أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا
63378 | 84309 |
#1
|
|||
|
|||
الفرق بين عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها كالفرق بين الله وخلقه .
سلسلة درك البصيرة للنجاة من الفتن الخطيرة : ( 33 ) . الفرق بين عقيدة أهل السنة والجماعة وغيرها كالفرق بين الله وخلقه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد : فإن العلم الشرعي سلطان التغيير ؛ فكل عملية إصلاحية لا تأتم به فهي حركة إفسادية ، وكل دعوة تخلو منه فهي نحلة إبليسية ، أو فرقة شيطانية ، أو أهواء نفسية . فالعلم الشرعي أساس العمل ، والعمل مبدأ التغيير ؛ فالعلم بلا عمل غرور وإعجاب ، والعمل بلا علم إفساد وخراب . فدولة العلم الشرعي شامخة ، بها يتم نقض الباطل وهدمه ، وتشييد الحق وبناؤه . فالعلم هو الأساس والثمرة ، وهو المقدمة والنتيجة ، وهو الأصل والفرع ، وهو أول الأمر وآخره فإليه يرد المصلحون وعنه يصدرون . فكل تقصير من العبد في عمله يقابله تقصير في علمه ، وكل كمال في الأعمال فهو فرع عن كمال في العلم ، فاليقين كمال العلم ، والحكمة كمال الإصابة ومنشؤها العلم ، والخشية كمال الخوف ومنشؤها العلم ، والبصيرة كمال المعرفة ومنشؤها العلم ، والحلم كمال الصبر ومنشؤه العلم ، والصبر كمال الثبات ومنشؤه العلم ، والشجاعة كمال قوة القلب ومنشؤها العلم ، واللين كمال الرحمة ومنشؤه العلم ، والرفق كمال التؤدة ومنشؤه العلم ، والأخلاق الحسنة كمال السمت ومنشؤها العلم ، والمروءة كمال الطباع ومنشؤها العلم ، والأعمال الصالحة كمال الصدق ومنشؤها العلم ، والصدق كمال الإرادة ومنشؤه العلم ، والإخلاص كمال القصد ومنشؤه العلم ، والجود كمال السخاء ومنشؤه العلم ، والبر كمال الخير ومنشؤه العلم ، والنصح كمال سلامة القلب ومنشؤه العلم ، والرجاء والرغبة كمال التعلق ومنشؤه العلم ، والخوف والرهبة كمال الحذر ومنشؤه العلم ، والخلة كمال المحبة ومنشؤها العلم ، والمحبة كمال المودة ومنشؤها العلم ، والعبودية كمال التعظيم لذي الجلال والجمال ومنشؤهما العلم . وبالجملة فكل كمال عملي مؤسس على العلم ، ولهذا قال – تعالى - آمراً نبيه – صلى الله عليه وسلم - : {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } [طه : 114] . بل عالم الدنيا مؤسس صلاحه وقوامه على العلم الرباني ، فمن رام إصلاح الدنيا بغيره أفسدها على الناس ، ومما يدل على ذلك أن الله – تعالى – جعل سبب صلاح آدم – عليه السلام – للخلافة في الأرض هو علمه الذي تميز به ، كما قال – سبحانه - :{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ } الآيات . ولما أراد الله – تعالى - إصلاح الدنيا في أواخر أزمانها بعث نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – خاتماً للأنبياء والمرسلين بأعظم الكتب علماً وهدى و بينات من الهدى والفرقان . وكانت أول آياته منبهة على أن قوام النبوة المصلحة لما أفسده الناس هو العلم ومفتاحه القراءة ، وآلته القلم ، وقرن بين الخلق والعلم لبيان عظيم ارتباطهما ببعض وأن صلاح الخلق مقترن بصلاح العلم ومفتاحه وآلته ، فقال – تعالى - :{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} سورة العلق . وهذا العلم الرباني المصلح للدنيا والموجب لقيام معايش العباد فيها محفوظ في سبيل الفرقة الناجية والطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة ، وهو ما كان عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ثم من سار على طريقهم من الأئمة والأمة . وأما أفكار سائر الفرق المخالفة لهم فهي محض نتاج عقل بشري لا تصلح أن تكون علماً فضلا عن أن تكون معياراً للإصلاح والتغيير . وهنا حقيقة يجب أن نصدع بها ، وهي ما ذكرها العلامة العباد – حفظه الله – بقوله - : " والحقيقة الواضحة الجليَّة أنَّ الفرقَ بين عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة المتلقَّاة من الوحي، وبين عقائد المتكلِّمين المبنيَّة على آراء الرجال وعقولهم، كالفرق بين الله وخَلقه " ( قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة القيرواني : ص/ 2 ) . والسبب في ذلك أن مصدر التلقي الذي اعتمده أهل السنة والجماعة هو الوحي الكريم وأصله القرآن العظيم فعقيدتهم مستمدة منه ، وحقيقة القرآن أنه علم الله – تعالى - . فالعلم المأخوذ من القرآن هو علم الله – تعالى – بدليل قوله : {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ }[النساء : 166] . قال ابن القيم – رحمه الله - : " أي أنزله وفيه علم لا يعلمه البشر ، فالباء للمصاحبة مثل قوله :{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ } [هود : 14 ] . أي أنزل وفيه علم الله وذلك من أعظم البراهين على صحة نبوة من جاء به ، ولم يصنع شيئا من قال إن المعنى أنزله وهو يعلمه وهذا وأن كان حقا فإن الله يعلم كل شيء فليس في ذلك دليل وبرهان على صحة الدعوى فإن البله يعلم الحق والباطل بخلاف ما إذا كان المعنى أنزله متضمنا لعلمه الذي لا يعلمه غيره إلا من أطلعه عليه وأعلمه به " ( الصواعق المرسلة : 3/877 ) . وعلى هذا المعنى تنفصل المفاضلة بين العلم والعقل بترجيح العلم بلا ريب ، ومنه يترجح سبيل أهل السنة والجماعة على ما خالفه لترجح أصله على نخالة الأذهان وزبالة العقول . وقد أجاد من قال : علم العليم وعقل العاقل اختلفا * من منهما الذي أحرز الشرفا فالعلم قال: أنا أدركت غايته * والعقل قال : أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصاحا وقال له: * بأينا الله في فرقانه اتصفا؟ فبان للعقل أن العلم سيده * فقبل العقل رأس العلم وانصرفا والمقصود أن من رام إصلاح الدنيا وتغيير ما فسد منها فعليه بمسلك أهل السنة والجماعة على الطريقة السلفية الربانية التي حقيقتها العلم الرباني . ولما كانت حقيقتها أنها دعوة علمية تعين الحرص على العلم بتحقيق غاياته وسلوك وسائله وإحكام تفاصيله { وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }[الأنعام : 55] . |
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
بل الرحمن عرف برسله وأنبياءه..
