أنت غير مسجل في المنتدى. للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

             
36188 98954

العودة   {منتديات كل السلفيين} > المنابر العامة > المنبر الإسلامي العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-14-2012, 06:17 PM
أبو الأزهر السلفي أبو الأزهر السلفي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,172
افتراضي مختار الطيباوي: كشف جنايات الشَّيخ ربيع على العلماء والأمَّة من خلال سقطات العتيبي




كشف جنايات الشَّيخ ربيع على العلماء و الأمَّة


من خلال سقطات أسامة العتيبي

مآل منهج الشَّيخ ربيع خدمة مجانية لأعداء الدِّين و أعداء السُّنَّة



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده،والصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده،وبعد...

مقدِّمة:

على الرغم من الأخطاء العلمية التي يمكن أن نحصيها على الشيخ ربيع فإنها لم تبلغ في تشويهه ما بلغ به أمثال أسامة العتيبي و أحمد بازمول،ذلك أن الشيخ ربيعا و في أوجه شدته تنفلت منه كلمات تنفير مصدرها الغضب و الحنق ، فيطلق ألفاظ التبديع لكني لم أجده يكذب على الناس فيزعم أنهم سراق، و لصوص مال ،ومغتصبة لأراضي الناس،ويشهدون في المحاكم شهادة الزور مقابل بعض المنافع المالية،وإن تضمنت بعض ردوده شيئا من هذا القبيل لكن الغالب يكون على شكل غمز.

ومعلوم أنه ليس من مهام العلماء ولا هو من آدابهم ،ولم يدخل أحد من المسلمين هذه الأمور كمرجحات بين الأدلة،فمن رمي بشيء من هذا فقد سقط دليله وفسد مذهبه العلمي(؟!) إلا عند كبار أتباع الشيخ ربيع كالعتيبي .

ولم أجد في المسلمين من يعتمد على أقوال المجاهيل، وليتهم مجاهيل أهل العلم، بل مجاهيل العوام إلا هذه الفئة المفلسة حتى إنك تجد العتيبي يرمي شيخا سلفيا بالكذب بشهادة سائق سيارة مجهول ،ويأتي من يشبهه في عقله ويثني على كتابه (؟!)

ويمكن أن نقول: لو سكت أمثال العتيبي و بازمول لزال شطر الخلاف، فالمصيبة بالنسبة للشيخ ربيع أن قوما ساقطين لهذه الدرجة يتكلمون باسمه، وينسبون هذه الترهات إليه،فيعتقد الناس ــ وحق لهم ذلك ـــ أن الشيخ ربيعا لا تمنعه تقوى ولا حياء من استعمال جميع الطرق المحرمة و الخبيثة لإسقاط خصومه،ويكفي في التشنيع عليه أن يصح عليه هذا الأمر.

ولعل ما جاء في لقاء أسامة العتيبي ببعض العوام بمدينة سطيف يقدم صورة صادقة،ومثالا صحيحا على هذا الأمر الخطير .

ومع أنه صرح في هذا اللقاء كما أخبرني بعض من حضره أنه قال لهم بخصوص مقالاتي:"قرأتها ،ولم أفهمها حتى أصابني إسهال حاد ،وبت ليلتي في بيت الخلاء (؟!)

فإن الإسهال الذي أصاب عقله ولسانه في هذا المجلس لهو أخطر بكثير،فما ترك لفظة نابية،فاحشة،بذيئة ،خسيسة إلا و أطلقها في حق أهل العلم،ثم كال لهم التهم بشكل يتيَّقن من سمعه أن الرجل مجنون.

لكن قبل أن نصل هذه الحفرة الموبوءة يجب أن نقدم بين يدي هذا الرد بعض المقدمات الضرورية التي تبيِّن حقيقة منهج الشيخ ربيع، و مختلف أوجه جنايته على الدين عموما، وعلى منهج أهل السنة خصوصا ،وكيف أنَّ أتباعه كالعتيبي وبازمول وغيرهما يخدمون مجانا دعوات الزندقة وإن لم يقصدوا،فإن جنايتهم باسم الشيخ ربيع على العلماء، وعلى الأمة بفصلها عن علمائها ،وعلى أخلاق الشباب و دينهم، وعلى السُّنَّة ،لا يخدم إلا دعوات الزندقة المتمثلة في العلمانية و الرفض.

فهذا المنهج المنحرف الذي يبشر به العتيبي و بازمول باسم الشيخ ربيع من ألعن الفتن التي ضربت داخل أهل السنة، ويهدم الدين هدما.

1 ــ أقوال العتيبي في أهل العلم:

ــ ما جاء في كلام العتيبي في تلك الجلسة الشيطانية من فحش، وبذاءة، وقذارة لسان في حق العلماء و الدعاة الذين زعم أنهم فساق وفجار وسراق (؟!) ليس سوى ألفاظ خسيسة لا يشك عاقل في كونها سوء أدب،و دعونا نسمي الأشياء بأسمائها: هي ميراث إبليس،فإنه إذا أراد إضلال أمة أسقط علمائها بأمثال العتيبي، ففصل بينها وبين علمائها فتبقى أمامه لقمة سائغة يُدخل عليها الأهواء المضلة،فأعظم تلبيسات إبليس صرف الأمة عن علمائها بما يشيعه عنهم أمثال العتيبي و أذنابه هذا المنهج في كل مكان ،ذلك أن العلماء مصابيح الأمة لأنهم حفاظ الشريعة ،وإبليس سارق للإيمان و للدين و للمعروف ،وحتى لا ينتبه إليه يسرق في الظلمة بعد أن يطفئ المصابيح.

فما يقوم به العتيبي، وكل من يكذب على أهل العلم، ويريد تشويه سمعتهم ودينهم عند الأمة هو أقوى معاونة يتلقاها إبليس لإضلال الأمة بإسقاط علمائها الصالحين بالتلبيس و التدليس على ضعفاء العقول.

ومن ينظر في كلام هذا الرجل يجد أنه ليس في أنواع الرُّعُونة و الحماقة أقبح منه، ولا أسمجُ،لعب به الشيطان فأضله،وإن رجلا وصل به تلبيس الشيطان إلى هذه الحالة من الفحش و البذاءة و الجهل،وتناول أعراض العلماء و الدعاة بلسان قذر لمحتاج إلى سؤال المعافاة.

فالعجب من جاهل مثله ،غارق في أرذل الأخلاق، يتعالم على العلماء وينتقصهم طالبا لحظ الدنيا، فإن كان مقصوده الجاه عند الشيخ ربيع ،أو الحصول على جنسية سعودية، فقلب الشيخ ربيع وقلوب العباد ليست بأيديهم، ولن يغادروا هذه الدنيا حتى يمقتوه، ويمقته ألصق أصحابه به .

وأعود باللوم على بعض العلماء الذين تركوا هؤلاء يمرحون بجهلهم في أعراضهم،كما ألوم شبابنا الذين لم يصونوا أنفسهم وقد شرفهم الله بالعقل و الإسلام عن مجالسة هذا الصنف كالعتيبي، ومداهنته ،و التواطؤ معه، مع أنه في هذا الشريط قد استخف بعقولهم، ولعب بها لأنَّ سيِّده الشيخ ربيعا جهَّلهم ،وحجز على عقولهم، فلم يعودوا يفرقون بين كلام الدهماء الغوغاء وكلام العلماء، كما سأبيِّنه لاحقا.

ولقد دعاهم العلماء و الدعاة للمناظرة كبيرهم قبل صغيرهم ، حتى يفرغوا من هذه الفتنة الإبليسية التي مآلها خدمة الزندقة،وقد دعاهم من قبل بعض الشيوخ كالعباد إلى التحاكم إلى اللجنة الدائمة، ورفضوا لعلمهم بيقين أن القضية ليست من الدين والنصيحة كما يلبسون على الناس، ولكنها تكالب على الدنيا بالرئاسة على الناس.

فالقوم لبهتانهم و جبنهم في مقام الخفافيش دفنوا أنفسهم في كهوف الجهل و استغفال عقول الشباب و الأبرياء من العوام ،يعلمون أن المناظرة تقطع دابرهم ،وتكشف سوء طويتهم ومدى جهلهم بالدين، وأنهم أحدثوا فيه بدعة عظيمة.

فليس أضر على العوام من سماع كلام رؤوس هذه الطائفة المبطلة الموغلة في الجهل، فإن نهايته الشك في أهل العلم، وزوال مهابتهم من صدورهم، وموت العلم و الدين بموت العلماء، ولا همَّ لهذه الطائفة إلا اغتيال العلماء، و قتل شخصيتهم وسمعتهم عند العوام، وحينئذ يهيئون الجو لإبليس و للزندقة متمثلة في العلمانية و الرفض ليكتسح الأمة و يأكلها، فهذا من أعظم الذنوب ،وجريمة في حق الدين.

و أقول لكم صراحة ليس منهج الشيخ ربيع وكبار أتباعه إلا الاشتغال بصورة مغلوطة من منهج السلف في الجرح و التعديل ،فلا همَّ لهم إلا الفرح بكثرة من يسمع لهم ،وجمع العوام حواليهم ،و لذلك لا يتجاوز الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم عندهم القدح في كلام من يخالفهم ،ليس بالعلم و الأدلة الشرعية ،ولكن في شخصيته بإشاعة البهتان في حقه .

وهذا الشيخ ربيع قد طعن في السِّنِّ أمضى زمانه في المناقضات وهو ينظر إلى أتباعه كالعتيبي و بازمول يصنعون الإشاعات ليقهر من يخالفه، ولم يترك عالما من علماء السنة إلا وطعن فيه ،وعينه جاحظة إلى التصدُّر ،و الارتفاع على أهل العلم ، فليس له همة إلا القدح في الصالحين ،و مخالطة العوام و الجهلة.

