أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
41287 74378

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-14-2012, 06:18 PM
حازم خنفر حازم خنفر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 4,384
افتراضي كثر التسخط في هذا الزمان !!

كثر التسخط في هذا الزمان !!


(خَوَاطِر وَآدَاب4)


كَتَبَهَا : حَازِم خَنْفَر ـ غَفَرَ اللهُ لَهُ ـ .

....لَا تَجِدُ فِي أَيَّامِنَا هَذِهِ إِلَّا التَّسَخُّطَ مِن أَحْوَالِ الدُّنْيَا ، وَقَدْ غَفَلَتِ النَّاسُ عَنْ شُهُودِ النِّعَمِ ، وَكُلٌّ يَنْظُرُ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ ، وَيَحْسَبُ أَنَّ لَا أَحَدَ دُونَهُ !!

....فَرَأَيْتُ مِنَ الأَحْرَى أَنْ أَذْكُرَ شَيْئًا مِمَّا أَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا مِنْ بَلَاءٍ ؛ تَذْكِيرًا لِلمُتَسَخِّطِ بِنِعَمِ اللهِِ عَلَيْهِ :

....ابْتُلِيتُ بِمَرَضِ (السَّرَطَانِ) قَبْلَ أَعْوَامٍ وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيَّ بِالشِّفَاءِ (كَفَاكُمُ اللهُ سَيِّئَ الأَسْقَامِ) ، وَلَا أَزَالُ أَتَرَدَّدُ إِلَى مُسْتَشْفًى مُتَخَصِّصٍ بِهَذَا الدَّاءِ بَيْنَ حِينٍ وَآخَرَ ؛ تَحَرُّزًا مِنْ شَرِّ عَوْدَتِهِ .

....وَشَاءَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي إِحْدَى المَرَّاتِ أَنْ أَجْلِسَ مَلِيًّا في مَكَانِ الانْتِظَارِ حَتَّى اعْتَرَتْنِي مَلَالَةٌ ، فَجُلْتُ هُنَيْهَةً فِي المُسْتشْفَى ، فَإِذَا بِطِفْلَةٍ مُصَابَةٍ بِالدَّاءِ نَفْسِهِ تَرْمُقُنِي بِبَصَرِهَا وَتَبْتَسِمُ لِي بِوَجْهٍ يَنْضَحُ وَضَاءَةً ، فَجَاءَتْ مُمَرِّضَةٌ وَأَجْلَسَتِ الطِّفْلَةَ عَلَى (سَرِيرٍ) مُتَحَرِّكٍ لِتَذْهَبَ بِهَا إِلَى (الأَشِعَّةِ) ، ومَا إِنْ شَرَعَتِ المُمَرِّضَةُ فِي ذَلِكَ حَتَّى رَأَيْتُ فِي وَجْهِ الطِّفْلَةِ اسْتِبْشَارًا وَفَرَحًا وَضَحِكًا ؛ وَكَأَنَّهُ خُيِّلَ إِلَيْهَا أَنَّ هَذَا المَكَانَ هُوَ مَلْهًى يَجُرُّونَ النَّاسَ فِيهِ عَلَى (الأَسِرَّةِ) !! وَمَا زَالَتْ تَضْحَكُ إِلَيَّ وَتَبَشُّ بِي ، وَأَنَا أَبْتَسِمُ ظَاهِرًا ، وَأَتَفَجَّعُ لَـهَا بَاطِنًا ، حَتَّى تَوَارَتْ عَنْ نَاظِرَيَّ ، وَلَوْ عَلِمَتْ هَذِهِ الطِّفْلَةُ مَا أَصَابَهَا وَإِلَى أَيْنَ يَمْضُونَ بِهَا لَقَالَتْ : أَيْنَ المَفَرُّ ؟!

....ثُمَّ عُدْتُ إِلَى مَكَانِ الانْتِظَارِ ، فَإِذَا بِطِفْلٍ مُصَابٍ فِي حِجْرِ أُمِّهِ وَهُوَ يَبْكِي مِنْ شِدَّةِ الأَلَـمِ ، وَيَنْظُرُ إِلَى عَيْنَيْ أُمِّهِ حَتَّى تُزِيلَ عَنْهُ أَلَـمَهُ ، وَلَا تَجِدُ الأُمُّ سَبِيلًا إِلَى ذَلِكَ ، حَتَّى كَادَ قَلْبِي يَنْفَطِرُ مِنْ شِدَّةِ تَأَوُّهِهِ وَأَنِينِهِ ، وَتَأَمَّلْتُ حَالَ هَذِهِ الأُمِّ وَصَبْرَهَا وَبِمَاذَا تُفَكِّرُ هِيَ الآنَ ؟! وَهَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِهَا شَيْئًا أَعْظَمَ بَلَاءً مِنْ أَنْ تَرَى فِلْذَةَ كَبِدِهَا وَبُؤْبُؤَ عَيْنِهَا يَتَأَلَّمُ وَيَسْتَنْجِدُ بِهَا وَيَسْتَصْرِخُهَا ، وَهِيَ عَاجِزَةٌ عَنْ فِعْلِ شَيْءٍ لَهُ ؟!

....وَاسْتَحْضَرْتُ (فِي الجُمْلَةِ) حِينَهَا مَا ذَكَرَهُ ابْنُ الجَوْزِيِّ عَنْ إِيلَامِ الطِّفْلِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :

(وَإِنَّ التَّكْلِيفَ هُوَ الَّذِي عَجَزَتْ عَنْهُ الجِبَالُ ، وَمِنْ جُمْلَتِهِ : أَنَّنِي إِذَا رَأَيْتُ القَدَرَ يَجْرِي بِمَا لَا يَفْهَمُهُ العَقْلُ ؛ أَلْزَمْتُ العَقْلَ الإِذْعَانَ لِلمُقَدِّرِ فَكَانَ مِنْ أَصْعَبِ التَّكْلِيفِ ، وَخُصُوصًا فِيماَ لَا يَعْلَمُ العَقْلُ مَعْنَاهُ ؛ كَإِيلَامِ الأَطْفَالِ وَذَبْحِ الحَيَوَانِ ، مَعَ الاعْتِقَادِ بِأَنَّ المُقَدِّرَ لِذَلِكَ وَالآمِرَ بِهِ : أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، فَهَذَا مِمَّا يَتَحَيَّرُ العَقْلُ فِيهِ ، فَيَكُونُ تَكْلِيفُهُ التَّسْلِيمَ وَتَرْكَ الاعْتِرَاضِ ، فَكَمْ بَيْنَ تَكْلِيفِ البَدَنِ وَتَكْلِيفِ العَقْلِ ؟!) .

....وَمَا إِنْ فَرَغْتُ مِمَّا جِئْتُ مِنْ أَجْلِهِ حَتَّى أَسْرَعْتُ فِي الخُرُوجِ مِنَ المُسْتَشْفَى لَا أَلْوِي عَلَى شَيْءٍ .

....ثُمَّ رَكِبْتُ سَيَّارَةَ أُجْرَةٍ ، فَإِذَا بِالسَّائِقِ يَتَسَخَّطُ وَيَتَشَكَّى حَالَهُ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : (لَرُبَّمَا قَدْ أَصَابَ ابْنَهُ مَا أَصَابَ هَؤُلَاءِ الأَطْفَالَ) ، وَإِذَا بِهِ يتَسَخَّطُ مِنْ قِلَّةِ المَالِ !! وَأَنَا صَامِتٌ ، حَتَّى طَالَ صَمْتِي وَهُوَ يَنْتَظِرُ مُحَادَثَةً ، وَلَـمْ يَصْبِرْ حَتَّى سَأَلَنِي عَنْ سَبَبِ مَجِيئِي إِلَى المُسْتَشْفَى ، فَذَكَرْتُ لَهُ مَا أَنَا فِيهِ وَمَا يَقَعُ عَلَيْهِ بَصَرِي مِمَّا ابْتَلَى اللهُ بِهِ عِبَادَهُ وَبَرِيَّتَهُ ، فَأَمْسَكَ عَنِ الكَلَامِ وَالتَّسَخُّطِ ـ خَجَلًا مِنْ نَفْسِهِ ـ حَتَّى بَلَغْتُ المَنْزِلَ .

....فَاحْمَدِ اللهَ ـ أَخِي الكَرِيمَ ـ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ وَإِنْ كُنْتَ فَقِيرًا ، وَحَسْبُكَ مِنَ الرِّضَا وَشُهُودِ النِّعْمَةِ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكَ فِي السَّرَّاءِ ، وَمِنْ ذَلِكَ : أَنْ تَنْظُرَ إِلَى عِيَالِكَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَيَمْرَحُونَ وَلَيْسَ فِيهِمْ عِلَّةٌ ، وَقُلِ : (الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي وَعَافَى أَطْفَالِي مِمَّا ابْتَلَى بِهِ غَيْرِي مِنَ الآبَاءِ وَالأُمَّهَاتِ) .


....(الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ) .
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-14-2012, 06:55 PM
الصورة الرمزية أبو مسلم السلفي
أبو مسلم السلفي أبو مسلم السلفي غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 3,420
افتراضي

صدقتم-بارك الله فيكم-.
وشفاكم الله وعافاكم.
__________________






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-14-2012, 09:12 PM
ابو الزهراء الشاوي ابو الزهراء الشاوي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 660
افتراضي


الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
الحمد لله عدد ما في الأرض و عدد ما في السماء و عدد ما بينهما و عدد ما يشاء
يا رب لك الحمد كنا ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك


__________________


عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:(إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ) متفق عليه



عبد الحق بن حسين لكحل

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10-14-2012, 10:14 PM
أبو عبد السّتّير أبو عبد السّتّير غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 35
افتراضي

الله المستعان
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أخي العزيز
حقا إن المرء ليخجل من نفسه ومن تلك الشكاوى التي يتفوه بها
وهو يشكي الذي يرحم لمن لا يرحم ولو ذهب إلى المستشفيات وعاين
المرضى والمبتلين لسمع لشكاويه دويا كدوي النحل في صدره خجلا
من صاحبها والله المستعان حقا إني خجل من نفسي ومن كل حرف تفوهت
به أو كتبته واصفا ألما أو هما كما زعمت والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
وأسأل الله سبحانه وبحمده لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
وجزاك الله تعالى خيرا وبارك بك
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10-15-2012, 09:11 AM
خثيرمبارك خثيرمبارك غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,020
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مسلم السلفي الأثري مشاهدة المشاركة
صدقتم-بارك الله فيكم-.
وشفاكم الله وعافاكم.
.....................................
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-16-2012, 12:15 AM
حازم خنفر حازم خنفر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 4,384
افتراضي



بارك الله فيكم إخواني ، ولا حرمكم الصحة والعافية ، ولا أخلاكم من حمده وشهود نعمته .


__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-16-2012, 12:28 AM
عصام شريف ابو الرُّب عصام شريف ابو الرُّب غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 323
افتراضي

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أخي العزيز
حقا إن المرء ليخجل من نفسه ومن تلك الشكاوى التي يتفوه بها
وهو يشكي الذي يرحم لمن لا يرحم ولو ذهب إلى المستشفيات وعاين
المرضى والمبتلين لسمع لشكاويه دويا كدوي النحل في صدره خجلا
من صاحبها والله المستعان حقا إني خجل من نفسي ومن كل حرف تفوهت
به أو كتبته واصفا ألما أو هما كما زعمت والحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار
وأسأل الله سبحانه وبحمده لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
وجزاك الله تعالى خيرا وبارك بك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-16-2012, 12:39 AM
ابو صالح الفلسطيني ابو صالح الفلسطيني غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,403
افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل على هذه الخاطرة الحسنة والمعبرة .

وقد تذكرت لحظة قراءتي للعنوان هذا البيت :
كل من القاه يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن

شكرا جزيلا لك .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10-16-2012, 06:29 AM
رأفت صالح رأفت صالح غير متواجد حالياً
توفي-رحمه الله-.
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,378
افتراضي

أسأل الله بمنّهِ وكرمه أن يمُنّ عليك بتمام الشفاء من هذا الدّاء والوباء إنّه ولي ذلك والقادر عليه - اللهمَّ آآميين-
وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلني على كثير مما خلق.
__________________
قال ابن القيم: ( وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يُترك وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بَليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين! وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه ,أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه. وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله، ومقت الله لهم قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل. وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله وغيره أثرا: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة أن اخسف بقرية كذا وكذا، فقال: يارب كيف وفيهم فلان العابد! فقال: به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في يوما قط) (إعلام الموقعين 2\157).
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-16-2012, 07:20 AM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي

قال أخونا زين العابدين المخزومي -وفقه الله-:

حدثني الشيخ الفاضل عثمان بن محمد الخميس حفظه الله وبارك فيه، وذلك عندما كنت معه بالعمل اليوم، عن قصة مؤثرة حصلت أيام المجاعة في بلاد نجد، قال فيها:
أنه أيام المجاعة في بلاد نجد، هاجر جماعة من الرجال والنساء من بلدة القصيم إلى الكويت سيراً على الأقدام، لما أصابهم من شدة الفقر والجوع والعطش، مهاجرين بحثاً عن رزق الرحمن عز وجل.
وكانت معهم فتاة عرجاء، تسير قليلاً ثم تتعب، فيحملها بعضهم، ثم تسير قليلاً فتتعب، فيحملها بعضهم، لما أبتلاها الله سبحانه من بلاء في قدمها.
فتذمروا من كثرة حملها والسير بها في الليل والنهار، فقال الكثير منهم بعدما ملّوا منها: دعوها في الصحراء، فقد تعبنا من كثرة حملها.
فأجاب أحدهم: ولماذا ندعها في الصحراء لوحدها وهي فتاة عرجاء مسكينة؟
فأجابوه قائلين: تعبنا منها، فلندعها، وليأكلها الذئب.
فقال لهم صاحبهم: ولماذا يأكلها الذئب؟ نحن أولى بها!
[يقصد نحن أولى بها أن نأكلها لما فينا من الفاقة والجوع].
فبكت أم الفتاة بكاءً شديداً؛ مما ألم بأبنتها ورأت وسمعت، فقالت: لا يحملها أحدكم، بل أنا أحملها لوحدي، وليكن ما يكن، ولن يأكلنا الذئب بإذن الله تعالى.
فحنّ قلب أحدهم لما رأى من بكاء الأم، وقال: بلى والله، أنا أحملها، ولا تحزني، وامسحي عنكِ الدمع.
وعندما ساروا بضعة مئات من الأمتار، وجدوا أمامهم جيفة حمار، ففرحوا بها كثيراً، وسدوا بعضاً مما آثرهم من الجوع والتعب.
من بعد تلك السنين العِجاف، هذه الفتاة العرجاء الآن لديها من الأبناء والأحفاد الكثير، وهي حية ترزق بفضل الله ورحمته، بعدما كادت أن تكون طعمة في بطون الجوعى من أقاربها.

قلت: فسبحان الله الرزاق الكريم، الذي قال: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.



المصدر: صفحة المخزومي في الفيس بوك
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
خواطر وآداب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.