أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
41287 | 74378 |
#1
|
|||
|
|||
كثر التسخط في هذا الزمان !!
كثر التسخط في هذا الزمان !! (خَوَاطِر وَآدَاب4) كَتَبَهَا : حَازِم خَنْفَر ـ غَفَرَ اللهُ لَهُ ـ . ....لَا تَجِدُ فِي أَيَّامِنَا هَذِهِ إِلَّا التَّسَخُّطَ مِن أَحْوَالِ الدُّنْيَا ، وَقَدْ غَفَلَتِ النَّاسُ عَنْ شُهُودِ النِّعَمِ ، وَكُلٌّ يَنْظُرُ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ ، وَيَحْسَبُ أَنَّ لَا أَحَدَ دُونَهُ !! ....فَرَأَيْتُ مِنَ الأَحْرَى أَنْ أَذْكُرَ شَيْئًا مِمَّا أَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ بَلَاءٍ ؛ تَذْكِيرًا لِلمُتَسَخِّطِ بِنِعَمِ اللهِِ عَلَيْهِ : ....ابْتُلِيتُ بِمَرَضِ (السَّرَطَانِ) قَبْلَ أَعْوَامٍ وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيَّ بِالشِّفَاءِ (كَفَاكُمُ اللهُ سَيِّئَ الأَسْقَامِ) ، وَلَا أَزَالُ أَتَرَدَّدُ إِلَى مُسْتَشْفًى مُتَخَصِّصٍ بِهَذَا الدَّاءِ بَيْنَ حِينٍ وَآخَرَ ؛ تَحَرُّزًا مِنْ شَرِّ عَوْدَتِهِ . ....وَشَاءَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي إِحْدَى المَرَّاتِ أَنْ أَجْلِسَ مَلِيًّا في مَكَانِ الانْتِظَارِ حَتَّى اعْتَرَتْنِي مَلَالَةٌ ، فَجُلْتُ هُنَيْهَةً فِي المُسْتشْفَى ، فَإِذَا بِطِفْلَةٍ مُصَابَةٍ بِالدَّاءِ نَفْسِهِ تَرْمُقُنِي بِبَصَرِهَا وَتَبْتَسِمُ لِي بِوَجْهٍ يَنْضَحُ وَضَاءَةً ، فَجَاءَتْ مُمَرِّضَةٌ وَأَجْلَسَتِ الطِّفْلَةَ عَلَى (سَرِيرٍ) مُتَحَرِّكٍ لِتَذْهَبَ بِهَا إِلَى (الأَشِعَّةِ) ، ومَا إِنْ شَرَعَتِ المُمَرِّضَةُ فِي ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ فِي وَجْهِ الطِّفْلَةِ اسْتِبْشَارًا وَفَرَحًا وَضَحِكًا ؛ وَكَأَنَّهُ خُيِّلَ إِلَيْهَا أَنَّ هَذَا المَكَانَ هُوَ مَلْهًى يَجُرُّونَ النَّاسَ فِيهِ عَلَى (الأَسِرَّةِ) !! وَمَا زَالَتْ تَضْحَكُ إِلَيَّ وَتَبَشُّ بِي ، وَأَنَا أَبْتَسِمُ ظَاهِرًا ، وَأَتَفَجَّعُ لَـهَا بَاطِنًا ، حَتَّى تَوَارَتْ عَنْ نَاظِرَيَّ ، وَلَوْ عَلِمَتْ هَذِهِ الطِّفْلَةُ مَا أَصَابَهَا وَإِلَى أَيْنَ يَمْضُونَ بِهَا لَقَالَتْ : أَيْنَ المَفَرُّ ؟! ....ثُمَّ عُدْتُ إِلَى مَكَانِ الانْتِظَارِ ، فَإِذَا بِطِفْلٍ مُصَابٍ فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَهُوَ يَبْكِي مِنْ شِدَّةِ الأَلَـمِ ، وَيَنْظُرُ إِلَى عَيْنَيْ أُمِّهِ حَتَّى تُزِيلَ عَنْهُ أَلَـمَهُ ، وَلَا تَجِدُ الأُمُّ سَبِيلًا إِلَى ذَلِكَ ، حَتَّى كَادَ قَلْبِي يَنْفَطِرُ مِنْ شِدَّةِ تَأَوُّهِهِ وَأَنِينِهِ ، وَتَأَمَّلْتُ حَالَ هَذِهِ الأُمِّ وَصَبْرَهَا وَبِمَاذَا تُفَكِّرُ هِيَ الآنَ ؟! وَهَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِهَا شَيْئًا أَعْظَمَ بَلَاءً مِنْ أَنْ تَرَى فِلْذَةَ كَبِدِهَا وَبُؤْبُؤَ عَيْنِهَا يَتَأَلَّمُ وَيَسْتَنْجِدُ بِهَا وَيَسْتَصْرِخُهَا ، وَهِيَ عَاجِزَةٌ عَنْ فِعْلِ شَيْءٍ لَهُ ؟! ....وَاسْتَحْضَرْتُ (فِي الجُمْلَةِ) حِينَهَا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ عَنْ إِيلَامِ الطِّفْلِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : (وَإِنَّ التَّكْلِيفَ هُوَ الَّذِي عَجَزَتْ عَنْهُ الجِبَالُ ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ : أَنَّنِي إِذَا رَأَيْتُ القَدَرَ يَجْرِي بِمَا لَا يَفْهَمُهُ العَقْلُ ؛ أَلْزَمْتُ العَقْلَ الإِذْعَانَ لِلمُقَدِّرِ فَكَانَ مِنْ أَصْعَبِ التَّكْلِيفِ ، وَخُصُوصًا فِيماَ لَا يَعْلَمُ العَقْلُ مَعْنَاهُ ؛ كَإِيلَامِ الأَطْفَالِ وَذَبْحِ الحَيَوَانِ ، مَعَ الاعْتِقَادِ بِأَنَّ المُقَدِّرَ لِذَلِكَ وَالآمِرَ بِهِ : أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَهَذَا مِمَّا يَتَحَيَّرُ العَقْلُ فِيهِ ، فَيَكُونُ تَكْلِيفُهُ التَّسْلِيمَ وَتَرْكَ الاعْتِرَاضِ ، فَكَمْ بَيْنَ تَكْلِيفِ البَدَنِ وَتَكْلِيفِ العَقْلِ ؟!) . ....وَمَا إِنْ فَرَغْتُ مِمَّا جِئْتُ مِنْ أَجْلِهِ حَتَّى أَسْرَعْتُ فِي الخُرُوجِ مِنَ المُسْتَشْفَى لَا أَلْوِي عَلَى شَيْءٍ . ....ثُمَّ رَكِبْتُ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ ، فَإِذَا بِالسَّائِقِ يَتَسَخَّطُ وَيَتَشَكَّى حَالَهُ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : (لَرُبَّمَا قَدْ أَصَابَ ابْنَهُ مَا أَصَابَ هَؤُلَاءِ الأَطْفَالَ) ، وَإِذَا بِهِ يتَسَخَّطُ مِنْ قِلَّةِ المَالِ !! وَأَنَا صَامِتٌ ، حَتَّى طَالَ صَمْتِي وَهُوَ يَنْتَظِرُ مُحَادَثَةً ، وَلَـمْ يَصْبِرْ حَتَّى سَأَلَنِي عَنْ سَبَبِ مَجِيئِي إِلَى المُسْتَشْفَى ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا أَنَا فِيهِ وَمَا يَقَعُ عَلَيْهِ بَصَرِي مِمَّا ابْتَلَى اللهُ بِهِ عِبَادَهُ وَبَرِيَّتَهُ ، فَأَمْسَكَ عَنِ الكَلَامِ وَالتَّسَخُّطِ ـ خَجَلًا مِنْ نَفْسِهِ ـ حَتَّى بَلَغْتُ المَنْزِلَ . ....فَاحْمَدِ اللهَ ـ أَخِي الكَرِيمَ ـ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا ، وَحَسْبُكَ مِنَ الرِّضَا وَشُهُودِ النِّعْمَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكَ فِي السَّرَّاءِ ، وَمِنْ ذَلِكَ : أَنْ تَنْظُرَ إِلَى عِيَالِكَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَيَمْرَحُونَ وَلَيْسَ فِيهِمْ عِلَّةٌ ، وَقُلِ : (الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي وَعَافَى أَطْفَالِي مِمَّا ابْتَلَى بِهِ غَيْرِي مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ) . ....(الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ) .
__________________
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#2
|
||||
|
||||
صدقتم-بارك الله فيكم-.
وشفاكم الله وعافاكم.
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الحمد لله عدد ما في الأرض و عدد ما في السماء و عدد ما بينهما و عدد ما يشاء يا رب لك الحمد كنا ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك
__________________
عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) متفق عليه عبد الحق بن حسين لكحل
|
#4
|
|||
|
|||
الله المستعان
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أخي العزيز حقا إن المرء ليخجل من نفسه ومن تلك الشكاوى التي يتفوه بها وهو يشكي الذي يرحم لمن لا يرحم ولو ذهب إلى المستشفيات وعاين المرضى والمبتلين لسمع لشكاويه دويا كدوي النحل في صدره خجلا من صاحبها والله المستعان حقا إني خجل من نفسي ومن كل حرف تفوهت به أو كتبته واصفا ألما أو هما كما زعمت والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار وأسأل الله سبحانه وبحمده لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة وجزاك الله تعالى خيرا وبارك بك |
#5
|
|||
|
|||
.....................................
|
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم إخواني ، ولا حرمكم الصحة والعافية ، ولا أخلاكم من حمده وشهود نعمته .
__________________
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#7
|
|||
|
|||
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أخي العزيز
حقا إن المرء ليخجل من نفسه ومن تلك الشكاوى التي يتفوه بها وهو يشكي الذي يرحم لمن لا يرحم ولو ذهب إلى المستشفيات وعاين المرضى والمبتلين لسمع لشكاويه دويا كدوي النحل في صدره خجلا من صاحبها والله المستعان حقا إني خجل من نفسي ومن كل حرف تفوهت به أو كتبته واصفا ألما أو هما كما زعمت والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار وأسأل الله سبحانه وبحمده لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة وجزاك الله تعالى خيرا وبارك بك |
#8
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذه الخاطرة الحسنة والمعبرة .
وقد تذكرت لحظة قراءتي للعنوان هذا البيت : كل من القاه يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن شكرا جزيلا لك . |
#9
|
|||
|
|||
أسأل الله بمنّهِ وكرمه أن يمُنّ عليك بتمام الشفاء من هذا الدّاء والوباء إنّه ولي ذلك والقادر عليه - اللهمَّ آآميين-
وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلني على كثير مما خلق.
__________________
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157). |
#10
|
|||
|
|||
قال أخونا زين العابدين المخزومي -وفقه الله-: |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خواطر وآداب |
|
|