{منتديات كل السلفيين}

{منتديات كل السلفيين} (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/index.php)
-   منبر الأخوات العام - للنساء فقط (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبي عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح (https://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=39571)

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 12:40 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبي عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
مقابلــــة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت
رحمــــه الله - تعالى - وجعل الفردوس الأعلى مأواه.

أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اقتضت حكمة الله – جل في علاه – أن هذه الحياة الدنيا ليست بدار بقاء وإنما إلى فناء، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
في 4/ رجب / 1433هـ الموافق 24 / 5 / 2012 م توفي فضيلة الشيخ «أبو عبدالله عزت خضر» رحمه الله - تعالى -، أحد بقيـــــة السلف الصالح – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله - سبحانه وتعالى -.
لا يسعني إلا أن أقول: إن لله - تعالى - ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيئ عنده بأجل مسمى، فلنصبر ولنحتسب ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، الحمدلله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يأجركم في مصيبتكم، ويخلف لكم خيرًا منها، وأن يجمعكم به في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، آمين ... آمين.

وأحمد الله – سبحانه وتعالى – أن يسّر لي أن أتشرف بهذا اللقاء مع أخواتي الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى وجعل الفردوس الأعلى مأواه -؛ وذلك بما لهن من حقٍ وفضلٍ على الأخوات في اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله تعالى -، وكذلك بما لفضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى – من أيادٍ بيضاء عليها.

في هذا اللقاء الذي رحبنَ به مشكورات، رغبتُ في أن نميط اللثام عن جوانب مضيئة في حياة فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى -، والعائلة الكريمة، قَـلَّ من اطّلعَ عليها أو عَلِمَها أحدٌ من محبيه - وهم بفضل الله تعالى كُثُر - وذلك ليكونَ عوْناً لهم، ولطلبة العلم على التثبّت، وقدوةً صالحــــةً يُقتدى بها في زمن الغربة.

أسْتَهِلُّ حديثي مع أخواتي الفاضلات بالتعارف، وأبدأ بأختنا الفاضلة أم عبدالله الزوجة الأولى لفضيلة الشيخ، فحياها الله تعالى وبياها فالتتفضل :

الإسم والكنية : أم عبدالله - زهر.
مكان الولادة : دمشق سنة - 1955م.
وعدد الأبناء : اثنا عشر. خمس منهم ذكور، وسبع إناث.

الزوجة الثانية:

الإسم والكنية: أم البراء - ثائرة.
مكان الولادة: بيروت سنة 1970م.
وعدد الأبناء: عشر - ثمان منهم ذكور وابنتان.

الزوجة الثالثة:

الإسم والكنية: أم سعد - سمية.
مكان الولادة: عمان. سنة 1971م.
وعدد الأبناء: أحد عشر – أربع منهم ذكور وسبع إناث.

الزوجة الرابعة :

الإسم والكنية: أم أيمن - عزيزة.
مكان الولادة: عمان. سنة 1967م.
وعدد الأبناء: ست - اثنان منهم ذكور - وأربع إناث.

أم عبدالله زهر: أما الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى - فهو من مواليد الأردن - إربد - سنة 1951م.
وتوفي عن 61 عاماً من العمر، مخلفًًا وراءَه زوجاتَه الأربع، وتسعًا وثلاثين من الأبناء الموجودين حاليًا. عشرين من الذكور، وتسعة عشر مِنَ الإناث - حفظهم الله تعالى - وبارك فيهم أجمعين -.

أم أيمن : وله ولد وبنت مني تُوفوا صغارًا وهم: أيمن عاش 4 سنوات، ونسيبة عاشت 15 يومًا ثم توفاهم الله تعالى.

أم عبدالله نجلاء: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ اللهمَّ بارك؛ - رحمه الله تعالى - وبارك له في الأزواج والذرية، وجمعكم به في أعلى عليين، على سرر متقابلين.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 01:12 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
سؤالي الأول لأخواتي الأحبة: هل كان اختيار فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى – لزوجاته الفاضلات على الطريقة التقليدية – اختيار الأهل – أم لظروف دعتها الحاجة، أو كان بمعرفة الشيخ الإمام الألباني - رحمه الله تعالى – لأي منها، خاصة لِكوْن الأخت الفاضلة أم عبدالله زهر - حفظها الله تعالى – من الشام؟.

الجـواب:

1. أم عبدالله زهر الزوجة الأولى: جزاكم الله خيراً أختي أم عبدالله، وأهلًا ومرحبًا بكم في هذا اللقاء.

لم يتم زواجي من أبي عبدالله – رحمه الله تعالى – عن طريق الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى – ولا زواج أيٍّ منا، ولكن كان يتم على الطريقة التقليدية العائلية.

فأنا ابنة عمة الشيخ أبو عبدالله – رحمه الله – كنت أسكن دُمَّر بالشام، وكان هو يعمل بالكويت، وكنت مخطوبة له، ولما اشتد مرض والدي أرسل إليه أن يأتي سريعا، وجاء بعد أيام فعقد القران، - وسبحان الله - توفي والدي بعد ذلك بثلاثة أيام، وكان أبو عبدالله - رحمه الله - ممن حضر دفنه.

سألني أبو عبدالله – رحمه الله تعالى – عن الشيخ محمد ناصرالدين الألباني - رحمه الله تعالى – وقال: أنه قرأ له من كتبه وأُعجب بها جدا، وأنه يتمنى مقابلته ولقاءه، فأخذته على المكتبة الظاهرية بدمشق، والتقى به، وتعرّف عليه، ومن يومها توطدت العلاقة بينهما، وكان ذلك قبل إتمام الزواج.

2. أم البراء: تم الزواج على الطريقة العائلية، فأنا ابنة عمته الأخرى.

3. أم سعد: كان - رحمه الله رحمة واسعة - حريصاً على تطبيق السنة، - أحسبه والله حسيبه - كما كان يفعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان من منهجيته قضاء حوائج المسلمين، كنت أعاني من شلل برجلي اليمنى، وقدر الله - تعالى - لي ظروفًا كنت فيها زوجة ثانية لرجلٍ قبله طلقني، وأشيع أني عقيمٌ لا أنجب.

فتزوجني أبو عبدالله – رحمه الله تعالى - وجبر خاطري وقضى حاجتي، وامتنّ الله عليّ منه بأحد عشر من الأبناء: منهم أربعة ذكور، وسبع إناث.

4. أما أختي أم أيمن الزوجة الرابعة فقد كانت أرملة مكثت مع زوجها الأول تسع سنين ولم تنجب، حتى أشاعوا عنها أنها عقيمٌ أيضا.

تزوجنا أبو عبدالله وقال: والله لأتزوّجهن وأجبرهن، سواء أنجَبْنَ لي أبناء أم لم يُنْجِبْن، أو كنّ على مستوى من الجمال أم لم يكنّ.

أم عبدالله نجلاء: أسأل الله - تعالى - أن يجزيه خيرا، ويثقل له الموازين، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

أذكر ما قالته لي الأخت أم أيمن في إحدى اللقاءات السابقة قبل وفاته: الله يجزيه عنا كل خير، جَبَر بخاطرنا، الله يجبر بخاطره.



يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 01:30 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
أم عبدالله نجلاء: أخواتي الكريمات: مما أثّر جدًا في نفسي، وازددت إكبارًا وإجلالاً وتقديرًا لأختي الفاضلة أم عبدالله زهر عندما قدِمْتُ لأعزي بفضيلة الشيخ، ما سمعته منها في حق زوجها فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى – فقد قالت: [إن كثيرًا من الناس يفتقدون لحسن الخلق في هذا الزمان – إلا من رحم – فإن كان أحدٌ يُشهَدُ له بحسن الخلق بحق – وهم قلة – فزوجي أبو عبدالله منهم] ا هـ.

وذلك مما يدل على طيبها، وحسن خلقها، وحسن عهدها، إذ أن حسن العهد من الإيمان. فجزاها الله خيرا؛ شَهِدَتْ له الأخت أم عبدالله زهر بحسن خلقه، وكذلك الأخوات الفضليات زوجاته، كيف لا ؟ وقد شَهِدَ له حرصه الشديد على تطبيق السنة، وَحُسْنِ الخلق، والتواضع والإخلاص كل من عَرَفَه.

ويكفيهِ فخرًا شهادةُ شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – فيه، وقد ائتمنه على غُسْله، فكان من وصية شيخنا الإمام الألباني – رحمه الله – قوله: [... وأن يتولّى غسلي عزت خضر "أبو عبدالله"جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره – هو – لإعانته على ذلك]. ا هـ.

وتعَطّرَتْ أياديهِ الطيبة بغُسلِ شامة الشام، وعلاّمة هذا الزمان في علم الحديث، فرحمَ الله المُغَسَّلَ والمُغَسِّل رحمة واسعة وأسكنهما فسيح الجنان.
وقد قدّر الله – تعالى – أن يُدفن الشيخ أبو عبدالله عزت خضر بجانب قبر الشيخ الألباني – رحمهما الله – وبذلك يكون قد جاوَرَهُ حياً وجاوَرَهُ ميتا.
أسأل الله – تعالى – أن يجمعهما في جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

أثنى عليه فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي حفظه الله – تعالى – بقوله: [الشيخ عزت أبو عبد الله- حفظه الله -، وزوجاتِه، وذرّيتَه - من أحب الناس إلى قلوبنا؛ ليس- فقط - لأنه حبيب شيخنا الألباني - رحمه الله-، ولكن لأنه رجل فاضل، مخلص، صادق - نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله-] ا هـ.



وقال فيه فضيلة الشيخ علي الحلبي أيضا: [أبو عبدالله أخ كبير، ومن أفاضل من عرفت من السلفيين منذ ثلاثين سنة، - ولا أزكيه على الله -]. ا هـ.

وأثنى عليه فضيلة الشيخ الدكتور عاصم القريوتي حفظه الله – تعالى – بقوله: [نِعمَ الرجل، ونِعمَ الأخ، ما أصبره !! وما ألطفه !! وأحسبه على خير.
أعرفه من عقود، وقد كلمتُهُ منذ فترة، فكان ذا معنويات عالية.
فاللهم الطف به، وأحسِن لنا وله الخاتمة بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى]. ا هـ. وكان ذلك قبل وفاته.


http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...t=37230&page=3

آمين ... آمين ... يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

أم الحارث التونسية 07-05-2012 01:44 AM

حياك الله أمنا أم عبد الله، لقاء قصير ماتع وجميل فرحم الله الشيخ رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى كما جبر بخاطرهن وحفظ الله ذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف وأجار الله زوجاته في مصيبتهن اللهم أمين.

ولعلي أذكر هنا صبر الشيخ على أقدار الله وابتسامته حتى مع المرض وكان اخر مرة شاهدته في تسجيل لعرس إبن الشيخ علي الحلبي لم يثنه المرض عن ابتسامة و مرح قلما تجد لهما مثيلا عند الأصحاء فكيف بمن ابتلي بمرض كمرض الشيخ!!! فعلا إنه من النوادر فرحمه الله و- جاره رحمة واسعة .

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 04:23 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الحارث التونسية (المشاركة 198188)
حياك الله أمنا أم عبد الله ،لقاء قصير ماتع وجميل فرحم الله الشيخ رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى كما جبر بخاطرهن وحفظ الله ذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف وأجار الله زوجاته في مصيبتهن اللهم أمين.

ولعلي أذكر هنا صبر الشيخ على أقدار الله وابتسامته حتى مع المرض وكان اخر مرة شاهدته في تسجيل لعرس إبن الشيخ علي الحلبي لم يثنه المرض عن ابتسامة و مرح قلما تجد لهما مثيلا عند الأصحاء فكيف بمن ابتلي بمرض كمرض الشيخ !!! فعلا إنه من النوادر فرحمه الله و- جاره رحمة واسعة .

آمين ... آمين.

شكر الله لك المرور والدعاء ابنتي الغاليـــــة " أم الحارث التونسية " وجزاك الله خيرا، وبارك فيك وعليك، وأطال بالصالحات عمرك.

