مشكلة بعض الشيوخ في مصر مع ثبات المواقف وطرد الأصول.

[مختار طيباوي]

مشكلة بعض الشيوخ في مصر
مع ثبات المواقف وطرد الأصول




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده،والصلاة و السلام على من لا نبيَّ بعده.
قال الخطابي في رسالته(الغنية عن الكلام وأهله):
(( عصمنا الله تعالى وإياك من الأهواء المضلة ،والآراءالمغوية ،والفتن المحيرة ،ورزقنا وإياك الثبات على السنة، والتمسك بها، ولزوم الطريقة المستقيمة التي درج عليها السلف، وانتهجها بعدهم صالح الخلف، وجنبنا وإياك مداحض البدع، وبنيات طرقها العادلة عن نهج الحق وسواء الواضحة، وأعاذنا وإياك من حيرة الجهل، وتعاطي الباطل، والقول بما ليس لنا به علم ،والدخول فيما لايعنينا، والتكلف لما قد كفينا الخوض فيه ونهينا عنه، ونفعنا وإياك بما علمنا ،وجعله سببًا لنجاتنا، ولاجعله وبالا علينا برحمته، وقفت على مقالتك وماوصفته من أمر ناحيتك وظهور ماظهر بها من مقالات أهل الكلام، وخوض الخائضين فيها وميل بعض منتحلي السنة إليها، واغترارهم بها))
أما بعد: في سنة2003 كتبت مقالا عن قناة الجزيرة الفتناوية بينت فيه أنها قناة وظيفتها تذكية نار الفتنة في العالم العربي و الاسلامي، وأنها توظف الاسلاميين السياسيين بكفاءة عالية قد يقول بعض السذج: إنه تقاطع مصالح لكن.....
وفي هذه السنة كنت كتبت ردا طويلا على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق بعد ظهوره على قناة الجزيرة في حصة" الشريعة و الحياة" بعنوان:(بيان الاختلالات العلمية في منهج الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق) وقفت فيه على بعض ردوده الخاطئة على محاوره ،وعلى رؤيته للسياسة .
وانا هنا لا أريد الوقوف عند الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق ،ولا هو موضوع هذا المقال ، ولكن تصرف بعض الشيوخ المصريين بما يدل تناقضهم و اضطرابهم ،وأن الأحداث في مصر أكبر من فهمهم و علمهم وقدرتهم على استيعابها و حسن التعامل معها و النظر العميق في عواقبها وأن مرد هذا التناقض الحيرة و ليس الهوى كما يزعم بعضهم.
من المعلوم أن أهل العلم الحقيقيين و ليس الوعاظ لهم مقدمات علمية عند طردها يلتزمون بلوازمها ،وكل من قال بالقول الصحيح في القضايا العلمية طرد هذا الأصل فاستقام قوله ولم يتناقض كما يتناقض غيره .
فترى الواحد من هؤلاء ينعقد في نفسه شيء من شبهة أو وهم أو فكرة يأخذها من جريدة أو نشرة أخبار رآها في الليل فيصبح يفتي بفتوى جديدة غير ناظر إلى ما يعارض ذلك من الموانع الراجحة فهذا يفسد دين كثير من الشباب و في الأخير يضيق عليهم عقولهم ودينهم فتراهم لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء.
فهؤلاء الشيوخ الذين ليس لهم كليات محيطة بعلوم الشريعة لأنهم لم يخرجوا من كتب "القصص"، و"الوعظ و التذكير" أو حتى "الحديث" لا يعرفون أن طرد الدليل يوجب طرد العلة الصحيحة ،فكيف تفهم قول أحدهم في مصر: "الديكتاتورية خير من الفوضى" ثم نراه يتصرف بما يخالف هذا !
وتارة يحرم المظاهرات وتارة يبيحها،ومرة يذم السياسة ومرة يمدحها(؟!)
فهل يقاس على نصين قياسا ينقضه النص الآخر فهذا دليل فساد القياس.
نعم الطرد ضروري لكن عندما يكون في دليل صحيح، فإن الدليل الفاسد إذا طرد خرج بصاحبه إلى أقوال ظاهرة الفساد فتراه يلزم لأجله ما لا قبل له به.
إن الثبات في الفتن و القضايا المدلهمة التي تصيب الأمم كما أصاب أمتنا يلزمه أولا الاعتدال في العلم، في الطلب و التحصيل ،و في المدارسة، و الاعتدال في النظر إلى الأمور قال تعالى: {إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} فأمر بالثبات، و جعل من علاماته: الذكر الكثير.
فالعالم لا تستفزه الفتن لقوة قلبه بالذكر ،و لاكثرة القيل و القال لانه يرد كلام الناس إلى الشريعة، ولا يتكلم في قضايا الأمة بالعجلة و التسرع ،ولا يستخفه الذين لا يعلمون من الصحفيين و السياسيين و دعاة السياسة المولعين بالحكم ،ولايقلقه الطائشون، و خفاف العقول، و المتعجلون من الدعاة ،بل هو ثابت على النصوص، موقن بها، متأن في نظره وحكمه ،متمالك لنفسه لا يدع المشاعر تتلاعب به، لا يلتفت الى ألون الطيف "قوس الالوان" التي تاتي مع أوائل الأمور بل هو دائما ناظرٌ إلى عواقبها .
وهنا أقول لهؤلاء الدعاة المتقلبين عن حيرة وليس عن هوى : أصل الثبات على الحق يأتي من دوام الفقر إلى الله تعالى ،وأصل الفقر معرفة التقصير حتى يلهمك الله صوابك ويجعله حليفك وقرينك.
«اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما،
ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم» رواه النسائي.
وهذا النقد لا يستلزم لا شرعا ولا عادة أن يصير هؤلاء الشيوخ مبتدعة أو ظالمين لأنهم وقعوا في حيرة أو اضطربت أقوالهم أو تصرفاتهم بسبب تعارض شبه في عقولهم وقيام إرادات متعارضة في انفسهم فهذا ليس من منهج أهل السنة بل هو منهج السفهاء و الحمقى كالمشرفين على موقع الرذيلة البيضاء الذين سأرد على خفة عقولهم وسخافة أنفسهم بهذا المقال:" كشف ألوان الحرباء في موقع الرذيلة "البيضاء".

[أبو عبد العزيز الأثري]

ولكن تصرف بعض الشيوخ المصريين بما يدل تناقضهم و اضطرابهم ،وأن الأحداث في مصر أكبر من فهمهم و علمهم وقدرتهم على استيعابها و حسن التعامل معها و النظر العميق في عواقبها وأن مرد هذا التناقض الحيرة و ليس الهوى كما يزعم بعضهم.

جزاك الله خير
وواصل بمقالاتك النافعة

[ابو العبدين البصري]

جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا التأصيل الجميل.
وأتمنى من الأخوة أن يقفوا عند هذه العبارات التي تدل على عدم السكوت عن الخطأ وعدم التشنيع عل المخطئ في نفس الوقت لأن فتنة مصر فتنة عظيمة يصبح الحليم فيها حيران فعلى ما الاستعجال؟!


وأن مرد هذا التناقض الحيرة و ليس الهوى كما يزعم بعضهم.

وهنا أقول لهؤلاء الدعاة المتقلبين عن حيرة وليس عن هوى...

وهذا النقد لا يستلزم لا شرعا ولا عادة أن يصير هؤلاء الشيوخ مبتدعة أو ظالمين لأنهم وقعوا في حيرة أو اضطربت أقوالهم أو تصرفاتهم بسبب تعارض شبه في عقولهم وقيام إرادات متعارضة في أنفسهم فهذا ليس من منهج أهل السنة بل هو منهج السفهاء و الحمقى.....................

[عمربن محمد بدير]

مع صغر المـقال (على غير العادة)إلاّ أنك شيخنا أبا هارون هدمت ببنيان الغلاة مرة أخرى ...
فيما نقضْتَ ما يتشبث به بعض دعـاة مصر،من غواية السياسة..و زيفها...

[أبو الأزهر السلفي]

قال فضيلة الشيخ أبي مسلمة عبد الحق التركماني -حفظه الله-:
(( العالم الرباني والداعية الصادق قد يبتلى بمثل هؤلاء الغوغاء فيضطرُّ للسكوت عن بعض الحق، وللمداراة والتقية أحيانًا دفعًا لشرٍّ محقَّقٍ أو مفسدةٍ كُبرى، لكنه رغم ذلك يثبت على إيمانه وعقيدته، ولا يغيِّر جلده ولا لونه، ولا يتنازل عن شيء من دينه لإرضاء العامة والدهماء، فلا يبتغي رضى الناس بسخط الله تعالى. أما الإسلامي الحركي الذي لا يلوي على عقيدة ثابتة راسخة ولا على منهج قويم؛ فدأبُه أبدًا تغيير وجهه، والتنازل عن عقيدته، والتلاعب بدينه؛ أرضاءً للغوغاء، وكسبًا لأصواتهم، وتجميعًا لغثائيتهم. فليتذكَّر هذا الصنف المتهوك أمر ربِّنا عزَّ وجلَّ لنبيِّه الكريم وهو أمرٌ لكلِّ من اتَّبعه وسار على نهجه: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49]، فتضمنت هذه الآية الكريمة الإشارة إلى الأصول الجامعة لموقف الداعية من المخالفين والغوغاء:
الأصل الأول: أن يلتزم ما أنزل الله تعالى في حكمه بينهم، سواءٌ كان حكمًا ملزمًا لتوفر أسباب الإلزام به، أم كان حكمًا غير ملزم يراد به إظهار المعتقد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحجة وإعلان الموقف. والأصل الثاني: عدم اتباع أهوائهم، وهو نهيٌ عامٌّ شامل لكل صورها ومراتبها. وتذكر هذا النهي والتأكيد عليه مهمٌ للمسلم الذي لا ينقطع عنه ضغط أهواء أهل الباطل. والثالث: الحذرُ من الافتتان بهم بالتنازل عن بعض ما أنزل الله من أمر العقيدة أو الشريعة، وقد وقع في هذا المحذور كل من ميَّع أمر الدين وضيَّع بعضه من أجل استرضاء من هو في أسوأ حالاً منه في البعد عن منهاج الله.
والرابع: عدم الاكتراث بتوليهم وإعراضهم عن الدعوة؛ فإن الالتفات إلى ذلك يحمل على السعي لاسترضائهم وهو ذريعة لاتباع أهوائهم والافتتان بها عن بعض الحقِّ. والخامس: ملاحظة جانب القدر الكوني فيما أراده الله تعالى لهم عقوبة لهم بذنوبهم، فالتكلُّف في دعوتهم بالطرق والوسائل التي لم يأذن الله تعالى بها لا يجدي نفعًا. والسادسُ: أن الخروج عن الحق والإعراض عنه هو حال الأغلب والأكثر من الناس. فمن فقه هذه الأصول وتثبت عليها لم تزحزحه عن الحقِّ والهدى أهواء الغوغاء وفتنهم. والله الهادي والموفِّق.))

من مقال (احذروا الغوغاء!)

[خثيرمبارك]

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ابا هارون ونفع بك .

[لؤي عبد العزيز كرم الله]

بارك الله فيك شيخنا وأحسن إليك ونفع بك ونسأل الله أن يصلح الأحوال ‏.

[أبوالأشبال الجنيدي الأثري]

أهل السنة أعلم الناس بالحق وأرحمهم بالخلق .
والسلفية لا تقدس أحدا ولا تعصم أحدا , من خالف الحق والصواب رد عليه بما يقتضيه المقام ,
حتى لو شدد عليه رحمة به وبأتباعه , ولكن هذا لا يعني أبدا الإسقاط والتبديع والتضليل !
فقد عرفنا من سلوكيات غلاة التجريح النقد والرد عندهم = الجرح والإسقاط , ولذلك تراهم إذا أرادوا
أن يحذروا من شخص قالوا : رد عليه الشيخ فلان ! وكأن الرد تجريح عندهم !
حمدا لله على سلامتك أبا هارون , وسعدت بمكالمتك والإطمئنان عليك ..
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ .

[أسامة الأثري المسيلي]

جزاك الله خيرا ..{أبوالأشبال الجنيدي الأثري}مااحسنه من كلام ببيان،وأعذبه من أدب وانصاف..‏
فكم تجنّوا على أبرياء، وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء، وكم نالوا من علماء ‏وعظماء...‏
يقول الإمام الذهبي رحمه الله: ولو أن كل عالم تركنا قوله بمجرد خطأ وقع فيه، ‏أو كلام الناس فيه ما سلم معنا أحد، ونعوذ بالله من الهوى والفظاظة، فالله ‏المستعان.‏
روى ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" عن الحسن البصري أحد كبار ‏علماء التابعين أنه قال: اللهم إليك نشكو هذا الغثاء الذي كنَّا نحدث عنه، إن ‏أجبناهم لم يفقهوا، وإن سكتنا عنهم وكلناهم إلى عي شديد. والله لولا ما أخذ ‏الله على العلماء في علمهم ما أنبأناهم بشي أبدا (1: 6).‏

دَعْوَتُنَا دَعْوَةََََ أَدِلَّةٍ وَنُصُوصٍ وليْسَت دَعْوَة أسْمَاءٍ وَشُخُوصٍ .
دَعْوَتُنَا دَعْوَةََََ ثَوَابِتٍ وَأصَالَةٍ وليْسَت دَعْوَة حَمَاسَةٍ بجَهَالِةٍ .
دَعْوَتُنَا دَعْوَةََََ أُخُوَّةٍ صَادِقَةٍ وليْسَت دَعْوَة حِزْبٍيّة مَاحِقَََة ٍ .
وَالحَقُّ مَقْبُولٌ مِنْ كُلِّ أحَدٍ والبَاطِلُ مَردُودٌ على كُلِّ أحَدٍ .

[عبد الكريم السلفي]

قال تعالى : وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا* (النساء 83)
فالمشكل لا هو طرد ولا حصر ولا xxxx
المشكل أنهم لا يرون وصاية لأحد على السلفية فتراهم مستقلين بفهومهم نائين بها عن العلماء الربانيين الراسخين
قال صلى الله عليه وسلم في مسألة أيسر بكثير من هذه الفتن ...ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال.