تكميلٌ، وإتمام ، وبيان...حول ما انتقدتُه من كلام (الشيخ محمد حسان)..

[علي بن حسن الحلبي]

تكميلٌ، وإتمام ، وبيان...


حول ما انتقدتُه من كلام (الشيخ محمد حسان)..

كاتبني بعض الأفاضل –جزاه الله خيراً- حول مقالي: " رسالتان...إلى (حزب النور)-السلفي!-،و(الشيخ محمد حسّان).." ؛ رابطاً ما أراد تنبيهي إليه –وفقه الله-بكلامي الذي صدّرتُ به مقالي المذكور ، وهو قولي -ثمة-متحفّظاً-فقد علّمتنا التجارِب-ولا تزالُ!-:

"هذا ما وصلني من كلام الشيخ محمد حسّان، وسمعته بأذني من صوته-وإن لم يكن-فيما يظهر- كاملاً : فإن لم يكن -معه-ما يوضحه ، ويُزيل هذه المعاني الظاهرة-الباطلة-منه : فهو –بلا شك-: كلام فاسد...".

ومما وضّحه الأخ المشار إليه –مما يبيّن قَدْرَاً من الحقّ-:

1- كان هذا اللقاء في شهر نيسان من سنة ( 2011 بتاريخ النصارى)، ضمن ندوة في مقر جريدة "الجمهورية" حول (السلفية).

وكان المحاورون –في اللقاء- من الصحفيين، فكان السؤال –المنقول بعض جواب الشيخ محمد حسان عليه- من أحد هؤلاء ؛ حول موقف السلفيين من الثورة ، والمشاكل التي أحدثوها بسبب مواقفهم المتشددة-كل ذلك في سياق محاولة إيقاع السلفيين في صراعات –هم دونها- مع الصوفية، والنصارى، والشيعة-.

وهاكم نصَّ السؤال –باللهجة المصرية-:

" ليه السلفيين دائما عاملين لنا مشكلة ..مصدّرين لنا مشكلة حكاية الشيعة، ولحد دي الوقت أنا بعتقد أن الشيعة نفسهم مابتكلموش بالشكل المبالغ فيه بالنسبة للسنة؟!".

فكان جواب الشيخ محمد حسان –وفقه الله-:

"أما بالنسبة لقضية الشيعة:

فالحقيقة مَن يقول: أننا أثرنا هذه الحرب، أو نرد برد فيه قسوة: حضرتك تابع ما يقوله هؤلاء في فضائياتهم: من اتهام صريح بكلمات لا تطاق ولا تقبل في حق أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، في حق أم المؤمنين عائشة، يعني: لا يقبل أحد منا أن تتهم أمه بالزنا!

هل تقبل ذلك على زوجة حبيبك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟!

والله لا تقبل.

والله لقد قالوا ذلك صراحة.

فهذا أمر يحرق الدم -ولا أقول: يحرّك السلفية ، لا ..لا.. لا- ؛ يحرك المسلمين جميعاً للدفاع والذود عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والذود عن أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات: عائشة التي يبرؤها الله من فوق سبع سماوات، يخرج علينا واحد من هؤلاء ـ وأنا لا أريد أن أستخدم ألفاظهم وأستعملها ـ ليتهم أمنا -رضي الله عنها- بالزنا في كلمات صريحة؛ هل يعقل أن نسكت ولا نرد؟!

أنا رددت، وصرخت ، وكاد قلبي أن يتصدع وأن ينفجر وأنا على منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنا أقول: الطاهرة بنت الطاهر، الصديقة بنت الصديق، الحَصَان الرَّزَان ، المبرأة من فوق سبع سموات ؛ كيف تتهم بالزنا؟!- على مرأى ومسمع من الأئمة السياسيين والأئمة الدينيين- في العراق وإيران -وغيرها-!

ثم يُطلب من المسلمين أن يصمتوا وأن يسكتوا.

وإن رد عالم منهم يقولون : بأننا نحن الذين يشعلون نار الفتنة!

فلا بد –فعلاً- من أن يكون هناك ـ يعني ـ تدخل واضح من العقلاء والحكماء.

وأنا خاطبتهم، قلت :لابد من تدخل العقلاء والحكماء -هنا أو هنالك- لإطفاء نار فتنة لا نريدها -أبداً- لبلدنا أو لأمتنا أن تشتعل ".

2- ثم قال الشيخ محمد حسان –ها هنا- مباشرةً-بعد هذا البيان الواضح الصريح-وما له من خلفيّات-:

"ثم لقد عاشت الأمة ـ أستاذي الكريم ـ عاشت الأمة قروناً طويلة، عاش فيها أهل السنة مع الشيعة ، لم يحدث -أبداً- تصادم ، ولم يحدث خلاف ، فليبق الخلاف فكرياً، وليبق الخلاف بين أهل العلم، عبِّر وأنا أرد، وأنا أقول وأنت ترد -بالضوابط وبأدب الخلاف-.

أنا أقول –دائماً- لو طرحت مسائل الخلاف في بوتقة فقه الخلاف وظلت بآداب الخلاف: فلا خلاف..".

3-ثم قال الأخ المكرم -موضِّحاً-:

"هذا هو كلام الشيخ محمد حسان -بسياقه الكامل-، وواضح أنه يتكلم عن الحرب التي تريد لها بعض الجهات أن تشتعل، وليس هذا تراجعاً من الشيخ محمد حسان بخصوص قضية الشيعة ، وإنما أراد أن تترك الأمور لأهل العلم يَفْصِلوا فيها.

ولا أدلَّ على ذلك من الجهد الذي بذله الشيخ محمد حسان -بعد ذلك- لما طُرحت قضية إنشاء بعض الحسينيات بأرض مصر! فخرج الشيخ محمد، وشدد النكير على ذلك ، وأمر بالتصدي لهذا المد الرافضي، وسخر (قناة الرحمة) لهذا الموضوع ؛ حيث تكلم فيه كثير من المشايخ.