فما تسمعه من كلامه، وخاصة كلام العتيبي و بازمول من دخول في خصوصيات أهل العلم، وتزوير الحقيقة بالكذب و البهتان على الناس مما لا علاقة له بالقضايا العلمية المختلف حولها غرضه أن يجلب به قلوب الناس لتعظيمه،فإن زاحمه أحد بعلم ودعوة صحيحة أخذ يطعن عليه ،أليس هو القائل: أنا أحرك المسلمين في بقاع المعمورة بأصبع واحد ؟!

وفي الحقيقة هذه قلوب غافلة عن الله عز وجل ،لو عرفت الله معرفة العلماء لاشتغلت به،وأقبلت على تعليم الناس دينهم الصحيح ، لا عزلهم عن العلماء ورثة الأنبياء ، لكنها لما خلت من هذا تشاغلت بتتبع كلام العلماء ،وطلب العورات لهم ، فعند هؤلاء جمع الناس بالكذب الصريح أحب إليهم من تأليفهم على العلماء.

ويكذبون على أتباعهم حينما يزعمون أن مخالفيهم يعزلون الشباب عن العلماء لأنهم ينتقدون الشيخ ربيعا(؟!)

فالذي يعزل الشباب عن العلماء هو الذي يخالف منهجه منهج ابن باز،و العثيمين،و الألباني،و العباد، وغيرهم، فيبدِّع من كانوا يعتبرونه سلفيا صادقا (؟!)

وكل مسلم يعرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة أصحابه، وسيرة أئمة السُّنَّة ،وسيرة ابن باز، و العثيمين ،و الألباني مع المخالفين و المخطئين يتعوَّذ من سير هؤلاء، فليس فيهم راشد يقتدى به ، ولا ورع يصاحب،ولا عالم فيستفيد منه،وعلم الشيخ ربيع شانه بالشدة المفرطة،و البغي الصريح.

2 ــ منهج الشيخ ربيع تجهيل الشباب:

سبب غرور الشباب بالشيخ ربيع :

اعلم أنه لم يبق مع الشيخ ربيع من الشباب الطيب ،ممن رزقه الله عقلا صحيحا ونفسا أبية وما قعد معه من قعد إلا لدناءة همته في طلب العلم ،و البحث عن الحق،فإن الواحد منهم يكفيه أن يقرأ كتابا واحدا من كتب أهل العلم ليتبَّين حقيقة منهج الشيخ ربيع ،ولكنه جهَّلهم ،و منع عنهم العلم بزرع الشبهات في عقولهم ،و تحذيرهم من علماء السُّنَّة،وهذا التجاوب منهم معه يدل على هوان أنفسهم عليهم.

فاعلم أيها الشاب المسلم أن الدنيا ميدان سباق في مراتب الآخرة، وأوقاتك تنتهب، وأنت خالد إلى كسل، قضيت أيامك في دراسة (البيقونية) و (الأصول الثلاث)،و(قطر الندى)،وهذه كتب على فضلها لو قضيت حياتك معها ما تعلمت علما يخرجك من ربقة التقليد و الاتباع الأعمى، ويُبصِّرك بأخطاء الشيخ ربيع الفادحة، فما فاتك فضل اتباع منهج السلف،وفضل اتباع مَن اتفقت الأمة على علمهم و صحة أصولهم، كابن باز، و العثيمين، و الألباني إلا بالكسل، ولا نال من نال من العلم إلا بالجد والعزم،فانتبه فإنك في منهج منحرف يحبُّه الرافضة و زنادقة العصر من العلمانيين لأنه يقضي على أعدائهم، عاقبته الخسارة و الندامة.

واعلم أنه منذ كان العلم تجد الشاب يعرف مسائل الخلاف ويحققها بما لا يعرفه النحرير،وترى المبرز في علوم القرآن،أو في الحديث،أو التفسير،أو اللغة لا يعرف كما قال ابن الجوزي مع الشيخوخة معظم أحكام الشريعة لأنه أجنبي عن باقي العلوم، فلا يفقه الشريعة،فالعلم ببعض الفنون شيء، و تحقيق الخلاف فيها شيء آخر .

فسبب ضياع الشباب في منهج الشيخ ربيع المبني كلية على شواذ الأقوال و فواسد التقعيد،قلة بضاعتهم بسبب منهجية الطلب المقترحة عليهم، فإنها لا تنتج إلا مقلدة متعصبة فأنى لهم معرفة قول الفصل في مسائل الخلاف.

وقد أنكر هذه الطريقة في التعليم العلماء ،فقال ابن الجوزي :

(( كانت همم القدماء من العلماء عالية، تدل عليها تصانيفهم، التي هي زبدة أعمارهم؛ إلا أن أكثر تصانيفهم دثرت؛ لأن همم الطلاب ضعفت، فصاروا يطلبون المختصرات، ولا ينشطون للمطولات، ثم اقتصروا على ما يدرسون به من بعضها، فدثرت الكتب، ولم تنسخ! )).

و انتقدها ابن خلدون ،وانتقدها أبو بكر بن العربي لأنها لا تنتج إلا طلبة مشوهي التحصيل.

فسبيل طالب العلم مطالعة الكتب، و التوسع في المطالعة ، لا الاقتصار على المطويات و الأشرطة، فإنه حينئذ يقاد إلى حتفه وهو لا يشعر.

فطالب العلم الحقيقي حريص على الازدياد من طلب العلم،و لا يستنكف أن يتعلَّم ممن هو دونه،قال سعيد بن جبير : (( لا يزال الرجل عالما ما تعلَّم،فإذا ترك العلم وظنَّ أنه قد استغنى و اكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون )).

قال الزهري في عبيد الله بن عبد الله : مَا جَالَسْتُ أَحَداً مِنَ العُلَمَاءِ إِلاَّ وَأَرَى أَنِّي قَدْ أَتَيْتُ عَلَى مَا عِنْدَهُ، وَقَدْ كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ إِلاَّ مُعَاداً، مَا خَلاَ عُبَيْدَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَمْ آتِهِ إِلاَّ وَجَدْتُ عِنْدَهُ عِلْماً طَرِيْفاً.

قال قتادة عن الحسن: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، كَتَبَ فِيْهِ إِلَى سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ.

قلتُ: علامة العالم الاستزادة من العلم بدوام الدراسة و المطالعة،نهمه و شغفه بالعلم لا حد له ،لا يقول للناس: من أنتم حتى تردون عليَّ أو تستدركون عليَّ.

قال يونس عن الحسن: كَانَ مِنْ رُؤُوْسِ العُلَمَاءِ فِي الفِتَنِ وَالدِّمَاءِ وَالفُرُوْجِ (يعني الثغور).

يقصد أنه كان يقوم بدوره في هذه الأمور من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الإصلاح بين الناس.

3 ـ حقيقة منهج الشيخ ربيع العلمي :

من يسمع أشرطة الشيخ ربيع ،وجلساته،وأشرطة العتيبي لا يجده يفقه في المناظرة و النقاش إلا الصياح، ورفع الصوت على العوام يخدعهم،ومع العلماء تسليط أتباعه عليهم بالإشاعات وليس له قصد إلا المغالبة،وقد غرته كلمة قالها فيه بعض الشيوخ فنفخ فيها الشيطان حتى أردته قتيلا.

ولعل أتباعه لم يسمعوا قوله صلى الله عليه و سلم : (( مَنْ طَلَبَ العِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ العُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ )) قال الألباني :حسن، وعلى إسناد آخر:صحيح لغيره.

ومن له خبرة في الرد عليه، و تتبع كتاباته يدرك أن منهجه قائم كلية على تلبيس كلامه الباطل ببعض الحق، فيأخذ القدر المشترك بين المسائل كالموازنة ، و الجرح المفسر ، وكلام السلف في التحذير من المبتدعة ثم يلغي القدر الفارق، وما اختص به أحد النوعين.

فيأتي إلى كلام البربهاري بأن " المبتدع أضر على المسلمين من اليهود و النصارى " وهو يقصد البدع الغليظة فينزله الشيخ ربيع على أهل السنة ممن يخالفه .
ويأتي إلى قول سفيان البدعة " أحب إلى إبليس من المعصية " فيأخذ القدر المشترك في ذم البدعة، وتهوين المعصية النسبي،ولا يفرِّق بين معصية هي أخطر من البدعة، ولا بين بدعة هي أخف من معصية، فيغالط أتباعه.

ويصف قول من يخالفه بالبدعة ثم ينزل عليه قول سفيان،فلا هو فهم قصده وتعليلاته من أي جهة البدعة تكون أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المبتدع لا يتوب و العاصي يتوب ولا ينتبه إلى أن هناك مبتدعة تابوا ،وعصاة لم يتوبوا ،وغيرها من فروق.

فيأخذ كلام السلف في الجهمية و أضرابهم بالاشتراك اللفظي ثم ينزله على أهل السُّنَّة بالتواطؤ ،فجميع المسائل التي خالفه فيها أهل السُّنَّة بدون استثناء هي من هذا القبيل.