__________________
عن أم المؤمنين أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: "برئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن فرق دينه واحتزب" [العلل ومعرفة الرجال] <3597> للتواصل: To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. To view links or images in signatures your post count must be 10 or greater. You currently have 0 posts. |
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيك ونفع بك.
__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : " إذا أصبح العبدُ وأمسى - وليس همُّهُ إلاّ اللهَ وحدَه - تحمَّلَ اللهُ سبحانه حوائجَه كلَّها ، وحَمَلَ عنه كلَّ ما أهمَّهُ ، وفرَّغَ قلبَه لمحبّتِهِ ، ولسانهِ لذكرِهِ ، وجوارحَهُ لطاعتِهِ ، وإنْ أَصبحَ وأَمسى - والدُّنيا همُّهُ - حمَّلَه اللهُ همومَها وغمومَها وأَنكادَها ، ووكلَه إِلى نفسِهِ ، فشغلَ قلبَه عن محبَّتِهِ بمحبّةِ الخلقِ ، ولسانَه عن ذكرِهِ بذكرِهم ، وجوارحَه عن طاعتِهِ بخدمتِهم وأَشغالِهم ، فهو يكدحُ كدحَ الوحشِ في خدمةِ غيرِهِ ، كالكيرِ ينفخُ بطنَه ويعصرُ أَضلاعَه في نفعِ غيرِهِ ! فكلُّ مَنْ أَعرضَ عن عبوديّةِ اللهِ وطاعتِهِ ومحبّتِهِ بُلِيَ بعبوديّةِ المخلوقِ ومحبّتِهِ وخدمتِه ، قال تعالى : { ومنْ يَعْشُ عن ذِكْرِ الرَّحمنِ نُقَيِّضْ له شيطاناً فهو له قرين } [الزخرف :36 ] " فوائد الفوائد ( ص 310 ) |
#4
|
|||
|
|||
ولله المثل الأعلى تعالى الله علوا كبيرا.
|
#5
|
|||
|
|||
بوركتم أحبتي على مروركم احمد الإسكندرانى أبو يعقوب يوسف وسلمك ربي أخي الفاضل أبو عبد الرحمن الرباطي الأثري ــــــــــــــــــــــــ أخي الحبيب أحمد اعلم أن هذا ما في هذا النظم ليس إقرارا لأهل الكلام العقلانيين هذا أولا ثم الناظم لم يتعرض للرد على زعم العقلانيين في خصوص زعمهم هذا على طريقة الانتقال إلى حجة تقطع المكابرة وذلك لأنه انتقل إلى إثبات المطلوب بحجة لا يمكن أن ترد وهي كون الله تعالى موصوف بالعلم والله له المثل الأعلى وهذا مثل انتقال إبراهيم في محاجة النمرود ليقطع مكابرته كما قال - تعالى - : {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} . وقد سرني مرورك زادك ربي من فضله |
#6
|
|||
|
|||
أحسن الله إليك أبا زيد , ونفع بك وبما تكتب ...
وعندي رجاء : لو تتأمل جيدا العنوان , وهل ترى التشبيه والمقارنة بين الفرق بين الخالق والمخلوق , والفرق بين عقيدة أهل السنة وغيرها من العقائد ؛ هل تراه جائزا و مناسبا ؟!
__________________
دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَةَ أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ . دَعْوَتُنَا دَعْوَةُ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَةَ حِزْبٍيَّة مَاحِقَة ٍ . وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ . |
#7
|
|||
|
|||
بوركت أخي الحبيب أبا الأشبال وزادك ربي توفيقاً اعتمدت صحة التفريق على ما ذكرها العلامة العباد – حفظه الله – بقوله - : " والحقيقة الواضحة الجليَّة أنَّ الفرقَ بين عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة المتلقَّاة من الوحي، وبين عقائد المتكلِّمين المبنيَّة على آراء الرجال وعقولهم، كالفرق بين الله وخَلقه " ( قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة القيرواني : ص/ 2 ) . ووجهه واضح من خلال ما شرحته من ترجيح ابن القيم لمعنى قوله - تعالى - : {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ }[النساء : 166] . وأسأل الله أن يزيدكم توفيقاً وثباتاً . *** |
|
|