كان لقاءً مؤثرًا جدًا طال ولم يجفّ فيه دمع - إلا ما شاء الله -، لا جزعًا، ولكن تقديرًا لحسن اتباعٍ وحسن خلقٍ وحسن عشرة، ومواقفَ يُقتدى بها، وذكرياتٍ طيبة، وتربيةٍ إيمانية، تندر أن توجد في زمن الغربة إلا عند من اتبــع منهج سلفٍ كرامٍ، وعضّ عليها بالنواجذ.

رحمهُ الله رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جنانه، وكان الله في عون أهل بيته، ومحبيه، ومن افتقدهُ من الفقراء والمعوزين، وآجرهم في مصيبتهم وخلف لهم خيرًا منها.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 05:09 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
سؤال 2. مِن السنة أن يحدِّدَ الخاطب مهْرَ عروسِهِ حسب قدرته، فكيف كان - رحمه الله تعالى – يُمْهِرُ نساءه وبناته ؟.

الجواب:

أم عبدالله زهر: كان جزاه الله خيرًا إذا قدم الخاطب سأل عن المهر؟ فكان أبو عبدالله – رحمه الله تعالى – يجيبه بقوله: المهر ليس لي، هذا ليس لي، هو لكم أنتم، ويسأل كل خاطب منهم كم باستطاعته أن يدفع ؟.

فكان العريس هو الذي يُحَدِّدِ المهر، وكان مهرُ زوجاته الثلاث مئة دينار لكل واحدة، أما بناته فكان مهرهن حسب استطاعة أزواجهن، والجميع كان بلا مؤخر.

كان عُمُرُ أبي عبدالله عندما تزوجني إحدى وعشرون سنة، ولم نكن أنا ووالدي ولا الشيخ أبو عبدالله – رحمه الله تعالى – على مستوى جيد من العلم الشرعي، لم نكن نعرف أن المؤخر ليس من السنة.

ابنتنا الكبرى أمامة كان مهرها مئة دينار، وكان العقد في بيت الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله –.

وفي اليوم الثاني اتصل الشيخ الألباني – رحمه الله - بأبي عبدالله وقال احضر لي يا شيخ أريدك، فلما ذهب إليه قال له: ابنتك التي رضيَتْ بمهر مئة دينار في هذه الأيام، هذا أمر غير طبيعي منها، هذه هدية مني لها مئتي دينار تستعين بها على قضاء حاجاتها في الزواج. ا هـ.

الأخت أم أيمن: أما أنا فالمهر مئة دينار، إلا أن والدي اتفق معه باتفاق خارجي لم يكتب بالعقد، على أن يدفع ألف دينار إن طلقني، وتوفيَ ولم يطلّق، فلله الحمد هو في حلّ، ولا شيئ عليه.

أمامة ابنة الشيخ أبو عبدالله الكبرى قالت: كان زوجي - حفظه الله - قد طلب ابنة عمِّهِ قبل أن يطلبني حسب العادات، وكان معروفًا بالعائلة بالتزامه وله مكانته، قال لعمِّه عند طلبه: أنا يا عم لي شرط، وهو أن لا ألبسها الذهب على اللوج أمام الناس – أي ما يسمونه الشبكة -.

فقال أبوها: كيف بنتي ما تلبس ذهب أمام الناس؟ أنا مستعد ألبسها كيلو ذهب – وكانت حاله ميسورة –.
فقال زوجي: لبسْها اثنان، أما أمام الناس فلا، أنا أريد أن يكون في هذا عبرة للناس؛ ليعلموا أن بالإمكان الزواج بلا لبس الذهب حتى مِن أيٍّ كان، ثمّ لبّسها فيما بعد كما تريد. ورفض عمه وأصرّ على موقفه.

فقال زوجي: يا عم نادِها واسألها عن رأيها، ممكن أن توافقني، فلما سألها رفضت، وقالت: كيف لي أن أكون على اللوج ولا ألبس ذهب ؟.

وبقي زوجي على رأيه، وتفاجأ الجميع أن بيت عمه لم يعطوه ابنتهم، ولم يوافقوه على شرطه.

ثم تقدم بطلب يدي من الوالد وكان عمري إحدى عشرة سنة، فوافق الوالد على طلبه لما يعلم عنه مِن خلقٍ ودين - ولا نزكيه على الله - إلا أنه قال: إن البنت صغيرة وهي لك – إن شاء الله - وكان المهر مئة دينار بلا مؤخر.

وتمت الموافقة على شرطه بسهوله، فقد تربينا على الرضا والقناعة، وتم الزواج بعد خمس سنوات خطبة، ولم ألبس الذهب يوم زواجي، ما لبسته كان فضة.

وكان الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله – والشيخ علي الحلبي من الشهود على العقد، تفاجأوا، قال الشيخ علي الحلبي - حفظه الله تعالى – : [بارك الله لك في مهرك وفي عروسك - ما شاء الله – مهر مئة دينار !!] ا هـ.

كلماته هذه كانت دائما تدور في ذهني، وأرددها في نفسي: [بارك الله لك في مهرك وفي عروسك - ما شاء الله – مهر مئة دينار !!].

فِعلًا كنت أشعر في البركــــة لحدّ الآن في نفسي، وفي زوجي، وفي أولادي، - ما شاء الله تبارك الله – عندي الآن ثمان بنات وولدين.

وأيضًا كنيتي أم عبدالله وذلك لشدة حب زوجي لوالدي، أصرّ أن يتكنّى بكنيته.

أم عبدالله زهر: ولم يسلِّموا المهر إلا يوم الزواج.

أم عبدالله نجلاء: ما شاء الله تبارك الله، إذا سلموا المهر يوم الزواج، فكيف تم تجهيز العروس؟.

أم عبدالله زهر: الحمد لله، ربنا يسّر ووسّع عليها من أوسع أبوابه، لدرجة أن زوجها قال أنه لا يريد شراء غرفة نوم، وقد شق ذلك كثيرًا على أمامة.

وكنا نذهب عادةً مع الشيخ الألباني إلى المسجد، فالتقينا في نفس اليوم أختًا في الله فاضلة صديقة علمت عن موضوع المهر، فتبرعت بغرفة نوم هدية للعروسين، وعندما علم زوج أمامة أبى أن يقبل الهدية - لعزة نفسه -.

فقلنا له بسيطة، بيننا وبينك الشيخ الألباني – رحمه الله – تعالَ معنا إليه، ولنسمع قوله.

ذهبنا إلى الشيخ الألباني – رحمه الله – وعرضنا عليه الموضوع فقال: رِزْقٌ ساقهُ الله من غير مسألةٍ ولا إشرافِ نفس، كيف تمنعها إياه؟.

عندها وافق على قبول الهدية، وتمّ كل شيئ على ما يرضي الله - تبارك وتعالى - والحمدلله.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

أم رضوان الأثرية 07-05-2012 07:42 AM

وكأني أقرأ شيئا من سير السلف الصالح
الله المستعان ما هذا الزمان الذي نعيشه
رحم الله الشيخ عزت خضر وحفظ أبناءه وأزواجه وجمعهم به في الفردوس الأعلى - اللهم آمين -
دمعت عيناي أمي الحبيبة مما قرأت فإن في ذلك عبرة لمن يعتبر
فالتعدد ليس مصيبة بل ما في داخلنا من ضعف إيمان هو المصيبة

أم زيد 07-05-2012 01:06 PM

في الحقيقة؛ لم أرِد التعليقَ -لا مني ولا من الأخوات- حتى تكتمل السلسلة الطيبة، وينتظم العقد بهذه الدرر المباركة الطيبة، والتي ننتظر تتمتها بفارغ الصبر.
لا حرمك الله الأجر -أختنا الفاضلة-، وجزى الله الأخوات الطيبات على تجاوبهن وإتحافنا بمثل هذه الدرر والنفائس، ورحم الله زوجهن الشيخ عزت خضر رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين.
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رضوان الأثرية (المشاركة 198202)
فالتعدد ليس مصيبة بل ما في داخلنا من ضعف إيمان هو المصيبة

وهل تجد نساء المعدِّد -في زماننا- أخلاقًا كأخلاق هذا الشيخ الفاضل الذي أراه سار على الهدي النبوي حذو القذة بالقذة؟! فالزوج الناجح بحسن أخلاقه وحُسن تأسيه بإمكانه إقامة هدنة وصلح مستمر بين زوجاته.
فحياة الشيخ -رحمه الله- عبرة ( للأزواج ) قبل أن تكون حياة نسائه عبرة للزوجات؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.
والمعذرة للشيخة الفاضلة على حرف مسار الموضوع، وأسأل الله لك التمام، وحسن الختام...

أم رضوان الأثرية 07-05-2012 01:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد (المشاركة 198238)
في الحقيقة؛ لم أرِد التعليقَ -لا مني ولا من الأخوات- حتى تكتمل السلسلة الطيبة، وينتظم العقد بهذه الدرر المباركة الطيبة، والتي ننتظر تتمتها بفارغ الصبر.
لا حرمك الله الأجر -أختنا الفاضلة-، وجزى الله الأخوات الطيبات على تجاوبهن وإتحافنا بمثل هذه الدرر والنفائس، ورحم الله زوجهن الشيخ عزت خضر رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين.

وهل تجد نساء المعدِّد -في زماننا- أخلاقًا كأخلاق هذا الشيخ الفاضل الذي أراه سار على الهدي النبوي حذو القذة بالقذة؟! فالزوج الناجح بحسن أخلاقه وحُسن تأسيه بإمكانه إقامة هدنة وصلح مستمر بين زوجاته.
فحياة الشيخ -رحمه الله- عبرة ( للأزواج ) قبل أن تكون حياة نسائه عبرة للزوجات؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.
والمعذرة للشيخة الفاضلة على حرف مسار الموضوع، وأسأل الله لك التمام، وحسن الختام...

كما أن الشيخ رحمه الله ممن عاش في زماننا هذا فإن مثله لن يُعدم يا أم زيد العزيزة

أم الحارث التونسية 07-05-2012 02:20 PM

بالنسبة للتعليق أخطأت التقدير فلم أعتقد أن الحوار لا زال متواصلا فمعذرة لأمنا أم عبد الله وفضلا لا أمرا نرجو من المشرفات وضع التعليقات بعد تمام الموضوع إن كان في الإمكان إصلاحا لما بدر منا، وبالنسبة للتعدد فقد أسلفت أن الشيخ رحمه الله من النوادر فجدوا لنا نادرة أخرى تعدِّد جبرا للخاطر لا جبرا لشهوة ومتى وجد هذا النادرة فيا حيهلا بالتعدد .

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 03:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رضوان الأثرية (المشاركة 198240)
كما أن الشيخ رحمه الله ممن عاش في زماننا هذا فإن مثله لن يُعدم يا أم زيد العزيزة

شكر الله لكن أحبتي وبناتي "أم الحارث " و " أم رضوان الأثرية " و " أم زيد "، لا بأس عليكن يا غاليات، مروركن أسعدني، جعلكن الله والأخوات الفاضلات من سعداء الدنيا والآخرة.

مثله لن يُعدم يا غاليـــــــة، نعم ولكنهم بين الرجال قليل، وكذلك مِثلُ نسائه وبناته أيضا بين النساء قليل.

أسأل الله العليّ القدير أن يجعلنا وإياكم وإياهم من الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

وأحمد الله إليكنّ أحبتي أنكنّ وجدتُن فيما تقدم عِبْرَة، وهذا ما كنت أرجوه لنفسي ولأحبتي، وفيما يلي بإذن الله - تعالى - ما هو أعجب وأكثر، في لقاءٍ لم تفارقني فيه العَبْرَةُ إلا قليل، سواءً أثناء اللقاء أو أثناء تفريغه.

رحمه الله رحمةً واسعة، وألهم أهل بيته، وذويه، وأحبته الصبر والسلوان، وعوّض السلفيين ودعوة السلف بفقده خيرا.

أم الحارث التونسية 07-05-2012 04:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله نجلاء الصالح (المشاركة 198259)
شكر الله لكن أحبتي وبناتي "أم الحارث " و " أم رضوان الأثرية " و " أم زيد "، لا بأس عليكن يا غاليات، مروركن أسعدني، جعلكن الله والأخوات الفاضلات من سعداء الدنيا والآخرة.

مثله لن يُعدم يا غاليـــــــة، نعم ولكنهم بين الرجال قليل، وكذلك مِثلُ نسائه وبناته أيضا بين النساء قليل.

أسأل الله العليّ القدير أن يجعلنا وإياكم وإياهم من الطائفة المنصورة التي بشر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحق ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.

وأحمد الله إليكنّ أحبتي أنكنّ وجدتُن فيما تقدم عِبْرَة، وهذا ما كنت أرجوه لنفسي ولأحبتي، وفيما سيلي بإذن الله - تعالى - أعجب وأكثر، في لقاء لم تفارقني فيه العَبْرَةُ إلا قليل، سواءً أثناء اللقاء أو أثناء تفريغه.

رحمه الله رحمةً واسعة، وألهم أهل بيته، وذويه، وأحبته الصبر والسلوان، وعوّض السلفيين ودعوة السلف بفقده خيرا.

اللهم أمين أمنا الفاضلة ،هنيئا لك بلقائهن وعذرا على المداخلات التي قطعت اللقاء الشيق في إنتظار إكمال اللقاء لن نعلق حتى يكون متواصلا إن شاء الله.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-05-2012 06:43 PM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
سؤال 3. هل كان طلب العلم الشرعي، وملازمة الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى – وحبه للخير وعمل الخير، يعيق فضيلة الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – عن واجباته الأسرية نحو زوجاته وأبناءه وبناته ؟.

أم سعد: لا أبدًا، كان لا يُفوّت مجالس العلم، ويتحرى أجرها، كان يجمعنا أحياناً ونذهب معه، ورغم كثرة عدد الأبناء كان يُحب أن يدخل السرور على جميع أفراد أسرته، كان يخصص لكل عائلة فينا يومًا يخرجنا فيه برحلة ترفيهية، في نزهة على الرغم من ضيق الحال أحيانا.

ولم يكن ذلك سهلًا عليه - رحمه الله تعالى –، واللهِ لقد كان ذلك على حساب راحتــــه، يضغط على نفسه، ليسعد أهل بيته ومن حوله.

أم عبدالله زهر: اللهم بارك، بالإضافة إلينا نحن نساءَه، له عمّات، وخمس أخواتٍ وأبنائهنّ وبناتهنّ، وله من الأبناء والبنات تسع وثلاثين، ومن الأحفاد ستين، كان بارًا بالجميع يصلهم، ولا يترك أحدًا منهم في العيد إلا عيّده، ولو بالدّيْن أحيانا، ومع ذلك لا يُظهر حاجته لأحد من الناس أبدا.

أمامة بنت الشيخ: قبل أيام فكرتُ بالوالد وكيف كان باراً بالجميع، فكنتُ أعجب منه، لم يدخل يومًا على بنتٍ متزوّجة، ولا على أختٍ أو بناتِ أختٍ إلا وبيده شيئ، وكان ذلك ينطبق على الجميع ... هذه عندها نجاح ... وهذه عندها ولادة ... وهذه عندها مناسبة، حتى بلا مناسبة لا يدخل خاليا، فكنت أتفكر وأقول في نفسي : ما شاء الله، أناس كثيرون وضعهم المادي أحسن من وضع الوالد بكثير، لكنهم لا يعملون مثله.

أم سعد: أبرز شئ فيه - رحمه الله تعالى – أنه كان شكّارا، نعم والله كان شكّارًا من صيغة المبالغة – أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحد -، كنتُ إذا تذمرتُ يومًا كان يقول : {وقليل من عبادي الشكور}.

كنت أحياناً أمازحه إن أصابتنا ضائقة أقول له: أنت فقير، يقول: لا ... لا تقولي هذه الكلمة، أنا غنيّ، أنا غنيّ، يكفينا نعمة الإسلام، نعمة الإيمان، نعمة السنة ... عندي دروس علم، عندي زوجات، عندي أبناء، وعندي بنات، عندي حِجات، عندي عُمرات، عندي ...عندي.

فوالله إن كنتُ تعلمتُ الشكر فإني قد تعلمته على يديْ زوجي أبي عبدالله - رحمه الله تعالى –.

أم عبدالله نجلاء: أختي أم سعد لا بد وأنت تمازحينه بهذه الكلمات أنت فقير كنت تعنين شيئا، أو تحبينَ أن تسمعي منه شيئا.

أم سعد: كان - رحمه الله تعالى – في أحيان كثيرة يعاني من ضائقة مادية، وتدرين أن زوجاته أعلم الناس به وبحاله ووضعه بعد الله – عز وجل -، فكنت أقولها رفقاً به - وعلى وجه المداعبة -، إلا أنه دائماً لا يظهر ذلك، ويثني على الله الثناء الحسن، ويقول : الحمدلله حمداً كثيرا طيباً مباركا، أحيانًا لم يكن في جيبه شيئ فيقول : ماشاء الله أنا لست فقير، أنا جيبي مليئ.

ذكره الأخ محمد الخطيب في قصيدته فقال: كان صابرًا ومصابرا، وفعلًا إنه كان صابراً ومصابرا – وأحسبه أنه كذلك - ولا أزكيه على الله.

أم البراء: والله إنا كنا لنعجب من بركة وقته، كان لا يقصّر بأيٍ منا نحن زوجاته الأربع وأبناؤه، ولا في أهلينا، كان يزور أرحامنا وأهلينا.

أم أيمن: كان هو - رحمه الله تعالى – الذي يذكّرنا بمناسباتهم، إن نسينا ويأخذنا إليهم.

أم عبدالله نجلاء: ما شاء الله تبارك الله، اتفق الأخوات الفاضلات " الزوجات الأربع" أنه لم يقصر بأي من واجباته نحو أبنائه ونسائه، وأقاربهن وأقاربه، وأن الله بارك له في وقته حتى اتسع العلم والعمل والعائلة.

أسأل الله - تعالى - أن يكون قد عَمَرَ عُمْرَهُ بالصالحات، وبارك الله له فيه، وفي الأزواج، والذرية، والمال، وتقبل منه، وأن يُكثِرَ مِن أمثالِه، وأن يجعل عمله خالصًا يجدهُ في صحيفة أعماله، وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما قال في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعا: (مَن أَحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه).

هنيئًا له ... وهنيئًا لكنّ ... أسأل الله – تعالى – أن يجعله وإياكنّ من الحامدين الشاكرين، ويثقل لكم جميعًا الموازين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


يُتبع - إن شاء الله تعالى -.

ام البراء 07-06-2012 12:35 AM

بارك الله فيك أستاذتنا أم عبد الله وجزاك عنا كل خير.. آنستِنا وأمتعتِنا..
كنت أتمنى أن يُكتب عن حياة الشيخ مع أهله ..على لسان أهله.. لا سيما أن صديقتي- وهي ابنة أخت الشيخ- حدثتني ورفيقاتي عن خالها الشيخ عزت -رحمه الله- وعن كريم خصاله وحسن عشرته وأنه متزوج بأربع و...فتفاجأنا ! أحقيقة أم خيال؟! وكنّا كلما فتحنا موضوع التعدد قالت: خالي...وخالي.. فنسكت عجبا!.
رحم الله الشيخ عزت خضر؛ وأسكنه فسيح جنانه.. وحفظه في عقبه.


أم عبدالله نجلاء الصالح 07-06-2012 01:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام البراء (المشاركة 198310)
بارك الله فيك أستاذتنا أم عبد الله وجزاك عنا كل خير.. آنستِنا وأمتعتِنا..
كنت أتمنى أن يُكتب عن حياة الشيخ مع أهله ..على لسان أهله.. لا سيما أن صديقتي- وهي ابنة أخت الشيخ- حدثتني ورفيقاتي عن خالها الشيخ عزت -رحمه الله- وعن كريم خصاله وحسن عشرته وأنه متزوج بأربع و...فتفاجأنا ! أحقيقة أم خيال؟! وكنّا كلما فتحنا موضوع التعدد قالت: خالي...وخالي.. فنسكت عجبا!
رحم الله الشيخ عزت خضر وأسكنه فسيح جنانه.. وحفظه في عقبه..

اللهم آمين ... آمين ابنتي الحبيبة " أم البراء "، آنسك الله برحمته، وأمتعك بأحبتك، وجزاك الله خير الجزاء،
مرورك أسعدني يا غالية.


رحم الله الشيخ أبو عبدالله عزت، ورفع درجته في عليين، وأجلسه مع سيد المرسلين مع من حسن خلقه.

لعلك تجدين يا غاليــــة في هذه المقابلة - إن شاء الله تعالى - ما تمنيتيه، وما تفضلت به ابنة أخت الشيخ حفظكمـــا الله - تعالى -.

فقد كان لقائي هذا بزوجات الشيخ أنا وأخوات فاضلات من اللجنة النسائية بمركز الإمام الألباني - رحمه الله - في بيت زوجه أم عبدالله، وما أكتبه هنا مسجل بألسنتهنّ ومفرغ، كان لقاءً مؤثراً جداً، لدرجة أن الأخت من زوجاته كانت أحيانًا لا تستطيع الإجابة، أو إكمال كلامها من البكاء، فتكمله الأخرى.

وكنت أتوقع أن تكون مدة اللقاء ساعتين، إلاّ أنها استمرت ساعات.

وأرجو أن أكون قد وفقت في وضع الأسئلة، وبيان حقائق ليست بمعجزات ولا خيال، إذ أنّ بمقدور الأزواج أن يحققوا السكن والمودة والرحمة فيما بينهم بيسر وسهوله، ويعيشوا حياةً طيبة ... طيبة.


لأنه إذا صلح الإنقياد للحق، وصلح الربان بلغ بمن معه برّ الأمان، مهما كثروا، ومهما كانت المشاق، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-06-2012 02:19 PM

سؤال 4 : لا بد أن لفضيلة الشيخ أبي عبدالله - رحمه الله تعالى – أسلوبًا فريدًا في ضبط شؤون العائلة، وتقريب وجهات النظر، خاصة مع وجود التعـــــدّد، لكوْنه - رحمه الله تعالى – يجمع بين نساءٍ أربع، وعدد كبير مِن الأبناء – بارك الله في الجميع.

أم عبدالله زهر : كان من خيرة الرجال، لم يكن أسلوبه في التعامل معنا نحن نساءه، ولا مع أبناءه الشدة، إنما كان يعامِل بالرفق وبالوُد واللطف.

أم أيمن : كان يدخل على إحدانا فلا يشعرها بأن هناك امرأة أخرى في حياته بل أخريات، إن أكلَ عندَها قال : ما شاء الله أكلك لذيذ كثير بيشَهّي، ولم يذكر عيبًا فينا لأخرى قط.

أم البراء : كان حريصاً على العدل، وتقريب وجهات النظر بيننا بالرفق، والود، والكلمة الطيبة، والطريقة الهادفة، وبأسلوب قلّ بل من النادر أن يتواجد في الرجال، كان يُقرّب وجهات النظر بيننا، ويؤلف بيننا بالكلمة الحلوة، ولا ينقل لإحدانا عن الأخرى إلاّ صورة طيبة، لا ينقل صورة سيئة تثير فيها الحقد أو الغيرة.
وكان دائما يردد الرفق ...الرفق (ما كان الرفق في شيئ إلازانه، وما نزع من شيئ إلا شانه) فعليكم بالرفق ... فعليكم بالرفق، فكان أسلوب تعامله مع النساء ومع الأبناء بالرفق والحلم، لم أرَ بحياتي مثله.

أم أيمن : كان ينظر للمستقبل البعيد ويخطط لراحتنا، كنا أنا وأم سعد في شقتين بطابق واحد، فلما وسَّعنا البيت قال : لتكن كل واحدة منكنّ في طابق، فلما راجعته في ذلك قال : أفضل لكنَّ في المستقبل وللأبناء.

