إلى المتحير في المفاضلة بين مناهج طلب العلم.

[أبو العباس عمر نزال]

المهم البدء .. المهم السير..
وليس المهم (منهجية=ذوق) فلان أو فلان، المهم أن تكون القواعد سليمة:
-اخلاص النية لله، والالتجاء الى الرب سبحانه.
-بذل الجهد في ادراك العلم: وذالك بالحرص على الوقت، وحبس النفس للتحصيل.
-البدء بالأهم فالأهم، والتدرج والرفق في الطلب، وعدم استعجال النتيجة.
-الحفظ و الضبط للمتون، والتكرار والمراجعة.
- ملازمة شيخ متقن والدراسة على يديه ليبين لك المشكلات ويوضح لك المبهمات.
-المذاكرة ، والسؤال عما يشكل.
-القراءة والمطالعة بعد توسع المدارك.
-تقيد الفوائد والفرائد، والحرص على القواعد والتقاسيم.
-العمل بالعلم، والدعوة اليه، والصبر على الاذى فيه.
أما ما هي الكتب.. وماهي المتون...
وما الذي أحفظ ..وما الذي أقرأ...
شيخك هو الذي يحدد، لأنه أعرف من غيره بـ:قدرتك على الحفظ، وقدرتك على الفهم، وسرعة استيعابك من عدمها.......الخ.
وكما قال بعض المشايخ: قل لي من أنت ، أقل لك ماذا تقرأ وماذا تحفظ.
نعم فالطلبة يتمايزون في العقول، والقلوب، والهيئات... فكيف نضع لهم منهجية واحدة في الطلب .
وإن لم يكن لك شيخ يحدد لك، فالرجوع الى ما سطره الكبار و الكبار فقط من العلماء كـ:
ابن عثيمين، وبكر أبو زيد، وعبدالكريم الخضير، وغيرهم .
أما تطويل السلم في الدراسة وأخذ المسألة بشكل "سكرتاري"!! "اداري"!! إذا صح التعبير فلا .
لأن العلم توفيق من الله ..منحة ..هدية .. فسل الله من فضله.
وهل كان السلف يطلبون العلم ببعض "المنهجيات"=الأذواق التي تقترح اليوم،
يضع لك عدداً من الكتب للحفظ والدراسة ثم يلحقها بعشرين أو ثلاثين كتاباً للمطالعة في الفن الواحد.
يأخي لا تعسر الأمر اذا ضبطت متناً:
معتمداً، محرراً، مخدوماً في كل فن من الفنون، ولازمت شيخاً متقناً:فالسباحة السباحة .
وانظر لفعل الشيخ-مفتي الديار النجدية- أبا بطين النجدي مع "الروض المربع"
كيف اقتصر عليه -بطريقته- وكفاه ولم يحتج لغيره في دراسة الفقه، وهو مع ذالك مفتي نجد وكبير فقهائها في وقته.
ومن أروع ما قيل في هذا الباب ما ذكره عبد الله الحويل، عندما زار الشيخ بكر أبو زيد في مكتبه بهيئة الإفتاء، وسأله عن المتون والكتب التي تصلح لطالب العلم، فأجابه:
"طلاب العلم - سبحان الله - دائما يسألون عن الكتب والمتون التي تصلح للحفظ والدراسة؛ العلم هو توفيق من الله، فاسأل الله أن يوفقك للعلم، إذا وُفِّقت للعلم عرفتَ ما الذي يصلح وما الذي لا يصلح".
وفقكم الله. انظر: في ملتقى أهل الحديث(إلى المتحير في المفاضلة بين مناهج طلب العلم).

[أبو مسلم السلفي]

جزاك الله خيراً موضوع قيم.

[أبو العباس عمر نزال]

شكراً لك أخي أبا مسلم
نفع الله بك.

[ابو اميمة]

اخي ابا العباس,جعل الله هذه النقولات والفوائد في موازين حسناتك,يوم تلقاه.

[محمد مداح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو اميمة

اخي ابا العباس,جعل الله هذه النقولات والفوائد في موازين حسناتك,يوم تلقاه.

اللهم أمين..

[عمربن محمد بدير]

*قد يضيع عمرك في حفظ المتون ـ ولن تحصل من العلم شيئا يذكر ـ وخير طريقة للتعلم طريقة اهل الحديث (الحديث و فقهه) ،فتحصّل على المسائل بدلائلها الشرعية ثم كلام العلماء يأتي من بعد ذلك ،فكثيرٌ ممن نراهم يحفظون المتون يظلّ يتقلّب رأيه في المسألة الواحدة أقوالا ـ وذلك لعدم ضبطه مصدر التلقّي ـ ..
فكلما قرأ لعالم قال هذا رأيه أصوب ؛فإن قرا لآخر قال هذا أفضل ... ويبقى متحير لا يدري من الفقه شيئا ..
وملازمة المشايخ في بداية الطلب أنفع للطالب (ويخيّر من المشايخ من يمشي على منهجية أهل الحديث) من اهل الفقه والنظر..

