أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
78920 73758

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2011, 11:38 AM
خالد بن إبراهيم آل كاملة خالد بن إبراهيم آل كاملة غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: بلاد الشام
المشاركات: 5,683
افتراضي طريق التغيير / للشيخ الدكتور أشرف بني كنانة حفظه الله((-صوتية-مفرغة-))

طريق التغيير


د.أشرف بن محمود الكناني


مسجد جامعة اليرموك/إربد 21/3/1432هـ- 25/2/2011م

بالصوت
على الرابط التالي
http://www.archive.org/details/kulalsalafiyeen.com_867


التفريغ:
أيها الناس:
يتحدث الناس في هذه الحُقبة من الزمان عن الإصلاح والتغيير، الكل يتحدث مِن موقعة، مَنْ يملك الإصلاح والتغيير، ومَنْ لا يملك الإصلاح والتغيير، مَنْ كانت أُسسه الفكريَّة والعقدية والثقافية والمنهجية، أُسساً صحيحة، ومَنْ كانت فيه كل تلك ليست بصحيحة، كلُّهم يتحدث عن الإصلاح وعن التغيير، عن تغيير الواقع، عن إصلاح المجتمعات، وأغلبُ الناس في هذا الزمان يتحدثون إما عن إصلاح سياسي، وإما عن إصلاح معيشي.
ولا شك أن كلَّ إنسانٍ يتطلعُ نحو التغيير للأفضل، كلَّ إنسان يسعى نحوَ حياةٍ أفضل، في كلِّ مناحي الحياة، على صعيد الفرد وعلى صعيد الجماعة: في العلم في الفكر في الثقافة في السياسة في الاقتصاد في الدين والتدين، في المعيشة وفي كل شيء؛ لكن لا بد أن نأخذَ بعين الاعتبار أن التغيير على أنواع؛ منها التغيير الحقيقي، ومنها التغيير الموهوم، والمشكلةُ أن كثيراً من أصحاب التغيير الموهوم، يظنون تغييرهم حقيقياً؛ وأجدني أصنِّفُ أنواع التغيير أو أصحاب التغيير؛ على ثلاثةِ مراتب بحسب ما نعرف وبحسب ما نفهم وبحسب ما عَلَّمنا دينُنَا، ونحكمُ بحسب ثقافاتنا لا بحسب ثقافات الآخرين:
النوع الأول من هؤلاء: أصحاب التغيير الحقيقي الكلي على منهاج النبوة:
وهذا الصنفُ من أصحاب التغيير، لا يُوجدُ الآنَ على أرض الواقع؛ ذلكم لأن هذا النوع من التغيير قال الله تعالى في مثله: ] تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون [؛ فالمسلمون بسبب ابتعادهم عن منهاج النبوة، لم يعودوا قادرينَ على تغيير حقيقي يُرجِعُ الأمورَ كما كانت عليه في عصر النبوة، ولكنَّ هذا الواقع لا يُعفيهم من الدعوة إلى الرجوع لمنهاج النبوة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وكان مما أخبر النبي r عن أهل هذا النوع من التغيير، الحديثُ الذي أخرجه الإمام أحمد في المسند بسند صحيح (18406): عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ r، -وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ-؛ فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ r، فِي الأُمَرَاءِ ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: « تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُبُوَّةٍ »؛ ثُمَّ سَكَتَ.
قَالَ حَبِيبٌ : فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي صَحَابَتِهِ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ بِهَذَا الْحَدِيثِ أُذَكِّرُهُ إِيَّاهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي عُمَرَ، بَعْدَ الْمُلْكِ الْعَاضِّ وَالْجَبْرِيَّةِ؛ فَأُدْخِلَ كِتَابِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسُرَّ بِهِ وَأَعْجَبَهُ.
نلاحظ في هذا الحديثِ الذي لخصَ فيه النبيُ r أنواعَ الإمارةِ مِنْ عهده r إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها؛ أولها: النبوة؛ أي: زمن النبي r. ثم ترفع. وثانيها: خلافةٌ على منهاج النبوة؛ أي: كأن النبوة ما زالت موجودة، وهذه أخبر عنها النبي r في حديث آخر؛ قال r: « تكون خلافة النبوة ثلاثين عاماً »، أو قال: « ثلاثون عاماً خلافة النبوة ». يعني: أنَّ الخلافةَ التي على منهاج النبوة، تكونُ في هذهِ الأمةِ فقط لمدةِ ثلاثينَ عاماً بعده -عليه الصلاة والسلام-، وهي التي انتهت بمقتل علي t. فهي فترة الخلفاء الراشدين الأربعة الذين أوصى r أن نسير على منهاجهم ونتمسكَ بسنتهم، ونَعضَّ على ذلك بالنواجذ.
وثالثها: الملك العاضّ؛ وهي: التي تأتي بعد خلافةَ النبوة، تَعرفُ منها وتنكر؛ هي خلافةٌ، لكن ليس منهاجها على منهاج النبوة منهاجاً تماماً، فيها من النبوة وفيها من غير النبوة، وتصبح الإمارة فيها إمارة تغلُّب، وهي فترةُ الإمارةِ بعدَ معاويةَ بنِ أبي سفيان t، ويستمر ذلك إلى نهايةِ الخلافةِ العثمانية.
رابعها: الملك الجبري؛ وهي: الإمارة التي بعد الخلافة العثمانية، وتصبح فيها الإمارة والملك بالقوَّة وبالسطوة؛ وهي هذه الفترة وهذه الحقبة من الزمان.
خامسها: خلافة على منهاج النبوة؛ فتعودُ الخلافةُ كما كانتْ في عهدِ الخلفاءِ الراشدين. هذهِ الخلافةُ جاء في آخر الحديث أنفِ الذكرِ أنَّ أحد رواته يراها في عهدِ عمرَ بنِ عبد العزيز؛ فيرى الراوي أن فترةَ المُلك العاضِّ، والملكِ الجبري؛ هي الفترة التي أتت بعد الخلافة الراشدة، إلى بداية عصر عمر بن عبد العزيز. فيرى الراوي أن الإمارةَ انتقلت من الخلافة الراشدةِ إلى فترة ِالملكِ العاضِ، ثم إلى فترةِ الملكِ الجبري ويعني بالملكِ الجبري ربما: فترة خلافةِ يزيدِ بنِ معاوية -رضي الله عنهما- وما بعدها، ثم جاءتْ خلافةُ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بعد ذلك؛ وهي فترة الإمارةُ الأخيرة، فترةُ الخلافةِ التي على منهاج النبوة؛ هكذا يرى راوي الحديث؛ لأن عمر بن عبد العزيز انتهجَ نهجَ جدِّه عمرَ بنِ الخطَّابt، حتى عَدَّهُ بعضُ العلماءِ الخليفةَ الراشدِ الخامس؛ لشدةِ عدله، حتى إن الشاة كانت تسيرُ إلى جانبِ الذئبِ ولا يعتدي عليها، لانتشارِ العدلِ والأمانِ في عهدِ هذا الملك. وذاتَ يومٍ رأى أعرابيٌ ذئباً يعدو على شاة؛ فقال الأعرابي: ماتَ العدلُ والله، فما هي إلا بضعةَ أوقاتٍ حتى وصل الخبرُ بموتِ عمرَ بنِ عبدِ العزيز.
فراوي الحديثِ هذا يرى أن فترةَ عمرَ بنِ عبدِ العزيز، هي آخرُ ما تحدَّثَ عنه النبي r من أنواعِ الإمارة.
لكنَّ الصوابَ: أنَّ فترةَ عمرَ بنِ عبدِ العزيز وإن كانت تُشبهُ الخلافةَ الراشدة، هي مِن فترةِ المُلكِ العاضِّ، ولا يَمنعُ أن يكونَ بين الفينةِ والأخرى في فترةِ المُلكِ العاضِّ، أو في فترةِ الملكِ الجبري، مِنْ بينِ الأمراءِ والملوك، مَنْ يحكمُ بين الناسِ بالعدلِ والقسطِ ويَرضى الناسُ عنه، ويرضَى الله عز وجل عنه؛ لذلكَ يرى أغلبُ العلماءِ أن هذا الحديثَ عددَ فيه النبي r فيه أنواعَ الإمارة من عهدهِ r إلى أن تقومَ الساعة؛ خلافةُ النبوة، ثم خلافةٌ راشدة، ثم ملكاً عاضاً، ثم ملكاً جبرياً؛ وهو عصرنا هذا، ويبقى الأمر ملكاً جبرياً، إلى أن تأتيَ خلافةٌ على منهاجِ النبوة؛ وهي: خلافةُ المهدي، التي تأتي في آخرِ الزمان؛ فيخرجُ المهديُ ويملأُ الأرضَ عدلاً وقسطاً، كما مُلئت جوراً وظلماً، يَبقى ملْكُهُ سبعَ سنوات، يُشبهُ النبيَ r في خُلُقِهِ ولا يُشبهُهُ في خَلقه.
فكما تلاحظون أن الخلافةَ الأخيرةَ التي تكون على منهاجِ النبوة، على رأي حبيب أحد رواة الحديث-؛ هي: خلافةُ عمر بن عبد العزيز. وعلى رأيٍ آخر؛ هي: خلافةُ المهدي التي تكون في آخرِ الزمان.
هذا هو النوع الأول من أهل التغيير، سميتهم أصحاب التغيير الكلي الذين يغيرون تغييراً كلياً على منهاج النبوة وهؤلاء ذهبوا.
النوع الثاني من أصحاب: أصحاب التغيير الحقيقي الجزئي، أيضاً يغيرون على منهاج النبوة:
وهذا النوع من التغيير هو الذي يقوم به الداعون إلى الله على بصيرة؛ رجوعاً إلى الكتاب والسنة، على اختلاف اجتهاداتهم واتجاهاتهم ومشاربهم، ولا يخلوا الزمانُ من أمثالِ هؤلاء أبداً قَلُّوا أو كثُرُوا؛ سيبقى أُناسٌ يدعونَ إلى منهاجِ النبوة، ويدعونَ إلى رجوعِ الأمرِ إلى ما كانَ عليهِ في عهدِ النبي r، من العملِ بالإسلامِ والحكمِ به، إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها.
لكن: هل فعلاً هؤلاء يقدرون على إقامة الإسلام كما أمر نبيُ الإسلام؟ الجواب: لا؛ أخبر بذلكُ حديثُ الأمراءِ الذي ذكرناه آنفاً، الذي ذَكَرَ أن الخلافةِ على منهاجِ النبوةِ لا تكون إلا في آخر الزمان، ومتى يكونُ ذلك؟ لا يكونُ ذلكَ إلا بعدَ أن يَصْلُحَ الناس، وكُلُنَا يحكمُ أن الناسَ في الجملةِ غير صالحينَ في هذا العصر.
أهلُ هذا النوعِ من التغييرِ همُ الذينَ أخبرَ عنهم النبي r وعن بقائِهِمْ على مَرِّ العصور والأزمان؛ فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ : لاََ يَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ. البخاري (7311). وفي رواية لمسلم (5063): جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». ثم سُئل r في أحاديثَ أُخر عن صفاتهم؛ فقال: « هم أناس قليلون في أناس كثيرون، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ». وفي حديث آخر، وصفهم بقوله: « هم الذين يصلحون إذا فسد الناس ». فأهل الحق قلة، والذين يُطيعونهم أيضاً قلة، والذين يعصونهم هم الأكثرُ من الناس.