أم سعد : وكان رحيمًا بنا حريصًا على راحتنا حتى بعد وفاته. وأحب أن أضيف أيضًا، فإني والله مهما عبّرْتُ لا أستطيع أن أعبّر عن حُسْنِ خلق زوجي أبو عبدالله - رحمه الله -.

نحنُ نساءٌ ولسنا صحابيات، وحتى الصحابيات كن يجدن بعض الغيرة، فإذا وجدها منا، كان والله من الكاظمين الغيظ، يحلُم علينا حُلْماً عظيما.

وأحيانًا كنت من باب المداعبة أقول له : يا أبا عبدالله اعدل، فيقول : ويحكِ ألم أعدل ؟.

واللهِ إنه كان يعدل حتى بالكلمة، واللهِ إنه كان مِن خيرِ الرجال لأهله – رحمه الله رحمة واسعة -.

أم البراء : كنتُ أجد فيه بحق صفات المؤمن التي ذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كان (هينًا ليّناً سهلًا قريبا)، والله إنه كان يحمل هذه الصفات.

أم سعد : تصديقًا لكلام الأخوات كان يكرر هذا الحديث كثيرًا ويحثّنا على أن نتأدبَ به، وكان يتخذ قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيـــــــه) شعارًا له. وما رأيت أحدًا أشد تطبيقًا لهذا الحديث منه لا رجلًا ولا امرأة.

أم أيمن : ما كان يجرح مشاعر أي أحدٍ فينا أبدا، ولا يُشْعِر أيًا منا أن لها شريكة أخرى فيه. كان يكظم الغيظ، ويكره كثرة الإنتقاد والتعليق والتجريح، إن رأى شيئًا على أحدٍ كان دائماً يقول : جميل ... جميل، ولا يذم شيئًا على أحد، يكره التكلف، ويُكثر من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (البذاذة من الإيمان)، فكان يحب النظافة والترتيب، لكنه لم يكن يدقق على كل شيئ.

أم البراء : كان بسيطا جدًا لا يحب أن يُضايِق أحدًا أو يَنتقدَ أو يعيبَ طعامًا ولا لباسًا على أحد، لدرجة أنه إذا اشترت إحدانا شيئا ولبسته بارك لها فيه، وأظهر لها انبهاره به وإعجابه، ولو كان على غير حقيقته، حتى لا يكسر خاطرها، ويُذهب فرحها.
فإن قالت أنه لا يُعجبها كثيرًا قال : شيئ واشتريتيه وانقضى، لو شاورتيني قبل أن تشتريه قلت لك رأيي فيه، ولكن ما دام أنك لبستيه صار عليك جميلا، فالحمد لله.

أم عبدالله نجلاء : سبحان الله، الحمد لله، (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

ليسمع العالَم شهادة الأخوات الفاضلات شريكات في زوْج فاضل كريم سَما بحُسن اتباعه وحُسن خلقه، وحُسن عشرته، فلم يُذكر إلا بخير سواءً كان في حياته أو بعد وفاته، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

لتسمع نساءٌ يكثرن اللعن ويكفرن العشير، ولتنظر حسن الإنقياد للحق، وحسن العهد فإنه من الإيمان.

ليسمع رجالٌ يتصيدون الأخطاء، ويفتعلون المشاكل لأتفه الأسباب، ولينظروا أقوال وأفعال الرجال الرجال ... الرجال الذين انتهجوا منهج السلف الحق وليحذو حذوهم.

أم زيد 07-06-2012 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبدالله نجلاء الصالح (المشاركة 198366)
ليسمع رجالٌ يتصيدون الأخطاء، ويفتعلون المشاكل لأتفه الأسباب، ولينظروا أقوال وأفعال الرجال الرجال ... الرجال الذين انتهجوا منهج السلف الحق وليحذو حذوهم.

.............................

إم عبد الرحمن 07-07-2012 07:41 PM

حياك الله أمي الحبيبة أم عبد الله، وجزاك الله خيرا، لقاء جميل، رحم الله الشيخ رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى كما جبر بخاطرهن، وحفظ الله ذريته وجعلهم خير خلف لخير سلف، وأجار الله زوجاته في مصيبتهن اللهم أمين.

فالتعدد ليس مصيبة بل ما في داخلنا من ضعف إيمان هو المصيبة
اقتباس:

وهل تجد نساء المعدِّد -في زماننا- أخلاقًا كأخلاق هذا الشيخ الفاضل الذي أراه سار على الهدي النبوي حذو القذة بالقذة؟! فالزوج الناجح بحسن أخلاقه وحُسن تأسيه بإمكانه إقامة هدنة وصلح مستمر بين زوجاته.
فحياة الشيخ - رحمه الله - عبرة ( للأزواج ) قبل أن تكون حياة نسائه عبرة للزوجات؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار.

سلاف الخير 07-08-2012 12:28 AM

والمرءُ بالاخلاقِ يسمو ذكره
 
جزاكِ الله خيراً أمي العزيزة أم عبدالله نجلاء الصالح على ما أفدت وأمتعت ،وعلى تقديم هذا الأنموذج الوضّاء الذي يُحتذى به في حُسنِ الخلقِ مع زوجاته،ومع أصهاره ومع من عرفه،والذي قلّما نسمع عنه فضلاً على أن نعايشه ...


وإذا بحثتَ عن التقـــــــــي وجدتَهُ رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعـــــــالِ
وإذا اتقـــــــى اللهَ امرؤٌ وأطاعـــــه فيداه بين مكارمٍ ومعـــــــالِ
وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى تاجان: تاجُ سكينةٍ وجــــلالِ
وإذا تناسبتِ الرجـــــــــالُ فما أرى نسبًا يكون كصالحِ الأعمــالِ


فقد كان -رحمه الله- كما ذكرنَ زوجاته وبناته -حفظهنّ اللهَ -بشاشاً ،هشاشاً ، شفيقاً ، براً ،رفيقاً ،راضياً ،صبوراً -نحسبُه كذلك واللهُ حسيبه- .


والمرءُ بالاخلاقِ يسمو ذكره وبها يفضل ُفي الورى ويوقرُ

وإني أسأل المولى أن ينفع بهذه المقابلة ومن أجرتها وفرّغتها، ومن قرأها ،وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم .

وزادك الله من فضله،وبارك في صحتك وعافيتك وعمّر أوقاتك فيما يحب ويرضى .


وعذراً ثمّ عذراً على التقصير في حقكم.


ابنتك ومحبتك

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-08-2012 01:15 AM

شكر الله لبناتي الحبيبات الغاليات " أم زيد " و " أم عبد الرحمن " و " سلاف الخير " المرور والدعاء، وجزاكنّ الله - تعالى - خير الجزاء. وأحبكنّ الله الذي أحببتموني لأجله.

وعوْداً أحمد لكنّ أحبتي " أم عبد الرحمن " و " سلاف الخير" فقد طال الغياب، لا حرمنا الله منكن ومما تثرين به منتدانا الغالي

منتدى كل السلفيين من طيب الدرر


أحبتي : إنّ كلا الزوجين إذا عَلِموا شرع الله - تعالى - وآمنوا به، وعَمِلوا بما جاء فيه، وتأدبوا بآدابه، واهتدوا بهديه، وأقاموا حدوده، فأحلّوا حلاله، وحرموا حرامه، أحياهم الله حياة طيبة، سعيدة هانئة، مع ما ينتظرهم من حسن الأجر والثواب. قال الله - تعالى - : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة النحل : 97].

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-08-2012 05:19 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
سؤال 5 : ما شاء الله تبارك الله، رجل كان يحمل كل هذه الصفات الطيبة والخلق الحسن، يندر أن توجد عند من يجمع بين أربع نساء، وعنده هذا العدد الكبير من الأبناء متى كان يغضب الشيخ ؟.

الجواب :

أم أيمن : كان دائماً هاشاً باشاً ،وقلما كانت البسمة تفارق وجهه، ولم يكن يغضب بسهوله.

أم عبدالله زهر : ما كان يغضب لأمر دنيوي، إنما كان يغضب إذا عمل أحدٌ شيئاً لا يعجبه، مثلاً إذا رأى تقصيراً في طاعة، في صلاة، أو عبادة، أو حلق أحد أبناءه لحيته.

أم البراء : ما كان يعصّب لأتفه الأسباب كما يفعل الكثير من الرجال، كان إذا حصل بيننا نحن نساءه شيئ، كان يؤلف بيننا ويقرب وجهات النظر بالحلم والرفق، لا بالعنف والعصبية.

أم عبدالله – نجلاء : مما قالوه فيه - رحمه الله تعالى – أنه كان سهلاً يسيراً محباً للخير والسنة، لا يُعنّفِ الخَلْق، بل يعظ بإحسان، محبوباً عند عامــــة الناس وخاصتهم.

ولعله كان من خير من يستشار في حل القضايا العائلية، والمشاكل الأسرية، كيف لا وهو من يجمع بين أربع نساءٍ قل أن يختلفن فيما بينهن.

*************************

سؤال 6. مما قالوه عن فضيلة الشيخ أن اللطائف الجميلة كانت لا تفارق مجلساً هو فيه، فهل كان يحرص على ذلك في أهل بيته، وهل كان يراعي العدل في ملاطفة الجميع أثناء اجتماعكن به أخواتي؟.

الجواب :

أم البراء : كان يعاملنا بنفس المعاملة القائمة على المحبة والإحترام، ولا يقابل الإساءة بالإساءة إنما بالإحسان، وكان يحثنا على ذلك.

أم سعد : نعم كانت البسمة لا تفارق وجهه، ولا ينادي أياً منا باسمها، كان ينادينا بالكنى وبالكلام الطيب، كان لطيفاً مع الجميع وكان يكثر من قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم : (وخيركم خيركم لأهله).

أم عبدالله نجلاء : أعني المزاح والملاطفة.

أم أيمن : كان يفهم نفسياتنا، ويمازح كل منا بالقدر الذي يرى أنها تحبه، حسب نفسيتها.

أم سعد : وكان يحثّ الأبناء على احترام أمهاتهم، وعلى احترامنا جميعا، خاصة وأن أبناء أم عبدالله أكبر الأبناء.

أم عبدالله نجلاء : حفظهم الله جميعاً وبارك فيهم، ورحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه.

- سبحان الله - أين منه رجالٌ لا يدخلــــونَ بيوتهم إلا مُكَشّرينَ وَمُقطبي الجبين، كأنهم يحملــــون هموم الدنيا على كاهلـــهم؟؟.

أين منه رجالٌ قد يضحكــــون ويؤانسون أي أحد، وكلَّ أحد، إلا أهليهم، وَهُمْ بهِ أولى ؟؟ !!. الله المستعان.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-08-2012 06:38 PM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
سؤال 7. لا بد أن ملازمة فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت لفضيلة الشيخ الألباني - رحمهما الله تعالى – حامل لواء التصفية والتربية، أينعت وأثمرت ثماراً عظيمة طيبة، وأثّرَتْ عليه، وعلى أهل بيته، ومن حوله، في التعامل معهم، وفي تربيتهم التربية الإيمانية، وتعليمهم وتوجيههم.
ومع أنكن أحبتي ما شاء الله تبارك الله أمتعتمونا بأمتع الثمار وأحسنها، فهل من مزيد تحبون أن تضيفونه لنقتدي به ؟.

الجـواب :

أم سعد : أما التصفية فإنه لم يرض بحديث ولا بدعاء إلا إذا كان مخرّجاً ومحقّقا.
كنت أكره ذكر شيئ اسمه موت يخصه، وكان عندي أمل أن يشفيه الله، كنت أقرأ عليه وأرقيه، وأحيانا أحضر له بعض الأدعية، فكان لا يأخذ منها إلا بما ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ويقول لي : توكلي على الله، أنا لا آخذ إلا بالوارد المُخرّج والمُحقّق، ادع الله لي بالوارد.

