أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
84618 98094

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام > مقالات فضيلة الشيخ علي الحلبي -حفظه الله-

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2011, 11:48 AM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي (السلفيّون)،و(السلفيّة) في نظر الغرب-في الفترة الحاليّة-..





(السلفيّون)،و(السلفيّة)
في نظر (الغرب)-في الفترة الحاليّة-..






نشرتْ صحيفة (الإيكونومست)-البريطانية-(تقريراً خاصاً ) - مطولاً -بتاريخ( 17-12-2011)، بعنوان:

(الإسلام السياسي : صعود في كل مكان)

وعنوانه يدلّ على مقصوده ومراده...

ولستُ في هذا المقال مناقشاً (التقرير )-كله-بما حوى من مغالطات وتناقضات؛فضلاً عن مناقشة النظرة العامة للإعلام الغربي للدعوة السلفية-عموماً-، وللإسلام-بصورة أعمّ-؛فكل هذا معروفٌ معلومٌ-سابقاً-..ولكني أريد-هنا-فقط-تناول كلمة (صغيرة)وردتْ أثناء المقال فيها جانبٌ من (الحقيقة) المُرة-وللأسف الشديد-!فقد ورد في (التقرير)-أثناء مناقشته (الانتخابات المصرية)-الأخيرة-الإشارةُ إلى (حزب النور -السلفي-) ، وأدائه ،و و و... ثم قال كاتبُ (التقرير):
...«ومع أن عمره لا يتعدى بضعة أشهر- ورغم شكوك تدور حول استطاعته توحيد طائفة من الفصائل السلفية المتشاحنة - غالباً-؛ فقد استطاع....»-إلخ-..
ولستُ أريد ها هنا- التوكيدَ على موقفي الواضح والمعلَن-والمتكرّر- من(الانتخابات!) ؛ فضلاً عن(الحزبية!) ، ولكني أريد التوكيدَ على قولهم-في وصف (الفصائل السلفية)- بـ: «المتشاحنة غالباً-»!!
وبالرغم من أن (التقرير)يناقش(الحالة المصرية)-فقط- ؛ إلا أن هذا الوصفَ مرادٌ به وصفُ عموم (السلفيين) -وإن كان مقصودُ كاتبه إلصاقَ هذا الوصف بـ(الدعوة السلفية)-عموماً-!!
وكما أن الفرقَ بدهيٌّ-جداً- بين(الإسلام) ،و(المسلمين )-أصلاً-:فهو -كذلك-بين(السلفية)،و(السلفيين)-فرعاً-...
فالإسلامُ-والسلفيةُ جوهرُ دعوته الصادقة الصافية-دين الاجتماع ، والألفة ، والوحدة،ووو....
والناظر -بدقة-يرى أن (الفصائل السلفية) -في مصر-بالرغم من (تشاحنها)-غالباً-؛ إلا أنها لا تكاد تُظهر هذا (التشاحن)-إلا لِماماً-!
بعكس (الفصائل السلفية)-الأخرى-في كثير من البلاد الأخرى-العربية والإسلامية والغربية-وللأسف الشديد-؛ فإن الطافي على السطح من (تشاحنها)شديدٌ ، وشديدٌ -جداً-!!
فهل يرضى (سلفيٌّ)-حقٌّ-أن يُوصف إخوانه ، أو تُوصف دعوته بـ(التشاحن)؟!
وما أسبابُ هذا الوصف؟!
وما دوافعُه؟!
وما وجوهُ نزع فتيلته؟!
أظن أن الأجوبة (الصحيحة)-الصريحة-على هذه التساؤلات قوية واضحة ، وأسباب ذلك-كله-مكشوفة لائحة....

إنه الغلو-من أكبر جهة-...
و..التقصير من جهة أخرى-..
و..سوء الظن...
و..التربُّص...
و...التعصُّب..
و..التقليد....