وبعض الناس يقعون في أخطاء منهجية كبيرة بسبب أسلوب الانتقاء وعدم الاستقراء و السبر و التقسيم كمن ينظر في أحاديث الإيمان فيجد أكثرها لم تذكر الحج فيظن بعض الظنون ولا يفطن إلى تاريخ الحديث، وأن الحج لم يذكر في الأحاديث التي سبقت تاريخ فرضه.
وهكذا فيما ينقله أمثال الشيخ ربيع من كلام السلف يجعلونه قاعدة مطردة ويغفلون عن قيد تاريخه وظروفه وأسبابه ، فعندما قال الليث بن سعد ــ مثلا ــ : (( بَلَغتُ الثَّمَانِيْنَ، وَمَا نَازَعتُ صَاحِبَ هَوَىً قَطُّ. ))لم يفطن بعض الناس إلى أن هذا القول كان صحيحا في زمن الليث ضعيفا عند من جاء بعده بسبب تغيُّر الظروف و البيئة ،فقال الذهبي شارحا الفرق:

(( كَانَتِ الأَهوَاءُ وَالبِدَعُ خَامِلَةً فِي زَمَنِ اللَّيْثِ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَالسُّنَنُ ظَاهِرَةٌ عَزِيْزَةٌ، فَأَمَّا فِي زَمَنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وَإِسْحَاقَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، فَظَهَرَتِ البِدعَةُ، وَامْتُحِنَ أَئِمَّةُ الأَثَرِ، وَرَفَعَ أَهْلُ الأَهوَاءِ رُؤُوْسَهُم بِدُخُوْلِ الدَّولَةِ مَعَهُم، فَاحْتَاجَ العُلَمَاءُ إِلَى مُجَادَلَتِهِم بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ، وَاحْتَجَّ عَلَيْهِمُ العُلَمَاءُ أَيْضاً بِالمَعْقُوْلِ، فَطَالَ الجِدَالَ، وَاشتَدَّ النِزَاعُ، وَتَوَلَّدَتِ الشُّبَهُ - نَسْأَلُ اللهَ العَافِيَةَ - .))

ومثل هذا ما ينقله الشيخ ربيع من أقوال السلف في ذم المبتدعة لا ينتبه إلى انه في زمانهم لم يكن هناك إلا جهمية وقدرية ورافضة ،وكانت أخطاء أئمة السنة تكاد تكون منعدمة الأمر الذي تغيَّر بعد أن تفشت الشبهات و القواعد العقلية حتى دخل فيها بعض الفضلاء فينزل أقوالهم في صنف من المبتدعة على صنف آخر مفارق لهم في الأسباب و الأعذار.

ومن منهجه أيضا التدليس بنفي المعنى الحق الثابت بتسميته بالاسم المستهجن ، فيصف من ينتقده بعلم بأنه يطعن في أهل السُّنَّة ،ويذود عن البدعة و المبتدعة ،ويصف من يسانده ولو بالكذب أنه يثني على أهل السُّنَّة و يناصر السُّنَّة،فلا يزيد منهجه العلمي على هذه الطريقة مع التشنيع بالباطل ،و صناعة الإشاعة التي يبرع فيها أتباعُه كالعتيبي و البازمول و أذنابهم في الجزائر وغيرها.

وبسبب جهل هؤلاء الأتباع لا يدركون أين قصر الفهم بشيخهم فلم يفهم ما دلت عليه النصوص، فلم يفطن لوجه دلالتها وموقعها،لأنهم لا يفرقون بين العلم بمعنى الحفظ و معرفة النقل وبين الفهم، كما فضل الله سليمان على داود بالفهم،وقال عمر لأبي موسى : (( الْفَهْمَ الْفَهْمَ فِيمَا أُدْلِيَ إلَيْكَ )).

وقال علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ـــ (( إلَّا فَهْمًا يُؤْتِيهِ اللَّهُ عَبْدًا فِي كِتَابِهِ )).

فلا يكفي طالب العلم أن يفقه الكلام حتى يعلم تأويله، و الفرق بين الفقه و التأويل،هو أن الفقه فهم المعنى المراد،و التأويل إدراك الحقيقة التي يئول إليها هذا المعنى ،فليس كل من فقه في الدين عرف التأويل.ابن القيم بتصرف.

فالشيخ ربيع قد يفقه من كلام السلف أنهم يذمون البدعة لكن لا يعرف تأويل كلامهم لأنه يعمل بالانتقاء و الاقتطاع من كلامهم كما يفعل العوام، ولا يعمل بمنهج العلماء الذي هو الاستقراء و الطرد، ولهذا لا يفهم أنهم يفرِّقون بين أنواع البدع، وأنواع الاجتهاد ،ولا يعتبرون كل خطأ بدعة ،و أنهم يعاقبون المبتدع الذي تحقق فيه هذا الوصف إذا توفرت الشروط لدفع ضرره مع أنه قد يكون معذورا في الآخرة ،و يتركون المنافق الذي هو في الدرك الأسفل في النار يوم القيامة، فالرجل لا يفرِّق بين أحكام الدنيا و أحكام الآخرة و أسبابها.

قال سبحانه { ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } ، قال ابن القيم : (( فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم (فإن هذا كان من العلماء) ، وإنما هي باتباع الحق إيثاره وقصد مرضاة الله تعالى، فان هذا كان من أعلم أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه، ولم ينفعه به، فتعوذ بالله من علم لا ينفع. ))

بل علم الشيخ ربيع يضر بالضرورة،فعلم يطعن به في ابن باز و العثيمين بالإخوانية،و في الألباني بضعف السلفية،وفي العباد بالدفاع عن المبتدعة، و بالسذاجة، وأنه أهان علمه (كما في رسالة صاحبه مرهج).

وفي ابن تيمية و الذهبي بأن كتبهم فيها ملايين الشبهات التي تفوق شبهات الجهمية،وأنهم أصحاب بدعة الموازنة ، فيذمهم بما ذمهم به الحداد،وعبد اللطيف باشميل، ويجعل علماء السنة وكبار طلبة العلم أحط المبتدعة، وأضر على المسلمين من اليهود و النصارى و الرافضة و إبليس لهو علم ضار بامتياز.

ومن خبر علم الشيخ ربيع و مزاجه و نفسيته صادمه فيه جمود النقلة، وجموح المتعصبين، يقف على صورة أقوال السلف دون فهم لمراميها.

فالرجل لا يعرف من منهج السلف إلا صورته الظاهرة أما حقيقته و أسبابه و مراميه ومقاصده فلا يعرفها، فهو مشغول في البحث عن كلمة منهم يبني عليها منهجه حتى يخالف بذلك الضرورة و البديهة ،كما في مسألة "حمل المجمل على المفصل" بنى فيها مذهبا على كلمة مرسلة من الشوكاني، وراح يبدِّع عباد الله بها، فهذا منهجه الذي يخدع أتباعه و ينسبه للسلف زورا.

فالرجل عاكف على شواذ الأقوال يرى أن المقصود من منهج السلف عقوبة المخالفين، ولا يتفطن إلى أن قصدهم تبليغ الحجة و إقامتها، ودفع المقاوم لها ، و أن الدعوة هدم للباطل و بناء للحق و دعوة إليه،وأن القصد قتل البدعة لا المبتدع،فالمبتدع قد يكون معذورا،بينما البدعة لا حجة فيها،فهمه قتل الناس ،لا قتل بدعهم إن كانت لهم بدع ، فإنه يبدِّع بما اتفق السلف عمليا أنه ليس من قبيل البدع.

إنه منهج يتصيَّد النقول التي توافق هواه ،فيجادل بها، و يتقوى بها على خصومه، ولا يتأمل قصد قائليها،فهمه رفع قدره بين العوام، ولو بالأقوال الضعيفة الباطلة.

فمع الجهل بحقيقة منهج أهل السُّنَّة و الجماعة حب الرئاسة، و إيثار الغلبة في الجدال حتى قسا قلبه على الصالحين من أهل السُّنَّة.

فالعلم عند العتيبي و البازمول و الجابري وهذا الصنف كالعلم عند العوام: صناعة تكسبهم الكبر و الحماقة.

4 ـ جنايات الشيخ ربيع على الدين:

جناية منهج الشيخ ربيع على أخلاق الشباب:

لا يخفى على الناس ما يحويه كلام الشيخ ربيع في علماء المسلمين خاصة كلام كبار أتباعه كالعتيبي وبازمول و أذنابهم في سائر البلاد، وفي الجزائر بالضبط من فحش و بذاءة حتى إنك إذا دخلت مواقعهم تجدهم يهتفون للمقالات التي كثر فيها السب و الفحش أكثر من غيرها.

وعندما نغرس في الشباب حب الفحش ،و البذاءة، وسلاطة اللسان،و الطعن في الأعراض نكون قد أفسدنا أخلاقهم ،و أبغضنا لديهم ما يحبه الله، وحببنا إليهم ما يبغضه،فإن كان الله سبحانه و تعالى (( لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش )).

وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: (( إِن الله يبغض الْفَاحِش البذئ )) فعلى أي دين،وعلى أي أخلاق هم (؟!)

وإذا كان سلوك رسول الله صلى الله عليه و سلم كما وصفه العلماء فقالوا:

ـ(( كَانَ رَجُلًا أَفْضَلَ قَوْمِهِ مُرُوءَةً وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا وَأَكْرَمَهُمْ مُخَالَطَةً وَأَعْظَمَهُمْ حِلْمًا وَأَمَانَةً وَأَصْدَقَهُمْ حَدِيثًا وَأَبْعَدَهُمْ مِنَ الْفُحْشِ وَالْأَذَى فَمَا رُئِيَ مُلَاحِيًا وَلَا مُمَارِيًا أَحَدًا حَتَّى سَمَّاهُ قَوْمُهُ الْأَمِينُ لِمَا جُمِعَ فِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الصَّالِحَةِ .)).

فهل هذا سلوك الشيخ ربيع، وسلوك كبار أتباعه مع العلماء و الدعاة و العوام أم العكس هو الصحيح(؟!)

فيلزم حينئذ أن دينهم ــ على الأقل في جانب الأخلاق ــ ليس هو دين النبي صلى الله عليه وسلم.

