21- السؤال: حياكم الله
أشكر جزيل الشكر الأخ الفاضل حازم خنفر على هذه البادرة الفريدة والمنوعة
موضوع قيم بحق ..
وأشكر الشيخ الفاضل عصام على تجاوبه مع أسئلة الإخوة .
1 ـ هل كان الشيخ رحمه الله يستعين بالحاسوب على بعض ما لم يجده من تراجم أو طرق ؟
2 ـ في حالة إستشكال الشيخ شيئا لغويا أو طبيا أو أصوليا , هل كان يتصل على بعض المتخصصين ليسأل ؟
3 ـ على ماذا كانت تقتصر مساعدتكم له ؟
بارك الله فيكم.
الجواب:
لم يكن شيخنا رحمه الله يستعين بالحاسوب في أعماله وخصوصاً أن ثورة الكمبيوتر والبرامج ظهرت بعد وفاته وإن كانت قليلة قبل وفاته رحمه الله وكان شيخنا يقول الكمبيوتر يجعل طالب العلم بليداً لكن لا يعني هذا ذمه وتحريمه لمن يستعمل الكمبيوتر ، فقد ذكرتُ في مشاركة سابقة بأنه استعان بالشيخ حازم خنفر ــ وفقه الله ــ لاستخراج أحاديث من (تاريخ ابن عساكر) في آخر حياته.
وأما إذا استشكل شيئاً فكان يبادر إلى سؤال المختص ، فمثلاُ لما أراد أن يركب خزان ماء إبلاستيكي قلت له : (سمعت بأنه يسبب السرطان) ، فبادر شيخنا رحمه الله بالاتصال ببعض إخواننا الأطباء ، فأفاده بأنه لا دليل على ذلك ، فقام شيخنا ــ رحمه الله ــ بتركيبه ، وكذا كان يستشير ويسأل ، حتى كان ــ رحمه الله ــ يسألني عن بعض الأعشاب المسهلة لأنه يومها أصابه إمساك .
وأما النواحي اللغوية فكان رحمه الله إذا استكشل شيئاً يتصل بشيخنا أحمد السالك ــ رحمه الله ــ ، وكذا بشيخنا وخالنا أبي مالك محمد إبراهيم شقرة ، وكذا شيخنا علي الحلبي ؛ بل كان إذا لم يجد حديثا اتصل بعدد من الإخوة ليبحثوا عنه. كما في حديث حَدِيث أبي هُرَيْرَة: إِن غُلَاما كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل عَلَى جبل فَقَالَ لأمه: من خلق السَّمَاء؟ فَقَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الأَرْض؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الْجبَال؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: فَمن خلق الْغَيْم؟ قَالَت: الله عز وَجل، قَالَ: إِنِّي لأسْمع لله شَأْنًا. ثمَّ رَمَى بِنَفسِهِ من الْجَبَل فتقطع"
رَوَاهُ ابْن حبَان.
فإن شيخنا رحمه الله بحث عنه فلم يجده عند ابن حبان لا في الصحيح ولا في (روضة العقلاء) ، ثم طلب مني البحث عنه ، ثم اتصل بالشيخ علي الحلبي ، فسأله عنه واتصل بغير واحد من إخواننا دون جدوى وقد أشار شيخنا إلى هذا ، فقال في (الضعيفة) (6502): ((ومن المصطلح عليه عند العلماء، أن إطلاق العزو لابن حبان إنما يعني: أنه في "صحيح ابن حبان". ولا أظن أنه فيه، وذلك، لأنه على شرط الهيثمي في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"، وليس فيه! فأنا بفضل الله تعالى من أعرف الناس بأحاديثه، فقد كنت وضعت له - منذ سنتين - فهرساً لأطرافه، بإعانة بعض الإخوة، ثم جعلته قسمين: "صحيح الموارد" و "ضعيف الموارد"، كما كنت جريت عليه في "السنن الأربعة" وغيرها وهما الآن تحت الطبع وقبل بضعة أشهر نُشر "صحيح الأدب المفرد" للبخاري و "ضعيف الأدب المفرد" له.
ولعلمي بأن الهيثمي قد فاته أحاديث كثيرة - هي على شرطه - لم يذكرها في "موارده"، واستدركت عليه في القسمين عشرات الأحاديث، ولذلك فقد افترضت أنه من المحتمل أن يكون هذا الحديث من تلك الأحاديث التي فاتته، فبحثت عنه في مظانه من أصل "الموارد"، ألا وهو "صحيح ابن حبان"، بواسطة ترتيبه المسمى بـ "الإحسان"، واستعنت على ذلك بفهارس طبعة المؤسسة منه، فلم أظفر به ، ثم افترضت أن الإطلاق المذكور غير مقصود من الحافظ العراقي فقلت: لعله يعني "ثقات ابن حبان"، فراجعت فهرس أحاديثه من وضع "حسين إبراهيم زهران"، فلم أظفر به ، ثم استمررت في البحث، فتتبعت أحاديث كتابه "المجروحون" حديثاً [حديثاً] دون جدوى، ثم قلبت صفحات كتابه "روضة العقلاء" صفحة صفحة عبثاً ، ثم قلت: لعل الصواب: (ابن حبان) .. بالمثناة التحتية، وهو: أبو الشيخ صاحب كتاب "العظمة"، ومع أن هذا احتمال بعيد، لكن الأمر كما قيل: الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر، فمررت بأحاديثه حديثاً [حديثاً] ، فرجعت بخُفَّي حُنين! فمن كان عنده علمٌ، فليتفضل به علينا، وجزاه الله خيراً)). من هنـا
22- السؤال: جزاك الله خيرا أخي الشيخ حازم ، وحفظ الله الشيخ عصام .. فالموضوع شيق وجميل ومفيد
( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )
لقد عرفنا بحمد الله تزكيات إمامنا الالباني لشيخنا علي الحلبي وهي كثيرة قوية ..
والسؤال : هل سمع الشيخ عصام تزكيات من إمامنا لغير الشيخ علي ؟
الجواب:
نعم أخي الفاضل ؛ سمعت شيخنا رحمه الله أثنى على عدد من الناس ؛ منهم مَن حفظه الله من الفتن وختم له وهو مستحق هذا الثناء فيما نحسب وحسابه على الله ، ومنهم من غير وبدل والله المسؤول أن يصلح أحوالنا ظاهراً وباطناً.
فسمعته أثنى على شيخنا أحمد السالك رحمه الله وقال فيه: (أفقه أهل الأردن) ، وقال مرة : (أشتري مجالسته بالذهب) ، قلتُ: وهو ممن لم يغيروا ولم يبدلوا رحمه الله .
وكذا سمعته أثنى على فضيلة المحدث أبي إسحاق الحويني حفظه الله .
وسمعته أثنى على سلمان العودة ، وقال: (أخشى أن يكون الرجل محسوداً) ، ثم لما انكشفت الأمور رد عليه شيخنا في غير ما موضع ؛ بل هناك شريط ناقش فيه بعض أقواله .
وكذا سمعته أثنى على عبد الله بن يوسف الجديع في علم الحديث ، وتعلمون اليوم حاله بعد دخوله مجلس الإفتاء الأوروبي.
أقول: فالذي يقدم طالب العلم حقاً إنما هو علمه واستقامته على الكتاب والسنة. من هنـا
23- السؤال: بارك الله فيكم
شيخنا عصام هادي وفقك الله تعالى :
كيف كان حرص شيخكـ ؛على جمع كلمة المسلمين ؛و معاملته لطلبة العلم ،ومن تذكر ممن زاره من الجزائر وما هي أهم المواقف التي وقفها الشيخ تجاه المناهج المخالفة ..
لو تذكر لنا موقفه من حرب الخليج،وكيف ثبت على ذاك الموقف الشجاع ـ وهل صحيح ـ تراجع الشيخ عن ذلك كما يشاع من بعض الناس..
علاقته بالشيخين ابن باز وابن عثيمين
مراسلاته مع طلبته وأهل العلم في كل مكان من العالم...
الجواب:
أما حرص شيخنا رحمه الله على وحدة المسلمين وجمع كلمتهم فهذا طافح في كتب الشيخ وأشرطته ؛ بل وضع المنهج والقواعد التي ينبغي جمع كلمة المسلمين عليها .
وأما من زاره من أهل الجزائر : فزاره الشيخ علي بالحاج ، وشريط المجلس قد آذن فجره بالبزوغ قريباً ، فهو من الأشرطة التي عند أخينا أبي ليلى ، وسوف ينشره قريباً ، وقدم لهذا الشريط فضيلة شيخنا علي الحلبي حفظه الله.
وممن زاره : إمام مسجد في فرنسا ، جزائري اسمه عبد القادر (هذا إذا لم تخني الذاكرة في اسمه) ، وسأل الشيخ مسائل مفيدة ، وهي مسجلة ، وكان من عظيم خلق شيخنا أنه يتصل بي لحضور هذه المجالس في بيته ــ رحمه الله ــ ، وذلك قبل العمل في مكتبته.