نعم؛ كل ذلك موجودٌ-وللأسف الشديد-بين فئات وفئات من (السلفيين)،ولا أقول:(السلفية)...


فهلاّ كنا النموذجَ الأمثلَ -بين (السلفيين) - : في تبييض صفحة (السلفية)-النقية-، وتصفيتها من الكدر والشوائب التي علقت بها نتيجةَ سلوك العديد من أبنائها ؛ فضلاً عن جهل -وحقد- أعدائها؟؟!!


ذلك ما نرجو..

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية -القائل-في "مجموع الفتاوي"(254/22)-
:
( وبلاد الشرق من أسباب تسليط الله التتر عليها: كثرة التفرق والفتن في المذاهب -وغيرها-).

وقال -أيضاً-في(3/ 419)-منه- :
(وهذا التفريق الذي حصل من الأئمة -علمائها ومشايخها وأمرائها وكبرائها- هو الذي أوجب تسلّط الأعداء عليها ؛ وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله؛ كما قال -تعالى- :{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}.
فمتى ترك الناسُ بعض ما أمرهم الله به: وقعت بينهم العداوة والبغضاء.
وإذا تفرق القوم: فسدوا وهلكوا .
وإذا اجتمعوا: صلحوا وملكوا؛ فإن "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ).


والله-وحده-المستعان...






* * * * *


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-22-2011, 12:03 PM
الصورة الرمزية أبو مسلم السلفي
أبو مسلم السلفي أبو مسلم السلفي غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الأردن
المشاركات: 3,420
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة


فهلاّ كنا النموذج الأمثل بين (السلفيين)في تبييض صفحة (السلفية)-النقية-، وتصفيتها من الكدر والشوائب التي علقت بها نتيجةَ سلوك العديد من أبنائها ؛ فضلاً عن جهل -وحقد- أعدائها؟؟!!


ذلك ما نرجو..


والله-وحده-المستعان...






* * * * *


نسأل الله ذلك وجزاك الله خيراً شيخنا الكريم
__________________






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-22-2011, 01:15 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

(وهذا التفريق الذي حصل من الأئمة -علمائها ومشايخها وأمرائها وكبرائها- هو الذي أوجب تسلّط الأعداء عليها ؛ وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله؛ كما قال -تعالى- :{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}.
فمتى ترك الناسُ بعض ما أمرهم الله به: وقعت بينهم العداوة والبغضاء.
وإذا تفرق القوم: فسدوا وهلكوا .
وإذا اجتمعوا: صلحوا وملكوا؛ فإن "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ).

__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-22-2011, 04:16 PM
أكرم مصطفى أكرم مصطفى غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 20
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

وإذا اجتمعوا: صلحوا وملكوا؛ فإن "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ).
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-22-2011, 05:29 PM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

حفظك الله شيخنا الحبيب

وجزاك الله خير
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-22-2011, 06:24 PM
بوضياف ضرار بوضياف ضرار غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: ولاية المسيلة الرمز البريدي28000/ الجزائر
المشاركات: 735
افتراضي

الدعوة السلفية في نظر الغرب هي الدعوة الحقّة و الهادئة و الهادية و الهادفة و الأزلية و الأبدية و الباقية ، و هم يعلمون علم اليقين كما ينظرون بعين اليقين ان الدعوة السلفية هي التي ستكون لها الكلمة آخرا كما كانت لها الكلمة أولا " بدأ الاسلام غريبا و سيعود كما بدأ فطوبا للغرباء " ، لكن اهل الغرب دائما يصطادون في الماء العكر ليسقطوا آخر ورقة التوت عن عورة السلفيين ، و ما الانتخابات المصرية الا فرصة من الفرص الذهبية التي لا يمكن للغرب ان يفوِّتها ليُظهر مدى التفرق الحاصل بين السلفيين مرسخا بذلك التفريق بين السلفية ليجعلها سلفيات كثيرة من سلفية علمية الى سلفية سياسية الى سلفية حاكمية الى سلفية جهادية ....الخ ، و مع هذا يعلمون ان السلفية هي الدعوة الحق و لا يمكن للحق ان يتعدد او يتجزّأ.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-22-2011, 09:36 PM
عبيدالله الأثري عبيدالله الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 568
افتراضي