وعندما يعلِّمون الشباب الفحش في القول، و الفجور في الخصومة ،ويزعمون أنهم أتباع السلف ،وأنصار السنة النبوية (؟!)يلزم ضرورة عند كل عاقل أنهم جعلوا الفحش و البذاءة من منهج السلف، ومنهج النبوة،ومنهج القرآن (؟!)

لقدـ أخرجهم الشيطان بسبب بغيهم إلى أن يقولوا في العلماء كلاما لا يفيد إيمانا، ولا هدى بل دخلوا بذلك ـــ وهم لا يشعرون ــــ في معاونة مذهب أهل الزندقة والإلحاد: العلمانية و الرفض، الذين يزحفان على بلاد السُّنَّة ،فقد أطفأ الشيخ ربيع مصابيحها،وقتل حماتها وحفظة الشريعة فيها(؟!)

وإذا كان أهل وحده الوجود الذين يجعلون وجود المخلوقات وجود الخالق، والذين يقول أحدهم :ليس إلا الله، والله فقط ونحو ذلك،هم من جعل موسى كفرعون، وإبليس كجبريل،و المؤمن كالفاجر، و السني كالرافضي و الجهمي،و المسلم كاليهودي و النصراني كما يقرِّره الشيخ ربيع و كبار أتباعه كالعتيبي و البازمول و أذنابهم في الجزائر حينما يقولون عن المأربي و الحلبي و الحويني: بأنهم أضر على المسلمين من إبليس و الرافضىة و الجهمية و اليهود و النصارى(؟!)

نقول لهم :هذا منهج زنادقة وحدة الوجود ، وقد تفوَّقتم عليهم،فهم أهل التسوية بين المؤمن و الكافر، وانتم أهل تفضيل الكافر على المؤمن.
وكما قال ابن تيمية :من ظن أن المعتزلي كالمتفلسف، و الأشعري كالمعتزلي فهو ضال ،لأن هذا هو مذهب الزندقة محو الفواصل و الفروق بين أصناف الناس،وجعل الأبعد عن الرسول أفضل من الأقرب إليه (؟!)

5 ــ جناية منهج الشيخ ربيع على طلبة العلم:

أول مصيبة حلت بطلبة العلم الذين يتبعون منهج الشيخ ربيع هو أنه زهَّدهم في العلم وغرس فيهم التقليد،ولما رأى كتب الألباني تحثُّ على الاجتهاد، و كتبه تحثُّ على التقليد،ففي كتب الألباني الحثُّ على اتِّباع الدليل ،وفي كتب الشيخ ربيع الحث على اتِّباع المشايخ بقوله المتكرِّر: عليكم بالشيوخ، نفَّرهم منها.

فإذا كان العلم أشرف أحوال العبد، ورأى الشباب الشيخ ربيعا وأتباعه كالعتيبي وبازمول و أذنابهم في كل مكان متكالبين على الدنيا بالطعن في العلماء و الدعاة، مع قلة نصيبهم من سلوك حسن ،وتقوى باطنة، أزروا على العلم، وقالوا: لا فائدة منه إلا أن ينتهك عرضك،وتوسع سبا وشتما.

وذلك لجهل الشباب بمقدار العلم ،فإن متبع الدليل لا يبالي بالشيخ ربيع، ولا بمنهجه، ولا بانتقاصه للعلماء، فلهذا زهد الشباب في طلب العلم ،ولم يبق إلا من ينافر منهج الشيخ ربيع، فصار شرط طلب العلم أن تهجر هذا المنهج المنحرف، فتتحرر من طيشهم، و فساد أفهامهم ،وسوء أخلاقهم،كما حصل قديما للخطيب البغدادي و ابن عقيل وغيرهم.

6ــ جناية الشيخ ربيع على العلماء و الأمة:

قال ابن القيم : (( وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَةَ يَقُولُ: كَمَا أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ الْأَنْبِيَاءُ فَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ، فَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَهُمُ الْعُلَمَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالصِّدِّيقُونَ، وَالْمُخْلِصُونَ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ. ))
قلتُ: فشر العلماء من يتشبه بهم، ويزعم أنه منهم، وليس منهم،كالعتيبي و البازمول، فإن أخطاءهم في العلم أخطاء مضحكة، وأنا أذكر لكم بعضا منها لتعرفوا حقيقة هؤلاء الناس وحقيقة كبيرهم الذي يستعين بهم:

1 ـ زعم العتيبي و هو يناقشني ــ من سنوات مضت ــ أنه من شرط العدالة السلامة من البدعة وهو وشيخه يعلمون أن أئمة من السُّنَّة وقعوا في البدعة،ويعلم أن أهل السُّنَّة رووا لمبتدعة فكيف يروون لمن خرم عدالته ببدعة؟

ومعلوم أنه لو عرف عقيدة أهل السنة في الأسماء و الأحكام،في اسم التقي،و الولي،و الفسق و الفسوق لما وقع في هذا الغلط الذي جره إليه من أخذ عن متكلمة الشوافع.
2 ـ ومن أعجب ردوده علي أنه وجد ردا للشيخ الفوزان على قبوري يسمى الحاج المختار فاستخلص بعبقريته أن كل من اسمه مختار فهو أشبه بالحاج المختار (؟!)

3 ـ ولما ألزمته بطرد قاعدتهم في عذر الحافظ و النووي الذين وقعوا في بدع عديدة في المعاصرين تجاهل المطلوب وراح يكتب المقالات يزعم فيها أني أبدِّعهما،هكذا هي طريقتهم تجاهل المطلوب و المغالطة.

4 ــ ولما زعم أنه ينوي تحقيق كتاب التوحيد، قلت له: هذه كبيرة من الكبائر أن يشرع جاهل مثلك بتحقيق مثل هذا الكتاب، فكان رده أني أعادي كتب التوحيد لأنه فهم أن من يطعن في تفسير القرامطة أو الزمخشري فقد طعن في القرآن (؟!)

5 ـ وعندما يردون على الشيخ إبراهيم الرحيلي لا يفرقون بين صحة التقعيد و خطأ التمثيل،فإذا ذكر الشيخ الرحيلي أن الانسان قد يخطيء في حق مبتدع كما حصل لجمال الدين القاسمي في كتاب تناول عشرات المسائل العلمية، يتركون الرد عليها استغفالا لأتباعهم و يتمسكون بهذه لأن الجهم بن صفوان شخصية لم يختلف حولها أهل السُّنَّة ؟

ولو فرضنا أنه أخطأ في التمثيل فهذا لا يلزم منه أنه أخطأ في التقعيد، فجابر الجعفي أخطا فيه كثير من أئمة السُّنَّة ممن كان يحسن الظن به كما قال يحي بن معين،ولكنهم قوم بهت.

6 ــ وعندما يقول الجابري: "إنه لو كان صحيح البخاري يسبب فتنة في بلد ما فيجب عدم نشره في ذاك البلد" مما يشبه عقله،فإنه لم يفرق بين البخاري الذي لا يثبت له أحد عصمة،وبين صحيحه الذي تلقته الأمة بالقبول، وفيه كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

ثم لمَ لم يمثل بكتب الشيخ ربيع فإنها فعلا أحدثت فتنة في كثير من البلاد الإسلامية ،وكذلك في الغرب حتى رجع بعض المسلمين الجدد عن الإسلام (؟!)

وكم أضاعوا جهود أهل السنة في الرد على الضلال حينما ألهوهم بتتبع خرافتهم وتراهتهم هم، ففي كل مرة أعقد العزم على تتبع كتابات الحيدري و لقاءته التلفزيونية بالرد و النقد،وكذلك السقاف وسعيد فودة و الدجال عدنان إبراهيم إلا وطعنوا في عالم أو فجروا مصيبة جديدة فاضطر إلى معاودة الرد عليهم.

وإذا كان أول شرط في طالب العلم النجابة،وأمارتها طلب العلم للعمل،فإن هؤلاء لا يصلحون للعلم، وكيف يصلحون وجل كلامهم هذرمة ،و طيش ،و فحش ،و بلادة، وسب للمخالف ؟!

فطلبهم للعلم شبكة صيد للكسب، و الحصول على الجنسيات ،و التقرب من الأغنياء و أصحاب الثروات ، و أكثرهم قد تلاعب به الهوى، واستخدمه الشيطان في تفريق الصفوف و إهدار جهد العلماء و الصالحين.

وهمة الواحد منهم أن يقول شيئا وحسب ،ولما كانوا صفرا من العلم فلا يتجاوز قولهم السب و الوقوع في الأعراض، و اتهام الشرفاء و المخلصين.

ولو عرضوا أنفسهم على سير الصالحين من العلماء لاحتقروها، و انكشف لهم ما غرس فيهم إبليس من عجب و احتقار لأهل العلم الفضلاء، و التكبر على العوام و البسطاء ،فكيف يصلح هؤلاء لطلب العلم (؟!)

ولعل فائدة وجودهم الوحيدة هي فائدة وجود إبليس : امتحان الخلق بهم،فمن عارضهم و قاومهم، و حذر منهم الناس ،و كشف بطلانهم نجا ،ومن طاوعهم ،وداهنهم غرق معهم و تحمل ذنوبهم وجرائمهم في حق العلماء و الأمة.

لقد انسلخ الشيخ ربيع و أتباعه من منهج العلماء، وصاروا كالشرط،وأعوان أعداء السنة فلا نفعهم علم ،ولا نفعوا بعلم، ومحصلة منهجهم خوادع المقالات، وفواسد الأحكام على الناس، يتتبعون الصالحين ويتركون الفجار، ويطعنون في أهل السنة و سلم منهم الروافض و العلمانيون،ورب الكعبة لقد خدعهم إبليس.

