكان شيخنا ــ رحمه الله ــ يضع السلم ، ويمر على هذه المخطوطات وهو عليه .
وقد أشار شيخنا نفسه ــ رحمه الله ــ إلى هذا ، فقال في قصة الورقة الضائعة: (فقد أتى عليّ من أيام كنت أضطر فيها إلى أن أنصب السلم، فأرقى عليه ساعات في دراستها في موضعها دراسة سريعة ، فإذا اخترت شيئا منها لدراستها دراسة فحص وتدقيق ؛ طلبت من الموظف المختص أن ينزلها ويأتي بها إلى المنضدة ). من هنـا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-19-2013, 02:34 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

بإمكان الأخوات طرح ما يرغبن من أسئلة في هذه الصفحة .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-23-2013, 10:34 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

6- السؤال: هل صحيح أنّ الألبانيَ ، طلب من أحدهم أن يصلح له باب المكتبة ، حتّى يربح في عدد الخطوات التي يستغرقها عند الدخول؟
الجواب:
بعد رغبة شيخنا ـ رحمه الله ـ في عمل توسعة للمكتبه القديمة وإضافة غرفة لها : أراد أن يصنع باباً بين المكتبة والصالة ، فطلب شيخنا ـ رحمه الله ــ من ابن أخيه جعفر أن يصنع الباب ، فلما أراد أن يصنعه بطريقة يفتح إلى المكتبة قال له شيخنا : (لماذا تريد أن تقلب الباب هكذا؟) فقال ابن أخيه : (أفضل) ، فقال له شيخنا : (وما الدليل؟) فسكت جعفر ، وعمل الباب كما أشار شيخنا ــ رحمه الله ــ .
وبعد سفر الأخ جعفر ورجوعه مرة أخرى إلى دار شيخنا طلب شيخنا ــ رحمه الله ــ من ابن أخيه أن يعيد قلب الباب ، فقال له جعفر : (أنا قلت لك من قبل أن أعمله بهذه الطريقة لكنك لم تقبل) ، فقال له شيخنا ــ رحمه الله ــ : (أنا طالبتك بالدليل فسكتّ) ، فقال له جعفر: (وما الدليل الآن في قلب الباب؟) ، فقال شيخنا ــ رحمه الله ــ: (الدليل أن الباب إذا كان يفتح لداخل المكتبه فإن مَن بداخل المكتبة يكشفُ من بداخل الصالة والغرف المطلة عليها ، بينما إذا فتح إلى الصالة فإن مَن في المكتبة لا يكشف من بداخل الصالة). من هنـا

7- السؤال: جزاكم الله تعالى خيرًا
هل قصّ عليكم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى رؤيا لم تحدثوا بها ؟
كيف كانت تلاوة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى للقرآن العظيم وكم كان يخصص من الوقت للتلاوة ؟
الجواب:
قلت يوماً لشيخنا ــ رحمه الله ــ : سمعت قصة عجيبة ، فأحب أن أسمعها منك (فقال الأخ محمد الخطيب: عصام يريد السند العالي!!) ، فضحك شيخنا ، ثم قصها علي ، فقال :
(اشتكت عيني ، فطلب مني الطبيب أن أستريح وأن أتوقف عن الكتابة والقراءة لفترة مِن الوقت ، فقلت : حتى لا يضيع الوقت أعطي بعض إخواننا مخطوطة صغيرة ينسخها لي ، فما إن ينتهي حتى أكون قد استرحت ، وفعلاً قام الأخ بنسخها ، وكنت أطلع على ما ينسخ ؛ معللاً نفسي بأن هذه لا تؤثر وليست قراءة تتعب العين ، فأتيت على كلمةٍ ما فهمتها ، ولم أستطع قراءتها ، فرجعت إلى المخطوط ، وإذا بالأخ قد رسمها كما في المخطوط – وكان خطاطاً – ، فأخذت أقلب النظر فيها وأفكر لعلي أهتدي لقراءتها ، فما اهتديت ، وشغلت فكري ، فلما حل المساء ونمت استيقظت من منام وأنا أقول : (فرداً فرداً ، فرداً فرداً) ، فما دريت هذا المنام أيش ؟! فقلت : يا ناصر ، اكتب ما حدث حتى لا أنسى المنام وفي الصباح أنظر فيه ، وفعلاً في الصباح أخذت أفكر ، ثم قلتُ : لعل له علاقة بالكلمة ، فأحضرتُ المخطوطة وأخذت أنظر في الكلمة وأردد الكلمة التي قلت حتى اهتديت إلى حل الإشكال ، فكلمة المخطوطة عبارة عن كلمتين دمجهما الناسخ ، ففصلتهما ، فقرأت الكلمة ، هذه القصة التي تنشد عنها ، لكن لا تقل : حدثني قلبي عن ربي) ، ثم ضحك الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة -.
وأما تلاوة شيخنا ــ رحمه الله ــ فهي تلاوة متقنة ؛ فقد قرأ القرآن على والده ــ رحمه الله ــ ، وكان شيخنا رحمه الله يتقن التجويد ؛ بل كنت أذهب أصلي معه صلاة الفجر ومعنا الأخ أحمد مصلح حفظه الله في مسجد في ضاحية النزهة ، وكان إمامه يومئذ الأخ الشيخ وضاح خريم ، وهو من حفظة كتاب الله والمتقنين ، فكان شيخنا رحمه الله يفتح عليه ، ومرة أخذه على جنب وسارره في أمر ، فلما ركبنا السيارة قلت له: (شيخنا ، إذا لم يكن ما ساررت به الإمام موضوعاً خاصاً فأحب أن أستفيد) ، فقال شيخنا رحمه الله : (نصحتُه في بعض الحروف في تلاوته) ، فقلتُ له : (جزاك الله خيرا).
طبعاً هذا الكلام في سنة 1988 أو قبلها أو بعدها بعام وأما اليوم فالأخ الشيخ وضاح مِن المتقنين في القراءة. من هنـا

8- السؤال: جزى الله الشيخ عصام هادي خير الجزاء
أحببت أن أسأل:- من هو أحب طالب إلى قلب الشيخ الألباني من طلابه؟
الجواب:
كان شيخنا ـ رحمه الله ــ يحب تلامذته جميعاً ، وخصوصاً المقربين منهم ، حيث كان يعدهم أصحابه وإخوانه ، لذلك لما سألني بعضهم : (هل الشيخ علي الحلبي من تلاميذ الألباني ?) ، قلت له: (تلاميذ الألباني قد ملأوا السهل والجبل ، أما شيخنا علي الحلبي فهو من أصحاب شيخنا الألباني) .
أقول : وقد كنت بفضل الله من هؤلاء الأصحاب الذين كان شيخنا ــ رحمه الله ــ يخصهم بما لا يخص غيرهم من طلابه ، وقد كان يُخيّل إلى كل أحد منا أنه أحب وأقرب الأصحاب والإخوان إلى قلب الشيخ ــ رحمه الله ــ ، وكل واحد منا (أعني الأصحاب) يكره أن يتحدث عن نفسه، ولما يسألني الإخوة عن قربي من شيخنا ومعاملته لي أقول: (سلوا الشيخ أبا ليلى الأثري حفظه الله). من هنـا

9- السؤال: شيخ عصام حفظكم الله وبارك فيكم
هل من رؤى رآها الشيخ فقصها عليكم ؟
وهل من رؤى رأيتموها للشيخ ؟
ومن يشبه الشيخ في علمه وسمته وشدته في الحق وتحريه له من بعده من تلامذته أو من غيرهم ؟ وجزاكم الله خيرا...
الجواب:
رأيت شيخنا ــ رحمه الله ــ في عدة رؤى ، منها :
أنني نمت ما بين الظهر والعصر ، فرأيت منادياً ينادي ويقول : مات الإمام ابن باز ــ رحمه الله ــ ، ثم انتقل المشهد ، فرأيت شيخنا الألباني يقود سيارته فيرجع بها ويتقدم ليركنها في الموقف ، فوقع في نفسي أن الألباني على إثره ، فلما استيقظتُ من النوم أخبرتني زوجتي بأن الإمام ابن باز توفي ، فقلتُ لها : وشيخنا على إثره ، فكان بينهما قريب من ستة أشهر ــ رحمهما الله ــ. من هنـا

10- السؤال: لو ذكرتم لنا ما عملتم من أعمال مع الشيخ الألباني رحمه الله؟ وبالنسبة لتراجعاته هل أفردتم له كتابا؟
الجواب:
عملت له عدة أعمال رحمه الله منها:
* نسخ مشروعه (تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان) ؛ حيث وضع شيخنا ــ رحمه الله ــ طريقة الترتيب وبعض المتطلبات للعمل ؛ كوضع خانة في طبقة الراوي ووضع ما قاله ابن حبان فيه ــ ونحو ذلك ــ ، ثم قمتُ بِنسخه كله كما يريد شيخنا ، ثم طلب مني قراءة (تهذيب التهذيب) ، فأي راو وثقه غير ابن حبان أكتب اسمه على ورقة ، ثم أكتب مَن وثقه ، ثم أضعها أمام شيخنا ، وفي وقت فراغه يمر على هؤلاء الرواة ويعلق عليهم ، وكذا مراجعة (الجرح والتعديل) و (التاريخ الكبير) للبخاري.
* فهرست له (معجم الطبراني الأوسط) ؛ حيث أذكر كل شيخ من شيوخ الطبراني مُرتبين على المعجم ، ثم من أي جزء وصفحة يبدأ حديثه وينتهي ، ثم رتبت أحاديثه على حروف المعجم ، ثم رتبت مسانيد الصحابة على المواضيع مستفيدا من فهرس عمله شيخنا ــ رحمه الله ــ بنفسه على (الطبراني الأوسط) ، لكن على النسخة المخطوطة واستفدت من هذا المشروع استدراك بعض الأحاديث الساقطة من نسخ الطبراني المطبوعة.
* فهرست له (تاريخ ابن عساكر) حتى المجلد أربعين، ولم أتم الفهرسه بسبب دخول الشيخ المشفى عدة مرات وتتابع المرض عليه ، وكان شيخنا ــ رحمه الله ــ يرجع لهذا الفهرس في مشروعه الذي قبض وهو بين يديه وهو (تهذيب صحيح الجامع الصغير) والاستدراك عليه ، فإذا لم يجد اتصل شيخنا بالأخ الفاضل حازم خنفر ، وطلب منه مكان الحديث في (تاريخ ابن عساكر) بواسطة الكمبيوتر ، وكان شيخنا الحلبي قد أعطى رقم الشيخ حازم لشيخنا ــ رحمه الله ــ.
* مراجعة صف الكتاب ومقابلته مع مخطوط شيخنا عند تجهيزه للطباعة.
* مراجعة كتب شيخنا ــ رحمه الله ــ قبل طبعها وتقديم الملاحظات لشيخنا ــ رحمه الله ــ ؛ منها (الصحيحة) الخامس والسادس والسابع ، ومنها (الأدب المفرد) الطبعة الثانية ، ومنها (الرد المفحم) و(صحيح الترغيب والترهيب) و(صحيح موارد الظمآن).
أقول : وكانت هذه الكتب أيضا تمر على شيخنا الحلبي ــ وغيره من طلاب شيخنا ، وكل يقيد ملاحظاته لشيخنا ــ رحمه الله ــ.
هذه أهم الأعمال التي قمت بها.
وأما بالنسبة لتراجعاته فقد أفردت لها كتابا ، وما زال مخطوطا ، وحسبك أن تراجعاته فقط في (صحيح الجامع) زادت عندي عن المئتين ، وكنت قد نشرت منها في مقدمة (السراج المنير) مئة وخمسين حديثا. من هنـا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-23-2013, 11:54 PM
أم عبد الرحمن أم عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 73
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك خيرا
هل كان الشيخ الالباني رحمه الله يدرس بناته في المدارس النظامية ؟؟
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-24-2013, 12:07 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

أُضيف سؤالك للموضوع -أختي أم عبد الرحمن-، وهو سؤال جيد ؛ فجزاك الله خيرًا .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-30-2013, 11:22 PM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

11- السؤال: سمعت الشيخ المأربي يقول أن الشيخ كان يقود سيارة جديدة ونسي (ماركة) السيارة, فهل تتذكرها يا شيخ؟
وهذا السؤال كان يراودني مذ أن كان سني سبعة عشر سنة و ها أنا قد شارفت على الثلاثين ولازال السؤال قائما في ذهني.
الجواب:
لما استقر شيخنا ــ رحمه الله ــ في الأردن اشترى سيارة مستعمله (فوكس فايجن استيشن) ، وبقيت عنده حتى آخر الثمانينيات ، ثم اشترى أول التسعين السيارة الحديثة التي ذكرت ، وهي (تويوتا موديل كراون أو كارولا) ، فأنا لم أكن أعرف بأنواع السيارت ، والأعلم مني فيها الشيخ محمد الخطيب ؛ فقد كان يسوقها كثيرا .
أما كونها (تويوتا) فهذا قطعا ، والذي يغلب على ظني أنها من فئة كراون ، وكان لونها (شمباني) يعني : الذهبي في بعض البلاد . من هنـا