أم عبدالله زهر : كان - رحمه الله - يدعو إلى المنهج الحق منهج السلف الصالح القائم على الدليل في أهل بيته وصحبه بحكمة، ويعلّمه بأسلوب سهل حسن، ويسعى على الأرامل والمساكين، بشوش لا تفارق البسمة وجهه، قنوع بما رزقه الله، رقيق القلب، عظيم التوكل، ملازم الذكر.

أم البراء : أجمل ما فيه أنه متمسك بالتزامه في الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح لا يحيد بلا عصبية، غير متحيّز إلى فئة، أو حزب أو جماعة، وزرع ذلك في قلوب أبناءه.

أم سعد : كان - رحمه الله - يطبّق السنة في شؤون حياته كلها،في حياته العملية كلها، في أخلاقه، في عبادته، في صلاته في حِجاته وعمراته، وسائر شؤون حياته قدْرَ استطاعته، كان رفيقا، في تعامله مع أهل بيته ومع الناس، لا يفشي لنا سراً من صديق قط.
كان رحيماً حتى مع أصحاب المعاصي، ويعذرهم، ويدعو لهم، ويقرب إليهم الشرع، ويبصرهم بالحق ويحبّبْهم فيه.

أم البراء : كان - رحمه الله - همه إصلاح ذات البَيْن وخاصة بين الأزواج، وقد تدخّل في حالات كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى، وكان بفضل الله ينجح بها كلها، مع أن الأمور تكون بينهم متوترة جداً ووصلت المحاكم، فيصلح بينهم بأسلوبه الشيق وبالرفق.

أم عبدالله " زهر" : وكان يحب أن يُكرم أولادهُ كثيراً وأن يعطيهم، إن طلبوا حاجةً أو ديْناً، وعندما كنتُ أراجِعُهُ في ذلك وأقول له : سامَحَكَ الله يا أبا عبدالله، أنت تُطَمّعْهُمْ فيك كثيراً، فكان يقول : يا أم عبدالله ... يا أم عبدالله أنا الآن إذا عارضتُهُم في كل شيئ، أخشى أن يظنّوا أني تغيّرت عليهم لأني تزوّجت على أمّهم.
أسأل الله – تعالى أن يُبارك فيه، ويرحمه، ويكرمه في جنات النعيم، ويجعل كتابه في عليين بحق اسمه العظيم الأعظم، وأسمائه الحسنى كلها يارب، وأن يجعل أبناءه وذريته جميعاً على أثره.

أم سعد : أبرز ما كان يميِّز مُعاملة زوجي مع أبناءه أنه كان رفيقاً حليما، صِدقاً والله إني لا أبالغ، حتى أني كنتُ أدهش من رفقه مع أبناءه وبناته وذريته، بل مع الجميع.
كان حريصاً على غرس الإيمان بالله – عز وجل - في قلوبهم، وحريصاً على تبليغهم السنة، وتحبيبهم بها بأسلوب طيب، يوصل لهم المعلومة بالحب والود، رغم اختلاف نفسياتهم.

أم البراء : زَرَعَ في قلوب العائلة حتى الأطفال حُبّ الخير، وفعل الخير والعطاء، وحبّ الفقراء والمساكين، وكنت أفرح جداً عندما أرى أبنائي يبادِرون إلى شِراء مَعونات لهم، ويقتدون بأبيهم يَرجونَ الأجر والثواب رغم صغر سنهم.

كان يحبّ الأطفال كثيراً حتى من غير أبناءه وأحفاده، كان يقترب منهم ويحسن إليهم، فكيف بأبنائه، كان الطفل منهم يقول له : أنت سيدي – جدي – أنت حنون عليّ.

أم سعد : كان يحثّني على إنجاب الأبناء، فأقول له : يا أبا عبد الله المتاعب والتكاليف، فيقول : حرام عليك، الذرية فيها خير كثير، أحسِني التوكل على الله، ولا تقولي إلا خيرا فكنت أستغرب من شدة توكله على الله، وكان يقول تذكري قول الله - تعالى - : {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [سورة النساء : 9].
وكان يكرر هذه الآية الكريمة كثيرا، بالذات قوله - تعالى - : {فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} وكان يوصينا في آخر أيامه بقوله : {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}

أم أيمن : كان لا يخرج من البيت، أو يسافر إلا ويستودعهم الله.

أم عبدالله " زهر" : قبل أيام جاءتني إحدى بناتي، تفتقد والدها متألمة باكية، قالت : يا أمي أين يد أبي أقبلها ؟، أين الذي كان يشعر بي دون أن أشكو له، يا أمي أين يد أبي التي كان يمسح بها على وجهي، يعرف حاجتي ويعطيني ويخفف عني دون أن أطلب ؟؟.

أم البراء : من غير كلام، من غير طلب يفهمها، وأي واحدة فينا سواءً نساؤه أو بناته، إذا كان وضعها صعب أو متضايقة، كان يحس فيها، ويعرف حاجتها ويعطيها دون أن تطلب. كان يشعر بالغريب، فكيف لا يشعر بأهل بيته.

أمامة ابنة الشيخ أبو عبدالله : في بداية حياتنا الزوجية كان إذا حصل بيني وبين زوجي خلاف، كان يذهب إليه يستشيره في بعض الأمور فكان زوجي يقول : إنه يعاملني كأني أنا ابنه، وليس زوج ابنته.

وبعد وفاته قال: لأول مرة أشعر بأن الحزن ممكن أن يقتل إنسان - لشدة حزنه على الوالد -.

وقال أيضاً : رحمك الله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض في هذا العصر.

زينب ابنة الشيخ قالت : إن زوجي لازَمَ الوالد لمدة شهرين ونصف أثناء مَرَضِه، قال له يوماً قبل وفاته : والله يا عم أبو عبدالله ما أحسبك إلا كصحابي يمشي على الأرض.

أم عبدالله نجلاء : من فضل الله - تعالى - على المؤمن أن جعل له علامات تدل على حسن خاتمته، وأرجو أن يكون لأخينا الشيخ الفاضل أبو عبدالله منها خير نصيب، إذ أن ثناء الناس عليه في الدنيا وهو يسمع إحدى العلامات، إحدى البشارات لأهل الجنة، لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحيح (أهل الجنة من ملأ الله – تعالى - أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً وهو يسمع).

ناهيك عن وفاته مبطونا، وعلى ذِكْر، وَصَبْرٍ واحتساب حتى النفس الأخير، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا - ما شاء الله تبارك الله، عدة علامات، نسأل الله أن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يَمُنّ علينا وإياكم بحسن العمل وحسن الخاتمة.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-08-2012 10:29 PM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
السؤال 8. هل لأخواتنا الكريمات أن يتحفننا بدرر من غرائب ما رأيتنّ من مآثر ومناقب فضيلة الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – في مسيرة هذه الحياة الطيبة مع زوج فاضل كريم، لعلها تعين على الثبات، أو توقظ من سبات.

الجـواب : أم عبدالله " زهر" : ماذا أقول ... أم ماذا يا أم عبدالله ؟؟ لو تكلمنا عنه وعن حسن خلقه وغرائبه ومآثره اليوم كله بطوله وأيام وأيام، والله لا نوفيه حقه.

أم سعد : من الغرائب أنه كان – رحمه الله تعالى - في كثير من الأحيان مجاب الدعوة وكنا نجد ذلك في كثير من المواقف، حتى ولو بعد مدة يتحقق الدعاء، فنقول استجيبت دعوة أبو عبدالله.

أم البراء : كم كنت أستغرب من حبه واهتمامه بالفقراء والمساكين حتى في أيام الثلج أو البرد الشديد : خرجت مرة معه فأخذني إلى مكانٍ بعيد وأرض زلقة وعرة وضباب كثيف، وكان معه الطعام ووقود للتدفئة.
فقلت له : أين تأخذني، والله إني خائفة جداً، لم جئت بنا إلى هذه الطريق ؟ فقال : لا تخافي ما دام عملنا لله فالله معنا ... الله معنا، فلا تخافي، ثم قال : يا أم البراء ! من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
أسأل الله أن يتقبل منه عمله ... يا رب، وأن يقضي لنا حاجاتنا.

أم عبدالله نجلاء : لهج الجميع بصوت واحد تخنقه العبرات. آمين آمين آمين.

أم سعد : من غرائب حُلمِهِ وحسن خلقه: أنه كان مع ابنه في سيارته فقال له رجل عند الإشارة : يا شيخ أنت حمار، فاستفزّ ذلك ابنه فهدّأه – رحمه الله تعالى – وقال له : اصبر يا بنيّ، ثم تعرّضَ له الرجل مرة أخرى، وكرر قائلاً يا شيخ أنت حمار، ثم ثالثة، يكررها : يا شيخ أنت حمار، فقال له الشيخ أبو عبدالله : أنا ؟ قال الرجل : نعم أنت، قال أبو عبدالله : أنا أنا ... أنا إنسان ... أنا أبو عبدالله عزت خضر، ولست حمار، فقال الرجل : واللهِ يا شيخ إلا أنزل وأقبّل رأسك، ثم اعتذر منه.

أم عبدالله زهر : وهذا من حسن خلقه الذي يفتقده الكثيرون أسأل الله تعالى – أن يغفر له ويثقل له الموازين.

أم أيمن : من غرائب أبو عبدالله ما قاله لنا يوما : [سأقول لكم ما حصل معي اليوم فقط للعِبرة، كنت مدعواً على طعام مع جمع من الإخوة عند أحد الأخوة، غَرَفْتُ غَرْفةً من الإناء الذي أمامي، وفي الغَرْفَة الثانية رأيت صرصوراً بالطعام، وعلى غفلة من صاحب الدعوة رفعته بالملعقة ووضعته تحت الإناء وأكملتُ طعامي منه، وكأن شيئاً لم يكن].
ولم يذكر لنا اسم الأخ الداعي، وذلك ليعلمنا أدب التعامل في مثل هذه المواقف، وهذا يدل على طيبه وكرم خلقه.

أم عبدالله نجلاء : ما شاء الله تبارك الله، لو كانت نملة، أو حتى ذبابة لكانت أهون، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علّمنا في الحديث الشريف الذي رواه البخاري – رحمه الله – أنه : (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم، فليغمسه ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء والآخر شفاء).
وقد يأنف مَن يأكل مِن إتمام الطعام بعد غمس الذباب فيه، وهو مشروع، أما أن يكون في الطعام صرصوراً، فهذا شيئ تعافه النفس أكثر وأكثر، حتى أنّ من يَسمع به يتقزز، فكيف بمن وجده في الطعام ورآه بعينه، وجاهد نفسه وأكل حتى لا يُحرج مضيفه ومن معه. أسأل الله – تعالى – أن يُعظم له الأجر والمثوبة، وأن يجزيه خير الجزاء،.

أم أيمن : قال لنا هذا للعبرة ولم يذكر أسماء.

أم البراء : ومن غرائبه، كان صادق الرؤية، لا يرى رؤية إلا وتتحقق ولو بعد حين.

رأى أنه ماش في طريق، وأن شيئاً انقلب به في واد عميق، وأنه كان يكبّر ويكرر التكبير... الله أكبر ... الله أكبر، وأن الله أنجاه منه.

أم عبدالله زهر : فكان أن حصلت الرؤية كما رآها تماماً، وأنجاه الله - تعالى - منها، وكان ذلك في يوم عيد الفطر عام 1977م، ذهبنا إلى مصلى العيد في الرّصَيْفَة، ذهبتُ أنا والأبناء كانوا صغاراً مع عائلة صديقة، وذهب هو ومجموعة كبيرة من أصحابه حوالي أربعين شخصًا في شاحنة صغيرة - قلاب - كان يقوده، وقبل أن يَصِلوا المُصلّى بقليل مرّوا بشارعٍ انسكب عليه زيت من إحدى السيارات، مع وجود ماء، فكان ذلك سببًا في انزلاق القلاّب، ولم يستطع السيطرة عليه، فانقلب عدة مرات حتى استقر على ظهره بالواد.