فهل من عرف الشرع كما ينبغي، وعلم أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحوال الصحابة، وأكابر العلماء، علم أنهم على غير الجادة، وإنما يمشون مع العادة، يتزاورون، كما فعل العتيبي في سطيف فيغتاب بعضهم بعضًا، ويطلب كل واحد منهم عورة أخيه، ويحسده إن كانت له نعمة من علم، ويشمت به إن كانت مصيبة، ويتكبر عليه إن نصح له، ويخادعه لتحصيل شيء من الدنيا، ويأخذ عليه العثرات إن أمكن.

عجبا هذا كله يجري بين المنتمين إلى الشيخ ربيع، إلى السلف (؟!) إلى النبوة(؟!)،يا حسرتي على الشباب المسكين الذي يسمع لهؤلاء و يجالسهم ماذا فعلوا بدينه ،وأين ألقوا به المسكين(؟!)

فيا أيها الشباب اعرف الله ــ وأنى لك أن تعرفه وقد منعوك من دراسة كتب السلوك،وسير الصالحين ـــ لكن استعن بالله، وجالس من يزيد في أدبك،ويحسن أخلاقك،و انقطع عن هؤلاء القوم، فإن لقيت منتسبا إلى العلم منهم فالبس له درع الحذر ،ولا تطل الكلام معه ،ثم عجل في الهرب منه ،وخالط كتب الصالحين من العلماء كابن القيم، وابن تيمية، و الألباني، و ابن باز ،و العثيمين ،و العباد، و الشوكاني، و ابن حجر، و النووي، تخبرك عن حالهم، و تكشف لك خباياهم.

فالعلم يا هذا هو معرفة الحقائق، والنظر في سير القدماء، والتأدب بآداب القوم، ومعرفة الحق،وليس الطعن في عباد الله ،وتبديع أهل السُّنَّة ، و الجرأة على العلماء،و التهوين من الصالحين.

واعلم انه لا يوجد عند القوم ما يجب عليك من هذا العلم فافطن من هذه الغفلة ، فليس العلم جرح العلماء، ولكنه فهم الأصول، ومعرفة المعبود وعظمته، وما يستحقه، والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتأدب بآدابهم، وفهم ما نقل عنهم، هو العلم النافع الذي يدع أعظم العلماء أحقر عند نفسه من أجهل الجهال.ابن الجوزي.

قال أبو عمرو بن العلاء: ما نحن فيما مضى إلا كالفسيل في أصول نخل طوالٍ.

وإذا وجدت عالما عجز عن مجاهدة طباعه ومخالفتها،وقد عرفت أن البهيمة تخرج من صفاتها بالرياضة،وهؤلاء أمثال العتيبي و البازمول و أذنابهم في الجزائر ما غيَّرتهم رياضة ,ولا نفعهم علم ، وأنهم في الحقيقة ليسوا إلا صورة من العوام ذوي نية خبيثة، يقصدون بالعلم المباهاة و يميلون إلى فساق الأغنياء، و يغشون الظلمة، و يسكتون عن إنكار المنكر.

وكما قال ابن الجوزي في ( صيد الخاطر) : (( ولا تحسن اليوم المجالسة إلا لكتاب يحدثك عن أسرار السلف، فأما مجالسة العلماء، فمخاطرة، إذ لا يجتمعون على ذكر الآخرة في الأغلب، ومجالسة العوام فتنة للدين؛ إلا أن يحترز في مجالسهم، ويمنعهم من القول، فيقول هو، ويكلفهم السماع. ))

فإن قدرت على مجالسة علماء الحق فذلك و إلا فاهجر هذا النوع فإنه مهلكك في الدنيا و الآخرة.

7 ــ أسباب الفتنة بين الشيخ ربيع و العلماء:

يعرف جل الناس شخصية الشيخ ربيع و أخلاقه مع العلماء، و أنه لم يسبق له قبول نصيحة من أحد العلماء أو طلبة العلم،ويغضب إن رد عليه خطؤه أشد الغضب ،ومن نظر في سير العلماء من السلف خاصة في العصور التي عمت فيها البدعة الصالحين، ودخلت على كثير من أهل السُّنَّة الشبهات العقلية في أصول الدين، وفي أصول الفقه حتى لم يسلم الغالبية منهم من خطأ ،كيف كان سلوكهم مع بعضهم بعضا أدرك حتما أن العلماء إن بلغ بهم الاختلاف الحنق و الكراهية و التضليل فبسبب التحاسد ،ولا يحسد مثل هذا الحسد إلا أبناء الدنيا، أما علماء الآخرة فيتوادون رغم خلافهم،ولا يتحاسدون، كما قال عَزَّ وَجَلَّ: { وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا } [الحشر:9].

وقال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا } [الحشر:10].

وقد كان أبو الدرداء يدعو كل ليلة لجماعة من إخوانه.

وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.

قال ابن الجوزي : والأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها، ويحبون كثرة الجمع والثناء، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك، وقد كان يتخوفونه، ويرحمون من بلي به.

وإنما كان بعضهم يدعو لبعض، ويستفيد منه؛ لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا، فالأيام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة .ابن الجوزي بتصرف.

منزلة العلماء:

إن جناية الشيخ ربيع على الدين، وعلى منهج أهل السنة سببها أن منهجه قائم كلية لا على رصد البدع و كشفها ،و بيان حقيقتها، وتعليم الناس أدلة ردها،ثم إقامة أعذار العلماء، و التمييز بين أهل السُّنَّة عندما يخطئون ،و أصحاب الأهواء الجامعة، فيعامل السني كما يعامل الرافضي والجهمي، ويهدر ـــ كما هو منهج الخوارج ـــ الجبال من الحسنات في مقابل سيئة واحدة، فلا هو ضبط أصول السنة ، ولا هو ضبط ضوابط الخروج منها ،ولا هو ضبط معايير التفريق بين الاجتهاد السائغ الذي يعذر صاحبه، و الاجتهاد الذي لا يعذر صاحبه لأنه أصلا لا يعرف متى يصير الرجل مبتدعا، ومتى يكون من أهل السنة.

فإذا ما أخذ أقوال وضوابط ابن تيمية كان أول من ينقضها عمليا فشيخ الإسلام في واد وهو في واد .

وجل طلبة العلم يعرفون رده على الحداد ،وكيف بدأه بدفع مطاعنه عن ابن تيمية، ثم صار هو يطعن فيه، مع أنه يقول: إن الحدادية أخبث الطوائف .

كما يعرفون رده على عبد اللطيف باشميل و استماتته في الدفاع عن الحافظ ابن حجر و النووي، مع أنه يقر بأخطائهم في العقيدة ، و لكنه لا يطرد أصوله مع معاصريه ، هذا إذا فرضنا جدلا أنه فعلا استخرج لهم اخطأ علمية، و إلا فإن جلها مصطنع، وما بقي منها فلا يصل درجة الخطأ ،بل وصفه الصحيح أنه من مرجوح الأقوال.

فخطورة منهج الشيخ ربيع أنه تناول العلماء بالإسقاط فلم يبق منهم قائما ،ما ترك سنيا سالما ،وإذا سقط علماء السنة ضاعت الأمة، وهذا ما تبحث عنه دعوات الزندقة القديمة و الحديثة ، فلم يترك إلا من تواطأ معه أمثال الحجوري رغم أنه عدو الجابري، ولو كان محقا صادعا بالحق كما يوهم أتباعه لما اجتمع معه عدوان لدودان لبعضهم بعضا، فكيف يجتمع منهجان متضدان في منهج واحد (؟!) إن لم يكن التحالف وليس الصدع بالحق.

فمن ينظر في منزلة العلماء في الشريعة يعرف حجم خطأ الشيخ ربيع في إسقاط العلماء و أنه لم يتعلم من أئمة السُّنَّة شيئا، فهذا الصابوني ومنزلته في السنة و انظر في ترجمته للجويني الوالد ،و تصرفه معهم.

وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية لا يوجد في الدنيا من فكك معتقد الأشعرية ورده، كان يجالسهم و يلاطفهم، و يعفو عنهم، و يذود عن أعراضهم.

وكذلك الدارقطني مع الباقلاني، و ما ذلك إلى لعلمهم بمنزلة العلماء وضرورتهم للأمة ،و أن الله حفظ بهم قسما من دين الأمة، لأنهم ليسوا أهل بدعة محضة، بل عندهم كثير من الخير.

فإذا عرفت ما جاء في صحيح البخاري (( وَأَنَّ العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، وَرَّثُوا العِلْمَ، مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ ))

وعرفت ما جاء عن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (( يُقْبَضُ العِلْمُ، وَيَظْهَرُ الجَهْلُ وَالفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ » ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الهَرْجُ؟ فَقَالَ: « هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا، كَأَنَّهُ يُرِيدُ القَتْلَ )).

علمت يقينا أن الحملة المنظمة و الممنهجة التي يقودها الشيخ ربيع لإسقاط كل من كان عالما أو طالب علم سنيا عند الألباني ،وابن باز، و العثيمين، و مفتي السعودية، و العباد، و الفوزان و غيرهم ما هي إلا قتل معنوي للعلماء، نتيجته ظهور الجهل و الفتن و كثرة الهرج فمنذ أن نصَّب نفسه شيخا على السلفيين ضاعت الدعوة السلفية، ورجعت القهقري.

فقبله كان الحديث بين السلفيين عن القبوريين، و الرافضة، و العلمانية، و خوارج العصر، وفي فترته صار الحديث عن أهل السنة كيف يذبحون بعضهم بعضا حتى طمعت فيهم الطوائف؛ و الرافضي و العلماني و القبوري أشد فرحا بسلفية الشيخ ربيع لأنها تدع له الساحة فارغة ،بل تزيح عنها خصومهم .