12- السؤال: ماهو برنامج الشيخ اليومي؟وكم الوقت الذي كان يقضيه في المكتبه يوميًا؟
الجواب:
كنت آتي الشيخ عقب صلاة الفجر بخمس أو عشر دقائق ، فأجد شيخنا - رحمه الله- مستمراً في الكتابة ، فأجلس معه ، ثم في الساعة السابعة صباحاً يذهب إلى الراحة لمدة ساعتين ، وأحياناً يذهب الساعة الثامنة ، وأحياناً التاسعة حسب التوقيت صيفاً وشتاء ، وأحياناً يصلي الفجر وينام حسب حاجته - رحمه الله - .
المهم أنه كان فترة الصباح ينام ساعتين ، ثم يستمر في العمل دون كلل أو انقطاع إلا لحاجة ، وكنت أبقى أنا إلى صلاة الظهر ، فسألت عن وقت الشيخ بعد ، فقيل لي بأنه يستمر في العمل ، وأحياناً ينام بعد العصر ، ثم يستمر في العلم إلى منتصف الليل .
هذا غالباً ، وإلا فإذا احتاج إلى النوم نام ، فمرة كان عنده مجلس بعد العشاء ، فجئته بعد المغرب ، فقال : (أنا متعب ، وأحتاج إلى النوم قليلاً) ، فنام ، ثم اسيقظ قبل العشاء ، وذهبنا ، فصلينا في الطريق.
وكان رحمه الله يجيب على أسئلة الهاتف بعد العشاء مدة ساعتين يومياً ــ رحمه الله ــ. من هنـا

13- السؤال: شيخنا :هل من نصيحة نصحها لكم الشيخ وانتفعت بها وتكون لنا ايضا مسلكا.
الجواب:
كان شيخنا ــ رحمه الله ــ يكثر من توجيه النصائح لي ؛ سواء ما كان منها في الخط العلمي أو الحياتي والاجتماعي .
فكان ــ رحمه الله ــ قد حضر لي بعضَ خطب الجمعة والعيد ، فأثنى علي ــ رحمه الله ــ أمام الإخوة، فإذا ذهبتُ إلى بيته وخلوت به وجَّه لي بعض النصائح والتي لا غنى للخطيب وطالب العلم عنها ، فاستفدت كثيرا منها .
وقد حضر لي خطبة عن مناسك الحج ، فأثنى عليّ ــ رحمه الله ــ ، ولما سأله الشيخ أبو ليلى الأثري بأنه قد فقدناك اليوم (يعني في مسجد خالنا أبي مالك شافاه الله وعافاه) ، قال له شيخنا: (صليتُ عند عصام) ، فقال له أبو ليلى : (كيف وجدته ؟) ، قال شيخنا : (كأني هو) أو قال : (كأنه أنا) ــ نسيت العبارة الآن ــ ، ولما ذهبت في المساء إليه وكان قد زاره بعض طلبة العلم ، فلما انفض المجلس وأردت أن أستأذن مع الإخوة أمسك بيدي وأجلسني ، ثم قال : (أريدك) ، فلما خرج الإخوة قال لي:
(السنة ثقيلة على الناس فلا نزدها ثقلاً ، ابدأ مع الناس سِن سِن ، ولا تلقي بالحق دفعة واحدة) .
وأما في النواحي العلمية فكان ــ رحمه الله ــ يقول لي: لا تعتمد على أحكام (تقريب التهذيب) كأنها مسلمة ؛ بل ابحث وراجع كتب التراجم ؛ بل لا تقتصر على (التهذيب) نفسه .
ثم أفادني بأنه في ترجمة محمود بن آدم المروزي في (التهذيب) لو رجعت لها لا تقف على توثيق إلا توثيق ابن حبان ، مع أنك لو رجعت إلى (الجرح والتعديل) لوقفتَ على توثيق أبي حاتم وأبي زرعة له .
وأوصاني ــ رحمه الله ــ إذا ترددتُ في أمرين فلا أتعجل ؛ بل أترك الأمر حتى أنام ، ثم في الصباح أعيد التفكير فيهما ثم أختار .
ومرة قال لي: (هل تجلسون في البيت في غرفة المعيشة وتكون جميع الغرف مضاءة؟) ، قلت: (نعم) ، فقال لي : (لو قال لك أبوك : أطفئ الأضواء إلا في الغرفة التي أنتم فيها لقلتم : والدنا بخيل ، لكن ما الفائدة أن تشعلوا جميع الأضواء؟ لا فائدة ، لكن أنتم مع الأسف لم تعيشوا حياتنا والفقر الذي كنا فيه والحاجة التي قاسى الآباء فيها ، هل تعلم بأن والدي كان يشتري لي الصندل أو الحذاء بعد كد وتعب شديد ، وكان المطلوب أن أحافظ عليه السَّنَة كلها لأنه إذا تلف ليس معه نقود ليشتري آخر ، فكنت ألبسُ الحذاء في الشتاء ، فإذا جئنا على بِركة ماء نزعنا أحذيتنا وخضنا في الماء بأرجل حافية ؛ مخافة أن يتلف الماءُ الحذاء ؛ فهذه الحياة أنتم ما عشتموها ، فلذلك لا تعرفون قدر القرش وتعب الأب في تحصيله).
وهناك أشياء أخرى لعلها تأتي في أسئلة الإخوة. من هنـا

14- السؤال: من هو الامام الألباني بالنسبة لك, وكيف تلقيت خبر وفاته ؟
وهنيئا لك بتلك المصاحبة التي هي فعلا "فرصة العمر".
الجواب:
كان لي ــ رحمه الله ــ بمثابة الأب والوالد ، فكان رحمه الله يتفقدنا ويسأل عن أحوالنا ويتتبع أخبارنا ، حتى إني أذكر مرة أني ذهبتُ إلى الأحوال المدنية في تجديد جواز السفر ولم تكن يومها الجوالات بل الهاتف الأرضي ، فاتصل شيخنا ــ رحمه الله ــ فردت عليه والدتي ، فسأل عني ، فأخبرَته بأني قد ذهبت إلى الأحوال المدنية ، فقال لها : (خيراً إن شاء الله ، هل يريد السفر ، أو يحتاج شيئاً ؟) ، فقالت له : (لا ، فقط يريد تجديده ليكون ساري المفعول) ، فقال لها : (إذا جاء قولي له ناصر الدين الألباني كلمك) ــ هكذا بدون لفظة شيخ ــ .
فلما عدتُ قالت لي والدتي : (اتصل بك ناصر الدين الألباني ولم يقل الشيخ ، واتصل صاحبك فلان ، فقال : قولي له : الشيخ فلان حكى معك) .
فتعجبت أمي العامية مِن كون إمام الشام يذكر اسمه بدون لقب ، وهذا الطالب الصغير في علمه وسنه يقول الشيخ !!!!
أقول : فشيخنا ــ رحمه الله ــ كان باراً بنا ، يحرص على نفعنا وتعليمنا كل ما نحتاج في ديننا ودنيانا .
وأما خبر وفاته فكان في يوم سفري إلى إسبانيا حيث سافرت من عمان ظهراً وكان وصولي إلى مدريد مساء ، وبينما أنا في المصعد مع أخ سوري يوصلني إلى غرفتي إذ به يقول لي بأنه قد سمع بأن الشيخ الألباني قد توفي ، فوالله الذي لا إله إلا هو أحسست بأن الأرض تدور بي وما شعرت إلا بالدموع تنزل من عيني وشعرت بأن قلبي قد خرج من صدري ، فحزنت حزنا شديداً وما نزل جوفي تلك الليلة طعام قط مع حاجتي إليه، وأنا أقلب الفكر في تلك المواقف والمشاهد التي كنت معه فيها وأبكي على تلك الساعات والأيام التي قضيتها بعيداً عنه غافلاً لاهياً متذكرا كلمة شيخنا أحمد السالك ــ رحمه الله ــ حينما كان يقول لي : (المعاصرة حرمان ؛ فهؤلاء لا يعرفون قدر الألباني فإذا مات عرفوا قدره) .
ولقد صلى الإخوة من محبي الشيخ عليه صلاة الغائب في اليوم الثاني في المسجد الكبير في مدريد مع أن هذه الصورة لم يكن يرتضيها شيخنا ــ رحمه الله ــ.
وهؤلاء الإخوة لهم معه ذكريات فقد زارهم في صحبة شيخنا الأستاذ زهير الشاويش ــ شافاه الله وعافاه ــ في أول السبعينيات وإن فسح الوقت أذكر شيئاً منها. من هنـا

15- السؤال: أحسن الله إليكم و نفع الله بكم يا شيخ عصام؛ ما أحب الكتب إلى الشيخ الألباني-بعد كتاب الله- التي هو أكثر منه قراءة؟
الجواب:
كتاب شيخنا المحبب هو : (صحيح مسلم) ، وقد سمعته يقول ذلك حتى فرح لكونه كان معه في السجن ، واختصره هناك ، ولكن هذا المختصر النفيس فقد مِن عند شيخنا ، ونقل بعض الإخوة لشيخنا ــ رحمه الله ــ أنه سمع من فلان أن هذا المختصر عنده ولا يريد أن يعطيه لشيخنا نكاية به ، فقال شيخنا معلقاً على قول الأخ: (الله أعلم).
قلت: وكذلك (صحيح الجامع الصغير) مِن الكتب المحببة إلى شيخنا ؛ بل هو الكتاب الذي عكف عليه في آخر سنة من حياته بعدما هجمت عليه الأمراض ، وأعجزته ، فبدأ شيخنا ــ رحمه الله ــ بتهذيبه والاستدراك عليه ، وكان يقول : (هذا مشروع أملاه علي عجزي ومرضي) ، فكنا نقول: (هذا مشروع لا ينهض به شباب اليوم).
وللفائدة : فقد بدأت ــ بحمد الله ــ بتهذيب (صحيح الجامع) والاستدراك عليه حسب خطة شيخنا ــ رحمه الله ــ ، لكن شتان ما بين الثرى والثرية. من هنـا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-08-2013, 10:04 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

16- السؤال: كيف كانت عناية الشيخ -رحمه الله تعالى- بتحصيل العلم لنفسه بعيدًا عن أعماله العلمية؟
الجواب:
أما عناية شيخنا -رحمه الله- بالعلم بعيداً عن مشاريعه فهذا جوابه يطول ، لكن حسبك ــ أخي الكريم ــ أن إمامنا الألباني ــ رحمه الله ــ لم يكن يعرف ضياع الوقت أبداً، فكان ــ رحمه الله ــ إذا أقعده المرض عن العمل يمسك كتاباً فيقرأ به، فإن لم يمكنه ذلك جعل بعض من حوله يقرأ له ، وقد قرأتُ عليه عدة أشياء ــ رحمه الله ــ تتعلق بالرقائق ، فكان يبكي ــ رحمه الله ــ ، وإذا كانت مسائل علمية أشار إليّ منبهاً على بعض الأشياء .

وأذكر مرة أن أخاً جاء ، فحجمه في ركبتيه ، فأجلسني بجانبه أقرأ عليه ترجمة عبد الله بن عمر من (سير أعلام النبلاء)، وكان إذا جاء عامل ليعمل في البيت واضطر أن يقف معه نضع له الكرسي ويحمل كتاباً فيقرأ وهو ينظر إليه من فترة إلى أخرى ، حتى من الطرائف أنه جاء ببناء يبني سوراً من لبن ، فلما وضع الصف الثالث قال له الشيخ : (هناك ميلان في السور قليلا) ، فقال البناء: (لا ألحظه) ، فقال له شيخنا ــ رحمه الله ــ : (ضع ميزانك) ، فوضعه ، فقال الرجل : (الميلان بسيط ، يُعدّله (بِزبطه) القصّير) ، فقال له شيخنا ــ رحمه الله ــ (والقصّير يقول لي : (بزبطه) الدهّين ، ليش ما أنت تتقن عملك وما لك وللآخرين ؟!) ، وأمره بنقض الصف كله وتصليحه على الميزان.

وكان ــ رحمه الله ــ قد طلب مني أثناء عملي على (ابن حبان) و(تاريخ ابن عساكر) إذا مررت بفائدة أن أقرأها عليه ، فلما قرأتُ في (ثقات ابن حبان) ترجمة أبي قلابة في أول المجلد الخامس ، ذكر فيها قصة عجيبة في صبره ، فلما قرأتُها عليه ، فما كدت أنهي كلماتي وأرفع رأسي وإذ بإمامنا يبكي وقد أجهشه البكاء حتى رفع صوته فيه ، ثم قام ، فدخل إلى حجرته ، وبعد دقائق عاد ، فسلم بصوت فيه نحيب ، ثم جلس ، وتابع عمله ، ومن باب الفائدة أذكر هذه القصة :

قال ابن حبان (5/3): ((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : خَرَجْتُ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مُرَابِطًا ، وَكَانَ رَابِطُنَا يَوْمَئِذٍ عَرِيشَ مِصْرَ ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى السَّاحِلِ ، فَإِذَا أَنَا بِبَطِيحَةٍ ، وَفِي الْبَطِيحَةِ خيمة فِيهَا رجل قد ذهب يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَثقل سَمعه وبصره ، وَمَا لَهُ من جارحة تَنْفَعهُ إِلَّا لِسَانه ، وَهُوَ يَقُولُ : (اللَّهُمَّ أَوْزِعْنِي أَن أحمدك حمدا أكافىء بِهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَفَضَّلْتَنِي على كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْتَ تَفْضِيلا) ، قَالَ الأَوْزَاعِيُّ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قُلْتُ : وَاللَّهِ لآتِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ وَلأَسْأَلَنَّهُ أَنَّى لَهُ هَذَا الْكَلامُ ، فَهْمٌ أم عِلْمٌ أم إِلْهَامٌ أُلْهِمَ ؟ فَأَتَيْتُ الرَّجُلَ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : سَمِعْتُكَ وَأَنْتَ تَقُولُ : (اللَّهُمَّ أَوْزِعْنِي أَنْ أحمدك حمدا أكافىء بِهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَفَضَّلْتَنِي على كَثِيرٍ من خَلَقْتَ تَفْضِيلا) ، فَأَيُّ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ تَحْمَدُهُ عَلَيْهَا ؟ وَأَيُّ فَضِيلَةٍ تَفَضَّلَ بِهَا عَلَيْكَ تَشْكُرُهُ عَلَيْهَا ؟
قَالَ : وَمَا تَرَى مَا صَنَعَ رَبِّي ؟! وَاللَّهِ لَوْ أَرْسَلَ السَّمَاءَ عَلَيَّ نَارًا فَأَحْرَقَتْنِي وَأَمَرَ الْجِبَالَ فَدَمَّرَتْنِي وَأَمَرَ الْبِحَارَ فَغَرَّقَتْنِي وَأَمَرَ الأَرْضَ فَبَلَعَتْنِي مَا ازْدَدْتُ لِرَبِّي إِلا شُكْرًا لِمَا أَنْعَمَ عَلَيَّ مِنْ لِسَانِي هَذَا ، وَلَكِنْ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِذْ أَتَيْتَنِي لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ قَدْ تَرَانِي على أَيِّ حَالَةٍ أَنَا ، أَنَا لَسْتُ أَقْدِرُ لِنَفْسِي على ضُرٍّ وَلا نَفْعٍ ، وَلَقَدْ كَانَ مَعِيَ بُنَيٌّ لِي يَتَعَاهَدُنِي فِي وَقت صَلَاتي فيوضيني، وَإِذَا جُعْتُ أَطْعَمَنِي وَإِذَا عَطِشْتُ سَقَانِي ، وَلَقَدْ فَقَدْتُهُ مُنْذُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فَتَحَسَّسْهُ لِي رَحِمَكَ اللَّهُ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ مَا مَشَى خَلْقٌ فِي حَاجَةِ خَلْقٍ كَانَ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرًا مِمَّنْ يَمْشِي فِي حَاجَةِ مِثْلِكَ فَمَضَيْتُ فِي طَلَبِ الْغُلامِ ، فَمَا مَضَيْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ كُثْبَانٍ مِنَ الرَّمْلِ ، فَإِذَا أَنَا بِالْغُلامِ قَدِ افْتَرَسَهُ سَبُعٌ وَأَكَلَ لَحْمَهُ ، فَاسْتَرْجَعْتُ ، وَقُلْتُ : أَنَّى لِي وَجْهٌ رَقِيقٌ آتِيَ بِهِ الرَّجُلَ ، فَبَيْنَمَا أَنَا مُقْبِلٌ نَحْوَهُ إِذْ خَطَرَ على قَلْبِي ذِكْرُ أَيُّوبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ فَقَالَ : أَلَسْتَ بِصَاحِبِي ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : مَا فَعَلْتَ فِي حَاجَتِي ؟ فَقُلْتُ : أَنْتَ أَكْرَمُ على اللَّهِ أَمْ أَيُّوبُ النَّبِيُّ ؟ قَالَ : بَلْ أَيُّوبُ النَّبِيُّ ، قُلْتُ : هَلْ عَلِمْتَ مَا صَنَعَ بِهِ رَبُّهُ ؟ أَلَيْسَ قَدِ ابْتَلاهُ بِمَالِهِ وَآلِهِ وَوَلَدِهِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قُلْتُ : فَكَيْفَ وَجَدَهُ ؟ قَالَ : وَجَدَهُ صَابِرًا شَاكِرًا حَامِدًا ، قُلْتُ : ألَمْ يَرْضَ مِنْهُ ذَلِكَ حَتَّى أَوْحَشَ مِنْ أَقْرِبَائِهِ وَأَحِبَّائِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَكَيْفَ وَجَدَهُ رَبُّهُ ؟ قَالَ : وَجَدَهُ صَابِرًا شَاكِرًا حَامِدًا ، قُلْتُ : فَلَمْ يَرْضَ مِنْهُ بِذَلِكَ حَتَّى صَيَّرَهُ عَرَضًا لِمَارِّ الطَّرِيقِ هَلْ عَلِمْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَكَيْفَ وَجَدَهُ رَبُّهُ ؟ قَالَ : صَابِرًا شَاكِرًا حَامِدًا ، أَوْجِزْ ــ رَحِمَكَ اللَّهُ ــ ، قُلْتُ لَهُ : إِنَّ الْغُلامَ الَّذِي أَرْسَلْتَنِي فِي طَلَبِهِ وَجَدْتُهُ بَيْنَ كُثْبَانِ الرَّمْلِ وَقَدِ افْتَرَسَهُ سَبُعٌ فَأَكَلَ لَحْمَهُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ، فَقَالَ الْمُبْتَلَى : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَخْلُقْ مِنْ ذُرِّيَّتِي خَلْقًا يَعْصِيهِ فَيُعَذِّبَهُ بِالنَّارِ ، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ وَشَهَقَ شَهْقَةً فَمَاتَ ، فَقُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، عَظُمَتْ مُصِيبَتِي ، رَجُلٌ مِثْلُ هَذَا إِنْ تَرَكْتُهُ أَكَلَتْهُ السِّبَاعُ وَإِنْ قَعَدْتُ لَمْ أَقْدِرْ على ضُرٍّ وَلا نَفْعٍ فَسَجَّيْتُهُ بِشَمْلَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ وَقَعَدْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ بَاكِيًا ، فَبَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ تَهَجَّمَ عَلَيَّ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ ، فَقَالُوا : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا حَالُكَ وَمَا قِصَّتُكَ ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِمْ قِصَّتِي وَقِصَّتَهُ ، فَقَالُوا لِي : اكْشِفْ لَنَا عَنْ وَجْهِهِ ، فَعَسَى أَنْ نَعْرِفَهُ ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِهِ ، فَانْكَبَّ الْقَوْمُ عَلَيْهِ يُقَبِّلُونَ عَيْنَيْهِ مَرَّةً وَيَدَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُونَ بِأَبِي عَيْنٌ طَالَ مَا غَضَّتْ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَبِأَبِي وَجِسْمُهُ طَالَ مَا كُنْتَ سَاجِدًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ ؟ فَقَالُوا : هَذَا أَبُو قِلابَةَ الْجرْمِي صَاحب بن عَبَّاسٍ ، لَقَدْ كَانَ شَدِيدَ الْحُبِّ لِلَّهِ وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ بِأَثْوَابٍ كَانَتْ مَعَنَا وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ ، فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ وَانْصَرَفْتُ إِلَى رِبَاطِي ، فَلَمَّا أَنْ جَنَّ عَلَيَّ اللَّيْلُ وَضَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَعَلَيْهِ حُلَّتَانِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَهُوَ يَتْلُو الْوَحْيَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ فَقُلْتُ : أَلَسْتَ بِصَاحِبِي قَالَ بَلَى قُلْتُ أَنَّى لَكَ هَذَا ؟ قَالَ : إِنَّ للَّهِ دَرَجَاتٍ لَا تُنَالُ إِلا بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلاءِ وَالشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ مَعَ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ )). من هنـا

