فبُهِتَ التكفيري!!

[أبو معاوية البيروتي]

فبُهِتَ التكفيري!!

كنتُ يوماً في مستودعٍ للكتب – منذ قرابة عشرين عاماً – أتصفح كتب تلك الدار، وإذ بأحد شباب التكفيريين يأتي ويفتح معي نقاشاً حول موقف الشيخ الألباني من التكفير، وقوله فيمن يرمي مصحفاً أو يدوسه.

والشيخ الألباني رحمه الله قال: ((إذا رأينا مسلماً داس المصحف بقدمه؛ لا شك هذا أمر منكر لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم بتكفيره حتى نتثبت أنه أولاً: فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف وهو عارف أن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم)). (الهدى والنور/880).

وقال: ((إن من الأعمال أعمالاً قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية، بحيث يقوم فعله هذا مقام إعرابه بلسانه عن كفره؛ كمثل من يدوس المصحف، مع علمه به وقصده له)). ((التحذير من فتنة التكفير)) (ص 77/ ط.2 الراية)، وانظر ((إعلام الموقّعين)) (4/403).

وكان هذا الشاب ينكر على الشيخ الألباني تروّيه في إصدار الحكم بكفر مَن داس مصحفاً أو ألقاه في القاذورات، فانفعل ورفع كتاباً أمامه منزوع الغلاف – ولا يعلم محتواه - وضربه على الطاولة مراراً وهو يستنكر بصوتٍ عالٍ قول الألباني.

فقلتُ له بهدوء: إنْ حاكمناك الآن على قولك في المسألة وليس قول الألباني فأنت الآن كفرت! لأنّ الكتاب الذي بيدك هو ((تفسير ابن كثير))، ويحتوي على المصحف كاملاً، فأنت الآن تهين المصحف، والذي يهين المصحف كافر!
فبُهِت التكفيري وبدأ يعتذر أنه لم يكن يقصد، ولم يعلم بمحتواه، ولم، ولم!!!

وأرجو أن يكون فَقِه قول ابن قيم الجوزية والألباني وغيرهما من العلماء: (مع علمه به وقصده له)، فلم أره بعدها.
* منقول
==========