فما انتبه على نفسه إلا وهو يكبر : الله أكبر الله أكبر، يصرخ بها يريد رافعة لرفع القلاب، خرج من شباك القلاب، مُغطىً بالدماء، فكان أن مات منهم ثلاثة، وأصيب البقية برضوضٍ وجروح، وسلّمَهُ الله، ولم يصب هو بجرحٍ واحد، ولا حتى خدش، وكانت الدماء التي عليه من الإخوة الذين كانوا إلى جانبه.
- سبحان الله - لم يُقدّر الله له الوفاة في ذلك الحادث رغم صعوبته إلى أن وافاه الأجل.
فذهب هو بنفسه إلى المخفر وأبلغ عن الحادث، وهناك سجد سجدة شكر لله، فعجب له مَنْ في المخفر، وقالوا : بعد كل هذا الحادث المروًع، ثلاث أموات غير العدد الكبير من الجرحى، وتسجد شكر، قال : نعم أسجد شكر لله الذي أنجاني.

وعلى إثرها سَحبوا رُخصة القيادة منه لمدة سنة، وسامَحَ أهل الذين ابتلوا بوفاةٍ أو إصابات، وقالوا : قَدَّرَ الله وما شاء الله فعل، وَسُجِنَ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – لمدة ثلاثة أشهر للحق العام. وعلم به الشيخ الألباني – رحمهما الله – فجاءه من الشام يعوده.

وبفضل الله - تعالى - اهتدى الكثيرون في السجن على يديه، وكان يجمعهم إلى الصلاة ويؤمهم، وكان المسؤولون في السجن يعاملونه بكل احترام.

وكان يُكثر في السجن من قوْل : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فسأله أحد السجناء : لِمَ تُكثِرْ من قوْل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

فأجابه أبو عبدالله : لأنها من أدعية الكرب التي أخرج الله بها يونس – عليه الصلاة والسلام – من بطن الحوت، لعلّ الله يُخرجنا بها من السجن، سخر السجين منه ومن كلامه، وقال : هذه الكلمات تُخْرِجُكَ من السجن ؟؟ .

فأجابه بلهجة الواثق من كلامه، الراجي رحمة ربه : نعم. وكان سؤال السجين له يوم الخميس، فما لبث أن مرّ يوم الجمعة وهو عطلة، وإذا به ينادى عليه يوم السبت بالإفراج، فصاح السجين : طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، طلعوني، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، .

ولهذا كان يقول وهو في المستشفى: الحمد لله جرّبت السجن، وجرّبت المستشفى، وبقي أن أجرّب القبر.

أم عبدالله نجلاء: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار.

أم البراء: رأى رؤى كثيرة وتحققت، ومما استغربناه من هذه الرؤى ما رآه قبل وفاته بسبعين يومٍ فقط : أنه جالس في مجلس فيهم شيوخ وملوك وأناس كثيرون، ومعهم الملك حسين – رحمه الله – فأخرج الملك حسين – رحمه الله – سبعون ديناراً وأعطاه إياها، فسأله أبو عبدالله لمن هذه ؟ قال هذه لك، فأخذها، ثم خرج إلى منطقة خضراء جميلة، فرح بها.

فأوّلَها له من أوّلَها – والله أعلم -، ولكنه مَكثَ بعدها سبعونَ يوماً بالتمام والكمال ثم توفّي.

أم عبدالله نجلاء: سبحان الله، رحمه الله وجعل الفردوس الأعلى مأواه. صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أخبرنا بما صح عنه قوله : (إذا قَرُبَ الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، ورؤيا المؤمن جزءٌ مِن ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوة).


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-09-2012 12:01 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
السؤال 9. مرض السرطان مرض خطير، يتهرب العديد من الناس حتى من مجرد ذكره، فكيف كان تلقيه للخبر عندما علم بوجوده عنده ؟.

الجواب :

أم أيمن : بداية مرضه كان في 20/ 4 /2011م، سافرنا للعمرة وفي أول يوم نزلنا فيه بالمدينة، شعر بحمى شديدة، قال لي : تعرفي يا أم أيمن، إني سأموت، ويظهر أني سأموتُ مبطوناً وشهيدا – إن شاء الله -، فالصبر ... الصبر والإحتساب،... الصبر ... الصبر والإحتساب، فلما عدنا وراجع الأطباء اكتشفوا المرض.

أم البراء : كان يكثر من الحمد يقول : الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا. ويوصينا بالصبر والإحتساب، فكنت أذكّره بقوْل الله - تعالى – {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، فكان يقول : هذه لكم أيضاً فاصبروا، اصبروا.

أم سعد : كان في مرضه راضٍ غير شاكي، كنت أراهُ وكأنه يعتصر من الألم، فأقول له : تتألم ؟ فكان يقول : لا، لم أره يوماً شاكياً قط، ولا متذمراً قط، حتى وهو مريض. كان يكثر من قول : رب إني عنك راض فارض عني، رب إني عنك راض فارض عني، صحيح أنه كان مميزا.

أم عبدالله زهر وأم البراء وأم أيمن : قلن معا : حتى وهو مريض، لم يَشْكُ ولم يتذمّر قط.

أم أيمن : كان يتألم، ولا يشكو، ولا يحب أن يشعرنا بألمه، وإذا أشار إلى موضع الألم يقول : يا رب ليس جزعاً، يارب ليس جزعا. وكان إذا سئل، يقول أنه تحسن.
وذلك بناء على كلام ابن أخته - وهو طبيب - ليرفع من معنوياته، مع أن ابن أخته كان يعلم مدى خطورة حالته في أيامه الأخيرة.

أم عبدالله زهر : وكان لا يحب أن يأخذ المسكنات القوية مثل الفاليوم وغيرها، إلا في حال الضرورة القصوى، حتى لا يغفل عن ذكر الله.

أم سعد : كنت أقول له أحيانا : أنا على يقين أن الله سيشفيك، فكان يقول : اللهم اختر لي، اللهم اختر لي، وكان يكثر منها، ومن قول : لربيَ الحمد ... لربي الحمد. في آخر أيامه.
كنت أرقيه وأقول له : ادع الله أن يشفيك، فكان يقول : اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك العفو والعافية،

أم البراء : من الغريب في شدة تمسكه بالسنة أنه رغم شدة ألمه لم يطلب يوماً من أحدٍ أن يرقيه، كان يرقيه مَن يزوره بلا طلب من الشيخ، وكان يقول لا تتصلوا بأحد ليقرأ عليً، أنا أريد أن أكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

وفي الخمسة أشهر الأخيرة من حياته كان يعاني من حمى – حرارة شديدة، طلب منه أحد زواره أن يعالجه بالكي في بعض المواضع أسفل الظهر، فرفض رفضاً قاطعا، حاولنا إقناعه، فقال مستحيل، لن أكتوي، أريد أن أفوز بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب.

أم عبدالله نجلاء : أسأل الله – تعالى – أن يثقل له الموازين ويجمعكم به في أعلى عليين.

حرصه على أن يكون من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب يدلّ على علوّ الهمـّـــة وعدم الرضى بالدون، ويدل أيضاً على حسن ظنه بالله، وتوكله على الله، لأن هؤلاء الذين بشرهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بدخول الجنة بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون. أسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعاً وإياه منهم.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-09-2012 01:07 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
السؤال 10. علمتُ أنه كان يرفض أخذ العلاج الكيماوي خوفاً من أن يتساقط شعر لحيته، وأنه كان يقول: أن أموت بلحية خير لي من أن أموت بدونها، مع أن الله – عز وجل - شرع له العلاج وأمر بالتداوي. فهل رضِيَ به في مراحل المرض الأخيرة ؟.

الجـواب:

أم عبدالله زهر: كان أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – يتمنى أن يلقى الله – تعالى دون يتساقط شعر لحيته، ويدعوالله مخلصاً أن يبقيها، لكنه لم يكن يرفض أخذ العلاج بصورة قاطعة، - رحمه الله تعالى – كان لا يأخذ أي علاج إلا باستخارة. فقدر الله أن أخذ خمس جرعات كيماوي غير متوالية.

أم أيمن: وبفضل الله لم تنزل منه شعرة سواء من لحيته أو من رأسه وبقيت كما هي، ولقي الله كما أحب، سبحان الله – حتى بمرضه رفِقَ اللهُ به.

أم عبدالله نجلاء: الحمد لله رب العالمين، هذا يدل على مدى حرصه وتطبيقه للسنة وتمسكه بها – رحمه الله تعالى -، أين منه رجالاً يتفنّنون في حلقها أو إبقائها، حسب الحزب والجماعة، أو اتباعا للموضة، وإرضاء للأهواء.

*************************

السؤال 11. بعد خروجه من المستشفى، هل طلب أن يُمرّض في بيت مُعيّنٍ من بيوت نسائه آخر أيامه ؟.

الجـواب:

أم البراء: كان قمة في العدل مع نسائه حتى بالكلمة، طيلة حياته إلى آخر أيامه.

أم سعد: قال بعد خروجه من المستشفى : أريد أن أطوف عليكن واحدة واحدة، فحملوه أبناؤه على الكرسي، وطاف على البيوت الأربع، وودع بيوتنا واحدة واحدة.

فلما اشتد عليه المرض، ورأينا أن تنقّله يشقّ عليه، اتفقنا على أن يمرّض في بيت أم عبدالله على أن تكون عنده في كل ليلة إحدى نسائه في يومها على التوالي ترعاه وتسهر على راحته.

أم أيمن: إلا أنه قال لأم سعد أنا أعفيك رحمة بك – نظراً لوضعها الصحي - وأيضا لكونها تعمل مدرسة، وكنا في النهار نجتمع عنده مع بعض، واستمر ذلك لمدة أسبوع ثم توفي.

أم سعد: كنا عندما نجتمع عنده كان يكثر من قول اتقوا الله، ولا تقولوا إلا خيرا، وخاصة في الليلة الأخيرة من حياته.

أم أيمن: نعم والله يا أم عبدالله أتت علينا لحظات كنا نحمد الله – تعالى – أننا أربعٌ نساؤه، نتناوب على خدمته وأبناءه وعوّاده، ونسأل الله - تعالى – أن يدخر لنا الأجر والثواب مع الصبر والاحتساب.

أم عبدالله نجلاء: الحمد لله رب العالمين، هذا من فضل الله ورحمته بعباده، فإن له - سبحانه - بكل أمرٍ رحمة وحكمة هو يعلمها، قد لا ندركها في حينها، وما علينا إلا التسليم والرضى بالقضاء. جزاكن الله خيرًا وإياه.


يُتبع -إن شاء الله تعالى -.

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-10-2012 04:00 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
أم البراء: كان يتمنى أن يموت في المدينة، وكان مصممًا على السفر إلى المدينة، وقبل وفاته بثلاثة أيام تم تجديد جواز سفره، لأنه كان ينوي السفر للعمرة.

أم عبدالله نجلاء: لعله كان يتمنى الوفاة بالمدينة حتى يدفن بالبقيع، ويكون ممن تنالهم شفاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.

أم البراء: نعم هذا ما كان ما يريده.

أم عبدالله زهر: كان أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – يسافر للعمرة أربع أو خمس مرات في السنة، إن لم يكن أكثر، ويوم الإثنين كان موعد سفره للعمرة، وكانت ليلتي أن أكون عنده فأقنعته بعدم السفر أو تأجيله لأن صحته لا تحتمل، فقال : أنت ترينَ هذا ؟ قلت : نعم، وأخشى أن يشقّ عليكَ السفر ويزداد مرضك، وإن شاء الله تعالى عندما تتحسن صحتك تسافر، فوافق وقال : إن شاء الله، كلامك صحيح.
واشتد عليه المرض، وتوفيَ قبل أن يحقق مراده، أسأل الله – تعالى – أن يَكتب له أجر النية.

أم عبدالله نجلاء : أسأل الله – تعالى أن يتولاه بواسع رحمته، وأن يبلغه أجر ما نوى.

****************************

السؤال 12 : بالنسبة للسفر معه إلى العمرة أوالخروج إلى النزهات أو الزيارات والمحاضرات، هل كان يتم اختيار من ترافقه بالقرعة أم ماذا؟.