نصائح غالية ، وتوجيهات سديدة

فبارك الله فيك شيخنا وجمع بك كلمة أهل السنة.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-23-2011, 09:50 AM
أبوالأشبال الجنيدي الأثري أبوالأشبال الجنيدي الأثري غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 3,472
افتراضي

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل , وبارك الله في حرصك على الدعوة السلفية النقية ,
والذب عنها .
نسأل الله أن يجمع كلمة السلفيين وأن يوحدها على الحق في كل مكان .
__________________

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .

دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ .

وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-23-2011, 10:33 PM
ابو عبدالله الراشد ابو عبدالله الراشد غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 6
افتراضي

انه لواقع مؤلم ومرير نسأل الله الثبات
__________________
وكل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-25-2011, 04:51 PM
عبد الكريم السلفي عبد الكريم السلفي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

لا عبرة بقول الكفار في السلفيين في هذا الشأن خاصة فالإسلام مخالف لهم في أصلين عظيمين
الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الثاني :الولاء والبراء.
وهما الأصلان المفقودان في ملة الكفر
قال تعالى : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) سورة المائدة وهذا حين كان للدين عندهم بعض القدر فكيف بزماننا هذا الذي يقولون فيه بالحرية المطلقة والإباحية التامة.
وقال تعالى في مقابل ذلك مادحا المؤمنين : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)  سورة آل عمران.
فما هو عند السلفيين من أعظم الفضائل ودلائل الخيرية يعتبر عند الكفار من المشاحنات الغالبة
أما الاجتماع الذي يعنيه شيخ الإسلام في قوله وإذا اجتمعوا: صلحوا وملكوا؛ فإن "الجماعة رحمة والفرقة عذاب"
فهو الاجتماع على السنة الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأرشد إليه في قوله :.  قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد" الصحيحة 936..
وليس اجتماع التحزيب والتكتيل.
أما علاج الاختلاف
فقد بينه الله عز وجل في قوله تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)  سورة النساء
قال السعدي في تفسيره للأية : .....ثم أمر بطاعته وطاعة رسوله وذلك بامتثال أمرهما، الواجب والمستحب، واجتناب نهيهما. وأمر بطاعة أولي الأمر وهم: الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في [ ص 184 ] معصية الخالق. ولعل هذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم وذكره مع طاعة الرسول، فإن الرسول لا يأمر إلا بطاعة الله، ومن يطعه فقد أطاع الله، وأما أولو الأمر فشرط الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية.
ثم أمر برد كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى الله وإلى رسوله أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخلافية، إما بصريحهما أو عمومهما؛ أو إيماء، أو تنبيه، أو مفهوم، أو عموم معنى يقاس عليه ما أشبهه، لأن كتاب الله وسنة رسوله عليهما بناء الدين، ولا يستقيم الإيمان إلا بهما.
فالرد إليهما شرط في الإيمان فلهذا قال: { إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } فدل ذلك على أن من لم يرد إليهما مسائل النزاع فليس بمؤمن حقيقة، بل مؤمن بالطاغوت، كما ذكر في الآية بعدها {ذَلِكَ } أي: الرد إلى الله ورسوله {خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا } فإن حكم الله ورسوله أحسن الأحكام وأعدلها وأصلحها للناس في أمر دينهم ودنياهم وعاقبتهم.
__________________
عن عبد الله بن عمررضي الله عنهما- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بالسَّيْفِ، حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريك له، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (جلباب المرأة المسلمة ص203 طبعة دار القلم 2002م) ، (والارواء 1269) ، وحكم عليه الألباني رحمه الله بالصحة في صحيح الجامع حديث رقم : 2831.
رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.