ثم عمل مع (الأزهر) لاستصدار بيان للتصدي للشيعة ، ومنعهم من إنشاء هذه الحسينيات، وكان هو الذي قرأ بيان (الأزهر)".

4- ثم قال الأخ المكرم -معقِّباً-:

"وكأنني المس من الذين نشروا كلام الشيخ محمد في هذه الظرفية ـ وهو كلام قديم ـ ألمس منهم نوع تقصد لإيقاع الشيخ في...".

قال أبو الحارث –عفا الله عنه-بمنّه وكرمه-:

إنّما سُقْتُ مجمل تعقيب الأخ المكرم الذي كاتبني-بارك الله فيه- على كلام الشيخ محمد حسان –وفقه الله-وتمامه- ، وهو الموضّح لبعض-نعم؛ بعض-ما اقتُطع من كلامه : تحقيقاً لمعنى (العلم والعدل) اللذين اشتُهر بهما أهل السنة –جعلني الله وإياكم منهم ، ومعهم- ؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة –رحمه الله-مؤصِّلاً ومفصِّلاً-:


"وَلَمَّا كَانَ أَتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ هُمْ أَهْلَ الْعِلْمِ وَالْعَدْلِ، كَانَ كَلَامُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ مَعَ الْكُفَّارِ، وَأَهْلِ الْبِدَعِ = بِالْعِلْمِ وَالْعَدْلِ ؛لَا بِالظَّنِّ، وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ".
وقال –رحمه الله-:
"فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يَلْزَمَ سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَسُنَّةَ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ ، وَالسَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ {مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}.
وَمَا تَنَازَعَتْ فِيهِ الْأُمَّةُ -وَتَفَرَّقَتْ فِيهِ-: إنْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَفْصِلَ النِّزَاعَ بِالْعِلْمِ وَالْعَدْلِ = وَإِلَّا اسْتَمْسَكَ بِالْجُمَلِ الثَّابِتَةِ -بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ-، وَأَعْرَضَ عَنْ الَّذِينَ {فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا}؛ فَإِنَّ مَوَاضِعَ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ عَامَّتَهَا تَصْدُرُ عَنْ {اتِّبَاعِ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى}".
وقال –رحمه الله-:
"والدين إنما يقوم بالعلم والعدل ، المضادِّ للجهل والظلم.
وبذلك أنزل الله كتبه ، وأرسل رسله .
والله –تعالى- يؤلِّف بين قلوب عباده المؤمنين على ما يحبه ويرضاه".
قلت:
وإنما قلت-فيما سبق-:(...سُقْتُ تمامَ كلام الشيخ محمد حسان –وفقه الله-وهو الموضّح لبعض-نعم؛ بعض-ما اقتُطع من كلامه..) ؛ إشارةً إلى خطأ كلامه –وفقه الله-في موضوع الخلاف بين السنة والشيعة-عبر التاريخ-والذي جعلت صُلبَ كلامي-في المقال المذكور-بياناً لخطئه فيه-.
مع اعتباري-الآن-أولاً- بظرفه الخاص ، واعتذاري له -ثانياً- بحيثيات كلامه الضيقة-نسأل الله-عز شأنه-أن لا يبتليَنا.

وأقول -بعد-:

إن لغة العلم والعدل -هذه-، وتوضيح الحقائق التي قد تضطرب -بسببها-الأذهان ، والأفهام-مما هو أصلٌ أصيلٌ في منهجنا السلفي الحق-ولله الحمد- : لهي معانٍ بعيدةٌ -جداً-فواأسفاه-عن المسالك -الفجة الناشفة-التي خاض غمارَها أكثرُ إخواننا الغلاة البغاة -ردهم الله إلى الحق وهُداه-..

{فهل من مدّكر}؟!

* * * * *

[جواد الليل]

حفظ الله شيخنا الفاضل الشيخ علي بن حسن، وكذلك الشيخ الفاضل الشيخ محمد حسان، وأسأل الله أن يوفقهما لما فيه الخير والصلاح.

[أبو الأزهر السلفي]

لعمر الله إن هذا هو العلم والعدل, وهذا هو الإنصاف في زمن عز فيه الإنصاف, واستطال فيه الأنصاف !

[خالد الشافعي]

جزاكم الله خيرا ، وبارك الله فيكم .

[ابوعبدالله محمدبلال]

جزاكم الله خيرا

[ابو الحارث المغربي]

رفع الله قدرك شيخنا ابا الحارث-حارث الخير و النفع اينما حل-و جزاك عنا خيرا..لله درك من شجاع قوي في الحق لا يخاف فيه لومة لائم..و الذي نفسي بيده لهذه خير رسالة لكل إمعة جبان مخذول يتقرب إلى العباد بأعراض المسلمين ..نسأل الله السلامة و العافية

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

بورك فيك شيخنا وأحسن الله إليك وأعلي شأنك ورفع قدرك وبمثل هذا البتر والقطع أفسد كثير من الناس ‏ بتلبيسهم علي ‏‏( بعض الناس ‏‏) ولكنه لم يتحر ولم يتثبت كما فعل شيخنا هنا ‏.

[ابو احسان الاعرجي]

بورك فيك شيخنا وأحسن الله إليك وأعلي شأنك ورفع قدرك

[محمد الامام]

ماشاء الله لا قوة الا بالله هذه هي طريقة اهل العلم في فهم كلام اهل العلم بارك الله لكم

[خالد النبابته]

بورك فيك شيخنا وأحسن الله إليك وأعلى شأنك ورفع قدرك
اللهم آمين آمين