وأقول: أنَّ هؤلاءِ المصلحين غيرُ محددينَ في صنفٍ أو جماعة من الناس لا إسلامية ولا غير إسلامية، ولا في حزبٍ ولا شعبٍ ولا في طائفة؛ هؤلاءِ كلُّ مسلمٍ وكلُّ واحدٍ منكم يستطيعُ أن يكونَ منهم؛ لأن النبي r حددَ صفاتِهِم؛ وخلاصتُها: أنهم هم الذين يعملون بمنهاج النبوة، وبالأخص في الفتنِ، وعندَ تغيرِ الزمانِ واختلاطِ الأمور؛ يعتصمونَ في الفتنِ بالكتابِ والسنةِ، ويَجأرون إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بالخلاص.
النوع الثالث من أصحاب التغيير: أصحابُ التغيير الموهوم:
وقد قدَّمتُ في أولِ خطبتي هذه: أنَّ الكلَّ في هذا الزمانِ أصبحَ يدعو للتغير ولا بأس بذلك؛ لكن على هدىً وبصيرةٍ وحكمةٍ وعلم، وأولُ ذلكَ العلمُ بالشرع- أما أن يدعوَا الكلُّ للتغيير؛ مَن ملك منهم التغيير ومَن لا يملكُ منهمُ التغيير، مَنْ كانَ ذا فكرٍ، ومَن لم يكن منهم ذا فكر، مَن كان ملتزماً بالشرع ومَن لم يكن منهم ملتزماً به، مَن فهمَ السياسةَ والحكم، ومَن لا يفهم، المهمُ أنهم يريدونَ التغيير! يريدونَ أن يثوروا! لماذا؟ لا يعرفون! لصالحِ مَن؟ لا يعرفون! أين سيصلون؟ لا يعرفون! والأدهى من ذلك وأمَرُّ: أن هناك قوىً إما ثنائية، وإما ثلاثية، وربما أكثرَ تتحكمُ بالتغيير، هناك قوىً لا أقولُ خفيَّة، بل هي معروفةٌ عندَ أهل العلمِ والثقافةِ والسياسةِ، وهي قوىً متحكِّمة، وما يجري في العالم الآن، يجري لصالح إحدى تلك القوى، وهم يتصارعون على مصالحهم، والغلبة للأقوى.
وهذا النوعُ من التغييرِ يظنُّ أصحابُهُ أنهم غيَّروا شيئاً، حَسبَ مقاييسَ معينةٍ لديهم، أو لدى بعضِ الفئاتِ منهم، ولكنْ في الحقيقةِ همُ انتقلوا مِن طورٍ إلى طورٍ آخر قد لا يكون أحسنَ منه، وإنما تغيَّرت فيه بعضُ الوجوه، وتحسنت فيه بعض المطالب، لا أكثر، وعلت فيهِ أصواتُ دعاةُ الحريَّاتِ؛ إنها الحريَّات في كلِّ شيء؛ في الدينِ، في التربيةِ، في السلوكِ، في تركِ الأصولِ، حتى سمعنا أصوات العلمانيين في مصر مثلاً يطالبون بإعادة صياغة الدستور على ألا تكونَ الشريعةُ فيه هي المصدر؛ بدعوى الحريَّات.
ولا شك أن تغييرَ بعضِ الأحوالِ والأمور؛ يُشفي الغليل نوعاً ما، ولكن ليس هو الحل الجذري؛ فينبغي أن لا نفرح كثيراً؛ وأن لا نتحمس بشكل أهوج؛ آخذين بعين الاعتبار أن هناك صراعاً بين قوى ثنائية أو ثلاثية؛ لتمسك بزمام الأمور، ليس أهل التغيير الحقيقي الكلي أو الجزئي من هذه القوى؛ فهؤلاءِ السائرونَ على منهاجِ النبوة بعدُ لم يأذنِ اللهُ تعالى لهم بالإصلاح، إما لقصورٍ فيهم، وإما لأنَ إصلاحهُم بعدُ لم يَعمَّ البلادَ والعباد، وإما ليكشفَ اللهُ تعالى مِن خلالهم أهلَ الزيفِ والإيهامِ الذي يَدَّعون الإصلاحَ والتغيير.
أيها الإخوة:
قررنا في خطبة سابقة أن تاريخ المسلمين كلما هوى عاد وارتفع؛ فهو يهوي إلى القاع حتى لا يكاد يُبين، ثم يصعد إلى الأوج حتى يبلغ عنان السماء !!. وربما كان المسلمون في أيامنا هذه في فترة المحاق من تاريخهم، لكن الصفحة الكئيبة التى نراها لحاضر العالم الإسلامي سوف تتبعها بإذن الله صفحة مضيئة مشرقة، ذاكَ شأنُ تاريخِنَا كلِّهِ، نرى هذا التاريخَ يهوي ثم يصعد، نرى أمتنا تمرض ثم تصحو، وتقع ثم تثب، وكما قال ربنا جل وعلا: (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، وستدور الدائرة على أعداء الإسلام، وقد بشرنا نبينا عليه الصلاة والسلام بذلك حينما قال: ( لا تقوم الساعة حتى يفتح المسلمون رومية )، وبقوله r: ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين؛ بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر )، أي: سيبلغ هذا الدين ما بلغه الليل والنهار، حتى لا يبقى بيتاً من الشَّعر ولا بيتاً من الطين إلا دخله الإسلام؛ فيعزُّ المسلمون ويسودوا، وهذه الساعة بعدُ لم تأتِ؛ لأنه قال: « ما بلغ الليل والنهار »؛ أي: جميع وجه الأرض، إذن سيدخل الإسلام كلَّ بيت على وجه الأرض؛ قال تعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).
__________________

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.


To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.

To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-02-2011, 02:31 PM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي

جزى الله فضيلة الشيخ الدكتور أشرف بني كنانة كل خير على هذه الخطبة العلمية النافعة ..

ـــــــــــــ(للحذف)ـــــــــــــ

هنالك أخطاء فادحة في الخطبة الرجاء تعديلها:
1- يزيد بن معاوية -رضي الله عنهما- !!!!
لو جعلت رضي الله عن أبيه وحسب أما هكذا فلا يجيزها عاقل سني في ظني ..
2- في أناس كثيرون ... غلط والصواب: كثيرين .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-24-2011, 08:27 PM
ابو تميم 1968 ابو تميم 1968 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 17
افتراضي

اقتباس:
هنالك أخطاء فادحة في الخطبة الرجاء تعديلها
اخي الفاضل خير الجزاء
نعم هي اخطاء, لكن الا ترى انها زلة لسان حتما؟ ولذلك اجد وصفها بالفادحة فيه شدة ليست في محلها
رزقني الله واياك العلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة, والاعتدال في القول والعمل
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-25-2011, 01:27 AM
ابو همام الخالدي ابو همام الخالدي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الأردن/المفرق
المشاركات: 595
افتراضي

حفظ الله الدكتور اشرف بني كنانة.. أخ وصديق عزيز.

وجزاك الله خيراً اخينا خالد آل كاملة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.