أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
![]() |
![]() |
![]() |
|||||
|
![]() |
35743 | ![]() |
98094 |
#1
|
|||
|
|||
![]() العلماء ومسؤولية الفتوى... فتوى (قتلى المُظاهرات) -نموذجاً-! ...خَرَجَ علينا بعضُ المتصدِّرين للفتوى -فيما سُمِّيَ بـ(لجنة علماء الشريعة!) -بفتوى في موضوع (قتلى المظاهرات والاعتصامات!)؛ يحكم فيها على مَن مات جرَّاء ذلك بأنه شهيد! وأنَّ مَن لم يكن مُسلماً ومات كذلك؛ فهو -أيضاً- (بمثابة الشهيد)! وهذه الفتوى المنكرة - وبخاصَّةٍ في هذه الأيام والظروف- تمثِّل دعوةً صريحةً لإثارة الفتنة، بل باباً مفتوحاً للقتل، والتعرُّض له، بدعوى الشهادة، وحُبّ الشَّهادة، وطَلَب الشَّهادة... ولا يشكُّ (مُسلمٌ) -كيفَما كان- بفضل الشهادة في سبيل الله، وفضل الشهيد، ودرجته عند الله -تعالى-؛ لكنْ؛ «ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته» -كما قال نبيُّنا -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-؛ لا بالفَوضَى، ولا بالهَوَى... فواجبُ العلماء الحقيقيُّ: تهدئة النُّفوس، وربطها بالمَلِك القُدُّوس -سُبحانه وتعالى-؛ بدلاً من تثويرها وإثارتها، ودفعها إلى الفِتَن والمِحَن بغير حجَّة، ولا هُدى، ولا كتاب مُنير، وإلى مصير لا تُدرَى نهايتُهُ! وقد روَى البخاريُّ في «صحيحه» عن أبي هريرة، عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه قال: «اللهُ أعلمُ بمَن يُجاهدُ في سبيلِه، واللهُ أعلمُ بمَن يُكْلَمُ في سبيلِه». ومِن تبويبِ الإمامِ البخاريِّ في «صحيحِه» قولُه -رحمه اللهُ-: (باب لا يُقالُ: فُلانٌ شهيد). واعتقادُ أهل السُّنَّةِ والجماعةِ قائمٌ على هذا الأصلِ الصحيح؛ كما قال الإمامُ أبو جعفر الطَّحاويُّ في «عقيدتِهِ» -المشهورة-: «ولا نُنزلُ أحداً مِن أهل القِبلةِ جنَّةً ولا ناراً؛ ولكن: نرجُو لِمُحسِنِهم، ونَستغفرُ لِمُسيئِهِم». وممّا يُؤيِّدُ هذا المعنى: ما رواهُ الإمامُ مُسلمٌ في «صحيحِه» عن عائشةَ أمِّ المُؤمِنِين، قالَت: تُوفِّي صَبِيٌّ، فقُلتُ: طُوبَى له، عُصفورٌ مِن عصافيرِ الجنَّةِ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «أوَلاَ تَدرينَ أنَّ اللهَ خَلَقَ الجنَّةَ وخَلَقَ النَّارَ، فخلَقَ لهذه أهلاً، ولهذه أهلاً». وقد رواهُ الإمامُ ابنُ حِبَّان في «صحيحِه»، وعلَّقَ عليه بقولِهِ: «أرادَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بقولِهِ هذا: تَرْكَ التَّزكِيَةِ لأحدٍ ماتَ على الإسلام، ولئلاّ يُشهَدَ بالجنَّةِ لأحدٍ وإن عُرِفَ منهُ إتيانُ الطَّاعات، والانتهاءُ عن المَزجورات، ليكونَ القومُ أحرصَ على الخيرِ، وأخوفَ مِن الرَّبِّ؛ لا أنَّ الصبيَّ الطِّفلَ مِن المُسلمِين يُخافُ عليه النَّارُ..». وفي «مُسندِ الإمامِ أحمد» -بسندٍ صحيحٍ- عن عُمر بن الخطَّاب -رضيَ اللهُ عنهُ-، قال: «لا تُغْلُوا صُدُقَ النِّساء، فإنَّها لو كانت مَكْرُمَةً في الدُّنيا، أو تقوَى في الآخرةِ، لَكانَ أَوْلاكُم بها النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-؛ ما أنكحَ شيئاً مِن بناتِهِ ولا نسائِهِ فوقَ اثنتَي عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. وأُخرَى تَقُولُونَها في مَغازِيكُم: «قُتِلَ فُلانٌ شهيداً»! «ماتَ فُلانٌ شهيداً»! ولعلَّهُ أنْ يكونَ قد