أم عبدالله زهر : بالنسبة للسفر، كان – رحمه الله – يقول : اتفقنَ وَرَتّبْنَ الأمر فيما بينكنَ وأخبرنني، فمن كان يناسبها خرجت معه حسب دورها، وإن لم يناسبها بدّلت مع أختها، وكذلك حضور المحاضرات.

أما النزهات وزيارات الأهل، ففي يوم كل واحدة منا يخرج بها وأبناءها في نزهة أو زيارة.

****************************

السؤال 13. ماذا عن الوصية ؟.

أم أيمن : لما اشتد المرض بأبي عبدالله عزت - رحمه الله تعالى – همت الأخت أم سعد بكتابة الوصية من جديد، لكنها لم تستطع من البكاء، فقلت لإحد أزواج بنات أبو عبدالله : أنت طرف محايد، ما رأيك أن تكتبها عند عمك وهو بالمستشفى كما يريد، فكُتبت وصيته في 15 /4 /2012 م في مستشفى البشير بعمان، وكان ذلك يوم أحد.

****************************

السؤال 14. أوصى شيخنا العلامـــــة الألباني أن يغسله فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمهما الله تعالى –، فمَن غسّل الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى – ؟.

أم عبدالله زهر : كما قلنا كان حريصاً جداً على تطبيق على السنة وتمسكه بها – رحمه الله تعالى – ففي غُسل الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى – إحياءً للسنة، بدأت في غسله زوجُهُ الفاضلة أم الفضل – جزاها الله خيرا - فغسلت مواضع الوضوء منه، وأكمل الشيخ أبو عبدالله - رحمه الله تعالى – غسلهُ وتجهيزه.

أما أبو عبدالله - رحمه الله تعالى –، فقد غسّلناه نحن نساؤه الأربعة عملاً بوصيته وتطبيقاً للسنة.

أم عبدالله نجلاء : جزاكن الله خير الجزاء، وجمعكن به بالفردوس الأعلى من الجنة.


يُتبع إن شاء الله تعالى .

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-10-2012 05:02 AM

مقابلة مع الأخوات الفاضلات زوجات الشيخ أبو عبدالله عزت أجرتها أم عبدالله نجلاء الصالح
 
السؤال 15. أخواتي الفاضلات: إن لاتباع منهج السلف الصالح، والعض عليه بالنواجذ ثمن، فهل من نصيحــــــة عطرة لطالبات العلم الشرعي، ومن امتنَّ الله عليهن بِمَنْ سار على درب السلف الصالح من أزواج، لكونِكُنَّ عِشتُنَّ ببيتٍ قائم على الإتباع، وعايشتنّ عن قرب صحبة الشيخ أبو عبدالله لفضيلة الشيخ الألباني – رحمهما الله تعالى - ؟.

الجـواب:

أم عبدالله زهر: أوصيهنّ بالصبر والثبات على الحق وإن خالف الأهواء، والنظر إلى ما أعدّ الله للصابرين من حسن الأجر والجزاء في الدنيا والآخرة.

جئت إلى الأردن من الشام عروساً، وما كنت أعلم كثيراً بأحكام الشرع والدين، وكان ذلك بداية التزام أبوعبدالله أيضا، فلما لازم الشيخ الألباني - رحمهما الله - كان دائماً، أو أغلب الأيام يحضر دروس الشيخ، ويأتيني بعد صلاة الفجر، فكانت معاناة لي بسبب صغر سني والغربة، ومع ذلك بفضل الله صبرت واحتسبت، كان لا يخبرني عن حكم جديد إلا وأسارع إلى الإستجابة والعمل به.

ففي يوم جاء بعد الفجر فأخبرني عن حكم الذهب المحلق، فسارعت حالاً وخلعت أساوري.
وفي آخر جاءني فقال : لا تجوز مصافحة الرجال مِن غير المحارم، فامتنعت عن مصافحتهم.
وقال لي مرة : أن هذا اللباس لا يصح يجب أن تلبسي الجلباب، فلبسته والحمد لله، ثم أطلق اللحية.


وجدنا أنا وهو معارضةً شديدةً ممن حولنا، لم يعجبهم هذا التحَوّل، كانوا يكثرون من التعليقات عليً وعليهِ، فما يزيدني ذلك إلا تمسكاً بديني واقتناعاً بما يأمرني به – رحمه الله تعالى -.

أم البراء: أوصي أخواتي بما كان يوصينا به أبو عبدالله، وقد كتب هذا في وصيته (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) فأوصيهن بوصيته، تقوى الله – عز وجل – وكظم غيظ وحسن الخلق، لأن كظم الغيظ وحسن الخلق يعطي نتائج إيجابية في المستقبل، وهذا كان أهم ما يوصي به.

أم سعد: أوصي أخواتي باتباع سنة وهدي رسول الله - صلى االله عليه وسلم - وإن خالفت الأهواء لقول الله - تعالى - : {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} جعلنا الله وإياكم منهم.

أم أيمن: أوصي أخواتي بأهم ما كان يوصينا به في الحديث الجامع، تقوى الله وحسن الخلق، وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة، بل بالإحسان، لأن هذا ليس بالأمر السهل، بل فيه مجـــاهدة للنفس، نسأل الله الصبر والثبات.
جزاك الله خيراً أم عبدالله.


أم عبدالله نجلاء: رحم الله شيخنا الفاضل أبو عبدالله عزت - رحمةً واسِعــــة - وجعل الفردوس الأعلى مأواه - وخلفه في عقبه خيرا.

وجزاكـُـــنّ الله خيرا، وبارك فيكُــــنّ وعليكُــــنّ، وبالطاعـــــاتِ عمَرَ أعمارَكـُـــنّ، فالعُمـْـــرُ في إدبار، وما الحيـــاةُ الدنيــــا بدار قرار.

بهذا ينتهي اللقاء، وعذراً على الإطالة.


لا حرمني الله منكنّ أحبتي، فإني في الله أحبكنّ ... وأسأله – سبحانه – أن يجعلها محبــَّـــة خالصـــــة ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.

وأن يجمعنا في هذه الحياة الدنيا على طاعته، وفي الدار الآخرة في مستقر رحمتــــــه ودار كرامتــــــــه، على منابر من نور مع المتحابين في جلاله، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.

في حفظ الله ورعايته أترككنّ أخواتي الغاليات، وأستودع الله دينكنّ وأمانتكنّ وخواتيم أعمالكنّ.

المحبة لكن في الله

أم عبدالله نجلاء الصـــالح.

أم زيد 07-10-2012 07:05 AM

لا شَلت يمينك -أيتها الفاضلة- على هذا اللقاء الممتع الشيق حقًّا، وجزى الله خيرًا الأخوات الفاضلات على إتحافنا بهذه الدرر من تلك السيرة العطرة لشيخ نحسبه من خيرة من مشى على الأرض في هذا الزمان، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدًا.
رزقهن الله الصبر والاحتساب، وعوضهن -وأهله جميعا- خيرا.
وددنا لو طال اللقاء أكثر وأكثر!
جزيتِ خيرًا -يا أم عبد الله- ولا حرمك الله الأجر.

اقتباس:

لا حرمني الله منكنّ أحبتي، فإني في الله أحبكنّ ... وأسأله – سبحانه – أن يجعلها محبــَّـــة خالصـــــة ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.

وأن يجمعنا في هذه الحياة الدنيا على طاعته، وفي الدار الآخرة في مستقر رحمتــــــه ودار كرامتــــــــه، على منابر من نور مع المتحابين في جلاله، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله.


اللهم آميـــــــــن

أم سلمة السلفية 07-10-2012 04:30 PM


جزاك الله خيرا أمي الفاضلة :"أم عبدالله نجلاء الصالح"
نفع الله بما كتبتِ وأفدتِ
وبارك لك في العلم والعمل والعمر
ورحم الله الشيخ
وجعل الفردوس الأعلى مأواه ,ورزق أهله الصبر

أم عبدالله نجلاء الصالح 07-12-2012 12:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سلمة السلفية (المشاركة 199063)

جزاك الله خيرا أمي الفاضلة :"أم عبدالله نجلاء الصالح"
نفع الله بما كتبتِ وأفدتِ
وبارك لك في العلم والعمل والعمر
ورحم الله الشيخ
وجعل الفردوس الأعلى مأواه ,ورزق أهله الصبر

اللهم آمين .... آمين.

شكر الله لكنّ ابنتَيَّ الحبيبتيْن " أم زيد" و " أم سلمة السلفية " المرور والدعاء وجزاكـُــنّ الله عني خير الجزاء.

أسأل الله - تعالى - أن ينفع بهذه المقابلة، ويجعل عملي وإياكــُــنّ خالصاً ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه الكريم.

وأن يغفر لفضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت، ويرفع درجته في عليين، ويُلهم أهلهُ وأحبتَهُ الصبر والسداد والثبات، وأن يجمعهم به في دار كرامته على سرر متقابلين.

أم أويس السلفية 07-14-2012 11:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم زيد (المشاركة 198987)
لا شَلت يمينك -أيتها الفاضلة- على هذا اللقاء الممتع الشيق حقًّا، وجزى الله خيرًا الأخوات الفاضلات على إتحافنا بهذه الدرر من تلك السيرة العطرة لشيخ نحسبه من خيرة من مشى على الأرض في هذا الزمان، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحدًا.
رزقهن الله الصبر والاحتساب، وعوضهن -وأهله جميعا- خيرا.
وددنا لو طال اللقاء أكثر وأكثر!
جزيتِ خيرًا -يا أم عبد الله- ولا حرمك الله الأجر.


اللهم آميـــــــــن

اللهم آميـــــــــن.... اللهم آميـــــــــن
جزاك الله عنا كل خير أمنا الفاضلة فقد حوى هذا اللقاء خيرا كثيرا ومواعظ مؤثرة ...

أم النسور السلفية 07-15-2012 04:47 AM

الكلمات لا تكفي للتعبير
 
جزاك الله خيرا ام عبد الله وبارك الله فيك
لم اكن اعرف هذا الشيخ رحمه الله ولكن بعدما قرأت فقد عَظُمَ في عيني رحمه الله وأعجبت إعجابا شديدا بتصرفاته يا ريت كل الناس هكذا. فهذه القصة تعطي أملا بأن أناس هكذا حقيقيين وليسو فقط من الصحابة وأيام الرسول عليه الصلاة والسلام.
الله يوفق جميع المسلمين لهذه الأخلاق الفاضلة ما أجمل حسن الخلق. وهناك أحاديث كثيرة عن حسن الخلق. ونرجو ان يتنبه الناس لهذا وقد تقطع قلبي وتفطر عند القراءة .
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الرائع.
واللهم آجرهم في مصيبتهم وأخلف لهم خيرا منها
واللهم ارزقنا حسن الخلق وحسن الخاتمة
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

مناصرة الرسول 07-16-2012 02:56 AM

جزاك الله خيرا أمي الغـــالية على هذا اللقـــاء النـافع الماتـع
ورحم الله الشيخ رحمــة واسعــة وألهم أهلــه الصبر والسلوان وعوض السلفيين ودعوة الســلف بفقده خيــرا.

وأقول لنســائه..
فعلا هنيئــا لكن أخواتي وهنيئـــا له... فقــد كنتن مثـــالا في حســـن الانقيـــاد للحق وحســن العهـــد
أسأل الله تعالى أن يأجركن في مصيبتكن ويخلف لكن خيــرا منهــا وأن يجمعكن به في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقــا

وحفظ الله ذريتــه وجعلهم خير خلف لخيــر سلف

أســـأل الله تعالى أن يحتذي - رجـــال ونســـاء - المسلمين بهذا النموذج الطيـــب

صدقت أمي الغــالية..
بينت حقــائق ليست بمعجـــزات ولاخيـــال؛ إذ أن بمقدور الأزواج أن يحققـــوا السكن والمـــودة والرحمـــة فيمــا بينهم بيسر وسهـــولة ويعيشــوا حيــاة طيبــة.