[زكريا محمد حسين]

أخي أبو العباس بارك الله فيك على هذه الكلمات الجميلة ...
أقول : التحصيل الفقهي أنموذجا - وكذلك سائر الفنون العلمية - :
رأيي القاصر أن طرق التحصيل العلمي [ كثيرة !! ] كلها خطأ إلا طريقة [ واحدة ] وهي حفظ ودراسة المتون العلمية على مذهب معين بطريقة المستويات = التدرج من [ المختصرات ] إلى [ المطولات ] على أيدي أهل العلم ... وهذا الذي سار عليه العلماء قديما وحديثا ... فيما أعلم ... وتراجم العلماء مسطرة بهذا ...
ونستفيد من الإخوة ... وبارك الله فيكم ...

[شاكر بن خضر العالم]

ما شاء الله..
جميلٌ يا أبا العبّاس..
جمَّلَكَ الله بطاعته وتقواه..

[أبو العباس عمر نزال]

*قولك: قد يضيع عمرك في حفظ المتون ـ ولن تحصل من العلم شيئا يذكر ـ
:يا أخي -بارك الله فيك- وقد يضيع عمرك أيضاً ولا تحصل من العلم شيئاً إذا لم تحفظ المتون.
قولك: خير طريقة للتعلم طريقة اهل الحديث (الحديث و فقهه)
: أخالفك الرأي لعدة أسباب :
- من هم أهل الحديث في نظرك...فأهل الحديث هم أهل السنة، وأهل الحديث كل من تجرد للسنة، والسنة فقط ..وهل الحنابلة أوالشافعية ..إلا أهل حديث ، أليس ابن تيمية الحنبلي وابن كثير الشافعي وابن عبد البر المالكي إلا أئمة أهل الحديث.. . ثم
-ما هي طريقة"أهل الحديث" في نظرك لتلقي العلم وطريقة طلبهم له.
فإن قلت "بلوغ المرام" فصاحبه شافعي، وإن قلت"عمدة الاحكام" فحنبلي .... وهم أصلاً وضعوا هذه المتون ليستدلوا بها على مذاهبهم"الحنبلية" أو "الشافعية"....
وليعلم أيضاً:
أن طريقة العلماء الكبار في التفقه هي دراسة متن فقهي معتمد ثم دراسة متن حديثي آخر لا العكس .
ولولا الاطالة لوضعت لك النقولات عن الكبار مثل:النووي وابن قدامة وابن عبد البر .. في ذلك.
وهذا السيوطي الشافعي "المحدث" يقول في ألفيته:
وضبطه وكتبه حيث استعد **** وإن يقدم قبله الفقه أسد
أي: إن يقدم الطالب دراسة الفقه =(المسائل) على الحديث=(الدلائل) فهو أسد وأحكم له.
لماذا؟ لأن الحديث هو دليل على مسائل الفقه.
فالعاقل يقدم معرفة وتصور المسألة، ثم يدرس دليلها وحكمها لا العكس ،
فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
قولك: فتحصّل على المسائل بدلائلها الشرعية
: لا ليس كل المسائل ..والدليل انظر لباب كذا من متن فقهي معتمد كـ"الزاد" أو "المنهاج" وقارنه بـ"البلوغ" مثلاً وستجد الفرق.
* ملاحظة: انظر حولك وقارن -على الاقل- في هذا العصر بين من درس المتون المعتمدة ودرسها وبين من لم يعتن بها ولم يرفع بها رأساً..
كيف تحصيل هذا وتحصيل ذاك ..
كيف أسلوب هذا وأسلوب ذاك..
كيف يفهم هذا مسالك أهل العلم وكيف يفهم ذاك..

[أبو العباس عمر نزال]

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي:
أما العلم النافع فهو:
العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين.
وهو ما جاء به الرسول من حديث، وتفسير، وفقه، وما يعين علي ذلك من علوم العربية بحسب حالة الوقت والموضوع الذي فيه الإنسان .
وتعيين ما يشتغل به من الكتب يختلف باختلاف الأحوال والبلدان .
والحالة التقريبية في نظرنا هنا:
أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصرات الفن الذي يشتغل به فإن تعذر أو قصر عليه حفظه لفظاً فليكرره كثيراً حتى ترسخ معانيه في قلبه، ثم تكون باقي كتب الفن كالتوضيح والتفسير لذك الأصل الذي أدركه وعرفه .
فلوحفظ طالب العلم :
(العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية .
و(ثلاثة الأصول) و(كتاب التوحيد) للشيخ محمد .
وفي الفقه: مختصر(الدليل)أو(مختصر المقنع).
وفي الحديث: (بلوغ المرام).
وفي النحو:(الأجرومية).
واجتهد في فهم هذه المتون، وراجع عليها ما تيسر من شروحها أو كتب فنها فإنها كالشروح لها .
لأن طالب العلم إذا حفظ الأصول وصار له ملكة تامة في معرفتها هانت عليه كتب الفن كلها الصغار والكبار .
ومن صيغ الأصول حرم الوصول .
فمن حرص علي هذه العلوم النافعة، واستعان بالله، أعانه وبارك له في عمله وطريقه الذي سلكه . ومن سلك في طلبه للعلم غير الطريقة النافعة فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء كما هو معروف بالمشاهدة والتجربة . ا هـ الفتاوي السعدية ، ص 30-31 .
قال الشيخ عبد السلام بن برجس -معلقاً-:
( فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ولم يرفعها فوق منزلتها، وأخذ العلم على طريقة سلفه، والله المستعان).