17- السؤال: حدّثنا عن موقف الشيخ من مخالفيه، ولو تشيرون إلى مواقف لمستم فيها: إنصاف الشيخ، ورحمته، وشفقته، وإحسانه الظن بالمسلمين، مع حمله الأمور على أحسن المحامل؛ فهذا ظنّنا بالشيخ -عليه رحمة الله-..
أثابكم الله..
الجواب:
كان شيخنا – رحمه الله – غاية في الإنصاف مع المخالف حيث كان يقف على كلام الخصم بنفسه ثم يتناوله بالرد وإليك شيئاً من ذلك:
قمت بكتابة رد على حسن السقاف وسميته : (( إعلام أهل الإنصاف بحقيقة السقاف )) وقبل طبع الكتاب أعطيته لشيخنا من أجل أن يقرأه ويبدي لي ملاحظاته على الكتاب ففعل - جزاه الله خيراً – .
أقول : وبينما كان شيخنا يقرأ الكتاب أتى على رد لي على الشيخ إسماعيل الأنصاري وحسن السقاف حيث نقل السقاف عن إسماعيل الأنصاري توهيم شيخنا في عزوه لحديث فرددت عليهما مبيناً صواب شيخنا وخطأهما فقال لي شيخنا : هل وقفت على كلام الأنصاري من كتابه ؟ فقلت : لا ، لأني بحثت عن الكتاب ولم أجده ، واكتفيت بنقل السقاف .
فقال شيخنا : لا يصلح هذا ، إما أن تقف على كلام الأنصاري بنفسك وتتأكد من كلامه ، وإما أن تحذف ذكر الأنصاري وتقتصر في ردك على السقاف .
أقول : فتأمل - رحمك الله - كيف أنصف شيخنا الأنصاريَّ رغم الخصومة التي بينهما وقارن هذا بما عليه بعض طلبة العلم اليوم. من هنـا

18- حدّثنا عن عناية الشيخ بـ(القرآن الكريم)، وهل كان يتعاهد حفظه؟ وكيف؟
الجواب:
أما عناية شيخنا ــ رحمه الله ــ بالحفظ فالذي رأيته منه شدة الذكاء مع التذكر الشديد ، وسرعة الاستحضار ، هذا ما لمسته من شيخنا رحمه الله مع قوله متواضعاً : (أنا نَسَّاء) .

وأما تعاهده لكتاب الله ؛ فحسبك سماع أشرطته واستحضاره للآيات من كتاب الله ، مع أنه لم يكن يحفظ القرآن كله ، لكنه كان يستحضره ، ولقد كان في محل الساعات في دمشق وهو يعمل ، يضع المصحف أمامه ، ويقرأ من كتاب الله في الأوقات التي لا يحتاج فيها إلى أن ينظر في الساعة التي يصلحها .

ولقد رأيته عدة مرات في رمضان بعد التراويح يقرأ بتلاوة حسنة متخشعة في بيته وهو ينتظر اتصال المستفتين.
وحسبك أنه كان يذهب مسافة بعيدة من داره في جبل الهملان في ماركا الجنوبية إلى ضاحية النزهة ليصلي خلف إمام كان يحب تلاوته للقرآن ، ومرة سمع عن شخص في مصلى المسلخ ، فذهب عدة مرات للصلاة خلفه.

ومرة سألني عن إمام متقن يخشع المرء خلفه في القيام ، فأخذته إلى مسجد بجوار بيتي يصلي فيه بعض إخواننا ، فلما صلى خلفه شيخنا رحمه الله ، وفرغ من صلاته قال لي : (إذا ركبنا السيارة ادع لي الإمام ، فلا أريد أن أكلمه أمام مصليه) ، فقلت للأخ : (اركب معنا السيارة فشيخنا يريدك في أمر) ، فلما ركب قال له شيخنا : (صلاتك طيبة ، وكذا تلاوتك الحسنة ، ما شاء الله ، لكن ما لك ولإطالة الدعاء ؟! فهذا ليس من هديه صلى الله عليه وسلم، فلو قصرت من دعائك. من هنـا

19- هل كان الشيخ الالباني رحمه الله بمجرد دخوله للمسجد يسلم على الناس؟
نرجو من الشيخ عصام أن يدقق في هذه المسألة هل بمجرد دخوله من الباب يسلم؟
الجواب:
لم يكن شيخنا رحمه الله يرى رفع الصوت بالسلام عند دخول المسجد لأن في هذا تشويشاً على المصلين وإنما كان يسلم على من حوله إذا قام في الصف. من هنـا

20- حفظ الله الشيخ عصام على ما تفضل به ووودي السؤال عن مسألة المتقدمين والمتأخرين وكنت سمعت قديما شريطا للعلامة الالباني فيه جواب سؤال عن هذا الموضوع وسؤالي:
هل للشيخ رحمه الله تفصيل أكثر في المسألة؟ وهل له في ذلك كتاب مستقل لم يطبع؟
وهل فهمتم من صنيعه أو له تصريح في هذه القضية أنها من قبيل البدع المحدثة في الدين أم هو اجتهاد علمي خاطئ؟

الجواب:
تكلم عليها شيخنا رحمه الله في أكثر من مجلس وخصوصاً في الأشرطة التي عند أخينا الشيخ أبي ليلى الأثري ولم تخرج بعد وليس لشيخنا رحمه الله فيها كتابا مستقلا وهي مسألة اجتهادية مرجوحة. من هنـا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-27-2013, 12:55 AM
أم زيد أم زيد غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 5,264
افتراضي