فاللهـــم...
أصلح انقيــاد المسلميـــن والمســلمــات للحق.
وأصلح أولياء الأمور حتى يبلغوا بمن معهم بر الأمــان وارزقنــا وجميع المسلميـــن من فضلك العظيــــم.

اللهــــم آميــــــن.

أم محمد السلفية 08-02-2012 02:10 AM

بارك الله فيكِ يا أم عبدالله نجلاء الصالح وجعله في ميزان حسناتكِ

أم عبدالله نجلاء الصالح 08-05-2012 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم محمد السلفية (المشاركة 202057)
بارك الله فيكِ يا أم عبدالله نجلاء الصالح وجعله في ميزان حسناتكِ

وإياكنّ وفيكنّ بارك الله - تعالى - أحبتي الغاليــــــــات :

"أم أويس السلفيــــــــة" و "أم النسور السلفيــــــــة" و "مناصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -"

و "أم محمـــــــد السلفيــــــــة".


شكر الله لكنّ المرور والدعاء

و

شكر خاص لابنتي الحبيبــــــة " أم زيد " لما بذلته من جهد في إعداء اللقاء على ملف (بي دي إف) لتسهيل طباعته ونشره.

و

ورحــــــــم الله فضيلــــــة الشيخ " أبو عبدالله عزت" رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.

وكان الله لنسائه وأبنائه وبناته وأحبته، وجمعهم به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أم عبدالله نجلاء الصالح 08-10-2012 03:37 PM

لطفا :

لمزيد من الفائدة حول تعدد الزوجات، وحسن الخلق. انظر :


من فتاوى العلماء حول تعدد الزوجات

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=25496

***********************

تزكيـــــــــة الأخلاق جـ 1.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...=1947#post1947

***********************

تزكيـــــــــة الأخلاق – جـ 2.
علامات حسن الخلق.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...047&highlight=

***********************

تزكيـــــــــة الأخلاق جـ 3
الأسباب التي ينال بها حسن الخلق

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...C3%CE%E1%C7%DE

**********************************

أم عبدالله نجلاء الصالح 08-20-2012 05:36 PM

إعلان خبر وفاة فضيلة الشيخ أبو عبدالله عزت - رحمه الله على منتديات كل السلفيين.
 
أعلن فضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي - حفظه الله تعالى خبر وفاة فضيلة الشيخ
" أبو عبدالله عزت - رحمه الله تعالى" على منتديات كل السلفيين


إنالله،وإناإليه راجعون،توفي قبل قليل أخونا الكبيرالشيخ عزت خضرأبو عبد الله-رحمه الله-

إنا لله،وإنا إليه راجعون

تُوفي قبل قليل أخونا الكبير الشيخ عزت خضر أبو عبد الله-رحمه الله-



فـ..
نُعزّي أنفسنا ، وأهله ، وأنسباءه ، وأحبابه -وما أكثرهم-بفقده ، فنقول:
..لله ما أخذ..
وله ما أعطى..
وكل شيء عنده إلى أجل مسمّى.
و:"من أصابته مصيبةٌ ؛ فليذكر مصيبته برسول الله-صلى الله عليه وسلم-".

ومن باب البشارة:

كنا قد زرناه عند منتصف الليلة الفائتة ؛ فرأيناه يئنّ من ألمِه ، ويُكثر من ذكر ربه ، صابراً على حاله -بل كان يبتسم ابتساماتٍ رقيقةً من حين إلى آخر- ، غيرَ غافلٍ ولا غائبٍ ؛ بل كان واعياً -رحمه الله-على كل ما حوله -..

أسأل الله -تعالى-أن يجمعنا به في الصالحين من عباده ، في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر..




أم عبدالله نجلاء الصالح 08-20-2012 06:28 PM

وجفّت البسمةُ ... في رثاء الشيخ عزت خضر (مغسّل الألباني - رحمهم الله تعالى -).
 
وجفّت البسمــَـــــةُ

في رثاء الشيخ عزت خضر (مغسّل الألباني)

لفضيلة الدكتور معاذ الشمايلة - حفظه الله تعالى -.

الأربعاء، 30 أيار 2012م 01:56

عندما ترى البسمة دائمة ثابتة على وجه رجلٍ كثرت واجباتُه، وتعددت مسؤولياتُه؛ تدرك حينها بأن هذا الرجل يواجه إعصاراً شديداً لكي يفرح من أمامه، ويجابه همّاً عتيداً كي يسعد مَن جالسه ووالاه.

إنه الرجل الصالح (أبو عبد الله عزت خضر) صاحب الابتسامة اللطيفة، والروح الخفيفة.. ذو النية الصادقة، والطوية الصافية.

ما عرفه رجلٌ، ولا امراةٌ، ولا صبيٌ؛ إلا وتعلّم منه سنة نبوية، أو خلقاً حسناً، أو قولاً سديداً؛ إذ همّه نشر الخير أينما كان، في أيّ وقتٍ كان. متابعٌ بين الحج والعمرة؛ لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، ومن عرف عنه ذلك دبّت الغبطة في قلبه؛ فسار على نهجه.

رزقه الله كنزاً عظيماً قلّما نجده عند غيره، وهو (بركة الوقت) .. له أربع زوجات، وأربعون من الولد، فضلاً عن أقربائه، وأصهاره، وأولادهم، ومع ذلك أعطى كل ذي حقٍ حقّه، بل ما ذهبتُ إلى مجلس علم أو سمر مع إخوة؛ إلا ورأيته أمامي، لا تفوته مناسبة، ولا يفوّت مجالسة. بحقٍ: عجيبٌ وقته !.

سيرته طيبة، وسريرته أطيب، داعٍ بحكمة، معلّمٌ بأسلوب، ساعٍ على مسكين، راعٍ على أرملة، بشوش الوجه، قنوع الرزق، رقيق القلب، عظيم التوكل، لازم الذكر.

رحل في ذلك اليوم - الخميس 24/5/1202م -، وألم المرض يعتصره، لكنه عجز أن يقعده، بل إنّ المرض مرِضَ لمّا رأى ثباته، وإقدامه واشتداده: صابراً، شاكراً، حامداً.

خرج في جنازة مهيبة، ومشهد عظيم؛ لم ترَ العين قطّ مثله، احترت أفكر في أمره، أفسّر حاله، ومتدبراً مآله، فلم أعثر إلا على معنىً واحدٍ، وهو أنه رجل مخلص النية، صادق الطوية.

رحل موصياً بوصية جامعة، مانعة، دالة على فضل علمه، وعمق فهمه، وعظيم توفيق الله له. رحل موصياً أن يكون مع صاحبيه محدّث الزمان (الألباني)، وفقيه الزمان (أحمد السالك) فكان له ما أراد، ووقع قبره بينهما.

رحل ولا نقول إلا ما يرضي ربَنا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

فالعين تدمع، والقلب يحزن، وإنّا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون.



أم عبدالله نجلاء الصالح 08-20-2012 06:44 PM

كلمه حق بحق الشيخ عزت خضر " ابو عبد الله " - رحمه الله تعالى -.
 
كلمه حق بحق الشيخ عزت خضر " أبو عبد الله " - رحمه الله تعالى -.

للأخ الفاضل إحسان محمد الحجوج - حفظه الله تعالى -.

عمان 01/06/2012م.

الحمد لله الذي جمع قلوبا مؤمنة على محبته خاضعة لأمره، مسلمة بحكمه وقضائه، الحمد لله مهوّن المصاب، مؤلف قلوب الأحباب .

اعتاد قلمي عندما يبتعد عني عزيز غالي أن يخط من حسن القول ما تيسر نثراً او شعراً، معزياً بهذا البعد نفسي، مُخلصاً القول بحقه وبحق صفوة من يحبهم ويُحبونه.

ولكن حجم المُصاب الذي ألمَّ بي بسبب وفاة مُحبٍ من عرفه وجالسه وخالطه وتعامل معه شقيق زوجتي النقي التقي الصاحب الصادق الوفي الأمين " أبو عبد الله " جعلني عاجزاً عن القول في الرجل ما يستحق، فأحببت أن أنقل لكم ما كان منه بحقي ليكون ذلك سنة حسنة منه لمن بعده للذين يتقون الله ويرجون رضاه ويحبون أن تكون آياته تمشي بيننا على الارض.

فقد حظيت وقبل ما يقارب العقدين والنصف من الزمن، بأن أتزوج شقيقته الصغرى والتي عرضها هو علي لا لوجود ما يُميزني أو ما استحق بسببه ذلك ولكن لحسن خلقه هو ولتمسكه بتعاليم الدين الحنيف وحرصه على تطبيق شرع الله والسير على هدى حبيبه - صلى الله عليه وسلم - طالباً مني أن أمسك أن وجدت ما يُرضيني منها راداً لها إن لم أجد .

ولأن الأستاذ يكون أستاذا في كل احواله ــ وحتى بعد مماته ــ فقد أصر - رحمه الله - بأن يكون موعد العقد الشرعي قبل انقضاء الأربعين يوماً على وفاة والده رحمه الله عام 1988م، لكي لا يظن البعض ضرورة انقضاء هذه المده لإتمام حاجات المسلم بكافة أشكالها وصورها.

عرفتك منذ أكثر من ثلاثة عقود، وقد مدحتك بقصيده في حياتك وبعد وفاة والدتك - رحمها الله - عام 2002م، ولكنني أقف اليوم عاجزاً أن أقول فيك ما تستحق، وستبقى صورتك في ذهني وفي قلبي ما حييت، لانك كنت تمثل واقع ما أراد الله بأن نكون آياتٍ تمشي على الارض، تعطر الناس بأريجها وتهديهم سبل النجاة، فقد كنت أنت - رحمك الله - كذلك، ولنا في خَلفكَ وفي تلاميذك اشراقةُ أمل ٍ.



أم عبدالله نجلاء الصالح 08-23-2012 04:05 AM

لطفاً. انظر : مواضيع ذات صلة
 
لطفاً :

انظر : مواضيع ذات صلة

1. شعر : وفاء وثناء على أئمتنا الأعلام العلماء.


http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...t=16301&page=8

2. مع أبي عبد الله عزت خضر رحمه الله صاحب العلامة الألباني ومغسله.

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=39657
وفيه مواضيع عديدة منها :

1. في رثاء الشيخ عزت خضر رحمه الله - بقلم محمد الخطيب.

http://www.4cyc.com/play-h_jfrqTT9Pc

2. وصية الشيخ عزت خضر

http://www.4cyc.com/play-avVX7y79nZA

3. الصلاة على فضيلة الشيخ عزت خضر رحمه الله تعالى

http://www.4cyc.com/play-YQDF79sLG0k

http://www.4cyc.com/play-fsbAPm-I3MM

http://www.4cyc.com/play-iJYx3svZ30M

http://www.4cyc.com/play-Tv88wo27n_g

http://www.4cyc.com/play-uYnvzRn5LCM

4. عشت مع الألباني 01

http://www.4cyc.com/play-MVK1V86VEOc

5. عشت مع العلامة 02

http://www.4cyc.com/play-PQyWjCOnNeY

6. عشت مع العلامة 03

http://www.4cyc.com/play-s1KrcHKWGwM

7. كلمة الشيخ عزت خضر عن الشيخ الألباني على قناة الناس

http://www.4cyc.com/play-ubs8Y-1pxhQ

8. ثناء الإمام الألباني على تلميذه علي الحلبي

http://www.4cyc.com/play-NGdoJVKRAOs

10.قناة المجد. اللقاء الأول

http://archive.org/download/majd../1...hadir.majd.avi

02 قناة المجد. اللقاء الثاني

http://archive.org/download/rama7ie....adir.majd.rmvb

11. صفحات من حياتي=لقاء مع أبي عبد الله عزت خضر رحمه الله 02قناة المجد

http://www.4cyc.com/play-dKA4r8e-o2Q

12. وصايا الشيخ عزت خضر رحمه الله. للدكتور معاذ الشمايلة.


http://www.4cyc.com/play-g1fkZI2cRdk


الساعة الآن 07:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.