أَوْقَرَ عَجُزَ دابَّتِهِ، أو دَفَّ راحِلَتَهُ ذَهَباً وفِضَّةً يَبتغِي التِّجارةَ! فلا تَقُولُوا ذاكُم، ولكِن قُولُوا كما قال محمدٌ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «مَن قُتِلَ في سبيلِ الله فهو في الجنَّةِ». ... هذا فَهْمُ السَّلَف الصَّالح، وهذا حرصُهم، وهذه تقواهُم... فأين (أولئك) منهُم؟! ولا يَفْهَمَنَّ مُتعجِّلٌ مِن هذا التَّوضيحِ العلميِّ العقائديِّ عَكسَ المَقصودِ والمُراد؛ فعدمُ إثباتِ الشَّهادةِ لا يَلزَمُ منهُ نَفيُها، وإنَّما الأمرُ مَوكُولٌ -كما تقدَّمَ- بعلمِ الله -تعالى- للنُّفوسِ، والنِّيَّاتِ... وأمَّا ما استدلَّ به بعضُ أولئك المُفتِين -غفرَ اللهُ لهم- ممَّا نَسَبُوهُ إلى قولِ عُمَر -رضيَ اللهُ عنهُ- مِن قولِ بعضِ رَعيَّته له: «لو رأينا فيك اعوِجاجاً لقوَّمناك بسيوفِنا» -وإقراره -رضيَ اللهُ عنهُ- لذلك-: فممَّا لا يُعرَف [ له ] سَنَدٌ صحيحٌ في كُتُبِ السُّنَّة! إنَّما تُوردُهُ بعضُ كُتُب التَّاريخ والأدب ممَّا لا حُجَّةَ فيها! وأمّا موضوع (المظاهرات) -جُملةً- ودعوَى إدخالِهِ في باب (الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر) -كما زَعَمَ بعضُهُم!-؛ فهو ليسَ كذلك -ألبتَّةَ-، بل هو غفلةٌ عن قاعدةِ الشَّرع الحكيم في تمييز (المصالح المُرسَلَة) -الحَقَّة- مِن (البِدَع) المُحدَثَة -الباطِلَة- كما قرَّرَهُ شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ -رحِمَهُ اللهُ- في كتابِهِ «اقتِضاء الصِّراط المُستقيم»؛ حيث بيَّنَ -رَحِمَهُ اللهُ- أنَّ أيَّ أمْرٍ حادِثٍ ذي صِلَةٍ بالعِبادةِ قامَ المُقتَضي لِفِعْلِهِ في عصر النُّبُوَّةِ، ثم لمْ يُفعَل: فهو بدعةٌ.. فالغفلةُ عن إعمالِ هذه القاعدة الشرعيَّةِ -ومَثيلاتِها- يُوقع في دعاوَى عريضة، ومذاهب فقهيَّة فاسدة! بل الواقعُ -في هذا- سارٍ على مِثلِ معنى قولِهِ -تعالى-: {وإذا قيلَ لهُم لا تُفسِدُوا في الأرضِ قالُوا إنَّما نَحنُ مُصلِحُون}؛ فليسَت كُلُّ مُطالبةٍ بالإصلاحِ مَعروفاً! وليسَ كُلُّ نَهْيٍ عن الإفسادِ حقًّا! والعبرةُ -أوَّلاً- بالحقائقِ والبيِّنات، ثُمَّ بالنَّتائجِ والثَّمَرات، والمصائرِ والمآلات -ثانياً- {لو كانُوا يعلَمُون}.. وفتوَى أئمة العِلم الرَّبَّانِيِّين في هذا الزمان -جميعاً- الإمام الألباني، والإمام ابن باز، والإمام ابن عثيمين -رحمهم الله -أجمعين- على تحريمِ هذه المُظاهَرات، وما يتبعُها من فوضَى، وفِتَن، ومِحَن -حتَّى لو ادُّعِيَ سِلميَّتُها!-؛ بل يَرَى كُلُّ ذي بَصَرٍ وبصيرةٍ آثارَ هذه المُظاهَراتِ السَّيِّئةَ في عددٍ مِن البُلدان العربيَّة هُنا، وهُناك، وهُنالك، و(مَن رَأَى العِبرةَ بأخيهِ فلْيَعْتَبِر)؛ فالأمرُ كما قال الصَّحابيُّ الجليلُ ابنُ مسعود -رضيَ اللهُ عنه-: «السَّعيدُ مَن وُعِظَ بغيرِهِ»؛ فكيفَ الشَّأنُ -إذاً- بمَن لم يتَّعِظْ حتّى بنفسِهِ؟! بل تَراهُ يدعُو غيرَه إلى الوُقوع في الحُفرةِ التي أوْبَقَ فيها بعضُهُم نفسَه -بنفسِهِ- دُونَ وازِع، ولا رادِع-! يا عُقلاءَ الأُمَّة -ولا أقُولُ: عُلماء!- ... العلمُ أمانةٌ، ورسالةٌ، ومسؤوليَّةٌ؛ ليس العلمُ هَدْراً للنُّفوسِ، ولا تثويراً للعواطِفِ، ولا إيقاعاً للأمَّةِ في المِحَن والفِتَن، ولا جرًّا لها إلى مستقبل مجهول، بفعلٍ غير معقول، وقولٍ غيرِ مقبول... وهذا التَّأصيلُ -كُلُّهُ- ينبغِي أن لا يتعارَضَ -ألْبَتَّةَ- مع الدَّعوةِ إلى الإصلاحِ، ونَقض الفَساد؛ فاللهُ -تعالى- يقولُ: {ولا تُفسِدُوا في الأرضِ بعدَ إصلاحِها}؛ ويقولُ -سُبحانَهُ-: {إنْ أُريدُ إلا الإصلاحَ ما استطعتُ وما توفيقي إلا بالله عليه توكَّلْتُ وإليه أُنيبُ}. {واللهُ يعلمُ المُفسِدَ مِن المُصلِحِ}، وهو -سُبحانَهُ- المُستعانُ، وعليه التُّكلان. *****