21- السؤال: حياكم الله
أشكر جزيل الشكر الأخ الفاضل حازم خنفر على هذه البادرة الفريدة والمنوعة
موضوع قيم بحق ..
وأشكر الشيخ الفاضل عصام على تجاوبه مع أسئلة الإخوة .
1 ـ هل كان الشيخ رحمه الله يستعين بالحاسوب على بعض ما لم يجده من تراجم أو طرق ؟
2 ـ في حالة إستشكال الشيخ شيئا لغويا أو طبيا أو أصوليا , هل كان يتصل على بعض المتخصصين ليسأل ؟
3 ـ على ماذا كانت تقتصر مساعدتكم له ؟
بارك الله فيكم.
الجواب:
لم يكن شيخنا رحمه الله يستعين بالحاسوب في أعماله وخصوصاً أن ثورة الكمبيوتر والبرامج ظهرت بعد وفاته وإن كانت قليلة قبل وفاته رحمه الله وكان شيخنا يقول الكمبيوتر يجعل طالب العلم بليداً لكن لا يعني هذا ذمه وتحريمه لمن يستعمل الكمبيوتر ، فقد ذكرتُ في مشاركة سابقة بأنه استعان بالشيخ حازم خنفر ــ وفقه الله ــ لاستخراج أحاديث من (تاريخ ابن عساكر) في آخر حياته.
وأما إذا استشكل شيئاً فكان يبادر إلى سؤال المختص ، فمثلاُ لما أراد أن يركب خزان ماء إبلاستيكي قلت له : (سمعت بأنه يسبب السرطان) ، فبادر شيخنا رحمه الله بالاتصال ببعض إخواننا الأطباء ، فأفاده بأنه لا دليل على ذلك ، فقام شيخنا ــ رحمه الله ــ بتركيبه ، وكذا كان يستشير ويسأل ، حتى كان ــ رحمه الله ــ يسألني عن بعض الأعشاب المسهلة لأنه يومها أصابه إمساك .
وأما النواحي اللغوية فكان رحمه الله إذا استكشل شيئاً يتصل بشيخنا أحمد السالك ــ رحمه الله ــ ، وكذا بشيخنا وخالنا أبي مالك محمد إبراهيم شقرة ، وكذا شيخنا علي الحلبي ؛ بل كان إذا لم يجد حديثا اتصل بعدد من الإخوة ليبحثوا عنه. كما في حديث حَدِيث أبي هُرَيْرَة: إِن غُلَاما كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل عَلَى جبل فَقَالَ لأمه: من خلق السَّمَاء؟ فَقَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الأَرْض؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الْجبَال؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الْغَيْم؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: إِنِّي لأسْمع لله شَأْنًا. ثمَّ رَمَى بِنَفسِهِ من الْجَبَل فتقطع"
رَوَاهُ ابْن حبَان.
فإن شيخنا رحمه الله بحث عنه فلم يجده عند ابن حبان لا في الصحيح ولا في (روضة العقلاء) ، ثم طلب مني البحث عنه ، ثم اتصل بالشيخ علي الحلبي ، فسأله عنه واتصل بغير واحد من إخواننا دون جدوى وقد أشار شيخنا إلى هذا ، فقال في (الضعيفة) (6502): ((ومن المصطلح عليه عند العلماء، أن إطلاق العزو لابن حبان إنما يعني: أنه في "صحيح ابن حبان". ولا أظن أنه فيه، وذلك، لأنه على شرط الهيثمي في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"، وليس فيه! فأنا بفضل الله تعالى من أعرف الناس بأحاديثه، فقد كنت وضعت له - منذ سنتين - فهرساً لأطرافه، بإعانة بعض الإخوة، ثم جعلته قسمين: "صحيح الموارد" و "ضعيف الموارد"، كما كنت جريت عليه في "السنن الأربعة" وغيرها وهما الآن تحت الطبع وقبل بضعة أشهر نُشر "صحيح الأدب المفرد" للبخاري و "ضعيف الأدب المفرد" له.
ولعلمي بأن الهيثمي قد فاته أحاديث كثيرة - هي على شرطه - لم يذكرها في "موارده"، واستدركت عليه في القسمين عشرات الأحاديث، ولذلك فقد افترضت أنه من المحتمل أن يكون هذا الحديث من تلك الأحاديث التي فاتته، فبحثت عنه في مظانه من أصل "الموارد"، ألا وهو "صحيح ابن حبان"، بواسطة ترتيبه المسمى بـ "الإحسان"، واستعنت على ذلك بفهارس طبعة المؤسسة منه، فلم أظفر به ، ثم افترضت أن الإطلاق المذكور غير مقصود من الحافظ العراقي فقلت: لعله يعني "ثقات ابن حبان"، فراجعت فهرس أحاديثه من وضع "حسين إبراهيم زهران"، فلم أظفر به ، ثم استمررت في البحث، فتتبعت أحاديث كتابه "المجروحون" حديثاً [حديثاً] دون جدوى، ثم قلبت صفحات كتابه "روضة العقلاء" صفحة صفحة عبثاً ، ثم قلت: لعل الصواب: (ابن حبان) .. بالمثناة التحتية، وهو: أبو الشيخ صاحب كتاب "العظمة"، ومع أن هذا احتمال بعيد، لكن الأمر كما قيل: الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر، فمررت بأحاديثه حديثاً [حديثاً] ، فرجعت بخُفَّي حُنين! فمن كان عنده علمٌ، فليتفضل به علينا، وجزاه الله خيراً)). من هنـا

22- السؤال: جزاك الله خيرا أخي الشيخ حازم ، وحفظ الله الشيخ عصام .. فالموضوع شيق وجميل ومفيد
( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )
لقد عرفنا بحمد الله تزكيات إمامنا الالباني لشيخنا علي الحلبي وهي كثيرة قوية ..
والسؤال : هل سمع الشيخ عصام تزكيات من إمامنا لغير الشيخ علي ؟
الجواب:
نعم أخي الفاضل ؛ سمعت شيخنا رحمه الله أثنى على عدد من الناس ؛ منهم مَن حفظه الله من الفتن وختم له وهو مستحق هذا الثناء فيما نحسب وحسابه على الله ، ومنهم من غير وبدل والله المسؤول أن يصلح أحوالنا ظاهراً وباطناً.

فسمعته أثنى على شيخنا أحمد السالك رحمه الله وقال فيه: (أفقه أهل الأردن) ، وقال مرة : (أشتري مجالسته بالذهب) ، قلتُ: وهو ممن لم يغيروا ولم يبدلوا رحمه الله .

وكذا سمعته أثنى على فضيلة المحدث أبي إسحاق الحويني حفظه الله .

وسمعته أثنى على سلمان العودة ، وقال: (أخشى أن يكون الرجل محسوداً) ، ثم لما انكشفت الأمور رد عليه شيخنا في غير ما موضع ؛ بل هناك شريط ناقش فيه بعض أقواله .

وكذا سمعته أثنى على عبد الله بن يوسف الجديع في علم الحديث ، وتعلمون اليوم حاله بعد دخوله مجلس الإفتاء الأوروبي.

أقول: فالذي يقدم طالب العلم حقاً إنما هو علمه واستقامته على الكتاب والسنة. من هنـا

23- السؤال: بارك الله فيكم
شيخنا عصام هادي وفقك الله تعالى :
كيف كان حرص شيخكـ ؛على جمع كلمة المسلمين ؛و معاملته لطلبة العلم ،ومن تذكر ممن زاره من الجزائر وما هي أهم المواقف التي وقفها الشيخ تجاه المناهج المخالفة ..
لو تذكر لنا موقفه من حرب الخليج،وكيف ثبت على ذاك الموقف الشجاع ـ وهل صحيح ـ تراجع الشيخ عن ذلك كما يشاع من بعض الناس..
علاقته بالشيخين ابن باز وابن عثيمين
مراسلاته مع طلبته وأهل العلم في كل مكان من العالم...
الجواب:
أما حرص شيخنا رحمه الله على وحدة المسلمين وجمع كلمتهم فهذا طافح في كتب الشيخ وأشرطته ؛ بل وضع المنهج والقواعد التي ينبغي جمع كلمة المسلمين عليها .

وأما من زاره من أهل الجزائر : فزاره الشيخ علي بالحاج ، وشريط المجلس قد آذن فجره بالبزوغ قريباً ، فهو من الأشرطة التي عند أخينا أبي ليلى ، وسوف ينشره قريباً ، وقدم لهذا الشريط فضيلة شيخنا علي الحلبي حفظه الله.

وممن زاره : إمام مسجد في فرنسا ، جزائري اسمه عبد القادر (هذا إذا لم تخني الذاكرة في اسمه) ، وسأل الشيخ مسائل مفيدة ، وهي مسجلة ، وكان من عظيم خلق شيخنا أنه يتصل بي لحضور هذه المجالس في بيته ــ رحمه الله ــ ، وذلك قبل العمل في مكتبته.

وأما القول بأن شيخنا رحمه الله تراجع عن قوله في حرب الخليج فهذا كذب له قرون ؛ بل بقي رحمه الله عليها ، ولما زاره شيخنا حمدي عبد المجيد السلفي سأله عن رأيه فأخبره بأنه ازداد بصيرة في فتوته تلك .

قلت: وعندي رسالة بخط شيخنا رحمه الله تناول فيها الرد على الإمام ابن باز رحمه الله في جواز الاستعانة بالكفار يمنعني من نشرها عدم حبي بعث الفتنة من جديد ، لكن أنقل لك منها عبارة ألبانية لتعلم سعة أفق الألباني وبعد نظره كما يقولون ؛ قال شيخنا رحمه الله: (( كما فرضوا عليهم مصالحة اليهود! نعم ، لقد نجت السعودية والخليج من احتلال العراق العسكري واستغلاله لبترولهم ؛ ولكن حل محله الاستعمار الأمريكي المقنن والمنظم والماكر ! وبدأت الفتن في كل مكان في السعودية وغيرها؛ ليزداد المسلمون في بلادهم تفرقاً وتحزبا وبذلك يزداد اليهود وأنصارهم شوكة وقوة، وما هو في الغيب أخطر وأكبر إلا إذا عاد المسلمون إلى دينهم ووحدتهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4، 5] {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 88] عمان الأردن/ صفر الخير 26/ سنة 1413هـ وكتب محمد ناصر الدين الألباني)). من هنـا

24- السؤال: بارك الله فيكم
شيخنا عصام هادي وفقك الله تعالى :
كيف كان حرص شيخكـ ؛على جمع كلمة المسلمين ؛و
علاقته بالشيخين ابن باز وابن عثيمين
مراسلاته مع طلبته وأهل العلم في كل مكان من العالم...
الجواب:
أما علاقة شيخنا رحمه الله بالإمام ابن باز رحمه الله فهي علاقة عظيمة وكبيرة ترجع إلى سنوات طوال وعمل متواصل في نشر الدعوة السلفية في بلاد الشام ؛ خاصة والعالم الإسلامي عامة ،
فكان من تعاونهم مع الإمام ابن باز في نشر الكتب السلفية ، وكذا إفاد عدد من الطلبة من بلاد الشام ليدرسوا في معاهد وجامعات السعودية ليعودوا إلى بلادهم وهم يحملون العلم النافع ، وكان بينهما تواصل في الرسائل والاتصال إلى آخر حياة شيخنا الألباني رحمه الله .

وأما الإمام ابن عثيمين فكان يتواصل مع شيخنا أيضاً وكذا شيخنا ، وهناك في الأشرطة المسجلة بعضاً من هذه الاتصالات رحمهم الله جميعاً.

وأما مراسلات شيخنا فكان رحمه الله يراسل ويكتب إلى أهل العلم ويكتبون له .

وللفائدة : فإن شيخنا ــ رحمه الله ــ لم يكن يفرط في رسالة من تلك الرسائل أبداً ، فكان يضعها في جرار في مكتبته ، وليت ورثة شيخنا ينشطون في مطالعتها ونشر ما ليس خاصا منها ، ومن عجيب ذلك : أن أحد المؤلفين تناول كتاب (صفة صلاة النبي صلى الله وسلم) ومقدمته الجديدة بالقدح ، فقال لي شيخنا رحمه الله : (ابحث في هذا الجرار فسوف تجد رسالة من فلان يمدح فيها كتابي صفة الصلاة) ، فبحثتُ حتى وقفت على هذه الرسالة التي يزيد عمرها على ثلاثين سنة ، فقلتُ : لله درك يا شيخنا إذا أنت كما تقول : (نسّاء) وتذكر رسالة من ثلاثين سنة فماذا نقول نحن!!!! من هنـا

25- السؤال: بارك الله فيك شيخنا عصام هادي .: هل صحيح أن الشيخ الألباني رحمه الله هجر الشيخ محمد نسيب الرفاعي : وما هو منهج الشيخ الألباني في الهجر؟
الجواب:
أخي الكريم ، أعتذر عن الإجابة لهذا السؤال ؛ فالشيخان تربطني بهما علاقة ، ولا أحب الخوض فيما كان بينهما ، وخصوصاً أن الخلاف بينهما لا علاقة له بالعقيدة أبداً ، فرحمهما الله.
وأما منهج شيخنا في الهجر فهو واضح وبين في أشرطة الهدى فيمكن سماع صوته وفتياه. من هنـا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.