وأما القول بأن شيخنا رحمه الله تراجع عن قوله في حرب الخليج فهذا كذب له قرون ؛ بل بقي رحمه الله عليها ، ولما زاره شيخنا حمدي عبد المجيد السلفي سأله عن رأيه فأخبره بأنه ازداد بصيرة في فتوته تلك .
قلت: وعندي رسالة بخط شيخنا رحمه الله تناول فيها الرد على الإمام ابن باز رحمه الله في جواز الاستعانة بالكفار يمنعني من نشرها عدم حبي بعث الفتنة من جديد ، لكن أنقل لك منها عبارة ألبانية لتعلم سعة أفق الألباني وبعد نظره كما يقولون ؛ قال شيخنا رحمه الله: (( كما فرضوا عليهم مصالحة اليهود! نعم ، لقد نجت السعودية والخليج من احتلال العراق العسكري واستغلاله لبترولهم ؛ ولكن حل محله الاستعمار الأمريكي المقنن والمنظم والماكر ! وبدأت الفتن في كل مكان في السعودية وغيرها؛ ليزداد المسلمون في بلادهم تفرقاً وتحزبا وبذلك يزداد اليهود وأنصارهم شوكة وقوة، وما هو في الغيب أخطر وأكبر إلا إذا عاد المسلمون إلى دينهم ووحدتهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4، 5] {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 88] عمان الأردن/ صفر الخير 26/ سنة 1413هـ وكتب محمد ناصر الدين الألباني)). من هنـا
24- السؤال: بارك الله فيكم
شيخنا عصام هادي وفقك الله تعالى :
كيف كان حرص شيخكـ ؛على جمع كلمة المسلمين ؛و
علاقته بالشيخين ابن باز وابن عثيمين
مراسلاته مع طلبته وأهل العلم في كل مكان من العالم...
الجواب:
أما علاقة شيخنا رحمه الله بالإمام ابن باز رحمه الله فهي علاقة عظيمة وكبيرة ترجع إلى سنوات طوال وعمل متواصل في نشر الدعوة السلفية في بلاد الشام ؛ خاصة والعالم الإسلامي عامة ،
فكان من تعاونهم مع الإمام ابن باز في نشر الكتب السلفية ، وكذا إفاد عدد من الطلبة من بلاد الشام ليدرسوا في معاهد وجامعات السعودية ليعودوا إلى بلادهم وهم يحملون العلم النافع ، وكان بينهما تواصل في الرسائل والاتصال إلى آخر حياة شيخنا الألباني رحمه الله .
وأما الإمام ابن عثيمين فكان يتواصل مع شيخنا أيضاً وكذا شيخنا ، وهناك في الأشرطة المسجلة بعضاً من هذه الاتصالات رحمهم الله جميعاً.
وأما مراسلات شيخنا فكان رحمه الله يراسل ويكتب إلى أهل العلم ويكتبون له .
وللفائدة : فإن شيخنا ــ رحمه الله ــ لم يكن يفرط في رسالة من تلك الرسائل أبداً ، فكان يضعها في جرار في مكتبته ، وليت ورثة شيخنا ينشطون في مطالعتها ونشر ما ليس خاصا منها ، ومن عجيب ذلك : أن أحد المؤلفين تناول كتاب (صفة صلاة النبي صلى الله وسلم) ومقدمته الجديدة بالقدح ، فقال لي شيخنا رحمه الله : (ابحث في هذا الجرار فسوف تجد رسالة من فلان يمدح فيها كتابي صفة الصلاة) ، فبحثتُ حتى وقفت على هذه الرسالة التي يزيد عمرها على ثلاثين سنة ، فقلتُ : لله درك يا شيخنا إذا أنت كما تقول : (نسّاء) وتذكر رسالة من ثلاثين سنة فماذا نقول نحن!!!! من هنـا
25- السؤال: بارك الله فيك شيخنا عصام هادي .: هل صحيح أن الشيخ الألباني رحمه الله هجر الشيخ محمد نسيب الرفاعي : وما هو منهج الشيخ الألباني في الهجر؟
الجواب:
أخي الكريم ، أعتذر عن الإجابة لهذا السؤال ؛ فالشيخان تربطني بهما علاقة ، ولا أحب الخوض فيما كان بينهما ، وخصوصاً أن الخلاف بينهما لا علاقة له بالعقيدة أبداً ، فرحمهما الله.
وأما منهج شيخنا في الهجر فهو واضح وبين في أشرطة الهدى فيمكن سماع صوته وفتياه. من هنـا