|
#2
|
|||
|
|||
![]()
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل وبارك فيك وفي علمك
|
#3
|
|||
|
|||
![]() اقتباس:
__________________
قال العَلامَةَ ابْنَ دَقِيقِ العِيد رحمه الله[SIZE="5"][/SIZE] فِي «الاقْتِراح» (ص302): «أَعْرَاضُ المُسْلِمين حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّار؛ وَقَفَ عَلَى شَفِيرِهَا طَائِفَتَانِ مِنَ النَّاس: المُحَدِّثُونَ، وَالحُكَّام». |
#4
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخ على
وإن أكثر ما نرجوه لهؤلاء القتلى أن يعفو الله عنهم لأنهم جاهلون . ووالله لو يعلم أحدهم ما جاء في السنة الغراء من الوعيد لمن يموت وليس في عنقه بيعة لإمام لما تجرأ أحدهم على الخروج والموت على هذه الحال لكن نرجوا من الله أن يعفو عنهم بسبب جهلهم والشبهات التي أحاطت بهم |
#5
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيرا و بارك فيك
__________________
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم |
#6
|
|||
|
|||
![]() جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب وأعزك ونصرك وثبتك
ولا أدري متى يعقل القوم كلامك هذا الواضح البين لكل ذي لب . |
#7
|
|||
|
|||
![]() موضوع في وقته
فجزاك الله خيرا شيخنا الكريم وأما هؤلاء -وهم بهذه العقلية- -وهذه النفسية المتشنجة- فاستميحك عذراً -شيخنا- هم أقل من أن يتشرفوا بإطلاق هذه الألقاب الشريفة عليهم (علماء) (مُفْتُون) بل هم (جهلاء) (مَفتُونون) (فَتّانون) ولا كــــــــــــــــــــرامة
__________________
To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#8
|
|||
|
|||
![]() جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب على حرصكم وفضلكم ..
نسأل الله أن يحفظكم وأن ينفع بكم الإسلام والمسلمين ...
__________________
. قـال عبـدالله بـن مسعـود – رضـي الله عنـه - : { إنـا نقتـدي ولا نبتـدي ، ونتبـع ولا نبتـدع ، ولـن نضـل مـا إن تمسكنـا بالأثـر } رواه اللالكائـي فـي شـرح الاعتقـاد 1/ 86
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل، وأسأل الله أن يحفظك و أن يبارك فيك
|
#10
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك شيخنا
واقولها ولست مداهنا لولا دفاع الشيخ علي الحلبي عن اهل السنة والجماعة في المملكة لضاعت الدعوة السلفية واقول لاخوتنا في سحاب والبيضاء والمنتديات السلفية الاخرى يا ليت قومي يعلمون!! فسر يا شيخنا على خطاك كما عهدتك منذ التقيت بك قبل عشر سنين وانت انت ولم تتغير إلا لما فيه خير الدعوة السلفية ليس في الاردن فحسب بل في العالم بأسره سر بنا حيث الهدى أعزك الله ونصرك وثبتك اخوكم زياد أبو رجائي
__________________
------------------------------------------------ To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |