أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
42522 | 92142 |
#1
|
|||
|
|||
سماني خارجيا .... سماني مرجئا
قال ابن بطة رحمه الله : عجبتُ من حالي في سفري وحضري مع الأقربين مني والأبعدين ، والعارفين والمنكرين ، فإني وجدت بمكة وخراسان وغيرهما من الأماكن أكثر من لقيت بها ـ موافقا أو مخالفا ـ دعاني إلى متابعته على ما يقوله وتصديقه ، فإن كنت صدقته فيما يقول وأجزت له ذلك ، كما يفعله أهل هذا الزمان ، سماني موافقا، وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله سماني مخالفا، وإن ذكرت في واحد منها أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا ، وإن قرئ عليّ حديثٌ في التوحيد سمّاني مشبها، وإن كان في الإيمان سماني مرجئيا، وإن كان في فضائل أبي بكر وعمر سمّاني ناصبيا، وإن كان في فضائل أهل البيت سماني رافضيا، وإن سكت عن تفسير آية أو حديث فلم أجب فيهما إلا بهما سماني ظاهريا، وإن أجبت بغيرهما سماني باطنيا، وإن أجبت بتأويل سماني أشعريا. وإن كان في السنن مثل القراءة سماني شفعويا، وإن كان في القنوت سماني حنفيا، وإن كان في القرآن سماني حنبليا ......
ومهما وافقت بعضهم عاداني غيره، وإن داهنت جماعتهم أسخطت الله تبارك وتعالى ولن يغنوا عني من الله شيئا. وأنا مستمسك بالكتاب والسنة ، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو وهو الغفور الرحيم" . قال الشاطبي : هذا تمام الحكاية ، فكأنه ـ رحمه الله ـ تكلم على لسان الجميع ، فقلما تجد عالما مشهورا، أو فاضلا مذكورا، إلا وقد نبز بهذه الأمور أو بعضها، لأن الهوى قد يداخل المخالف ... باختصار من كتاب الاعتصام للشاطبي ٢٨/١
__________________
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه محمد سعيد أبو الرُّب |
|
|