فلقد أسقط الشيخ ربيع عند عوام أتباعه ــ وليس في حقيقة الأمر ـــ أهل الحديث، وكما قال احمد: الطعن في أهل الحديث زندقة، و الشيخ ربيع بعمله هذا يعين الطاعنين على أهل الحديث.

فمن المستفيد من الطعن في ابن تيمية، و الذهبي، و الألباني، وابن باز، و العباد، و العثيمين، و المأربي، و الحلبي، و المغراوي، و الحويني ، وغيرهم كثير،إن لم يكن الرافضة و القبوريون و العلمانيون وخوارج العصر و العقلانيون ؟!

و أسقط الوعاظ ، و الفقهاء المفتين، و المحدثين، و نظار أهل السنة، فمن بقي للأمة يعلمها دينها و يفشي فيها العلم النافع ، هل هو الشيخ ربيع و علمه لا يقوم بحاجات الأمة، فلا حظ له في شرح الحديث و تصحيحه، ولا في فقهه، ولا حظ له في التفسير، ولا حظ له في الفقه، ولا حظ له في الوعظ، ولا حظ له في العقيدة، و الناس يحتاجون إلا علماء العقيدة و الفقهاء و الوعاظ، فبهذه الأصناف ينصلح حالهم، فماذا ترك لهم؟!

ككتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: (( انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ العِلْمِ وَذَهَابَ العُلَمَاءِ، وَلاَ تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: «وَلْتُفْشُوا العِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لاَ يَعْلَمُ، فَإِنَّ العِلْمَ لاَ يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا » )).

فحتى أتباعه لم يتعلموا منه شيئا مفيدا للأمة، فإن علَّموا أحدا شيئا لم يتجاوز تحذيره من فلان وعلان ؟!

ــ وجاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : (( سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا »)).

و النتيجة أن الشيخ ربيعا يساهم في ترئيس الجهال مثل أتباعه بقتل العلماء الحقيقيين قتلا أدبيا معنويا، و بتزكية الجهال الذين ينصبهم شيوخا في مختلف البلاد، فليس أدل على بطلان منهجه و خطورته على الأمة من هذه الأحاديث الصحيحة التي تخبرنا كيف ينتشر الجهل و الفتن ،ومعلوم أن القبورية و الرفض و العلمانية و خوارج العصر جهل وفتن .

فإذا كان عالم واحد ـــ ممن طعن فيهم ـــ و إن قل أتباعه أفضل من ألوف العوام، و مئات طلبة العلم الذين يتمسحون بالشيخ ربيع تبركا به ، فالعلماء ورثة الأنبياء ،و القضاء عليهم قضاء على ميراث الأنبياء ،فإذا أسقط الشيخ ربيع من عليهم المعول في حفظ الشريعة و إقامة الدين لزم حتما حلول البديل المضاد، وهو اندراس شريعة أهل السنة، و اختفاء معالم الدين.

ولا خصيصة أشرف من العلم ، فأقرب الخلق من الله العلماء، فإذا طعن الشيخ ربيع في علماء السنة وهم شهداء الله في أرضه، ما يبقى للناس إلا أن يدخلوا في البدع، وقد زال من يمنعهم من ذلك، فمن حيث أراد محاربة البدعة زاعما دفع الناس إليها دفعا.؟!

ليس العلم طعنا في العلماء ولو من المخالفين،فحفظ مقام العلماء ومنزلتهم ضروري لصلاح الناس ،فلا يكشف العلم سره إلا لمن حفظ آدابه، وعمل به في قرارة نفسه، وحينئذ يسهل عليه طلب المزيد منه.

ـومن أضر الأشياء على العوام الكلام في العلماء بالطعن و الانتقاص ،فإن الشريعة بالغت في مدحهم و بيان فضلهم ليتقرَّر في أنفس العوام حقهم، و شدة الحاجة إليهم ، فهم حفظة الشريعة ، ومنارات الطريق، إليهم يفزع الناس عند النوازل، وإذا داهمهم عدو كالرافضة، وبهم يتأدب العامي، و تتقوَّم أخلاقه بمخالطتهم، فهل حصل هذا بالشيخ ربيع أو بأتباعه ؟ّ

و أخطر شيء على العلماء مدائح العوام خاصة طلبة العلم أو المتشبهين بهم كالعتيبي فهي سبب غرر ،وكما قال علي رضي الله عنه: (( ما أبقى خفق النعال وراء الحمقى من عقولهم شيئًا) ) فتخليط الشيخ ربيع في العلم من مخالطته العوام و السفهاء الذين تجدهم عند بابه كالشرط،و بطانة الجهال كالعتيبي و البازمول .

8ـ ـ من علامات زيغ منهج الشيخ ربيع عند أتباعه الفجور في الخصومة:

يجد من ينظر في مقالات كبار أتباع الشيخ ربيع و أشدهم سفاهة وبلادة كالعتيبي كمًا هائلا من التهم في شخصية العلماء بأمور لا علاقة لها بمحل النزاع.

ومعلوم أن إسقاط العالم في مسائل علمية كالجرح المفسر، وحكم الثقة، و الموازنة وغيرها بالدخول في تفاصيل حياتهم هو من الفجور في الخصومة، فكيف إذا كانت كلها بهتان و أكاذيب تشبه عقولهم الضعيفة ،و نفوسهم الخسيسة ؟!

فعندما يزعم هؤلاء أن شيخا تلقى سيارة لأنه شهد مع أحدهم شهادة زور،وأنه سرق أرضا وعندهم النسخة الأصلية من عقد الأرض و غير ذلك (؟!) فقد خرجوا من حد العلم إلى قذارة الجاهلية .

ولو سألنا هذا المخبول: من أين لك هذه المعلومات ، هل أخبرك بها ملك البلاد، أم قاضي التحقيق، أم الموساد ،أو مخبرات دولة الفرس؟

من أين لكم بهذه المعلومات،و كيف تحصَّلتم على هذه الوثائق إن لم يكن بالكذب و التزوير ؟!

فهل بمثل هذه الأكاذيب ترجحون مذهبكم، و تسقطون العلماء المخالفين لكم (؟!)

وهل يجالسكم على هذه القاذورات إلا جاهل لا يعرف الفرق بين العلم و الجهل، أو مجانس لكم في خبث الطباع ؟!

لو علم هؤلاء السفهاء أعوان إبليس و شرط الرافضة و العلمانية الذين يهيئون لهم الجو أنه لو كانت الدنيا لقمة فتناولها عالم يفتي عن الله ،ويخبر عن شريعته ما كان مسرفا ،فحتى لو صحت بعض أخطاء العلماء في هذا الباب لم يكن هذا ليبطل أدلتهم، وإن أثر على عدالتهم وتقواهم بعض الشيء، فالعلماء ليسوا على طبع واحد ، ففيهم من يصلح على خشن العيش كأحمد،وفيهم من يستعمل رقيق العيش كسفيان الثوري مع ورعه،ومالك مع تدينه،و الشافعي مع قوة فقهه كما قال ابن الجوزي.

و الإنسان أعلم بصلاح نفسه، وكما قالت رابعة : إن كان صلاح قلبك في الفالوذج فكله .

فالطباع لا تتساوى ،ولا يجوز لأحد أن يحمل غيره على ما يطيقه هو، و الضابط هو الشرع الذي فيه الرخصة وفيه العزيمة، وغاية العلماء تصرفهم بالعلم في المباح.

فإذا رأى الجاهل المغرض بعض العلماء وقد وسع الله رزقهم ،أو يقعون في أخطاء أزرى على العلم ،و طعن في العلماء كما يفعل العتيبي مع أن كبار أتباع الشيخ ربيع كلهم يتنقلون على السيارات الفاخرة التي تحي بثمنها قبيلة .

فليتق الله هؤلاء، وليلزموا اتباع الدليل، وعدم الخروج عن آداب المناظرة إلى هذه الترهات.

نعم قد شغل العلم جمهور العلماء عن الكسب، فاحتاجوا إلى ما لا بد منه، وقل صبر بعضهم، فدخلوا مداخل شانتهم، وإن تأولوا فيها، إلا أن غيرها كان أحسن لهم! فالزهري مع عبد الملك، وأبو عبيد مع طاهر بن الحسين، وابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد، وابن قتيبة صدر كتابه بمدح الوزير "ابن خاقان"(صيد الخاطر).

وقد صح عن الدارقطني أنه لوَّح بطلب شيئ من مال بسبب حاجة خلال تحديثه لأحد الأمراء فقال:نعم الشيء الهدية أمام الحاجة،وهو مذهب بعض العلماء ،وكان يقبل جوائز دعلج السِّجزي،ووصله الوزير ابن حِنزابةَ بجملة من الذهب لما خرَّج له المسند.

والآن نأتي ونقول : فلان يتلقى الأموال من الجمعية الفلانية ؟!

فأقول: حتى لو صح هذا الخبر فأين العيب فيه يا من ينهي عن الدنيا وخالف قوله فعلُه حتى قال القائل:

وذَمّوا لنا الدُّنيا وهم يرضعونَهَا ... أفاويقَ حتَّى ما يَدِرُّ لها ثَعْل

وكان سعيد بن المسيب يتجر في الزيت وغيره، وسفيان الثوري، كانت له بضائع، وابن المبارك، فكيف يكون البيع و الشراء ،ومزاولة التجارة ، أو تلقي المال من الإخوان أو من جمعيات دينية في مقابل عمل علمي أو دعوي مما يزري بالعلماء إلا عند السفهاء؟

- فعليك –يا طالب العلم- بالاجتهاد في جمع المال من حله للغنى عن الناس؛ فإنه يجمع لك دينك! فما رأينا في الأغلب منافقًا في الدين،أو كذابا على الناس، ،ولا طرأت آفة على طالب علم إلا بحب الدنيا، وغالب ذلك سببه الفقر.

ــ وَأَسْلَمُ ما للجبان الذي لا يجد ما يرد به على العلماء إلا صناعة الكذب العزلة،فهذا خير له من أن يقتل المعروف و يحيي المنكر بمثل هذه الأكاذيب.

وهذا زمان لم يبق فيه لأهل العلم عند الناس توقير إلا إن داهنوهم،ومن جمع حواليه العوام جذبوه إلى طباعهم .

9 ــ نصيحة لأتباع الشيخ ربيع:

كيف تتبعون رجلا يخالف منهجه منهج ابن تيمية ،و ابن القيم، و الذهبي، و الألباني، وابن باز ،و العثيمين، وسماحة مفتي المملكة، و العباد، و الفوزان، وعشرات الشيوخ السلفيين. وطريقته في الرد طريقة رديئة نفسية مزاجية وغير علمية .

ويرفض التحاكم إلى العلماء.

ويرفض كبار أتباعه المناظرة(؟)

فلو كنتم أتباع حق وطلاب هدى تحترمون أنفسكم و دينكم لفرضتم عليهم التحاكم إلى العلماء بدلا من تضييع أوقات المسلمين بالتراشق من بعيد.

فيا إخواني طريقة أهل العلم طلب أقوال العلماء ،و ضبطها، و النظر فيها، وعرضها على القرآن و السنة، وأقوال الخلفاء الراشدين، فما وافق ذلك قبلوه،ودانوا الله به، وقضوا به،وأفتوا به،وما خالف ذلك لم يلتفتوا إليه، وردوه، إلا أن يكون من مسائل الاجتهاد التي غايتها أن تكون سائغة الاتباع، لا واجبة الإتباع،من غير أن يلزموا بها أحدا ،ولا يقولوا: إنها الحق دون ما خالفها ، هذه طريقة أهل العلم سلفا و خلفا ـ ابن القيم (أعلام الموقعين).

أما شيوخكم فعكسوا الطريق ،و قلبوا الأوضاع، فزيَّفوا الحقائق، وعرضوها على أقوال الشيخ ربيع، لا على الكتاب و السنة و أقوال السلف ، فما وافق أقوال الشيخ ربيع قبلوه ،و انقادوا له مذعنين، وما خالف قوله لم يقبلوه ،ولم يدينوا له، وهجروه، وذموه، و طعنوا عليه بكل مطعن.

و احتالوا لردها بكل ممكن، و احتالوا في إسقاط قائلها ولو كان عالما فاضلا ،كابن تيمية، أو العباد، أو ابن باز ، فهذه طريقة شيوخكم ،وأنتم بين اتباعهم في هذا الباطل، وبين اتباع الحق، ولا يلومن مبطل إلا نفسه.

و المصيبة العظمى في بعضكم يا شباب رضاكم عن منهج الشيخ ربيع بدون حجة إلا أقوال واهية، وشبهات لا تنفق عند أهل العلم كتزكية بعض أهل العلم له على منهجهم الذي كان يتبعه، لا على منهجه الذي صار عليه الآن.

وهذه محنة قد عمت غالبيتكم سببها الاقتناع النفسي و جزم الهوى لا جزم العلم، و التقليد الأعمى ،فالواحد منكم يرى نفسه على الصواب وهو عاجز عن مناظرة مخالفه ،فلا يبحث عن الحق، ولا ينظر في أدلة المخالفين،وإذا سمع قولا صحيحا يرده إلى صوابه، ويخاطب الفطرة فيه هرب منه حتى لا يسمعه بحجة الهجر و التحذير(؟!)

وكذلك كل ذي هوى يثبت عليه: إما لأنه مذهب أبيه وأهله، أو لأنه نظر نظرا أول فرآه صوابًا، ولم ينظر فيما يناقضه، ولم يباحث العلماء ليبينوا له خطأه!

ومن أيده الله تعالى بلطفه، رزقه الفهم، وأخرجه عن ربقة التقليد، وجعله أمة وحده في زمانه، لا يبالي بمن عبث، ولا يلتفت إلى من لام، قد سلم زمامه إلى دليله في واضح السبيل. عصمنا الله وإياكم من تقليد المعظمين، وألهمنا اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه درة الوجود ( صيد الخاطر).

الخاتمة:

ما جاء في جلسة العتيبي في مدينة سطيف خصوصا، وفي كلام القوم عموما أخبار تالفة تشبه عقولهم،وعقول من يقرُّهم عليها ممن يجالسهم،و هي امتداد لعملية تجريف القيم و الأخلاق،وتبديد لجهود العلماء و الدعاة في إصلاح الأمة، وصد شر هذه الفئة الباغية بالجهل و الطيش، وشراسة الطباع.

إن منهج الشيخ ربيع ألإقصائي و الشرطي لم يدع له و لا لأتباعه مساحة للتفكير في عاقبة أفعالهم، ذلك أن الوعي بعاقبة الفعل بثمرته و نتيجته هو الرشد في التصرُّف،وحيث حضر الطيش انعدم الرشد، فالشيخ ربيع يتمسك بقوة بصوابية الرأي ــ باقتناع شخصي لا علمي ــ على حساب صوابية الموقف، فإذا كان منهج التحذير ،و تضخيم الخلاف العلمي و التهويل منه سيحجم دعوتك الأصلية، ويقلل من فاعليتك، فيجب تركه جانبا لأنه فرع عن الدعوة وليس أصلا لها،ومتى أضاع الفرعُ الأصل أو أضعفه ترك، لأنَّ الهدف من الدعوة الإسلامية إصلاح الأمة ، و ليس العيش في هامش المجتمعات في انفصال تام عنها.

و منهج الشيخ ربيع لا يمكنه إلا أن يصنع مهوسين بإسقاط العلماء بالإشاعة و قذارة اللسان لتغطية الفشل في نصب الأدلة على مذهبهم،وهو منهج يسفِّه وعي أتباعه بحال المسلمين،وشروط نهضتهم الدينية و الدنيوية.

لقد ضلَّل العتيبي نفسه في هذا الشريط ،وضلل من وافقه ،ووصل شره فضلاء العلماء و الدعاة المصلحين ،ولم يدرك أنه بتشويه سمعة العلماء و الرفض و العلمانية يزحفان على بلاد السنة،وظاهرة الإلحاد في انتشار بجنبه يقدم خدمة مجانية للرافضة و العلمانيين.

فرجل كالعتيبي يستعمله الشيخ ربيع في إسقاط العلماء بالكذب عليهم يدل العقلاء على أن الشيخ ربيعا جمع حواليه ضعفاء الوعي و أغبياء الفهم،من المغرورين و المعتدين بأنفسهم ،وهذا ليس محله الردود العلمية ولكن المصحات العقلية.

فخطيئة القوم في حق الأمة و العلماء سببها هذه الأمراض النفسية التي تدل عليها هذه الطريقة الفجة التي لا ينتهجها إلا المفلسون من العلم و الخير و الهدى من أصحاب النفوس الغضبية المزاجية و العقول المضطربة.

عندما يتكلَّم فيك أحدهم فانظر حاله،فإن كان من أهل الدين والعلم كابن باز و العثيمين رحمهما الله ، ممن يحتاط في الكلام فهو ذاك،فإن أهل العلم لا يخلو منهم حاسد،وجاهل من أصحاب الشّناعات، ممن لا يتحرى وله جسارة على إيذاء الناس.

وأقول لمن يجالس أمثال العتيبي قول معاوية بن قرَّة: لاَ تُجَالِسْ بِعِلْمِكَ السُّفَهَاءَ، وَلاَ تُجَالِسْ بِسَفَهِكَ العُلَمَاءَ.

والسؤال الملح:من المستفيد من إسقاط علماء السنة بسبب قضايا وهمية سيطرت على عقل الشيخ ربيع (؟!)

وفي الأخير أقول لهم : أفيقوا من هذه الرقدة فقد أتلفت نفوسكم حتى غارت فيها الروح وطفا الحقد و الكراهية للمسلمين على سطحها ،وساءت أخلاقكم فلم يحجزكم إيمان، ولا حياء من الكذب على الناس ،وقذف الأبرياء ،والفجور في الخصومة ،وإثارة الفتن في مساجد المسلمين،وتفتيت أواصر الأخوة ،ولن ينصلح حالكم إلا بتطهير أنفسكم من هذه الأمراض، ولا تطهرها إلا المصالحة مع إخوانكم العلماء و الدعاة .

قال الذهبي في (السير): كان العلماء يوقِّرون أقرانهم.

قلتُ: يمنع التوقيرَ التكبر و العجب و الفتنة بالنفس.

وقال أيضا: نَعُوْذُ بِهِ تَعَالَى مِنَ التَّهوُّرِ فِي وَزنِ العُلَمَاء.ـــــــــوَإِنَّمَا الكَلاَمُ فِي العُلَمَاءِ مُفتَقِرٌ إِلَى وَزنٍ بِالعَدْلِ وَالوَرَعِ.

قلتُ: نعم ، فقد تكلم الخوارج و الرافضة في السابقين الأولين،ولم يسلم كبار الأئمة من التابعين فمن يليهم من ألسنة الناس،فلولا التثبت و العدل و الورع لما سلم أكثر العلماء من الطعن.

والعلماء أصناف،علماء فقط،وعلماء فقهاء،و علماء عباد،وعلماء نظار،.... أعلاهم منزلة: العلماء النبلاء الذين يبرؤون الجاهل من سقمه،ويخرجون من الإنسان أفضل ما فيه،ويقبلون النصح من إخوانهم،ولا يحيطون أنفسهم بسفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان،قال زيد بن أبي الزَّرقاء: كَانَ المُعَافَى يَعِظُ الثَّوْرِيَّ، يَقُوْلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ! مَا هَذَا المُزَاحُ؟ لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ العُلَمَاءِ، وَسُفْيَانُ يَقْبَلُ مِنْهُ.

وكما قال القائل:

يُغْنِيك مُجمل قولي عَن مفصَّله ... فِي لَفْظَة الْبَحْر معنى تَحْتَهُ الدُّرَر

عجبا لقوم شطر كلامهم :" لم أقصد،لم أعن،ما هذا أردتُ،لم أوضح جيدا،لم أفصح،لم يكن دقيقا،....." يبدعون بحمل مجمل كلام الناس على مفصله (؟!)

وهذه وصية جعفر بن محمَّد لابنه موسى ـ كما ذكرها الذهبي في (السير) ــ قيسوا بها الأمور:

((... مَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِه، اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه، وَمَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه، انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ، قُتِلَ بِهِ، وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْراً لأَخِيْهِ، أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ، وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ، حُقِّرَ، وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ، وُقِّرَ، وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ، اتُّهِمَ.

يَا بُنَيَّ! إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ، فَيُزْرَى بِكَ، وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ، فَتَذِلَّ لِذَلِكَ.

يَا بُنَيَّ! قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ، تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِكَ، كُنْ لِلْقُرْآنِ تَالِياً، وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً، وَللمَعْرُوْفِ آمِراً، وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً، وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً، وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً، وَلِمَنْ سَألَكَ مُعطِياً، وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ، فَإِنَّهَا تَزرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْبِ، وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوْبِ النَّاسِ، فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ النَّاسِ، كَمَنْزِلَةِ الهَدَفِ،.....زُرِ الأَخْيَارَ، وَلاَ تَزُرِ الفُجَّارَ، فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا، وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا، وَأَرْضٌ لاَ يَظْهَرُ عُشْبُهَا. ))

وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ــ ذكرتُ هذا الكلام على استكراه شديد بسبب هذا المنهج الذي تفشى في الأمة منهج الوقيعة في أعراض أهل العلم ،وما قد يعاب على بعض أهل العلم من دخولهم في أمور مكروهة ـ لو صح ذلك ــ فنرجو أن يغفر الله لهم،ولكن ما ينبغي تناول هذه الطعون الزائفة التالفة أمام العوام فإنهم وربما بعض طلبة العلم معهم إذا سمعوا كلمات غليظة تصدر من شيوخهم لا يعرفون مخرجها و أكثرهم يرويها متشف ومتعصب مع أن العيب في شيوخهم أضعاف مضاعفة .

ومن يعتبر بمن سبقه اشتغل على صلاح نفسه عن ذكر عيوب الناس ،فهذا ما يقود إليه العلم و الفقه و التقوى.

و الحمد لله حقَّ حمده،والصَّلاة و السَّلام على رسوله وآله وصحبه.

الجزائر/ أرزيو، في10 /09/2012م

مختار الأخضر طيـــــباوي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-14-2012, 06:55 PM
عمربن محمد بدير عمربن محمد بدير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 12,045
افتراضي

تعرية علمية لمنهج صدئ
__________________
قال ابن تيمية:"و أما قول القائل ؛إنه يجب على [العامة] تقليد فلان أو فلان'فهذا لا يقوله [مسلم]#الفتاوى22_/249
قال شيخ الإسلام في أمراض القلوب وشفاؤها (ص: 21) :
(وَالْمَقْصُود أَن الْحَسَد مرض من أمراض النَّفس وَهُوَ مرض غَالب فَلَا يخلص مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل من النَّاس وَلِهَذَا يُقَال مَا خلا جَسَد من حسد لَكِن اللَّئِيم يبديه والكريم يخفيه).
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-14-2012, 07:06 PM
رفيق زكرياء السني رفيق زكرياء السني غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 44
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الأزهر السلفي مشاهدة المشاركة
ففي كل مرة أعقد العزم على تتبع كتابات الحيدري و لقاءته التلفزيونية بالرد و النقد،وكذلك السقاف وسعيد فودة و الدجال عدنان إبراهيم
التفرغ لأمثال المذكورين أعلاه أجمل وأولى وأحسن.
وأما القضايا العالقة الآن بين المنتسبين إلى (أهل السنة)، فلنتركها لـ(كبار أهل السنة)!...
لا بد أن يكون ثمت من (العلماء الكبار) من يتابع هذه القضايا الآن، لكنه فضل السكوت -لـ(حكمة) يراها- ، ولعل الله يشرح صدور هؤلاء لـ(التصريح) بما يدينون الله به فيما يشاهدونه...
فـ(صبر جميل ، والله المستعان).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-14-2012, 08:34 PM
علي بن حسن الحلبي علي بن حسن الحلبي غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,679
افتراضي

سلمت يمينُك -أبا هارون-...
لعل من في قلوبهم بقايا إنصاف يرجعون..
...لو كانوا يعقلون..
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-14-2012, 09:55 PM
الأثري العراقي الأثري العراقي غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: العراق
المشاركات: 2,016
افتراضي

هذا إنْ .... !!
شيخنا الحبيب ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-14-2012, 11:29 PM
أبو أويس السليماني أبو أويس السليماني غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,750
افتراضي

بوركت الأنامل الّتي سطّرت هذه الكلمات ، فقد أخرجت هذه التّأصيلات نفسها من بين فرث و دم ، فكانت كاللّبن ، سائغا للشّاربين ! ، ...............
جزاك الله خيرا أبا الأزهر على هذا النّقل البديع، و بارك الله في جهود الشّيخ مختار و زاده فضلا و رفعة و كتب له القبول .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-14-2012, 11:32 PM
أبومسلم أبومسلم غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 2,410
افتراضي


أبا هارون والله لقد جئتهم بالذبح ....
ذكرني بعض من أشرت إليهم بمن كان يتهم الإمام أحمد بأنه محدث وليس بفقيه فرد عليهم الحافظ الذهبي في ترجمة الإمام أحمد من السير (11/ 321):

[قَالَ ابْنُ عَقِيْلٍ: مِنْ عَجِيْبِ مَا سَمِعتُه عَنْ هَؤُلاَءِ الأَحدَاثِ الجُهَّالِ أَنَّهُم يَقُوْلُوْنَ: أَحْمَدُ لَيْسَ بِفَقِيْهٍ، لَكِنَّهُ مُحَدِّثٌ.
قَالَ: وَهَذَا غَايَةُ الجَهْلِ؛ لأَنَّ لَهُ اخْتِيَارَاتٍ بَنَاهَا عَلَى الأَحَادِيْثِ بِنَاءً لاَ يَعْرِفُهُ أَكْثَرُهُم، وَرُبَّمَا زَادَ عَلَى كِبَارِهِم.
قُلْتُ: أَحسِبُهُم يَظُنُّوْنَهُ كَانَ مُحَدِّثاً وَبَسْ (بمعنى كفى وحسب وهي فارسية كما في اللسان) ، بَلْ يَتَخَيَّلُونَه مِنْ بَابَةِ مُحَدِّثِي زَمَانِنَا، وَوَاللهِ لَقَدْ بَلَغَ فِي الفِقْهِ خَاصَّةً رُتْبَةَ اللَّيْثِ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَبِي يُوْسُفَ، وَفِي الزُّهْدِ وَالوَرَعِ رُتْبَةَ الفَضْلِ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنِ أَدْهَمَ، وَفِي الحِفْظِ رُتْبَةَ شُعْبَةَ، وَيَحْيَى القَطَّانِ، وَابْنِ المَدِيْنِيِّ، وَلَكِنَّ الجَاهِلَ لاَ يَعلَمُ رُتْبَةَ نَفْسِه، فَكَيْفَ يَعْرِفُ رُتْبَةَ غَيْرِهِ
].

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-15-2012, 01:08 AM
أبو الفضل الخضيري أبو الفضل الخضيري غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 76
افتراضي

اخي الحبيب أبا هارون وفقك الله جزاك الله خيرا على هذا الرد الرااااائع وأظنك اخي الحبيب رفعت من شأن العتيبي وأمثاله عندما قلت انهم فصلوا الامة عن علمائها او أنهم لبسوا فهم اقل من ذالك واثرهم أضعف من ذالك ودعوتهم منبوذة ومنهجهم متروك وانت تلاحظ ان الدعوة السلفية الان بدأت تتعافى من هذه الأفكار وبدأ الشباب بالرجوع الى الدعوة السلفية المبنية على العلم والحلم والرفق والرحمة وفقك الله وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-15-2012, 01:15 AM
يوسف شرطاوي يوسف شرطاوي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: تونس
المشاركات: 28
افتراضي

سلمت يداك أبا هارون سلمت يداك و الله كلام يقيم الحجة و البرهان
__________________
*ومن الظلم والجور الناتج في الغالب عن قلة العلم، أن يُخرج السني من السنة بمسألة يسوغ فيها الخلاف.
قال الإمام أحمد: ( إخراج الناس من السنة شديد) رواه الخلال في السنة.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-15-2012, 01:42 AM
أبو عبد العزيز الأثري أبو عبد العزيز الأثري غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: العراق
المشاركات: 2,568
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن الحلبي مشاهدة المشاركة
سلمت يمينُك -أبا هارون-...
لعل من في قلوبهم بقايا إنصاف يرجعون..
...لو كانوا يعقلون..
........................
__________________
قال الله سبحانه تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

قال الشيخ ربيع بن هادي سدده الله :
( الحدادية لهم أصل خبيث وهو أنهم إذا ألصقوا بإنسان قولاً هو بريء منه ويعلن براءته منه، فإنهم يصرون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج )

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.